منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الدولة الأُرتقية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

الدولة  الأُرتقية Empty
مُساهمةموضوع: الدولة الأُرتقية   الدولة  الأُرتقية Icon_minitimeالأربعاء يناير 18, 2012 11:25 am


الدولة الأُرْتُقية
(495-812هـ/1101-1409م)




تنتسب الدولة الأُرْتُقية إلى مؤسسها (أُرْتُق ابن أَكْسَك )، وهو من قبيلة الدُقِر

وقد شاركت قبيلة الدُقِر في بناء كيان الدولة السلجوقية، ثم أسست دولة

وعاشت دولتهم من 495هـ إلى 812هـ
وبالتاريخ الميلادي عاشت دولتهم من سنة 1101 إلى 1409
وكانت دولتهم تشمل ديار بكر ومارِدِين وحصن كَيْفا وخَرْتَبِرت و ميّافارقين، ومنبج،
وامتد سلطان دولتهم أحياناً الي منطقة حلب

وانقسمت دولتهم الموحدة إلى ثلاث دويلات:
1-دويلة أراتقة كَيْفا وآمد
2- ئ أراتقة مارِدِين
3- دويلة أراتقة خرتبرت.

ولطول عمر هذه الدويلات عاصرت العديد من الدول الكبري علي كوكب الأرض مثل :
1-دولة السلاجقة
2- الدولة الأيوبية
3- دولة المماليك
4- دولة المغول
فكانت الدويلات تنعم بالاستقلال في بعض فترات الزمان تارة وتخضع للدول الكبرى في العالم في أزمنة أخرى
وتراوحت علاقتها بالفرنج الصليبيين بين المسالمة أحياناً والمحاربة أحياناً ً.
===========


سعي السلاجقة لاستمالة قبيلة الدقر لأنها قبيلة كبيرة من الغز التركمان، فمنحوهاا الإقطاعات، واختاروا بعض فرسانها قادة لبعض حملاتهم العسكرية،
وكان من هؤلاء القادة العسكريين (أُرْتُق )

=============
سيرة أرتق :
=============
اسمه : ظهير الدين أُرْتُق ابن أَكْسَك أو أكسب
السلطان السلجوقي ملك شاه بن ألب أرسلان، أدخله ضمن مماليكه المنوط بهم القتال ودخول الحروب

صقلته الحروب وحسن القتال والتخطيط للمعارك
سنة 465هـ (1072م ) حارب البيزنطيين في آسيا الصغرى ،
سنة 470هـ(1077م ) قاتل قرامطة البحرين وأخضع المنطقة للسلاجقة،
ثم استولى على حُلْوان والجبُّل وما جاورهما شرقي العراق
ولما اتضحت بطولته وبدا من أبطال الحروب العسير هزيمتهم لما اتصف به أُرْتُق من الشجاعة وحسن التصرف خلال المعارك قرر ( ملك شاه ) تكليفه بالعمل والياً علي حلوان من العراق
واستمر في هذا المنصب حتي سنة 477هـ/1084م.

وشارك في حملة السلاجقة الثانية على بلاد الشام وديار بكر، وكان له دور مهم في الاستيلاء على الموصل.
ثم نإن أرتق إلى الشام ودخل في طاعة (تاج الدولة تُتُش بن ألب أرسلان ) وساعده في قتاله مع (سليمان بن قتلمش).
وفي سنة 479هـ(1086م) أقطعه تُتُش ( إقطاعية القدس ) بفلسطين ، ، لوقوعها على الخطوط الأمامية في الصراع بين السلاجقة والفاطميين
ولتكون القدس المهمة للمسلمين دينياً حجر الزاوية في نشاطهم السياسي والعسكري

وفي سنة 484هـ(1091م) مات أُرْتُق في القدس تاركاً حكمها لولديه سُقمان (سكمان) وإِيلغازي

================
سُقمان وإِيلغازي :
================
تدخل سُقمان وإِيلغازي في الصراع الذي شهدته بلاد الشام والمناطق التابعة للسلاجقة، فقد ظلا على موالاتهم لتتش حتى مقتله
فأعطي تُتُش (إقطاع سروج ) إلي سُقمان .

وفي سنة 488هـ/1095م، لقي تتش مصرعه قتلاً
ونشب الصراع بين ولديه رضوان ودُقاق.
وأسهم سُقمان وإِيلغازي بعد تُتُش في أحداث هذا الصراع

وفي سنة 489هـ/1095م، حاول (رضوان ابن تتش )ضم الأراتقة إلى صفه في صراعه مع أخيه دُقاق، فأعطي سُقمان ( إقطاعية معرة النعمان وأعمالها)

وبقي أبناء أرتق في القدس حتى سنة 491هـ/1097م،

وفي سنة 490هـ/1097م دارت معركة القويق التي انتصر فيها سُقمان على دقاق وحليفه صاحب أَنطاكية(ياغي سيان) ،
وكانت نتيجة المعركة أن أصبح له نفوذ كبير على رضوان.

وفي سنة 491هـ/1098م، استولي الفاطميون علي القدس
ولم يطل حكمهم لها

سمح الأفضل بن بدر الجمالي لسُقمان وإِيلغازي بالخروج آمنين إلى دمشق ومعهما ابن أخيهما ياقوتي، وابن عمهما سونج، فمضى سُقمان إلى ديار بكر وانفرد بالسلطة فيها لكثرة التركمان في المنطقة،

لسوء الحظ استولى الصليبيون القادمون من أوروبا على القدس وماحولها سنة 1099 بعد 11 شهراً من استيلاء الفواطم عليها

وفي سنة 495/1101م، استولي سقمان على (حصن كَيْفا ) فاتخذه قاعدة لتوسيع ممتلكاته هناك فاستولى على حصن دارا القريب، وسيطر على بعض المقاطعات في أقصى الشمال،

و في سنة 1102م استولى سقمان على (مارِدِين)
ثم استولي علي رأس العين
وهكذا استطاع سُقمان في غضون السنتين 1101 و1102 أن يضم إلي إمارته المراكز العسكرية والاقتصادية المهمة في ديار بكر

وبعدها ليثبت أقدامه في منطقة ديار بكر قرر سقمان أن يلجأ سياسة التودد مع الحكام المحيطين بإمارته فاعترف باستيلاء (قليج أرسلان ) على ميّافارقين سنة 498هـ(1105م)،
ومع ذلك لم يدم حكم سُقمان لديار بكر طويلاً فقد مات في نفس السنة .

أما أخوه ( إِيلغازي ) ففارق أخاه بعد لجوء الأخوين إلى دمشق وسار إلى بغداد وحصل على (إقطاع حلوان)، التي كان إقطاعاً لأبيه، ثم تسلم «شحنة» بغداد فلم يحسن السيرة فيها
وفي سنة 496هـ/1102م حدثت فتنة أدت لخروج إِيلغازي من بغداد وارتد إلى حلوان،
ولما ماتسقمان سنة 1105 سار أخوه ( إِيلغازي ) إلى ديار بكر واستولى على مارِدِين وبعض الحصون الأُرْتُقية الأخرى.وترك لابن أخيه ( إِبراهيم بن سُقمان) حصن كَيْفا، فانقسمت إِمارة الأراتقة في ديار بكر إِلى قسمين :
صارت (مارِدِين) قاعدة إِيلغازي بن أُرْتُق وأبنائه،
وصار ( حصن كَيْفا ) قاعدة أبناء سُقمان بن أُرْتُق،

وكان يتبع كلاً من هاتين الإِمارتين عدد من الحصون والقرى
لتي كانت تتسع أو تتقلص بحسب قوة الأراتقة وضعفهم
ولم يحاول أي من الإِمارتين الدخول في وحدة اندماجية لمجابهة الأخطار المحدقة بهما، بل كثيراً ما كانت العلاقات تسوء بين الإِمارتين إلى درجة الحرب والغزو.

