منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 التاريخ السياسي لداغستان قبل القرن العشرين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

التاريخ السياسي لداغستان قبل القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: التاريخ السياسي لداغستان قبل القرن العشرين   التاريخ السياسي لداغستان قبل القرن العشرين Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 02, 2011 3:12 pm

التاريخ السياسي لداغستان قبل القرن العشرين
رحا يلمظ

المصدر: دراسات أوربا ـ آسيا، صيف ـ خريف 1998، العدد 14


http://www.kafkas.org.tr/arabic/BGKAFKAS/dusler%20ve%20mitler%20ulkesi_dagestan.htm


================================================
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

التاريخ السياسي لداغستان قبل القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ داغستان   التاريخ السياسي لداغستان قبل القرن العشرين Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 02, 2011 3:22 pm


تعرضت داغستان الواقعة على أحد أكبر الممرين الطبيعيين في القفقاس لاحتلال العديد من الدول على مر العصور نظرا للأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها لهذا السبب لم توجد دولة قوية أسسها الشعب المحلي بعد الدولة الألبانية.

و في الفترة التي بدأت بتشكيل الجمهورية الداغستانية الروسية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي أواخر القرن العشرين عام 1921 حصلت داغستان من جديد على قوة تخولها التأثير على كافة المنطقة

تملك داغستان أحد أهم الممرين الواصلين ما بين الشمال و الجنوب لذلك فقد كانت على مرِّ التاريخ مسرحا لهجمات القوى الخارجية التي كان من أهمها: الخزريون، العرب، المغول، السلجوقيون، العثمانيون، الفرس و الروس.
و بسبب الموقع الجغرافي حكم على داغستان أن تكون مسرحا لمعارك تاريخية و صدامات بين مختلف الإيديولوجيات و الاتجاهات القومية و الدينية و يمكن تسمية هذا النزاع الهادف لحماية المصالح الاستراتيجية في المنطقة "بالمسرحية الكبرى"
إن النضال المستمر الذي خاضته المنطقة قد جعل الفئات العرقية واقعة تحت ضغط كبير لم تتمكن من التخلص منه إلا بإعلان مودتها للدول الكبرى.
في هذا الإطار فإنهم لم يتمكنوا من تشكيل واحدة قوية، باستثناء بعض الفترات القصيرة، و كانوا يفضلون الانسحاب إلى الجبال لحماية البلاد من قوى الاحتلال. و لقد حضَّر هذا الانسحاب أرضية لظهور الدويلات الصغيرة كتلك التي توجد في البنية الإقطاعية.

ففي الفترة التي انتهت بوقوع المنطقة تحت السيطرة الروسية عملوا على اتباع سياسة معتدلة من أجل استمرار تواجدهم السياسي.

و مما لا شك فيه أن هذا الأمر كان عنصرا هاما في إنشاء و استمرار جمهورية داغستان السوفيتية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي -1912-

التشكيلات السياسية المحلية

كان التكوين الجغرافي الجبلي للمنطقة يجعل الوصول إليها صعبا على الدوام. الأمر الذي حد من القيام بعلاقات خارجية. و كانت النتيجة الطبيعية لذلك أن أصبح سكان المنطقة لا يعبئون كثيرا بالقوى الخارجية
و كان عدم الاهتمام ذاك ـ كما ذُكر أعلاه ـ يحضر الأرضية لإنشاء سكان المناطق الجبلية لدويلات صغيرة. و إن أكثر هذه الدويلات الصغيرة مكوَّن من أفراد العائلة و وحدات سكنية صغيرة لم تكن لتتجاوز وحدات إقطاعية محدودة. كان أكثر تلك الدويلات الصغيرة بقاء هو تلك المؤسسة في المناطق الجبلية. وعلى سبيل المثال فإن أقوى التشكيلات السياسية في المناطق الجبلية هي: سلطنة الآفار، شامخان الغايتاك، سلطنة القوميق، سلطنة كوباتشي فهي جميعها قد تمكنت من الحفاظ على وجودها سنوات طوال في حين كان كل من إمارة دربنت و سلطنة كوبان المؤسستين في أهم منطقة من سهول داغستان معرضتين دوما لخطر الانهيار و بالكاد تمكنتا من الاستمرار بحياتهما السياسية تحت ظل دولة قوية
إذا ما أردنا إلقاء نظرة على هذه التشكيلات عبر التاريخ نلحظ أن داغستان، منذ العصر الرابع و حتى العصر الثاني عشر، قد مرت بفترة النظام الإقطاعي حيث عاشت هذه الفترة بكل خصائصها. كان من بين الدويلات الإقطاعية الجبلية الصغيرة في تلك الفترة الدويلات التالية لاكز -جنوب داغستان-، تاباساران ، خايداغ -غايتاغ-، غوميك -قوميق-، زريخغيران -كوباتشي-، سيرير -أفاريا-، كاراخ -أوركاراخ-
، أما بالنسبة للدويلات المتواجدة في السهول أو المناطق المتوسطة ما بين الجبال و السهول فكان هناك: باب الأبواب -إمارة دربنت-، سلطنة كوبا و سلطنة غوميق. و يُقال بأنه التأثير العربي قد دخل المنطقة أثناء فترة الفتوحات العربية التي بدأت في القرن السابع، و قد بقي هناك تواجد سياسي للعرب المسلمين في المنطقة حتى بعد انسحابهم بمائة عام
و إذا ما نظرنا إلى الفترة الممتدة من القرن الحادي عشر و حتى القرن العشرين نلحظ أنه لم يوجد في داغستان ـ و كما كان الحال في القرن السابق ـ تشكيلاً لوحدة قوية. فخلال هذا القرون كان يشغل هذه الجغرافية دويلات إقطاعية مستقلة عن بعضها البعض من الممكن أن تحدث فيما بينها نزاعات في حال تضاربت مصالحها، و غالبا ما تكون هذه الدويلات تحت حماية قوى خارجية
إن هذا الضريح الذي أنشأه السلطانين أحمد و حسان، اللذان يعتبرنا من أهم الحكام في سلطنة فيتالي في القرن الثامن عشر، لا يزال موجودا حتى الآن في مقبرة الأربعين في مدينة "دربنت"-. . و في أكثر الأحيان كانت تلك الدويلات تدخل تحت حماية الدولة العثمانية أو القيصرية الروسية. و لقد كانت تحصل على الدوام نزاعات بين إيران و سكان المنطقة من المسلمين السنيين بسبب الحكم المسبق الذي كان يحمله سكان المنطقة عن الفلسفة الدينية للإيران

كانت أقوى التواجدات السياسية في المنطقة في أوائل القرن التاسع عشر هي شامخان طارقي، آفار، دربنت، غازي غوموخ، كوري، سلطنة مختولي، أوتسمي غايتاغ ، ماوسوم تاباساران ، سلطنة يرليسو. و قد كان يوجد إلى جانبهم سيادات صغيرة و جماعات حرة تعيش بشكل مستقل عن تلك الدويلات. و لم تكن التشكيلات السياسية لتدخل في صراع مع القوى الخارجية في المنطقة ما لم تهدد تلك القوى وجودها السياسي أو الاقتصادي. رغم هذا فقد كانت لا تتورع عن اللجوء إلى القوى الخارجية و على الأخص عندما كان الأمر يتعلق بمصالحها السياسية

و في أعقاب عام 1800 قامت روسيا بإزالة هذه الدويلات الواحدة تلو الأخرى.

و رغم أنها لم تكن لتسئ إلى زعماء الدويلات إلا أنها قد أغرتهم بسلطات واسعة جاعلة كلا منهم آغا إلى أن اُجبروا في نهاية المطاف إلى التعاون مع روسيا القيصرية.
إلا أن ولع الشعب بحريته و التأثيرات السلبية لتطبيق سياسة التوطين و الأرض التي اتبعتها روسيا القيصرية قد أديا إلى ثورة الشعب المحلي

الخلافات الخزرية ـ العربية

كانت المنطقة، و بسبب موقعها الاستراتيجي الهام، محط أنظار و أطماع القوى الخارجية المحتلة بشكل متواتر و كان أولهم الخزريون.
حكم الخزريون المنطقة بمؤسسات دولتهم القوية و تكوينهم العسكري لفترة طويلة إذ أنهم قد ملئوا الفراغ السياسي الذي خلفه انحلال أول وحدة سياسية في المنطقة أي الألبان هذا و إن الخزريين قد استوطنوا العديد من المناطق الواقعة على ضفاف بحر الخزر و يمتلكون ثقافة متنوعة و مختلفة نظرا لأنهم قد غيروا دينهم لمرات عدة إذ تعاقب عليهم الشامانية و المسيحية و الموسوية و الإسلام
إلى جانب هذا فإن الخزريين قد ضموا تحت لوائهم العديد من الأقوام مشكلين بذلك وحدة سياسية في المنطقة الجغرافية الواقعة ما بين بحر الخزر و بحر الآزاق و استطاعوا الحفاظ عليها لمدة طويلة يمكن تلخيص تاريخ تواجد هذه الدولة و الأدوار الهامة التي لعبتها في تلك الفترة على النحو الآتي: استمر الوجود السياسي للدولة التي شكَّلها الخزر على نمط دولة إقطاعية مبكرة ما بين الأعوام 468 ـ 965.

و قد ساهمت البنية الاجتماعية و التشكيلات السياسية القوية للدولة في الإبقاء على تواجد الخزريين في المنطقة لفترة طويلة حتى بعد انحلال دولتهم حيث كان يُشعر بوجودهم كعنصر ضغط في المنطقة. أصبح الخزريون إمبراطورية عام 620 و كانت عاصمتهم "بيلينجر" ما بين الأعوام 468 ـ 723، أما فيما بعد و بين عامي 723 ـ 965 فقد أصبحت "إيتلي" -إيتيل- أي "آستراخان" الحالية

تثبت الأبحاث أن الحدود الجنوبية لدولة الخزر كانت تمتد حتى مدينة دربنت الواقعة على الحدود الجنوبية لداغستان اليوم. و تعتبر هذه المدينة معبرا إذ أنها من أهم الممرات المعروفة التي تربط ما بين شمال و جنوب القفقاس.

عقب عام 600 م دخل الخزريون في صراعات شديدة مع العرب المسلمين من أجل حماية المنطقة الجنوبية التي تحفظ الأمن في المنطقة و السيطرة على الطرق التجارية. فحتى يتمكن الخزريون من الحفاظ على تواجدهم في شمال داغستان كان يجب أن تكون تلك المدينة -أي دربنت- واقعة تحت سيطرتهم. و في كل فترة كانت تقع فيها المدينة بأيدي العرب كان الخزريون ينسحبون شمالا، و حتى العاصمة "آستراخان" لم تنجُ من الاحتلال العربي

و قد حصل أشد نزاع بين العرب المسلمين و الخزريين عام 652 بالقرب من أسوار مدينة دربنت -إن قبر ربيعة زعيم العرب المسلمين، الذي يروى أنه استشهد في هذه الحرب، إلى جانب قبور الأربعين جندي اللذين كانوا معه يقال أنها موجودة في مقابر الشهداء و قد أطلق عليها اسم "قبر الأربعين"-. لم ينتصر أو يخسر أي من الطرفين هذه المعركة إلا أنها قد أثرت على كليهما بشكل سلبي من الناحية العسكرية فلم يعاود العرب عقب ذلك و لأربعين عاما على التوالي الهجوم على تلك الأراضي.

ما بين عامي 721 ـ 723 قامت الجيوش العربية المسلمة بعبور الحدود الجنوبية لإمبراطورية الخزر و استولت على داغستان، ثم تابعت تقدمها نحو الشمال حيث استولت على العاصمة "بيلينجر". لكن هذه الهزيمة لم تكن لتمحو اسم الخزريين من مسرح التاريخ إذ نقل الخزريون عاصمتهم من "آستراخان" اليوم إلى "إيدل" الواقعة بجوارها و تمكنوا بعد حرب دامت خمس عشرة عاما من استعادة داغستان بأكملها. إلا أن هذا الظفر لم يكن نهائيا، فبعد حوالي سبعة أعوام حضر نائب الخليفة مروان بن محمد مصطحبا جيشا جراراً و استولى على داغستان، و في نفس العام استحضر جيشا أقوى من سابقه و تمكن من هزيمة الخزريين بشكل نهائي و بهذا الشكل مُسح ذكرهم نهائيا من مسرح التاريخ

لدى سقوط الدولة الأموية تراجع الخزريون بشكل كبير نحو الشمال بعد أن كانوا قد أنشئوا دولة قوية مركزها "آستراخان" تمتد حتى جنوب "دربنت" كما اعتنق قسم كبير منهم الإسلام. و قام العرب، الذين كسبوا المعركة، بجعل قسم الشريط الساحلي لداغستان مركزا لهم و كذلك فقد حولوا الوحدات السكنية في المنطقة إلى مراكز دينية اتُخذت كأسس لنشر الإسلام في المنطقة.

و كان أكثر من قدم المساعدات في هذا المجال من السكان المحليين هم الليزكي و الغازي قموق. كان السبب الوحيد للغزو العربي الإسلامي لداغستان الذي بدأ في القرن السابع هو نشر الفكر الإسلامي، الذي كان يؤثر على العالم بأسره في ذلك الحين، على أكبر رقعة جغرافية ممكنة. هذا و إنه في الأراضي التي فُتحت بهذا الهدف و التي تشكل داغستان إحداها قد جرى نشر الإسلام فيها وفق طرق منهجية حيث انتشر الإسلام على الأراضي الداغستانية انطلاقا من مدينة "دربنت" التي جُعلت مركزا.

توضح النفوذ العربي في القرن العاشر إذ تأسست ولايات -آميل- التي ألحقت بالعباسيين و بهذا الشكل تم إلحاق المنطقة سياسيا بالدول الإسلامية

التواجد التركي في المنطقة

إن الفعَّاليات التركية التي بدأها الخزريون في المنطقة في القرن العاشر قد استمرت في القرن الحادي عشر أيضا. و في هذه الفترة استولى السلجوقيون على قسم كبير من الدولة العثمانية. إلا أن نفوذهم لم يُعِّمر طويلا شأنه في ذلك شأن الدولة السلجوقية الكبرى. لقد امتد نفوذ الكومان -الكابتشاك-، أحد الأقوام التركية، في القرنين الحادي و الثاني عشر إلى شمال البحر الأسود و داغستان و بوصولهم إلى داغستان لعبوا دورا كبيرا في توطين الأتراك الذين كانوا قد توغلوا في المنطقة.

هذا و قد حكم داغستان فيما بعد دولا عدة هي و على التوالي: الإلخانيون، سلطنة الأوردو -الجيش- الذهبي، التيموريون، الشيرفانشاخ، الصفويون و كان أغلبها ينحدر من أصول مغولية و لقد خلفوا وراءهم أسوأ الأثر في المنطقة إذ نُهِبَت المدن و أبيد السكان و قد كان شعبي القموق و الشيشان أكثر الشعوب تضررا من هذا. أما فيما يخص الفترة العثمانية فيمكننا العثور على آثارها الثقافية حتى يومنا هذا. فرغم أنها لم تستمر لأكثر من 28 عاما -1578 ـ 1606- إلا أن العلاقات بين الدولة العثمانية و داغستان قد دامت فترة طويلة بعد ذلك -يطلق التركمان اللذين يشكلون قسما من سكان المنطقة و فرعا من الأذريين إلى جانب البعض من سكان قرية واقعة جوار "دربنت" على أنفسهم اسم الأتراك العثمانيون.
أما لغتهم فهي شبيهة باللغة العثمانية التركية، و الكثير من عاداتهم و أمثالهم شبيهة بعادات و أمثال أتراك تركيا. كما نلاحظ آثار اللغة العثمانية التركية و بشكل كبير على كل من لغة القموق و الأذريين اللغتان المحكيتان في المنطقة-. عام 1578 شُنَّت حملة على الصفويين في إيران و نظرا للأهمية الاستراتيجية التي يتمتع بها القفقاس فقد خُطط لاحتلاله فهو يشكل ممرا هاما من جهة و منطقة فاصلة بين روسيا و إيران من جهة أخرى. و لتحقيق هذا الهدف تم إعداد خطة مؤلفة من ثلاثة مراحل يقضي أحد أجزاءها بربط الدولة و العشائر القاطنة شمال القفقاس بالدولة العثمانية.
إن هذه الحملة التي قامت بها الدولة العثمانية على القفقاس قد استمرت طويلا و كانت شاقة للغاية و يعود ذلك إلى البنية المختلطة و المتنوعة للشعب القفقاسي. و لم تمر فترة طويلة على هذا حتى قام الصفويون بتوحيد الصفوف مع الأمراء الجورجيين و شن هجوم مشترك على الأراضي الواقعة تحت حماية الدولة العثمانية فما كان من الجيش العثماني -1590- إلا أن نزل جنوبا متقدما نحو تبريز. انتهى الأمر بتوقيع الصفويين على اتفاقية سلام أصبح بموجبها جنوب القفقاس تابعا للعثمانيين. في نفس الفترة نُظمت حملة إضافية على شمال القفقاس و قد اكتُفي هذه المرة بأن يكون الارتباط مجرد حبر على ورق.

و حسبما كان مخططا له، فقد أعلنت الدويلات الصغيرة في داغستان ـ كما كان حال أغلب الدويلات في شمال القفقاس ـ ارتباطها بالدولة العثمانية.
في تلك الفترة كان شمال القفقاس و على الأخص داغستان يمثل أهمية كبرى بالنسبة للدولة العثمانية، فالطريق الممتد بين الشمال الغربي و الجنوب الشرقي و الواصل بين تامان و "دربنت" يمر منها، و كان هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يُقدِّم من خلاله سلاطين القرم المساعدة في الحروب و على الأخص تلك التي قد تنشب مع الدولة الصفوية. إلى جانب هذا فإن الجيوش العثمانية يمكنها استخدام الطريق ذاته إذا ما رغبت بالتراجع في حروبها في الشمال، و من جهة أخرى فإنه وفي حال تَقَّدم الروس نحو الجنوب ستشكل المنطقة دور مخفر قتال أمامي. لهذه الأسباب مجتمعة و لكي يتمكن العثمانيون من فرض سيطرة محكمة على المنطقة التي علموا بأن سكانها ينتمون لمناشئ مختلفة قاموا بإرسال الرسائل إلى الزعماء الإقطاعيين في الجنوب طالبين منهم تقديم العون و حتى الالتحاق بالدولة العثمانية.
و لقد آتت هذه الرسائل أكلها، إذ أن شعوب المنطقة، و هم من المسلمين السنيين، قد ارتبطوا طوعا بالدولة العثمانية إذا ما نظرنا إلى شمال القفقاس نظرة عامة نرى أن داغستان هي المنطقة الوحيدة، إلى جانب القبردي، التي كانت تربطها علاقات بالدولة العثمانية حينها ندرك مدى الأهمية التي كانت تمثلها هذه المنطقة بالنسبة للدولة العثمانية

الفعَّاليات الإيرانية

عاد الوجود الإيراني للظهور مجددا في المنطقة في الفترة التي عقبت الإمبراطورتين الفارسية و الساسانية، ففي عام 944 للميلاد استولى شاه شيرفان على المنطقة. إلا أن هذا النفوذ الذي تم في فترة الإمبراطورية الصفوية، التي دخلت المنطقة بأفكار سياسية و شيعية برَّاقة، لم يدم طويلا.

وقعت المنطقة تحت نفوذ الحكم المغولي منذ القرن الرابع عشر حيث أسست الدولة الإلخانية إلا أنه و بعد مرور ثلاثة قرون و مع انهيار الإمبراطورية التيمورية تشكل في المنطقة فراغ لم تتمكن أية دولة أخرى من ملئه.

و لقد أراد الصفوييون الاستفادة بأقصى شكل من هذا الفراغ، فقاموا في القرن الخامس عشر بالاستيلاء على جنوب القفقاس و الاستيطان فيه، و كان من الطبيعي للغاية أن يفكروا بالتوجه شمالا عقب تحقيق مطامعهم في الجنوب.

و بحلول عام 1578 اصطدم الصفويون وجها لوجه مع العثمانيين و اضطروا للانسحاب إثر هزيمتهم أمامهم. استمرت الحرب حتى عام 1590 حيث هُزِمَ الصفوييون هزيمة نكراء أمام العثمانيين أخلوا على إثرها المنطقة تماما. رغم أن النفوذ العثماني لم يدم طويلا إلا الصفويون لم يعيدوا الكرة و لم يحاولوا تكرار فرض سيطرتهم على المنطقة، لكنهم و مع هذا بذلوا قصارى جهدهم لفرض الفلسفة الشيعية هناك فمع مطلع القرن السابع عشر قام الصفويون بحركة تهدف إلى نشر المذهب الشيعي قابلها الداغستانيون بردة فعل عنيفة للغاية. في مطلع القرن السابع عشر توحَّد الداغستانيون تحت إمرة غازي قموق خان و تشولاك سرخاي خان و ااستعادوا "شاماخي" و دخلوا تحت الحماية العثمانية،
و لقد سهَّلت هزيمة الدولة الصفوية أمام ملك أفغانستان "محمد خان" استرداد المنطقة من يد الإيرانيين. تمكن الشاه نادر من إعادة جمع أجزاء الدولة بزمن قصير و استعادة الأراضي التي خسرتها، إلا أن الدولة الصفوية لم تعد بالقوة التي كانت عليها سابقا. و قد بلغ بها الضعف حدا بعيدا اضطرت معه إلى طلب العون من روسيا لمساعدتها في إخماد النزاعات الداخلية المتأججة فيها.
رغم ذلك فقد استمر النفوذ الإيراني في المنطقة الجنوبية من داغستان إلى الحين الذي تركوها فيها للروس بعد أن أصبحت تابعة تماما لهؤلاء الأخيرين وفق اتفاقية جولستان. هذا و يمكن ملاحظة هذا التأثير اليوم على الفئة العرقية المنحدرة من أصل إيراني في داغستان و على اللغات الإيرانية المحلية. إذا ما قارنا الوجود الإيراني في المنطقة مع الوجود العثماني و الروسي نجد أنه كان غير فعالا و أن تأثيره لم يدم طويلا فالسياسة القاسية المتبعة و على الأخص تلك التي هدفت لنشر الفكر الشيعي كان يقابلها شعب المنطقة بردة فعل قوية على الدوام. و قد أظهر الشعب ذلك في الحرب الإيرانية ـ الروسية في المنطقة إذ فضل مد يد العون إلى روسيا على مدها لإيران كانت النتيجة الطبيعية لذلك هو أن تخسر إيران هذه المعركة و أن تضطر على الدوام للانسحاب أمام روسيا

روسيا تتوجه إلى الجنوب

عقب إقصاء خطر الأوردو -الجيش- الذهبي جانبا بلغت الدولة الروسية ـ التي كانت تتطور و تكبر بسرعة كبيرة ـ أقصى حد في توسعها و بدأت تدخل فترة من الخمول. و هكذا استمر كل من الدولة العثمانية و الدولة الصفوية بالتقدم أمامها في المنطقة. فروسيا التي كانت آخر و أبقى الذين حلوا في المنطقة كانت لا تزال دولة حديثة العهد مقارنة مع غيرها، و قد قامت بتأسيس جيش قوي ذو إمكانيات تكنولوجية عالية ليخدم سياستها في التوسع و بسط نفوذها على أكبر رقعة ممكنة.

بدأ الاهتمام الروسي بداغستان منذ القرن 16 إذ أن إيفان الرهيب و باستيلائه على الكازان عام 1552 و آستراخان عام 1557 قد ألغى سلطنتين تابعتين للأوردو -الجيش- الذهبي، كما وصل إلى ضفاف بحر الخزر و من ثم تزوج بابنة سيد القبردي من قبائل شمال القفقاس و بهذا الشكل أرسى دعائم حكمه في المنطقة و دخلت المنطقة من تلقاء ذاتها ضمن نطاق النفوذ الروسي و قد وصل هذا النفوذ عام 1567 إلى أراضي غروزني الحالية حيث تم إنشاء قلعة في المنطقة المسماة سونجا ليتم استخدمها كقاعة لغزو القفقاس. و قد اضطر العثمانيون لهدم هذه القلعة التي كانت تشكل خطرا يتمثل بإمكانية البدء بمشروع يصل بين نهري الدون و الفولكا
إلى جانب هذا
و اعتبارا من القرن السابع عشر لم تتوانَ روسيا القيصرية عن التنظيم لوابل من الغزوات الجديدة لداغستان الأمر الذي قابله الشعب المحلي بمقاومة عنيفة للغاية.
ففي عام 1610 تمكنت الواحدات الداغستانية التابعة لإدارة سلطانموت سلطان غنديرة من إلحاق هزيمة نكراء بالجيش القيصري.

و في المائة عام التي عقبت هذه الهزيمة كفت الحكومة القيصرية عن التنظيم لغزوات جديدة منظمة لداغستان. فالمسؤولين القياصرة قد أدركوا عدم جدوى اتباع هذه السياسة الأمر الذي حدا بهم إلى التفكير بتطوير استراتيجيات جديدة. سرعان ما وضع الروس هذه الاستراتيجية موضع التطبيق و شرعوا بتنظيم غزوات جديدة تحت زعامة بيترو الأول في القرن الثامن عشر لغزو المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية البالغة


و في عام 1722 قام القيصر بيترو الأول، متذرعا أن الداغستانيين قد نهبوا أموال أحد التجار الروس، باحتلال المنطقة الممتدة من نهر التيرك و حتى دربنت
و لقد أصبحت فيما بعد طريقة الاحتلال هذه نموذجا يحتذى به. و أفضل دليل عليها هو إخلاء المنطقة من السكان خلال فترة قصيرة بعد ذلك و إعادتها للإيرانيين. دفعت هذه الحملة الدولة العثمانية، التي كانت تضع مدينة دربنت تحت حمايتها، إلى الاعتراض على ما يقوم به بيترو و مطالبته بترك المدينة، إلا أن روسيا التي كانت قد بدأت بتطبيق مخططاتها و مشاريعها منذ فترة طويلة لم تلق بالا إلى هذا الاعتراض. و قد أُحبِطَت مخططات بيترو الأول الذي كان ينوي التوجه نحو الجنوب أيضا؛ إذ لحق ضرر كبير بالأسطول الروسي الذي كان يعقب الجيش إثر عاصفة غير متوقعة هبت على ضفاف دربنت. و إثر إعراب الدولة العثمانية بوضوح عن انزعاجها مما تقوم به روسيا في المنطقة، و لكي لا تجد هذه الأخيرة نفسها وجها لوجه أمام حرب محتملة الحدوث غير مستعدة لها قام القيصر بترك حامية في دربنت مفضلا الانسحاب إلى منطقة التيرك

لا تزال مدينة " دربنت " تتمتع بنفس الأهمية منذ ذلك اليوم و حتى الآن إن هذه الأرض المكونة من مساحة ضيقة واقعة بين المنطقة الجبلية في داغستان و ضفاف بحر قزوين تشكل نقطة عبور لكافة القفقاسيين من الجنوب إلى الشمال. في يومنا هذا، تعتبر هذه المنطقة أهم ممر عبور للطريق التجاري باكو ـ روستوف- في غضون ذلك كان الروس قد تمكنوا من فرض نفوذهم على سواحل الخزر فقط. و مع هذا النفوذ بدأت روسيا التدخل بالشؤون الداخلية لإيران حيث كانت تدخلها في كل فرصة كما أنها لم تتوانَ عن إرسال رجالها و الأخصائيين العسكريين إلى المنطقة للقيام بدراسة موجهة تخدم مخططاتها القادمة. و كانت الوحدات الروسية غالبا ما تدخل الأراضي الإيرانية بحجة تقديم المساعدات و كانت هذه النزاعات تنتهي في كل مرة إلى عقد اتفاقيات تؤُخذ بموجبها قطعة من الأراضي. و أفضل مثال على هذه اللعبة السرية هو ما قامت به روسيا لإنهاء الاحتلال الأفغاني في إيران إذ دخلت مدينة "رشت" بناء على دعوة شعبها الثائر و وقعت اتفاقا مع تاخماسب شاه إيران الجديد مقابل استلامها لدربنت و باكو و ذلك حسب ( اتفاقية رشت)

رغم هذا لم تبقَ المنطقة فترة طويلة في أيدي الروس. فمع بدء القبائل الجبلية بإثارة المشاكل و استرداد إيران لقوتها بقيام الشاه نادر بإعادة تكوين الوحدات العسكرية الإيرانية و لتجنب حرب لا مفر منها مع الدولة العثمانية، الأمر الأهم من بين كل هذه الأسباب، اضطرت روسيا و بناء على اتفاقية غانجا -عام 1732- إلى إعادة كافة الأراضي التي كانت قد احتلتها جنوب نهر التيرك إلى إيران.

و لقد شكل أحد عناصر الضغط على روسيا التهديد الذي قام به الشاه نادر ـ الذي كان قد شعر بقرب وقوع حرب عثمانية ـ روسية لا مفر منها ـ و المتلخص بالعبارة التالية: "في حال عدم إرجاع هذه الأراضي لنا سنقوم بتنظيم حركة مشتركة مع الدولة العثمانية". لم تكن الدولة العثمانية لتثق بالضمانات التي قدمتها روسيا بشأن القرم و القفقاس و مع اندلاع الحرب مع روسيا عام 1768 تحولت المنطقة مرة أخرى إلى ساحة حرب للدول الكبرى.

كانت الدولة العثمانية أثناء خوضها لهذه الحرب تثق بمساعدة الأقوام الجبلية إذ كان يُنتظر منهم أن يكونوا عنصر توازن لدى دخولهم جبهة القتال
و لقد كانت تلبية طلبات الشعوب المحلية التي كانت منزعجة من السياسة الروسية في المنطقة و رغبة الدولة العثمانية بتأمين الحماية من الخلف من الأسباب التي أدت إلى نشوب هذه الحرب. لكن و بسبب عدم تأمين الدعم المنتظر من الشعوب المحلية، الأمر الناتج عن الفوضى السياسية، لم تنتهِ الحرب لصالح العثمانيين. و كانت نتيجتها أن قطعت الدولة العثمانية علاقاتها بالمنطقة و نأت عن التطورات السياسية الحاصلة في داغستان بعد ذلك. و قد قام قوم الكاراكايتاغ، الذين استفادوا من الفراغ الناتج أثناء فترة الحرب العثمانية ـ الروسية و الهادفين للاستيلاء على المنطقة، بشن هجمات على السلطنات المجاورة و على الروس. إلا أن اختطاف أحد الأصدقاء المقربين لـ "تشاريتشة كاتيرينا" و وفاته في الأسر في كاياكنت أدى إلى تحرك الوحدات الروسية و قضائها على هذا القوم و حتى احتلالها للحكومة الإيرانية في دربنت من جديد. لكن أمام المقاومة العنيفة للشعب المحلي و إلحاق الخسائر الفادحة بالوحدات الروسية لم يبقَ الروس فترة طويلة في المنطقة و سرعان ما اضطروا إلى إخلاء دربنت مرة أخرى. و كما هو ملاحظ فإن الروس لم يحصلوا على نتائج مريحة في المنطقة كسابقيهم من القوى الخارجية. و نظرا للتكوين العرقي المختلف تمام الاختلاف عن بعضه البعض في المنطقة و اصطدامهم بروح القتال لدى أولئك الشعوب و عدم حصولهم على نتائج إيجابية فقد وجد الروس أنفسهم مضطرين لتغيير استراتيجيتهم. و هكذا قاموا في البداية بتعزيز الأماكن التي يقطنها القوزاق الروس على أطراف جبال القفقاس كما قاموا أيضا بإرسال أشهر جنرالين في ذلك الوقت في الجيش الروسي إلى الجبهة في القفقاس. كانت أول الإجراءات التي أتخذها هذين الجنرالين هو إنشاء قلاع محكمة لاستخدامها كمخفر قتالي فيما بعد. كما بدأ الاستعمار الروسي باستحضار سكان القرى الروسية إلى الأماكن التي كان يتم إخلاؤها من سكانها
و عقب إقصاء القوى الخارجية الأخرى المتواجدة في المنطقة قامت روسيا، التي كانت تريد فرض سيطرتها على الشعوب المحلية، بإعداد العدة لحرب قفقاسيا الكبرى كما ذكرنا سابقا و زحفت بجيشها نحو الجنوب. و قد كان النوغواي هم أول المتضررين من هذا قبل بدء حرب القفقاس الكبرى. ضمن إطار تطبيق الخطط المعدة سابقا قام الروس بالاستيلاء على السهول الخصبة الواحدة تلو الأخرى دون أن يبقوا للنوغواي على أرض ليعيشوا عليها. و هكذا وجد النوغواي أنفسهم مضطرين لخوض حرب ضد الروس لم تنتهِ لصالحهم على الإطلاق إذ أُخرج البعض من سهوله الخصبة أما البعض الآخر فلقد ألحق واحدا واحدا كأعضاء إلى بنية المستعمرة الروسية -يشكل النوغواي اليوم نسبة 1,6 من تعداد السكان في داغستان و هم يقطنون القسم الشمالي لبلاد و سهوبا يطلق ليها اسم "صحراء النوغواي" و المناطق المحيطة بها-.

و بحلول عام 1785 و بدعم من الشعب الذي كان مستاء للغاية من السياسة التي يتبعها الروس في المنطقة قام الشيخ منصور بثورة قمعها الروس بشكل دموي للغاية. و في عام 1801 بدأت الحرب التي كانت ستحدد مصير القفقاس.

و قد فكرت الحكومة القيصرية، عقب قمع مقاومة الشعب المحلي في هذه الحرب و إنهاء العبودية، بأن هذا الأمر من شأنه حل مشكلة البطالة التي ظهرت في طبقة الفلاحين الروس عن طريق تأمين فرص عمل لهم. و عقب استيلاء روسيا على سائر داغستان نتيجة لهذه الحرب و من أجل وضع ما قد خططت له قبل الحرب موضع التنفيذ شرعت باتباع سياسات التهّجير و الإذابة و الاستعمار و التشغيل الإخباري. و قد رأى الشعب الجبلي، الذي لاحظ التأثيرات السلبية لهذه السياسة المتبعة على سكان الأقسام السهلية، في الحرب التي بدأت عام 1800 حرب خلاص قومي و هدفا لحماية الأراضي و الحياة
قامت الحكومة القيصرية باتباع سياسة الضغط على السكان المحليين للأراضي التي احتلتها نتيجة لهذه الحرب و التي كان في إطارها الحيلولة دون التقدم السياسي و الاقتصادي للأقوام غير الروسية القاطنة في داغستان. و كما فقدت تلك الأراضي إمكانية التطور الحر و التقدم فقد شعبها أيضا حريته، فالحكومة الروسية التي كانت قد ألغت طبقة العبيد، قامت بتشكيل طبقة عبيد جديدة تابعة لها
إن السياسة الغاشمة التي اتبعتها الحكومة القيصرية في المنطقة عقب الاستيلاء الروسي على سائر داغستان بعقد اتفاقية جلستان عام 1813 كانت و دون أدنى شك تهدف لاختصار الوقت في توطيد حاكميتها و توفير المال. فالروس قد اضطروا سابقا لخوض حرب لإخماد الجهاد الذي استمر في القفقاس ما بين الأعوام 1780 ـ 1813 و التي بدأها الإمام منصور في الثمانينات و من ثم غازي محمد الذي تلاه حمزات بيك و الشيخ شامل. و لقد أدى هذا النضال إلى إيقاف السياسة الروسية الهادفة للوصول إلى البحار الدافئة، فالروس لم يتمكنوا من تحقيق الضربة التي كانوا يريدون إنزالها بالدولتين العثمانية و الصفوية ـ اللتان كانتا في وضع صعب من الناحية العسكرية ـ بسبب شعورهم بأن باقي أقسام الجبهة غير آمن الأمر الذي منعهم من التقدم أكثر نحو الجنوب. في إطار هذا الجهاد قام الشيخ شامل، المنتخب إماما على رقعة جغرافية تشمل المناطق الجبلية في داغستان و قسم كبير من إتشكيريا -الشيشان-، بتنظيم حركة الجهاد الذي يخوضه ضد الروس بشكل أفضل إعدادا و الذي استمر على مدى 25 عاما. إلا أن الشيخ شامل قد استسلم للقوات الروسية المسلحة بالأسلحة الثقيلة تحت إمرة الجنرال بارياتنسكي مسلما معه أيضا كافة أراضي داغستان و إتشكيريا استمر الداغستانيون بالجهاد بعد ذلك منطقة منطقة ضد الروس رغم كون هذا الجهاد غير ذا تأثير يذكر. و لقد كانت الثورات التي قامت بعد ذلك تهدف في معظمها إلى الخلاص من السياسات التي يتبعها الروس أكثر من كونها حركات جهاد أو استقلال كما كان حال النضال الذي خاضه الشيخ شامل. اعتبارا من ذلك التاريخ و كدأب روسيا دوما في كافة الأراضي التي تحتلها، قامت بتأسيس حكومة استعمارية حيث حكم الولاة الروس داغستان حتى أوائل القرن العشرين يتعذر العثور على دولة شعبية أخرى أُسِّسَت بعد الدولة الألبانية و احتوت كافة السكان المحليين لداغستان التي تعرضت لاحتلال العديد من الدول على مر العصور نظرا للأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها
هذا و قد اقترب الداغستانيون من إمكانية تحقيق قوة في المنطقة أثناء فترة جمهورية القفقاس الشمالي عام 1918 و جمهورية داغستان الروسية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي عام 1921 فداغستان التي تملك أحد أهم الممرين الواصلين بين الشمال و الجنوب قد لفتت عبر العصور أنظار الدول القوية مثل الخزر و العرب والمغول والسلجوقيين و العثمانيين و الإيرانيين و الروس مما اضطرها لخوض حروب طاحنة مع كل هذه الدول التي كانت تريد فرض نفوذها على المنطقة. و هكذا عاشت المجموعات العرقية في تلك المنطقة حروبا مكثفة و عانت تحت ضغط القوى الخارجية. و كانت النتيجة الطبيعية لهذا الضغط هو عدم التمكن من تشكيل اتحاد قوي باستثناء بعض الفترات القصيرة
فالمجموعات العرقية في المنطقة كانت تفضل الانسحاب إلى الجبال لحماية نفسها من قوى الاحتلال مما شكل أساسا لتكوين دويلات صغيرة في البنية الإقطاعية كما ضمن لسكان المنطقة الدراية و المعرفة بشؤون إنشاء و إدارة دولة. و لقد استمر تواجد تلك الدويلات الصغيرة على الساحة السياسية إلى أن قامت روسيا بوضع المنطقة تحت حكمها. و لقد كان ذلك دون أدنى شك أحد العوامل الهامة التي كفلت إنشاء جمهورية داغستان السوفيتية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي 1921 و إدارة حياتها السياسية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التاريخ السياسي لداغستان قبل القرن العشرين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عبد اللطيف أبو هيف سباح القرن العشرين
» مصر في أربعينات القرن العشرين (1940-1949)
» تاريخ ماليزيا في القرن العشرين - رابط مناقلة
» موجز تاريخ فلسطين في النصف الثاني من القرن العشرين
» التاريخ العسكري للدولة العثمانية في القرن السادس عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: المنتديات المتخصصة :: تاريخ آسيا-
انتقل الى: