أولا: النسب
تنتسب قبيلة بني عامر الدوسية ، والتي يطلق عليهم لقب الملالحة إلى الصحابي الجليل أبو هريرة بن عامر الدوسي " رضي الله عنه" ، وقد اختلف كثير من النسابة في اسمه على ضروب متعددة فقيل اسمه عمير وقيل عبد الرحمن ، والراجح عند الكلبي أنه سمي عبد الله بعد إسلامه .. وقد أسماه الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد أن أسلم ..
وسياقة نسبه كما يلي :
أبو هريرة هو عبد الله بن عامر بن عمرو بن فهم بن غانم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد (الأنساب للصحاري) ..
ثانياً في المواطن والمواضع
1- هجرة دوس :
جاء في معجم البلدان أن دوس رهط أبي هريرة هاجرت نحو تهامة (معجم البلدان لياقوت الحموي ص5/36) وذكر معها هجرة قبائل أخرى كلهم من قبائل نصر بن الأزد وهم قبائل كثيرة منهم غامد وبارق وأحجن والجنادبة وزهران وغيرهم هاجروا جميعا نحو تهامة فأقاموا فيها ، وجاء في كتاب الأنساب للصحاري أن عمرو بن فهم رهط أبي هريرة أنهم بالحجاز (الأنساب للصحاري ص1/225) .
2- قبيلة دوس حلف بني أمية وأصهارهم :
جاء في كتاب نسب معد واليمن للنسابة ابن الكلبي ما نصه :" أُزيهر بن أَنيس بن الحلسق بن مالك، وكان عدادهُ في دوس، فقيل الدَّوسيّ، وكان حليفاً بمكة لأبي سفيان، صخر بن حرب، فزوَّج ابنته عُتبة بن ربيعة، وزوَّج الأخرى الوليد بن المُغيرة؛ وزوَّج ابنته عائكة أبا سفيان، فولدت له مُحمَّداً، وعنبسة؛ قتلهُ هشام بن المغيرة بذي المجاز. (نسب معد واليمن الكبير ،ابن الكلبي مصدر الكتاب : موقع الوراق ص1/113)
وجاء في كتاب تاريخ المدينة أن زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد ابن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس من الأزد ، وأولاده منها عمرو وخالد وأبان وعمرو ومريم (تاريخ المدينة موقع اليعسوب ص3/953)
وجاء أيضا ومن بني ثعلب بن مالك بن سالم: رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة، وعامر ويقال عمرو بن سلمة بن عامر حليف لهم من اليمن. (الكتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير ،ابن عبد البر مصدر الكتاب : موقع الوراق ص1/31)
وذكر أن دوس كانت حلف قديم مع سفيان بن حرب في الجاهلية حسبما جاء في كتاب أنساب الأشراف ، وجاء أيضا أيضا في كتاب أنساب الأشراف أن معاوية بن أبي سفيان كان قد أرسل النعمان بن بشير الأنصاري ، وأبي هريرة رضي الله عنه ، إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لمطالبته بتسليم قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثم أرسل أبو هريرة رضي الله عنه إلى الشام من طرف معاوية ليعلم الناس ما دار بين معاوية وعلي رضي الله عنهما (أنساب الأشراف ، موقع الوراق ، ص1/364)
وجاء في كتاب الدولة الأموية أن أبو هريرة كان قاضيا في المدينة المنورة زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان ، و أنه بعد أن توفي أبو هريرة رضي الله عنه ، أمر الخليفة معاوية بن أبي سفيان بأن ينظر في ورثته وأن يحسن إليهم وأن يصرف لهم عشرة آلاف درهم ، ويحسن جوارهم ، وأن يعمل إليهم معروفاً ..(الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار للمؤلف علي محمد الصلابي)..
3- أرض أبو هريرة :
ورد ذكر لها في كتاب تاريخ المدينة ، حيث يحدها أرض عاصم بن عدي بن العجلان (تاريخ المدينة ص160) ، كما ورد النص التالي : اتخذ أَبو هريرة الدَوْسِيُ، صاحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ورضي عنه. دارًا بالبلاط بين الزقاق الذي فيه دار عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وبين خط البلاط الأَعظم (تاريخ المدينة) ، وفي كتاب الروض جاء ما نصه : "وبجدة رباط لأبي هريرة رضي الله عنه معروف، وهي مبنية بالآجر والجص " (الروض المعطار في خبر الأقطار للحميري) وجاء في المواعظ " وبخارج مدينة الجيزة موضع يعرف بأبي هريرة، فيظنّ من لا علم له أنه أبو هريرة الصحابيّ، وليس كذلك، بل هو منسوب إلى ابن ابنته.(المواعظ والاعتبار للمقريزي) ..
