تتوقع الأمم المتحدة مايلي
اقتباس:
"من المتوقع أن يرتفع متوسط سطح بحار العالم بما يتراوح من 28 إلى 58 سنتيمتراً نتيجة لاتساع المحيطات وذوبان الأنهار الجليدية بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين (بالمقارنة بمستويات الفترة 1989-1999). ومن المرجح أن تواجه نسبة تتراوح من 20 إلى 30 في المائة من الأنواع زيادة في خطر الانقراض. وستحدث موجات سخونة أكبر، وأنماط ريحية جديدة، وسيزداد الجفاف سوءًا في بعض المناطق، وستزداد شدة الهطول في مناطق أخرى.
ارتفاع درجات الحرارة، وتزايد المخاطر في جميع مناطق العالم كلما زادت سرعة ارتفاع درجات الحرارة كلما زادت مخاطر حدوث ضرر. والمناخ لا يستجيب فوراً للانبعاثات، التي قد تدوم سنوات أو عقوداً في الغلاف الجوي. وبسبب تأثير المحيطات الذي يتسم بالتأخر ـ فهي تستوعب السخونة وتطلقها في نهاية الأمر بدرجة أبطأ مما يحدث في حالة الغلاف الجوي ـ لا تستجيب درجات الحرارة السطحية فوراً لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ونتيجة لذلك، سيستمر تغير المناخ لمدة مئات من السنين بعد أن تستقر التركيزات في الغلاف الجوي.
التغيرات السلبية في الدورة الهيدرولوجية يؤدي فعلاً ارتفاع درجات الحرارة إلى تسارع الدورة الهيدرولوجية. فالغلاف الجوي الأدفأ يختزن مزيداً من الرطوبة، ويصبح أقل استقراراً، وينتج عنه مزيد من الهطول، وبخاصة على شكل زخات أمطار غزيرة. ويؤدي أيضاً تزايد السخونة إلى تسارع التبخر.
والتأثير الصافي لهذه التغيرات في تدوير المياه سيكون على شكل انخفاض في كمية ونوعية إمدادات المياه العذبة في جميع المناطق الرئيسية. وفي الوقت ذاته، من المرجح أن تتغير أنماط الرياح ومسارات العواصف.
ومن المتوقع أن تزيد كثافة الأعاصير المدارية (لا مدى تواترها)، مع بلوغ سرعات الريح ذرى أكبر ومع هطول الأمطار بغزارة أكبر.
تزايد المخاطر الصحية سيؤدي تغير المناخ إلى حدوث تغيير متزايد في توزيع ناموس الملاريا وغيره من ناقلات الأمراض المعدية مما يؤثر على التوزيع الموسمي لبعض حبوب اللقاح المسببة للحساسية ويؤدي إلى زيادة مخاطر موجات السخونة. ومن ناحية أخرى ينبغي أن يقل عدد الوفيات التي تنجم عن الإصابة بالبرد..
التهديدات للتنوع الأحيائي ستواجه الحياة البرية والتنوع الأحيائي ـ المهددان أصلاً بتدمير الموائل وبإجهادات أخرى من صنع الإنسان ـ تحديات جديدة من جراء تغير المناخ. وكثرة من النظم الإيكولوجية تستجيب فعلاً لارتفاع درجات الحرارة عن طريق التقدم صوب القطبين وبالصعود إلى جوانب الجبال.
ولن تصمد بعض الأنواع في مواجهة هذا التحول، ومن المرجح أن نسبة تتراوح من 20 إلى 30 في المائة من الأنواع ستواجه زيادة في خطر انقراضها. ومن بين النظم الإيكولوجية الأكثر عرضة للانقراض الشعاب المرجانية، والغابات الواقعة تحت القطب الشمالي، والموائل الجبلية، والموائل التي تعتمد على مناخ البحر المتوسط.
ارتفاع مستويات البحر إن أفضل تقدير لمدى زيادة ارتفاع سطح البحر نتيجة لاتساع المحيطات وذوبان الأنهار الجليدية بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين (بالمقارنة بمستويات سطح البحر في الفترة 1989 – 1999) يتراوح من 28 إلى 58 سنتيمتراً.
وهذا سيؤدي إلى زيادة عمليات الفيضان والتآكل الساحليين سوءًا. ولا يمكن استبعاد حدوث زيادات أكبر في مستوى سطح البحر تصل إلى متر واحد بحلول سنة 2100 إذا واصلت الصفحات الجليدية ذوبانها مع ارتفاع درجات الحرارة. وتوجد الآن أدلة على أن صفحتي الجليد في المنطقة المتجمدة الجنوبية وغرينلند تفقدان فعلاً ببطء جانباً من كتلتهما وتسهمان في ارتفاع مستوى سطح البحر.
وقبل حوالي 000 125 سنة، عندما كانت المناطق القطبية أدفأ كثيراً لفترة ممتدة بالمقارنة بالوقت الحاضر، أدى ذوبان الجليد القطبي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بما يتراوح من 4 إلى 6 أمتار.
وارتفاع مستوى سطح البحر ينطوي على قدر كبير من القصور الذاتي وسيستمر لمدة قرون كثيرة. ستتعرض المحيطات أيضاً لدرجات حرارة أعلى، مما ستكون له انعكاسات على الحياة البحرية.
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، مثلاً، هاجرت عوالق شمال الأطلسي باتجاه القطب بعشر درجات من خط العرض. كذلك، سيؤدي تحمُّض المحيطات مع استيعابها مزيداً من ثاني أكسيد الكربون إلى الإخلال بقدرة الشعاب والحلزونات البحرية وأنواع أخرى على تكوين صدفاتها أو هياكلها العظمية.
إصابة المجتمعات الأكثر قابلية للتأثر ستكون المجتمعات الأشد فقراً هي الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ بالنظر إلى قلة ما لديها من موارد يمكن استثمارها في منع تأثيرات تغير المناخ والتخفيف منها. ومن بين بعض أشد الناس تعرضاً للخطر المزارعون الكفافيون، والشعوب الأصلية، والسكان الساحليون.
التأثيرات الإقليمية إن التكهن بالكيفية التي سيتطور بها تغير المناخ على الصعيد الإقليمي أصعب من التكهن بالكيفية التي سيتطور بها على الصعيد العالمي. ومع ذلك، تحققت قفزات هائلة في السنوات الأخيرة، تتيح للعلماء أن يخلصوا إلى أن:
أفريقيا :— عرضة بشدة لتغير المناخ ولتقلبية المناخ نتيجة للفقر المتوطن، وضعف المؤسسات، والتعرض لكوارث وصراعات معقدة. وقد انتشر الجفاف واشتدت كثافته منذ سبعينات القرن العشرين، وأصبحت منطقة الساحل ومنطقة الجنوب الأفريقي بالفعل أكثر جفافاً أثناء القرن العشرين.
ومن المرجح أن يتعرض لخطر شديد كل من إمدادات المياه والإنتاج الزراعي. ومن الممكن أن تنخفض الغلات في بعض البلدان بما يصل إلى 50% بحلول سنة 2020، ومن المرجح أن يتوقف الإنتاج في بعض المناطق الكبيرة التي توجد فيها زراعة حدية. وتتغير بالفعل الغابات والأراضي العشبية والنظم الطبيعية الأخرى، وبخاصة في الجنوب الأفريقي. وبحلول ثمانينات القرن الحادي والعشرين، من المرجح أن تزيد بنسبة تتراوح من 5 إلى 8% مساحة الأراضي القاحلة وشبه القاحلة في أفريقيا.
المنطقة القطبية الجنوبية :— أثبتت هذه القارة أنها أكثر استعصاءً على الفهم والتنبؤ. وباستثناء شبه الجزيرة القطبية الجنوبية التي يزداد احترارها بسرعة، ظل كل من درجات الحرارة وسقوط الجليد ثابتين نسبياً في هذه القارة ككل على مدى السنوات الخمسين الماضية. وبالنظر إلى أن هذه القارة المتجمدة تحتوي على ما يقرب من 90 في المائة من مياه كوكب الأرض العذبة، يتابع الباحثون بعناية أي علامات تدل على أن أنهارها الجليدية وصفحاتها المتجلدة آخذة في الذوبان.
منطقة القطب الشمالي :— زاد متوسط درجات الحرارة في منطقة القطب الشمالي بسرعة تقرب من ضعف سرعة زيادة المتوسط العالمي لدرجات الحرارة على مدى المائة سنة الماضية. وقد أخذ متوسط حجم الجليد البحري في القطب الشمالي ينكمش بنسبة تبلغ 2.7 في المائة كل عقد وقد تفقد مساحات كبيرة من المحيط القطبي الشمالي غطاءها الجليدي على مدار العام بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين إذا بلغت الانبعاثات البشرية الحد الأقصى للتقديرات الحالية. والقطب المتجمد الشمالي هام أيضاً لأن التغيرات التي تحدث فيه لها انعكاسات عالمية هامة. فعلى سبيل المثال، مع ذوبان الجليد والثلوج، تقل عاكسية الكرة الأرضية، حيث تختزن السخونة التي كانت ستنعكس لولا ذلك مما يؤدي إلى زيادة احترار سطح كوكب الأرض.
آسيا :— يمكن أن يتأثر أكثر من بليون شخص بحدوث انخفاض في مدى تواتر المياه العذبة، خاصة في أحواض الأنهار الكبيرة، بحلول عام 2050. فذوبان الأنهار الجليدية في منطقة الهيمالايا، الذي من المتوقع أن يؤدي إلى زيادة الفيضانات والانهيارات الصخرية، سيؤثر على موارد المياه في العقدين إلى العقود الثلاثة المقبلة. ومع انحسار الأنهار الجليدية، ستقل تدفقات الأنهار. وستصبح مناطق الدلتا الضخمة المأهولة بالسكان بشدة معرضة لخطر أكبر نتيجة لتزايد الفيضان من البحار، ونتيجة لفيضان الأنهار في بعض الحالات.
أستراليا ونيوزيلندا :— حدوث تزايد في الضغط على إمدادات المياه والزراعة، وحدوث تغير في النظم الإيكولوجية الطبيعية، وحدوث تناقص في الغطاء الثلجي الموسمي، وحدوث انكماش في الأنهار الجليدية. فعلى مدى العقود القليلة الماضية زاد عدد موجات الحرارة، وقل عدد حالات التجمد، وزاد هطول الأمطار في شمال غرب أستراليا وجنوب غرب نيوزيلندا؛ وقل هطول الأمطار في جنوبي وشرقي أستراليا وفي شمال شرق نيوزيلندا؛ وحدثت زيادة في مدى كثافة حالات الجفاف الأسترالية. ومن المؤكد تقريباً أن مناخ القرن الحادي والعشرين سيكون أدفأ مع زيادة التعرض لموجات حرارة بدرجة أكثر تواتراً وأكثر كثافة، ولحرائق وفيضانات وانهيارات أرضية وحالات جفاف وطفرات في العواصف.
أوروبا :— تأخذ الأنهار الجليدية والمناطق المتجمدة بصفة دائمة في الذوبان، وتطول مدة مواسم الإنبات، ويزداد تواتر تطرفات الطقس، من قبيل موجة السخونة الكارثية التي حدثت في عام 2003. ويعتقد الباحثون أن المناطق الشمالية من أوروبا ستشهد شتاءات أدفأ، وهطولاً أكبر، وتوسعاً في الغابات، وإنتاجية زراعية أكبر. أما المناطق الجنوبية المجاورة للبحر المتوسط فستشهد صيفيات أكثر سخونة، وهطولاً أقل، ومزيداً من حالات الجفاف، وتراجعاً في الغابات، وانخفاضاً في الإنتاجية الزراعية. وتضم أوروبا قدراً كبيراً من الأراضي الساحلية الواطئة المعرضة للارتفاعات في مستوى سطح البحر، ومن المرجح أن تصبح نباتات وزواحف وبرمائيات وأنواع أخرى كثيرة مهددة بالانقراض بحلول نهاية القرن.
أمريكا اللاتينية :— من المتوقع أن تحل السافاناه تدريجياً محل الغابات الاستوائية في شرق منطقة الأمازون وجنوب ووسط المكسيك. وستزداد قحولة أجزاء من شمال شرق البرازيل ومعظم وسط وشمال المكسيك نتيجة لمزيج من تغير المناخ وإدارة الأراضي البشرية. وبحلول خمسينات هذا القرن، من المرجح إلى حد شديد أن تشهد نسبة قدرها 50% من الأراضي الزراعية تصحراً وتملحاً.
أمريكا الشمالية :— سيؤدي تغير المناخ إلى زيادة الحد من موارد المياه، التي شارفت مداها فعلاً نتيجة لزيادة الطلب من الزراعة والصناعة والمدن. ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة تناقص الثلوج الجبلية وزيادة التبخر، مما يؤدي إلى تغيير مدى توافر المياه الموسمي. وسيؤثر انخفاض مستويات المياه في البحيرات الكبرى وفي نظم الأنهار الرئيسية على جودة المياه, والملاحة، والترويح، والطاقة المائية. وسيستمر امتداد الحرائق البرية وفاشيات الحشرات في عالم أدفأ وتربته أكثر جفافاً. وعلى مدى القرن الحادي والعشرين ستؤدي الضغوط التي تدفع الأنواع إلى الانتقال شمالاً وإلى ارتفاعات أعلى إلى إعادة ترتيب جوهرية للنظم الإيكولوجية في أمريكا الشمالية.
الدول الجزرية الصغيرة :— عرضة بوجه خاص للتأثر بتغير المناخ، فحجمها المحدود يجعلها أكثر تعرضاً للمخاطر الطبيعية وللهزات الخارجية، وبخاصة للارتفاعات في مستوى سطح البحر ولتهديدات لمواردها من المياه العذبة. "
نهاية الاقتباس
المصدر: منقول من:
http://www.un.org/ar/climatechange/consequences-for-the-future.shtml