تقسيم المملكة :
السبب : تجنب حرب الوراثة بين أبناء كلوفيس الأول
تفصيل : كان كلوفيس يتوق إلى أن يكون له أبناء ذكور، وقد كان له قبل وفاته أكثر مما كان يحب، ولهذا قسم مملكته بينهم لكي يتجنب نشوب حرب للوراثة بعد وفاته.
فأعطى كلدبرت Childebert الإقليم المحيط بباريس
وولى كلودمر Chlodomer إقليم أورلين Orleans
وأعطى كلوتار Chlothar I إقليم سواسون Soissons
وأعطي ثيودريكTheuderic I إقليم متز وريمز Reims
===================================
خريطة غاليا بعد موت كلوفيس الاول==================================
سنة 511
مات كلوفيس الأول المولود 466م في يوم 27-11-511
ومات فيها بعد أربع سنين في سن الخامسة والأربعين.
وجاءت الملكة كلوثيلد، التي كان لمعونتها بعض الفضل في إنشاء فرنسا الغالية، إلى تور بعد موت زوجها ، وأدت الصلاة في كنيسة القديس مارتن، وعاشت في تور
بسبب وصية زوجها لعياله انقسمت المملكة الفرنكية (و التي كانت تسمى بلاد غالة) إلى ممالك، وحكم كل مملكة منها أحد أبناءه
========================
وواصل الأبناء توحيد فرنسا عن طريق الفتوحات الهمجية
------------------
الفترة 530-555
، فاستولى الفرنكيون على ثوررنجيا في عام 530،
وعلى برغندية في عام 534،
وعلى بروفانس في عام 536،
وعلى بافاريا وسوبيا في 555.
------------------------
وعاش كلوتار بعد أن مات اخوته جميعاً فورث مما لهم، وكانت غالة تحت حكمه أوسع رقعة من فرنسا في العهود المستقبلة.
---------------------------
عام 561
مات كلوتار وكان قبيل موته قد أوصي بتقسيم مملكته ( غالة ) مرة أخرى علي أبنائه الثلاثة أي إلي 3أجزاء علي النحو التالي :
إقليم ريمز ومتز المعروف بأستراسيا Austrasia (أي الشرق) يؤول إلي ابنه ( جيبرت Sigebert )
واقليم برغندية يؤول إلي ابنه ( جنثرام Gunthram)
و إقليم سواسون المعروف بنوستريا Neustria (أي القسم الثاني الغربي) يؤول إلى ابنه ( كلبريك Chilperic )
-------------------------
عام 566 :
سجيبرت أرسل هدايا غالية إلى أثاناجلد Athanagild ملك أسبانيا وطلب الزواج من ابنته الجميلة ( برنهلدا Brunhilda،
ووافق أثاناجلد على هذا الزواج لخوفه من الفرنكيين وليس لأجل الهدايا؛
وزوجه من ابنته برنهلدا لتزدان بها أبهاء متز وريمز
-----------------
عام 567
دب الحسد في قلب كلبريك، لأنه لم يكن له إلا زوجة غبية تدعى أودوفيرا Audovera وعشيقة فظة تدعى (فردجندا Fredegunda ) ، فطلب إلى ملك أسبانيا أثاناجلد أن يزوجه أخت برنهلدا
ووافق ملك الأسبان
وجاءت جلزونثا Galswintha إلى إقليم سوسوان وأحبها كلبريك لأنها جاءت معها بكنوز عظيمة، ولكنها كانت أكبر سناً من أختها؛ فعاد كلبريك إلى أحضان فردجندا .
وطلبت جلزونثا أن تعود إلى أسبانيا، فأمر كلبريك بقتلها خنقاً (567)
وأعلن سجيبرت الحرب على كلبريك وهزمه،
ولكن فردجندا بعثت باثنين من العبيد القتلة استطاعا قتل عدوها الملك(سجيبرت)
وتم اعتقال ( برنهلدا )
ولكنها استطاعت الفرار وسارعت بتتويج ابنها الشاب كلدبرت الثاني ملكاً ، ولما كان صغيراً فقد حكمت هي المملكة باسمه حكماً أظهرت فيه كثيراً من الحزم والكفاية.
