مدينة أوغاريت
بلغت الحضارة أرفع مستوياتها في هذه المدينة, الواقعة على الساحل السوري, في العصر السوري الوسيط, بين عامي (1500-1200ق.م). وفي أوغاريت, اكتشفت أقدم أبجدية في العالم, إضافة إلى آلاف الألواح الفخارية, التي دوّنت عليها آداب ومعتقدات وأساطير الأوغاريتيين. وإلى هذه الحقبة تعود معظم المكتشفات من الحلي, المصنوعة من الذهب والفضة والحجارة الكريمة والعاج ومنها:
* قلادة ذهبية وجدت في منطقة المرفأ في أوغاريت عام 1929, مع بدء عمليات الحفر والتنقيب الأثري. وفي هذه القلادة تظهر الخطوط اللينة جدا ملامح الجسم والتفاصيل, وتقارن هذه الصورة بعشتار, كما تقارن بعناة, وهي تمسك بكل يد شعاراً رمزياً عليه زهور, وهي الآن في متحف حلب. وقد ظهر في أوغاريت العديد من مثل هذه القلادة.
* قلادة ذهبية تشبه ثمرة الأجاص, يبرز عليها الرأس والصدر, وعلى حافاتها, صف من النقاط المخرمة, وقد حزت في الصفيحة شجيرة للتزيين. وتختلف هذه النقوش بخطوطها السطحية البسيطة, عن الوجه المنقوش والمصوغ بدقة وعناية, وهي الآن في متحف حلب.
* خاتم للطبع: عثر على هذا الخاتم المصنوع من الفضة في أحد قبور أوغاريت, وهو يعود إلى أحد أتباع الملك (أميشتامرو الثاني) (1260-1230ق.م) واسمه (ربعانو) وقد نقش عليه تزيين سعفي وعنزة (متحف حلب).
* حلية ذهبية على هيئة حلق: وهي من الذهب, يعتقد مكتشفها أنها حلقة للأنف, إلا أن شكلها يرجح أن تكون قرطاًللأذن. صنعت هذه الحلقة من طبقة ذهبية سميكة, وزيّنت بحبيبات ذهبية صغيرة (متحف حلب).
==================
مدينة ماري (تل الحريري)فوق تل واسع, يبعد قليلاً عن نهر الفرات, ظلت منسية قرابة أربعة آلاف عام, حتى بعثتها التنقيبات الأثرية إلى النور منذ عام 1933. إنها مدينة (ماري) التي كانت عاصمة لمملكة كبيرة ومزدهرة, ومن أهم ما اكتشف فيها هو قصرها الملكي, وهو أكبر قصر أثري, تم اكتشافه في الشرق, من حيث الاتساع, وأكثر من 22 ألف رقيم طيني مكتوب, والعديد من قطع الحلي الرائعة, التي يكفي أن نشير إلى بعضها:
* طوق: يعود هذا الطوق إلى أواسط الألف الثالثة قبل الميلاد (3000-2500ق.م) وهو مصنوع من حجر لازورد, وعقيق أحمر.
يتألف هذا العقد المنظوم حديثا من أحجار كروية محززة من اللازورد. وهذا النوع من الحجارة الكريمة غير موجود في سوريا أو بلاد الرافدين, وهي مستوردة بالتأكيد من مكان بعيد (وادي بادخشان في شمال أفغانستان, أو من شمال إيران) ومن أحجار كريمة متطاولة من العقيق الأحمر, المستورد من سيناء, أو من إحدى المناطق الواقعة حول البحر الأحمر, وهذا يدل على وجود محطات ومراكز تجارية وسيطة, سهّلت انتقال هذه الأنواع من الحجارة الكريمة, وهو الآن في متحف دمشق.
