الفترة ( 1123-1144هـ ):
ملك العبدلاب = الشيخ عبدالله الثالث بن عجيب بن العقيل بن عجيب المانجلك
حكم21سنه
أقام بمدينة قري خمس سنوات ثم اتفق مع أخيه شمام بنقل المملكة إلى الحلفاية الحالية وجعلوها عاصمة لمملكتهم وكان الشيخ عبدالله رجلاً فاضلاً ورعاً عادلاً وهو من أهل الحزم والعزم والشجاعة وفي حالة توليته فرحت به الرعايا وكذا أهله نظراً لما كانوا فيه من الشدة في زمن الشيخ دياب ومدحوه بأبيات شعر فيها:
جيد ولوك يا اللي عسكرك طماع
يا أسد الملمة القماع
نعم إنك من تركت صقر جماع
ثم عاد العبدلاب الذين هجروا مدينة قري في زمن الشيخ دياب وسكنوا بالحلفاية
واهتم لعمارتها وقصده العلماء ومشايخ الدين من الجهات البعيدة وعمر المساجد وأمر بتدريس العلوم حتى أن مدينة الحلفاية صارت لهذا السبب من أعظم مدن السودان
وقد أمها التجار من كل الجهات البعيدة بالبضائع النفيسة
وانتشرت التجارة في السودان بأجمعه
وشاع الأمن والعدل والإنصاف الذي اشتهر به الشيخ عبدالله الثالث
وكان يحب أهل الدين ويكرم أهل الفضل وأرباب المساجد ويدفع لهم الأموال والأطيان مساعدة لهم على نشر العلوم الدينية فاجتمع بعظمته كثير من الرجال المشهورين بالعلم والصلاح ،فاستنارت المدينة بهديهم وفاقت غيرها من علوم الظاهر والباطن
وقد اشتهر بها كثير من المشايخ مثل:
الولي الشيخ عبدالدافع بن محمد
والعلامة الشيخ محمد ولد ضيف الله
والشيخ عبدالهادي ولد دوليب
وابنه الشيخ نابري
والشيخ عمارة بتوشليق المشنجي
والشيخ عبدالحليم بن سلطان
وأخيه الشيخ عبيد المغربي
ولأغلب المذكورين مساجد بالحلفاية يعلمون فيها أولاد المسلمين
ومما يحكى عن عدله أن ملك بربر يسلب الناس أموالهم في الأسواق ويظلمهم ولا يخشى أحد
سمع به الشيخ عبدالله أرسل إليه رجلين على جملين وأمرهما أن يخفيا أمرهما حتى لا يعرفهما أحد إلى أن يشاهدا ذلك بأنفسهما
فإن كان صحيحاً قطعا رأسه وأتياه به فلما شاهدا ذلك ضربا عنقه وانتظرا ما يحدث لهما من الملك
وهاج الناس وأخبروا أباه أن لا يتعدى عليهما أحد فجاء ملك بربر إليهما وسألهما عن الخبر
فقالا له :"نحن رسل من الشيخ عبدالله ونفذنا ما أمرنا به " فقال ملك بربرلهما :"السمع والطاعة أنا قاتل ابني "
وكان العدل معروفاً عند الناس في زمن الشيخ عبدالله هذا ومن كان قبله من أولاد الشيخ عجيب والملك ثابت الأساس والرعية راتعة في بحبوحة الأمن والراحة ،،حتى أن عربان العنج إذا الذئب أصبح قائلاً في بهائمهم يقولون أن ولد عجيب توفي ولم يولي غيره فلقي الذئب من غير والي فقتل فيها البهائم اليوم فيجدون زعمهم صحيحاً ولما اشتهروا به من العدل والإنصاف شاعت بين الناس قبل هذه الحكاية
ومن الآداب المرعية مع أولاد الشيخ عجيب في السلام أنه إذا دخل عليه الناس يتمزقون بثيابهم ويذكرون أسمائهم ويقول الواحد منهم أنا فلان أولاً ويود الشيخ ذكر اسمه فيقول له مانجل ويسلم على يده
ومعنى مانجل يا ملك أن سلطاننا لا نجل سواك إلا الله ويجلسون على الأرض مباشرة
إلا العلماء وأهل الدين فإنهم يدخلون عليه باسطين أيديهم بالدعاء له من الله تعالى ويجلسهم على الفراش
وإذا مر الشيخ عبدالله على الرعية يملأ قلوبهم السرور ويفرحون بمروره كأنه يوم عيدهم الأكبر ويتلقونه بالترحاب والإكرام
وفي بعض الأيام يخرج متنكراً مسافة بعيدة من قومه ويقابل أهل البلد الذي يقصده ويسألهم عن حال ملكهم وسيرته بينهم فيقولون له إننا في غاية الأمن والراحة منذ ولي عبدالله ملك الحلفاية
وبعدله وحسن سيرته في رعيته قد أخلصت له الرعية ونعمت له وصارت لا تخفي عليه شيئاً حتى صغيرات الأمور
ومما يحكى أنه مر ذات يوم على راعي ضأن وجده بالبعد عن بلده فقال له :ما معك يا هذا الرجل؟
فقال :معي الله وعبدالله
فقال له نعم الله مع كل مخلوق وعبدالله بالحلفاية؟ كيف يدركك إذا حصل عليك شيء؟
فقال له الرجل: اسكت الريح تحمل كلامك وتوصله لعبدالله بالحلفاية.
وفي أثناء الخطاب إذ سمع الرجل حركة الجيش فلما عرفه قال له :أنت الشيخ عبدالله ملك الحلفاية؟
قال نعم
فتركه فلحقه الراعي ووقف أمامه أن هذه الأغنام كلها ملكك وعند أخي مثلها وذلك لأنه في زمنك أتتني نعاج مهملة فحفظتها على أمانتها والمهمل للسطلان
فقال له: أنت أمين على مال الله وقد تركتها لك
.فقال الرجل: إن في هذه الأغنام ستين خروفاً خذها ضيافة للجيش
فلم يقبلها الملك منه
وقيل أن رجلاً من أرباب جيشه تحدث في نفسه وقال أن هذا الرجل لا يخلو من حسد كيف لا يقبل الستين خروفاً نتغذى بها؟
فلما بلغه هذه المقالة أرسل إليه في الحال فقال له ماذا قلت؟
فقال الرجل :إني لما رأيتك رفضت الستين خروفاً اغتظت غيظاً شديداً فقلت من بلغك
فقال:نبي الله
وعفا عنه
وفي آخر أيامه جاء سلطان فور بجيش جرار لأخذ بلاد كردفان فلما بلغ الشيخ عبدالله جند جيشاً عظيماً وتوجه بنفسه ومعه أخيه شمام وابنه محمد العقيل بن شمام وترك ابنه مسمار بمدينة الحلفاية حاكماً عليها ولما وصل إلى كردفان دارت رحى الحرب بينهم وبين الفور فانتصر عليهم وأرجعهم إلى ورائهم
فلما عجز (الفور) عن محاربته استعانوا بقبائل العرب المجاورة والتي تحت طاعتهم وأمروهم بدفن الآبار ومتابعتهم بارتفاع الأصوات والصراخ على الجيش بدون حرب
وكلما كر الشيخ عليهم فرت العرب هاربة أمامه ثم يعودون كما كانوا
وجيش الشيخ عبدالله تلقاهم بقلوب لا تهاب الموت وتثبت ثبات الرواسي وسيوف تزيل الهامات عن مواضعها
واستمرت الحرب بينهم شهوراً وأعواماً إلى أن قلت الإمدادات والمؤن وتكاثرت جيوش الفور فاستقبلهم العبدلاب وأظهروا من ضروب البسالة ما حير الألباب وفي هذه المعركة قتل الشيخ عبدالله بعد أن قل جيشه ومنع من الماء لأن الفور قد استولوا على جميع الآبار ودفنوا ما بقي منها،
وكانت مدة ملكه ثمانية عشر عاماً.
----------------------------------
الفترة (1144-1148 هـ ) :
ملك العبدلاب = الشيخ شمام بن عجيب بن العقيل بن عجيب المانجلك
حكم 4سنوات
تولى قيادة الجيش بعد مقتل أخيه ورجع بها إلى بلدة يقال لها شمغت رجاء الحصول على الماء فانتظر هناك وبعد أيام لحقته جيوش الفور بذلك المحل فدارت الحرب بينهم أياماً وقتل الشيخ شمام بعد مضي سنتين.
===
ثم تولى بعده القيادة ابنه الشيخ محمد العقيل: فدافع دفاع الأسود عن أشبالها مع قلة جيشه وكثرة جيش عدوه ومع حداثة سنه أبت نفسه الأبية وإرادته المؤيدة أن يسلم أو ينهزم وقد أشار إليه أكثر قواده بذلك فرفض قولهم وقاتل إلى أن قتل فكان الجيش قليلاً من كثرة الحروب وشدة العطش فماتوا جميعاً ولم يبق إلا القليل وصارت (دار كردفان) بيد سلطان الفور وقد غنموا منهم النقارة (شبلنخت شبلنكيت) وسموها منصورة فلما وصل الخبر إلى الحلفايا عظم الأمر عليهم
ومكث بها زمناً تزوج فيها فلما علم الشيخ ناصر بأن الشيخ الأمين بالهلالية في عدد قليل من الأولاد طمع في قتله فأحضر رجلاً مشهوراً بالشجاعة من جهة العنج وأعطاه ذهباً كثيراً ليقتل الشيخ الأمين فجاء الشيخ ناصر بجيش كبير فعبر البحر وتأخر بحلة ولد أبي فروع واستلم القيادة أحد كبار الفونج المسمى ( أبكر ولد وحشي )وتوجهوا إلى الهلالية وقيل أن عدد
جيشه سبعمائة فارس
وقبل وصولهم إليها جاء رؤساء الشكرية الشيخ الأمين وطلبوا منه القيام إلى الحلفايا وهموا بنقله بجمالهم شفقة به من كثرة الجيش فسمعت بذلك ابنته رقية وجاءت بأبيات شعر تحرضه على القتال منها قولها:
إن كان للصعيد بطله
وإن كان للشكاري فازه بابله
أحرق النجيته نقرة سلسله
برد دار عجيب وقف جليجله
فتحمس وحلف أنه لا يقوم من الهلالية حتى تقوم ترابها معه
فلما سمعت الشكرية تركته فجاء جيش العدو واحتاط بالبلدة ظناً منهم بأن الشيخ الأمين يهرب فلم ينزعج من ذلك ولم يخرج من منزل الحريم حتى دخل عليه ابنه حماد
وقال له ألم تسمع صهيل الخيل؟ فابتسم ضاحكاً وقال له اذهب بهذه الجارية للنيل وأتني بماء استحم به وأحضره له وتقة والده فيه فاغتسل وتطيب وركب حصانه ومعه أولاده الخمسة عشر فقط
وكان الرجل الذي أحضره الشيخ ناصر لقتل الشيخ الأمين بارزاً إذ ذاك فتوجه إليه حماد وصف درقته أمامه وهو من ورائهم بحصانه وعند الملاقاة تعرضت الدراقة والرجل يهز ويبرح بسيفه عجباً منه بنفسه فهجم عليه حماد بحصانه كالبرق الخاطف وقطع رأسه فالتحم الجيشان وارتجل ناصر بن الشيخ الأمين هذه الأبيات
:
الشطارة القاعدة ديمة..
حارسة من الجد قديمة
حاربوا يا فرسان سليمة..
العزة والرفعة ديمة
بعد المروق العودة حارة..
والخلوق لقتالنا دايرة
نحمل البجينا حارة..
من عجيب عدلتنا تارة
نركب العديلو شديدنا..
وتبرق السيوف بايدينا
الحديث الشين يكوينا..
والقتال إياه عيدنا
نركب العديلو شددنا..
في مشارع الخوف وردنا
بي سيوف الريف عرضنا..
ما بنفر شن انقرضنا
ثم ضرب الشيخ الأمين بسيفه (جمجم) القائد ( أبكر ولد وحشي ) فشقه نصفين ،وحام به على فرسه في الجيش بهذه الصورة المروعة
وصال فيهم بسيفه المذكور يقطع هذا ويشق ذاك فألقى الله الرعب في قلوبهم فانهزموا
وتتبعهم أولاد الشيخ الأمين بالقتل حتى وقعوا في البحر بخيولهم
ويقال أن الحوت المسمى بالشلباية والكناكين تعلقت أشواكه بلبوس الخيل وخرج معها إلى الشاطئ الغربي بجهة أبوعشر
ورجعت بقية الجيش إلى الشيخ ناصر ولد محمد بحلة ولد أبوفروع
فتحير فكره وسأل عن الرجل الذي تعهد له بقتل الشيخ الأمين فقالوا له قتله حماد قبل اختلاط الجيشين
وقال حماد هو صقر أم حدية يخطف الرجل؟
فتعجب وكان الشيخ الأمين له ولد صغير اسمه بقوي مختوناً حديثاً قفل عليه الحوش
وأمر بعد تحركه خشية عليه
فأخذ الابن سلطية وطلع فوق الحوش فضرب فارساً من العدو فقتله وركب حصانه وحارب مع أخوانه
فقالت له أخته رقية:
بقوي الصغير يا سرور بالي
خاتاك في الجهل يا كنزنا الغالي
هبرت التروك وعرفت دودالي
أنت أقروب على أسياد الدروع العالي
ثم بعد ذلك أخذ الشيخ ناصر ولد محمد بقية جيشه ورجع به إلى سنار
وصار يدبر في الحيلة التي توصله لقتل الشيخ الأمين خوفاً منه لأنه قاتل أخوانه
ثم قام الشيخ الأمين من الهلالية إلى مقر ملكه بالحلفاية وصل إليها فهرع المشايخ لخدمة الدار وجبي الخراج
ثم أرسل ابنه عجيب بدنقلا وكتب للملك أبوسوار ملك الشايقية أن يخرج معه للتحصيل
وخدموا جميع البلاد وأرادوا السفر حصلت فتنة بسبب الطمع في الأموال التي جمعت
فقبض عجيب الملك أبوسوار وقتله ومعه بعض من رؤساء الشايقية فهاجت البلاد كلها
وأجمعوا على قتل عجيب ومن معه وكانوا قليلاً بالنظر لطاعة البلاد فحاربهم إلى أن قتل هو وأتباعه
فلما وصل الخبر إلى الشيخ الأمين قام من الحلفاية إلى جهة شندي ليجهز جيشاً ويرسله لإسكات حركة دنقلا
فلما وصل بجهة الشيخ صالح ولد بان النقا نزل بها وقبل سفر جيوش الشيخ الأمين إلى دنقلا
جاء إليه أبو ريده ولد خميس رئيس نوبة الملك بسنار متظلماً من الشيخ ناصر ولد محمد
فقال له إني عصيته وانضممت إليك أكون معك يداً واحدة عليه وإني تحت إشارتك
وفي باطن الأمر جاء بخديعة من الشيخ ناصر ولد محمد لقتل الشيخ الأمين
ثم جهز الشيخ ناصر ولد محمد جيشاً عظيماً وأرسله لمحاربة الشيخ الأمين
قبل سفر الجيش إلى دنقلا وكان القائد لجيش ناصر أحد ملوك الفونج
ومعه رجل حاذق اسمه سليم من الجهة بسلاح ناري لقتل الشيخ الأمين بالرصاص
من بعد قبل التحام الجيوش فلما تقابل الجمعان رأى الصياد ابنا للشيخ الأمين لابساً آلة حربه فضربه وقتله لظنه أنه الشيخ الأمين
واختلط الجيشان وكان أول عبدالله ودعجيب ابن عم الشيخ الأمين ضرب القائد فقتله
وكان عبدالله بان الشيخ الأمين حاضراً فاختلفا في درع المقتول وسلاحه حتى حضر الشيخ الأمين وحكم بها لابن عمه عبدالله القاتل ثم أن الشيخ الأمين بعد النصر طلب من ابن عمه وحده
فأبى وتوجه إلى ضريح الشيخ صالح ولد بانقا محتمياً به فلما علم الشيخ الأمين قام بنفسه ودخل عليه في الضريح واستلم السيف منه وسجنه ثم أرسل أولاده مع الجيش لدنقلا ومعهم أبوريده ولد خميس المذكور سابقاً فلما وصلوا الجبل الجلف هرب أبوريدة بجيشه ميلاً راجعاً لحلة الشيخ صالح ولد بانقا
وجاء أولاً لمحل السجن وأطلق عبدالله ولد عجيب والأرباب محمد ولد الفحل الذي كان مسجوناً مع عبدالله
واجتمعوا كلهم لقتل الشيخ الأمين قبل عودة أبنائه بالجيش
ولما حضروا بمنزله لم يقدر أحد على الدخول عليه هيبة له فأمر أبوريدة جنوده أن يصلوا على المنزل وينبشوا السقف ففعلوا ذلك وقتلوه برمي الحراب والسلطيات وهو ثابت على فراشه ولما رأى نفسه هالكاً طلب ابن عمه عبدالله ود عجيب وسلمه سيفه وقال له لا يأخذه منك العبد فمات رحمه الله تعالى بعد مضي عشرين سنة من ملكه ودفن بجوار الشيخ صالح ود بانقا
----------------------------------
الفترة (1148-1153 هـ ) :
ملك العبدلاب = الشيخ مسمار بن عبدالله بن عجيب بن العقيل بن عجيب المانجلك
تولى الشيخ مسمار بعد قتل أبيه الشيخ عبدالله وكان مملوءاً غيظاً لفقد أبيه وعمه وابن عمه
واشتد حزنه عليهم وعزم على الانتقام لهم واسترجاع دار كردفان
ولما علم ملك سنار بذلك فاوض الشيخ مسمار في الأمر لأن العبدلاب والفونج متحدون في ذلك الوقت
وخشي الملك من تهور الشيخ مسمار في الحرب لصغر سنه وعدم تمكنه في الحرب ،وكان عمره خمسة وعشرون سنة فقط
فلما اجتمعا اتفقا على تولية القيادة للشيخ (محمد أبو لكيلك) أحد وزراء الملك
وجهزه بالجيوش الجرارة وسافر لحرب الفور وانتصر عليهم الشيخ محمد وأخرجهم من (دار كردفان )وتوطن بها محافظاً لحدود الدار
وكانت مدة ملك الشيخ مسمار خمس سنوات وتوفاه الله بالحلفاية ودفن بها
----------------------------------
الفترة (1153-1161 هـ ) :
ملك العبدلاب = الشيخ ناصر بن شمام بن عجيب بن العقيل بن عجيب المانجلك
حكم8سنوات
وكان ملكاً جباراً قاهراً سيره كسيرة ابن عمه دياب أبو نائب ففرت منه قلوب أولاد عجيب والرعايا فعزلوه وخرج من مدينة الحلفاية وسكن بجزيرة سنار بجهة أم المحلة
ومات هناك ودفن بها رحمه الله ومدة ملكه كما ذكرنا ثمانية سنوات.
----------------------------------
الفترة (1161-1181 هـ )
ملك العبدلاب = الشيخ عجيب الرابع بن عبدالله بن عجيب بن العقيل بن عجيب المانجلك
وكان يلقب بالفيل لأنه كان عظيم الخلقة واسع الصدر حتى أن سعة صدره ثلاثة أشبار .
حكم لمدة عشرين سنة من مقر مملكته بالحلفايا
وكان رجلاً عادلاً في الرعية لا يقوم على شيء من أحكامه إلا بمشورة العلماء وأهل الصلاح
--------------------
المعارك مع العنج :
مات (محمد أبولكيلك ) الذي كان يحكم (دار كردفان ) بتكليف صدر من طرف الملك السابق الشيخ مسمار ، فلما مات استولى علي مكانه الشيخ ( بادي ولد رجب ) وهو ابن أخي محمد أبولكيلك
وكان بادي مشهوراً بالشجاعة ولما استقر في الولاية وقويت شوكته أصابه الطمع في الاستيلاء علي سنار
وزحف من كردفان بجيش كبير نحو مدينة سنار ودخلها عنوة بدون حرب
وولى وعزل في ملوك الفونج ولم يعارضه أحد خوفاً منه ثم خرج منها ماراً بالجزيرة يأمر وينهي ثم عبر النيل شرقاً وقتل أبوعلي شيخ (الشكرية )
وكان بسنار (المك عدلان أبوجديري ) فعظم عليه الأمر وشغل باله فشاور وزرائه في كيفية حرب بادي وقتله فاتفقوا على ضرورة حضور الفارس الشجاع (الأمين بن مسمار بن عبدالله بن عجيب) لاشتهاره بالشجاعة والنجدة
وكان ملك العبدلاب (عجيب الرابع) وكان الأمين مسمار قائداً بجهة ( أتبره )ومعه أولاده الكبار
فاستغاث الملك عدلان بالأمين عن طريق ارسال رسالة اليه مع رسوله (حجازي ولد أبوزيد )من ذرية الشيخ ( إدريس ولد الأرباب
وكان رجلاً مطباباً ونظراً لقرابته معه تعهد حجازي للملك بإحضاره
ولما وصل (حجازي ولد أبوزيد ) إلي مقر الأمين والتقي به فإن الأمين استمع إليه ثم قال :" لو جاءني أحد غيرك لقتلته وأما أنت لا أفعل بك شيئاً نظراً للقرابة التي بيني وبينك"
وكان الأمين غاضباً من الملك (عجيب الرابع)
وبعد لأي قبل الأمين بالحضور إلي سنار وسافرا حيث قابل (المك عدلان أبوجديري ) وتشاور معه في حرب الشيخ بادي
طلب الأمين شراء (حصان طنبل ) ملك أرجو لأنه مشهور بالقوة فأحضروه له
فلما علم الشيخ بادي بحضور الأمين مسمار لحربه كر راجعاً لسنار
فالتقى الجمعان قرب سنار
وكان بادي يطلب كل فارس بإسمه لمبارزته فلم يقدر أحد على ذلك خوفاً منه
فلما طلب بادي مبارزة الأمين مسمار برز له وحمل كل واحد على صاحبه فبادر الشيخ بادي بالضرب
ولم تؤثر ضربته فضربه الأمين ضربة قاطعة بسيفه (الجمجم) فأخذ السيف نصف الخوذة مع قمعة الرأس وهما في محلهما
وظن الأمين أن ضربته لم تصب لحدة السيف فلما رجع رأي الدم نازلاً بشدقيه والرأس بخوذته في محله حتى وكزه فوقع
فانهزم جيشه فجمعت منهم خيول وأموال كثير
-------------------------
وفي أثناء هذا الحرب مات ملك العبدلاب (عجيب الرابع)
وذلك أثناء خروجه ماراً بجهة العنج متفقداً أحوال الرعية فأدركه الموت ودفن .
وخلفه أخوه الشيخ عمر بن الشيخ عبدالله
----------------------------------
الفترة (1181-1183 هـ )
ملك العبدلاب = الشيخ عمر بن عبدالله بن عجيب بن العقيل عجيب المانجلك
حكم لمدة سنتين من الحلفايا
ولفي بداية حكمه لقي ( بادي) حتفه علي يد الشيخ الأمين ابن أخيه وانتهت الحرب فرجع إلى الحلفاية وحكم بالعدل وانقادت له جميع الناس
فنازعه ابن أخيه الشيخ الأمين مسمار
------------------
1181هـ
أولاد محمد أبولكيلك بعد قتل ابن عمهم الشيخ بادي تعين (رجب البطل ولد محمد أبولكيلك) بواسطة الشيخ الأمين و(عدلان أبوجديري)
وكان أولاد محمد حاقدين على ابن عمهم بادي لأنه أخذ رئاستهم بالقوة
حتى أنهم انحازوا مع الملك عليه
ثم أخذ رجب بقية الجيش ورجع إلى كردفان والياً محل أبيه
----------------------
----------------------------------
الفترة (1183-1203 هـ )
ملك العبدلاب = الشيخ الامين بن مسمار بن عبد الله بن عجيب بن العقيل
قصةحياته:
الشيخ خوجلي في ليلة وضع المولود أوصى عليه جده الشيخ عبدالله
وكان يكفله جده في صغره ولا يأمن عليه أحد في الليل
فلما كبر الشيخ الأمين ظهرت صولته فارساً هماماً وبطلاً مقداماً تهابه الرجال وتخشى من صولته الأبطال فشهدت له كل القبائل بالشجاعة مع القوة البدنية التي يقل نظيرها
ولما ظهرت مشكلة طمع (رجب البطل ولد محمد ) في الاستيلاء علي مملكة سنار مثلما طمع (بادي ) في الاستيلاء عليها سابقاً ودفع حياته ثمناً لطموحه
وكان لرجب أخ اسمه (إبراهيم ولد محمد ) يعمل وزيراً عند ملك العبدلاب يبدي النصح له ظاهراً ولكن هو مع أخيه باطناً
فصار رجب يرسل الأموال خفية لإبراهيم أخيه لاستمالة الوزراء والجنود حتى وافقوا على نصرته
وبهذا صار الوزير إبراهيم ذو عظمة جليلة وصاحب الحل والربط بمدينة سنار وعمل حرسه مثل حرس الملك وأعجب بنفسه عجباً شديداً
وعلم الملك واغتاظ غيظاً شديداً وخشي من سوء العاقبة فأحضر خواص رجاله الذين يحبون نصرته فشاورهم في أمر أولاد محمد أبولكيلك وما صنعوه معه
فاتفق رأيهم على تكليف الشيخ الأمين بن مسمار بتفريق جمعهم ولاسيما وهو قاتل فارسهم الشيخ بادي سابقاً
فأرسل (الملك عدلان ) إليه فلما تقابلا عرّفه بما حصل من الوزير إبراهيم وأخيه رجب
فلما علم الشيخ الأمين بما حصل كله أرسل للوزير إبراهيم وحزبه من جنود الملك وزجهم في السجن وولى غيرهم ، وفي صبيحة اليوم التالي قتل الوزير إبراهيم ومن معه في الخداع جزاء خيانتهم
وبعد قتلهم هرب رجل يقال له (النعيسان ) شاعر الوزير وتوجه لكردفان ليخبر الشيخ رجب بقتل أخيه فلما وصل إليه خاطبه بأبيات شعر خماسية يحرضه على الأخذ بثأر أخيه
فلما علم الشيخ رجب بأن أخاه إبراهيم قد قتله الشيخ الأمين امتلأ غيظاً عظيماً وجمع جنوده وجد السير قاصداً مدينة سنار
فلما قطع النيل الأبيض قابلته جيوش الملك ومعها الشيخ الأمين بمحل يقال له الرميلة ودارت الحرب بين الفريقين وقتل الشيخ رجب بضربة من الشيخ الأمين
وبعد الواقعة بدأ السلب أي جمعت منهم الخيول والأموال والرقيق
وكان مع رجب أخواه ناصر وعدلان
فجمع (ناصر ولد محمد ) فلول الجيش واندفع بهم إلى حدود الحبشة ، وصاروا يستخرجون الذهب من الجبال ويجندون الأبطال في جيشهم ويرسلون هدايا من الذهب إلي رؤساء جنود الملك خفية
وفي أثناء ذلك مات (الملك عدلان )
وكان جيش الشيخ الأمين قد تفرق بالجهات وبقي هو وأولاده فقط بسنار مع ابن الملك الصغير وأعلم ناصر بذلك كله وتحقق من استمالة الرؤساء إليه فجاء بجيوشه إلى سنار ونزل بحلة البقرة وأنذرهم بالحرب
وكان جنود الملك معه باطناً وعليه ظاهراً فلم يعلم الشيخ الأمين بذلك كله ولما اصطف الفريقان وجد جميع جنود الملك مع عدوه وكان جيشاً عظيماً مع انضمام سنار عليه
فبرز الشيخ الأمين هو وأولاده فقط لحربهم ، فجاءهم رجل ببيت شعر يحرضهم على القتال فقال لهم :
الفونج والهمج اتلكو ..
وطعنوا الفيل في مشكو
أمن حاربوا نفو ...
أمن أدو الجنامكو
يعني بذلك الشيخ الأمين وأولاده بمعنى أترك سنار وملكها لناصر
فحاربهم الشيخ الأمين حرباً شديداً في قلة رجاله حتى أثخن بالجروح فحمله أولاده على غير رضى منه وهو يشتمهم ، وفي أثناء خروجهم هجم عليهم الفرسان طمعاً فيهم ، وكلما رأي الشيخ الأمين خيلاً يقول لابنه حماد :اقلب الخيل
فعاقبه ابنه عبدالله بقوله: الخيل تقلب والشكر لحماد
فصارت مثلاً معروفاً في السودان
ثم دخل الشيخ (ناصر ولد محمد ) سنار وخلع ابن الملك عدلان واستولى على ملكها
ولكن الشيخ الأمين رجع إلى سنار بعد خروجه منها وأقام بها ثلاث أيام فأخلاها له الشيخ ناصر وبعد الثلاثة أيام بارحها
فلم يقابله أحد من البشر حتى وصل إلى بلده الهلالية،
ومكث بها زمناً تزوج فيها فلما علم الشيخ ناصر بأن الشيخ الأمين في (الهلالية) في عدد قليل من الأولاد طمع في قتله فأحضر رجلاً مشهوراً بالشجاعة من جهة العنج وأعطاه ذهباً كثيراً ليقتل الشيخ الأمين فجاء الشيخ ناصر بجيش كبير فعبر البحر وتأخر بحلة ولد أبي فروع واستلم القيادة أحد كبار الفونج المسمى (أبكر ولد وحشي )وتوجهوا إلى الهلالية وقيل أن عدد جيشه سبعمائة فارس
وقبل وصولهم إليها جاء رؤساء الشكرية إلي الشيخ الأمين وطلبوا منه القيام والتوجه إلى الحلفايا وهموا بنقله بجمالهم شفقة به من كثرة الجيش فسمعت بذلك ابنته رقية وجاءت بأبيات شعر تحرضه على القتال منها قولها:
إن كان للصعيد بطله
وإن كان للشكاري فازه بابله
أحرق النجيته نقرة سلسله
برد دار عجيب وقف جليجله
فتحمس الشيخ الأمين وحلف أنه لا يقوم من الهلالية حتى تقوم ترابها معه
فلما سمعت الشكرية تركته فجاء جيش العدو واحتاط بالبلدة ظناً منهم بأن الشيخ الأمين يهرب فلم ينزعج من ذلك ولم يخرج من منزل الحريم حتى دخل عليه ابنه حماد ،وقال له :ألم تسمع صهيل الخيل؟ فابتسم ضاحكاً وقال له :اذهب بهذه الجارية للنيل وأتني بماء استحم به !وأحضر الابن الماء له فاغتسل وتطيب وركب حصانه ومعه أولاده الخمسة عشر فقط
وكان الرجل الذي أحضره الشيخ ناصر لقتل الشيخ الأمين بارزاً إذ ذاك فتوجه إليه حماد وصف درقته أمامه وهو من ورائهم بحصانه وعند الملاقاة تعرضت الدراقة والرجل يهز ويبرح بسيفه عجباً منه بنفسه فهجم عليه حماد بحصانه كالبرق الخاطف وقطع رأسه فالتحم الجيشان وارتجل (ناصر بن الشيخ الأمين )هذه الأبيات:
الشطارة القاعدة ديمة..
حارسة من الجد قديمة
حاربوا يا فرسان سليمة..
العزة والرفعة ديمة
بعد المروق العودة حارة..
والخلوق لقتالنا دايرة
نحمل البجينا حارة..
من عجيب عدلتنا تارة
نركب العديلو شديدنا..
وتبرق السيوف بايدينا
الحديث الشين يكوينا..
والقتال إياه عيدنا
نركب العديلو شددنا..
في مشارع الخوف وردنا
بي سيوف الريف عرضنا..
ما بنفر شن انقرضنا
ثم ضرب الشيخ الأمين بسيفه (جمجم) القائد أبكر ولد وحشي فشقه نصفين
وحام به على فرسه في الجيش بهذه الصورة المروعة
وصال فيهم بسيفه المذكور يقطع هذا ويشق ذاك فألقى الله الرعب في قلوبهم فانهزموا
وتتبعهم أولاد الشيخ الأمين بالقتل حتى وقعوا في البحر بخيولهم
ويقال أن الحوت المسمى بالشلباية والكناكين تعلقت أشواكه بلبوس الخيل وخرج معها إلى الشاطئ الغربي بجهة أبوعشر ورجعت بقية الجيش إلى الشيخ ناصر ولد محمد بحلة ولد أبوفروع
فتحير فكره وسأل عن الرجل الذي تعهد له بقتل الشيخ الأمين فقالوا له قتله حماد قبل اختلاط الجيشين
وقال حماد :هو صقر أم حدية يخطف الرجل؟
فتعجب وكان الشيخ الأمين له ولد صغير اسمه بقوي مختوناً حديثاً قفل عليه الحوش
وأمر بعد تحركه خشية عليه
فأخذ الابن سلطية وطلع فوق الحوش فضرب فارساً من العدو فقتله وركب حصانه وحارب مع أخوانه
فقالت له أخته رقية:
بقوي الصغير يا سرور بالي
خاتاك في الجهل يا كنزنا الغالي
هبرت التروك وعرفت دودالي
أنت أقروب على أسياد الدروع العالي
ثم بعد ذلك أخذ الشيخ ناصر ولد محمد بقية جيشه ورجع به إلى سنار
وصار يدبر في الحيلة التي توصله لقتل الشيخ الأمين خوفاً منه لأنه قاتل أخوانه
ثم قام الشيخ الأمين من الهلالية إلى مقر ملكه بالحلفاية وصل إليها فهرع المشايخ لخدمة الدار وجبي الخراج
ثم أرسل ابنه عجيب بدنقلا وكتب للملك أبوسوار ملك الشايقية أن يخرج معه للتحصيل
وخدموا جميع البلاد وأرادوا السفر حصلت فتنة بسبب الطمع في الأموال التي جمعت
فقبض عجيب الملك أبوسوار وقتله ومعه بعض من رؤساء الشايقية فهاجت البلاد كلها
وأجمعوا على قتل عجيب ومن معه وكانوا قليلاً بالنظر لطاعة البلاد فحاربهم إلى أن قتل هو وأتباعه
فلما وصل الخبر إلى الشيخ الأمين قام من الحلفاية إلى جهة شندي ليجهز جيشاً ويرسله لإسكات حركة دنقلا
فلما وصل بجهة الشيخ صالح ولد بان النقا نزل بها وقبل سفر جيوش الشيخ الأمين إلى دنقلا
جاء إليه أبو ريده ولد خميس رئيس نوبة الملك بسنار متظلماً من الشيخ ناصر ولد محمد
فقال له: إني عصيته وانضممت إليك أكون معك يداً واحدة عليه وإني تحت إشارتك
وفي باطن الأمر هو جاء بخديعة من الشيخ ناصر ولد محمد لقتل الشيخ الأمين
ثم جهز الشيخ( ناصر ولد محمد )جيشاً عظيماً وأرسله لمحاربة الشيخ الأمين قبل سفر الجيش إلى دنقلا وكان القائد لجيش ناصر أحد ملوك الفونج
ومعه رجل حاذق اسمه سليم من الجهة بسلاح ناري لقتل الشيخ الأمين بالرصاص من بعيد قبل التحام الجيوش
فلما تقابل الجمعان رأى القناص ابناً للشيخ الأمين لابساً آلة حربه فضربه وقتله لظنه أنه الشيخ الأمين
واختلط الجيشان فقام (عبدالله ودعجيب )ابن عم الشيخ الأمين بضرب القائد فقتله
وكان عبدالله بن الشيخ الأمين حاضراً فاختلفا في درع المقتول وسلاحه حتى حضر الشيخ الأمين وحكم بها لابن عمه عبدالله القاتل
----------------
ثم أن الشيخ الأمين بعد النصر طلب السيف من ابن عمه (عبدالله ولد عجيب)
فأبى ابن عمه وتوجه إلى (ضريح الشيخ صالح ولد بانقا )محتمياً به
فلما علم الشيخ الأمين قام بنفسه ودخل عليه في الضريح واستلم السيف منه وسجنه ثم أرسل أولاده مع الجيش إلي (دنقلا) ومعهم (أبوريده ولد خميس)
فلما وصلوا الجبل الجلف هرب أبوريدة بجيشه ميلاً راجعاً لحلة الشيخ صالح ولد بانقا
وجاء أولاً لمحل السجن وأطلق (عبدالله ولد عجيب) و (محمد ولد الفحل ) من السجن
واجتمعوا كلهم لقتل الشيخ الأمين قبل عودة أبنائه بالجيش
ولما حضروا بمنزله لم يقدر أحد على الدخول عليه هيبة له فأمر أبوريدة جنوده أن يصلوا على المنزل وينبشوا السقف ففعلوا ذلك وقتلوه برمي الحراب والسلطيات وهو ثابت على فراشه
ولما رأى الشيخ الأمين نفسه هالكاً طلب ابن عمه (عبدالله ود عجيب) وسلمه سيفه وقال له: لا يأخذه منك العبد !
ثم لفظ الشيخ الأمين أنفاسه بعد مضي عشرين سنة من ملكه ودفن بجوار الشيخ صالح ود بانقا
----------------------------------
الفترة (1203-1210 هـ )
ملك العبدلاب = الشيخ عبدالله الرابع بن عجيب بن عبدالله بن عجيب بن العقيل
حكم 7سنوات
أبناءالشيخ الأمين فكروا في موازين القوي وتكوين القوة الماحقة
وبالفعل أبرموا مع (عدلان بن محمد )صفقة حربية من شقين المشاركة في حرب مقابل المشاركة في حرب أخري :
1- تتحالف قواتهم مع قواته ويدخلون في حرب أولي لكي يسيطر علي سنار
هذه الحرب دارت بهجوم قواتهم المشتركة علي جيش حاكم سنار ( ناصر بن محمد) ، وقد نجحوا
2- تتحالف قواته مع قواتهم لكي يسيطر علي الحلفاية
هذه الحرب دارت بهجوم قواتهم المشتركة علي جيش ملك العبدلاب( الشيخ عبدالله الرابع ) ، وقد نجحوا أيضاً
وسيطروا علي الحلفاية وصعدوا الشيخ ناصر بن الامين مسمار للحكم
----------------------------------
الفترة (1210-1235 هـ )
ملك العبدلاب = الشيخ ناصر بن الامين مسمار بن عبد الله بن عجيب بن العقيل
حكم 25 سنه
##########################################
###########################################
القضاء في مملكة العبدلاب:
كان انواعا، ضرب منه يتولاه شيخ «قري» أو الحلفايا ـ عاصمة العبدلاب ـ واخر اقل شأنا يمارسه حاكم الاقليم او شيخ الدار، ونوع يقوم به القضاة المختصون وفوق ذلك كله كان هناك نوع من القضاء يشترك فيه شيخ العبدلاب وقاضيه وكبار رجالات البلد والعسكر والفقهاء في شكل محكمة اقرب ما تكون في اختصاصها الى محكمة الاستئناف اليوم وكان القانون المرجوع اليه السائد التطبيق هو الشريعة الاسلامية في كافة الاوجه التي تشب وتنشأ فيه المنازعات،
روى ان الشيخ عبدالله الرابع بن عجيب أتته قافلة تجارة تشكو من نازلة ألمت بها، اذ سرقها لصوص وهي على ارض الشيخ عجيب في الحلفايا وتحقيقا للعدل جد في طلب السارقين الى ان عثرعليهم وعلى ما معهم، وحينئذ رد البضاعة الى اهلها، وعاقب السارق بالشرع، ومن ذلك ايضا ان الشيخ عبدالرحمن النويري حكم بابطال هبة امرأة بلغت اكثر من ثلث ما لها قاصدة بذلك ضرر زوجها، معتمدا في ذلك على قول الامام مالك واختيار ابن حبيب له
والمذهب المعتمد في ذلك العهد هو مذهب الامام (مالك بن انس)لأن الذين تولوا تعليم الفقه كانوا على مذهبه وفي الغالب كانوا وافدين من المغرب وصعيد مصر وكل هؤلاء يعتنقون المذهب المالكي، كما ان كثيرا من السودانيين الذين ذهبوا الى مصر توفروا في الدراسة على فقهاء من المالكية في الازهر الشريف
وكما كانوا يطبقون في مشيخة العبدلاب نصوص الفقه الاسلامي، كانوا يشترطون في القاضي شروطا مستوحاة من العهود الاسلامية الاولى، اذ يشترطون فيه حفظه للقرآن الكريم والمعرفة بالتوحيد، وعلوم العربية، والالمام التام بالفروع الفقهية على مذهب الامام مالك، ولتأثرهم بالثقافة الصوفية كانوا يشترطون فيمن يتولى القضاء ان يكون ايضا سالكا لطريق صوفي ومن صور تمسكهم بالشريعة الاسلامية انهم كانوا يطبقون نظام «الحسبة» الذي يقوم على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ
ومن ذلك ما روى الشيخ ابراهيم عبدالدافع عن الشيخ عبدالله عجيب انه امر في ايامه بتزويج النساء مع تقليل مهورهن، وامر اهالي السوق جميعهم اذا سمعوا الاذان بالتوجه الى المسجد لحضور الصلاة،
كما افنى الطغاة الذين اجمعوا على نهب وسلب اموال العباد فكان يجمعهم ويضرب رقابهم، واشرف بنفسه على منع السرقة ومراقبة قطاع الطرق ومعاقبتهم، حتى انحسرت موجتهم التي كانت قد هددت امن المجتمع
وممن اشتهر بالقضاء في عهد العبدلاب يعقوب بن بانقا، والقاضي ضيف الله بن محمد بن ضيف الله، وعبدالعزيز الشريف محمد المهدي وغيرهم كثير
وكانت ثقافة هؤلاء القضاة ثقافة دينية مركزة، فجلهم من الذين تلقوا دراساتهم في الازهر ولم يكونوا يتعاطون مرتبا محددا في هذه السلطنة، اذ كان السلاطين يجزلون لهم العطاء ويقطعونهم شاسع الاراضي، كما كانت اموالهم معفاة من الضريبة والعشور، وكل ذلك نزوعا لتحقيق الاستقرار المادي لهم الذي يعينهم في اداء وظيفتهم بعيدا عن المؤثرات المغريات
المصادر:
* منتدى السادة الأشراف
http://www.alashraf.ws/vb/%BB%BA%B0-%C3%E4%D3%C7%C8-%C7%E1%D3%C7%CF%C9-%C7%E1%C3%D4%D1%C7%DD-%B0%BA%AB/33348-%E4%D3%C8-%C7%E1%DA%C8%CF%E1%C7%C8.html
* كتاب ( الشيخ عجيب والدولة الاسلامية في سنار) لمؤلفه د. صلاح محي الدين محمد ورابط الكتاب هو :
http://www.alabdallab.com/books/002931.pdf
*د. خليفة بابكر الحسن في مقاله بعنوان (القضاء في عهد العبدلاب) منشور في صحيفة البيان الإماراتية عدد الاربعاء الموافق 22/5/2002م
* الدكتور صلاح محي الدين محمد- مقال بعنوان (الشيخ عجيب والدوله الاسلاميه في سنار )
* مصادر أخري================================