===


سار ( إِيلغازي ) أمير مارِدِين على سياسة أخيه سُقمان في استغلال تطورات الأحداث مثل ضعف حاكم لإحدي الامارات فكان يستولي عليها أو موت أحد الأمراء وحدوث نزاع بين أولاده ، أو حتي الحرب بين امارتين قريبتين منه فهنا كان ينضم إِلى احداهما في تحالف ،وكل ذلك بطريقة براجماتية من أجل الاحتفاظ باستقلال دويلته وتوسيع ممتلكاتها من أراضي .

في سنة 500هـ/1107م استغل وفاة صاحب الموصل وما نجم عنها من خلافات بين ورثته فضم نصيبين إلى أملاكه.

وفي سنة 502هـ/1108م تولى الموصل (مودود بن التونتكين) فأخذها منه مقابل إِقطاعه حرَّان
ثم ضم إِليه الضياع التي كانت حول ميّافارقين.
وفي سنة 511هـ/1117م دعاه أهل منطقة حلب وما يحيط بها لاحتلال منطقتهم لعجز أمرائها من أحفاد رضوان بن تُتُش وأوصيائهم عن حمايتها من الصليبيين، فقام بضم حلب بناء علي طلب أهلها ولارضاء أمراء حلب قاتم يمنحهم اقطاعيات بالمواقع والحصون المجاورة كبالس والقُلَيعةبينما هو بضم حلب جعل إِمارة مارِدِين تبلغ أقصى اتساعها. التاريخي

لم يستطع إِيلغازي الاستقرار في حلب فكان يتردد بينها وبين مارِدِين وأناب عنه على حلب ابنه (حسام الدين تمُرتاش )، من دون أن يتخذ الإِجراءات الكفيلة بتعزيز دفاعها أمام الصليبيين، كما أن أبناءه لم يحسنوا الإِدارة فيها، وكانت لهم فيها مظالم ومصادرات، إِضافة إِلى اساءتهم لأبيهم
. فقد خلع سليمان بن إِيلغازي طاعة أبيه في حلب، فاضطر أبوه إِلى التوجه إِليها على جناح السرعة سنة 515هـ/1122م، ودخل حلب وسط مظاهر الحفاوة، فأحسن إِلى أهلها، ورفع عنهم بعض الضرائب
ثم ارتد إِلى مارِدِين في المحرم من سنة 516هـ/1122م لخطر أحاق بها. ولم يلبث أن توفي في السنة نفسها ودفن في ميّافارقين، فانقسمت إِمارة مارِدِين وخَرْتَبِرت، وسارعت الإمارات المحيطة إلى اقتطاع أجزاء من إِمارة مارِدِين
ولكن همة ومساعي الأمير (حسام الدين تِمُرتاش بن إِيلغازي ) جعلته يتمكن سنة 518هـ(1124م )من إِعادة توحيد إِمارة أبيه بالتدريج، واستعاد ة ما سُلخ منها.

لم تتضح في هذه المرحلة طبيعة العلاقات بين إِمارة مارِدِين، وإِمارة حصن كَيْفا، ويبدو أن إالأخيرة كانت تتبنى سياسة انعزالية، فلم تسهم في الأحداث العامة سواء في ديار بكر أم في شمالي الشام.

أما علاقة الأراتقة الرسمية بالخلافة العباسية والسلطنة السلجوقية منذ تأسيسها حتى سنة 521هـ/1127م، فقد كانت ودية فيما عدا مرات قليلة،
وكان الأراتقة يخطبون بالدعاء للخلفاء العباسيين، وللسلاطين السلاجقة معاً ويضربون السكة باسمهم، ويقدمون لهم الطاعة والخضوع الاسمي، فضلاً عن وضع قواتهم، ولو اسمياً بتصرف السلاجقة. ويحتمل أنهم كانوا يؤدون للسلاجقة قطيعة سنوية بحسب ما هو مقرر في النظام الإِقطاعي السلجوقي.

