مقدمة
إذا كان النصف الأول من القرن العشرين كان شاهدا على انطلاق الطاقة النووية و صناعات الالكترونيات و الطيران، فإن النصف الثاني من القرن العشرين كان شاهدا على انطلاق علوم الفضاء وعلوم الكمبيوتر وثورة الإنترنت والاتصالات والبرمجيات والصور الرقمية
أجزاء مشروع القمر الصناعي
1- تصميم القمر الصناعي
الأقمار لأغراض عسكرية تصمم بحيث تكون دقة التصويب في صورها لمسافة واحد متر فأقل
.الأقمار لأغراض مدنية سلمية تكون دقة التصويب في صورها لمسافة 10 أمتار فأعلي
2-تصنيع القمر الصناعي
صناعة قوية في مجال الإلكترونات والاتصالات والمعلومات
وقد نكتسب القدرة على تصنيع الأقمار الصغيرة في المعمل بإمكاناتنا الذاتية
3- إطلاق القمر الصناعي
يحتاج ذلك إلي تأجير صاروخ من دولة كروسيا أو أمريكا
كل هذه الأجزاء تحتاج مهارات غير متوافرة في معظم دول العالم العربي ولذا اضطررنا في السابق إلي شراء أقمار تسليم مفتاح للأغراض الاعلامية من الدول التي تصنع القمر وتطلقه
الدول التي " تصنع وتطلق"
الدول التي تمتلك القدرة على تصنيع الأقمار الصناعية والمركبات و القاذفات والصواريخ التي تحملها إلى المدار هي بالترتيب:
روسيا
أمريكا
بريطانيا
فرنسا
الصين
الهند
اليابان
إسرائيل.
لو أردنا أن نشتري قمرًا جاهزا ًللاستشعار عن بعد يمكننا أن نتعاقد علي شرائه على الفور، ولكننا الهدف يجب أن يكون التعليم وتوطين التكنولوجيا وبناء أقمار صغيرة تفيد خطة للبحث العلمي ومراقبة الصحراء والمحاصيل الزراعية والموارد المائية.
تاريخ برنامج الفضاء المصري
البداية كانت في 26 ديسمبر من العام 1995 عندما طرح الدكتور محمد بهي الدين عرجون** أستاذ مادة ديناميكا المركبات الفضائية والطيران بقسم هندسة الفضاء والطيران بهندسة القاهرة فكرة "مصر والفضاء الخارجي" في مؤتمر رأسه آنذاك الدكتور مفيد شهاب رئيس جامعة القاهرة
وفي عام 1997، اقتنعت الدولة بدخول مصر في برنامج فضائي وكلفت محمد عرجون رسميا بتولي مسؤولية البرنامج،
وفي 16-5-1998 أنشئ "مجلس بحوث الفضاء" داخل "أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا" برئاسة الدكتور علي صادق، حيث تقدمنا بأفكارنا للمجلس وجري نقاش حولها لمدة عام كامل
انتهي بصياغة "برنامج الفضاء المصري" الذي يقوم على فكرة تصنيع الأقمار الصغيرة المخصصة للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء بشكل متدرج،
وصار الدكتور محمد بهي الدين عرجون هورئيس برنامج الفضاء المصري و رئيس شعبة علوم الفضاء بهيئة الاستشعار عن بعد ويلقبه البعض بلقب "الأب الروحي لبرنامج الفضاء المصري"
عقد تصنيع القمر الصناعي ( ايجبت سات1)
ثم جري عقد اتفاق تجاري بين مصر ودولة أوكرانيا لتصنيع قمر صناعي لمصر باسم (ايجبت سات-1) وذلك في أوكرانيا
هذا القمر من الأقمار السطحية التي ترصد ما هو موجود على السطح فقط، وليس في جوف الأرض، وأنها أقمار "مدنية سلمية غير عسكرية ودقة التصويب في صورها لمسافة 10 أمتار، "وهي نسبة ليست عسكرية بالمرة، لأن
تبلغ تكلفة صنع القمر6 ملايين دولار, ويضاف الي ذلك 4 ملايين دولار أخري تكلفة حمل القمر إلي مداره في الفضاء الخارجي بواسطة صاروخ روسي يحمل عددا من أقمارالدول الاخري إضافة الي تكلفة محطة التحكم التي تصحح مدار القمر وتوجه مساره
التدريب
ومشروع القمر الصناعي مصر سات1 أتاح وجود فريق عمل متكامل يضم اكثر من120 متخصصا في التصميم والتصنيع والتحكم والتوجيه وتحليل المعلومات التي تأتي من القمر, كما حفز عددا من مراكز الدراسات والبحوث العلمية علي المشاركة في التجربة في إطار تم تخطيطه سلفا, حيث أقيم في جامعة القاهرة أول مركز لعلوم واستشعار الفضاء, يتبعه مركز مماثل في جامعة حلوان وآخر في جامعة الزقازيق إضافة الي8 رسائل لبحوث الدكتوراه والماجستير في مجالات متنوعة ومتكاملة تتعلق بعلوم الفضاء.
ويقول محمد عرجون إلى أن عدد التخصصات المختلفة التي احتاجوا إليها "300 تخصص"، تدرب عليها الشباب المصري وعلى أعلى المستويات، وأضاف "الجودة هنا نسبتها 100 في المائة، لأنه إذا تعطل جهاز التلفزيون أو الكاميرا على الأرض يمكنك إصلاحها، أما إذا تعطلت كاميرا القمر أو بطاريته في الفضاء ضاعت استثمارات قدرها 50 أو 60 مليون دولار في لحظة، هنا لا بد أن تكون درجة إتقان التخصص 100 في المائة، فلا مجال للخطأ،
القمر المصري لن يكون الأخير حيث تنوي مصر إطلاق قمر صناعي ثان بعد خمس سنوات ثم قمر ثالث عام 2017، لتتخطى مصر عقبة مهمة من عقبات البحث العلمي والتقدم التكنولوجي، وتندرج ضمن الدول صاحبة برامج الفضاء، بحثا وتصنيعا وإطلاقا، وليس مجرد شراء التكنولوجيا بنظام تسليم المفتاح
وقد تشكل فريق عمل مصري من64 متخصصا أقاموا في أوكرانيا علي امتداد ست سنوات للمشاركة في تصميم وتصنيع ايجبت سات2 الذي يمكن أن ينطلق عام2012 مع قمر آخر توءم يستهدف اكتشاف الصحاري المصرية
مسح المواضع الأنسب للمحطة الأرضية
لاختيار مكان هذه المحطة الأرضية "قام الخبراء بمسح 20 مكانًا في مصر ووقع الاختيار النهائي على 7 أماكن وكلها تمت بها قياسات التلوث الكهرومغناطيسي خشية التلوث الكهرومغناطيسي الذي يمنع استقبال إشارة القمر
والمحطة يجب أن تكون بعيدة عن الإشارات والمصانع والعمران وأبراج المحمول
وفي النهاية جري اختيار أنسب مكان وكان في (القاهرة الجديدة) بالتجمع الخامس شرق القاهرة"،
إقامة محطة تحكم القمر الأول "إيجبت سات 1"
تمت إقامتها في منطقة خارج التجمع الخامس في القاهرة الجديدة
وقد بدأ العمل فيها بعدما وصلت في 1427هـ 2006 م أجزاء محطة تحكم القمر الأول "إيجبت سات 1"من أوكرانيا، وسينتهي تركيبها في مارس عام 2007"
وحاليا توجد "محطة استقبال في أسوان".
وظيفة القمر الأول "إيجبت سات 1"
الفائدة المباشرة للقمر مصر سات1 في أنه سوف يدور حول مصر مرتين في اليوم الواحد, يصور عن بعد في مدار يتم توجيهه من محطة التحكم في منطقة التجمع الخامس بحيث يمسح القمر مساحة مصر بأكملها مرة كل70 يوما, يلتقط عشرات الآلاف من الصور من الفجر الي الغروب لكل مساحة قدرها ثمانية أمتار مربعة ويبعثها الي محطة استقبال الصور وتحليلها في أسوان بما يساعد مصر علي :
تحديد كردونات المدن والقري
دراسة ممرات السيول في الأودية المصرية
متابعة ظواهر النحر والاطماء علي طول النيل
دراسة تآكل السواحل المصرية وقياسها علي نحو دقيق
رسم الخرائط العمرانية لتوسعات المدن
تحديد مساحة الحاصلات الزراعية بدقة
متابعة أي أزمة ضخمة تقع في أي بقعة مصرية بتصوير تفاصيل تطوراتها علي مدار الساعة
الإطلاق
من إحدي قواعد الفضاء في جمهورية كازاخستان يرفعه صاروخ روسي الي مداره علي مسافة680 كيلو مترا من سطح الأرض
بعد عدة تأجيلات تقرر إطلاق "إيجبت سات1" يوم 29-3-2007، إن لم تظهر عوائق للاطلاق في ذلك اليوم أمام للعلماء
، والسر في اختيار هذا التاريخ هو أن يتزامن مع مرور عشر سنوات على بدء برنامج الفضاء المصري عام 1997
.
التفكير في إنشاء وكالة فضاء مصريةبرنامج الفضاء المصري، مخصص له أرض تسمى "مدينة أبحاث الفضاء" على مساحة 100 فدان
وهناك تفكير في بإنشاء وكالة الفضاء المصرية" لأن جميع مقوماتها موجودة..فوجودها سوف ينسق ويدفع العمل للأمام وعدم إنشاء وكالة الفضاء المستقلة فورا سوف يفقد مصر الخبرات التي اكتسبتها
ويقول رئيس البرنامج في هذا الصدد، "إنه لابد أن تكون مستقلة وتابعة لأعلى جهة بالدولة مثل رئاسة الجمهورية، وأن تكون قوانينها غير نمطية وغير تقليدية لأننا نحتاج لفعل سريع كلما واجهتنا تحديات طارئة، ونحتاج لحرية حركة أوسع ولقانون خاصة ولمرتبات مجزية
وسبق لنائب رئيس مجلس بحوث الفضاء بمصر الدكتور عادل يحيى، أن دعا عام 2004 إلى إنشاء وكالة فضاء عربية تجمع الدول العربية مع بعضها أسوة بوكالة الفضاء الأوروبية التي تجمع جميع الدول الأوروبية في اتحاد لتنظيم العمل فيها
برامج تصنيع أقمار أخري هناك برامج لتصنيع وإطلاق أقمار صناعية أخرى للملاحة أو رصد مطالع الشهور العربية، ولكنها مستقلة نسبيا عن برنامج الفضاء المصري، وبعضها جزء من نشاط دولي، مثل
1-القمر الصناعي للملاحة واتصالات الطيران وللمساعدة في حركة الملاحة الجوية فوق البحر المتوسط وشمال أفريقيا والصحراءأعلن عنه وزير الطيران المصري الفريق أحمد شفيق، وهو جزء من نشاط دولي ومستقل عن برنامج مصر الفضائي .
2
-قمر صناعي لرصد مطالع الشهور العربيةتقوم دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع وزارة البحث العلمي لإطلاق قمر صناعي لرصد مطالع الشهور العربية، وهو خاص بمركز استشارات الفضاء بجامعة القاهرة،
3-قمران (نايل سات) للبث التلفزيوني أيضًا يوجد قمران (نايل سات) للبث التلفزيوني .
حيث كانت مصر قد اطلقت بنجاح قمرين صناعيين من قبل للأغراض الإعلامية وهما "نايل سات 101" سنة 1998م و"نايل سات 102" فى سنة2000م
التعاون العربي في مجال الفضاءالدول العربيةالتي تعمل بجد لاكتساب تكنولوجيا الفضاء هي: مصر والجزائر والسعودية والمغرب
وهناك تجارب عربية أو مصرية في مجال صناعة الأقمار الصناعية ومنها التجربة المصرية والتجربة الجزائرية وتجربة التعاون السعودي الروسي
ولكي ينجح التعاون العربي الفضائي اقترحت مصر بأن نبدأ من الميزة النسبية لكل دولة كما فعلت الدول الأوروبية الأعضاء في "وكالة الفضاء الأوروبية" وعددها 22 دولة من بين 25 دولة بالاتحاد الأوروبي، وتتراوح مساهمة الدول حسب قدراتها من 25 في المائة لفرنسا إلى 0.2 في المائة لبعض الدول الصغيرة كفنلندا، على أن يعود عائد الاستثمار الفضائي على كل دولة حسب مساهمتها في البرنامج من دعم مالي وبشري وتكنولوجيا ومعاملة واختبارات، عندما نصل لذلك سيكون لدينا قمرا صناعيا عربيا إقليميا".
.
. الدول العربية تتكبد خسائر كثيرة لعدم الانضمام إلى نادي الدول الفضائية، منها
1- ضياع الإمكانيات في استغلال الفضاء
قال نائب رئيس مجلس بحوث الفضاء بمصر الدكتور عادل يحيى،أن دول العالم الكبرى، وضعت مصر والمنطقة العربية في منطقة ضيقة جدا، وتركت جزءاً بسيطا للاستفادة منه وهى أقمار البحث العلمي من نوعية "ايجبت سات 1"
2-، الارتباط الدائم بالعالم الخارجي، ليقرر مدى مساعدته للدول العربية في أمور مثل استكشاف المياه الجوفية أو كشف الألغام .
====================
المراجع :
**جريدة الأهرام-مقال للصحفي مكرم محمد أحمد بتاريخ 20-2-2007
** مجلة "المصور" الحكومية الأسبوعية في فبراير 2007م @حوار مع الدكتور محمد بهي الدين عرجون
**ميدل ايست اونلاين