* تمثال نسر برأس أسد: (2500 ق.م) وهو من حجر اللازورد والذهب, ويعد هذا التمثال أحد أثمن قطع الكنز, الذي عثر عليه في القصر الملكي في مدينة ماري (كنز أور) ويعتقد مكتشفه العالم الفرنسي (أندريه بارو) أنه كان يعلق على الصدر. وثمة ثلاثة ثقوب في الجناحين والجسم, وثقب رابع خلف الرقبة, كانت تستخدم لتثبيته في مكان ما, وعلى قطعة مسطحة من اللازورد, حززت خطوط الجسم الأساسية, وريش الجناح على نحو مبسط, ومزخرف بنقوش وترقيشات. أما الرأس والذيل فمكسوان بطبقة من الذهب, ومزيّنان بأشكال زخرفية تنم عن تفاصيلهما, وهما مثبتان بالجسم بواسطة سلك نحاسي. أما محجرا العينين فمحشوان بالقار, ولكن من الممكن أن تكون قد طعمت بمواد ثمينة, ويسمى هذا الطائر الأسطوري بالسومرية (أنزو), وهو موجود في متحف دمشق.
* عقد (1300-1200 ق.م): من ذهب ولازورد وعقيق بني وعقيق أحمر وحجر أزرق, وهو من أثمن ما عثر عليه في ماري, وهو عقد تتناوب فيه أشكال لولبية, وأقراص رقيقة من أحجار مختلفة الألوان (متحف حلب). ويدل اللازورد هنا على مدى اتساع العلاقات التجارية, التي أقامتها الدولة الآشورية الوسطى مع الشرق.
=================================حورانتقع حوران في جنوب سوريا. وهي منطقة غنية جدا بآثارها, التي تعود إلى عصور متعددة, لاسيما العصر الروماني, ومما وجد فيها من الحلي:
* زوج من الأقراط: وجد في (دير حجر) ويعود إلى القرن الأول الميلادي, وهو من الذهب, مع حجر أحمر شبه كريم (البجادي الرماني).
إن هذين القرطين المصنوعين من صفائح الذهب, على هيئة الياقة, مزيّنان بالكرات الذهبية الصغيرة, وعلى كل من الجهتين الضيقتين البارزتين إلى الأمام, يرقد طائر صغير, صنعت عينه من حجر البجادي الرماني (متحف دمشق).
=================================قطع الحلي الأثرية مجهولة المنشأ,في متاحف سوريا هناك عدد كبير من قطع الحلي مجهولة المنشأ, ومنها على سبيل المثال مشبك للملابس, يعود إلى القرن (1-2 للميلاد) كان يوضع فوق منطقة الكتف, لتثبيت الرداء الملفوف على الكتف, على نحو فضفاض, ويوجد في الحافة السفلى المزينة لهذا المشبك حبيبات ذهبية صغيرة, تتدلى منها ثلاث سلاسل مضفورة, تنتهي بوريقات على شكل القلب, وهو الآن في متحف دمشق,
وفي مدينة تدمر عثروا علي مشابك أخرى أكثر جمالاً, وأرقى عملاً , تعود إلى أواخر القرن 2م.
===========================
منطقة الفراتمنطقة تزخر بالتلال والمدن الأثرية التي تعود إلى شتى العصور التاريخية, ومن أهم الحلي التي عثر عليها في هذه المنطقة:
* سوار ذهبي: عثر عليه في الرقة عام 1939, وهو يعود إلى العصر الإسلامي (القرن 11-12م) وهو مكون من صفيحة ذهبية مطروقة, وعلى قرص القفلة خيوط ذهبية مبرومة, ومشبكات ذهبية, أما فصوص الأحجار الكريمة فقد فقدت. وهناك قطعة مماثلة, موجودة في الوقت الحاضر في متحف (فرير) بواشنطن. وفي داخل السور زخرفة على هيئة حراشف, وعلى السوار كتابة بالخط الكوفي هي: (النعمة الشاملة البركة, العظمة الدائمة, الشرف) مع وجود زخرفات نباتية تجريدية (متحف دمشق).
=====================
المصادر:
مجلة العربي - العدد 533/ أبريل 2003
مصادر أخري