======
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

الدولة  الأُرتقية Empty
مُساهمةموضوع: حكام الدويلات الأرتقية   الدولة  الأُرتقية Icon_minitimeالأربعاء يناير 18, 2012 11:29 am


قائمة أمراء الأُرْتُقيين ومدد ملكهم في إمارة كَيْفا وآمد
1 - سُقمان بن أُرْتُق معين الدولة

495 -498هـ/1101-1104م

2 - إبراهيم بن سُقمان

498 -502هـ/1104-1108م

3 - داود بن سُقمان ركن الدولة

502-543هـ/1108-1148م

4 - قره أرسلان بن داود فخر الدين

543 -570هـ/1148-1174م

5 - محمد بن قره أرسلان نور الدين

570-581هـ/1174-1185م

6 - سُقمان بن محمد قطب الدين

581 -597هـ/1185-1200م

7 - محمود بن محمد ناصر الدين

597-619هـ/1200-1222م

8 - مودود بن محمود المسعود ركن الدين

619 -630هـ/1222-1232م

===========================
قائمة أمراء الأُرْتُقيين ومدد ملكهم في إمارة مارِدِين

1 - إِيلغازي بن أُرْتُق نجم الدين

502 -516هـ/1108-1122م

2 - تِمُرتاش بن إِيلغازي حسام الدين

516 -547هـ/1122-1152م

3 - ألبي بن تِمُرتاش نجم الدين

547-572هـ/1152-1176م

4 - إِيلغازي بن ألبي قطب الدين

572-580هـ/1176-1184م

5 - يولق أرسلان بن إِيلغازي حسام الدين

580-597هـ/1184-1200م

6 - أُرْتُق أرسلان إِيلغازي ناصر الدين المنصور

597-637هـ/1200-1239م

7 - غازي بن أُرْتُق نجم الدين السعيد

637 -658هـ/1239-1260

8 - قره أرسلان بن غازي المظفر

658-691هـ/1260-1292م

9 - داود بن قرة أرسلان شمس الدين

691 -693هـ/1292-1294م

10 - غازي بن قره أرسلان نجم الدين

693 -712هـ/1294-1312م

11 - علي ألبي بن غازي عماد الدين العادل

712 هـ/1312م

12 - محمود بن غازي شمس الدين الصالح

712 -765هـ/1312-1363م

13 - أحمد بن محمود المنصور

765 -769هـ/1363-1367م

14 - محمود بن أحمد الصالح

769 هـ/1367م

15 - داود بن محمود المظفر

769 -778هـ/1367-1376م

16 - عيسى بن داود مجد الدين الظاهر

778-809هـ/1376-1406م

17 - أحمد بن السعيد اسكندر الصالح شهاب الدين

809-812هـ/1406-1409م
======================
قائمة أمراء الأُرْتُقيين ومدد ملكهم في إمارة خَرْتَبِرت

1- بلك بن قره أرسلان أبو بكر عماد الدولة

581 -600هـ/1185-1203م

2 - إبراهيم بن أبو بكر نظام الدين

600 -620هـ/1203-1223م

3 - الخضر بن إبراهيم عز الدين

620 -631هـ/1223-1233م

4 - أُرْتُق شاه بن الخضر نور الدين المعز

631 توفي 660هـ.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

الدولة  الأُرتقية Empty
مُساهمةموضوع: علاقة الأرتقيين مع الزنكيين   الدولة  الأُرتقية Icon_minitimeالأربعاء يناير 18, 2012 11:33 am


تسلم عماد الدين زنكي سنة 521هـ/1127م إِمارة الموصل، فتغير ميزان القوى في الموصل وديار بكر والشام، ودخل الأراتقة مرحلة جديدة من حياتهم السياسية وعلاقاتهم الخارجية ونشاطهم العسكري.

