منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 خلافة مروان بن محمد بن مروان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

خلافة مروان بن محمد بن مروان Empty
مُساهمةموضوع: خلافة مروان بن محمد بن مروان   خلافة مروان بن محمد بن مروان Icon_minitimeالخميس نوفمبر 17, 2011 1:20 pm


خلافة مروان بن محمد بن مروان
آخر خلفاء بني أمية
حكم بالفترة 127-132هـ


اسمه ونسبه :مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي،
وكنيته أبو عبد الملك
وعرف بمروان الجعدي نسبة إلى مؤدبه الجعد بن درهم

بويع له بالخلافة بعد وفاة يزيد الثالث،
ثم قدم دمشق وخلع إبراهيم بن الوليد واستقر له الأمر في 15-2- 127هـ،
يعتبر مروان بن محمد من فرسان بني أمية وشجعانهم ، ورغم ما تمتع به من إقدام وسداد رأي، إلا أن الظروف شاءت أن تكون نهاية دولة الخلافة الأموية في عهده، وقد لا يكون هو المسئول عن ذلك بفعل أن العوامل التي أدت إلى إضعافها وزوالها كانت تتفاعل منذ زمن بعيد وكان قدره أن يصارع تلك الأحداث الجسام التي كانت تعمل ضده.
كان صبورًا يصل السير بالسير في محاربة الخارجين عليه.

وأول خطر واجهه مروان هو انقسام الأمويين على أنفسهم، والذي كان من أسوأ نتائجه انقسام كتلتي العرب الرئيستين في الشام وهما اليمنيون والقيسيون،
فقد انقلب اليمنيون ضد مروان، وانحاز القيسيون إليه،
وتظهر خطورة هذا الإنقسام في أنه حدث في مقر الخلافة الأموية وبين أكثر أنصار الأمويين قوة،
ولهذا كان اضطراب الأمر في الشام، إيذانًا باضطراب أمر الدولة كلها، وقد حاول مروان منذ بيعته في دمشق، أن يهديء خواطر الناس، وأن يبعث الثقة في النفوس، فلما بايعه الناس عرض عليهم أن يختاروا بأنفسهم من يرضون من الولاة لولايات الشام الرئيسية،

يقول الطبري: "فأمرهم أن يختاروا لولاية أجنادهم، فاختار أهل دمشق زامل بن عمرو الجيراني، وأهل حمص عبد الله بن شجرة الكندي، وأهل الأردن الوليد بن معاوية بن مروان، وأهل فلسطين ثابت بن نعيم الجذامي"

كانت تلك سياسة حكيمة من مروان فهو لم يفرق بين عرب اليمن وبين قيس، فهؤلاء الولاة فيهم يمنيون وقيسيون، وقد أظهر مروان بذلك مرونة كبيرة، حتى أنه قبل اختيارهم لثابت بن نعيم الجذامي، مع أنه كان قد سبق له الغدر بمروان في أرمينية، وتزعم حركة عصيان قام بها جند الشام هناك ضد مروان، ولكن مروان عفا عنه، وعينه واليًا على فلسطين تسكينًا للفتنة، وحسمًا للفُرقة والخلاف.

