منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 (1054-1315) روسيا والمغول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

(1054-1315)  روسيا والمغول Empty
مُساهمةموضوع: (1054-1315) روسيا والمغول   (1054-1315)  روسيا والمغول Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 07, 2009 9:34 pm

في القرن 11م على بلاد روسيا الجنوبية:
سيطرة قبائل نصف همجية علي الأراضي
وهذه القبائل هي:
الكومان Cumans
والبلغار Bulgar،
والخزر Khazars،
والبلوفتسي،
والبتزيناك Patzinaks.

.. أما ما بقي من روسيا الأوربية فكان مقسماً إلى 64 إمارة- أهمها :
كييف Kiev،
وفلهينيا Volhynia،
ونفجورود،
وسزداليا Suzdalia،
واسمولنسك Smolensk،
وريازان Ryazan،
وشرنيجوف Chernigov،
وبرياسلافل Pereyaslavl.

وكانت معظم هذه الإمارات تعترف بسيادة إمارة ( كيف )
-----------------
1054
لما اقترب أمير كييف الأكبر ( يارسلاف Yaroslav) من الموت أو استشعر ذلك وزع هذه الولايات بترتيب أهميتها بين أبنائه حسب سنهم؛ فأعطى أكبرهم إمارة كييف، ثم وضع نظاماً دورياً فذاً يقضي بأنه إذا مات أمير ينتقل الباقون من الأمراء كل منهم إلى الولاية التي تلي ولايته في الأهمية.

وانقسمت مجموعة من هذه الإمارات في القرن 13م إلى عدد من الإقطاعيات وراثية على مر الزمن، فكانت أساساً للنظام الإقطاعي المعدل الذي تعاون فيما بعد هو وغارات المغول على إبقاء بلاد الروسيا بحالها التي كانت عليها في العصور الوسطى بعد أن خرجت أوربا الغربية من هذه العصور.
على أن بلاد الروسيا كان لها في هذه الفترة صناعات يدوية نشيطة، وتجارة أغنى مما أصبح لها في كثير من القرون المتأخرة.
وكانت سلطة كل أمير وراثية في العادة، ولكنها كانت تحد منها :
1-جمعية شعبية تسمى ( الفيشي Veche )
2-مجلس من أعيان البلاد يدعى (بويارسكايا دوما) Boyarskaya duma.

وتركت معظم الشئون الإدارية والقانونية في أيدي رجال الدين، وكانت معرفة القراءة والكتابة تقتصر على هؤلاء هم وعدد قليل من الأعيان، والتجار، والمرابين.
وقد استعان هؤلاء بالنصوص أو النماذج البيزنطية، فأنشأوا لروسيا آدابها، وقوانينها، ودينها، وفنونها.
بفضل جهودهم تهذبت وتحددت الحقوق أو القوانين الروسية Russkaya Pravda التي وضعت أول مرة في أيان يارسلاف، وصيغت صياغة قانونية (حوالي سنة 1160).

وجعلت للكنيسة الروسية الولاية التامة على شئون الدين ورجاله، وشئون الزواج والأخلاق والوصايا، وكان لها سلطان مطلق على الأرقاء وغيرهم من الموظفين الذين يعملون في أملاكها الواسعة.
و بسبب جهود الكنيسة الروسية تحسنت منزلة العبيد في روسيا من الناحية القانونية إلى حد ما، ولكن تجارة العبيد والجواري ظلت قائمة حتى بلغت ذروتها في القرن 12

وشهد القرن 12 اضمحلال (مملكة كييف) وسقوطها، فقد كان للفوضى الإقطاعية السائدة في غرب أوربا ما يماثلها من الفوضى السائدة بين القبائل والأمراء؛
--------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

(1054-1315)  روسيا والمغول Empty
مُساهمةموضوع: رد: (1054-1315) روسيا والمغول   (1054-1315)  روسيا والمغول Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 07, 2009 9:35 pm

الفترة ما بين عامي 1054،1224 :
نشبت 83 حرباً أهلية في روسيا وأغير عليها ست وأربعون مرة،
وشنت دول روسية 16 حرباً على شعوب غير روسية
وتنازع 293 أميراً علي عروش 64 إمارة
----------------------------
سنة 1113
اضطرابات ثورية في كيف
السبب : افتقار الأهالي من جراء الحروب، وارتفاع سعر الفائدة على الديون، والاستغلال، والتعطل.
هاجمت الجماهير الحانقة الثائرة بيوت رجال الأعمال والمرابين ونهبتها، واحتلت دواوين الحكومة وبسطت سيادتها عليها لحظة من الزمان.