فقد حل زنكي محل الأراتقة في حلب، وكان عليه أن يوجد جسراً بينها وبين الموصل، وكانت إِمارات الأراتقة في ديار بكر قلب ذلك الجسر. فبدأ سنة 523هـ/1129م بالاستيلاء على نصيبين، وأدرك الأراتقة مدى الخطر الذي يحيق بممتلكاتهم من صاحب الموصل، فوحدوا جهودهم وتحالفوا سنة 524هـ/1130م مع التركمان في المنطقة فقاتلهم زنكي بالقرب من دارا وهزمهم، واستولى على دارا وغيرها. ومع ذلك فضل عماد الدين زنكي اللجوء إلى الأساليب السياسية، وعمل على بث الفرقة في صفوف الأراتقة لتحقيق أغراضه، فتحالف مع تِمُرتاش صاحب مارِدِين على ابن عمه داود بن سُقمان صاحب حصن كَيْفا الذي تولى الحكم بعد وفاة أخيه إبراهيم سنة 503هـ/1109م.
وتعاون زنكي وتِمُرتاش على حصار آمد سنة 528هـ/1134م كما استوليا معاً على قلعة الصور في السنة نفسها، وتخلى عنه زنكي لحسام الدين تِمُرتاش تقديراً لمساعداته وتأكيداً لتحالفهما. وأدى هذا التعاون إلى ازدياد حدة الصراع بين فرعي الأراتقة.
كذلك ساعد زنكي تِمُرتاش على الاستيلاء على جبل جور والسيوان، وسلم له حصن دارا، في حين استولى تِمُرتاش بنفسه على قلعة الهتَّاخ من الدولة المروانية سنة 530هـ/1135م. ولما أدرك الأُرْتُقيون أن الخلاف الناشب بينهم لم يكن إِلا في مصلحة زنكي سعوا في بداية سنة 536هـ/1141م، إِلى تبادل الرسل، ودارت مفاوضات آلت إِلى إِقرار الصلح بينهم.
وبادر زنكي الذي أدرك ما يحاك من ورائه إِلى العمل السياسي مرة أخرى فتقرب من عدوه بالأمس صاحب حصن كَيْفا الأُرْتُقي وصالحه، وأقر له الأُرْتُقي بالطاعة، وخطب له بعد أن كان من أشد أعدائه في المنطقة، ونُبذ صاحب حصن مارِدِين فانعزل عنهما. وقد أدت هذه الخطوات إِلى زيادة نفوذ عماد زنكي في ديار بكر، فاستولى على عدد من القلاع والحصون في أقصى شمالي ديار بكر، ورتب أوضاعها، وأقام حامية عسكرية في كل منها، ثم صب جهوده لتصفية الإِمارات الأُرْتُقية، وتهيأت له الظروف بوفاة صاحب حصن كَيفْا داود بن سُقمان سنة 539هـ/1144م، فاستولى على مناطق مهمة من إمارة كَيْفا الأُرْتُقية واسترد بعض الحصون التي كان قد وهبها لحسام الدين تِمُرتاش مثل جور وسيوان، وسيطر على أهم المناطق الاستراتيجية في ديار بكر واستقر له الأمر فيها.