وبعد أن رتب مروان أوضاع الشام غادر دمشق إلى حران ـ بالجزيرة ـ التي اتخذها مقرًا لحكمه، وتمشيًا مع خطته في إصلاح الأحوال، وكَبْح جماح الفتنة فإنه حينما جاءه إبراهيم بن الوليد، الخليفة المخلوع، وسليمان بن هشام اللذان كان قد هربا من دمشق قبل وصوله إليها وطلبا منه الأمان أَمَّنهما وعفا عنهما وبايعاه.
وهكذا بدأت الأمور، وكأنها آخذة في الاستقرار, ولكن ذلك الهدوء لم يكن إلا بمثابة السكون الذي يسبق العاصفة، فلم تلبث الأنباء أن وافت دار الخليفة بنشوب الاضطراب في الشام مرة ثانية وبسريان حُمَّى الثورة من جديد..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثورة أهل حمص على مروان سنة 127هـ:كان أهل حمص قد بايعوا مروان بن محمد، وساروا معه إلى دمشق، إلا أنهم خرجوا على حكمه بعد ذلك، والراجح أن خلافات شخصية هي التي فجرت حركتهم، ذلك أن ثابت بن نعيم الجذامي، أحد القادة المسلمين، كان على خلاف مع مروان منذ أن كان هذا واليًا عليهم، واعترف به الخليفة تسكينًا للفتنة، ويبدو أن الخلاف ظل محتدمًا بين الرجلين فسعى ثابت إلى استقطاب اليمنية في حمص، الذين وقفوا ضد مروان ثم تزعمهم وأعلن خروجه، واستنجد أهل حمص بالكلبيين في تَدْمُر فأمدوهم بقوة عسكرية.
حاول مروان في باديء الأمر إصلاح الأمور بالطرق السلمية إلا أن أهل حمص لم يرتدعوا، عندئذ اضطر الخليفة أن يخرج بنفسه لوضع حد لحركتهم, وكانت له مع الحمصيين وقائع حاسمة انتصر فيها عليهم، وهدم أسوار مدينتهم..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثورة أهل الغوطة سنة 127هـ:بينما كان مروان مشغولاً بقمع ثورة حمص، نشبت ثورة أخرى في الغوطة؛ فقد ثار أهلها, وولوا عليهم زعيمًا يمنيًا هو يزيد بن خالد القسري، وساروا إلى دمشق فحاصروها، ولكن مروان أرسل إليهم وهو في حمص قائدين من قواده هما: أبو الورد بن الكوثر بن زفر بن الحارث، وعمرو بن الوضاح في عشرة آلاف، تمكنا من القضاء على الثورة وحرق المزة وقرى اليمانية، وقتل يزيد بن خالد، وبعث زامل بن عمرو ـ والي دمشق ـ برأسه إلى مروان بحمص.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثورة أهل فلسطين سنة 127هـ:
كان (ثابت بن نعيم الجذامي ) والي فلسطين ـ من وراء حركات الشام ضد الخليفة مروان بن محمد، وبعدها أعلن الثورة عليه وخلع طاعته، ولكن مروان عاجله، وكتب إلى أبي الورد الذي قمع ثورة الغوطة، وفك حصار دمشق، أن يسير إلى ثابت، فسار إليه فاقتتلوا وبعد قتال عنيف تمكن أبو الورد من أسر ثلاثة من أولاده وبعث بهم إلى مروان،
ثم تمكن والي جديد عينه مروان على فلسطين اسمه (الرماحس بن عبد العزيز الكناني) تمكن هذات الوالي من القبض على ثابت بن نعيم، وأن يرسله إلى مروان الذي أمر بقتله هو وأولاده الثلاثة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ حركات الخوارج في العراق :إذا كانت بلاد الشام قد رفعت راية العصيان ضد حكم مروان بن محمد فطبيعي أن تقوم في العراق حركات أشد خطرًا، خاصة وأنه الإقليم الأكثر عداوة للحكم الأموي، منذ أن أصبحت بلاد الشام مركز السلطان، واشتُهِرَ العراق بأنه مركز الشيعة، وحركات الخوارج وتستعر في نفوس أهله عصبية إقليمية غدت بموجبها الهوية العراقية، منطلقًا لتطرف لا حدود له ضد كل نزعة شامية..
ووجد الخوارج في تصدع بني أمية فرصة للانتفاضة ضد الحكم الأموي، وتوجيه ضربة قاسية إلى مروان بن محمد قد تنهي حكم أسرة طالما مقتوها وأرادوا التخلص منها، وتميزت حركتهم في هذه الفترة بالشمولية، فبعد أن كانت قلة العدد طابع جيوشهم، أضحوا الآن يقاتلون بأعداد جماهيرية كبيرة.

فيبدو أن حركة الخوارج بعد تسعين عامًا من العمل العقائدي الثوري، غدت أكثر عددًا بما انضم إليها من مختلف الطبقات، إذ لم تعد تقتصر على المؤمنين الصادقين في إيمانهم الخارجي كما في السابق، بل أضحت حركة سياسية أكثر منها حركة دينية، وفتحت أبواب صفوفها لكل من يجيء إليها صادقًا أو غير صادق ذا رأي قد لا يتفق تمامًا مع مبادئها, ولكنه يشاركها العداء لبني أمية.

وتعددت حركاتهم بعد مقتل الخليفة الوليد الثاني في عام 126هـ وكان مسرحها العراق وشبه الجزيرة العربية، حيث دخلوا الكوفة، واستولوا عل البصرة وعلى حضرموت إلا أن مروان بن محمد تصدى لهم وهزمهم في أكثر من معركة في نواحي كفرتوثا من أعمال ماردين، وفي عين التمر، وفي جيرفت، وفي وادي القرى شمالي الشام، وتغلب عليهم وأجلاهم عن العراق, واستعاد سيطرته على الحجاز واليمن.

من أبرز قواد الخوارج في تلك الفترة :
1-( الضحاك بن قيس الشيباني) الذي قام بثورته في العراق ما بين أعوام 127ـ 130هـ
2-أبو حمزة الخارجي الذي قام بثورته في الجزيرة العربية ما بين أعوام 128ـ 130هـ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2ـ حركات الشيعة:
تزعم (عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر) آخر حركة قام بها الشيعة ضد الدولة الأموية، وانضم إليه شيعة الكوفة وبايعوه بالخلافة، وخرج في شهر المحرم من عام 127هـ لقتال أهل الشام في الحيرة.
ويبدو أن الشيعة خذلوه عندما نشب القتال، وفروا من أرض المعركة، ولم يثبت معه سوى ربيعة والزيدية، فاضطر للتراجع إلى الكوفة، وتبعه الأمويون، وشهدت شوارع المدينة معارك عنيفة بين الطرفين، وتمكن الجيش من السيطرة على الموقف، ومنح الوالي الأمويُّ عبدَ الله بن معاوية الأمان والإذن بالانسحاب، فارتحل إلى فارس حيث أعاد تنظيم صفوف قواته، وقوي أمره بمن انضم إليه من الموالي والعبيد، والعباسيين الثائرين على الحكم الأموي، والأمويين الناقمين على مروان بن محمد، وكل طامع في عطية أو وظيفة، وبقايا الخوارج الذين طردهم مروان بن محمد من الموصل.
ويبدو أن هذا الحشد الذي التف حوله كان غيرَ متجانس، وواضح أن هدفه تشكيل جبهة مقاومة لا يجمعها إلا العداء لمروان بن محمد؛ لذلك لم يتم له الاستمرار طويلاً، وسرعان ما انفرط عقده على إثر الهزيمة القاسية التي مُنِيَ بها أمام قوات مروان بن محمد عند مرو الشاذان في نهاية عام 129هـ..
وانهارت آمال عبد الله وتطلعاته وفرَّ إلى سجستان، وبلغ هراة آملاً أن يجد نصيرًا في أبي مسلم، لكن هذا الأخير قبض عليه وقتله..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعقد مروان البيعة لولديه:

وسط هذه الثورات المتلاحقة وجد مروان فسحة من الوقت ليأخذ البيعة في "دير أيوب" لابنيه عبيد الله وعبد الله، وانتهز هذه المناسبة لتكون فرصة للمصالحة بين أبناء بيته، فزوج ابنيه من ابنتي هشام بن عبد الملك، وجمع بذلك كما يقول بن الأثير: "بني أمية"، وكان هذا الزواج كما يقول فلهاوزن "بمثابة حفلة رسمية للدولة،
وكان مروان يعتقد أنه قد استطاع أن يصلح ما بينه وبين أسرة بني أمية، وأن يضمها إلى جانبه"..
ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه؛ فسرعان ما قلب له أمراء بني أمية ظهر المِجَنِّ, وواجهوه بالعصيان والتمرد.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حركات بني أمية:

1ـ حركة عبد الله بن عمر بن عبد العزيز:

يبدو أن الفوضى التي آلت إليها أوضاع الأسرة الأموية حرّكت المطامع في نفوس أفرادها، وظن كل منهم نفسه صاحب حق في هذا الأمر.
فكان عبد الله بن عمر بن عبد العزيز واليًا على العراق ومركزه الكوفة، والراجح أنه كان ذا نزعات استقلالية، إذ بعد تغلبه على (عبد الله بن معاوية ) ، أضحى له من السلطان والقوة ما بدا له أن باستطاعته الانتفاضة على حكم (مروان بن محمد)، فنقض بيعته له، واعتمد في تحركه على القبائل اليمنية من أهل الشام المقيمين في الكوفة والحيرة، الذين ساءهم خضوع الشام للنفوذ القيسي.

لم يُعِر مروان بن محمد هذه الانتفاضة التفاتة جدية في باديء الأمر، فترك عبد الله وشأنه لاعتقاده بأنه لا يشكل خطرًا كبيرًا على مركزه، ولكن حين بدا له أن مطامع واليه السابق على العراق قد وصلت إلى حد الخطر بما توافر له من القوة والمنعة، والنية في التوسع، قام لمواجهته وبعث إليه بجيش من الشام بقيادة ( النضر بن سعيد الحرشي)، أحد رجالات قيس المشهورين، فاصطدم به، ودارت بين القوتين معارك هي إلى المناوشات الخفيفة أقرب، لم تؤِّد إلى نتيجة حاسمة,
وظل الفريقان على هذه الحال حتى ظهرت مشكلة أكثر خطورة، تمثلت في الخوارج الذين برزوا مجددًا على مسرح الأحداث في العراق، وانهمك مروان بن محمد في التصدي لهم، وترك أمر عبد الله بن عمر بن عبد العزيز.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2ـ حركة سليمان بن هشام بن عبد الملك 127هـ:
توقع مروان أن مصاهرته لأبناء هشام بن عبد الملك كافية لِرَأْبِ الصدع بين أبناء البيت الأموي كله، وأن الأمر في الشام قد استقام له، ولهذا أخذ في إعدادِ جيشٍ قوامُه عشرون ألفًا تحت قيادة يزيد بن عمر بن هبيرة لمواجهة ثورة الخوارج في العراق
وكان هؤلاء الخوارج بزعامة ( الضحاك بن قيس الشيباني ) وقد انتهزوا فرصة انشغاله بثورات الشام،فخرجوا عليه كما ضرب على أهل الشام بعثًا للحاق بيزيد ومعاونته في حرب الخوارج، وكان (سليمان بن هشام) ـ شقيق زوجتي ولدي مروان ـ قد استأذنه في الإقامة بالرصافة أيامًا للراحة فأذن له
وبينما يقوم مروان بالإشراف بنفسه على تجهيز جيش ابن هبيرة في قرقيسياء فوجئ بثورة عارمة قادها صهره ( سليمان بن هشام)، حيث انفلت عشرة آلاف من أهل الشام الذين استنفرهم مروان لقتال الخوارج، وذهبوا إلى سليمان بالرصافة، ودعوه إلى خلع مروان، فأجابهم إلى ذلك دون أن يعبأ ببيعته وعهوده التي قطعها على نفسه للخليفة، ولا مراعاة لصلة الرحم والمصاهرة الجديدة، بل ودون أن يضع في تقديره الظروف التي تمر بها الدولة الأموية كلها.
استفحلت ثورة سليمان فقد اجتمع حوله سبعون ألفًا فنصب المعسكر الخاص بجيشه في (قرية خساف) من أعمال قنسرين.

فاجأت هذه الأخبار المحزنة مروان على غير توقع، فقرر أن يسير إلى سليمان بنفسه؛ فقصده في خساف حيث دارت بينهما معركة كبيرة هُزِمَ فيها سليمان، وقُتِلَ حوالي ثلاثين ألفًا من أتباعه، وهرب هو بمن بقى من جيشه إلى حمص ثم إلى تدمر
وفر من تدمر إلى الكوفة حيث انضم إلى حركة الضحاك الخارجي.

ولا شك أن عصيان سليمان بن هشام، وانضمام فئات من أهل الشام إليه وقيام اضطرابات في بعض مدن الشام، كلها مؤشرات واضحة على الحالة المتردية التي آلت إليها وحدة الأسرة الأموية التي تحولت إلي اقتتال بين أفرادها ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأيام الأخيرة في الخلافة الأموية
في الواقع أن انهماك مروان الثاني في إخماد الثورات والفتن شغله عن الاهتمام بما كان يجري في المشرق خاصة في خراسان التي كانت مركزًا للدعوة العباسية، وقد انتشرت في المنطقة انتشارًا واسعًا، واستقامت الأمور فيها لبني العباس، مما أدَّى إلى اقتناع الدعاة العباسيين بأن الوقت قد حان للجهر بها، وفعلاً حصل هؤلاء الدعاة على موافقة إبراهيم الإمام-الذي كان يعيش في الحميمة- على الجهر بالدعوة والخروج على الأمويين، وقد تولى أبو مسلم الخراساني، الذي أضحى رئيسًا للدعوة في خراسان، أخذ البيعة تحت شعار: البيعة إلى الرضا من آل محمد.
أدرك (نصر بن يسار)، عامل مروان على حراسان ما يشكله أبو مسلم من خطر على الدولة الأموية، فبعث برسالة عاجلة إلى دمشق يشرح فيها حالة الفوضى التي سادت خراسان، وخطر أبي مسلم الذي كان يتزايد يومًا بعد يوم، ويطلب مددًا من الخليفة.
ويبدو أن مروان كان عاجزًا آنذاك عن إجابة طلب واليه، ولم يستطع أن يفعل شيئًا سوى أن يمنيه بالوعود، ويزوده بالنصائح، مما أتاح لأبي مسلم السيطرة التامة على خراسان, ولم يتمكن نصر من الصمود أمامه؛ فتقهقر إلى نيسابور ومعه أنصاره من العرب الذين هربوا من خراسان.

ثم حدث أن انتقلت القيادة العباسية العليا في العراق إلى ( قحطبة بن شبيب الطائي) وهو عربي، الذي سارع إلى الاصطدام بقوات نصر، وتغلب عليها, وأجبر نصرًا على ترك نيسابور حيث قصد الري، وفيها واتته الإمدادات التي بعثت بها الخلافة بعد أن أدركت خطورة الوضع، وضرورة مساندة صمود نصر، فابتدأت بذلك جولة أخرى من الاصطدامات كان النصر فيها حليف القوات العباسية، ومات نصر بن سيار بالري في عام 131هـ بعد وقعة أصفهان في جو الهزيمة القاتم.
ثم اتجه قحطبة نحو العراق ليصطدم بالقوات الأموية بقيادة ( ابن هبيرة ) والي مروان على العراق ـ وتغلب عليه وهَمَّ بدخول الكوفة إلا أنه غرق وهو يعبر نهر الفرات،
ودخلت القوات العباسية إلي مدينة الكوفة بقيادة (حميد بن قحطبة) في شهر ربيع الأول عام 132هـ ، وسَّلم الأمر إلى أبي سلمة الخلال الذي أضحى وزير آل محمد
وبُويع في الكوفة لعبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس المعروف بأبي العباس، وقد كان أخوه إبراهيم الإمام قد عهد إليه بأمر الدعوة عندما قضى عليه مروان الثاني آنذاك بعدما كشف أمره ليصبح أول خليفة عباسي.

وبعد أن تم له الأمر في العراق أرسل جيشًا بقيادة عمه (عبد الله بن علي) ، التقى بجيش مروان على نهر الزاب، وهو أحد فروع نهر دجلة، وكانت الانتصارات التي حققتها الثورة حتى ذلك التاريخ قد أضعفت معنويات الجيش الأموي، فأحجمت بعض وحداته عن خوض المعركة ومنها الوحدات اليمنية، ربما بدافع العصبية من جهة، ومن التأخير في دفع مرتبات الجند من جهة أخرى، وعصت هذه الوحدات أوامر مروان في تلك اللحظة الحرجة

ودارت بين الجيشين الأموي والعباسي رحى معركة عنيفة في شهر جمُادَى الآخرة عام 132هـ، استمرت أحدَ عشرَ يومًا انتهت بهزيمة مروان بن محمد

وبعد هزيمته في ميدان المعارك انسحب مروان باتجاه الموصل لعله يجد أنصاراً يحتشدون حوله لكن المدينة أغلقت أبوابها في وجهه مما دفعه إلى الانسحاب نحو حران مقره السابق،

وشرع الجيش العباسي في مطاردة مروان ، فانسحب إلى حِمْص
فدمشق
فالأردن
ثم فلسطين،
وكانت المدن في هذه البلاد تفتح أبوابها للجيش العباسي باستثناء العاصمة ( دمشق ) التي دخلها العباسيون عنوة..
فترك الشام بعد أن تخلى عنه أنصاره وهرع إلي مصر
فعهد عبد الله بن علي إلى أخيه صالح بمطاردة مروان في مصر
وتوقف مروان في مصر في منطقة الفيوم؛عند قرية يقال لها ( قرية بوصير ) ، حيث داهمته في الليل قوة عسكرية من جيش العباسيين
وقاوم مروان ولم يستسلم حتى خََّر صريعًا,
وانتهت بمقتل مروان بن محمد في مصر الخلافة الأموية في العالم الاسلامي ، وكان ذلك في عام 132هـ..
المدة الكلية لدولة الأمويين : استمرت قرابة إحدى وتسعين سنة


المصدر:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خلافة مروان بن محمد بن مروان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خلافة عبد الملك بن مروان
» خلافة مروان بن الحكم
» الثورات العربية علي حكم الدولة الأموية
» شيوخ الأزهر منذ 1101هـ / 1690م حتي اليوم وسيرتهم
» جيش محمد علي بقلم اليوزباشى : محمد جمال الدين محفوظ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الأرشيف :: بعض :: من أرشيف 2011-
انتقل الى: