فيما يلي نَص معاهدة قينارجه نقلا عَن تَرْجَمَة الْجُزْء الاول من ( تَارِيخ جودت باشا)
:
الْمَادَّة الاولى :
كل مَا سبق وُقُوعه بَين الدولة الْعلية ودولة الروسيا من عَدَاوَة ومخاصمة قد مُحي وازيل من الْآن إِلَى الابد وكل الاضرار والتعديات الَّتِي صَار الشُّرُوع فِي اسْتِعْمَالهَا واجرائها من الطَّرفَيْنِ بالآلات الحربية وبغيرها صَارَت نسيا منسيا إِلَى الابد وَلَا يجْرِي بعد الْآن وَلَا فِي وَقت مَا انتقام بل صَار الصُّلْح برا وبحرا عوضا عَن الْعدوان بِوَجْه لَا يَعْتَرِيه التَّغَيُّر بل يُرَاعى ويصان من طرفِي الهمايوني وَمن طرف خلفائي الاماجد وَكَذَلِكَ يحفظ ويصان مَا جرى تمهيده مَعَ ملكة الروسيا الْمشَار اليها وحلفائها من الِاتِّفَاق والموالاة الصافية المؤبدة والسالمة من التَّغْيِير وتستمر هَذِه الْموَاد جَارِيَة ومعتبرة بِكَمَال الدقة والاهتمام وَتَكون قَضِيَّة الْمُوَالَاة مرعية بِهَذِهِ الصُّورَة بَين الدولتين وَفِي املاكهما وَبَين رعايا الطَّرفَيْنِ بِحَيْثُ لَا تقع فِيمَا بعد ضدية بَين الْفَرِيقَيْنِ لَا سرا وَلَا جَهرا وَلَا نوع من انواع الْبغضَاء والاضرار وبحسب الْمُوَالَاة والمصافاة المتجددتين تكون جرائم جَمِيع الرعايا المتهمين لَدَى الدولتين وكيفما كَانَت تهمتهم بِلَا اسْتثِْنَاء نسيا منسيا ويعرض عَنْهَا بِالْكُلِّيَّةِ من الْجِهَتَيْنِ وَالَّذين اخذوا مِنْهُم وَوَضَعُوا فِي السجون يُطلق سبيلهم وتعطى الرُّخْصَة بِرُجُوع الاشخاص الَّذين نفوا إِلَى الْجِهَات وَبعد امضاء الْمُصَالحَة يرد اليهم مَا كَانُوا احرزوه من الرتب والاموال وَالَّذين استحقوا مِنْهُم عقَابا من اي نوع كَانَ لَا يتَعَرَّض لَهُم بِسَبَب مَا اصلا اَوْ بوسيلة مَا اصلا وَلَا بِضَرَر وتأديب وَإِذا تصدى اُحْدُ لضررهم والتعرض لَهُم يصير تأديبه وكل من الْمَذْكُورين يكون تَحت حماية ومحافظة القوانين وَمن الْوَاجِب معاشرتهم بِحَسب عادات الولايات قِيَاسا على الولايات المتاخمة
-----------------------
الْمَادَّة الثَّانِيَة:
بعد تَنْقِيح هَذِه الْعهْدَة الْمُبَارَكَة ومبادلة صكوك التَّصْدِيق إِذا ظهر من بعض رعايا الدولتين عدم الطَّاعَة اَوْ خِيَانَة اَوْ اتهموا بتهمة اخرى ووجدوا فِي بِلَاد احدى الدولتين لقصد الاختفاء اَوْ الالتجاء فَهَؤُلَاءِ مَا عدا الَّذين دخلُوا مِنْهُم فِي الدّين الاسلامي فِي دَوْلَتِي الْعلية وَالَّذين تنصرُوا فِي دولة الروسيا لَا يقبلُونَ اصلا وَلَا تجْرِي لَهُم الحماية بل بِالْحَال يردون إِلَى بِلَادهمْ اَوْ يطردون من بِلَاد الدولة الَّتِي التجأوا اليها وَذَلِكَ حَتَّى لَا يحصل بَين الدولتين بِسَبَب اشخاص لَا نفع فيهم امْر يُفْضِي إِلَى الْبُرُودَة بَين الطَّرفَيْنِ اَوْ يكون باعثا لبحث لَا طائل تَحْتَهُ كَذَلِك إِذا حصل من اُحْدُ رعايا الطَّرفَيْنِ سَوَاء كَانَ من الاسلام اَوْ من زمرة المسيحيين