ويصف المؤرخون كلبريك كأنه نيرون ذلك الوقت وهيروده، يصفونه بأنه غليظ القلب، سفاك للدماء، شهواني نهم شره، في جمع الذهب.
ويقول المؤرخ الأسقف (جريجوري التوري ) إن كلبريك كان يسخر من المعتقدات المسيحية فكرة حلول ثلاثة أشخاص في إله واحد، بل و
سخر من تصوير الله كأنه إنسان، وكان يعقد مع اليهود الذين لايؤمنون بالمسيح أصلاً مناقشات لاتعجب رجال الدين المسيحي، واحتج على ثروات الكنيسة الطائلة، ولم يعتمد الوصايا التي يترك بها المسيحي تركته للكنيسة وليس للدولة ، وكان يبيع كراسي الأساقفة لمن يؤدي أكثر الأثمان، وعارض نشاط الأساقفة السياسي،وحاول أن يخلع جريجوري نفسه من كرسي تور.
وعلي العكس من رأي ذلك المؤرخ ، نجد الشاعر ( فرتناتوس) يصف الملك كلبريك بأنه يجمع الفضائل، فهو حاكم عادل لطيف، شيشرون زمانه في الفصاحة!
----------------------
في عام 584 :
مات كلبريك بطعنة خنجر، وربما كان طاعنه مسلطاً عليه من ( برنهلدا)، وترك وراءه ولداً رضيعاً هو ( كلوتار الثاني)
فحكمت فردجندا نستريا بالنيابة عنه، بمهارة، وغدر، وقسوة لا تقل عن مثيلاتها في أي ملك متوحش
من ذلك أنها أرسلت شاباً من رجال الكنيسة ليقتل برنهلدا، ولما عاد دون أن يؤدي مهمته أمرت بقطع يديه وقدميه.
--------------------
سنة 614 :
نجاح ثورة أهالي أستراسيا في خلع برنهلدا
تفصيل :
. كان أعيان أستراسيا في هذا الوقت لا ينقطعون عن الثورة على برنهلدا المتغطرسة، يشجعهم على هذا كلوتار الثاني؛
وكانت برنهلدا تخمد هذه الثورات بقدر ما تستطيع وتستعين على ذلك بالختل والاغتيال؛ ولكنهم أفلحوا آخر الأمر في خلعها وهي في الثمانين من عمرها، وظلوا يعذبونها ثلاثة أيام كاملة، ثم ربطوها من شعرها وإحدى يديها في ذيل حصان وضربوه بالسياط
وورث كلوتار الثاني الممالك الثلاث وتوحدت مرة أخرى دولة الفرنجة.
ولقد أفسد خلفاء كلوفيس ما بذله من جهود لتوحيد البلاد كما فعل خلفاء شارلمان بملكه بعده. لكن في عهدهم ظلت الحكومة تؤدي واجباتها، وأن غالة لم تكن كلها تطيق وحشية ملوكها وتعدي زوجاتهم، وأن ما يبدو من استبداد الملوك كان محدداً بقوة النبلاء الذين يحسدونهم على سلطتهم، وكان الملك يكافئ أبطال الحروب على ما يؤدون له من خدمات في الإدارة والحرب بأن يهبهم ضياعاً يكادون يكونون فيها سادة مستقلين وليهم العبيد من أسري الحروب
وتزوج زعماء الفرنكيين ببنات طبقة أعضاء الشيوخ الغاليين-الرومان، ونشأ من هذا التزاوج أشراف فرنسا.
وكانوا أشرافاً يتصفون بالقوة، يحبون الحرب، ويحتقرون الآداب، ويتباهون بلحاهم الطويلة، وأثوابهم الحريرية، وكثرة من يتزوجون من النساء.
وفي اقطاعياتهم من الأراضي الواسعة:
بدأ الإقطاع الذي قاوم الملكية الفرنسية ألف عام.
وكثر أرقاء الأرض، وبدأ الاسترقاق يحيا مرة أخرى بسبب الحروب الجديدة
وانتقلت الصناعات من المدن إلى بيوت الريف، فضاقت رقعة المدن، وخضعت لسيطرة السادة الإقطاعيين
وكانت التجارة لا تزال نشيطة، ولكنها كان يقف في سبيلها عدم ثبات النقد، وكثرة اللصوص وقطاع الطرق، وارتفاع الضرائب الإقطاعية.
وكان القحط والوباء يحدان من النمو في عدد السكان
ولسنا نجد في تاريخ طبقة عليا لا تعبأ بالمبادئ الأخلاقية كما لم تعبأ بها هذه الطبقة؛ ولم يكن لاعتناقها المسيحية أثر تهذيبي ، فقد بدت المسيحية لهم كأنها مجرد وسيلة كثيرة النفقة للحكم وتهدئة الشعب؛ ولما "انتصرت البربرية وانتصر الدين" كانت البربرية صاحبة الكلمة العليا مدى خمسة قرون.
وكان الوسيلة التي يخففون بها ملل الحكم. هي مسلسل من أحداث الاغتيال، وقتل الآباء، والاخوة، والتعذيب، وبتر الأعضاء، والغدر، والزنى، ومضاجعة المحارم
فروي إن كلبريك أمر بأن يكون كل مفصل من مفاصل سجيلا Sigila القوطي بالحديد المحمى، وأن ينزع كل عضو من أعضائه من موضعه
، وكان لكاريبرت Charipert عشيقتان أختان وإحداهما راهبة!!
وجمع دجوبرت Dagobert (628-639) بين ثلاث زوجات في وقت واحد.
وربما كان( الإفراط الجنسي) هو السبب فيما أصاب المروفنجيين من (عقم منقطع النظير) اتضح في مايلي :
واحد فقط من أبناء كلوفيس الأربعة وهو كلوتار كان له أبناء،
و واحد فقطمن أبناء كلوتار الأربعة كان له ابن.
وكان الملوك يتزوجون في سن 15 عاماً من العمر ويموت كثير منهم قبل الثامنة والعشرين.
ولم يحل عام 614 حتى كان بيت المروفنجيين قد استنفد جميع حيويته وتأهب لأن يخلي مكانه لغيره.
في غمار هذه الفوضى لم يكد يكون للتعليم وجود، فلم يحل عام 600 حتى كانت معرفة القراءة والكتابة ترفاً لا يتمتع به إلا رجال الدين، أما العلوم الطبيعية فقد انمحت أو كادت. وبقى الطب، لأنا نسمع عن وجود أطباء في حاشية الملوك، أما بين الشعب فقد كان السحر والصلاة في نظرهم خيراً من الدواء. وقد ندد جريجوري أسقف تور (538؟-594) بمن يستخدمون الأدوية بدل الصلوات في علاج المرضى، وقال: إن هذا إثم يعذبهم عليه الله. ولما مرض هو أرسل يدعو إليه طبيباً، ولكنه سرعان ما صرفه لأنه لم ينفعه بشيء، ثم شرب قدحاً من الماء ممزوجاً بتراب جئ به من قبر القديس مارتن شفي على أثره شفاء تاماً(56). وكان جريجوري هذا أشهر كتاب النثر في أيامه، وكان يعرف كثيرين من الملوك المروفنجيين معرفة شخصية، وكثيراً ما كانوا يستخدمونه في بعثات لهم.
--------------
سنة 751
نهاية الأسرة الحاكمة المروفنجية Merovingian التي حكمت الفرنجة حتى عام 751.
============
المصدر : موسوعة المعرفة
ورابط المقال الأصلي هو :
http://www.marefa.org/index.php/%D9%83%D9%84%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84