السلطان أحمد المنصور الذهبي ========================
السلطان أحمد المنصور الذهبي بن محمد الشيخ المهدي بن محمد القائم بأمر الله الزيداني الحسني السعدي،
من الملوك السعديين، وأحد ملوك المغرب العظام.
ولد بفاس عام 956هـ /1549م
وبويع في ساحة معركة وادي المخازن الظافرة يوم الاثنين متم جمادى الأولى سنة 986/ 4 غشت 1578.
و دام حكمه للمغرب نحو حوالي 26 سنة
يعتبر عهده أزهى عهود الدولة السعدية رخاء وعلما وعمرانا وجاها وقوة.
==================
ثقافته :
تميز عهده بالطابع العلمي الثقافي إذ كان يرعى العلماء والمتعلمين، ويعقد مجالس علمية عامة وخاصة في أوقات معلومة لا تتخلف، يحضرها علماء دولته من الشمال والجنوب، فيغدق عليهم الصلات والعطايا
وكان هو أيضاً ذو مشاركه واسعة في العلوم اللغوية والشرعية،
والمدهش أنه كان أديبا شاعرا ناثرا، ورياضيا موهوبا مواظبا على دراسة أمهات كتب الحساب والجبر والهندسة لأقليدس وابن البناء وأضرابهما.
كان غالب حاشيته ورجال بلاطه من العلماء والأدباء حتى قادة الجيش وولاة الأقاليم.
وتعتبر مكتبته بمراكش أعظم مكتبة في عهده المزدهر وكانت تحتوي من نفائس مؤلفات القدماء والمحدثين ما لم تحوه مكتبة أخرى.
----------------
مؤلفاته :
1- كتاب " المعارف في كل ما تحتاج إليه الخلائف"،
هذا كتاب في علم السياسة
2- كتاب "العود أحمد"
جمع فيه الأدعية المأثورة عن الرسول (صلي الله عليه وسلم)، المأخوذة من كتب الحديث الصحاح.
وله "فهرس" ذكر فيه شيوخه وما قرأ عليهم
3- "ديوان" صغير جمع فيه أشعاره، و"ديوان أشعار العلويين" لم يكمله.
--------------------
بعد معركة وادي المخازن، اضطلع السلطان أحمد المنصور بأعباء دولته وفكر وقدر أن قواته في التسعينات من القرن العاشر الهجري لا تستطيع اختراق حاجز الدولة العثمانية في الشرق، ولا مصادمة الاسبان وراء مضيق جبل طارق ، فلم يبق أمامه مجال للعمل إلا من ناحية الجنوب :
فاسترد في يسر ( صحراء تيكورارين وتوات )،
وأخضع الإمارات السودانية الصغيرة في منطقة حوض السنيغال.
وسَالـَم (مملكة بورنو-كانم ) في الجهة الشرقية بعد أن خطب وده ملكها وبايعه،
ولم تقف في وجهه سوى ( مملكة سنغاي) وريثة الامبراطوريتين العريقتين مالي وغانا، فجهز لها حملة كبرى انتهت بالاستيلاء عليها عام 999/1591.
وبذلك أصبحت رقعة نفوذ الدولة السعدية تمتد جنوبا إلى ما وراء نهر النيجر، وتصل شرقا إلى بلاد النوبة المتاخمة لصعيد مصر.
واعتنى السلطان أحمد المنصور بزراعة السكر وصناعته، ووسع مزارعه التي لم تعد قاصرة على سوس وإنما أصبحت تنتشر في بلاد حاحا وشيشاوة القريبة من مراكش. وطور مصانع تصفية السكر، وجهزها بأحدث الآلات بحيث أصبح السكر المغربي مرغوبا فيه من مختلف البلاد الإفريقية والأوربية.
ووظف عائدات تجارة السكر والتبر المجلوب من السودان في تشييد منشآت عمرانية دينية وعلمية وعسكرية في مختلف أنحاء البلاد، وأعظمها (قصر البديع) بمراكش الذي لم يبن قبله مثله في هذه البلاد.
وحظي السلطان أحمد المنصور باحترام الدول الأوربية، وسعت بعضها إلى ربط علاقات ودية معه مثل انكلترا وفرنسا وهولندا. وكانت علاقاته السياسية متينة مع ملكة بريطانيا ( إليزابيت الأولى) التي رغبت في التعاون معه على احتلال الهند على أن يتولى المغرب تموين الحملة بالمال وانجلترا بالأسطول والرجال.
اغتيل بمدينة فاس مطعونا ليلة الاثنين 16 ربيع الأول 1012هـ /24 غشت 1603م
ودفن بإزاء مقصورة الجامع الأعظم بفاس الجديد.
ثم نقل إلى مراكش ودفن في قبور الأشراف السعديين قبلي جامع المنصور بالقصبة.
المصدر :
مادة "أحمد المنصور الذهبي" بكتاب الأستاذ ( محمد حجي)المغربي 1: 173 - 175
=========================
موضوعات ذات صلة :[/b]
تاريخ المغرب (عهود السعديين والعلويين)