ولاخماد القلاقل استدعت الجمعية البلدية ( مونوماخ Monomakh ) أمير برياسلافل ليكون أمير كيف الأعظم؛
وجاء الأمير وهو كاره، وقام فيها بما قام به صولون في اثنينا عام 594ق.م، فخفض سعر الفائدة على القروض، وقيد بيع المدينين المفلسين أرقاء من تلقاء أنفسهم، كما قيد سلطة أرباب الأعمال على العمال والموظفين
فاستطاع بفضل هذه الوسائل وأمثالها- التي لم يرض عنها الأغنياء ووصفوها بأنها بمثابة مصادرة لأموالهم، وعابها الفقراء لأنها في نضرهم غير كافية- أن ينجي المدينة من الثورة ويعيد تنظيم السلام في ربوعها
وبذل جهوداً كبيرة للقضاء على نزاع الأمراء وحروبهم، وتوحيد بلاد الروسيا من الوجهة السياسية.
ولكن هذا العمل كان أكبر من أن يقوم به في حكمه الذي لم يدم أكثر من 12 عاماً.
وعاد النزاع بين الأمراء وبين الطبقات بعد موته إلى ما كان عليه من قبل.

وفي هذه الأثناء كانت سيطرة القبائل الأجنبية سيطرة مستمرة على المجاري الدنيا لأنهار الدنيستر، والدنيبر، والدن؛
وكان نمو التجارة الإيطالية في القسطنطينية، والبحر الأسود، وموانئ الشام، قد حولا إلى خلجان البحر المتوسط كثيراً من التجارة التي كانت تنتقل قبل ذلك الوقت من بلاد الإسلام وبيزنطية إلى دويلات البحر البلطي مارة بأنهار الروسيا.
ونقصت من جراء ذلك ثروة كيف وضعفت وسائلها المادية وروحها المعنوية، وأخذ جيرانها الهمج منذ عام 1096 يغيرون على ما وراءها من الأصقاع وما حولها من الضواحي، ينهبون الأديرة ويبيعون من يأسرونهم من الفلاحين بيع الرقيق.
وأضحت كيف مكاناً غير أمين، فنقص سكانها، وأدى هذا إلى نقص الأيدي العاملة فيها.
-----------------
سنة 1169
الخراب الذي حل بكيف:
هاجم جيش ( أندرى بجوليوبسكي Andrey Bogolyubski) كيف ، ونهبها واسترق آلافاً من أهلها وخربها تخريباً كاملاً، حتى كاد اسم كيف يزول من كتب التاريخ مدى ثلاثة قرون.
----------------
سنة 1204
استيلاء البنادقة والفرنجة على القسطنطينية
----------------------
من عام 1229 إلى عام 1240 :
غارات المغول
--------------------
في النصف الثاني من القرن 12م :
انتقلت زعامة الروسيا من "الروس الصغار" أهل أكرنيا إلى "الروس الكبار" الأكثر منهم غلظة وأقدر منهم على تحمل المشقة، وهم أهل الإقليم المحيط بموسكو والممتد على ضفتي الفلجا الأعلى.
----------------------
سنة 1156
أنشئت (موسكو )، ولم تكن في ذلك الوقت إلا قرية صغيرة تستخدمها سوزداليا Suzdalia (التي كانت تمتد في الجهة الشمالية من موسكو) مركزاً أمامياً على حدودها على الطريق الذي يصل مدائن فلادمير Vladimir وسزدال Suzdal بكيف.
---------------------
سنة 1174
اغتيال أندري بجوليوبسكي (1157-1174) :
حارب أندري بجوليوبسكي ليجعل إمارة سوزداليا الجالس هو على عرشها صاحبة السيادة على الروسيا بأجمعها. ولكنه اغتيل وهو يقاتل ليخضع نفجورود لسلطانه كما اخضع كيف من قبل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