ذَنْب اَوْ تَقْصِير وعَلى أَي مُلَاحظَة كَانَت التجأ لاحدى الدولتين فانه يَنْبَغِي رده عِنْد طلبه بِلَا تَأْخِير
----------------------
الْمَادَّة الثَّالِثَة :
جَمِيع قبائل القريم وَطَوَائِف بوجاق وقوبان وبديسان وجانبويق ويديجكول التاتارية يصير قبُولهَا وَالِاعْتِرَاف بحريتها بِلَا اسْتثِْنَاء من طرف الدولتين بِشَرْط ان لَا تكون تِلْكَ الْقَبَائِل تَابِعَة لدولة اجنبية بِوَجْه مَا والخانات المنتخبون من نسل آل جنكيز المستقلون فِي حكوماتهم بِاتِّفَاق جَمِيع طوائف التاتار يبقون على مَا هم عَلَيْهِ يحكمون فِي الطوائف المرقومة بِحَسب قانونهم وعاداتهم الْقَدِيمَة بِشَرْط ان لَا يؤدوا ضريبة من مَادَّة مَا لدولة من الدول الاخرى ودولتنا الْعلية ودولة الروسيا لَا يتدخلان فِي امْر انتخاب الْخَانَات المومأ اليهم ونصبهم وَلَا فِيمَا يحدث من امورهم الْمَخْصُوصَة فِي امور حكومتهم بِوَجْه مَا بل يكون حكممهم نَافِذا فِي حكومتهم وَفِي الامور الخارجية كدولة مُسْتَقلَّة مثل سَائِر الدول المستقلة وَطَائِفَة التاتار المرقومة تكون مَقْبُولَة ومعترفا بِكَوْنِهَا غير تَابِعَة لَاحَدَّ سوى الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَحَيْثُ ان الطَّائِفَة الْمَذْكُورَة هِيَ من اهل الاسلام وَكَون ذاتي السُّلْطَانِيَّة الموسومة بِالْعَدَالَةِ هِيَ امام الْمُسلمين وَخَلِيفَة الْمُوَحِّدين فانها توجب على الطَّائِفَة المرقومة ان لَا تلقى خللا فِي الْحُرِّيَّة الممنوحة لدولتهم وبلادهم بل يجب ان تنظم امورها المذهبية من طرفِي الهمايوني بِمُقْتَضى الشَّرِيعَة الاسلامية واراضي كرش واراضي القلعة الْمُسَمَّاة بالقلعة الجديدة الَّتِي خصصت لدولة الروسيا والقصبة الْوَاقِعَة بِجَانِب قريم وقوبان مَا عدا ثغورها والقلاع والاماكن والاراضي الَّتِي وَقع الِاسْتِيلَاء عَلَيْهَا وَجَمِيع الاراضي الْوَاقِعَة بَين مياه برادونسكي ودي دادزي ومياه نهري آق صو وطور لَهُ حَتَّى حُدُود مملكة لَهُ فَهَذِهِ جَمِيعهَا ترد للطوائف
المرقومة وقلعة اوزي مَعَ قطعتها الْقَدِيمَة تبقى تَحت تصرف دَوْلَتِي الْعلية كالسابق وَبعد تَكْمِيل عَهده الْمُصَالحَة تتعهد دولة الروسيا باخراج جَمِيع عساكرها من الممالك التتارية وتتعهد دَوْلَتِي الْعلية ايضا بكف يَدهَا عَمَّا هُوَ لَهَا كليا كَانَ لَو جزئيا من جَمِيع انواع القلاع والقصبات والمساكن وَسَائِر الاشياء الْوَاقِعَة فِي جَزِيرَة القريم وَشبه جَزِيرَة قوبان وطمان وان لَا ترسل فِيمَا ياتي محافظا عسكريا للمحل المرقوم اَوْ عَسَاكِر بل ترد الممالك الْمَذْكُورَة لطوائف التاتار المرقومة بِالْوَجْهِ الْمُحَرر وكما ان دولة الروسيا جعلت الطوائف المرقومة غير تَابِعَة لَاحَدَّ ومستقلة فِي حكومتها على وَجه ان تكن الْحُرِّيَّة الْمُطلقَة مَعْمُولا بهَا فِيهَا كَذَلِك دولتنا الْعلية تتعهد بَان لَا ترسل فِيمَا ياتي للقصبات والقلاع والاراضي والمساكن الْمَذْكُورَة محافظا عسكريا وَلَا غَيره من زمرة عَسَاكِر السكبان اَوْ غَيرهَا كَيْفَمَا كَانَ اسمهم ونوعهم وَالْحريَّة الممنوحة للطوائف المرقومة من طرف دولة الروسيا تمنحها لَهَا ايضا دولتنا مَعَ الِاسْتِقْلَال بحيث لَا تكون الطوائف الْمَذْكُورَة تَابِعَة لَاحَدَّ
---------------------
الْمَادَّة الرَّابِعَة:
لما كَانَ بِمُقْتَضى الْقَوَاعِد الاصلية الْمَخْصُوصَة بِجَمِيعِ الدول يجوز لكل دولة ان تجْرِي فِي ممالكها مَا ترَاهُ مناسبا من النظام فللدولتين المتعاقدتين الرُّخْصَة الْكَامِلَة الْمُطلقَة بِدُونِ تَقْيِيد ان تبنيا مَا تستنسبه من القلاع والمدن والقصبات والابنية وان يصلح كل مِنْهُمَا ويجدد مَا يكون قَدِيما من قلاعهما وقصباتهما وَسَائِر املاكهما
---------------------
الْمَادَّة الْخَامِسَة:
وَحَيْثُ انه قد تيَسّر تَجْدِيد مَا للجوار من حُقُوق الْمُوَالَاة والمصافاة بانعقاد هَذِه الْمُصَالحَة الْمُبَارَكَة فلدولة الروسيا ان تعين من طرفها فِي الاستانة انوبياتو يَعْنِي سفيرا متوسطا اَوْ مرخصا من الدرجَة الثَّانِيَة فيقيم دَائِما لَدَى دولتنا الْعلية وعَلى الدولة الْعلية ان تجْرِي للسفير المومأ اليه بِالنّظرِ لرتبته مراسم الِاعْتِبَار وَالرِّعَايَة الْجَارِيَة مِنْهَا لسفراء الدول الاوفر اعْتِبَارا وَإِذا وَقع احتفال رسمي عمومي وَكَانَ سفير امبراطور الالمان فِي رُتْبَة رفيعة اَوْ صَغِيرَة فانه يكون بعد سفير ندرلاند أَي هولاندا اَوْ الفلمنك الْكَبِير وَإِذا لم يكن لدولة اندرلاند سفير كَبِير فانه يكون بعد سفير ونديك الْكَبِير أَي البندقية
----------------------
الْمَادَّة السَّادِسَة :
إِذا وَقعت سَرقَة اَوْ تُهْمَة عَظِيمَة اَوْ امْر غير لَائِق يسْتَوْجب التَّعْزِير من الَّذين هم بِالْفِعْلِ فِي خدمَة سفير دولة الروسيا فَبعد التَّقْرِير يجب اسْتِرْدَاد تِلْكَ الاشياء المسروقة بالتمام على الْوَجْه الَّذِي يُبينهُ السفير وَالَّذين يتصورون قبُول الدّين المحمدي وهم فِي حَالَة السكر فَلَا يقبلُونَ فِي الدّين المحمدي بل بعد زَوَال السكر ورجوعهم إِلَى حالتهم الاصلية بِعُود عُقُولهمْ لرؤوسهم يطْلب مِنْهُم بَيَان اقرارهم واعترافهم فِي مُوَاجهَة من يُرْسِلهُ السفير ايضا وامام بعض الْمُسلمين مِمَّن لَيْسَ لَهُم غَرَض ثمَّ يصير قبولهم على هَذَا الْوَجْه
-------------------------
الْمَادَّة السَّابِعَة :
تتعهد دولتنا الْعلية ان تصون حق الدّيانَة المسيحية وكنائس المسيحيين صِيَانة قَوِيَّة وتمنح سفراء دولة الروسيا الرُّخْصَة بابراز التفهيمات المتنوعة عِنْد كل احْتِيَاج سَوَاء اكان مُتَعَلقا فِي الْكَنِيسَة الْمَذْكُورَة فِي الْمَادَّة الرَّابِعَة عشرَة الكائية فِي محروسة الْقُسْطَنْطِينِيَّة اَوْ فِي صِيَانة خادميها وَإِذا عرض السفير المومأ اليه شَيْئا مَا بِوَاسِطَة مُعْتَمد لَهُ يتَعَلَّق بدولة مصافية ومجاورة لدولتي الْعلية فتتعهد دولتنا الْعلية بِقبُول المعروض وَالْمُعْتَمد
الْمَادَّة الثَّامِنَة تُعْطى الرُّخْصَة التَّامَّة لرهبان دولة الروسيا ولسائر رعاياها بزيارة الْقُدس الشريف وَسَائِر الاماكن الَّتِي تسْتَحقّ الزِّيَارَة وَلَا يتَكَلَّف المسافرون وَلَا السائحون لدفع نوع من انواع الْجِزْيَة وَالْخَرَاج والويركو اصلا وَلَا يطْلب ذَلِك مِنْهُم اثناء الطَّرِيق لَا فِي الْقُدس الشريف وَلَا فِي سَائِر الاماكن وتعطى لَهُم الفرمانات بِالْوَجْهِ اللَّائِق مَعَ اوامر الطَّرِيق الَّتِي تُعْطى إِلَى رعايا سَائِر الدول وَالَّذين يُقِيمُونَ مِنْهُم فِي اراضي دَوْلَتِي الْعلية لَا يُمكن ان يحصل لَهُم تعرض ومداخلة بِوَجْه من الْوُجُوه بل تصير حمايتهم وصيانتهم تَمامًا بِمُقْتَضى قُوَّة احكام الشَّرِيعَة
-------------------
الْمَادَّة التَّاسِعَة :
المترجمون الموجودون فِي خدمَة سفراء الروسيا المقيمين فِي محروسة الْقُسْطَنْطِينِيَّة من أَي مِلَّة كَانُوا حَيْثُ خدموا امور الدولة وَخدمَتهمْ هَذِه رَاجِعَة للدولتين فانهم يعاملون بِكَمَال الْمُرُوءَة وَالِاعْتِبَار وَلَا تجوز مؤاخذتهم فِي الامور الْمُكَلّفين بهَا من طرف من هم بخدمته
-------------------
الْمَادَّة الْعَاشِرَة:
لحين امضاء هَذِه الْمُصَالحَة الْمُبَارَكَة وايصال التنبهات اللَّازِمَة من طرف سردارية عَسَاكِر الطَّرفَيْنِ للمحلات الْمُقْتَضِيَة إِذا حدثت خلال ذَلِك مخاصمة فِي أَي مَحل كَانَ لَا يعد ذَلِك تعرضا وَمَا يحصل بِسَبَب ذَلِك من الفتوحات والاستيلاء لَا يعْتَبر وَيكون كأنه لم يكن وَلَا أحدُ من الدولتين يَسْتَفِيد من مثل هَذَا شَيْئا
--------------