ولكن انشغال زنكي سنة 539هـ/1144م بتحرير إِمارة الرها من الصليبيين أتاح الفرصة لِتمُرتاس الأُرْتُقي صاحب مارِدِين، كي يوثق علاقاته بالإِمارات المحلية المجاورة له بسلسلة من المصاهرات بين أفراد الأسرة الأُرْتُقية، وخلا الجو لتِمُرتاش وابن عمه قره أرسلان بن داود بمقتل زنكي سنة 541هـ/1146م وهو يحاصر قلعة جعبر. فسعيا إلى استرداد المواقع التي استولى عليها زنكي في ديار بكر، وحققا في مسعاهما نجاحاً مؤقتاً، إِذ تصدى لهما سيف الدين غازي ابن زنكي (ت 544هـ/1149م) من الموصل واسترد معظم ما استولى عليه صاحبا حصن كَيْفا ومارِدِين.
وتابع أخوه نور الدين محمود ابن زنكي المهمة من عاصمته في حلب فتحالف مع صاحب حصن كَيْفا، وأفسح له في المجال لتصفية بعض إِمارات المناطق المحيطة به.

توفي حسام الدين تِمُرتاش سنة 547هـ/1152م، وتولى الإِمارة من بعده ابنه نجم الدين ألبي، فسيطر على جميع أملاك أبيه، ولم يختلف عليه أحد، ولم يعص عليه موضع.

وظلت علاقات نور الدين محمود مع صاحب حصن كَيْفا قره أرسلان بن داود جيدة حتى وفاة قرة أرسلان سنة 562هـ/1166م واستمرت هذه العلاقة على حالها مع صاحب كَيْفا الأُرْتُقي الجديد محمد بن قره أرسلان، الذي ساعد نور الدين محمود على بسط سيطرته على الموصل. وبعد وفاة نور الدين محمود سنة 569هـ/1173م تعرضت المواقع القريبة من مارِدِين لهجمات أمير الموصل، إِلا أنه لم يتعرض لمارِدِين نفسها.

وهكذا يبدو أن إِمارتي مارِدِين وحصن كَيْفا دخلتا في طاعة نور الدين من الناحية الرسمية (الخطبة والسكة) على اختلاف مواقفهما منه وقد تأكد ذلك في صورته النهائية سنة 568هـ/1172م، عندما أرسل نور الدين محمود إِلى الخليفة العباسي في بغداد رسالة يطلب منه فيها تقليداً بما في يده من البلاد وما في طاعته كديار بكر، فأجابه الخليفة إلى طلبه. كذلك ظل الأراتقة يخطبون لسلاطين السلاجقة، ويضربون السكة باسمهم، طول مدة حكم زنكي ونور الدين ولم تعد العلاقات بين الأراتقة والزنكيين بعد وفاة نور الدين على جانب من الأهمية لانشغال الزنكيين في الموصل بالنزاع مع الأيوبيين.

-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

الدولة  الأُرتقية Empty
مُساهمةموضوع: علاقة الأرتقيين مع الأيوبيين   الدولة  الأُرتقية Icon_minitimeالأربعاء يناير 18, 2012 11:38 am



عمل صلاح الدين الأيوبي على توحيد مصر وبلاد الشام وفيها الجزيرة والموصل تحت قيادته ليتسنى له جهاد الصليبيين، وقد وقف الأراتقة في بداية حكمه إِلى جانب الأمراء المحليين في المنطقة، إِلا أن ما أحرزه صلاح الدين من انتصارات على هؤلاء الأمراء وفي مقدمتهم صاحب الموصل اضطر معظم الأراتقة إِلى التخلي عن موقفهم العدائي لصلاح الدين فدخلوا في طاعته وتوجه وفد مشترك من الموصل ومارِدِين وكَيْفا إِلى دمشق سنة 572هـ/1176م لتقديم فروض الطاعة.

وقد توثقت علاقات صلاح الدين مع الأُرْتُقيين بعد ذلك حتى إِنهم كانوا في بعض الحالات يطلبون معونته على أعدائهم من سلاجقة الروم. وكان صلاح الدين يقدم لهم المعونة ليضمن بقاء المنطقة على خضوعها. وقد توصل صلاح الدين في سنة 576هـ/1180م إِلى عقد صلح شامل شارك فيه أمراء الموصل وديار بكر والأُرْتُقيون وسلاجقة الروم. ويتمتع الأُرْتُقيون بموجبه بحماية صلاح الدين الكاملة، وقد اضطره هذا الأمر إلى استخدام القوة أكثر من مرة لفض المشاكل بين الأراتقة وجيرانهم.

ولم يستمر هذا الاستقرار طويلاً، إِذ أدى الشقاق بين الإمارات الأُرْتُقية بسبب تضارب المصالح والأهداف إلى سياسة متعارضة، فاستمر أمير حصن كَيْفا على ولائه لصلاح الدين، وحصل من جراء ذلك على مكاسب مهمة في حين حاول صاحب مارِدِين الانضمام إلى الأحلاف المعادية لصلاح الدين. وكان من نتائج ذلك أن توجه صلاح الدين سنة 578هـ1182م إِلى الجزيرة الفراتية فاستولى على عدد من مدنها، ثم تقدم إِلى الموصل وحاصرها، وكان لأمير كَيْفا دور مهم في حصارها، وحصل لقاء موقفه هذا على عدد من الحصون المهمة في ديار بكر، كقلعة الهيثم، وقلعة الجديدة القريبة من نصيبين، كما حصل سنة 579هـ/1183م على آمد التي غدت لمناعتها مركزاً آخر لأُرْتُقيي كَيْفا. وقد شجعت المكاسب التي حصل عليها الأُرْتُقي من صلاح الدين صاحب مارِدِين على الدخول في طاعة صلاح الدين وطلب حمايته. فأقر الأراتقة على ما بأيديهم، وشرط عليهم أن يراجعوه فيما يفعلونه، ويصدروا عن أمره ونهيه. ورتب معهم من يراقب مدى تنفيذ التزاماتهم تجاهه، وخُطب له في الولايات الأُرْتُقية، وضربت النقود باسمه. واستمر الهدوء حتى عيّن صلاح الدين ابن أخيه المظفر تقي الدين عمر على كل المناطق الواقعة شرقي الفرات، بعد أن اشترط عليه المحافظة على أميري كَيْفا ومارِدِين فلم يفعل، ولما توفي المظفر وضع ابنه ناصر الدين يده على بلاد الجزيرة، فأخرجه صلاح الدين منها، وبرزت إِلى الوجود في هذه الأثناء إِمارة أُرْتُقية جديدة أسسها عماد الدين بن قره أرسلان في خَرْتَبِرت. وكان عماد الدين هذا قد ناب عن أخيه نور الدين صاحب كَيْفا وآمد في حصار الموصل إِلى جانب صلاح الدين سنة 581هـ/1185م، ولما توفي نور الدين في السنة نفسها استتب الأمر في حصن كَيْفا لأكبر أبنائه قطب الدين سُقمان، فانتقل عماد الدين قره أرسلان إِلى خَرْتَبِرت، وهي من أملاك الإِمارة، فاستولى عليها وجعلها إِمارة له استمرت حتى عام 631هـ/1233م، وكانت تلوذ بسلاجقة الروم كلما حاق بها خطر، وكان سقوطها على أيديهم أيضاً، ولم يكن لها شأن يذكر في أحداث المنطقة سوى كونها إِمارة حاجزة في أقصى شمالي ديار بكر.

وبعد وفاة صلاح الدين سنة 589هـ/1193م حاول صاحب مارِدِين الخروج عن طاعة الأيوبيين مع غيره من أمراء المنطقة لكنه أخفق وعقد مع الملك العادل صلحاً على جميع شروط صلاح الدين. إِلا أن محاولات صاحب مارِدِين للخروج عن طاعة الأيوبيين لم تلبث أن تجددت في عهد حسام الدين يولق سنة 594هـ/1197م، فأرسل العادل قوات من الشام استولت على بعض مدن الإِمارة وألقت الحصار على مارِدِين، ولكن وفاة الملك العزيز بن صلاح الدين في السنة التالية، وانشغال العادل في أحداث مصر والشام، اضطراه إلى رفع الحصار عن مارِدِين، في حين ظل أمير كَيْفا الأُرْتُقي على الحياة، وبعد سنتين من رفع الحصار عاد أمير مارِدِين إِلى إِثارة المشاكل في وجه الأيوبيين مستغلاً الخلافات المستحكمة بينهم وجعل من حاضرته ملجأ للخارجين على العادل من أمرائهم، فقرر الملك العادل تصفية هذه الإِمارة نهائياً وسير في عام 599هـ/1202م جيشاً بقيادة ابنه الملك الأشرف موسى وكلفه الاستيلاء على مارِدِين، ولم ينجح الحصار مرة أخرى لمناعة أسوار المدينة، وقبل العادل عقد صلح مع صاحبها على أن يحمل إِليه 150 ألف دينار كل سنة، وأن يخطب له في بلاده، ويضرب اسمه على السكه، وأن تكون قواته في خدمة الملك العادل في أي وقت يطلبها. في حين ظل صاحب كَيْفا وآمد ملتزماً سياسته الودية التقليدية مع الأيوبيين.

وبعد وفاة الملك العادل اجتمع الأُرْتُقيون والخورازمية على الخروج على طاعة الملك الأشرف الأيوبي سنة 623هـ/1226م، ولكن دخول سلاجقة الروم في النزاع أدى إلى عودة الأراتقة إِلى طاعة السلطان الكامل بن العادل الذي غدت الجزيرة من ممتلكاته. ولم يكتف الكامل بهذه الطاعة فتوجه إِلى آمد على رأس جيش ضم أمراء الأيوبيين سنة629هـ/1232م، فاستولى عليها وعلى كل الحصون التي كانت تتبع إِمارة كَيْفا وآمد من دون مقاومة تذكر،
ثم حاصر حصن كيفا الذي سقط في يده سنة 630هـ/1232م منهياً بذلك إِمارة كَيْفا وآمد الأُرْتُقية التي عاشت نحو قون ونصف (495-630هـ/1101-1232م)
وتبعها في السقوط إِمارة خَرْتَبرت بعد سنة، في حين استمر بقاء إِمارة مارِدِين ما يقرب من القرنين بعد ذلك. إِذ أتاح سقوط كَيْفا وآمد في المجال لماردين لتوسيع نفوذها ولاسيما أن الملك الصالح أيوب - حاكم المنطقة زمن سقوط إِمارتي كَيْفا وخَرْتَبِرت - كان ما يزال صبياً، ولم تكن لديه القوة والدراية بعد. فوقف منه صاحب مارِدِين ناصر الدين أُرْتُق أرسلان المنصور موقف العداء ساعياً إِلى زيادة أملاكه على حساب الأملاك الأيوبية بمفرده تارة أو بالتحالف مع جيرانه تارة أخرى، وزاد في تماديه بعد وفاة الكامل سنة 635هـ/1237م، فهاجم المواقع الأيوبية مستعيناً بالمرتزقة الخوارزمية فعمت الاضطرابات المنطقة من جديد، وانحصر الصراع ما يقرب العقد والنصف على نصيبين بين صاحب ماردين الأُرْتُقي وصاحب الموصل الأيوبي، ولم يتوقف الصراع بينهما إِلا بتدخل صاحب حلب الأيوبي ورسل الخليفة العباسي لتوحيد الصفوف أمام هجمات المغول المتكررة. وكان ذلك في عهد نجم الدين غازي الأول السعيد. وقد أدى هذا الصراع إِلى إِضعاف إِمارات المنطقة وساعد المغول على تثبيت أقدامهم في الجزيرة الفراتية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدولة الأُرتقية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله
» 868-905 )- الدولة الطولونية
» الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله
» آثار الدولة الفاطمية
» الدولة الحمدانية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الأرشيف :: بعض :: من أرشيف 2012-
انتقل الى: