[ لأرمن شعب عريق، جذوره ضاربة في التاريخ، ينتمي الأرمن إلى العرق الآري، ويعود وجودهم في أرض أرمينيا التاريخية (الهضبة الأرمنية) الممتدة في الأجزاء الوسطى والشرقية من آسيا الصغرى إلى الألف الثالث ق.م، حسب الدراسات اللغوية والآثارية الحديثة التي تتفق مع التقليد المتوارث القديم. وتمتد أرمينيا التاريخية من غرب منابع نهر الفرات وحتى بحر قزوين وإيران، ومن سلسلة جبال القوقاز، حتى سلسلة جبال طوروس الأرمنية على حدود العراق الشمالية، ويُعد جبل آرارات الذي رست عليه سفينة نوح حسب الكتاب المقدس أهم جبال أرمينيا، علما ان معظم الارمن في لبنان ينحدرون من منطقة كيليكيا التي توجد حاليا ضمن الدولة التركية ولا تعود اصولهم الى اراضي دولة ارمينيا الحالية التي زارتها او عادت اليها قلة من ابنائهم.
أرمن لبنان عددهم 300 ألف نسمة وهم بذلك اكبر جالية ارمنية في العالم العربي والسبب في وجودهم بلبنان هو الهجرة
كانت بعض الأعمال المتطرفة عند الأرمن سبباً, أو ذريعة لقيام حملة عقابية لقمع الأرمن, اتخذت صورة مطاردة جماعية أو مذابح , وكان ذلك بتغاضي السلطات العثمانية
وبلغت تلك الحملات غايتها في أيام الحرب العالمية الأولى سنة 1915م حيث بدأت عملية القمع المنظم للأرمن وكانت معركة الأرمن ضد الاتراك خاسرة سلفا بسبب افتقارهم للسلاح،
ويقول الأرمن أن المجازر ضدهم من الأتراك أسفرت عن مصرع مليون ونصف مليون أرمني وعشرات الآلاف من أبناء الطوائف الأخرى.
لكن تركيا تستنكر هذا الادعاء لأن الأرمن نزحوا ولم يقتلوا ولدي تركيا وثائق بذلك
وصولهم الى لبنان
نزح مئات الآلاف من الارمن من أرمينيا الغربية الى مختلف انحاء العالم
وتجزء من هذا التدفق السكاني توجه عبر الساحل السوري إلي لبنان.
في لبنان سكن الارمن في بداية تهجيرهم في مخيمات انشئت في بيروت في مناطق مار مخايل وتشارتشابوك، حيث كانت الاحوال الاجتماعية والاقتصادية للاجئين سيئة للغاية. لكن مع مرور الزمن اخذ الارمن بالانتشار في مختلف مناطق الدولة اللبنانية، وضاروا يتواجدون بكثرة في منطقة برج حمود وعنجر وانطلياس.
وينتمي معظم ابناء الجالية الارمنية الى الطائفة الارثوذكسية وينتمي الاخرون الى الطائفة الكاثوليكية فيما تنتمي اقلية فقط الى الطائفة الانجيلية، علما بان الارمن على اختلاف مذاهبهم ارتبطوا على الدوام بعلاقات طبية مع كل الطوائف المسيحية والاسلامية.
اندماجهم في المجتمع اللبناني
الارمن الذين هاجروا للبنان في القرن 20 هربا من القمع العثماني باتوا اكثر الفئات اندماجا بفضل مهارتهم واتقانهم للعربية،[/b]
ويمتاز الارمن عن غيرهم من القوميات بانهم رغم تحسسهم بارمنيتهم كقومية انبثقوا منها الا انهم لم يتخذوا من تجزرهم العرقي سببا للتنكر للارض التي احتضنتهم والشعب الذي اخاهم ولقد تفاعل الارمن مع محيطهم الاجتماعي الذي وجدوا فيه وتجانسوا مع المجموعات الاخرى التي عاشوا معها وتفاعلوا وكونوا مشاركين حضارة وسطروا تاريخا،
وقد اندمج ابناء الجالية الارمنية في لبنان الذي استقبلهم بالترحاب منذ نحو قرن من الزمن رغم ضيق مساحته وقلة عدد سكانه, وحصلوا على الجنسية اللبنانية وانخرط رجالات الارمن في الحياة البرلمانية والسياسية ولهم في البرلمان اللبناني العديد من النواب و ثلاثة احزاب رئيسية، علما بان والدة رئيس الجمهورية اللبناني وعقيلته هما من اصول ارمنية.
كما قاموا بتأسيس المدارس والجمعيات الثقافية والرياضية والخيرية والصحف والكنائس. ولكن مع هذا يحافظ الأرمن على قوميتهم وهم يحاولون عبر التمسك بلغتهم وحضارتهم أينما حلوا أن يتمسكوا بهويتهم قدر المستطاع من خلال تنمية الهوية الأرمنية ضمن العائلة واضافة الى ذلك تساهم مؤسسات نشطة سياسية وثقافية ورياضية اضافة الى نحو 70 مدرسة في تغذية هذا الانتماء.
لدى وصولهم الى لبنان، عاش الارمن تحت الخيا بمناطق نائية لكنهم ما لبثوا ان انتزعوا اعجاب المجموعات الاخرى في لبنان بسبب المهارات التي كانوا يمتلكونها وبسبب مثابرتهم مما ادى بهم حاليا الى تبوء مناصب سياسية واقتصادية بارزة.
وبرع الارمن في لبنان في مجالات الصناعة (الذهب والالمنيوم والورش) والتجارة والمحاماة والهندسة والطب، حيث تجد امهر صناع المجوهرات في لبنان من الارمن وكذلك ابرز الصناعيين والعديد من الاطباء الناجحين وبعض مقدمي البرامج التلفزيونية والفنانين المشهورين اضافة الى نصف اعضاء الفرقة السيمفونية اللبنانية .
لغتهم وتخاطبهم
فيما يتكلم معظم اللبنانيين ثلاث لغات هي العربية والفرنسية والانكليزية، يتكلم الارمن اربع لغات والرابعة هي لغة الآباء والأجداد أي الأرمنية. ومازال الأرمن يتحدثون لبعضهم البعض باللغة الارمنية في دلالة على عدم رغبتهم في الذوبات ومحافظتهم على ارتباطهم العاطفي بأنتماءهم لأرمينيا
المطبخ الأرمني:
تحظى الاطباق الارمنية الساخنة بشعبية كبيرة في لبنان رغم ان لبنان زاخر بالمآكل الوطنية والعالمية، واشتهر الأرمن بالسجق والبسطرمة والأكل كثير التوابل، وبزيارة لمنطقة برج حمود ستجد الكثير من المطاعم الشعبية والتي تقوم بأعداد الأكل الأرمني على أصولة هذا بخلاف انتشار المطاعم الأرمنية في مختلف ارجاء لبنان.
الأسواق الأرمنية
يعد السوق الواقع بمنطقة برج حمود هو اكبر الأسواق الأرمنية في لبنان واشتهر بمحلات صاغة الذهب وكذلك محلات البضائع المقلدة كما ا شتهر بأسعارة المنخفضة.
حيادهم :
[b]لعب الارمن في لبنان دورا مهما في الحياة الاجتماعية وشكلوا ثقلا في الحياة السياسية وبالرغم من أنهم مسيحيون فلم يستفزوا مشاعر المسلمين ولم يشاركوا في الحرب الأهلية اللبنانية بجانب الموارنة أوغيرهم لكن تمسكوا بموقف حيادي من دون ان ينضموا الى فريق ضد اخر ويقال أنهم دفعوا ثمنا باهظا بسبب موقفهم هذا، الا انهم لم يتراجعوا عن هذه الاخلاقيات
المصادر: مواقع علي الانترنت ومصادر ارمنية سياسية مختلفة ومراجع أرمنية مسيحية