الفترة (1160-1169 م) أو (555-565هـ)
إن بداية 555هـ توافق 11-1-1160م
سنة 555 هـ
1160 م
سنة 555 هـ : موت الخليفة الفاطمي ( الفائز بنصـر اللـه أبو القاسم عيسى بن إسماعيل الظافر )
وولاية العاضد بالله آخر الحكّام الفاطميين في مصر
وكانت مدة خلافة الفائز 6 سنين ونحو شهرين وكان عمره لما ولي الخلافة الفاطمية 3 سنوات! وقيل 5 سنوات
ولما مات دخل ( الصالح بن رزيك ) قصر الخليفة وسأل عمن يصلح للخلافة فأحضروا له منهـم رجلاً كبيـر السـن فقـال بعض أصحـاب الصالـح لـه سـراً:" لا يكـون عبـاس أحزم منك حيث اختار الصغير"
فأعاد الصالح الرجل إلى موضعه وأمر بإحضار ( العاضد لدين الله أبي محمد عبد الله بن الأمير يوسف بن الحافظ ) ولم يكـن أبـوه خليفـة وكـان العاضـد ذلـك الوقـت مراهقـاً فبايـع لـه بالخلافـة وزوجـه الصالح بابنته ونقل معها من الجهاز ما لا يسمع بمثله.
في 2-3-555هـ توفـي الخليفـة العباسي ( المقتفـي لأمـر اللـه أبـو عبـد اللـه محمـد بـن المستظهـر أبي العباس أحمد ) بمرض التراقي
وكان مولده2-4-489هـ وأمه أم ولد وكانت مدة خلافته24سنة و3 أشهر و16يوماً
وكان حسن السيرة ،وهـو أول مـن استبـد بحكم العـراق منفرداً عن سلطان يكون معه ،وكان يعطي أموال طائلة لأصحاب الأخبار في كل البلاد لتجميع الأخبار حتى كان لا يفوته منها شيء.
في 2-3-555هـ : خلافة المستنجد
لما توفي المقتفي لأمر الله محمد بويع ابنه يوسف ولقب المستنجد بالله وأم المستنجد أم ولد تدعى طاووس
ولما بويع المستنجد بالخلافة بايعه أهله وأقاربه فمنهم عمه أبو طالب ثم أخوه أبو جعفر بن المقتفي وكان أكبر من المستنجد ثم بايعه الوزير ابن هبيرة وقاضي القضاة وغيرهم.
في رجب سنة 555 هـ: وفاة صاحب غزنة السلطان (خسروشاه بن بهرام شاه بن مسعود بن إبراهيم بن مسعـود بـن محمـد بـن سبكتكين)
وكان عادلاً حسن السيرة وكانت ولايته في سنة 548هـ
ولما مات ملك بعده ابنه ملكشاه بن خسروشاه وقيل والده خسروشاه المذكـور توفـي فـي حبـس غياث الدين الغوري وأنه آخر ملوك بني سبكتكين حسبما تقدم ذكره في سنة 547هـ
في سنة 555 هـ: وفاة السلطان ( ملكشـاه بـن محمـود بـن محمـد بـن ملكشـاه بـن ألـب أرسلـان)
في سنة 555 هـ: حج أسد الدين شيركوه بن شاذي مقدم جيش نور الدين محمود بن زنكي.
• في سنة 555 هـ: ضمّ ممتلكات دولة بني زير في المغرب الأوسط إلى حكم الموحدين.
• في سنة 555 هـ: معاهدة صداقة جديدة بين الموحدين وجمهورية جنوا: علاقات تجارية ترسو فيها سفن جنوا في موانئ تونس وبجاية وإشبيلية.
• موت ملكشاه بين السلطان محمود بالسمّ على يد وصيفته، وتنصيب أخيه سليمان.
•
####################################
سنة 556 هـ
1160 ـ 1161 م
• فـي ربيـع الآخـر سنة 556 هـ : توفـي الملك (علاء الدين الحسيـن بن الحسين الغوري) ملك ( الغور ) وكان عادلاً حسن السيرة
ولما مات ملك بعده ابن أخيه (غياث الدين محمد)
-------------------------
• أعمال شغب في نيسابور - يليها نهب نيسابور وتخريبها ثم تعمير ( الشاذباخ)
تفاصيل : تقـدم ( المؤيـد أي بـه) بإمسـاك أعيان نيسابور لأنهم كانوا رؤساء للحرامية والمفسدين ، وأخذ المؤيد يقتـل المفسديـن ،فخربـت نيسابـور وكـان مـن جملـة مـا خـرب مسجـد عقيل وكان مجمعاً لأهل العلم وكان فيه خزائن الكتب الموقوفة
وخرب مـن مـدارس الحنفيـة سبع عشرة مدرسة وأحرق ونهب عدة من خزائن الكتب.
وأما الشاذباخ فإن (عبد الله بن طاهـر بـن الحسيـن ) قد بناهـا لمـا كـان أميـراً علـى خراسان للخليفة العباسي ( المأمون) وسكنها هو والجند ، ثم خربت بعد ذلـك ، ثـم جددت في أيام السلطان ألب أرسلان السلجوقي ، ثم تشعثت بعد ذلك فلما كان سنة 556 هـ بعد تخريب نيسابور أمر ( المؤيد أمح أي به) بإصلاح سور الشاذباخ وسكنها هو والناس فخربت نيسابور كل الخراب ولم يبق بها أحد.
