العلاقات المصرية اللبنانية القديمة
في عصر ما قبل التاريخ، كان الشريط الساحلي اللبناني أرضاً صخرية تغمرها مياه البحر .
و في العصر الحجري القديم،انحسرت مياه البحر ، وأدي انحسار المياه إلي ظهور أرض الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط للعيان ،
وبناء عليه سكن إنسان العصر الحجري الحديث في لبنان منذ نهاية الألف السابع قبل الميلاد ..
وفي مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، نزح شعب سامي من شبه الجزيرة العربية، فسكنها لتحمل مع بقية المدن الساحلية اسمه المدن الكنعانية،
وقد سكنها الشعب الكنعاني في الفترة (2000-1200 ق.م).
من أهم الشعوب القديمة التي اشتغلت بالتجارة فينيقيو بلاد الشام، لقد كان لهم تاريخ طويل ومضطرب، وكانوا يزعمون أنهم قد وصلوا إلى صور في حوالي عام 2700 ق.م، وهو أمر مستبعد.
ولكن الشيء الأكيد هو أنهم قد ثبتوا أقدامهم على ساحل لبنان الحالي في الألف الثانية ق.م، عندما كان المصريون يشترون منهم خشب الأرز.
لقد كان هذا الشريط الساحلي الضيق هو قناة الاتصال التاريخية بين أفريقيا وآسيا، أما من ورائه فتقع أرض داخلية ضحلة فقيرة بالموارد الزراعية تقطعها الهضاب الممتدة من الجبال إلى البحر، بحيث كان من الصعب على المستوطنات الساحلية أن تتحد فيما بينها.
ومثل عرب البحر الأحمر، صار سكان هذه المستوطنات بحارة لأن جغرافية بلادهم قد دفعتهم للتطلع نحو الخارج وليس نحو الداخل.
كان الفينيقيون ضعافاً في بلادهم، خضعوا لسيطرة قوى عديدة الواحدة تلو الأخرى، فليس من قبيل الصدفة إذن أنهم لم يبرزوا إلا بعد أن كانت أيام ازدهار مصر وميقينية والإمبراطورية الحثية قد ولت، أي أنهم قد ازدهروا أثناء تراجع سواهم، فتمتعت المدن الفينيقية بيبلوس وصور وصيدون بعصرها الذهبي القصير بعد زمن طويل من انقضاء سيادة المينويين في التجارة.
وكانت الكتاب القدامى ومنهم كتاب العهد القديم يشددون على سمعة الفينيقيين كتجار ومستوطنين، وقد بقيت الأصبغة الفينيقية مشهورة ومطلوبة حتى الأزمنة الكلاسيكية. ولابد أن تكون الحاجة التجارية قد حفزت الابتكار لديهم، وإن أبجديتهم هي جد قديم لأبجديتنا، ولو لم يتبق لنا أدب فينيقي هام.
كانت التجارة اختصاصهم، وراحوا يتخذون لأنفسهم مراكز ومستوطنات أو محطات تجارية كان غيرهم قد تاجر في بعضها، حتى صارت هناك في النهاية نحو خمس وعشرين مستوطنة على طرفي البحر المتوسط. كانت أولاها لارنكا الحالية بقبرص عند نهاية القرن التاسع ق.م، وكان أبعدها غرباً تقع مباشرة خلف مضيق جبل طارق في موقع مدينة قادش، بل إنهم قد تبادلوا البضائع مع الناس البدائيين في كورنوول***.
ربما كان تأسيس هذه المستوطنات انعكاساً لأزمنة مضطربة حلت بالمدن الفينيقية من بعد استقلالها المثمر القصير عند بداية الألف الأولى.
وفي القرن السابع سويت صيدون بالأرض وأخذت بنات ملك صور إلى حريم الملك الآشوري، وبذلك لم يبق من فينيقيا سوى مستوطناتها.
كان الفينيقيون تجاراً
وفي هذه الفترة أيضاً تبلورت علاقات مصر الفرعونية ببيروت وبقية المدن الساحلية، وخاصة مدينة جبيل {بيبلوس}، والتي استمرت أكثر من ثمانية قرون.
لم تكن علاقات مصر الفرعونية ببيروت على مستوى العلاقات التي قامت بينها وبين جبيل
ولكن الآثار والرسائل التي عثر عليها تشير إلى أن الفراعنة عرفوا بيروت منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، أي منذ أن تبلورت مطامع مصر التوسعية زمن الأسرة الثانية عشرة، وحتى إحكام سيطرتها على بيروت وسائر المدن الساحلية زمن الأسرتين 18و 19
ثم إنهار النفوذ المصري منذ مطلع القرن 12 ق م، أي زمن الأسرة 20 فرعونية.
وعاشت بيروت مع المدن الفينيقية عصرها الذهبي، بعد تحررها من النفوذ المصري، لمدة ثلاثة قرون 1200-900 ق.م. ولكنها كانت دوماً محط الدول الكبرى التي تنشأ وتزول، فدخلتها جيوش الآشوريين والكلدان والفرس، ودخلت تحت نفوذهم (900-333 ق.م)
كما دخلها الاسكندر المقدوني، لتدخل تحت حكم اليونان (333-64 ق.م).
كانت بيروت تفتح أبوابها أمام هؤلاء الغزاة المحتلين، بينما كانت صيدا وصور رمزاً للمقاومة والعنفوان، فدمرهما الأعداء أكثر من مرة وشرد أهلها. وكانت بيروت تتقدم ببطء وسط هذه الأحداث، حتى نالت شهرتهما العالمية بين مدن الشرق أثناء حكم الرومان (64-633 م).
المصادر:
- (موجز ت العالم ) من تأليف مؤرخ إنجليزي اسمه ج.م. روبرتس
- موقع بيروت
http://www.yabeyrouth.com---------------------------
مرادفات :
جبيل = بيبلوس