العملات في العصر الأموي
كان العرب يتعاملون بعملات معدنية في الجزيرة العربية وغيرها ،وكانت النقود التي يستعملها العرب في معظمها بيزنطية وساسانية منقوشة بنقوش وحروف بيزنطية وفارسية . وكانت تحمل صور الحكام من بيزنطيين وساسانيين.
---------
سنة 18 هـذكر المقريزي أنه لما استخلف عمر لم يتعرض لشيء من النقود بل أقرها على حالها، فلما كانت سنة 18 من الهجرة وهي السنة الثامنة من خلافته ضرب الدراهم على نقش الكسروية وشكلها بأعيانها، وفي آخر مدته وزن كل عشرة دراهم 6 مثاقيل،"
---------------------------
فلما بويع عثمان ضرب دراهم نقشها "الله أكبر"
المصدر: المقريزي
--------------------------
عهد معاوية:------------------------------------
صورة دراهم من عهد معاوية
يقول المقريزي : " لما اجتمع الأمر لمعاوية وجمع لزياد ابن أبيه الكوفة والبصرة قال زياد :
"
يا أمير المؤمنين، إن العبد الصالح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب صغر الدرهم وكبر القفيز، فلو جعلت أنت عيارا دون ذلك العيار ازدادت الرعية به رفقا ومضت لك به السنة الصالحة"فضرب معاوية تلك الدراهم السود الناقصة من ستة دوانق فتكون 15 قيراطاً تنقص حبة أو حبتين
وضرب زياد دراهم وزن كل 10 منها 7 مثاقيل، "
انتهي كلام المقريزي
==============================
مسكوكات ابن الزبير:
قال المقريزي :" فلما قام عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - بمكة ضرب دراهم مدورة، وكان أول من ضرب الدراهم المستديرة، وكان ما ضرب منها قبل ذلك ممسوحاً غليظاً قصيراً،
وضرب أخوه مصعب بن الزبير دراهم بالعراق وجعل كل 10 منها 7 مثاقيل " انتهي
وفي تاريخ البلاذري :
"
عن محمد بن سعيد قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن أبيه أن أول من ضرب وزن 7 هو "الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي" أيام ابن الزبير." انتهى.
وهذا يدل على أن نظام النقد " وزن 10دراهم =وزن 7مثاقيل" مستحدث في الإسلام.
==========================
عام 79 للهجرة
تعريب النقود :
لما آل الأمر إلى عبد الملك بن مروان بعد مقتل عبد الله ومصعب ابني الزبير ضرب السكة الإسلامية واعتبر فيها نسبة 7/10 وصار لا يتعامل في كافة أنحاء الخلافة الإسلامية إلا بالسكة الإسلامية ومنع التعامل بغيرها.
كان الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان أول من أمر بسك النقود العربية، حيث قام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (685-705م) بإصدار دينار عربي متحررًا من الصور الساسانية والبيزنطية
وبالنسبة للدرهم:متوسط وزن درهم من 12 درهما من ضرب عبد الملك بن مروان هو 2.861 جراماً.
======================
الفترة ( 691-694م ):
في دمشق جري سك النقود العربية
أعتمد الأمويون على العمال المهرة في سوريا في سك نقودهم ،وكان هؤلاء العمال قد تمرسوا بهذا العمل منذ زمن بعيد .
وسكت النقود الجديدة من الذهب والفضة والنحاس.
وجاءت نقوش العملات الجديدة في مراحلها الأولى متأثرة بالفن البيزنطي
صورة لعملة تظهر الخليفة عبد الملك واقفاً
ثم تطورت نقوشها لتأخذ شكلاً يترافق مع الفن الإسلامي كأن تحمل صور محراب في مسجد أو صورة خليفة يؤدي الصلاة راكعاً .
======================
الفترة ( 696-697م ):
زالت صور الخليفة عن النقد بسرعة لمخالفة ذلك لفكر الإسلام، وحل محلها الخط العربي ابتداءً من سنة 696-7م
صار علي دينار عبد الملك نقش كتابات عربية بالخط الكوفي غير المنقوط .
ففي وسط الوجه كتبت عبارة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، وحولها ما نصُّه "محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله"
أما الخلف فقد نقش في وسطه الآية: "الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد" تحيط بها عبارة: (بسم الله ضرب هذا الدينار سنة تسع وسبعين)،
وقد نقشت جميع الكتابات بالخط الكوفي .
ملحوظة : الخط الكوفي نسبة إلى مدينة الكوفة العراقية
. ويمكن القول أن النقد العربي الإسلامي الصرف بدأ مع سك هذه النقود .
وكان شكل الدينار بسيطاً ، ديني الطابع ، يحمل تاريخ سكه .
ويختلف عن الدنانير بيزنطيية وساسانية في كون الخط يتوسط النقد تحيط به دائرة تحمل هي أيضا كتابات وأشكال وتواريخ . .
========================
تعقيب:
ظلّ حجم وشكل الدينار الإسلامي الذي سك منذ بدء الخلافة الأموية سائداً حتى في أيام العباسيين ، مع فوارق قليلة طرأت على الخط إذ أصبح أيام العباسيين أطول امتداداً، وبخاصة في قفا الدينار . وظلّ المد والتطويل للخط على الدينار حتى القرن 9 ، حتى اصبح بمقدور المرء أن يعرف فترة سك الدينار من دون قراءة تاريخه . فالأحرف التي مدت في الدينار العباسي جعلته يتميز بعض الشيء عن الدينار الأموي .
وكان الخط الذي استعمل هو الخط الكوفي
-