سيرة د.محمود المغربي :
ولد في مدينة حيفا بفلسطين سنة 1934.
والده هو سليمان ساسي من مواليد "ككلة" ليبيا.
و والدته السيدة/ خديجة من مواليد مصراته.
ثم غادر أبوه طرابلس شاباً بعد الحكم عليه غيابياً بتهمة إلقاء متفجرات على معسكر للطليان.. ليستقر به المقام فى مدينة" حيفا".. حيث انضم لاحقاً لجماعة الشيخ "عز الدين القسام".
سمي 'بالمغربي' لأن كل من جاء من المغرب العربي الى المشرق العربي كان يطلق عليه لقب "مغربي".
درس الدكتور المغربي المرحلة الابتدائية في حيفا..
وأكمل بقية تعليمه فى دمشق بعد اللجوء الى سوريا فى 1948،
ثم عمل مدرساً إلى أن حصل على البكالوريا ..
وانتسب إلى كلية الحقوق في جامعة دمشق..
وأثناء دراسته الجامعية أسس مع مجموعة من طلاب الجامعة الفلسطينيين (رابطة أبناء فلسطين)..
ثم غادر دمشق إلى الدوحة بقطر مدرساً.
وفي قطر أصبح مفتشاً ثم مديرا للمعارف بالوكالة.
غادر الدوحة إلى أمريكا وهناك حصل على الماجستير والدكتوراه في قانون البترول.
وسافر إلى ليبيا ؛ وكان قد حصل على جواز سفر ليبي. وعمل في شركة بترول بليبيا حيث كان مستشار قانوني لشركة (أسو)...
وسجنته الحكومة الليبية الملكية لنشاطه القومي.
وبعد الانقلاب سنة 1969 أعلن مجلس الثورة تعيينه رئيسا للوزارة ووزيرا للمالية ، حتى 15-1-1971م حيث تولى رئاسة الوزارة معمر القذافي
------
========
يقول الرائد عبد المنعم الهوني عضو مجلس قيادة الثورة في مذكراته حول ملابسات وأسباب اختيار الدكتور محمود سليمان المغربي لترأس أول حكومة بعد الانقلاب:
" .. ومنذ اليوم الأول [للانقلاب] طرحت فكرة تشكيل حكومة مدنية، وتردد أكثر من اسم لرئاستها واقترح عمر المحيشي اسم محمود المغربي. وكان هذا[المغربي] في السجن وقد تعرّف معمر عليه أثناء زيارة للاخوة القوميين العرب [1] وبينهم الضباط الذين فرّوا إلى الجزائر في أحداث 1967 مثل [فتحي] بن طاهر و[مفتاح] الشارف. وكان بين السجناء شقيق أحد الضباط المنضوين في التنظيم [تنظيم الضباط الوحدويين]. المهم أنهم تعرّفوا إلى المغربي في أحد الزيارات. وقد تشكلت الوزارة في اليوم الثامن لنجاح الحركة. "
كما يقول الهوني في موضع آخر من الحلقة ذاتها من مذكراته:
" اجتمعنا [مجلس قيادة الثورة] في اليوم الرابع [لنجاح الانقلاب]. جاء معمر وآخرون إلى طرابلس واتفقنا على اسم محمود المغربي ... وجدنا في الدكتور محمود المغربي ضالتنا فهو رجل " عروبي وقومي وصاحب خبرة وتاريخ سياسي ورجل عملي وهو غير حزبي، ولا يرتكز على قبيلة " بمعنى أن ليس لديه ما يثير المخاوف من احتمال تفرده بالسلطة .. "
أما الديب فهو ينسب في الصفحة (71) من كتابه " عبد الناصر وثورة ليبيا " إلى المقدم آدم الحواز [وزير الدفاع وعضو مجلس قيادة الثورة] رواية حول هذا الموضوع يدّعي أنه سمعها منه أثناء لقائه به بالسفارة المصرية مساء يوم 23/9/1969 جاء فيها:
" وباستفساري منه [من المقدم آدم الحواز] عن ظروف تشكيل الوزارة بطرابلس، أخبرني بأن عمر [المحيشي] هو الذي رشح محمود المغربي وأيّده في ذلك النقيب عبد السلام جلود. ومن ثم قام محمود باختيار علي عميش (وزير الاقتصاد) وأنيس الشتيوي (وزير النفط). وأن اتفاق مجموعة مجلس الثورة في بنغازي [بمن فيهم الحواز] كان على أساس تولّي معمر بنفسه رئاسة الوزارة، ولكن تواجد معمر في طرابلس مكـّن مجموعة طرابلس من إقناعه بتعيين محمود المغربي رئيساً للوزراء. "
كما يقدّم الديب في الصفحات (77 – 78) من كتابه رواية نسبها إلى السيد أحمد صدقي الدجاني حول ملابسات اختيار المغربي لرئاسة الوزارة على النحو التالي:
" في يوم الخامس والعشرين من سبتمبر ... قمت بالالتقاء بالسيد أحمد صدقي الدجاني بسفارتنا بطرابلس للإلمام بنتيجة اجتماعاته العديدة بمحمود المغربي والتي تبلورت في الآتي:
.. بعد قيام الثورة وفي أول يوم قدّم المغربي لمجلس الثورة دراسة عن نظام مقترح للعمل بليبيا بعد نجاح الثورة ، وقد تمسك المجلس به بعد الإطلاع على الدراسة، وفاتحوه في تولي الوزارة.
إنه على اتصال دائم بمجلس الثورة، وإن كانت يده مطلقة في إدارة دفة الحكومة، وتطوير نظامها بما يكفل دفع الحركة بلا تدخل من المجلس ...
وعندما استفسر منه السيد أحمد صدقي عن أسماء الأعضاء رفض الإفصاح وطلب منه أن يعفيه شخصياً من الإجابة عن استفساره.
وعاد الدجاني ليسأله عن نوع العلاقة التي كانت تربطه الضباط قبل الثورة فأجاب بأنه كان لديه مشروع طويل المدى يتعلق بإنشاء تنظيم يتوجه إلى الضفة الشرقية للأردن للعمل في مجال المقاومة الفلسطينية، وذلك من خلال صلة تربطه بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ... "
المصدر :
"الطغيان الثوري وعبقرية السفه" إعداد : الدكتور محمد يوسف المقريف
=========
بالاضافة لذلك شغل الراحل عدة وظائف منها :
-مندوب ليبيا في الأمم المتحدة عندما أصبحت عضوا فى مجلس الأمن العام 1970
-سفير ليبيا في المملكة المتحدة.
و بعد خروجه من منصب رئاسة الوزراء صار أحد مؤسسي ( التجمع الوطني المعارض)
وأقدم عملاء نّظام معمّر القذافي في 23-6-1978م على محاولة لإغتيال د/ محمود سليمان المغربي في لندن
بعد معركة مع مرض لم يمهله طويلا مات يوم الجمعة
17-7-2009 بالعاصمة السورية "دمشق" عن عمر ناهز 74 عاما.. .. وتقرر أن يدفن في ليبيا بمدينة طرابلس يوم الاثنين الموافق
20/7/2009م. وأوردت جريدة القدس العربي الصادرة بلندن خبر وفاته مع موجز من سيرته الذاتية
لم يشير الإعلام الليبي الرسمي (المرئي والمسموع والمكتوب) الى خبر وفاته لأنه من المعارضة..
ولم يصدر أي تأبين له من تنظيمات المعارضة الليبية..
لكن أصدر الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) بيان تأبين نشرته عدة وكالات أنباء ..والسبب أنهما جمعتهما سوياً صفوف الدراسة فى مرحلة الطفولة.
المصادر:
1- جريدة القدس العربي
2-موقع هوية
نبذة عن (الدكتور محمود سليمان المغربي) علي الرابط
3-مقال عيسي عبد القيوم بعنوان "رحيل أول رئيس وزراء لحقبة الجمهورية... الدكتور محمود المغربي فى ذمة الله " وتاريخ 20-7-2009 علي الرابط :
وهذه صورة سنة 2004 يظهر عيسي عبد القيوم في يسار الصورة والاستاذ محمود الناكوع في وسط الصورة ثم محمود المغربي في اليمين
للتفاصيل الاضافية يراجع الكاتب عيسي :
4-
الطغيان الثوري وعبقرية السفه" للكاتب محمد يوسف المقريف5- مصادر أخري