-----------------------
• في رمضان سنة 556 هـ: مقتل الوزير الفاطمي ( الملك الصالح أبو الغارات طلائع بن رزيك الأرمني) وزير العاضد العلوي ، واستخلاف ولده رزّيك.
جهزت عليه عمة العاضد من قتله وهو داخل في القصر بالسكاكين
ولم يمت في تلك الساعة بل حمل إلى بيته وأرسل يعتب على العاضد.
فأرسل العاضد إلى طلائع المذكور يحلف له أنه لم يرض ولا علم بذلك وأمسك العاضد عمته وأرسلها إلى طلائع فقتلها
وسأل العاضد أن يولى ابنـه رزيـك الـوزارة فوافق العاضد
ومـات طلائـع واستقـر ابنـه العـادل رزيك في الوزارة
-------------------------------------------
• منازعات علي الحكم في ( مكة ):
كان أميـر مكـة هو (قاسـم بـن هاشم بن أبـي فليتـة بـن قاسـم بـن أبـي هاشـم العلـوي الحسنـي) فلمـا سمـع بقـرب الحـجيج من مكة صادر المجاورين لبيت الله الحرام وصادر أموال أعيان مكة وهرب إلى البرية.
فلما وصل الحـجيج إلى مكة رتب أمير الحاج مكان قاسم عمه (عيسى بن قاسم بن أبي هاشم) فبقي كذلك إلى شهر رمضان
ثم إن ( قاسم بن أبي فليتة) جمع جنداً من العرب وقصد عمه عيسى فلما قارب مكة رحـل عنها عيسى فعاد قاسم فملكها
------------------------------------
• عبـر ( عبـد المؤمـن بـن علـي) المجـاز إلـى الأندلـس وبنى على جبل طارق من الأندلس مدينة حصينة وأقام بها عدة أشهر ثم عاد إلى مراكش
----------------------
• هجوم الصليبيين على مصر وارغام الفاطميين على دفع جباية سنوية.
--------------------
• مقتل سليمان شاه السلجوقي بيد جند همدان، وانتقال السلطة إلى أرسلان بن محمد ابن ملكشاه.
---------------
• ملك ( قرا أرسلان ) صاحب حصن كيفا ( قلعة شاتان) وكانت لطائفـة مـن الأكـراد ولمـا ملكهـا خربهـا وأضـاف أعمالهـا إلـى حصن طالب
--------------------
• بناء مستشفى ( البيمارستان النوري) في دمشق من قبل نور الدين زنكي.
####################################
سنة 557 هـ
1161 ـ 1162 م
• هاجم ( نور الدين محمود بن زنكي ) ( قلعة حارم ) وهي للفرنج مدة ثم رحل عنها ولم يملكها.
• تولي( الحسن بن محمد بن كيا) حكم الشيعة الإسماعيلية في ألموت بعد موت والده .
• سار مقاتلون من الكـرج (جورجيا المعاصرة) فـي جمـع عظيـم ودخلـوا بلـاد الإسلـام وسيطروا علي ( مدينـة دويـن) مـن أعمـال ( أذربيجان ) ونهبوهـا.
ثـم جمـع (الدكـز ) صاحـب أذربيجـان جمعـاً عظيمـاً من الرجال كون بهم جيشاً قوياً وغـزا الكـرج وانتصـر عليهم
• مقتل الوزير الفاطمي الجديد ( رزّيك بن طلائع) بيد أمير الصعيد المعزول.
• مقتل القاسم بن هاشم بن فُليتة الحسني أمير مكة وبداية حكم عمّه عيسى بن فليتة.
تفصيل :
ولم يكن مع ( القاسم بن هاشم بن فُليتة الحسني) أمير مكة من المال ما يرضى به العرب فنزعوا ولاءهم له وكاتبوا عمه عيسى وصاروا معه
فقدم عيسى إليهم فهرب قاسم وصعد إلى جبل أبى قبيس فسقط عن فرسه فأخذه أصحاب عمه عيسى وقتلوه ، فغسله عمه عيسى ودفنه بالمعلى عند ابنه أبي فليتة.واستقرت الحكم في أهل مكة لعيسى بن قاسم
• حج الناس فوقعت فتنة وقتال بين صاحب مكة وأمير الحاج فرحل الحاج ولم يقدر بعضهم على الطواف بعد الوقفة.
• وفيات سنة 557 هـ :
1- وفاة ( الكيا الصنهاجي) صاحب الألموت مقدم الإسماعلية
وقام ابنه مقامه فأظهر التوبة.
2- في المحرم مات الشيخ (عدي بن مسافر الزاهد) المقيم ببلد الهكارية من أعمال الموصل
وأصل الشيخ عدي من الشام من بلد بعلبك فانتقل إلى الموصل وتبعه أهل السواد والجبال بتلك النواحي وأطاعوه وأحسنوا الظن به.
3 ـ وفاة (إبراهيم بن حسين الهمداني) الداعية الإسماعيلي في اليمن، مؤلّف كتاب ( كنز الولد ).
4 ـوفاة الطبيب الاندلسي عبدالملك بن زُهر مؤلف « التيسير والمداواة ».
5 ـ وفاة النظامي العروضي السمرقندي.
####################################
سنة 558 هـ
1162 ـ 1163م
• في صفر سنة 558 هـ : صار ( شاور) بمنصب الوزير للخليفة الفاطمي (العاضد لدين اللـه)
وكـان شـاور يخـدم( الصالـح طلائع بن رزيك) فولاه الصعيد وكانت ولاية الصعيد أكبـر المناصـب بعد الـوزارة
ولمـا خـرج الصالح أوصى ابنه العادل أن لا يغير على شاور شيئاً يعني لاينقص من سلطاته أي شئ وسبب الوصية هو معرفة الوزير ( الصالح ) بقوة شاور وكثرة الموالين له
فلما تولى ( العـادل رزيـك بـن الصالـح طلائـع بـن رزيك) الوزارة لم يتبع وصية أبيه و كتب إلى شاور مرسوماً بعزله!
فغضب شاور وجمع جموع جيشه وسار بهم إلـى القاهـرة فهرب العادل منها
وسيطر شاور علي القاهرة ثم طارد الوزير الهارب (العادل رزيك ) حتي أمسكـ به وقتلـه ،، فزال نهائياً بمقتله تسلط بني رزيك في مصر!
واستقر شاور في الوزارة وتلقـب ب (أميـر الجيـوش) واستولي علي أمـوال بنـي رزيـك وودائعهـم
• في رمضان سنة 558 هـ : جمع ( الضرغام ) جمعاً ونازع شاور في الوزارة فـي شهـر الصيام واشتد شأن تمرده ، فانهـزم شاور إلى الشام مستنجداً بنور الدين -- وبفرار شاور صار الضرغام وزيراً لمصر
و تمكن ضرغام في الوزارة
ثم إنه قتل كثيراً من الأمراء المصريين الأقوياء لتخلو له مصر ويستتب حكمها ، لكن ماحدث هو أن الدولة الفاطمية ضعفت لهذا السبب حتى خرجت البلاد من أيديهم.
• استخلاف ( يوسف الأول بن عبد المؤمن ) علي حكم دولة الموحدين (التي تضم بلاد المغرب وإفريقية والأندلس ) : خلفا لأبيه
السبب : سار عبد المؤمن من مراكش إلى سلا فمرض بها مرض الموت ولما حضره الموت جمـع شيـوخ الموحديـن وقال لهم:" قد جربت ابني محمداً فلم أره يصلح لهذا الأمر وإنما يصلح له ابني يوسف فقدموه"
فبايعوا يوسف ولقبوه بأمير المؤمنين
• في 20-6-558هـ : وفاة (عبدالمؤمن بن علي ) أمير دولة الموحدين
وكانـت مـدة ولايـة عبد المؤمن 33سنة وشهوراً.
وكان حازماً سديد الرأي حسن السياسة
وجمع الناس في المغرب على مذهب الإمام مالك في الفروع وعلى مذهب أبي الحسن الأشعري في الأصول
لكن كان كثير سفك الدم على الذنب الصغير وكان يعظم أمر الدين ويقويه ، ولايتسامح أبداً في ترك الصلاة بحيث أنه من رآه وقت الصلاة تاركاً للصلاة أمر بقتله
• صدور مرسوم الخليفة المستنجد العباسي بإخلاء مدينة الحلة من( بني أسد) نظراً لفسادهم
وكانوا أهل ( مدينة الحلة ) من المزيدية (شيعة؟)، فقتلوا منهم جماعة وهرب الباقون منهم وتشتتوا في البلاد ، وسلمت بطائحهم وبلادهم إلى رجل مسئول يقال له ( ابن معروف) .
• ( المؤيد أي به ) حاكم نيسابور يحتل (بسطام ودامغان).
وامتلك قومس ، فلما ملكها أرسل إليه ( السلطان أرسلان بن طغريل ابن ملكشاه ) خلعة وألوية وهدية جليلة فلبس المؤيد أي به الخلع وخطب له في بلاده
• حرب بين ( تُنكز ) و(ملك مازندران) تنتهي بهزيمة ملك مازندران .
• ( واقعة البقيعة) بحصن الأكراد قرب طرابلس.
تفصيل : هاجم عسكر الفرنج بغتة معسكر القائد(نور الدين محمود) وهو نازل بعسكره في البقيعة تحت حصـن الأكراد ،، فلم يشعر نور الدين وعسكره إلا و الفرنج أمامهم وأسرع
الفرنح الي خيمة نور الدين ليقتلونه فلسرعة ذلك ارتبك نور الدين وركب فرسه ولم يخلع من رجل الفرس السنجة ، فنزل فارس كـردي شهم عن فرسه فقطع السنجة فانطلق (نور الدين ) ونجا بحياته وضحي الكردي بنفسه حيث قتله الفرنج من غيظهم ، وسـار نور الدين إلى ( بحيرة حمص) فنزل عليها وتلاحق به من سلم من المسلمين. وأحسن نور الدين إلى ورثة الكردي الذي استشهد وأوقـف عليهـم وقفيات
• موت (بالدوين الثالث) ملك القدس الصليبي، وتنصيب أخيه أموري بدله.
• ( أموري الصليبي) يجرّب الهجوم على مصر.
• وفاة ( رستم بن علاء الدولة) أمير الباوندنيين في مازندران.
• وفاة كاتـب الإنشاء بدار الخلافة ( سديد الدولة محمد بن عبد الكريم بـن إبراهيـم المعـروف بابـن الأنبـاري)عن 90عاماً تقريباً
وكان فاضلاً أديباً
####################################
سنة 559 هـ
1163 ـ 1164م
فـي جمـادى الأولـى سنة 559 هـ : سير نور الدين محمود بن زنكي عسكراً بقيادة ( أسد الدين شيركوه بن شاذي) إلى مصر ومعهـم شـاور ملحوظة : كـان شاور قـد سار من مصر هارباً من ضرغام الوزير ، وتوجه شاور إ لي ( نور الدين محمود) واستنجد به وبذل له { صافي ثلث أموال مصـر بعـد دفع مرتبات جندهـا } إن أعـاده نور الدين إلـى الـوزارة
• وصول ( نـور الديـن شيركـوه) إلـى مصـر واشتباكه في معركة مع عسكر ضرغام
انتصر شيركوه وقتل ضرغام عند قبر السيدة نفيسة
وفي 1-7-559هـ عاد شاور إلـى منصبه السابق كوزير لمصر إبان حكم الخليفة الفاطمي ( العاضد )
استقر شاور في الوزارة وخرجت إليه الخلع
• غدر ( شاور) بتعهداته الي نور الدين ولم يف له بشيء مما وعد به نظير اعادته لمنصب الوزير
فسار أسد الدين شيركوه واستولى على بلبيس والشرقية
فأرسل الوزير (شـاور) إلي الفرنـج طالباً نجدتهم له بهدف إخراج أسد الدين شيركوه من مصر
فسار جيش الفرنج واجتمع معهـم حليفهم (شـاور ) مع عسكـر مصـر وحاصروا شيركوه ببلبيس ودام الحصار مدة ثلـاث أشهـر
في رمضان سنة 559 هـ : فتـح نـور الديـن محمـود قلعـة حـارم وأخذهـا مـن الفرنـج بعـد اقتتال جرى بين نور الدين والفرنج انتصر فيه نور الدين وقتل وأسر من الفرنج عالماً كثيراً وكـان فـي جملـة الأسـرى البرنـس صاحـب أنطاكيـة والقومـص صاحـب طرابلـس وغنـم منهم المسلمون شيئاً كثيراً.
• بلـغ جيش الفرنـج بمصر تحرك نـور الديـن وسيطرته علي ( حـارم) فراسلـوا شيركوه في الصلح وفتحوا له الطريق لخروج جيشه من الحصار فخرج من بلبيس بمن معه من العسكر وسار بهم ووصلوا إلى الشام سالمين.
• الحسن بن محمد بن كيا بزرگ حاكم الإسماعيلية النزارية في ألموت يعلن قرب حلول القيامة.
• في ذي الحجة سنة 559 هـ : تحرير بانياس من حكم الصليبيين
سار نور الدين إلى بانياس وفتحها حرباً وكانت بيد الفرنج من سنة 543هـ
• وفيات سنة 559 هـ :
1- وفاة (جمـال الديـن أبـو جعفـر محمـد بـن علي بن أبي منصور الأصفهاني ) وزير ( قطب الدين مودود بن زنكي) صاحب الموصل في شعبان مقبوضاً عليه وكان قد قبض عليه قطب الدين في سنة 558هـ
وكان جمال الدين الأصفهاني وأسـد الديـن شيركوه قد تعاهدا معاً أن من مات منهما قبل الآخر ينقله الآخر إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فيدفنـه فيهـا ، فنقله شيركوه واكترى له من يقرأ القرآن عند شيله وحطه ، وكان ينادي في كل بلد ينزلونه بها بالصلاة عليه ،وطيـف بـه حـول الكعبـة ودفـن فـي ربـاط بالمدينـة بنـاه جمال الدين لنفسـه علي مسافة 15ذراع من قبرالرسول
ملحوظة : جمال الدين هو الذي جدد مسجد الخيف بمنى وبنى الحجر بجانب الكعبة وزخرف الكعبة وغرم جملة طائلة لصاحب مكة وللمقتفي حتى مكنه من ذلك ،وهو الذي بنى المسجد الذي على جبل عرفات وعمل الدرج إليه وعمل بعرفات مصانـع المـاء ،وبنـى سوراً على مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وبنى على دجلة جسراً عند جزيرة ابن عمر بالحجر المنحوت والحديد والرصاص والكلس فقبض قبل أن يفرغ وبنى الربط وغيرها.
2- وفاة ( نصر بن خلف) ملك سجستان وعمره أكثر من مائة سنة وكانت مدة ملكه 80 سنة
وملك بعده ابنه ( أبو الفتح أحمد بن نصر)
3- وفاة الإمام ( عمر الخوارزمي) خطيب بلخ ومفتيها
4- وفاة القاضي (أبو بكر المحمودي)
########################################
سنة 560 هـ
1164 ـ 1165 م
• في ربيع الأول سنة 560 هـ : توفي شاه مازندران (رستم بن علي بن شهريار بن قارن)
وملك بعده ابنه علاء الدين الحسن
• سيطرة (المؤيد أي به) حاكم نيسابور علي مدينة هراة
• هجوم المؤيد على سرخس ومرو.
• مقتلة عظيمة في هراة يرتكبها أثير الدين المناصر للغزيّين.
• توجه جيش خوارزم إلى نيسابور وتصدي جيش المؤيد له مما أدي إلي انسحاب جيش الخوارزميين.
• حرب شديدة بين ( قليچ ارسلان السلجوقي)صاحب قونية وما جاورها من بلاد الروم و(ياغي ارسلان بن دانشمند) حاكم ملطية ومـا يجاورهـا مـن بلاد الروم
هزيمة قليچ ارسلان السلجوقي ولجوؤه إلى ملك الروم.
واتفق موت باغي أرسلان صاحب ملطية في تلك المدة ،،وملك بعده علي ملطية ابن أخيه (إبراهيـم بـن محمـد بن الدانشمند)
واستولى ذو النون بن محمد بن الدانشمند على قيساربة
وملك شاهان شاه بن مسعود أخو قليج أرسلـان مدينـة أنكوريـة
واصطلـح المذكـورون علـى ذلـك واستقرت بينهم القواعد واتفقوا.
• الإسماعيليون يقيمون قلعة قرب قزوين: حرب طاحنة بينهم وبين اهل قزوين.
• فوضى تعمّ اصفهان مبعثها التعصب بين أتباع المذاهب.
في جمادى الأولى سنة 560 هـ : وفاة عـون الديـن الوزيـر ( ابن هبيرة ) واسمه يحيى بن محمد بن المظفر
ولد سنة 470هـ وكان حنبلي المذهب ودفن بالمدرسة التي بناها الحنابلة بباب البصرة وأنفق على الخليفة المقتفي إنفاقاً عظيماً حتى أن المقتفي كان يقول: لم يتوزر لبني العباس مثله! ولكن لما مات قبض على أولاده وأهله.
• من وفيات سنة 560هـ :
1 ـ توفي ( ياغي ارسلان بن دانشمند)
وتم تنصيب ابن اخيه إبراهيم محله
2-توفـي الفقيه الشافعي ( أبو القاسم عمر بن عكرمة بن البرزي) تفقه على الكيا
3- توفي ( أبو الحسن هبة الله بن صاعد بن هبة الله المعروف بأمين الدولة ابن التلميذ ) وقد ناهـز المائـة مـن عمـره
وكـان طبيـب دار الخلافـة ببغـداد ومحظيـاً عنـد المقتفـي وكان حاذقاً فاضلاً شيخ النصارى وقسيسهم وكانالتلميذ متواضعاً وصنف كتاب ( اقرأ باذين) المعتمد عليه عند الأطباء
كان شيخه في الطب أبا الحسن هبة الله بن سعيد صاحب كتب ( المغني في الطب) و(الإقناع في الطب )
.وكـان لـه فـي الأدب يد طولي وكان متفنناً في العلوم
وكان ( أوحد الزمان أبو البركات هبة الله بن ملكان الحكيم) المشهور صاحب كتاب (المعتبر في الحكمة) معاصراً لابن التلميذ المذكور وكان بينهما تنافس كما يقع كثير بين أهل كل فضيلة وصنعة وكان أبو البركات المذكور يهودياً ثم أسلم في آخر عمره وأصابه الجذام وتداوى وبرئ منه وذهب بصره وبقي أعمى وكان متكبراً
4 ـ وفاة ( محمد بن محمد الشريف الادريسي) الجغرافي المعروف مؤلف ( نزهة المشتاق في اختراق الآفاق )
.5 ـ وفاة (ريحان الحبشي) من فقهاء الفاطميين في مصر.
####################################
سنة 561 هـ
1165 ـ 1166 م
• زعيم دولة الموحدين في المغرب يوسف الأول يحارب قبيلة غُمارة ويتغلب عليها.
• سقوط مدينة ايبرة في الأندلس بين الصليبيين.
• نور الدين محمود ) يتمكن من استعادة قلعة المنيطرة قرب طرابلس من ايدي الفرنج الصليبيين.
• معاهدة صلح بين الموحدين وجمهوريتَي سيسيل وپيزا.
من وفيات سنة 560هـ:
• وفاة عبدالقادر بن موسى بن عبدالله... بن موسى الجون بن عبدالله بن الحسن المثنى، من كبراء السادة الحسنيين في جيلان.
• وفاة الشيخ عبدالقادر الگيلاني مؤسس الطريقة القادرية الصوفية ببغداد.
• وفاة الشيـخ عبـد القـادر بـن أبـي صالـح الجيلي وكنيته أبو محمد وكان مقيماً ببغداد وكان مولده سنة470هـ
: وهو حنبلي المذهب ومدرسته ورباطه مشهوران ببغداد. وكان رجلاً من الصالحين
####################################
سنة 562 هـ
1166 ـ 1167 م
• أسد الدين شيركوه الأيوبي يحتل مدناً بمصر في غرب النيل:
عاد أسد الدين شيركوه إلى الديار المصرية وجهزه نور الدين بعسكر جيد عدتهم 2000 فارس فوصل إلى ديـار مصـر واستولـى على الجيزة
• هزيمة التحالف المصري الصليبي مقابل شيركوه في ( معركة البابَين):
تفصيل : أرسل شاور إلى الفرنج واستنجدهم وجمعهم وساروا في أثر شيركوه إلى جهة الصعيد والتقوا على بلد يقال له (أيوان) فانهزم الفرنج والمصريـون ،واستولـى شيركـوه علـى بلـاد الجيزة واستغلها.
ثم سار إلى الإسكندرية وتملكها وجعل فيها ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب
وعاد شيركوه إلى جهة الصعيد فاجتمع عسكر مصر والفرنج وحاصروا صلاح الدين بالإسكندرية مدة ثلاث أشهر
فسار شيركوه إليهم فاتفقوا على الصلح على مال يحملونه إلى شيركوه ويسلم إليهم الإسكندرية ويعود إلى الشام
فتسلم المصريون الإسكندرية في 15-10-562هـ وسار شيركوه إلى الشام فوصل إلى دمشق في18-11-562هـ واستقر الصلح بين الفرنج والمصريين على :
1-أن يكون للفرنج بالقاهرة شحنة وتكون أبوابها بيد فرسانهم
2- يكون للفرنج من دخل مصر كل سنة جزية مقدارها مائة ألف دينار.
• فتح نور الدين صافيتا والغربية.
• عصا غازي بن حسان صاحب منبج علـى نور الدين بمنبج فسير إليه نور الدين عسكراً وأخذوا منه منبج
ثم أقطع نور الدين منبج (قطب الدين ينال بن حسان) أخا غازي المذكور فبقي فيها إلى أن أخذها منه صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة 572هـ.
• حملة المسلمين على بانياس وقلعة هُونين
فرار الصليبين وإحراقهم الموضعين.
• نور الدين محمود وأخوه قطب الدين يحاصران حصن الأكراد المحتلّ من قبل الصليبيين.
• وفاة فخر الدين حاكم حصن كيفا ودياربكر
وتنصيب ولده نور الدين محمد.
• توفي ( فخر الدين قرا أرسلان بن داود بن سقمان بن أرتق) صاحب حصن كيفا
وملك بعـده ولـده ( نـور الديـن محمـود بـن قـرا أرسلـان بـن داود).
• وفاة المحدّث المؤرّخ النسّابة عبدالكريم السمعاني.
اسمه :عبـد الكريـم أبـو سعيـد بن محمد بـن منصـور بـن أبـو بكـر المظفـر السمعانـي المـروزي الفقيـه الشافعـي
ولد في شعبان سنة506هـ وكان أبوه وجده فاضلين ، والسمعاني منسوب إلى سمعان وهو بطن من تميم
وكـان مكثـراً مـن سمـاع الحديـث سافـر فـي طلبـه إلـى مـا وراء النهر وسمع منه ما لم يسمعه غيره وله التصانيف المشهورة الحسنة منها: (ذيل تاريخ بغداد ) و( تاريخ مدينة مرو) و(كتاب الأنساب) في 8مجلدات.
####################################
سنة 563 هـ
1167 ـ 1168 م
فـارق زين الدين علي كجك بن بكتكين نائـب قطـب الديـن مـودود بـن زنكـي صاحـب الموصـل خدمـه قطـب الدين واستقر بإربل وكانت في إقطاع زين الدين علي المذكور وكانـت لـه إربـل مـع غيرهـا فاقتصـر علـى إربـل وسكنها وسلم ما كان بيده من البلاد إلى قطب الدين مودود وكان زين الدين علي المذكور قد عمي وطرش
• وقعة بين بهلوان بن إيلدكز وحاكم مراغة تنتهي بهزيمة هذا الحاكم.
• وفاة يوسف الدمشقي المدرس بالمدرسة النظامية ببغداد.
####################################
سنة 564 هـ
1168 ـ 1169 م
• قوات زنكي تحتل قلعة جعبر
ملك نور الدين محمود ( قلعه جعبر) وأخذها من صاحبها ( شهاب الدين مالك بن علـي بـن مالـك بـن سالـم بـن مالك بن بدران بن المقلد بن المسيب العقيلي) وكانت بأيديهم من أيام (السلطان ملكشاه) ولم يقدر نور الدين على أخذها إلا بعد أن أسر ( بنو كلاب ) مالك بن علي وأحضروه إلى نور الدين محمود ، واجتهد به نور الدين على تسليمهـا فلـم يفعـل ، فأرسـل عسكـراً مقدمهـم (فخر الدين مسعود بن أبي علي الزعفراني) وردفه بعسكر آخر مع (مجد الدين أبي بكر المعروف بابن الداية) وكان رضيع نور الدين وحاصر الاثنان بجيشيهما قلعة جعبر فلم يظفروا منها بطائل -- وما زالوا على صاحبها مالك حتى سلمها وأخذ عنها عوضاً مدينة بأعمالها والملوحة من بلـد حلب وعشرين ألف دينار معجلة وباب بزاعة.
• احتلال مدينة بلبيس من قبل الصليبيين.
تمكن الفرنج من دخول مصر وملكوا بلبيس قهراً في 1-2-564هـ ونهبوها وقتلوا أهلها وأسروهم ،
ثم ساروا من بلبيس ونزلوا على القاهرة 10-2-564هـ وحاصروها
• الفرنج الصليبيون يحاصرون القاهرة - نهضة شعبية للدفاع.
العاضد لدين الله الفاطمي يطلب من نور الدين زنكي عوناً لإخراج الصليبيين من مصر.
شاور يحرق ( مدينة مصر ) خوفاً من أن يملكها الفرنج وأمر أهلها بالانتقال إلى (القاهرة )، فبقيت النار تحرقها أربعة وخمسين يوماً
فأرسل العاضد الخليفة إلى نور الدين كتباً يستغيث به وأرسل في الكتب شعور النساء
وصانع شاور الفرنج على الرحيل مقابل مليون دينار يحملها إليهم ، فحمل إليهم مائة ألف دينار وسألهم أن يرحلوا عن القاهرة ليقدر على جمع باقي المال وسيحمله اليهم! فرحلوا
• قرر نور الدين زنكي إجابة طلب العاضد منه وإنقاذ مصر من الفرنج ، وشرع في تجهيز عساكر الجيش وأنفق فيهم الأموال وأعطى شيركوه مائتي ألف دينار سوى الثياب والدواب والأسلحة ،وأرسل العسكر مع شيركوه و عدة أمراء منهم ابن أخيه (صلاح الدين يوسف بن أيوب) على كره منه
قال صلاح الدين: "أمرني نور الدين بالمسير مع عمي شيركوه وكان قد قال شيركوه بحضرته لي: تجهز يا يوسف للمسير فقلت: والله لو أعطيت ملك مصر ما سرت إليها فلقد قاسيت بالإسكندرية مـا لا أنسـاه أبـداً فقـال لنـور الديـن لا بـد مـن مسيـره معـي فأمرنـي نور الدين وأنا أستقيل.
فقال نور الدين: لا بد من مسيرك مع عمك. فشكوت الضائقة فأعطاني ما تجهزت به فكأنما أنساق إلى الموت"
• في ربيع الأول سنة 564 هـ: سار أسد الدين شيركوه بن شاذي إلى دار مصر ومعه العساكـر النورية
ولما قارب شيركوه مصر رحل الفرنج من ديار مصر على أعقابهم إلى بلادهم فكان هذا لمصر فتحاً جديداً
• في 4-4-564هـ شيركوه الايوبي يصل إلى القاهرة
العاضد الفاطمي يخلع عليه خلعة ويجري عليه وعلى عسكره الإقامات الوافـرة
• شاور يماطل شيركوه فيما بذله لنور الدين من تقرير المال وإفراد ثلث البلاد له
ومـع ذلـك فكـان شـاور يركب كل يوم إلى أسد الدين شيركوه ويعده ويمنيه
• في 7؟-4-564هـ مقتل شاور الوزير الفاطمي بيد جند نور الدين زنكي.
تفاصيل : عزم شاور على أن يعمـل دعـوة لشيركـوه وأمرائـه ويقبـض عليهـم فمنعه ابنه ( الكامل بن شاور) من ذلك
ولما رأى عسكر نور الدين من شاور ذلك عزموا على الفتك بشاور واتفق على ذلك (صلاح الدين يوسف) و(عـز الديـن جرديـك) وغيرهمـا.
وعرفـوا شيركـوه بذلـك فنهاهـم عنـه
واتفـق أن شـاور قصـد شيركـوه على عادته فلم يجده في المخيم وكان قد مضى لزيارة قبر الإمام الشافعي ، فلقي صلاح الدين وجرديك شاور وأعلماه برواح شيركوه إلى زيارة الشافعي ، فساروا جميعـاً إلـى شيركـوه فوثـب صلـاح الديـن وجرديـك ومـن معهمـا علـى شـاور وألقـوه إلى الأرض عن فرسه وأمسكوه في 7-4-564هـ فهـرب أصحابه عنه وأرسلوا أعلموا شيركوه بما فعلوه ، فحضر ولم يمكنه إلا إتمام ذلك.
وسمع العاضد الخبر فأرسل إلى شيركوه يطلب منه إرسال رأس شاور إليه ، فقتل شيركوه شاور وأرسل رأسه إلى العاضد
وأما الكامل بن شاور فلما قتل أبوه دخل القصر فكان آخر العهد به
• بعد إعدام شاور دخل شيركوه إلى القصر عند العاضد فخلع عليه العاضـد خلـع الـوزارة ولقبه ( الملك المنصور أمير الجيوش) وسار بالخلع إلى دار الوزارة وهي التي كان فيها شاور واستقـر فـي الأمـر وكتـب لـه منشـور بالإنشاء الفاضلي أوله بعد البسملة: من عبد الله ووليه أبي محمد الإمام العاضد لدين الله أمير المؤمنين إلى السيد الأجل الملك المنصور سلطان الجيوش ولي الأئمة مجير الأمة أسد الدين أبي الحارث شيركوه العاضدي عضد الله به الدين وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته.
سلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ونسأله أن يصلـي علـى محمـد خاتـم النبييـن وسيـد المرسليـن وعلـى آلـه الطاهريـن والأئمـة المهدييـن سلـم تسليمـاً.
ثـم ذكر تفويض أمور الخلافة إليه ووصايا
وكتب العاضد بخطه على طرة المنشور "هذا عهد لم يعهد لوزير بمثله ، فتقلد أمانة رآك أمير المؤمنين أهلاً لحملها ،فخذ كتاب أمير المؤمنين بقوة واسحب ذيل الفخار بأن اعتزت خدمتـك إلـى بنـوة النبـوة"
• يوم السبت22-6-564هـ : وفاة وزير مصر وقائد جيشها (أسد الدين شيركوه)
مختصر عنه :
ملحوظة : شيركوه وأيوب ابنا شاذي من بلد (دوين) وأصلهما من الأكراد الروادية فقصدا العراق وخدما (بهروز) شحنة السلجوقية ببغداد ،وكان أيوب أكبر من شيركوه فجعله بهروز مستحفظاً لقلعة تكريت ولما انكسر (عماد الدين زنكي ) من عسكر الخليفة ومر على تكريت خدمه أيوب وشيركوه ، ثم إن شيركوه قتل إنساناً بتكريت فأخرجهما بهـروز مـن تكريت ، فلحقا بخدمة عماد الدين زنكي فأحسن إليهما وأعطاهما إقطاعات جليلة .
ولما ملك عماد الدين زنكي (قلعة بعلبك) جعل أيوب مستحفظاً لها ، ولما حاصره عسكـر دمشـق بعـد موت زنكي سلمها أيوب إليهم على إقطاع كبير شرطوه له وبقي أيوب من أكبر أمراء عسكر دمشق ،وبقي شيركوه مع نور الدين محمـود بعـد قتـل أبيـه (زنكـي) وأقطعـه نـور الديـن (حمـص والرحبة) لما رأى من شجاعته وزاده عليهما وجعله مقـدم عسكـره
فلمـا أراد نـور الديـن ملـك دمشق أمر شيركوه فكاتب أخاه أيوب فساعد أيوب نور الدين على ملك دمشق ، وبقيا مـع نـور الديـن إلـى أن أرسـل شيركـوه إلـى مصـر مـرة بعـد أخـرى حتـى مات
كانت مدة وزارته شهرين وخمسـة أيام
ولمـا توفي شيركوه كان معه صلاح الدين يوسف ابن أخيه أيوب ابن شاذي وكان قد سار معه على كره
• العاضد الفاطمي بعيّن صلاح الدين بدل شيركوه ويمنحه لقب الملك الناصر.
بعد موت شيركوه طلب جماعة من الأمراء النورية التقدم على العسكر وتولي الوزارة العاضدية منهم (عين الدولة الياروقي) و(قطب الدين ينال المنبجي) و(سيف الدين علي بن أحمد المشطوب الهكاري) و(شهاب الدين محمود الحارمي ) وهـو خـال صلـاح الديـن
لكن الخليفة العاضد استدعي صلاح الدين وولاه الوزارة ولقبه بالملك الناصر
فلم تطعه الأمراء المذكورون لكن كان مع صلاح الدين الفقيه عيسى الهكاري فسعى مع المشطوب حتى أماله إلى صلاح الدين ، ثم قصد الحارمي وقال: "هذا ابن أختك وعزه وملكه لك " فمال إليه أيضاً ثم فعل بالباقين كذلك فكلهم أطاع إلا ( عين الدولة الياروقي) فإنه قال:" أنا لا أخدم يوسف!" وعاد إلى نور الدين بالشام.
وثبـتت قـدم صلـاح الديـن علـى أنـه نائـب لنـور الديـن بمصر
وكـان نـور الديـن يكاتـب صلـاح الدين بالأمير الأسفهسلار ويكتب علامته على رأس الكتاب تعظيماً عـن أن يكتـب اسمـه وكـان لا يفرده بكتاب بل يخاطبفي كتاباته الأمير صلاح الدين وكافة الأمراء بالديار المصرية يأمرهم أن يفعلوا كذا وكذا ، ثـم أرسل صلاح الدين يطلب من نور الدين أباه ( أيوب ) وأهله فأرسلهم إليه نور الدين فأعطاهم صلاح الدين الإقطاعات بمصر وتمكن من البلاد ، وضعـف أمـر العاضـد
ولمـا فـوض الأمـر إلـى صلاح الدين تاب عن شرب الخمر وأعرض عن أسباب اللهو وتقمص لباس الجد ودام على ذلك حتي الموت.
• مقتل ( مؤتمن الخلافة)
لما استقرت قدم صلاح الدين في الوزارة قتل ( مؤتمن الخلافة) وكان أمير الجنود السود وهم حفاظ القصر فاحتشدوا في عدد كثير وجرى بينهم وبين صلاح الدين وعسكره وقعـة عظيمة بين القصرين انهزم فيها السودان وقتل منهم خلق كثير وتبعهم صلاح الدين فأجلاهم قتلاً وتهجيجاً ، وحكم صلاح الدين على القصر، وأقام فيه بهاء الدين قراقوش الأسدي وكان خصياً أبيض وبقي لا يجري في القصر صغيرة ولا كبيرة إلا بأمر صلاح الدين.
• معركة بين الجيش المصري وعسكر صلاح الدين: هزيمة المصريين وإجلاؤهم إلى الجيزة.
• كان بين ( إينانج ) صاحب الري وبين (الدكز) حرب انتصر فيها الدكز وسيطر علي الري وهرب إينانج وانحصر في بعض القلاع
فأرسل الدكز ورغب غلمان إينانج في الإقطاعات إن قتلـوا إينـاج أستاذهم فقتلوه
ولما عاد الغلمان للدكز يطلبون ماوعد به لم يف لهم بوعوده وقال: مثل هؤلاء لا ينبغي الإبقاء عليهم!
فخافوا وتشتتوا في البلاد ،ولحق أحدهم وهو الذي قتل سيده ( إينانج ) ب (خوارزم شاه) ليكون في خدمته! فلم يعجب خوارزم شاه به بل أمر بصلبه لخيانته أستاذه.
• نور الدين زنكي يضيّق على الشيعة في حلب.
من وفيات سنة 564هـ :
• وفاة ( أبو محمد الفارقي) وكان أحد الزهاد وله كرامات كثيرة كان يتكلم علـى الخاطر وكلامه مجموع مشهور.
• وفاة (ياروق أرسلان التركماني) وكان مقدماً كبيراً وإليه تنسب الطائفة الياروقية مـن التركمـان، وكـان عظيـم الخلقـة يسكـن بظاهـر حلـب وبنـى هو وأتباعه عماير كثيرة علـى( شاطئ قويق) وتعرف الآن بالياروقية
وفاة قاضي الموصل نجم الدين بن محمد الشهرزوري وإسناد القضاء إلى ولده عبدالقاهر.
إن نهاية سنة 564هـ توافق 23-9-1169م