السلطان الملك الظاهر سيف الدين برقوق بن انس بن عبد الله الشركسي
، وُلد في شمال القفقاس عام 1340م (740هـ) وقدِم للقاهرة وعمره 20عاما ليلتحق بالجيش المصري حيث أتقن فنون الحرب والفروسية، وترقّى في المناصب العسكرية ورُتب الإمارة حيث أصبح أمير طبلخانه، ثم أمير آخور ثم أتابكا عام 779هـ.
عمل على جمع شمل الأمراء الشراكسة وتعزيز مواقعهم فلما نشِب النزاع بينه وبين الأمير بركه هزمه وقبض عليه وحبسه.
عُيّن مُشاركا في تدبير أمور الدولة(أي وصيا على العرش) بعد وفاة السلطان علي بن شعبان وتولية ابنه الطفل الصالح حاجي سلطاناعام 1381م.
استجاب لإلحاح الأمراء ورغبتهم في تنصيبه سلطانا فعليا عليهم بدلا من السلطان الاسمي الصغير فوافق على ذلك وبويع سلطانا على مصر في 19رمضان 784 هـ (16نوفمبر 1382م) ولُقّب بالملك الظاهر سيف الدين برقوق فكان بذلك مؤسس دولة السلطنة الشركسية في مصر (البُرجييّن أو المماليك البرجية) بمصر والتي استمرت حتى عام1517م.
جرت عدة محاولات لعزله،
واستطاع أعداؤه في عام 791هـ (1391م) هزيمته، ونفيه وسجنه في قلعة الكرك في الأردن، لكنه استطاع بمساعدة أصدقائه تحرير نفسه والهرب من سجنه وهزيمة مناوئيه والعودة إلى عرش السلطنة ثانية في عام 792 هـ (1390م).
نجح في عقد عدة معاهدات مع العثمانيين والقفجاق وسيواس ضد الخطر المغولي الزاحف.
توفي يوم الجمعة 15شوال 801 هـ (1399 م وعمره 60 عاما،
وقد بكاه الناس لعدله ورفقه برعيته.
وكان من مآثره، إبطال الضرائب على الثمار والفواكه، وبناء المدرسة الظاهرية، جامع برقوق وجسر الشريعة على نهر الأردن.
كان شجاعا ذكيا عارفا بالفروسية ماهرا بلعب الرمح، يحب الفقراء ويتواضع لهم، قيل عنه انه كان أعظم ملوك الشراكسة بلا منازع.