كانت اليمنيون في أيام الحميريين علي عقائد شتي :
-منهم مسيحيون
-ومنهم يهود ومنهم كان بعض الأشراف وأقيال القبائل فقد عثر الأثريون علي نص دونه شخص يدعى "شِهر" :"تبرك سم رحمن ذو سمين ويسرائيل وإلهمو رب يهود ذي حرض بدهمو شهرم" وترجمة النص :" تبارك اسم رحمن ملك السموات وشعب إسرائيل و رب يهود الذي ساعد عبده شِهر"
- ومنهم ابراهيميون
- ومنهم وثنيون يعبدون الأصنام
المصدر:
Y. M. Abdallah, "The Inscription CIH 543: A New Reading Based On The Newly-Found Original" in C. Robin & M. Bafaqih (Eds.), Sayhadica: Recherches Sur Les Inscriptions De l’Arabie Préislamiques Offertes Par Ses Collègues Au Professeur A.F.L. Beeston, 1987, Librairie Orientaliste Paul Geuthner S.A.: Paris, pp. 4-5
===============
هناك نص قديم بخط المسند أوضح استقلالية القبائل المتجاورة ونمو روح التعصب من أبناء كل قبيلة لقبيلتهم .
وبه ذكر عن حروب بين كندة ومذحج وأرحب وثعلبن (قد تكون دوس ثعلبان الواردة في كتاب الطبري ج1-ص 925] ومضر [قرأها المستشرقون "مذر" بينما الصحيح قول جواد علي في كتابه تاريخ العرب قبل الإسلام ج 3ص 166 أنها تنطق مضر]
وكان ذلك في عهد ملك يدعى "معد يكرب يعفر"
المصدر:
Le Museon, Lxiv, 1-2, "1951", P.105, M. Hartmann, Die Arabische Frage, S. 335
و يرجع الباحثون تاريخ هذا النص إلى سنة 516 حسب المصدر التالي :
The Geographical Journal, Vol., Cxvi, Nos: 4-6, 1950, P.214
====================
ذكر أهل الأخبار أن ملكا يدعى "لخيعة ينوف ذو شناتر" كان قبل ذو نواس ولم تكتشف كتابة بخط المسند تشير إلى ذلك
----------------------
ورد بالآثار اسم يوسف بدون لقب ملكي طويل مكتفيا بلقب "ملك يوسف أسأر" فقد كان أقيال القبائل ينافسونه السلطان
بالنسبة إلي تسميته بإسم "ذو نواس" فإنه الي حد علمي لليوم لم تكتشف كتابة بخط المسند بهذا الاسم. فقد ورد اسمه بصيغة "يوسف أسأر" أو "يوسف آزار"
Le Museon, 3-4, 1953, P.284
====================
الملك "يوسف أسأر" كان ملكا محاربا وقاسيا وتحامل على المسيحيين و لم يبدي شفقة أو تساهل مع أعداء حِميّر حتي لقي حتفه في ميدان القتال وزالت بزواله دولة حمير
أورد السريان قصة أنه أرسل وفدا إلى الحيرة يطلب من ملكها أن يقتدي به بأن يقتل المسيحيين في العراق
ففي زمنه كان المناذرة حلفاء للدولة الفارسية ،، ووقتها كانت الدولة الفارسية ذات علاقة جيدة بالحميريين ،وأما العلاقات الفارسية الرومانية فقد كانت علاقات متدهورة تصل أحياناً لدرجة الاقتتال العسكري بين الدولة الفارسية والدولة الرومانية
المصدر:
Die Arabische Frage I, S. Ii
--------------
ولكن هناك اعتقاد يهودي أن الرسالة الآنف ذكرها ملفقة وتعكس أحقاداً مسيحية على اليهود الذين عانوا كثيراً من المسيحيين
Isidore Singer, Cyrus Adler.The Jewish encyclopedia : a descriptive record of the history, religion, literature, and customs of the Jewish people from the earliest times to the present day (1901) volume 4 p.563
----------------------
وإستغل ملك أكسوم هذا الوضع وأعلن دعمه للمسيحيين في نجران
وشن يوسف أسأر حملات على مراكز المسيحيين وإستطاع أن يجمع جموعا من القبائل كانت فروعاً من كل من :
خولان
وكندة
ومذحج
وهمدان
وبضعة بيوت وأقيال من حمير وتحديدا من بيت "ذو يزأن" ومنهم الملك سيف بن ذي يزن
المصدر:
Le Museon, 3-4, 1953, P.296, Bulletin Of The School Of Oriental And African Studies, University Of London, Vol., Xvi, Part: 3, 1954, P.434, Ryckmans 508
=============
حاول يوسف الحفاظ على استقلالية بلاده ووحدة قبائله
شنت جيش القَبائل الموالية ل"ملك يوسف أسأر" حملات على القبائل والأقيال المسيحيين المناوئين له والمعاونين للأحباش
وأسفرت تلك الحملات عن خسائر فادحة ومجازر للمسيحيين والأحباش في (ظفار يريم) حيث قتل بها قرابة 13 ألفاً منهم وتم هدم القليس (أي الكنيسة ) وسحق قبائل الأشاعرة المعاونة للأحباش
ثم توجه جيش القَبائل الموالية ل"ملك يوسف أسأر" إلى نجران وقتل هناك ما يقارب 11ألفاً وهدم الكنيسة هناك
المصادر :
Le Museon, 3-4, 1953, P.296
Vincent J O'Malley, C.M. (2001). Saints of Africa. Huntington, IN: Our Sunday Visitor Publishing. pp. p.142.
------------------
ولم يعثر الآثاريون علي نقش بخط المسند يشير إلى إحراق السكان
ولكن وجدت الإشارة لذلك في كتابات السريان والبيزنطيين
ومنها ما ذكره ( شمعون الأرشمي) قائلاً أنه كتب الوقائع إستنادا على روايات شهود عيان الذين رأوا الحميريين يجمعون النساء والأطفال والرهبان في كنيسة نجران وأحرقوا الكنيسة بمن فيها
المصدر:
https://www.christianity.com/church/church-history/timeline/301-600/arabian-christians-massacred-11629705.html---------------
وقد ورد نصان عن مجازر في ظفار يريم والمخا ونجران ، وهما يشيران ليوسف أسأر
النصان المكتشفان لم يشيرا إلى مجازر في مأرب وحضرموت.
و المصادر التي تتكلم عن مجازر في مأرب وحضرموت هي مصادر سريانية وبيزنطية
المصدر:
Vincent J O'Malley, C.M. (2001). Saints of Africa. Huntington, IN: Our Sunday Visitor Publishing. pp. p.142
===============
أورد الأخباريون أن "دوس ثعلبن" كانت في عداد القبائل المعادية لذي نواس
و أن رجلا منها ذهب إلى ملك بيزنطة طلبا للنجدة [المصدر: شمس العلوم ج1ق1 ص251]
أمد الملك البيزنطي جستنيان الأول كما ورد في كتاب المؤرخ بروكوبيوس المسيحيين بأسطول دخل اليمن عن طريق ساحلها الغربي وقتل ذو نواس في المعارك عام 525 - 527 وهذه كانت النهاية لمملكة حمير
المصادر:
S. C. Munro-Hay, Aksum: An African Civilization of Late Antiquity (Edinburgh: University Press, 1991), p.87
The Chronicle of Zuqnin. Translated from Syriac with notes and introduction by Amir Harrak (= Mediaeval sources in translation. 36). Pontifical Institute of Mediaeval Studies, Toronto, 1999، pp. 78-84. Volume III, page 78-84
=========================
أصبحت المناطق الغربية لجنوب شبه الجزيرة العربية مملكة تابعة لروما وعليها حميري يدعى شميفع أشوع سمى نفسه ملك سبأ.
بعد مقتل يوسف، استقرت الأمور في السواحل الجنوبية الغربية للجزيرة وإستقل زعماء القبائل بإقطاعياتهم ومخالفيهم ولا بوادر أنهم خضعوا لشميفع أشوع أو أعترفوا به ملكاً عليهم وكان أشوع وأنصاره متحصنين في حصن مارية القديم بذمار.
قام أحد زعماء القبائل المقربين من البيزنطة والمدعو "قيس" وكان كندياً من أقارب الحارث بن عمرو الكندي أو "آريثاس" كما ذكره البيزنطة بقتل أحد أقرباء شميفع أشوع ومع ذلك لم يثأر شميفع لقريبه وإنصاع لشفاعة الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول بتعيين "قيس" أو "كايسوس" على قبيلة معد لحجم الدين الذي قدمه البيزنطة بتخليص مسيحيي جنوب الجزيرة العربية من يوسف أسأر الحِميّري
المصدر:
Gunnar Olinder,The Kings of Kinda of the Family of Ākil Al-murār H. Ohlsson, 1927 p.117
===============
إن البيزنطيين أرادوا استغلال نفوذ حِميَّر على كندة والتي كانت هي بدورها مسيطرة على أجزاء واسعة من شبه الجزيرة لقتال الفرس
المصدر:
History of the Wars, Books I and II (Persian Wars) By Procopius XII 9-13
================
من الواقع أن سقوط حِميّر أدى إلى استقلالية القبائل لأن حمير كانت شديدة السطوة
ولكن سقوط حمير لم يأتي بالفوائد علي القبائل فقد ضعفت مملكة كندة كثيراً وتأثرت بهذا السقوط
المصدر:
Irfan Kawar Journal of the American Oriental Society Vol. 77, No. 2 (Apr. - Jun., 1957), p.371
=================
ذكر المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس أن عدداً من الجيش البيزنطي ـ الأكسومي :"آثر البقاء في أرض الحميريين لإنها جيدة جدا " على حد تعبيره ولم يريدوا مغادرة اليمن
المصدر:
History of the Wars, Books I and II (Persian Wars) By Procopius p.62
أحد هولاء كان أبرهة الأشرم أو "أبراهموس" (إبراهيم) الذي قام بقتل شميفع أشوع وأعلن نفسه ملكاً "بسم كرشتس وروحن قدس" (بسم المسيح والروح القدس).
مقتل شميفع قاد لتمرد معد ،، فتوجه أبرهة الأشرم بنفسه لأراضيهم وأخذ أبناءهم ونسائهم رهائن مقابل الولاء
المصدر:
A. G. Lundin, Yujnaya Arabia W VI Weke palestynski Sbornik, 1961, P. 73
----------
وإنتهزت قبائل أخرى مقتل شميفع لتعلن تمردها فقاد رجلان من كندة اسمهما "بشر بن حصن" و"أبو الجبر بن عمرو" حملة على بلدة "تربة" قرب الطائف بجزيرة العرب
المصدر:
Le Museon, 1965, 3-4, P434 and P435
ودونت كتابة بخط المسند تذكر عدد القتلى والغنائم والأسرى والأطفال الذين أخذهم من سكان الطائف مقابل الولاء
وذلك حسب المصدر التالي:
A. G. Lundin, Yujnaya Arabia W VI Weke Palestyniski Sbornik 1961, PP. 73-84
==================
لقد كانت القبائل منقسمة وإستغل الأشرم الانقسام لصالحه
وبالفعل فقد خرج زعيم من كندة يدعى (يزيد بن كبشت) ومعه ابن شميفع أشوع وأقيال من "مرثد بن بكل" (بكيل) و"ذو يزأن" (بيت ذو يزن) و"ذي معاهر" و"ذو خليل" لقتل أبرهة إلا أن أقيال حضرموت وهمدان و"ذو رعين" (يافع) و"أشعرن" (الأشاعرة) وعدد من القبائل قاتلوا سيد كندة المصدر:
M. Hartmann, Die Arabische Frage, S. 335
ولاحظ الباحثون غياب أي ظواهر ولاء للوطن واستعداد القبائل للوقوف بصف الغريب طالما إقتضت المصالح
كأن القبائل اليمنية لا تعرف وطناً ولا قومية إلا قومية القبيلة وبقيت تلك المشكلة عالقة إلى اليوم وهناك شك في ومدى قدرتهم على الإيمان بالقومية اليمنية الوطنية الجامعة
المصدر:
جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج ٤ ص ٤٠٩
إستمر الإقتتال لفترة بين القبائل اليمنية حتى وصل لأسماع المتقاتلين "أصوات البكاء" عن تصدع هو الثالث وقبل الأخير أصاب سد مأرب كما يقرأ من نص بخط المسند يعود إلي العام 542
E. Glaser, Geschichte and Geographie Arabiens (Berlin, 1890), and in Petermann's Mitt. (1886) S. 101
وعندئذ تركوا الحرب وتوصلوا لهدنة لإعادة ترميم السد وكان هذا الترميم آخر ترميم يجرى عليه
# F. Praetorius, Bemerkungen zur den beiden grossenInschriften vom Dammbruch zu Marib, in ZDMG, 1899, 5, 15
توجد كتابات تاريخية قليلة عن الحقبة الفارسية في اليمن ومنها كتابات بيزنطية عن سيطرة الفرس على عدن
Richard Frye,The History of Ancient Iran p.325
وبضعة أساطير دونت بعد نحو القرن من حدوثها في العصر العباسي لا ترقى بأن تُسمى تاريخاً مدققاً ولكنها تعطي لمحات من الفولكلور عن هذا التاريخ.
وقبيل الإسلام دخلت اليمن الفارسية عصرا من الانحطاط بينما صعدت مكة وأضحت مركزا تجاريا مهما بل ربما الأهم في الجزيرة العربية لبعدها عن مراكز الصراع
المصدر:
المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - الدكتور جواد علي - دار الساقي الطبعة الرابعة 1422 هـ/ 2001 م
اضغط علي السطر التالي:
http://islamport.com/w/tkh/Web/2300/2078.htm=================
ويقول صاحب المفصل :" أستطيع أن أقول إن حكم الفرس كان حكمًا شكليًّا، مقتصرًا على بعض المواضع، أما الحكم الواقعي فكان للأقيال
فقد حكم شيوخ الحميريين كاذواء سلطتهم علي أبناء عشائرهم ولا سلطة حقيقية تذكر لهم خلال الحقبة الفارسية في اليمن
إلا على قبائلهم
ذو النواس الحِميَّري في الأصل كان أحد الأذواء وليس ابن ملك ولكن قدراته علي ابرام التحالفات العسكرية مع القبائل الموالية له هي التي جعلته ملكاً فعلياً
المرادفات :
قلسن =القليس = كلمة بلسان الحميريين تعني كنيسة
(يزيد بن كبشت) في نصوص المسند (يزيد بن كبشة)
"أشعرن" = الأشاعرة
"ذو رعين" = يافع
"ذو يزأن" =ذو يزن