(1054-1315)  روسيا والمغول Empty
مُساهمةموضوع: رد: (1054-1315) روسيا والمغول   (1054-1315)  روسيا والمغول Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 07, 2009 9:42 pm

----------
وكانت مدينة نفجورود واقعة في الشمال الغربي من الروسيا على ضفتي نهر فلخوف Volkhav قرب مخرج هذه النهر من بحيرة إلمن Ilmen. وإذ كان نهر فلخوف يصب في بحيرة لدوجا Lagoga في الشمال، وكانت أنهار أخرى تخرج من بحيرة إلمن متجهة نحو الجنوب والغرب والى البحر البلطي عن طريق بحيرة لدوجا، فإن هذه المدينة لم تكن قريبة من الحدود قرباً يهدد أمنها، ولا هي بعيدة عنها بعداً يضر بتجارتها، ولهذا نشأن فيها تجارة داخلية وخارجية نشيطة، وأضحت هي المركز الشرقي لتجارة مدن العصبة الهانسية. فكانت تتجر عن طريق نهر الدنيبر مع كيف وبيزنطية، وعن طريق نهر الفلجا مع بلاد الإسلام. وكادت تحتكر تجارة الفراء الروسية لأن سلطانها كان يمتد من بسكوف PskoV في الغرب إلى المحيط الجامد الشمالي، ويكاد يصل إلى جبال أورال في الشرق. وسيطر تجار نفجورود الأقوياء الأشراف بعد عام 1196 على الجمعية التي كانت تحكم الإمارة عن طريق أميرها المنتخب. فقد كانت هذه المدينة- الدولة جمهورية حرة تطلق على نفسها اسم "سيدي نفجورود الأكبر". فإذا لم ينل أمير لها رضاء أهلها فإن "سكانها يقدمون له واجب الاحترام ويرشدونه إلى طريق الخروج" من المدينة؛ فإذا قاومهم زجّوه في السجن؛ ولما أراد اسفياتوبولك Sviatopolk أمير كيف الأكبر أن ينصب ابنه أميراً عليهم رغم أنوفهم (1015) قال له أهل نفجورود: "ابعثه إلى هنا إن كان له رأس ليس هو في حاجة إليه"
ولكن الجمهورية لم تكن ديمقراطية، لأن العمال وصغار التجار لم يكن لهم صوت في حكومتها، ولم تكن في وسعهم أن يؤثروا في سياستها إلا بالعصيان المتكرر.
------------------
1238-1263
بلغت نفجورود ذروة مجدها في عهد الأمير ( ألكسندر نفكي Alexander Nevsky (1238-1263)
--------------
سنة 1240
أراد البابا جريجوري التاسع أن يخرج الروسيا من المذهب المسيحي اليوناني إلى المذهب اللاتيني، ودعا إلى حرب صليبية على نفجورود؛ وظهر جيش سويدي على نهر النيفا، فانتصر ألكسندر عليه بالقرب من مدينة ليننغراد الحالية سنة (1240) واشتق لقبه من اسم هذا النهر.
وكان نصره هذا أعظم من أن يبقيه رئيساً لجمهورية، فنفي بسببه من المدينة،
--------------
سنة 1242
تولي الألمان الحرب الصليبية، واستولوا على بسكوف وتقدموا حتى أصبحوا على بعد 17ميلاً من نفجورود،
فتوسلت الجمعية المرتاعة إلى ألكسندر أن يعود، فعاد، واسترد المدينة، وهزم فرسان ليفونيا Livonine على جليد بحيرة بيبوس (1242)
==============


قضي ألكسندر نفكي ) سنوات حياته الأخيرة ذليلاً مهيناً يتزعم أهل بلده تحت نير المغول.

المغول دخلوا الروسيا بقوات لا حصر لها. جاءوا من التركستان، واخترقوا جبال القفقاس، وأبادوا عندها جيشاً من الكرج، ونهبوا بلاد القزم. واستنجد القومان، الذين ظلوا عدة قرون يحاربون كيف، بالروس وقالوا لهم: "لقد امتلكوا اليوم ديارنا، وسيملكون دياركم غداً)
وعرف بعض الأمراء الروس صدق قولهم وقادوا عدة فرق يريدون أن ينضموا بها للدفاع عن القومان.
---------------------------------------
سنة 1223
بعث المغول رسلاً منهم يعرضون على الروس أن يحالفوهم ضد القومان، فقتل الروس الرسل
ودارت معركة على شاطئ نهر كلكا Kalak بالقرب من بحر آزاق Azov، هزم فيها المغول جيش الروس والقومان، وأسروا عدداً من قواد الروس

بالخيانة، وكبلوهم بالأغلال، وأقاموا فوقهم طواراً جلس عليه كبار رجال المغول ليطعموا وليمة النصر، بينا كان الأسرى الأشراف يموتون اختناقاً.

ثم ارتد المغول إلى منغوليا، وصرفوا جهودهم في فتح الصين، وعاد الأمراء الروس إلى الحرب فيما بينهم،
--------------------------------
سنة 1237 -1238
عاد المغول سنة 1237 بقيادة باتو Batu ابن ابن أخي جنكيز خان؛ وكانت عدتهم 500.000كلهم تقريباً من الفرسان؛ وكان الطريق الذي جاءوا منه حول الطرف الشمالي من بحر الخزر، وأعملوا السيف في رقاب الضاربين على ضفتي نهر الفجا، وخربوا مدينة بلغار Bolgar عاصمتهم.

وبعث باتو برسالة إلى أمير ريازان يقول فيها: "إن كنت تبغي السلم فأعطنا عشر ما عندك"
فرد عليه بقوله: "إن في وسعك أن تأخذ كل ما عندنا لكن بعد أن نموت"

، واستنجدت ريازان بالإمارات الروسية، فأبت أن تنجدها؛ فقاتلت وحدها قتال الأبطال، وخسرت جميع ما تملكه، فقد نهب المغول جميع مدن ريازان، وحاصروا فلدمير؛ واجتاحوا سورذاليا، وبددوا جيشها، وحرقوا موسكو، وحاصروا فلدمير؛ وقص النبلاء شعرهم واختبئوا في الكنائس ولبسوا مسوح الرهبان، فلما أحرقت الكنيسة والمدينة كلها قتلوا عن آخرهم؛ ودمرت النيران سوزال، ورستوف، وعدداً كبيراً من قرى الإمارة (1238).

وزحف المغول على نفجورود، فلما وقفت في سبيلهم الغابات الكثيفة، والأنهار الغزيرة المياه، خربوا شرنجوف Chernigov وبريسلافن، وبلغوا في زحفهم مدينة كيف وبعثوا برسلهم يطلبون إلى المدينة الاستسلام؛ ولما قتل أهل كيف الرسل، عبر المغول نهر الدنيبر، وتغلبوا عليها بالقوة بعد مقاومة ضعيفة، وخربوا المدينة، وقتلوا آلافاً مؤلفة من أهلها
ملحوظة : رأى (جيوفني ده بيانو كربيني ) هذه المدينة بعد ست سنين من ذلك الوقت، وصفها بأنها بلدة تحتوي على مائتي كوخ، وأن الأرض التي حولها كانت تتناثر فيها الجماجم.

كان الأهالي ضعافاً حيث لم تكن الطبقات الوسطى والعليا تجرؤ يوماً على أن تسلح الفلاحين أو العامة من سكان المدينة، فلما أن جاء المغول كان الأهلون ضعافاً عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم. فأخذ الفاتحون يقتلون أو يسترقونهم كما يحلو لهم.
---------------------------------
وتقدم المغول إلى وسط أوربا يغلبون ويُغلبون، ثم عادوا أدراجهم مخترقين الروسيا يعيثون فيها فساداً، فأقاموا على أحد روافد الفلجا مدينة سراي Sarai واتخذوها عاصمة لعشائر مستقلة تعرف باسم الحشد الذهبي.
----------------------------
ظل باتو وخلفاؤه يسيطرون على الجزء الأكبر من الروسيا مدة 240 عاماً من ذلك الوقت؛ وسمح للأمراء الروس بأن يحتفظوا بأرضهم على شرط أن يؤدوا عنها جزية سنوية لخان الحشد الذهبي، أو للخان الأعظم لقرقورم المغولية، وأن يقدموا من حين إلى حين بزيارة لهذا أو ذاك يقدمون لهما فروض الولاء، ويقطعون فيها مسافات طويلة.
وكان الأمراء يجمعون هذا الخراج ويفرضونه على الأهلين بالمساواة القاسية، يدفع الغني منه بقدر ما يدفع الفقر، ومن عجز عن الدفع بِيْع بَيْع الرقيق.

واستسلم الأمراء وخضعوا لسيادة المغول لأنها حمتهم من الثورات الاجتماعية، وانضموا إلى المغول في هجومهم على الشعوب الأخرى ومن بينها الإمارات الروسية نفسها. وتزوج كثيرون من الروس مغوليات، ولربما دخلت بعض ملامح الوجوه، والأخلاق المغولية، في السلالات الروسية

وأخذ بعض الروس عن المغول أساليبهم في التحدث والملبس.
ولما أصبحت الروسيا تابعة لدولة أسيوية انفصلت إلى حد كبير عن الحضارة الأوربية، وتعاون استبداد الخان مع استبداد أباطرة بيزنطية على إيجاد "حاكم جميع الروس المطلق" في الدولة المسكوفية المتأخرة.
----------------------
وعرف زعماء المغول أنهم لا يستطيعون إخضاع الروسيا بالقوة وحدها،فاصطلحوا مع الكنيسة الروسية، وحموا لها ممتلكاتها ورجالها، وأعفوا هذه الممتلكات وأولئك الرجال من الضرائب، وجعلوا الإعدام عقاباً لمن ينتهك حرماتها.
وقابلت الكنيسة هذا الجميل بمثله- أو لعلها أرغمت على رده إرغاماً- فأوصت الروس بالخضوع للسادة المغول، ودعت الله جهرة أن يهبهم السلامة.
وأراد آلاف من الروس أن يضمنوا لأنفسهم الأمن والسلام وسط عواصف الرعب فدخلوا سلك الرهبانية وترهبوا ؛ وتوالت الهبات على المؤسسات الدينية، حتى أثرت الكنيسة الروسية ثراء فاحشاً وسط الفقر السائد في جميع البلاد. ونمت في الشعوب روح الخضوع والاستسلام، ومهدت السبيل إلى الاستبداد الذي سلط عليها قروناً طوالاً.

لكن روسيا ظلت قوية وإن حنت رأسها لعاصفة المغول الهوجاء، ووقفت سداً منيعاً تصد عن أوربا سيل الغزاة الأسيويين، فقد تحطمت قوة التيار البشري الجارف على صخرة الأجناس الصقلبية- الروس، والبوهيميين، والمورافيين، والبولنديين- والمجرية؛
نعم قضت أوربا الغربية فترة من الزمن ترتجف خوفاً من المغول ولكنها لم تكد يمسها أذى.
ولعل بقية أوربا استطاعت أن تسير في طريقها نحو الحرية والسياسة والعقلية، ونحو الثروة، والنعيم، والفن، لأن الروسيا ظلت مائتي عام مغلوبة، ذليلة، راكدة، فقيرة.
--------------
المصادر:
ديورانت
مصادر اخري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
 
(1054-1315) روسيا والمغول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فلاديمير بوتين -رئيس روسيا
» روسيا تدخل في أزمة اقتصادية
»  استفتاء في القرم حول الانضمام إلى روسيا
» النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الروسية
» مكتبة الدولة في روسيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: المنتديات المتخصصة :: تاريخ أوروبا :: روسيا-
انتقل الى: