الكشيون وملوكهم بالعراق في الفترة (1680ق م -1157 ق م) :
الكشيون أقوام جبليون لايعرف شيء عن أصلهم ولغتهم قبل نزوحهم الى العراق
زحف الكشيون من الجبال الشمالية من منطقة لورستان بقيادة زعيمهم (كنداش) الذي يقدر زمن حكمه في الفترة التقديرية ( 1680 ق م– 1665 ق م )
أول مرة ورد فيها اسم الكشيين كان في السنة التاسعة من حكم الملك البابلي (سمسوا ايلونا ) الذي حكم في الفترة ( 1749 ق م – 1712 ق م ) .
ولم يتمكن الملوك الاوائل من الكشيين من فتح بلاد بابل الى ان تيسر لملكهم آكوم الثاني ( كما كريمه ) في نحو 1580 ق م ) أو نحو عام ( 1532 ق م ) من النزول من خلوان في ايران على طريق خانقين ثم الى أواسط وجنوبي العراق واحتل مدينة بابل بعد تراجع الحثيين عنها فأسس فيها سلالة كشية ورثت جميع ممتلكات الدولة البابلية القديمة في العراق ولقب نفسه "ملك أكد وبابل" و ألقاب اخرى كثيرة .
وقد ذكر ثبت الملوك 36 ملكا من هذه السلالة حكموا من سنة 1680 ق م إلي سنة 1157 ق م
الا ان حكمهم في جنوبي العراق دام حوالي 400 سنة من سنة 1580 ق م إلي سنة 1157 ق م
وقيل : من سنة 1532 ق م إلي سنة 1160 ق م
الكشيون أقوام جبليون لايعرف شيء عن أصلهم ولغتهم قبل نزوحهم الى العراق باستثناء عدد يسير من أسمائهم العلمية ويظن انها هندوأوربية والتي دكرها ( ثبت الملوك البابلي)ولكنهم بعد استيطانهم بلاد بابل تعلموا اللغة البابلية وكتبوا بها كما استعملوا اللغة السومرية والكشية في بعض أخبارهم النزيرة واقتبسوا الحضارة البابلية ومارسوها وحافظوا على بقائها .
لم يقم الملوك الاوائل من الكشيين بأعمال تستحق الذكر الا ان بعضهم شيد المعابد في بابل والمدن الجنوبية وذكر اسمه مطبوعا على آجرها
واستولى (او لمبرياش ) في نحو عام 1500 ق م على بلاد البحر عندما كان ملكها ( ايا كاميل ) يحارب في بلاد عيلام .
وقمع بعضهم الفتن لاسيما في بلاد القطر البحري ,
وقليل منهم حارب المدن في الشمال مما كان تحت حكم الحثيين في سوريا ثم انقطعت أخبارهم مدة طويلة لضعف الملوك وظهر بعدها اسم الملك كراينداش
==========
كراينداش حكم في الفترة( 1445ق م – 1427 ق م ) .
لقب نفسه ملك مدينة بابل وملك سومر واكاد وملك الكشيين وملك بلاد بابل وكانت تسمى آنذاك " كرديناش " . عاصر ( آشور بيل نيشيشو ) وفي وصل طئموسس الثالث فرعون مصر الى الفرات في نحو عام ( 1457 ق م ) .
وله معبد ضخم في مدينة الوركاء شيده للوثنة انين وجداره مبني بالآجر ومزدان بصور ناتئة لوثن ووثنة يحمل كل منها اناء ينسكب منه الماء الى الجانبين ( القاعة الخامسة – رقم 22 ) ويقدر زمنه في نحو ( 1430 ق م )
=======================
ثم حكم الملك العظيم ( كوريكلزو الاول ) الذي
عاصر امنوفيس الثاني ملك مصر للفترة ( 1438ق م– 1412 ق م )
شيد هذا عاصمة جديدة له سماها باسمه وتعرف أطلالها اليوم باسم (عقر قوف) وهي على نحو25 كيلومترا الى الشمال الغربي من بغداد نقبت في هذه المدينة مديرية الآثار العراقية وكشفت فيها عن معابد المدينة التي تحيط بالزقورة الشاهقة القائمة حتى يومنا هذا لعبادة الوثن الاعظم انليل وأظهرت الحفريات قصور الملوك التي عثر فيها وفي محلات اخرى من المدينة على آثار كشية كثيرة يشاهد الزائر بعضها في القاعة الخامسة من المتحف العراقي .
===========================
ثم تولى الحكم ملوك آخرون ومنهم الملك (كدش مان انليل ) الذي عاصر امنوفيس الثالث فرعون مصر في نحو عام ( 1412 ق م– 1364 ق م ) .
===========================
برنابرش الثاني ( 1375 ق م– 1347 ق م )
الذي عاصر امنوفيس الرابع ( اخناتون ) فرعون مصر في نحو عام ( 1364 ق م– 1347 ق م ) .
==========================
كدشمان خربا الثاني الذي عاصر آشور اوبلط الاول في الفترة التقديرية ( 1365ق م – 1330 ق م ) وآخرون .
=======================
وكانت هناك مراسلات دبلوماسية بين العراق ومصر حول قضايا سياسية وتجارية تبودلت فيها الهدايا والنساء وقد وجدت هذه الرسائل بهيئة ألواح من الطين مكتوبة بالخط المسماري وباللغة البابلية في تل العمارنة في مصر ويقدر زمنها من القرن الرابع عشر أي من زمن امنوفيس الثالث وكذلك امنوفيس الرابع المعروف باسم اخناتون
. كما وجدت أخبار مدونة على رُقم طينية تتحدث عن العلاقات الدولية بين الكشيين والآشوريين وكانت حينذاك منازعات ومصادمات مستمرة بين الميتانيين والآشوريين والكشيين حول رقعة الارض في القسم الوسطي من العراق من الجبال الشرقية حتى الفرات الاعلى
و استمرت هذه المنازعات زمنا طويلا الى أن تفوقت المملكة الآشورية وتمكنت من ايقاف زحف الاراميين من الغرب وقضت على الميتانيين في الجنوب وحاربت الكشيين في بلاد بابل . وكان الكشيون حينذاك ضعفاء يحكمون بابل والاطراف المجاورة لها فقط .
=================
وفي زمن " انليل نادون اخي " آخر الملوك الكشيين وفي عام ( 1157 ق م ) ضعفت المملكة الكشية كثيرا فهجم القائد العيلامي( شوترك ناخنتي) على بلاد بابل وفتح المدن وخربها وقضى على آخر ملوك الكشيين فنقل العيلاميون من بابل والمدن الاخرى عنائم لاتحصى وأسلابا كثيرة جدا من تماثيل الأوثان والمسلات وكنوز المعابد
وكثير من هذه المكتشفات عثرت عليها بعثة التنقيب الفرنسية التي كانت تشتغل في سوسه عاصمة العيلاميين في ايران عام 1902 ومن جملة ما وجدته ( مسلة حمورابي الشهيرة) و(مسلة نرامسن) ومئات من حجارة الحدود المنقوشة برموز المعبودات .
====================