أسد الدين شيركوه

أسد الدين شيركوه

قائد عسكري بارع وشجاع ومن أبطال المعارك التي خاضتها الدولة الزنكية ببسالة ونجاح ، وعم السلطان الشهير (صلاح الدين الأيوبي) لأن أخاه ( نجم الدين أيوب ) هو والد صلاح الدين،
انجازاته في مصر كانت إرهاصا ً لزوال الدولة الفاطمية وظهور الدولة الأيوبية
...

سيرته :

نحو سنة 500
ولد (أسد الدين شيركوه ) في بلدة (دوين) وتنطق بضم الدال وكسر الواو
وهي بلدة صغيرة بطرف أذربيجان مما يلي بلاد الكرج - - ويقال في النسبة إليها : دويني بفتح الواو.
وإسمه الكامل هو : أَسَدُ الدِّينِ شِيرَكُوهْ بْنُ شَاذِيِّ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ يَعْقُوبَ الدُّوِينِيُّ الْكُرْدِيُّ ،
وأصل عائلته من الكرد الروادية فخذ من الهذبانية

--------------
في صباه :
عاش (أسد الدين شيركوه ) وأخوه ( نجم الدين أيوب ) في مدينة (تكريت) بالعراق لأن أباهما (شاذي) كانت وظيفته "نقيب قلعة تكريت "
--------------------
وفي شبابه :
التحق أسد الدين وأخوه نجم الدين بخدمة الأمير ( بهروز )' قائد شرطة بغداد، فأقطعهما الأمير بهروز ( قلعة تكريت)

--------------------
سنة 526 هـ
أسد الدين شيركوه وأخوه نجم الدين أيوب يساعدان الأمير 'عماد الدين زنكي' عندما جاء إلى تكريت منهزماً من احدي المعارك، ويقدمان لعماد الدين المراكب الكافية له وجنوده لعبور نهر دجلة إلى (الموصل)
ولما علم الأمير 'بهروز' بمساعدة شيركوه و أيوب لعماد الدين زنكي ضاق صدره بهما لأنه كان علي خلاف مع عماد الدين

--------------------
سنة 532 هـ
الموافقة لسنة 1138 م
تحرش أحد جنود الأمير (بهروز) بفتاة من عائلة أسد الدين شيركوه وهي في الطريق ، فشكت هذا الجندي إلي أسد الدين، فنزل أسد الدين شيركوه وأهان الجندي الماجن فسحب الجندي سلاحه وعندئذ سارع شيركوه بقتله قبل أن يتهور الجندي
ولما وصل الخبر إلي الأمير بهروز غضب وأمر بطرد نجم الدين وأسد الدين وأهليهم من قلعة تكريت

وعنئذ قرر أسد الدين شيركوه وأخوه أن يتجها إلي أمير الموصل (عماد الدين زنكي) وسارا إليه فأحسن استقبالهما وشكر صنيعهما معه، وبالغ في إكرامهما وأقطعهما أقطاعاً حسناً

ثم قام (عماد الدين زنكي) بتعيين أسد الدين شيركوه كأحد أمراء جيشه، وتعيين أخيه نجم الدين أيوب والياً على بعلبك
-------------------
سنة 541 هـ
مصرع عماد الدين زنكي
و كان شيركوه موجوداً وقتها بالمعسكر ، فضبط أعصابه وبرباطة جأشه وحزمه المعهود حافظ علي المعسكر من الهرج والمرج الذي يحدث عادة عند مقتل القائد ثم قام بإعطاء خاتم الملك الخاص بعماد الدين لإبنه ( نور الدين محمود زنكي) كناية عن خلافته لأبيه ، ثم قام بحراسة نور الدين محمود حتى وصل سالماً أمناً إلى مدينة حلب
هكذا تيقن نور الدين محمود أمير دمشق والشام الجديد من شجاعة شيركوه وإخلاصه له ولعائلته فجعله قائد جيوشه
---------------------

سنة 555 هـ
حج (أسد الدين شيركوه ) من دمشق على طريق تيماء وخيبر
وفي نفس السنة: حج زين الدين علي بن بكتكين على طريق العراق، واجتمع بالخليفة العباسي.
--------------------
وبمرور السنين :
ساهم شيركوه في معارك نور الدين مع الصليبيين
حتي وصل الأمر إلي أن صار شيركوه من أكبر أمراء نور الدين ، وصار مقدم جيوشه
--------------------

سنة 559 هـ
الموافقة 1164 م
في مصر : تنازع شاور وضرغام على منصب الوزير، بينما سكت الخليفة العاضد الفاطمي لأنه ليس له من الأمر شيء، و انتصر ضرغام على شاور
وعندها سافر الوزير (شاور) إلى دمشق يستنجد بالملك العادل نور الدين محمود زنكي
وضمن له ثلث إيراد مصر وأموراً أخرى إن هو أعانه على استعادة منصب الوزير ، فوجد نور الدين العرض معقولاً وربما تكون الفرصة سانحة لتوحيد مصر والشام

واستجاب نور الدين زنكي لطلب شاور وأمر بتسيير كتيبة جنود من الشام إلي مصر مع شاور قوامها 1000 جندي تحت قيادة أمير الحرب ( أسد الدين شيركوه )
--------------------
سنة 559 هـ
خرج ( أسد الدين شيركوه ) من دمشق و اصطحب معه تلميذه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي
وسافرا مع عسكر الشام إلي مصر

--------------------
سنة 559 هـ
في مدينة بلبيس اشتبك جيش أسد الدين شيركوه مع جيش (ضرغام ) وانتصر عليه،
ثم زحف شيركوه إلى القاهرة حتى قضى على ضرغام وأعاد شاور لمنصب الوزير ،
وأقام شيركوه بظاهر القاهرة انتظارا لوفاء شاور بوعده للأمير نور الدين
ولم يجد تنفيذاً فطلب من شاور ماوعدهم به لكن اكتشف غدر شاور وإخلافه بالوعد ،،
وأمره شاور بالرجوع إلى دمشق وهدده

فما كان من شيركوه إلا أن خرج بجيشه من القاهرة وتوجه إلي ( مدينة بلبيس ) وتحصن بها .
وهنا أسرع شاور وأرسل رسالة للصليبيين في الشام يبلغهم بما فعل شيركوه ويستعين بهم مقابل أموال طائلة
وكان الصليبيون منذ أن توجه أسد الدين شيركوه إلى مصر يتربصون خطر فقدان مستعمراتهم وأملاكهم بالشام إن فتح الشاميون مصر،حيث تتوحد قوات مصر والشام ضدهم وترهقهم رهقاً فلما جاءتهم استغاثة شاور فرحوا بها وأرسلوا قوات عسكرية إلي مصر

اجتمعت عسكر الصليبيين مع عسكر شاور وحاصروا الجيش الشامي بقيادة أسد الدين شيركوه في بلبيس ثلاثة أشهر و لم يجسروا على اقتحام المدينة خائفين من خسائر باهظة في الأرواح علي يد شيركوه ورجاله

-----------------------
سنة 559 هـ
أغار نور الدين على أملاك الصليبيين في الشام وفتح ( تل حارم )،ولم تستطع قوات الصليبيين بالشام أن تمنعه وهنا خاف ملوك الصليبيين بالشام على زوال باقي أملاكهم عندما تحارب القوات الصليبية في جبهتين في آن واحد ،وعرضوا علي أسد الدين شيركوه الصلح بينه وبينهم شريطة أن يغادر مع جنوده مصر مقابل انسحاب جنودهم الصليبيين أيضاً إلى الشام

فوافق أسد الدين شيركوه علي ذلك وقرر الرحيل بجيشه عن مصر

----------------------
7-12-559
رحيل عسكر الشام عن مصر .
--------------------

سنة 562هـ
لاحظ المصريون مرابطة حامية صليبية عند أبواب القاهرة

----------------------
ربيع الأول 562هـ
توجه ( أسد الدين شيركوه ) علي رأس قوات عسكرية من الشام إلى مصر،
وكان قبلها يلح على الملك العادل نور الدين محمود في ارسال جيشه إلى مصر مرة ثانية ، حتى وافقه
وانطلق أسد الدين شيركوه في جيش يقدر بنحو 2000 مقاتل

--------------------
سلك ( أسد الدين شيركوه ) طريق وادي الغزلان، وخرج عند إطفيح
--------------------
جرت (وقعة البابين ) عند الأشمونين
تفصيل :
وصل شاور إلى الصعيد ثم عسكر في منطقة البابين - مركز ببا التابع حالياً لمحافظة بني سويف

لما سمع شيركوه عن ضخامة تحالف جيش شاور والجيش الصليبي بالنسبة الي عدد قواته عقد اجتماعا مع قادة جيشه فأشاروا جميعاً بالرجوع إلى الشام لقلة عددهم وتسليحهم وبعدهم عن أوطانهم، لكن وقف أسد الدين وأصر على القتال واستعان بالله ووافقه ابن أخيه صلاح الدين، ثم قام أسد الدين شيركوه بوضع خطة عسكرية ذكية بحيث يستدرج معظم الجيش الصليبي لقلب الجيش المسلم ثم يهجم هو وأقوي فرسانه على مؤخرة الجيش الصليبي، فوضعه في شبه دائرة، وانتصر انتصارا عظيماً لم يسمع بمثله في التاريخ حسبما يعتقد المؤرخ ابن الأثير.
---------
توجه صلاح الدين الأيوبي ،وهو إبن أخ شيركوه ، إلى الاسكندرية واحتمى بها،
وحاصره شاور وعسكر مصر.
--------------------
وبعدها :
زحف أسد الدين شيركوه بقواته لكي يفك الحصار عن الاسكندرية


لكن جرى الصلح بين ( أسد الدين شيركوه ) وبين من يدير شئون الدولة المصرية الفاطمية، وفكوا الحصار عن صلاح الدين الأيوبي فسار صلاح الدين وقواتهإلي حيث يوجد عمه أسد الدين شيركوه
--------------------
بعدها:
انصرف ( أسد الدين شيركوه ) بقواته عائدين إلى الشام
--------------------

في أوائل 564 هـ
أرسلت الحامية الصليبية بمصر إلى (أملريك) ملك بيت المقدس تعرفه أن أوضاع مصر الحالية مواتية لاحتلال الفرنج لمصر.

وبناء عليه حشد أملريك جيوشه وانطلق بها إلى مصر
------------------
سنة 564 هـ
وصل الفرنج إلى مدينة(بلبيس) وسيطروا عليها وارتكبوا جرائم حرب فظيعة ومذابح مرعبة تم فيها قتل وذبح أهل المدينة بلا رحمة
------------------
بعد ذلك :
وصلت قوات الفرنج إلى القاهرة وضربوا عليها حصاراً شديداً، فأقدم شاور على حرق القاهرة ليرجع عنها الصليبيون، وظلت النيران تأكل مباني القاهرة ذات الأسقف الخشبية 54 يوماً ، ويئس أعيان أهالي مصر وعلى رأسهم الخليفة الفاطمي العاضد من تحسن الأحوال فأرسلوا وفداً إلى نور الدين زنكي يستغيثون بجيوشه علي الصليبيين ووعدوا بطاعته إن أنجدهم من الفرنج
---------------------
ربيع الأول 564 هـ
وصل ( أسد الدين شيركوه ) مع قواته إلي مصر قادمين من الشام لنجدة أهل مصر من الفرنج
ولما علم الفرنج بقرب وصول هذا القائد العسكري الخطير انسحبوا من مصر خشية أن ينهزموا من جديد أو يحاصرهم سكان مصر فلايجدوا الطعام ويهلكوا
وهكذا ارتد الفرنج عن مصر
ودخل شيركوه القاهرة بدون حرب ،
---------------------------
سنة 564 هـ
مقتل شاور :
السبب : خطط شاور لقتل أسد الدين شيركوه ورفاقه من أمراء الجند
فلما علموا بذلك بادروا هم بقتل شاور
--------------------

17-4-564 هـ
الموافق 18-1-1169 م
. تعيين (أسد الدين شيركوه ) في منصب ( الوزير) في مصر بأمر العاضد الفاطمي
وكان كيان الحكم للدولة المصرية في هذا العصر يتكون أساساً من الخليفة الفاطمي والوزير (لايوجد سوي وزير واحد) وولاة أقاليم ورؤساء بيت المال والدواوين

--------------------
17-4-564 هـ
إلي : 22-6-564 هـ
الوزير بمصر = أسد الدين شيركوه

لم تطل وزارته ولم يتمتع بمنصب الوزير سوي فترة وجيزة مقدارها شهران وخمسة أيام،
وكان أحياناً يلقب لانتصاراته بلقب الملك المنصور
--------------------
يوم السبت 22-6-564 هـ
الموافق :22-2-1096 م
مات وزير مصر (أسد الدين شيركوه ) بالقاهرة،،
تفسير لموته السريع :
الإصابة بالذبحة الصدرية
يقول المؤرخ بهاء الدين بن شداد في كتابه (سيرة صلاح الدين) :
" إن أسد الدين كان كثير الأكل، شديد المواظبة على تناول اللحوم الغليظة، تتواتر عليه التخم والخوانيق وينجو منها بعد مقاساة شدة عظيمة، فأخذه مرض شديد، واعتراه خانوق عظيم فقتله. "

--------------------
23-4-564
الوزير بمصر = صلاح الدين الأيوبي
خلفاً لأسد الدين شيركوه
--------------------
سنة 564 هـ
دفن (أسد الدين شيركوه ) بالقاهرة
تعقيب :
بعد مدة من الزمن :نقلوا جثمان أسد الدين شيركوه إلى (المدينة المنورة ) بالحجاز لأنه كان قد أوصي قبل موته بأن يدفن بالمدينة


أسرته :
لم يكن لأسد الدين شيركوه في حياته سوي إبن واحد أسماه (ناصر الدين محمد ).
--------------------
في رجب سنة 564 هـ
سحب نور الدين زنكي إمارة حمص من أسرة (أسد الدين شيركوه ) .
--------------------

سنة 1193 م
عندما تملك صلاح الدين علي الشام أعاد حكم حمص إلي أسرة عمه المتوفي (أسد الدين شيركوه ) حيث أعطى إمارة حمص لإبن عمه (ناصر الدين محمد بن شيركوه )

و حينما استلم إمارة حمص تلقب ناصر الدين محمد بلقب الملك القاهر.
ولم يزل حاكماً علي حمص إلي أن مات
--------------------

يوم 9-12-581 هـ
مات حاكم حمص (الملك القاهر ناصر الدين بن شيركوه )
ونقلته زوجته بنت عمه (ست الشام بنت أيوب) إلى مقبرة أسرتها الموجودة بمدرستها بدمشق ظاهر البلد وهناك دفنته بجوار قبر أخيها شمس الدولة توران شاه بن أيوب
.
--------------------
الفترة (581-637هـ) :
حاكم حمص = أسد الدين شيركوه بن ناصر الدين بن أسد الدين شيركوه
صار بعد وفاة والده خلفاً له حاكماً علي حمص ،وقد كان صغير السن يومئذ لأن مولده في سنة 569 هـ
وظل يحكم حمص وكانت له أيضاً الرحبة وتدمر وماكسين من بلد الخابور.
إلي أن مات في يوم الثلاثاء 19-7-637 هـ بحمص، ودفن داخل البلد.
وترك بعد وفاته العديد من الأبناء ، فقام أحدهم مقامه في الملك وهو إبنه " ناصر الدين إبراهيم" .
--------------------
الفترة (637-644 هـ ) :
حاكم حمص = الملك المنصور ناصر الدين إبراهيم بن أسد الدين شيركوه بن ناصر الدين بن أسد الدين شيركوه
--------------------
يوم الجمعة 10-2-644 هـ
مات الملك المنصور ناصر الدين إبراهيم بالنيرب من غوطة دمشق،
ونقل جثمانه إلى حمص، حيث دفن ظاهر البلد في (مسجد الخضر )
- وقد حل مكانه ولده (أبو الفتح موسى ) المولود سنة 627 هـ
--------------------
الفترة (644-662 هـ ) :
حاكم حمص = الملك الأشرف مظفر الدولة أبو الفتح موسى بن الملك المنصور ناصر الدين إبراهيم بن أسد الدين شيركوه بن ناصر الدين بن أسد الدين شيركوه
وكان آخر أمير لحمص من ذرية (أسد الدين شيركوه )

--------------------
يوم الجمعة 10-2-662 هـ
موت الأشرف بن المنصور بحمص
وقد دفن عند قبر جده أسد الدين شيركوه داخل حمص،
وبموته زال حكم ذرية (أسد الدين شيركوه ) لمدينة حمص

المصادر :
وفيات الأعيان
سير أعلام النبلاء
مصادر أخري


مرادفات الموضوع :

Shirkuh =  Shêrkoh= Shêrko
Asad ad-Din Shirkuh bin Shadhi ibn Marwan,  = أسد الدين شيركوه بن شاذي‎ بن مروان

شيركوه = لفظ يعني بالعربية " أسد الجبل"
شير= "بالعربية :أسد"
كوه = "بالعربية: جبل "
شاذي = " بالعربية : فرحان"

Dvin= دوين

Najm ad-Din Ayyub = نجم الدين أيوب
Saladin =  صلاح الدين
Bihruz = بهروز
Nur ad-Din Zengi = نور الدين زنكي

domain of Homs= حمص
Emir of Homs = حاكم حمص = صاحب حمص
خانوق = ذبحة صدرية
Ayyubid family = الأسرة الأيوبية
Al-Ashraf Musa, Emir of Homs = الأشرف موسي أمير حمص
---------------------------