منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ثورة القاهرة الأولى على الحملة الفرنسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

ثورة القاهرة الأولى على الحملة الفرنسية Empty
مُساهمةموضوع: ثورة القاهرة الأولى على الحملة الفرنسية   ثورة القاهرة الأولى على الحملة الفرنسية Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 01, 2013 7:18 pm

مقدمة :
سنة 1798 تلقت أقاليم مصر جيش نابليون المتوغل في الدلتا و الصعيد بمقاومة شرسة لا تلين، اضطر الفرنسيون معها  للحرب و القتال من قرية إلي قرية ليخضعوا أقاليم مصر، و استخدموا القتل و النهب و السلب و التحريق و التنكيل لكسر روح المقاومة، فنجحوا حيناً و فشلوا أحياناً .
---------------
في المنصورة، ما إن رحل الجيش الفرنسي عنها بعد أن ترك فيها حامية من 120 جندياً، حتي بدأ أهالي المنصورة ينصبون الكمائن لجنود الحامية، فبدأوا بقنص ثلاثة منهم ، ثم حاصروهم في ثكنتهم التي تحصنوا بها، حتي نفدت ذخيرة الفرنسيين، فخرجوا من المدينة تحت وابل من الرصاص يأتيهم من كل مكان و يحصد أرواحهم، و ألقي بعضهم بنفسه في النيل هرباً من الطلق.
النتيجة : مصرع 119 جندي فرنسي من أصل 120 جندي يمثلون الحامية الفرنسية في المنصورة
و لو ينج من الحامية المكونة من 120 فارساً إلا جندي واحد فقط أسره الأهالي ثم أطلقوا سراحه ، و هو الجندي (مورستون ) الذي كتب ما حدث في تقريره إلي كولونيل لوجييه و وردت تفاصيله في تأريخ كريستوفر هيرولد لحملة نابليون علي مصر في كتابه “بونابرت في مصر”  
---------------
و ساعد أهالي الدلتا علي المقاومة أن كثيراً من قراهم كانت كالقلاع المنيعة لها أسوار و أبواب، مثل قريتي غمرين و تتا شمالي منوف
------------------
يوم 13-8- 1798
ثارت قريتا  غمرين و تتا شمالي منوف  علي المستعمر الفرنسي و حملوا السلاح و أغلقوا الأبواب في وجه الجنود، فحاول قائد الحامية اقتحام القريتين ففشل،
و بعد قتال دام ساعتين استطاعت الحامية اقتحام القريتين،
و استبسلت قرية غمرين حتي بعد الاقتحام و قاتل الأهالي في الطرقات حتي امتلأت بجثثهم، و استشهد منهم من اربعمائة إلي خمسمائة بينهم عدد من شجعان النساء .

و ما حدث في غمرين حدث في قري كثيرة في مصر، في كفر شباس عمير و أبي زعبل و مدن طنطا و المحلة و دمياط ، ثم امتد إلي الصعيد حيث واجه الفرنسيون ثورة كبيرة بين جرجا و أسيوط و كذلك سوهاج و طهطا و غيرها.

و كانت ثورات الأهالي تأخذ شكلين أساسيين :
1-الهجوم علي الحامية الفرنسية المرابطة في القرية أو المدينة
2- التربص بكتائب الفرنسيين المتوغلة في الأقاليم و المارة بالقري و المدن علي الطريق.

و كانت أسلحة الأهالي لا تتعدي البنادق و المسدسات و الشوم و الحراب.
و كانوا يخرجون بالآلاف لمقاتلة الفرنسيين في هذه المواجهات، و ما أن تسمع القري المجاورة بخروجهم حتي يصرخ الرجال ويجهزون السلاح  لنصرة إخوانهم المجاهدين في القري الأخري.
 
 
ثورة القاهرة الأولى على الحملة الفرنسية
السبب :
1-الضرائب الباهظة التي فرضها الفرنسيون علي الأهالي و تدقيقهم في إحصاء الممتلكات الشخصية
2-قتل الفرنسيس للسيد محمد كريم حاكم الاسكندرية لاتهامه بالعمل ضد الوجود الفرنسي في مصر
3- هدم نابليون لابواب الحارات
4- التأثر بأخبار المقاومة الشعبية في المنصورة  وغمرين و تتا
5- الإحساس ببشائر الخلاص من الاحتلال الفرنسي مثل الخبر الوارد عن تدمير أسطول  الفرنسيين في موقعة النيل أمام الاسطول الإنجليزي ،والخبر الوارد أن الدولة العثمانية تجهز جيشاً لطرد الفرنسيين من  مصر
 
 
لم تنخدع الجماهير بتظاهر نابليون التقوي و تقربه للمسلمين بمنشوراته الهزلية ايرسم لجيشه صورة جيش التحرير القادم ليحرر مصر من فساد المماليك
لن ندخل في عقيدة نابليون :هل كان مسلماً كما يقول للمصريين والفرنسيين أو في مذاكراته في منفاه في سانت هيلانة أم   أنه كان يتظاهر باعتناق الاسلام
الذي يهمنا هنا هو أن  شعب مصر لم يري  في حملة الفرنسيس إلا جيشاً غازياً  لا يختلف عن الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع التي ضربت شواطئ دمياط منذ أكثر من خمسة قرون.
 و لكن فات علي المماليك و المصريين أن فرنسيي الحملة الصليبية السابعة ليسوا هم فرنسيي الحملة البونابرتية، فالفرق بينهما تقدم صناعي و إداري و علمي كبير علي الجانب الفرنسي يقابله غفلة تكنولوجية وتأخر في فنون القتال علي الجانب المصري المملوكي.  
 
مشاهد الثورة :
عندما سمع المصريون بهزيمة الفرنسيين أمام أسوار عكا و قدوم أسطول العثمانيين إلي أبي قير، استجمعوا قوتهم و ثاروا علي المحتل يوم 22-10-1798، أي بعد حوالي 4 أشهر من بداية الاحتلال
خرج المصريون بكل ما لديهم من سلاح و شوم و حراب علي الجنود الفرنسيين يقتلوهم. و تحصنوا بأسوار الحارات و في الأزقة، و نصبوا المتاريس علي مداخلها.
 و لكن خطأهم الأساسي هو أنهم لم يدركوا الفجوة الشاسعة في التسليح بين المقاتلين المصريين الذين حملوا السلاح للمرة الأولي والجنود الفرنسيين المدربين وعلي رأسهم الداهية نابليون كبير الفرنسيس
وكان الأفضل الانتظار للاشتراك مع الجيشين العثماني والبريطاني في طرد الجيش الفرنسي
كذلك لم يسارع المصريون  بإحتلال الأماكن المرتفعة المطلة علي الحارات وهي :
1-مآذن جامع السلطان حسن
2- القلعة
. فسارع نابليون الماكر بتحريك عربات المدفعية إلي المرتفعات لإمطار المقاومين بالقنابل
وبسبب عدم حفر خنادق أو تصدي فرق رماية مصرية لموكب المدفعية أمكنهم الوصول للمرتفعات المطلة علي المساكن واحتلالها و نصبوا المدافع فوق مآذن جامع السلطان حسن ، و في  القلعة  
ضرب الفرنسيون من تحصيناتهم الأحياء السكنية بالمدافع وانهالت القنابل علي جامع الأزهر، مبعث الثورة، وعلي كل ما يحيطه من بيوت و حوانيت.
 استمر القصف  حتي المساء لتكون نتيجة الثورة وبالاً حيث لقي  2500 مصري حتفهم مقابل خسائر للفرنسيين   16 قتيل  فقط، منهم الجنرال ديبوي
 
قرر اعضاء الديوان الذي كان نابليون قد أمر بتشكيله من المشايخ المتعاونين مع الفرنسيين ”  ليرفع عنهم هذا النازل، و يمنع عسكره من الرمي المتراسل و يكفهم ما انكف المسلمون عن القتال”.
 
قبل نابليون وقف الضرب، و لكنه أرسل جنوده إلي الأزهر، فدخلوا الجامع يخيولهم عنوة و ربطوها بصحنه و كسروا القناديل و حطموا خزائن الكتب و نهبوا ما وجدوه من مال ومتاع
وعندئذ ركب الشيخ محمد الجوهري متوجها إلي مقر  نابليون و طلب منه متوسلاً أن يخرج جنوده من الجامع الأزهر.فلم يعد الأمر متحملاً  فقبل نابليون.
 وتم أسر الكثير من المصريين لاستجوابهم
و لكن هذا المشهد البربري هو أعمق مشهد في الحملة الفرنسية طوال فترة وجودها في مصر ، مشهد غاص في أعماق الذاكرة المصرية حتي اليوم و صبغ رؤية المصري للاحتلال الفرنسي و الأوروبي بصفة عامة.
 
حكم علي 13 عالماً أزهرياً  بالاعدام بسبب المشاركة في القتال أو افتاء العوام  بوجوبه الآن ، و أُعدم الكثير ممن قبض عليهم و معهم سلاح و قدر عددهم بحوالي ثمانين شخصاً من قادة الثورة، إلي جانب الكثيرين من عامة الشعب.
 
كتب نابليون في مراسلاته لرينييه يقول في شماتة عن أبطال الثورة المصرية :
في كل ليلة نقطع نحو ثلاثين رأساً أكثرها لزعماء الثورة، و في اعتقادي أن هذا سيعلمهم درساً نافعاً”  
واستمرت الجرائم العسكرية للفرنسيين بفضل تفوقهم العسكري
و تمثلت أبشع صور الردع في ما حدث في (قرية بني عدي ) في أسيوط، فقد خرج أهلها يحملون السلاح ضد الفرنسيين في 18-4-1799م ، و تحصنوا بأسوار القرية يريدون رد القوات الفرنسية عنها، فلقي الفرنسيون مقاومة لم يلقوا مثلها في غيرها من القري، فلجأوا إلي ارتكاب جريمة حرب شنيعة وهم الذين يدعي فلاسفتهم حقوق الإنسان والمدنية
العسكريون الفرنسيون حرقوا القرية بأكملها  بالمسنين والنساء والفتيات والأطفال  لدرجة أن الجنرال بارتييه رئيس أركان حرب الحملة الفرنسية مسه شعاع الندم والأسي لما فعله العسكريون الفرنسيون و أورد في مذكراته النص  الآتي :
” أصبحت بني عدي أكواماً من الخرائب، و تكدست جثث القتلي في شوارعها، و لم تقع مجزرة أشد هولاً مما حل ببني عدي ” و قدر عدد القتلي من القاطنين بالقرية بعدد 2000 قتيل.
 
مصر لم تنسي فقد  جعل أهل  أسيوط يوم 18أبريل عيداً قومياً لهم    
وبسبب مقاومة أهل  صعيد مصر وميولهم الثأرية خاف الفرنسيون من ترك حاميات لهم بداخل  الصعيد و لم يستطع العسكريون الفرنسيون إخضاعه كاملاً فتركوا الصعيد مستقلاً  نسبياً ولايري أهله وجوه الفرنسيين يومياً كما بالقاهرة والاسكندرية ، حتي أقرت القيادة الفرنسية بفشل الحملة الفرنسية في ضم مصر لأملاك فرنسا و رحل من بقي حياً من الحملة الفرنسيةرحيلاً نهائياً عن مصر سنة 1801 خوفاًُ من الإبادة علي يد تحالف جيش الانجليز وجيش العثمانيين والوطنيين المصريين
 
-------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
 
ثورة القاهرة الأولى على الحملة الفرنسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ ثورة 23 يوليو في مصر
» الحملة الفرنسية على مصر (1798-1801)
» الحملة العسكرية المصرية على الشام
» تاريخ شمال الفقفاس الوسيط
» الثورات العربية علي حكم الدولة الأموية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: المنتديات المتخصصة :: تاريخ مصر-
انتقل الى: