الإمام مالم أبَّهْإسمه : عبد القادر بن الحسن بن عبد القادر النوفاوي
ويلقب بالإمام مالم أبه
ولد سنة 1945 الموافقة لسنة 1364هـ في مدينة مرادي، وتلك السنة تسمي سنة الفيضانات التي أصابت المدينة .
ومدينة مرادي هي ثالث مدن النيجر سكانا والمركز الإداري لمنطقة مرادي. وتقع على الطريق المعبد الذي يعد محور التواصل بين شرق النيجر (دفا) وغربها (نيامي).
أبوه هو الحسن بن عبد القادر النوفاوي و أصله من مدينة بِدَّا (BIDDA ) بجمهورية نيجيريا
وأما والدته فهي –هوساوية- من أصل فصيلة غوبِر، ولدت في مدينة تُنبِندِغي ( TUNBINDIGUI) قرية تقع في محافظة دَقُرو.
نشأ عبد القادر بن الحسن في مدينة مرادي، وتربي تربية طيبة
والد الشيخ وهو الحسن بن عبد القادر كان يتاجر ويبيع الملح ومع ذلك ما ترك تعليم القرآن الكريم وعلوم أخرى قط في حلقته العلمية،
تعلم الشيخ من والده تجارة الملح والعسل وبعض البضائع
فلما بلغ عبد القادر سن الزواج في ذلك العهد زوَّجه والده بنتًا اختارها له،
وذات يوم رأي عبد القادررؤية في المنام، يقول عنها : "رأيت في المنام نورا ساطعا يملأ غرفتي فقيل لي رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فـوقع في قلـبي بعد استيقاظي من النوم أنها رؤية أني يراد في طلب العلم، ثم استشرت أبَـوَيَّ فأذنا لـي بالخروج لطلب العلم، وكـان عمري حينئذٍ ينـاهز اثنتين وعشرين سنة"
وبعدها ترك الشيخ عبد القادر مهنة التجارة وانصرف إلي مجالس العلم والكتاتيب يشهد حلقات الفقه واللغة والأدب حتى برع في فنون شتي...[#3].
ومما سبق ذكره يتضح لنا أن الشيخ عبد القادر رغب في العلم مع وفرة ثروته وخبرته التجارية ومكانته العلمية في وسط مجتمعه تنحى وترك كل ذلك، واحتضن مجلس العلم.
وأسفر ذلك عن تأليفه العديد من المؤلفات
تصنيفاته
:يمكن تقسيم تصنيفاته إلى ثلاثة أقسام وهي:
القسم الأول: وهو ما له صلة بعلوم اللغة العربية:ساهم الشيخ في الحقيقة في هذا الميدان لبناء الثقافة العربية في المنطقة، وكان أكثر تأليفه في هذا المجال ، :
1. التوضيح في شرح علم النحو. وهو رسالة علم النحو التي ألفها الإمام أبويعقوب يوسف بن علي السكاكي، وقام بشرحها الشيخ مالم أبَّه في (64) صفحة، وقد طبع طباعة حجرية.
2. خواطر حول معني "من" الداخلة في كلمة أولياء في سورة الفرقان (مخطوطة).
3. خواطر حول كلمة " قفا " قبل نزول القرآن في آراء العلماء النحويين في كلمة " قفا" نبك وما شاكلها .
4. قصائد شعرية :
· قصيدة في مدح المصطفي صلى الله عليه وسلم
· قصيدة في مدح شيخه عثمان بن علي طن بِنِي كنو
· قصيدة في مدح حملة القرآن وسماها روضات الجنات
5. (مصباح المبتديء في علم التصريف ) وهو مخطوط كتاب في علم الصرف تناول فيه معظم أبوابه وقد حققه الباحث الإمام لولي وأخذ به الإجازة العالية (الماجستير) في جامعة عثمان دان فودي بسوكوتو –نيجيريا – عام 2006/2007م.
6. لام الجر في أساليب القرآن الكريم (مخطوط)، وفيه تابع الشيخ آيات القرآن الكريم من أول سورة إلى آخر سورة واستخرج لام الجر في كل سورة ولقد أحصاها وعدَّها عدًّا
القسم الثاني : ما يتعلق بعلوم القرآن الكريم :ألف في هذا المجال خمسة كتب وهي:
1. سراج المبتديء شرح هداية الصبيان في تجويد القرآن منظومة للشيخ سعيد بن سعد بن نبهان؛ وقد شرحها شرحا وافيا نفيسا؛ وقد طبع هذا الكتاب.
2. رسالة تشجيع القرَّاء(مخطوط)
3. "كشف الصعب في فهم الراءات واللامات في القرآن الكريم"
ألفه باللغة الهوساوية بحروف العربية مزدوجا باللغة العربية، وقد طبع طباعة تقليدية .
4. البحث القيِّم في البسملة (مخطوط)
5. كتاب تقريب القصر في المد والإمالة، كتاب خصصه في أحكام المد والإمالة مع ذكر آراء الأئمة العشرة في المد والقصر.
القسم الثالث: ما يتعلق بالعلوم الفقهية:
1. رسالة جواز القصر في الصلاة تناول فيه حكم القصر على المذاهب الأربعة وطبع طباعة تقليدية.
2. الكتاب الجامع للفوائد المعتبرة مطبوع طباعة تقليدية
3. مجموعة خطب الجمعة والعيدين
وكذلك له مصنف في التاريخ هو " تاريخ مدينة مرادي ملوكها ورجالها القدماء والمعاصرون " قام بتأليفه بلغة الهوسا بالحروف العربية وترجم إلي الفرنسية وهو مخطوط .
· وله مخطوط يتعلق بعلوم القرآن الكريم يقع في أكثر من مائتي صفحة ولم ينتهِ منه حتى أتته المنية،
وهو القائل :
(الحمد لله الذي علا بحوله، ودنا بطوله، مانح كل غنيمة وفضل، ونحمده على ما أخذ وأعطى، ونشكره على ما أبلى وابتلى، أحاط علما بتصريف السنين والشهور، وتقليب الأيام والدهور، وأنشأ الخلق من غير إخلال، وعلم ما كان قبل أن يكون، والصلاة والسلام على رسوله محمد نبي الرحمة وسراج الأمة المنتخب من طينة الكرم، وعلى آله وصحبه منائر الدين الواضحة، ومثاقيل العلم الراجحة، صلاة مضاعفة بالغدو والآصال سالمة عن مصادمة النقص والاعتلال، وبعد:
فإن من أراد أن يكون له حظ وافر في الكتاب الإلهي والكلام النبوي، فليصرف عنان همته إلي علم الصرف، ليغو ص في تيَّار بحار الكتاب الإلهي وفوائده ، ويتفحص عن لطائف الكلام النبوي وفوائده ؛ فإن من اتقي الله في تنزيله، وأجال النظر في تعاطي تأو يله، وطلب أن يكمل له ديانته، ويصح له صلاته وقراءته وهو غير عالم بهذا العلم، فقد ركب عمياء، وخبط عشواء إذ به نحل العويصات، وتعرف سعة اللغات العربية، إذ القياسية منها أكثر من السماعية .
الحمد لله الموفق للصدق والصواب، والحافظ عن الخطأ والاضطراب، وهو المستعان وعليه التكلان، فاعلموا يا إخواني فإني رجل محب لإفادة الطلاب القاصرين المبتدئين مثلي...)[#5]
.
توفي الشيخ يوم الثلاثاء 26-2-2002 الموافق 14-12-1422هـ، وكانت وفاته بمكة المكرمة بعد أدائه نافلة الحج الرابعة والثلاثين ودفن بمكة
(4#)
------------------------------------------------------------
الهوامش:[1] - سورة التحريم الآية : 6
[2] - شرح النووي على صحيح مسلم، الإمام النووي ( القاهرة: دار الحديث) ج 16/157
[3] - مصباح المبتدأ في علم التصريف – مخطوط بمكتبة الباحث – ورقة: 5-6
[4] - مقابلة مع المنسوخ : محمد الغالي وابنه أبي بكر يوم الأحد 4/7/2004م في مرادي.
[5] -مصباح المبتدأ في علم التصريف المصدر السابق، ورقة:9-10
مرادفات: مدينة بِدَّا = BIDDA
تُنبِندِغي = TUNBINDIGUI
المصدر:مقال بقلم (يوسو منكيلا ) وتاريخ 2010-04-30 منشور بموقع منارات أفريقية علي الرابط:
http://www.islam4africa.net/ar/more.php?cat_id=15&art_id=10