المسلمون في أوكرانيا

المسلمون في أوكرانيا :
================
جاهر المسلمون في القرم بتأييد حكومة كييف الجديدة

تاريخ  الإسلام في  أوكرانيا 
 
النصف الأول من القرن العاشر :
تعرف الشعب الأوكراني على الإسلام  عن طريق الرحالة والتجار المسلمين الذين كانوا يتوافدون إلى مدينة كييف عاصمة دولة ( كييف –روس )محملين بالبضائع المختلفة،
وذلك ثابت بالمراجع والعملات النقدية التي تعود  للقرن 10م وتم مؤخراُ  العثور عليها هناك وعليها كتابات عربية  
------------------------
في القرن11
قام  المؤرخون الأوكرانيون بتدوين أخبار عن  توافد المسلمين إلى أوكرانيا  في القرن11وخاصة عندما كان يعمل كثير من أبناء الجاليات المسلمة في إمارة كييف
------------------------
دخل الإسلام الحنيف إلى أوكرانيا عن طريقين :
1- الطريق الجنوبي من خلال تركيا والدول العربية
2- الطريق الشرقي من بلاد الفولجا والقوقاز.
 
وإعجاباً بالنظام الروحاني والأخلاقي في الاسلام دخل ملايين الأوكرانيين  الإسلام  
-----------------------
في يونيو 1774
بعد عقود من الحروب  المستمرة بين الروس والترك تمكن الروس (في عهد الامبراطورة  كاثرين ) من دخول كل  أوكرانيا بما فيها جزيرة القرم ،
استولت روسيا على القرم بعدما  دحرت جيوشهم  تتار القرم الذين كانوا متحالفين مع العثمانيين،
وبعدها  تنازلت تركيا عن القرم لروسيا ، وتم توقيع وثيقة بذلك  
 
وتحت سيطرة الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية  الديانة كان التوجه الرسمي  بالنسبة إلي  المسلمين الأوكرانيين هو السعي لتشجيعهم علي ترك إسلامهم و اعتناق النصرانية.
كان من الصعب مبدئياً  منعهم من الصلوات والصيام لكن منعوهم من السفر للخارج بدعوي الحج بدون الحصول علي موافقة مسبقة من   السلطات الرسمية
و  أصبح الذهاب إلى الحج من أصعب الصعوبات   لأنه يتعذر الحصول علي موافقة رسمية بالسفر خارج البلاد
-----------------------
 سنة 1876
حرمت السلطات الروسية على المسلمين الحج إلى بيت الله الحرام،
-----------------------
في سنة 1890
شرعت السلطات الروسية في حملات اضطهاد لمسلمي القرم  الذين لازالوا متمسكين بعقيدتهم فقامت السلطات ضدهم  بما يلي :
 
1- إغلاق المساجد
2-مصادرة الأوقاف الإسلامية
3- إغلاق المدارس لأنها تعلم الأطفال القرآن والصلاة
4- مطاردة المعارضين والمحتجين الناشطين من المسلمين وتلفيق التهم لهم لكي يختفوا ويضطروا إلي  على مغادرة وطنهم
------------------------
في بداية القرن 19
قام الجنود الروس بترحيل الأئمة والمعلمين من  شبه جزيرة القرم  إلى المدن الروسية
و  خلال الخدمة العسكرية تم إجبارهم على أكل الخنزير وكل ما هو محرم إسلاميا ًمن مأكول ومشروب
-----------------------
في بداية القرن 19
نتيجة لاضطهاد الحكومة الروسية لنظام التعليم الإسلامي في شبه جزيرة القرم انخفض عدد المؤسسات التعليمية  بالقرم إلى 275 مؤسسة تعليمية،
وكان عدد المؤسسات التعليمية بالقرم سابقاٌ =  1550 مؤسسة تعليمية
------------------------
في عام 1901
قام الروس  بتأسيس رابطة مؤسفة  بدون أية خجل تحمل اسم (رابطة ضد المسلمين )
وتري هذه الرابطة المتعصبة أن  أهم أهدافها محاربة المسلمين، مما أدى بدوره إلى موجة جديدة من السياسات الإرهابية تستهدف تفريغ  الأوكرانيين المسلمين من وطنهم ليستولي بعدها من يرغب من غير المسلمين علي أراضيهم وبيونهم  
------------------------
الفترة (1783-1917):
إحصاء تركي أثبت نزوح  أربعة ملايين مسلم من القرم إلي تركيا نهائياً سواء طوعاً هرباً من  اضطهاد روسيا
أو جبراً بحيث كان جري  إبعاده و طرده من القرم وفقد حق العودة إلى موطنه مرة أخرى
أما الذين لم يتمكنوا من الهجرة فتم ترحيلهم إلى مدن روسيا المختلفة لتذويبهم في المجتمع الروسي، لكن من .
 
------------------------
ابنتداء من سنة  1833
قامت السلطات الروسية  بالإستيلاء على المكتبات وهدمها وحرق الكتب الإسلامية واتلافها ،
أما المساجد فأكثر من 900 مسجد تم هدمها
في كثير من قرى القرم  تم  استخدام مباني المساجد  المتينة الجميلة  في مجالات اخرى
للآن توجد معالم أثرية  إسلامية لبعض المباني التي بنيت كمساجد .
 
تفسير :من الواضح أن السلطات الروسية ركزت   أولاً على إبعاد المسلمين عن دينهم وموطنهم ومن ثم قامت بطمس معالم الحضارة الإسلامية، وإزالة كل شئ له علاقة بالإسلام من ارض القرم.
---------------
ولم تكتفي السلطات بما فعلته في المساجد والمدارس بل وصلت يدها إلى مقابر المسلمين والتي تم نبشها والعبث بها، و سرقت منها الحجارة  
##############
هكذا كان الحال بالنسبة للقرم أما مدن اوكرانيا الاخرى فكانت تستقبل عشرات الآلاف من تتار قازان المبعدين عن بلاد نهر الفولجا،
 
وبعد  انتصار روسيا في حرب القوقاز تم إبعاد الشيشان والداغستان إلى دول الشمال والتي منها أوكرانيا.
 
وبرغم المتابعة و الملاحقة من جانب السلطات، إلا أن المسلمين لم يتخلوا عن دينهم أبداً، ففي كثير من المدن كان يجتمع المسلمون في أماكن خاصة للصلاة الجماعية وقراءة القرآن وإقامة الدروس الإسلامية بعيداً عن أعين السلطات.
=====================
من منتصف القرن 19  الي سنة 1917
بسبب تطور الحياة المدنية للامبراطورية الروسية القيصرية  ومشاهدتها لحسن معاملة غير المسلمين بالدول الاسلامية قررت السلطات الروسية تغيير نهجها المتصلب بنهج أكثر مرونة ،حيث سمحت ببناء قليل من  المساجد،
وبالفعل تم بناء مسجدين :
1- مسجد في  مدينة لوغانسك
2- مسجد في  مدينة مكييفكة  
وسمحت بتكوين جمعيات إسلامية  تتولى شؤون المسلمين وبالفعل إنشاء عدد من الجمعيات الإسلامية في مدن مختلفة.
 
و في القرم قام المسلمون بإنشاء غدارة دينية في (مدينة سمفروبل )عاصمة القرم تولت شئون المسلمين عبر الجمعيات الإسلامية التابعة لها في مناطق  القرم المختلفة
 
وقد ظهر في هذه المرحلة شخصيات مسلمة قوية مؤثرة على الساحة الأوكرانية كان لها الأثر الكبير في انتعاش الحضارة الإسلامية منهم:
1- اسماعيل نوري
2- عبدوريقي بدانسي
3- اسماعيل بيك جاسبيرينسكي
، هؤلاء  قاموا بتغييرات إصلاحية في حياة الأهالي  المسلمين سميت " جديديزم "
ومن ذلك قيام  ( إسماعيل نوري ) بإصدار الكتب والصحف التي تنادي بالفكر التجددي الذي يدعو  الأقليات المسلمة إلي  الاندماج والتأقلم والتعايش بين مع النمط الأوروبي للحياة.
المصدر: منتدي طريق الإيمان علي الرابط:
http://www.imanway.com/vb/showthread.php?t=21676
==========================
سنة 1917
قيام الثورة الشيوعية في أكتوبر 1917
هنا بدأت  مرحلة مؤلمة جديدة في تاريخ مسلمي أوكرانيا.
----------------
فترة العشرينات والثلاثينيات من القرن20م:
حرب شعواء واسعة النطاق ضد الدين والمتدينين على حدود الاتحاد السوفييتي
الحكم قائم  على الالحاد  والسلب والنهب لذوي الأملاك ومحاربة الأديان لاسيما دين الإسلام
وتضرر مسلمو أوكرانيا والقرم أشد الضرر
وكان أراجوزات  الدعاية البلشفية يهتفون في وجوههم الدين أفيون الشعوب ويطالبونهم بتحويل كل مبانيهم للحكومة ولاشئ اسمه ملكية خاصة
وتحت ضغط الواقعية الاشتراكية وإرهاب الرأسماليين ومعلمي الدين   قام النظام الشيوعي وبقسوة متناهية بإغلاق المساجد و المدارس الإسلامية والمكتبات الدينية والقبض على المعارضين من الزعماء الإسلاميين و تعذيبهم أو قتلهم في السجون
 
كذلك فقد قام النظام الاشتراكي بإغلاق المساجد أو هدمها فصارت  أرضاً خالية لا يستفيد أحد  منها في شئ أو حولوها إلى مباني للاستخدام المدني ا
 
أمثلة :
1- المسجد الكبير في (مدينة سمفروبل) تم تحويله إلى معاصر للزيوت،
 
2-المسجد الحجري ب (مدينة سيفستوبل) تم تحويل مبناه إلى مبنى لأرشيف سلاح البحر في سنة 1921م  
 
3- مسجد قرية تينيستاف ببخشيسراي   تم تحويله الى مخزن للمحاصيل الزراعية
 
4- مسجد  قرية زيلونيا تم تحويله الى مخزن للمحاصيل الزراعية
 
5-المسجد الرئيسي في (مدينة بخشيسراي) تم تحويله مع قصور ملوك القرم إلى متحف يرتاده السواح ،وما زال كذلك  للآن
 
نتيجة لهذا الأعمال البشعة  في  أوكرانيا لم يبق مسجد أو مبنى إسلامي إلا وطالته يد النظام السوفيتي بالهدم و المصادرة.
المصدر: مقال بعنوان "تاريخ الأسلام والمسلمين في أوكرانيا" علي الرابط:
http://www.imanway.com/vb/showthread.php?t=21676
======================
في الفترة الحزينة من ثلاثينيات و أربعينيات  القرن 20 م :
 قام النظام الشيوعي السوفيتي بتغيير اللغة و أسلوب الكتابة ومنع التعليم الإسلامي،
وحرم إستخدام الحروف العربية في الكتابة،
وكذلك جمع الكتب الإسلامية من كل المدن والقرى التي يتواجد فيها المسلمون و حرقها  بصورة مزرية
وتمت إعادة صياغة تاريخ القرم وتاريخ الإسلام و المسلمين فيه ومحو الصبغة الدينية و القومية لسكان القرم.
وبحجة التنقيب عن المعادن قام النظام بالبحث والتنقيب عن الآثار الإسلامية واتلافها.
وهكذا اختفت  الثقافة الإسلامية أصل حضارة القرم
هكذا تمت واحدة من أكبر الكوارث الثقافية في تاريخ البشرية و لم يعرف العالم عنها شئ.
----------------------
وانعدمت محبة التتار المسلمين سكان القرم للروس
======================
سنة 1944
لم يتواني النظام الشيوعي عن اتهام التتار المسلمين سكان القرم بالتواطؤ مع الألمان
وكان لابد من عقابهم فقرر الزعيم السوفييتي جوزف ستالين طردهم من المنطقة لتحالفهم مع النازيين ابان الحرب العالمية الثانية،
فوجري تنفيذ الأمر بترحيلهم و تهجيرهم إلى سيبيريا و أوزبيكستان و كازاخستان في ظروف أبعد ماتكون عن الإنسانية بشحنهم في قطارات الشحن و المواشي بدون تزويدهم بطعام أو شراب عند نفاذ ماهو معهم من طعام.
 
حكي عن ذلك واحد من التتار عايش  تلك المأساة :
" كانت تلك المأساة في شهر مايو 1944م بدون أي مقدمات جاءت إلينا قوات الشرطة بسلاحها وطلبت منا مغادرة منازلنا بأسرع وقت و أخذ الأشياء التي سنحتاج إليها في الطريق وحذرتنا من الرجوع مرة أخرى الى منازلنا في أي حال من الأحوال، وقادونا بالقوة إلى محطة القطار ثم زجوا بنا في قاطرات الشحن والمواشي بدون طعام أو شراب، الشئ الذي أدى إلى وفاة الكثيرين في القاطرات وغالبيتهم من الأطفال وكبار السن.
ومع طول المسافة إلا أن القطار لم يكن يتوقف إلا بعد مسافات طويلة ولفترات زمنية بسيطة جداً حتى لا نستطيع دفن الموتى، وقد توفي منا نسبة كبيرة جداً بسبب البرد والجوع والأمراض."
------------------------
1954
لم تصبح القرم جزءا من أوكرانيا الا في عام 1954، عندما قرر الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف - وهو اوكراني الاصل - اهداءها الى موطنه الاصلي.
-------------------------
الفترة 1985-1991
البيروسترويكا
 أعطي للمسلمين حرية نسبية
شرع من بقي من مسلمي القرم  في تكوين الإدارات الدينية والجمعيات الإسلامية وممارسة شعائرهم الدينية،
------------------------
في نهاية الثمانينيات القرن 20 :
بدأ المسلمون في تجميع صفوفهم و العودة إلى دينهم بعيداً عن أعين السلطات،
------------------------
1991
أعلنت أوكرانيا استقلالها بعد  انهيار وتفكك الإتحاد السوفييتي سنة 1991 و زوال الحقبة الشيوعية
اصبحت شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا المستقلة.
واستطاع المسلمون ممارسة شعائرهم الدينية بحرية
مرادفات :
البيروسترويكا = إعادة البناء  
------------------
الفترة ( 1991-2014) :
 اوكرانيا المستقلة التي كرهت الأسلوب الشيوعي في نشر الالحاد ومحاربة الأديان،الالحاد والقهر والتزييف وانعدام حريات التعبير والامتلاك  لذلك لم تعطي شعبها فقط حرية اعتناق الدين والعبادة، بل أعطت كل الديانات الحق في استرجاع كل المباني والممتلكات التي سلبها منها النظام الشيوعي
 ما زال اكثر من 60 في المئة من سكان شبه جزيرة القرم  يعتبرون انفسهم من الروس.
والتتار عادوا اليها ثانية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ويشكلون الآن زهاء 12 بالمئة من سكانها.
-----------------------
 
نستطيع أن نقسم مسلمي أوكرانيا إلى ثلاث أقسام:
أولاً : أوكرانيون ممن اعتنقوا الإسلام إعجاباً بتعاليمه وصدقه
ثانياً : ذرية المسلمين الذين أتوا لأوكرانيا من آسيا الوسطى وهم ( الطاجيك، الأوزبيك، الكازاخ والأذربيجانيون ) وقد ظهروا في هذه الأماكن نتيجة للتهجير القهري أثناء الحكم الشيوعي الذي عمل على اصطناع المجاعات في المواطن الأصلية لهم، مما اضطرهم إلى الهجرة والبحث عن لقمة العيش في أوساط الروس و الأوكرانيين.فخرج الكثير منهم اختياراً أو إجبارياً إلى هذه المناطق.
ثالثاً : مسلمو  القرم  الذين عادوا بعد سنة 1991 إلي القرم من المناطق التي هُجروا إليهـا سنة 1944 قائلين أن شبه جزيرة القرم موطنهم وموطن أجدادهم  الأصلي  مطالبين باسترداداد جميع حقوقهم المسلوبة منهم حيث لا يزال كثير منهم يسكن العشوائيات.
المصدر بتصرف : مركز الرائد للخدمات الإعلامية
====================
2013
من وجهة نظر روسية فإن نسبة 16% من سكان القرم هم من التتار المسلمين
وقد قاموا سنة 2013 بتجميع مسلمين من الجمهوريات السوفيتتية السابقة وجعلوا من القرم مركزا لحشد المقاتلين وارسالهم إلي سوريا
المصدر:
قناة روسيا-24 الأخبارية الرسمية في القرم
===========================
2014
يريد التتار ان تظل شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا، وتحالفوا مع المحتجين المناوئين للرئيس يانوكوفيتش في كييف.
مقر اسطول البحر الأسود الروسي  هو ( ميناء سباستوبول) على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم،وهو أسطول ضخم . وكان الرئيس الأوكراني السابق  الموالي للغرب (فيكتور يوشنكو) قد  طلب من روسيا سنة 2009 إخلاء قاعدتها البحرية في سباستوبول بحلول عام 2017، ولكن الرئيس الموالي للروس ( فيكتور يانوكوفيتش )  بعد انتخابه عام 2010 قام بتمديد مدة بقاء الاسطول الروسي في الميناء لغاية عام 2042.
وتخشى روسيا الآن ان تعمد السلطات الأوكرانية الجديدة الى طلب طرد الاسطول .
المصدر
:  http://www.annahar.com/article/112762-شبه-جزيرة-القرم-تاريخ-يشرح-الأزمة