ثالثاً :ذرية أبو هريرة في مصر والشام :
عندما هزمت الدولة الأموية عام 750م ، كان أحفاد الصحابي أبو هريرة مع الأمويين قاتلوا العباسيين في العراق والشام ، فقد جاء في كتاب البيان المغرب في تاريخ الأندلس ، أنه في سنة 132هجرية كانت الوقعة التي هزم فيها الأمويون مع أبي هريرة وفتح العباسية للكوفة (وهنا يقصد أولاد أبو هريرة ، لأن أبو هريرة توفي سنة 59هجرية ودفن في المدينة المنورة) (البيان المغرب في تاريخ الأندلس والمغرب لابن عذارى، موقع الوراق ص1/25)
وجاء أيضا في كتاب أنساب الأشراف أن محمد بن يعقوب بن سلمة قتل رجالا من أولاد أبي هريرة في الفتنة.. وجاء في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور أن أولاد أبو هريرة كانوا يسكنون في الشام ، حيث ورد على لسان المحرر بن أبي هريرة أنه روى : " دخل على أبي وأنا بالشام ، فقربنا إليه عشاء عند غروب الشمس ، فقال عندكم سواك ؟ قال : قلت نعم ، وما تصنع بالسواك هذه الساعة ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام ليلة ولا يبيت حتى يستن " (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ص219) وهذا الحديث يدل على أنهم يسكنون الشام فبات أبو هريرة تلك الليلة عند ولده المحرر .
قبيلة بني عامر ليست كلهم من أحفاد أبوهريرة رضي الله عنه ، بل معهم أحفاد الصحابي عامر بن الطفيل الدوسي (شهيد معركة اليرموك) ، حيث تكفل الصحابي أبو هريرة برعاية أبناء ابن عمه بعد استشهاده ، وكان يرد ذكرهما سوية في الكثير من المواضع أنهما في جماعة ، حيث ورد ذكر أعقاب الصحابي عامر بن الطفيل في الأنساب للصحاري ، حيث قال :
"عن عامر ابن الطفيل الدوسي بأن عقبه إلى اليوم في فلسطين". (الأنساب : الصحاري مصدر الكتاب : موقع الوراق ص1/240) ، وجاء في كتاب الأنساب ما نصه " دوس من الأزد منهم الطفيل بن عمرو الدوسي وأبو هريرة في جماعة (الأنساب ، موقع يعسوب ص4/164) أي أسرة أو عائلة .
وجاء أيضا ذكر الطفيل بن عمرو مع أبو هريرة رضي الله عنه في الأنساب للصحاري ص1/225 ، وجاء اسم الطفيل بن عمرو مقترنا مع أبو هريرة في كتاب تاريخ المدينة المنورة ذكرهما في ركب من شنوءة الأزد بعد غزوة الحديبية (تاريخ المدينة المنورة ، ص1/122)
كما ورد اسميهما سويا في ذكر وفد الطفيل بن عمرو الدوسي قال وفيهم أبو هريرة (تاريخ المدينة ص1/123)
كما ورد إسم أبو عامر الدوسي بعثه عمرو بن العاص رضي الله عنه وحمله كتاباً إلى القائد أبو عبيدة بن الجراح في فلسطين (فتوح الشام للواقدي ط1417ﻫ، ص20) قلت وذاك كان في أوائل الفتح الإسلامي لفلسطين ، أما في عام 750م حين هزمت بني أمية وفر الأمويون إلى مصر وقتل مروان في قرية بالصعيد فقد كان معه أحدا من ذرية أبو هريرة ، فقد ورد في كتاب معجم البلدان للياقوت الحموي أن هناك قبرين في القاهرة لابنين لأبي هريرة ولا أعرف اسميهما (معجم البلدان ص5/143) وقد ذكر أن هناك قبرا في قرية يبنة قرب الرملة قيل لأحد ذرية أبو هريرة ، وقيل غير ذلك ، وفي هذا المكان كان قد قتل العباسيين 80 رجلا من أحلاف بني أمية وقيل بضعة وسبعون وقيل تسعون ..وقد قتلوا قرب الرملة عند نهر يدعى نهر أبو فطرس وربما هو أبو بطرس إسم من أسماء المسيحية (الروم) (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ، الذهبي ، دار الكتاب العربي. بيروت 1407هـ - 1987م. ط1. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، ص340)...
أولاد أبو هريرة رضي الله عنه : فقد ورد لهم ذكر في كتاب الأنساب للصحاري مرجع سبق ذكره ، حيث أورد أن لأبي هريرة من الأولاد المحرر بن أبي هريرة ، وعبد الرحمن بن أبي هريرة ، وبلال بن أبي هريرة ، ومن أحفاده ذكر بلال بن عبد الرحمن بن أبي هريرة بن عامر ، ونعيم بن المحرر بن أبي هريرة بن عامر ، كما ذكر المؤلف في نفس الصفحة أخا لأبي هريرة وهو كريم بن عامر ، وذكر أيضا ابن عم له وهو الأغر أبو عبد الله .(الأنساب للصحاري ص225)
ولأبي هريرة ذرية في الأندلس أيضا ، حيث جاء ذكر لأحد الفقهاء وهو يوسف بن يحيى بن يوسف (الأندلسي) أبو عمر المغامي الأزدي من ذرية أبي هريرة ، فقيه من علماء المالكية ، من أهل مغام بطليطلة ، نشأ بقرطبة وأقام مدة بمصر ورحل إلى مكة وصنعاء ، ودرس بها ، وتوفي في القيروان من كتبه (فضائل عمر بن عبد العزيز) و فضائل مالك ، والرد على الشافعي عشرة أجزاء.
ومن رهط أبي هريرة أيضا العلامة الراوية أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جزء بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان. (جمهرة أنساب العرب ، لابن حزم، ص 1/157) ولد أبو بكر سنة 225ﻫ ومات سنة 321ﻫ (الأنساب للصحاري ،1/245)...
تضم الآن قبيلة العوامرة حوالي 90 عشيرة تتركز معظمها في فلسطين (القطاع والضفة) وفي سيناء والأردن وهم بطنين كبيرين الغوانمة والمزاريع ..
قبيلة بني عامر أحفاد الصحابي الجليل أبو هريرة الدوسي :
دليل آخر :
( عندما يروي أجدادنا تاريخهم بأنفسهم ، ويقولوا شيئاً عن ماضيهم العريق ، فإنما حفظوه عن ظهر قلب عبر أجيالهم السابقة إلى أجيالهم اللاحقة تباعاً ، وعندما قالوا كانت الشام عموماً مسكن بني عامر وفلسطين خاصة والرملة وما جاورها تحديداً ، والسواحل بشكل أكثر دقة ، لم يكن هذا خيالاً ولا أسطورة ، فهذا دليل علمي تاريخي كبير يضاف إلى الأدلة التي بحوزتنا عن تاريخ قبيلة بني عامر العريقة أحفاد الصحابي الجليل أبو هريرة بن عامر الدوسي رضي الله عنه ) ...
...
قال ابن اسحق: وكان أبو عبيدة قد استوطن طبرية لكونها في وسط البلاد وهي قريبة من الأردن والشام والسواحل وإن أبا هريرة قد أتى ليزور قومه في تلك الأيام ويسأل عن حال ضرار وكانوا يحبونه لشجاعته فأتى أبو هريرة ومعه حليف له من بني بجيلة فأصبحنا تلك الليلة في الحي وإذا بهم قد أخذهم القبط وبيوتهم مطروحة والرجال مقتولة وآثارهم منبوذة ووجدوا من الذين انهزموا أناسا مجروحين فسألوهم فقالوا: ما عندنا خبر حتى كبسنا قوم نصارى وما نعلم من أي الطوائف هم ولم نفق حتى وقعوا فينا بالسيوف فقتلوا ما ترون وأسروا الباقين وأخذوهم في مراكبهم فقال أبو هريرة لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وساروا إلى ساحل البحر فلم يروا لهم أثرا فلما عولوا على الرجوع إذا بلوح من ألواح المراكب تلعب به الأمواج وعليه شخص فوقفوا له حتى أقبل وخرج الرجل وإذا به أمير دوس وحيان ابن عم أبي هريرة فلما رآه ترجل له وعانقه وهنأه بالسلامة و قال له: يا ابن عم ما وراءك فقال هجم العدو علينا ليلا وأسرونا وساروا فلما توسطنا البحر بعث الله بريح فغرقت مركبنا وقد نجاني الله على هذا اللوح فقال له: ومن أعداؤكم قال من قبط مصر وإني سمعتهم يذكرون اسكندرية كثيرا قال فرجع أبو هريرة يطلب طبرية وأتى ابن عمه إلى مكان الحلة حتى يلم شعث الناس ويداوي المجروحين فجمع ما تركوه وأتى بهم إلى الرملة وأما أبو هريرة فأتى أبا عبيدة وأخبره بما جرى فاسترجع وبكى وقال أعوذ بالله من الساعات الرديئة ثم قال: والله لئن وصلوا إلى اسكندرية ما يبقيهم صاحبها طرفه عين ويموت ضرار ويمضي دمه.
(2/68، فتوح الشام، أبو عبد الله الواقدي المتوفي سنة 207هجرية)
وأنا كباحث أقول :
كلما أمضيت ساعات طوال في النهار والليل بين الكتب والتاريخية والدينية والأنساب ، أدقق وأحقق ، أزداد إيمانا وتصديقا بروايات هذه القبيلة قبيلة بني عامر والملالحة ، إذ أقول إنهم أدق الناس سردا لتاريخهم الموروث ، والذي يتطابق مع روايات التاريخ المكتوبة ..
فهنيئاً لكم يا أبناء قبيلة بني عامر بصدق نسبكم وطهارته ، وبعظيم أخلاقكم وآدابكم ، وبدقة روايتكم عن أجدادكم ..
أما عن لقب الملالحة :
فما من المصادر التاريخية ما يلي :
ذكرهم المقريزي باسم العربان ، قائلاً " وهناك تل عظيم من رمل خارج في البحر الشاميّ يقطع الفرنج عنده الطريق على المارة، وبالقرب من التل سباخ ينبت فيه ملح يحمله العربان إلى غزةوالرملة، وبقرب هذا السباخ آبار يزرع عندها مقاثي لعربان تلك البوادي.( المواعظ والاعتبار،المقريزي ، موقع الوراق 1/228) وهذا ينطبق تماما مع رواية بني عامر ، كما أنهم كان يطلق على تجمعاتهم العربان والعرب ، وهم كانوا ينزلون الرملة وغزة ويحملون إليها الملح على ظهور الإبل ، ولهم أراض وجماعة في قضاء غزة والرملة وجنوب يافا ، كما أنهم زراع المقاثي ومفردها مقثاة ولا أحد يزرعها سواهم حتى اليوم .
وقد كانت تجارة الملح مربحة حيث جاء في كتاب السلوك "سنة 720هجرية يوم الأربعاء سادس ربيع الأول وفيه أبطل مكس الملح بديار مصر، فأبيع الأردب الملح بثلاثة دراهم بعدما كان بعشرة، فإنه كتب إلى الأعمال ألا يمنع أحد من شيل الملح من الملاحات، وأبيحت لكل أحد، فبادر الناس إليها وجلبوا الملح" .( السلوك لمعرفة دول الملوك ، المقريزي موقع الوراق ص421)
والجدير ذكره أن تجارة الملح هي من حرفة أهل البادية منذ القدم ، حيث جاء في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ما نصه :" والملح من المواد التي تاجر بها الجاهليون, وتوجد معادنه في مواضع متعددة من جزيرة العرب. وقد كان بعضهم يستحضره من المياه المالحة، ومنهم من كان يستخرجه من مناجم تُحفَر، فيستخرج منها. وقد ذكر "الهمداني" أسماء مواضع وجدت فيها معادن الملح, وقد أشير في "المسند" إلى الملح وإلى الاتجار به، وإلى وجود كيَّالين كانوا يكيلونه ويرسلونه إلى الأسواق لبيعه فيها..( المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، الدكتور جواد علي ، دار الساقي ، الطبعة الرابعة 1422هـ/ 2001م ، موقع مكتبة المدينة الرقمية ص210-211) ويفهم من هذا النص أن تجارة الملح ونقله وبيعه تجارة قديمة لم يحترفها إلا قبائل أصيلة جذورها ضاربة في التاريخ ..
*وقد أخطأ بعض المدونيين أن بني عامر هذه هي بني عامر بن صعصعة ، لأن عامر بن صعصعة هي قبيلة من هوازن عدنانية ولها تاريخ عريق وحافل بالأصالة ، وهي قبيلة قديمة جداً .
أما بني عامر ، بعيد سقوط الدولة الأموية ، ومع بداية العصر العباسي زحفت قبيلة بني عامر إلى سواحل مصر وسكنوا منطقة الإسماعيلية ثم قرب السويس ،وظلت تهتم بالرعي وشئونها الخاصة ،وعندما دب الضعف في الخلافة العباسية ، وسيطر الفاطميون على مصر ، قام الفاطميون بجلب قبائل قيسية وأسكنوهم على الحدود وهم (بني سليم ، وبني هلال) وكان الهدف من وراء ذلك وقف القبائل اليمانية التي كانت في جنوب الشام ، وقامت بني سليم بإنشاء حلف مع بني عامر الذين كانوا يشرفون على طرق التجارة في غرب سيناء ، وظل الوقت كذلك إلى أن تحاربت بنو هلال مع بعضها البعض ، وأحرق البلاد شررهم ، واضعف الدولة الفاطمية ، فسارع السلاجقة إلى غزو فلسطين ، وفشلوا في المرة الأولى بسبب تصدي قبائل غزة لهم ، ولكنهم لم يلبثوا أن عاودا الغزو مرة أخرى وسيطروا على فلسطين مدة 25 عاماً ، ثم أعاد الفاطميون استرادد فلسطين. وخلال هذه الأحداث كانت بني عامر موجودة في غرب سيناء ولها قوة وسيطرة ..
وظهر ضعف بني عامر بالذات عام 1380م في عهد السلطان المملولكي (جقمق) حيث ارتكب فرسان بني عامر مجزرة ضد قافلة تابعة للسلطان متجه إلى القاهرة ، حين رفض أمير القافلة دفع الرسم (الجمرك) وشن جيش الممماليك حرباً بلا هوادة على بني عامر ، وسارعوا إلى استخدام لقب الملالحة بدلاً من بني عامر ، وعقب هذه الحادثة تحاربت بني عامر مع بعضها البعض وكانت الحرب بين بني مزروع (الذين ارتكبوا مجزرة القافلة) وبين بني غانم ، وبسبب هذه الحرب الداخلية تفرقت بني عامر وضعف حالها ، واعتمدت طابع المسالمة وعكفت عن الاعتماد على القوة وفضلت طرق غير ذلك ..
بعض صفات الملالحة:
1- يرعون الإبل والأغنام ويعتبرونها مصدر رئيسي للرزق والكسب الحلال .
2- يحبون تربية واقتناء الخيول والفروسية وامتطاء ظهورها .
3- يحفظون قدراً كبيراً من قصص وتاريخ القبائل والفرسان .
4- يحتفظون بأدوات قديمة كسيوف وخناجر أجدادهم ، وأوانيهم التي استخدموها .
5- يتقنون إستخدام السلاح الآلي صغيرهم وكبيرهم على السواء.
6- عملوا بتهريب ونقل السلاح وتميزوا بالذكاء والفطنة ، وكان عدد منهم يشرف على مخازن الذخيرة التابعة لثوار عام 1936م وما بعدها .
7- أنهم أطهار ولا يخونون وطنهم وانتمائهم وعروبتم ، ويشتهرون بالنخوة والكرم ..
8- يخشون إصابة دم حرام ، ولا يقتلون إلا دفاعاً عن الخطر المحقق عملاً بأحكام الشريعة الإسلامية الغراء .
وللحديث بقية ... سأوافيكم بها .. ودمتم بخير
من الثابت لدينا والمؤكد في ثقافتنا والمتوارث عن آبائنا وأجدادنا، أن قبيلة بني عامر خاصتنا هي من العرب القحطانية، و أن القبيلة تتمتع بنسب تاريخي متأصل تتشرف به، حيث يعتبر الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر والمعروف بأبي هريرة رضي الله عنه، هو جد القبيلة هذه ، وهذا الصحابي الجليل هو من أصل قحطاني ، ولد عام 599م في اليمن ، وأسلم عام 629م وتوفي عام 677م ودفن بالبقيع في المدينة المنورة .
وينتسب أبي هريرة إلى قبيلة دوس من بني زهران من الأزد من القحطانية، وقد هاجرت بطون الأزد من اليمن متجهين إلى الشمال ومنهم: بنو ثعلبة بن عمرو واتجهوا إلى الحجاز، ثم تفرع منها بني الأوس والخزرج وسكنوا المدينة، ثم تفرع منهم بني خزاعة وسكنوا مكة بعد أن احتلوا موقع بني جرهم، ومنهم بني عمران بن عمرو وقد هاجروا إلى عُمان، ومنهم بني نصر وسكنوا منطقة تهامة، ومنهم بنو جفنة بن عمرو وساروا إلى جنوب الشام وهؤلاء عرفوا بالغساسنة نسبة إلى ماء في الحجاز كان يعرف بغسان قد نزلوا بها أولاً قبل انتقالهم إلى الشام, وبعد هذا العرض يكون نسب قبيلة بني عامر كما يلي :
هم أبناء عامر وهو من أحفاد أبو هريرة من بني ثعلبة بن عمرو، موطنهم الحجاز بجوار قبيلة قضاعة، وبينهم علاقة نسب ومصاهرة منذ القدم، وبني عامر هذه تختلف عن عامر بن صعصعة، وعامر بن عذرة، عامر بن كلب وفيما يلي توضيح ذلك..
التشابه في إسم القبيلة :
هناك عدة قبائل عربية أصيلة، تحمل نفس التسمية ولكن لكل قبيلة منها نسب مختلف عن الأخرى، وقد رأيتُ في بعض الروايات تداخل واختلاط بين هذه وتلك وينبغي للجميع أن يميز بين هذه القبيلة وبين شبيهاتها في التسمية، قبل أن ينخرط في الحديث عنها، ومن هذه القبائل نذكر ما يلي :
بني عامر التي سكنت في مرج عامر بفلسطين: هذه القبيلة هي إحدى فروع قبيلة قضاعة من العرب القحطانية
بني عامر بن صعصعة التي تحاربت مع قبيلة عبس ، هي إحدى فروع القبائل القيسية العدنانية من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام .
بني عامر بن عذرة وهي قبيلة تعرف بلقب بني المزحم وهي من قضاعة ومسكنها في شمال الجزيرة العربية .
بني عامر بطن من بني سليم القيسية العدنانية (عرب الشمال) والتي استوطنت في المغرب العربي وأقامت دولة هناك عرفت بالدولة العامرية ..
بني عامر فخذ من جهينة من قضاعة من العرب القحطانية (عرب الجنوب ) ومنهم ربيعة بن عامر العامري ، موطنهم شمال غرب الحجاز سكنوا في يافا وفي الخليل.
بني عامر التي أقامت دولة على أنقاض الدولة الحمدانية في غرب سوريا وشرق العراق ومنهم بنو خفاجة وبنو عقيل وبنو كلاب ، وهم من عامر بن صعصعة .
أما بني عامر خاصتنا في ليست مما ذكر ، وقد أخطأ الكثير من الباحثين عندما تحدثوا عن نسب بني عامر (الملالحة) وقال بعضهم أنهم من عامر بن صعصعة وهذا ليس صحيحاً، حيث أن بني عامر الملالحة هم من عرب الجنوب القحطانية، وقد ظهرت هذه القبيلة في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي، وهي كما ذكرنا تنتسب إلى ذرية الصحابي الجليل أبو هريرة، وهو من العرب القحطانية (عرب الجنوب) وأصله من قبيلة الأزد .
أما القبائل المذكورة آنفاً؛ فمنها من كان موجوداً قبل مولود أبو هريرة كقبيلة عامر بن صعصعة وعامر بن عذرة، وبني عامر بن كلب التي سكنت المرج، ومنها ما ظهر قبل أن يتزوج أبو هريرة، مثل عامر جهينة، ومنها ما ظهر بعد وفاة أبو هريرة بعشرات السنين، مثل عامر المنحدرة من بني سليم ؛ ولذلك فليست بني عامر (الملالحة) من القبائل التي مر ذكرها .
ولكن نسب الملالحة لأبي هريرة هو متوارث عن الآباء والأجداد منذ مئات السنين، وتاريخ القبيلة كذلك أيضاً، وقد كانت بني عامر تسكن في شمال سيناء قبل عام 1200م ثم انقسمت إلى بطنين عظيمين، هما فرع بني مزروع وفرع بني غانم وهما أبناء عامر، وقد اندلعت بينهما حرب عرفت بحرب المزاريع والغوانمة، انتصر فيها المزاريع ..
أهم خصائص ومميزات بني عامر :
هي قبيلة مارست الحياة البدوية القاسية ، بكل معانيها الشاملة ،حيث سكنت طوال تاريخها في البوادي، فكانت بيوتها من الشعر والخيام ، وكانت حرفتها رعي وتربية الأغنام والإبل، وعملت في طرق القوافل حيث كانوا ينقلون السلع على ظهور الإبل في الطرق الوعرة في الحجاز وسيناء وبلاد الشام، وقد صمدت في الحفاظ على أصالتها البدوية وثقافتها المستمدة من البيئة الصحراوية القاسية، فكانت على قدر كبير من حفظ تراثها، وهي ورغم مئات السنين، مازالت تحفظ الكثير من قصص الأجداد، وأمثالهم، وقصائدهم، وحكاياتهم، وتراثهم، وهي وبدون شك، وبلا منافس على قدر كبير من التمتع بضبط النفس، والتسامح والاحترام، في التعامل مع كافة فئات وشرائح المجتمع بكل أطيافه وألوانه المختلفة، وتعتبر صفحتها بيضاء ناصعة في هذا المجال والذي تتفرد فيه عن غيرها، فهي قبيلة تمتاز بالقناعة في الحياة، والتواضع والزهد في العيش، كما أنها تشتهر بكرمها السخي، والإحسان للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، وتقديم العون والمساعدة والنخوة لمن يحتاج إليها، وهي لا تحب الظلم بكل أشكاله، وتبتعد كل البعد عن المشبوه والمحرم، وتحب الأمانة والإخلاص في العمل، وتكره الخيانة والغدر، تلك الصفات والخصائص هي قواعد أساسية راسخة في نفوس عائلاتها وأسرها وأفرادها ..
ولعل تاريخها بماضيه وحاضره خير دليل وشاهد على ذلك، فهي ومنذ خضوع فلسطين لظلم الأتراك منعت نفسها من الانخراط في صفوف التجنيد واتخذت كل التدابير والحيل من أجل عدم المشاركة في هذا الظلم، وقدمت يد العون للأحرار والثوار الذين كانوا يدافعون عن القومية العربية، وكانت لا تبتغي الرياء والكبرياء من وراء ذلك، وعندما خضعت فلسطين الغالية للاستعمار الانجليزي عام 1917م ، وقفت في خندق المحافظة على هوية الوطن، وأخلصت كل الإخلاص في ذلك، وقدمت يد العون والمساعدة لثوار فلسطين، حيث عمل أبناء القبيلة في نقل وجلب السلاح على ظهور الإبل لإيصاله للثوار، كما أشرفوا على مخازن السلاح والذخيرة، وشاركوا في العديد من المعارك ضد الاستعمار والعصابات الصهيونية، وسقط منهم العديد من الشهداء، وبعض احتلال فلسطين عام 1948م وما تلاها من حروب عام 1956م وعام 1967م، كانت القبيلة تقف في مع الأبطال والثوار والفدائيين، وتمدهم بالسلاح والذخيرة، ولقد كان أبناء القبيلة نابغين في مجال تهريب ونقل السلاح، ولديهم مهارات عالية في التمويه والسرية، ولم يكتشف العدو منهم إلا القليل، وقد سقط منهم بعض الشهداء أثناء الحروب آنفة الذكر، ومنذ الانتفاضة الأولى عام 1987م لعبت القبيلة نفس الدور في نقل وتهريب السلاح، كما شارك أبنائها في اللجان الشعبية وتعرض العديد منهم للاعتقال، كما كانت القبيلة تتميز خلال الانتفاضة بشرف الانتماء الوطني المخلص، ولم يتهم أي منهم بالخيانة والعياذ بالله، كما تصدت القبيلة للعديد من هجمات المستوطنين الذين كانوا يشنون الغارات الليلية على بيوت القبيلة القريبة من المستوطنات، وخلال انتفاضة الأقصى عام 2000م شارك العديد من أبناء القبيلة في تنفيذ عمليات مختلفة ضد العدو ..كان هذا موجز لأهم خصائص ومميزات قبيلة بني عامر، والذي لا تمن به على أحد، ولكننا ذكرناه مختصراً كرد على بعض الألسنة التي أرادت تشويه القبيلة ولكنها بالطبع باءت بالفشل، لأن تاريخ بني عامر معروف وواضح ..
الموقع الجغرافي لبني عامر:
من الواضح والمؤكد أن موقع بني عامر لم يكن ثابت أو مستقر إلى حد ما، حيث تنقلت بني عامر في مواقع جغرافية عدة، منها في مصر منطقة الإسماعيلية والمديرية الشرقية عموماً وفي هذا المكان ولد كل من مزروع وغانم الذي يرجع إليهما معظم عشائر بني عامر الموجودة حالياً ،،ويعتقد البعض أنها كانت الموقع الجغرافي الأول التي ظهرت فيه بني عامر الحالية ،بعد هروبهم من هجمات بني العباس من الرملة ، وقد فرت معظم قبائل الرملة في هذه السنة لكونها معقل القبائل اليمنية ،حيث ارتكبت فيها مجزرة هناك وقتل أحد أحفاد أبو هريرة (رضي الله عنه) وقبره ما زال موجودا في الرملة ، ثم سكنت بني عامر منطقة قريبة من مدينة العريش حتى جنوب رفح ، ويعتقد أنها المرحلة الثانية والتي ظهر فيها بني مزروع وبني غانم ، ثم جنوب قطاع غزة في مناطق متفرقة من رفح والنصيرات ، ثم المرحلة الثالثة وهي بالقرب من بئر السبع وفي شمال أسدود وحتى جنوب نتانيا، وفي المرحلة الرابعة والأخيرة في جنوب غزة حتى شمال النصيرات ثم غرب خان يونس ، وفي رفح والمنطقة الواقعة بين مدينتي خان يونس ورفح ، وقد كان هذا التشتت الجغرافي الأخير تحت تأثير الأحداث السياسية الأخيرة ومنها حرب عام 1948م ، وحرب 1967م ، ومن الملاحظ في جميع المواقع المذكورة أن مناطق سكناهم هي مناطق قريبة من الساحل، مما يدل على وجود علاقة قوية بين القبيلة وبين النشأة الأصلية لها، والتي بالتأكيد كانت قريبة من سواحل البحر المتوسط الممتدة من شمال مصر وحتى غرب ووسط فلسطين .
وفي الحقيقة أن منطقة شمال سيناء كانت المنطقة الأكثر تأثيراً في بناء وصقل تاريخ بني عامر من النواحي الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية، حيث أن عاداتها وتقاليدها وأنماط معيشتها هي أكثر تشابهاً بسكان مناطق سيناء وجنوب فلسطين ،كما أن ملكية الأراضي التابعة لعائلات بني عامر في سيناء ذات بعد تاريخي أكثر من ملكية الأراضي في جنوب ووسط فلسطين، مما يؤكد الفرضية التي تقول أن سيناء هي الموقع الجغرافي الأول لقبيلة بني عامر، والتي تتفق كلياً مع الرواية المتوارثة حول تاريخ القبيلة في أنها كانت تسيطر على طرق القوافل التجارية الواقعة مابين مصر وبلاد الشام ، وخاصة الجزء الممتد مابين السويس وحتى جنوب رفح والطريق الواقع مابين العريش والمتجه إلى الجنوب الشرقي قرب القصيمة، ففي هذه المساحة كان لبني عامر الغلبة والقوة والسيطرة منذ عام 1250م وحتى نهايتها عام 1450م، حيث كانت القبيلة تجبي الرسم (الجمرك) من القوافل التجارية المتجه من مصر إلى الشام وبالعكس .
لقب الملالحة :
أما لقب الملالحة فقد ظهر في عهد المماليك، وخاصة في زمن السلطان المملوكي الظاهر جقمق . وتفاصيل ذلك، كما يلي:
بعد أن اعترضت بني عامر على طريق القوافل والحج بين مصر والشام، قافلة تجارية متجهة إلى مصر وهي تابعة لسلطان المماليك الظاهر سيف الدين جقمق، وطالبت بني عامر أمير القافلة دفع الرسم (الجمرك) على كامل الحمولة ، فوقع جدال على ذلك ، مما أدى الى ضرب أمير القافلة ، وأخذ الرسم عنوة ،حيث أرسل للقبائل بالحضور والاعتذار فذهبت القبائل المتحالفة ، ولم يذهب هجانة بني عامر ، ورفضوا الاعتذار وعلى إثر ذلك بادر بإرسال حملة عسكرية لضرب القبيلة في معاقلها، وكانت هذه الواقعة بمثابة الضربة القاضية في تاريخ بني عامر والحلف الذي كانت فيه القبيلة ...
وعندما تعرض الرجال لملاحقة القوات المملوكية لجئوا إلى تحميل الملح على ظهور الإبل، وكلما سئلوا عن قبيلتهم ، أجابوا نحن الملالحة أي تجار الملح ،ثم شاع استخدام الملالحة على بني عامر وكانت هذه الحادثة عام 1450م، وقد ذكر بعض الباحثين في هذا الموضوع أن هذه الحادثة وقعت زمن الخلافة العثمانية وهذا الرأي ليس صحيحاً البتة، حيث كان لقب الملالحة سائداً طيلة الحكم التركي منذ بدايته وحتى نهايته ، في حين أن جزءاً من القبيلة لم يستخدم هذا اللقب ولا اللقب السابق، وإنما استعاض عنه بلقب الجد الثالث ، وظلت القبيلة على حياد تام عن أحداث الخلافة التركية ولم تزج بأبنائها في عسكر الترك، واتخذت كل التدابير والحيل للحيلولة دون الدخول في هذا المضمار ..وأصبحت هذه الحيل عادة متوارثة جيل بعد جيل ومنها عدم الكشف عن عدد الأسرة والأبناء، التظاهر بأن للأبوين ولد وحيد ، عدم التسجيل في السناجق والمتصرفيات التابعة للمدن ، الامتناع عن التبليغ بالمواليد الجدد، وعدم الانجرار وراء الحروب الداخلية ،ولا الانخراط فيها أو الإعلان عن أي عمل تقوم به، كل ذلك حرصت القبيلة على أن يبقى طي الكتمان، ومارس شبابها ورجالها أعمالهم بسرية تامة ..وكان هذا النهج مستمراً طوال فترة الحكم التركي الذي استمر أربعة قرون ..
وبالله التوفيق