تاريخ الجامع الأموي
هذا الجامع له تاريخ حافل
كان في العهد القديم سوقاً،
===================
لم يكن الجامع الأموي أول معبد أقيم على هذه الرقعة من قلب مدينة دمشق. فقد كشفت الدراسات التاريخية والأثرية عن معبد آرامي قديم للمعبود السوري (حدد) الذي كان يعبد في دمشق في الألفية الأولى قبل الميلاد. وقد كان من أقدس المعابد لديهم , ويقصده عابدوه من جميع أنحاء المناطق الآرامية في سوريا. وقد أقيم على رابية ترتفع عن مستوى المدينة نحو عشرة أمتار ويصعد إليه بسلالم. ويحيط بالمعبد سوران أحدهما خارجي، والثاني داخلي وللأول مدخلان فخمان من الشرق والغرب ما زالت بعض أعمدتهما قائمة وتدل على هذا المعبد الضخم .
-----------------------------------
القرن 1م:
وعقب سيطرة الرومان على مدينة دمشق :
تحول المعبد الآرامي إلى عبادة معبودات الرومان وسمي (معبد جوبيتر الدمشقي ) وهو معبد أُنشئ في القرن الأول الميلادي.
ومن المرجح أن التغييرات المعمارية عقب هذا التحول لم تكن كثيرة. رغم كتابات تزعم أنه تطور بشكل واسع في عهد السلوقيين والرومان . وما تزال بقايا هذا المعبد موجودة حتى الآن إلى الغرب من الجامع الأموي حيث تظهر بقايا الأعمدة الرومانية (الكورنثية) ومقدمة القوس الرئيسية في المعبد.
----------------------
في عهد الإمبراطور الروماني تيودوس الأول 379- 395 :
تحول المعبد مرة ثانية إلى كنيسة باسم (كنيسة القديس يوحنا المعمدان)
وسبب اختيار هذا الاسم للكنيسة هو وجود قبره بالمعبد
مرادفات:
القديس يوحنا المعمدان = النبي يحيى علية السلام.
=========================
في عهد الخلفاء الراشدين :
فتح بلاد الشام و دخول المسلمون إلى دمشق
دخل خالد بن الوليد دمشق عنوة، ودخل أبو عبيدة بن الجراح دمشق صلحاً. فصار نصف المعبد مسجد ونصفه كنيسة.
وهكذا أُقيم المسجد الجامع بدمشق بعد فتح بلاد الشام، في الجهة الشرقية الجنوبية من أطلال المعبد الروماني جوبيتر الذي أُنشئ في القرن الأول الميلادي، وأُنشئ في جدار هذا المعبد اول محراب في الاسلام مازال قائماً صلى فيه الصحابة مع خالد بن الوليد وأبي عبيدة الجراح ، القائدان اللذان فتحا دمشق ونخبة من اعلام وعلماء الاسلام ، وأعطى خالد لسكان البلاد عصره بالحفاظ على ممتلكاتهم ومعابدهم ومساكنهم وعلى اوابد المدينة الخالدة .
========================
العهد الأموي :
في عصر معاوية بن أبي سفيان، والياً ثم أول خليفة أموي، كان يصلي في هذا المسجد ، يدخل إليه من الباب القبلي الروماني ومايزال قائماً في جدار القبلة للجامع .
كان معاوية قد أنشأ لنفسه قصر الخضراء المتاخم لجدار الجامع الاثري ،وقد أنشأ معاوية في المسجد كذلك مقصورة خاصة به ، هي اول مقصورة في تاريخ الاسلام .
وكان المكان وإثر زلزال عنيف أتى على المعبد جوبيتر وبقي الهيكل ناوس الذي يقع في منتصف فناء واسع محاط بجدار مرتفع تخترقه أربعة أبواب من الجهات الأربعة ، وكان يحيطها سور آخر معمد بالاعمدة ولقد استعمل المسيحيون من سكان دمشق هذا الهيكل كنيسة ، وكانوا يدخلون من الباب ذاته الذي أصبح يدخل منه المسلمون إلى مسجدهم في الشرق .
ولم يكن من السهل أن يبقى المسلمون في عاصمتهم دمشق التي أصبحت تحكم أوسع دولة في تاريخ الاسلام ، أن يكون مسجدهم مؤقتاً في دمشق وباشر الامويون في توسيع وتكملة بناء الجامع الكبير في دمشق ليكون جامعا يليق بعاصمة دولتهم الدولة الاموية واهتم الأمويون بالعمارة فقاموا بتوسعة باحاته وتجميلة بالنقوش والفسيفساء والزخارف وزين بأفخم واجمل الفوانيس وغيرها ، وكذلك فعلوا في مدن اخرى مثل المدينة المنورة وحلب والقدس .فقام عبد الملك بن مروان بإنشاء مسجد قبة الصخرة هناك ، في المكان الذي صلى فيه عمر بن الخطاب عندما جاء إلى القدس .
==========================
سنة 86هـ (الموافقة سنة 705م)
قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك)بتحويل الكنيسة إلى مسجد، وأعاد بناء الجامع الاموي الكبير من جديد، وكساه وزيته بالفسيفساء والمنمنمات والنقوش وافضل زينة للمساجد في تاريخ الاسلام .
الخليفة الوليد حكم الدولة الاسلامية للفترة ( 86-96هـ/705-715م) وخلال حكمه كان منصرفاً إلى الإعمار والإنشاء في البلاد الاسلامية ، وكان بناء الجامع في عاصمة دولته دمشق من أكثر الأمور أهمية عنده، ولقد استعان في عمارته بالمعماريين والمزخرفين من أهل الشام، ممن كان لهم الفضل في بناء كثير من المباني في دمشق وخصص له الكثير من المال وامر ان يكون أفضل المباني وافخمها وكان له ذلك فأصبح جامع دمشق الكبير أهم بناء في الدولة الاسلامية
وارسل الخليفة المعماريين إلى المدينة المنورة في أيام الوالي عمر بن عبد العزيز، وبأمر من الوليد لإعادة بناء مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم على طراز الجامع الكبير بدمشق .
لقد باشر الوليد ببناء الجامع الاموي الكبير بدمشق، بعد أن اتفق مع أصحاب الكنيسة - الهيكل على أن يقدم لهم بديلها، وهكذا استطاع البناؤون الإفادة من كميات هائلة من حجارة المعبد المتراكمة، ومن أعمدته الرخامية وتيجانه لإقامة جامع ضخم يليق بعضمة الدولة الاسلامية ، ويعتمد على التخطيط الذي وضعه الرسول صلى الله عليه و سلم عند بنائه لمسجده الأول في المدينة المنورة ، وكان هذا المخطط يقوم على تقسيم المسجد إلى بيت الصلاة وإلى فناء مفتوح. لقد استبقى الوليد الجزء السفلي من جدار القبلة أعاد الجدران الخارجية والأبواب، وأنشأ حرم المسجد مسقوفاً مع القبة والقناطر وصفوف الاعمدة .
وأنشأ أروقة تحيط صحن الجامع. وأقام في أركان الجامع الأربعة صومعة ضخمة، ولكن زلزالاً لاحقاً أتى على المنارتين الشماليتين، فاستعيض عنها بمنارة في وسط الجدار الشمالي، وأصبح للمسجد ثلاث منارات اثنتان في طرفي الجدار الجنوبي ، وواحدة في منتصف الجدار الشمالي وتسمى مئذنة العروس إن هذه الصوامع المربعة هي أصل المآذن التي انتقلت من دمشق إلى شمالي أفريقيا والأندلس، نرى تأثيرها واضحاً على مآذن القيروان والكتبية وحسان وإشبيلية وغيرها.
ولم تكن هذه المنارات أو الصوامع موجودة في العصر الروماني، يؤكد ذلك الشبه الكامل الذي نراه بين هذا المعبد ومعبد زفس المسمى حصن سليمان قرب الساحل السوري ،
كذلك لم تكن قائمة تلك الصالات الأربع الرحبة ، التي تسمى (المشاهد) والتي أصبحت جزءاً من مقر الحكم الأموي مع أجزاء أخرى غربي وجنوبي الجامع مازالت آثارها قائمة اليوم ، وكانت مخصصة للبريد وبيت المال والرسائل .
ويتحدث المؤرخون عن استقبال الخليفة الاموي لموسى بن نصير وطارق بن زياد وقد عادا من الأندلس الي دمشق ، وخلفهما ملوك الغوط والأمراء هذا الاستقبال الذي تمّ في الحرم وفي القاعة الغربية من الجامع، وفي منشآت كانت قائمة في منطقة الغرب التي تسمى اليوم المسكية .
---------------------
وفي المسجد الاموي أول مأذنه في الاسلام المسماة مئذنة العروس وله اليوم ثلاث مآذن و أربع أبواب و قبة كبيرة قبة النسر و ثلاث قباب في صحنه واربعة محاريب لكل المسلمين ومشهد عثمان ومشهد ابوبكر ومشهد الحسين ومشهد عروة ولوحات جدارية ضخمة من الفسيفساء وقاعات ومتحف ،
======================
عام 715
أضاف الخليفة سليمان بن عبد الملك المقصورة أمام المحراب .
==========================
وفي عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز :
فكر هذا الخليفة الورع في إزالة مظاهر الترف منه والتي رأى فيها خروجا عن التعاليم الإسلامية . لكن أهل الشام ووجهاء دمشق دافعوا عن زينة الجامع فعدل عمر عن نيته واستمر الجامع بزينته وفخامته .
وقيل أيضا أن رجلا روميا وقع مغشيا عليه لما رأى عظمة الجامع وفخامته وجمال الجامع وزينته فلما سئل عن السبب قال : " إننا معشر أهل رومية نتحدث أن بقاء العرب قليل ، فلما رأيت ما بنوا في دمشق علمت أن لهم مدة سيبقونها . فلذلك أصابني ما أصابني "
فلما أخبروا عمر بالقصة قال : " لا أرى مسجد دمشق إلا غيظا على الكفار "
======================
في العهد العباسي:
بنى والي دمشق قبة المال الواقعة في الساحة والتي كانت مخصصة لوضع أموال الولاية
----------------------------
وفي عام 1006 م
بنيت قبة النوفرة ، في الساحة ،أمام الجناح المصلب .
---------------------------
في عام 1069 م
عام 461هـ/1069م
حريق بالجامع الأموي: تعرض المسجد إلى حريق اندلع في منزل مجاور وامتد إلى المسجد ، ولم يعد ممكناً السيطرة على النيران
وأتى الحريق على جميع في الجامع من الزخارف القديمة النقوش البديعة الموجودة منذ أيام الوليد
-------------------------
عام 1072م
تم تجديد الجامع الأموي
أعيد ترميم واصلاح ما خرب بسبب الحريق بجهود واموال كبار واثرياء المدينة .
-------------------
بعد ذلك:
تتالت عليه الزلازل والحرائق
وانتابه الإهمال
----------------------------
وفي عهد الأمير السلجوقي تتش :
أمر وزيره بإجراء الإصلاحات على نفقته في قبة النسر وكذلك الدعائم الأربعة والأقواس التي تعلوها ، وسقف المسجد والمقصورة .
-----------------------------
عام 1089
تم ترميم الجدار الشمالي ومن الناحية الشرقية للجامع .
---------------------------
عام 1109
رمم الجدار الشمالي أيضا من الناحية الغربية.
---------------------------
عام 1150
وضعت ساعة كبيرة مميزة عند رواق الباب الشرقي للجامع الاموي .
---------------------------
في عام 1179
أمر صلاح الدين بترميم دعامتين من دعائم القبة الكبرى المسماه قبة النسر ، والمئذنة الشمالية والتي هي الأقدم بين المأذن في تاريخ الاسلام ولقد أضيف إليها منارة في عصر صلاح الدين .
ولما مات صلاح الدين دفن جثمانه بمقبرة داخل محيط الجامع الأموي
---------------------------
وفي عهد الظاهر بيبرس :
قام بتنظيف الجامع وغسل رخامه وفرشه وأعادته مسجدا للعبادة والعلم وقام بتزيينه ببالذهب ولوحات الفسيفساء والنقوش والزخارف
نظفت أعمدة الحرم ووشيت تيجانها بالذهب و أصلحت صفائح الرخام والفسيفساء ، كما جرى تبليط الجدار الشمالي للحرم ليصبح الجامع غاية في الابهة وقبلة للناظرين لايوازيه اي جامع او مسجد في العالم الاسلامي .
---------------------------
فوق الصوامع أنشئت المئذنة الشرقية في عصر الأيوبيين ثم العثمانيين، والمئذنة الغربية أنشأها السلطان قايتباي .
ويبدو الجامع مهيمناً على مدينة دمشق القديمة بهامته المتجلية بقبة النسر، وبمآذنه الثلاثة التي أقيمت فوق الصوامع الأموية الشامخة ، كما هو الأمر في الصوامع المغربية .
=======================
عام 1311هـ / 1893م
حريق هائل بالجامع الأموي أضاع زخارف الجامع وآثاره الهامة .
تفصيل :
شبت نار عظيمة في سقف الجامع من الجهة الغربية من نار وقعت من نرجيلة أحد العمال الذين كانوا يصلحون السقف ودام الحريق ساعتين ونصف الساعة وقد أتى على سقف الجامع وجدرانه وأبوابه وسدته ، ولم يسلم إلا المشهد الغربي.
تلف المصحف العثماني الذي كان قد أرسله الخليفة عثمان بن عفان إلى بلاد الشام عندما أمر بتدوين القرآن في مصاحف.
بعد هذا الحريق الهائل بدأ الناس في ألم ممض بإزالة الأنقاض من الجامع
وبعد أن تمت عملية التنظيف جري جمع التبرعات لترميم الجامع
-----------------------
عام 1314هـ / 1896م
بأمر من (ناظم باشا ) والي دمشق بدأ ترميم المسجد
وتشكلت للاشراف علي عملية اعادة بناء مااحترق لجنة برئاسة رئيس مجلس إدارة الولاية (أحمد باشا الشمعة)
اشتغل في عملية البناء أكثر من خمسمائة فني وعامل يوميا
ودام العمل تسع سنوات وقدرت النفقات بسبعين ألف ليرة ذهبية.
----------------------
ثم رأى بعض المهتمين أن البيوت والأسواق الملاصقة للجامع يجب ازالتها فهي ليست فقط تستر جماله وتشوه منظره بل تعرضه لخطر الحريق وكانت معظم الحرائق تمتد إليه من البيوت والأسواق الملتصقة به فطلبوا إزالتها ، وقد تم بالفعل كشف جدران الجامع الأموي من الجهتين الجنوبية والغربية بحيث أزيلت تقريبا كل الأبنية الدخيلة عليه مما أتاح فرصة مشاهدته من الخارج لا من الداخل فقط .
-----------------------
في عام 1414هـ / 1994م
ترميم كبير للجامع وملحقاته واعمدته الكثيرة وابنيته مع الحفاظ على طرازه الاصيل ولوحات الفسيفساء الرائعة والنقوش والزخارف وتم الكشف من احدى الجهات خارج جدران الجامع عن اثار رومانية غاية في الاهمية للمعابد قبل قيام الجامع وتم ترميمها والعناية بها
تم مسح جديد وتسجيل جميع الاثار الإسلامية والتاريخية القديمة وتوثيقها .
ثم جري إعادة افتتاح المسجد بحضور (حافظ الأسد ) رئيس سوريا آنذاك
====================
عام 2001
صار المسجد الأموي أول جامع يدخله أحد بابوات روما بعد دخول الاسلام الي سوريا وذلك عندما زاره البابا يوحنا بولس الثاني بهدف مشاهدة قبر القديس يوحنا المعمدان
======================
وهكذا رغم كل ما مر على الجامع من احداث كالحرائق والزلازل كان المسلمون يقومون ليس فقط بما يلزم من ترميمات واضافات لكن في كل مرة كان يتم فيها الكثير من الزينات والزخارف والنقوش ولوحات الفسيفساء وتبليط الساحات بالرخام واحجار الزينة وصفائح الذهب والاسقف المزينة والمزخرفة والاضافات الكثيرة
ذلك لأن هذا الجامع جامع بني أمية في دمشق بتاريخه وهيبته وفخامته أحد أهم رموز العالم الاسلامي على الاطلاق هو اقدم واجمل وأكمل آبدة إسلامية مازالت محافظة على أصولها منذ عصر مُنْشِئها الوليد بن عبد الملك
وفي داخل الجامع الأموي (ضريح النبي يحيى) و بجواره (مدفن صلاح الدين الايوبي ) وبالقرب منه الكثير من مقامات واضرحة مشاهير من رجال الاسلام
وقد صلى في الجامع من قبلنا أهم المشاهير في تاريخ الاسلام والفاتحين وعدد كبير من الصحابة والسلاطين والخلفاء والملوك والولاة واكبر علماء المسلمين