منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 من تاريخ بلغاريا في القرن 19

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

من تاريخ بلغاريا في القرن 19 Empty
مُساهمةموضوع: من تاريخ بلغاريا في القرن 19   من تاريخ بلغاريا في القرن 19 Icon_minitimeالخميس نوفمبر 03, 2011 6:34 am


1878
اتفاقية سان ستيفانو لإنهاء الحرب الروسية-التركية
----------------------
3-3-1878
توقيع اتفاقية سان ستيفانو بواسطة الدولة العثمانية وروسيا
Treaty of San Stefano

فقدت الدولة العثمانية ملكية بلغاريا ورومانيا
تأسيس دولة بلغاريا ذات حكم ذاتيautonomous Bulgarian state

طبقاً لاتفاقية سان ستيفانو حصلت بلغاريا على الاستقلال اسمياً عام 1878 و لكنها أبقي فعلياً مظاهر قانونية لسيطرة الاتراك.

روسيا إتفقت على إنشاء بلغاريا بحدودها وفق في 1878
إنتهت أحداث السبعينيات بإنشاء كنيسة بلغارية منفصلة وإيجاد حكومة ذاتية بلغارية عام 1878

------------------------

موقف القوميين البلغار:
إعتبروا هذه النتائج مخيبة للأمال وظلوا يعتبرون حدود بلادهم الحقيقية هي ما حددته معاهدة سان ستيفانو وليس مؤتمر برلين.
ومع ذلك فلقد تحقق للبلغاريين الكثير من الأمال:
1- أصبح هناك حكم ذاتي بلغاري على الأقل رغم إستمرار السيادة العثمانية
2-صار لديهم عاصمة في صوفيا,وأمير حاكم ونظام دستوري تضمنه الدول الكبرى
3- هناك تنظيم خاص لمنطقة شرق روميليا يستند إلى قانون تشريعي خاص, ويدير شئونها محافظ عام مسيحي يعينه السلطان العثماني وتوافق عليه الدول الكبرى
إنفصال بلغاريا وشرق روميليا عن بعضهما البعض على ذلك النحو كان في عرف مؤتمر برلين أمراً مؤقتاً وأنهما لابد أن يتوحدا في النهاية.
الجزء الثالث من بلغاريا الكبرى وفق سان ستيفانو وهو(مقدونيا ) عاد للسيادة العثمانية
.
شاب التقدم السياسي الذي حققته بلغاريا بعض القصور
فقد أدركت حكومتها أنه كلما ضعفت السيطرة العثمانية كلما زاد نفوذ روسيا بشكل حاد مثلما كان حال إمارتي الدانوب (رومانيا) بعد الحرب اروسي-العثمانية 1828.
ومن ناحية أخرى كانت بلغاريا أهمية إستراتيجية قصوى بالنسبة لروسيا لقربها من المضايق العثمانية وإستانبول, وكانت روسيا قد عزمت على جعل صوفيا (عاصمة بلغاريا) مركزاً أمامياً يعتمد عليه لمصالحها.
ولما كانت الدول الكبرى قد إعترفت بوضع متميز وسيادي لروسيا في بلغاريا الجديدة فقد أصبح بإمكان المسئولين الروس أن يتصرفوا بحرية نسبية في هذه البلاد كما يحلوا لهم.
وكان هؤلاء المسئواون مهتمون بإخلاص بوضع نظام إداري للبلاد متقدم قدر الإمكان, ووضع أساس لبناء علاقة صداقة حقيقة في المستقبل بين بلغاريا وروسيا مثلما كان الحال في إمارتي الدانوب أثناء إدارة كيسليف
وفي هذا الخصوص كانت هناك مشكلتان تطلبا إهتمام روسيا بشكل عام:
تتعلق الأولى بوضع دستور, والثانية تختص بإنتخاب أمير لحكم البلاد.
وكان وضع الدستور له أولوية خاصة وأن مؤتمر برلين قرر أن الجيش الروسي الذي يحتل بلغاريا سوف يرحل بعد تسعة أشهر من التصديق على معاهدة برلين.
وللحيلولة دون وقوع فوضى سياسية وإدارية في البلاد قد تتخذها الدولة العثمانية أو بريطانيا وفرنسا ذريعة للتدخل في شؤون بلغاريا الداخلية فقد عزمت روسيا على وضع دستور قبل أن يحين موعد رحيل جيشها عن البلاد.
===================
في نوفمبر 1878
إنتهى المندوب الإمبراطوري الروسي في بلغاريا الأمير (دوندكوف-كورساكوف ) ومساعديه من وضع مشروع الدستور على نفس مبادئ دستوري الصرب ورومانيا.
ثم أرسل المشروع إلى روسيا لمراجعته بمعرفة وزيري الخارجية والحربية ولجنة خاصة.
وكان رأي ( جيرز ) القائم بعمل وزير الخارجية أنه يجب تركيز السلطة الرئيسية في الدولة في الهيئة التنفيذية أي الأمير الحاكم
و كان من رأي (ميليوتين) وزير الحربية أن نفوذ روسيا في بلغاريا لا بد وأن يعتمد على التأييد الشعبي وليس على حاكم أجنبي يأتي ليحكم البلاد ولم يكن قد تم إختياره بعد, وهذا يعني أن السلطة المطلقة يجب أن توضع في هيئة تشريعية وليس في يد الحاكم.
كما أثار ميليوتين مسألتين أخرتين :
1- ألا يكون طابع دستور بلغاريا أكثر محافظة من دستوري رومانيا والصرب, بل ينبغي أن يكون نموذجاً يحتذى وليس صورة معكوسة,
2- الدستور ينبغي أن يكون أكثر تقدمية من القانون الأساسي الذي وضع لشرق روميليا. فإذا ما تحقق هذا فإن أهالي شرق روميليا قد يتحمسون للدخول في وحدة مع بلغاريا
. وباختصار فإن ميليوتين كان يريد أن تصبح بلغاريا نموذجاً لدولة تقدمية في البلقان.
-----------------------
أصدر جيرز تعليماته إلى دوندوكوف-كورساكوف لإخبار الجمعية الدستورية البلغارية التي كان يجري تشكيلها بأن الدستور الذي قدمته روسيا هو مجرد إقتراح وأن للوفود المعنية "الحرية الكاملة" لإبداء أرائهم بشأنه والتوصل إلى قرارهم الخاص.
والحقيقة أن الحكومة الروسية لم تمارس أية ضغوط على أعضاء الجمعية خلال مناقشة مشروع الدستور.
---------------------
وفي فبراير1879
إجتمعت الجمعية التأسيسية لوضع الدستور في تورنوفو وكانت تتكون من 231 عضواً منهم 89 تم إنتخابهم على أساس مندوب واحد لكل عشرة آلاف رجل ذكر, والآخرون تم إختيارهم من السلك الكنسي ومن موظفي مجالس المدن والأحياء.
. اتضح أن الجمعية منقسمة بين مجموعتين متعارضتين هما المحافظون والليبراليون
وستذكر بالتفصيل وضع كل منهما
1- مجموعة المحافظين
وكان قوام المحافظين العناصر الأكثر ثروة وجاء وغنى والأفضل تعليماً, وكان من بينهم ديميتور گريكوڤ , وتيودور إيكونوموف , وقسطنطين ستويلوڤ .
وكان هؤلاء قبل عام 1878 (أي قبل مؤتمر برلين) يؤيدون إتخاذ سياسة إنتقالية متطورة تجاه الدولة العثمانية ويقاومون البرامج الثورية لتحقيق الإستقلال. كما كانوا يعتقدون بضرورة أن تهيمن الهيئة التنفيذية على أمور البلاد والعباد طالما أن دولتهم ستصبح دولة دستورية. ولما كانوا يظنون أن الناخبين غير ناضجين سياسياً بدرجة كافية فقد أدركوا حاكماً قوياً أبوياً يقود رعاياه ويحسن تربيتهم.
وأكثر من هذا كانوا يفضلون أن تكون الهيئة التشريعية من مجلسين, كما كانوا ضد حرية الصحافة.
وفي السياسة الخارجية كانوا موالين لروسيا حيث كانت وجهات نظرهم السياسية بشكل عام تتطابق مع وجهة نظر خارجية الروسيا.
2- مجموعة الليبراليين
معظمهم جاءوا من المدن وليس من الريف وشاركوا من قبل في الحركات الثورية، وفي مقدمتهم بيتكو كارافيلوف وبيتكو شلافيكوف ،واستفان ستامبولوف ، ودراجان تزانكوف .
ولأن كثيراً منهم تعلم في الخارج أو سمع وأعجب بأفكار الدول الديموقراطية الغربية فقد كان الليبراليون ا أكثر ديموقراطية ولا يقبلون مساومة حيال وجود حياة برلمانية وحريات مدنية فضلاً عن أنه كان بينهم خطباء مفوهين نجحوا في أن تسود أفكارهم في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.
وهكذا فإن (دستور تورنوفو 1879 ) كان وثيقة ليبرالية غاية في التطرف إذ وضع السلطة الرئيسية في الحكم في الهيئة التشريعية.

ولقد نص الدستور على إنشاء مجلسين:
1-الهيئة القومية الكبرى
الهيئة القومية الكبرى = Grand National
ويدخل في إختصاصها التعامل مع الأمور غير العادية مثل التنازلات الإقليمية وتعديلات الدستور, وإنتخاب الحاكم الجديد.
2- الجمعيةالعمومية
وهي هيئة تشريعية تقليديةتتكون من أعضاء يتم إنتخابهم بواقع مندوب واحد لكل عشرة آلاف شخص من السكان وعلى أساس حق التصويت العام, ولها حق التشريع ومراقبة الموازنة العامة,وللحاكم حق إصدار مراسيم حكومية أثناء وجودها في إجازة, ولا يمكنه فرض ضرائب جديدة لأن هذا الإجراء من حق الجمعية العمومية فقط ودون منازع. وللأعضاء التعبير عن أرائهم في جلسات الجمعية في حرية تامة, ولهم حصانة قضائية, ولا تجتمع إلا مرة واحدة سنوياً وبدعوة من الحاكم ولمدة شهرين إبتداء من 15 أكتوبر من كل عام.
ورغم هذه السلطة التشريعية القوية التي تتمتع بها الجمعية العمومية, إلا أن الحاكم كانت له صلاحيات كثيرة فهو الذي يدعوها للإنعقاد, وهو الذي يأمر بفض إجتماعاتها, وهو الذي يؤجل إنعقاد جلساتها لمدة تزيد على شهرين, وهوالذي يعين وزراء الحكومة البلغارية وكل المسئولين في الدولة, والوزارة مسئولون أمامه وأمام الجمعية.
الدستور لم يحدد ما الذي يتعين إتخاذه في حالة نشوب خلاف حول مسألة ما, ذلك أن إصدار القانون يتطلب توقيع الحاكم والوزراء.
ومن ناحية أخرى فالحاكم يتمتع بالسلطة التقليدية التي لحاكم أي دولة, فهو القائد الأعلى للجيش, وهو الذي يتولى بالعلاقات الخارجية لبلاده.
كماتم تقسيم البلاد إدارياً إلى عدة محافظات Okruzi
, وكل محافظة تنقسم إلى مراكز Okolii
, وكل مركز إلى مدن أو قرى, وكل مدينة أو قرية إلى نواحي Obshtini
, وكل محافظة يديرها محافظ يعينه الأمير الحاكم ويساعده مجلس ينتخب أعضاؤه إنتخاباً عاماً لمدة ثلاث سنوات, ويختص بتقدير الضرائب وإعداد الموازنة وإدارة الشؤون العقارية والملكيات في المراكز والمحافظة.
وأما المراكز فإنها تتبع المحافظات ويديرها نواب للمحافظ وكل منهم مسئول عن الشرطة وإقرار النظام.
وأما الناحية وهي أصغر وحدة إدارية فقد أبقى عليها الدستور وعلى وظائفه حيث أنها لعبت دوراً له مغزاه في بلغاريا أثناء الحكم العثماني.
ويدير الناحية مجلس منتخب يختار من بين اعضائه العمدة وإثنان مساعدين له يقوم العمدة بإدارة شؤونها ويقوم بدور همزة الوصل مع الإدارات الرئيسية في الحكومة.
وبمعنى آخر فقد إحتفظت بلغاريا بمقتضى الدستور بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي بالقياس إلى غيرها من الحكومات البلقانية المجاورة.
وقد نص الدستور أيضاً على إيجاد نظام قضائي وعلى حماية الحريات المدنية وضمان حرية الكلمة والصحافة والإجتماع والإتصال شأن دساتير بلاد البقان. كما نص على حماية الملكية الخاصة ومنع التفتيش بإذن قانوني,وإعتبار البريد والتلغراف من المسائل السرية لا يجوز التجسس عليها, وحق الشكوى مكفول للجميع. غير أن تطبيق هذه الضمانات كان يحتاج إلى وقت طويل شأن ما يحدث في كل مكان.
وبمجرد صدور هذا الدستور الليبرالي كانت المشكلة التالية هي إختيار الأميرالحاكم
ومثلما حدث في اليونان تولت الدول الكبرى تسمية المرشح وكانت قد أتفقت في برلين على ألا يكون الأمير المرشح أحد أبناء الأسر الملكية الكبيرة.

----------------------
بعد عدة مشاورات تم إختيار( الكسندر الباتنبرجي) أمير إمارة هيس وهو شاب عمره (22عاماً) ويعمل ليفتنانت بالجيش.
وهكذا تلقت بلغاريا شأن كل من رومانيا واليونان أميرا ألمانيا ليحكمها.
وقد بدا أن إختيار الكسندر كان جيداً بنظره أولية, فقد كانت عمته إمبراطورة روسيا,أي أنه إبن أخت قيصر روسيا. ولما كانت من المفترض أن يكون لروسيا نفوذاً واضحاً في بلغاريا الجديدة فقد كانت تلك العلاقة على جانب كبير من الأهمية. ومن الطريف أن نذكر أن هذا الأمير الصغير لم يكن موضوع حسد القيصر وزوجته على هذا المنصب, فعندما ظهر إسمه كمرشح صرح الكسندر الثاني قيصر روسيا أنه لا يرغب لإبن أخته هذا الوضع الصعب.
ورغم أنه غير رأيه فيما بعد, إلا أن زوجته الإمبراطورة ظلت تعارض بشدة تعريض قريبها للمشكلات التي قد يواجهها في بلغاريا.
ولقد قبل الكسندر عرش بلغاريا لا لشيء إلا أنه لم يكن يأمل كثيراً في الترقي في الجيش الألماني. ورغم روابطه العائلية الملكية العظيمة, إلا أن أصوله الأرستقراطية وحياته العسكرية زودته بخبرات محدودة لم تكن لتساعده في حكم دولة فلاحين وضع له دستور على درجة عالية من الليبرالية.
ومثلما فعل الأمير تشارل ملك رومانيا رأينا الكسندر قد عقد نيته لحكم بلغاريا بطريقة أو بأخرى.
وكانت مشكلته أنه وبخلفيته الأرستقراطية لم يكن ليقبل كثيراً القيود الدستورية الموضوعة ولا يقبل أيضاً أفكار الحزب الليبرالي المسيطرة هناك. وعلى هذا ومع أول قرار إتخذه وقع الصدام الذي لم يكن من الممكن تحاشيه, فبدلاً من أن يختار أحد أعضاء الحزب الليبرالي صاحب الأغلبية لتشكيل الحكومة, أو يشكل حكومة إئتلافية كما إقترح عليه البعض, عهد بتشكيل الحكومة إلى بوموف وهو شخص محافظ.
وكان هذا معناه أنه أراد أن يفهم الجميع من اللحظة الأولى أنه سوف يحكم البلاد متجاهلاً الدستور والقوى الليبرالية.
وكان على بلغاريا لكي تدافع عن نفسها وتستعد للتوحد مع شرق روميليا في المستقبل أو ضمها أن تضمن وجود جيش نظامي مزوداً بالأسلحة المناسبة. وتحقيقاً لهذا الغرض لم يكن من الممكن الإستغناء عن مساندة روسيا وتأييدها.
وعلى هذا ورغم أن الأمير الكسندر كان حراً في إختيار وزير الحربية فقد كان من المفهوم أنه لا بد وأن يتشاور مع عمه قيصر روسيا في هذا الإختيار الذي إنتهى بتعيين ( بارنسوف ) أحد جنرالات الجيش الروسي لكي يقوم بتدريب الجيش البلغاري. ولما كان بارنوسف يتصرف في ضوء توجيهات رئيسه ميليوتين فسرعان ما إختلف مع الأمير (الحاكم) ووقف إلى جانب الليبرالين.
ورغم ذلك فلم يكن بإستطاعة الأمير أن يستغني عن خدماته أو عزله لأنه ضابط روسي عينه قيصر روسيا لهذه المهمة.
ولكي تتعقد الأمور أكثر وأكثر رأينا أن القنصل العام الروسي دافيدوف في صوفيا الذي يتلقى تعليماته من وزارة الخارجية الروسية يقف بكل ثقله خلف الأمير وجماعة المحافظين. وبمعنى آخر كان المسئولان الروسيان الروسميان في بلغاريا (مسئول الجيش والقنصل) يتبعان سياسات على طرفي نقيض, وأصبح من المفهوم أن الأمير والحزبين الرئيسيين والمواطنين البلغار الذين يتبع كل منهم سياسات الحزب التابع به قد وقعوا في إضطراب شديد.
والحاصل أن الصراع بين الأمير ومعه المحافظين من جهة وبين الليبراليين من جهة أخرى أخذ يشتد بوضوح على مدى العامين التاليين. فقد كان خصوم الأمير يتشككون كثيراً في مستشاريه الألمان, وقد أزعجهم إزعاجاً شديداً تفكيره في إدخال ضباط المان في جيش بلغاريا.
وبدا الأمر كما لو كان الأمير يعمل للسيطرة على الجيش لإعداد إنقلاب , وعلى هذا إزداد إقتناعه بأنه يجب إيقاف العمل بالدستور أو البحث عن وسائل للتحايل عليه. ومن باب الإستعداد للقيام بتغيير في الدستور وجدنا الأمير وعائلته يلتمسون من قيصر روسيا المساندة فيما ينوي الأمير عمله, ولكن دون جدوى.
---------------------
لأن روسيا قد إتفقت على إنشاء بلغاريا بحدودها وفق مؤتمر برلين في 1878 فقد ظلت منطقة شرق روميليا في يد هيئة دولية من الدول الكبرى.
-----------------
وفي أبريل 1879
قامت هذه الهيئة الدولية بإصدار نظام سياسي للمنطقة
وهو نفس العام الذي صادقت فيه بلغاريا على دستور تورنوفو.
وعلي العكس من دستور بلغاريا الذي تمت صياغته بعناية ملحوظة كان النظام السياسي لروميليا المكون من 495 مادة غير قابلة للتطبيق, ذلك أن أعضاء الهيئة التي أصدرته تصرفوا بشكل فردي ولم يكن هناك تنسيق فيما بينهم, بل إن الذي حدث أن كل دولة من الدول الكبرى أنيط بها إعداد قسم معين في لائحة هذا النظام.
لقد صاغ البريطانيون قوانين الإنتخاب.
وصاغ الإيطاليون البنود المالية
وصاغ النمساويون الجانب التشريعي
وقدم الفرنسيون نظامهم الإداري
وتعاون معهم الروس في تنظيم الميليشيا العسكرية.
وتم إهمال كل ما يتعلق بالحاجات المحلية وعادات الناس.
ولكي يمكن إدارة شؤون هذا الإقليم وافقت القوى العظمى على قرار السلطان العثماني بتعيين (أليكو باشا ) المسيحي حاكماً عاماً ومعه أحد الألمان للشؤون المالية, وتعيين بريطاني رئيساً للجندرمة, وفرنسي مسئول عن الميليشيا التي كان ضباطها روس أو بلغار مدربون تحت قيادة روسية. وتم منح الإقليم جمعية عمومية تتكون من 56 عضواً, عشرون منهم بالتعيين والباقي بالإنتخاب.
وبهذا أصبحت روميليا الشرقية نمنوذجاً صعباً للدولة فمواطنوها قد ينجذبون إلى بلغاريا ذات النظام الدستوري الذي كان يأمله ميليوتين فيما سبق.
كان هناك مشكلتان واجهتا أليكو باشا هما:
1- مصير الأراضي التي كان المسلمون يملكونها في السابق وتركوها فوضع البلغار المسيحيون يدهم عليها
2- إستمرار حماس أهالي روميليا للتوحد مع بلغاريا.
المشكلة الأولى فقد تم حلها عن طريق تهديد إرهاب ملاك الأراضي السابقين وترويعهم بالثأر منهم ،لما بدر من معظمهم أثناء المعارك وبالتالي لا يمكن أن يعودوا للمطالبة بأراضيهم.
أما أولئك الملمون الذين عادوا رغم التهديد معتبرين أنهم لم يرتكبوا خطأً فقد فوجئوا بالسلطة البلغارية تفرض عليهم سداد ضريبة كبيرة مقدارها 10% من قيمة الأرض ولي من ايراد الأرض ومن هنا لم يكن أمامهم إلا بيع أراضيهم للوفاء بالضريبة.
وهكذا فإن بيوت العثمانيين وأراضيهم ومقاطعتهم قد إشتراها فلاحو روميليا.
كما تم إنهاء العمل بنظام الملكية والإيجار السابق,وأصبحت أراضي هذا الإقليم مثلها مثل أراضي بلغاريا الواقعة على شماله ملكيات زراعية صغيرة بشكل أساسي.
----------------------
أما المشكل الثاني المتعلق بوحدة روميليا الشرقية مع بلغاريا فكان على جانب من الخطورة, فمن ناحية كان السكان إجمالاً يرحبون بالوحدة وعلى إستعداد لإتخاذ الخطوات لإتمامها, ومن ناحية أخرى كان المندوبون الروس في بلغاريا متحمسون بشكل ملحوظ لتحقيق الوحدة بل وشجعوا الأهالي للعمل من أجل تحقيق هذا الأمل.
أما المسئولون الرسميون فقد عملوا من ناحيتهم سواء بموافقة حكومتهم أو عدم موافقتها على إحتضان مختلف الحركات التي تسعى لضم روميليا الشرقية وقاموا بتسليح الأهالي سراً.
ورغم أن معاهدة برلين (1878) حددت حجم الميلشيا العسكرية بالبلاد, إلا أنه تم إنشاء أندية رياضية ينخرط فيها الشباب للتدريب على مختلف الرياضيات بحيث يتحصلون علي لياقة بدنية وعضلات قوية فيصبح من السهولة بمكان تحويلهم الي جنود عند الضرورة.
ولقد كان هذا التعاون المبدئي بين الروس وأهالي روميليا الشرقية بشأن موضوع الوحدة فوق كل المشكلات الأساسية التي رأيناها عند تكوين بلغاريا, ذلك أن بعض الروس في روميليا كانوا يعون للتمتع بمزايا خاصة لهم على حساب الأهالي, وكان صغار الضباط في ميلشيا روميليا من الأهالي يكرهون رؤساؤهم الروس, وقد شاركهم تلك الكراهية كثير من أعضاء الحزب الليبرالي البلغاري الذين إضطروا لمغادرة صوفيا بعد صدور الدستور بتصديق من قيصر روسيا.
------------------
1881
إغتيال قيصر روسيا (الكسندر الثاني) وخلفه على العرش إبنه (ألكسندر الثالث)
ألكسندر الثالث كان شديد الرجعية
والذي بفضل موقفه أصبح بإمكان حاكم بلغاريا أن يوقف العمل بالدستور في ظل موافقة روسية رسمية.
ورغم أن أمير بلغاريا كان يعتقد أن بإمكانه حكم البلاد حكماً قوياً, إلا أنه سرعان ما واجه مشكلة حادة تمثلت في أن قيصر روسيا (الكسندر الثالث) كان رجلاً اوتوقراطياً يطلب من الجميع إحترامه وطاعته بما فيهم حاكم بلغاريا. وأكثر من هذا أنه كان يعتبر بلغاريا مجرد تابع لروسيا أو مجرد إقليم في إمبراطوريته الشاسعة,وليس كما كان أمير بلغاريا يتصور أنه يمكنه أن يتعامل مع القيصر كقريب وكشخص مساو له.
وكان هذا يعني أن صراعاً وحشياً بين الرجلين لم يكن من الممكن تحاشيه, وأكثر من هذا فقد بدا واضحاً أن الروس البلغار لم يكونوا متعاونين في كافة المستويات الوظيفية والإدارية, ولم يقتصر الإضطراب العصبي على مستوى الحكام. وكان أكبر مظهر للصراع قد حدث في الجيش بين صغار الضباط البلغار والعسكريين من أصول بلغارية وبين رؤسائهم من الروس وذلك بسبب تخصيص الرتب العسكرية في الجيش البلغاري من رتبة الكابتن فما فوق للروس فقط, مما جعل شباب البلغار الطوح يدركون أن ترقياتهم في الجيش محدودة ومقيدة. كذلك وقعت صدامات مشابهة داخل مختلف الأجهزة الإدارية في ابلاد بسبب تصرفات بعض الرسميين الروس التي كانت فوق الصبر والتحمل لدي البلغار
----------------------
عام 1883
نتيجة للمواقف السابقة تدهورت العلاقات الروسية-البلغارية بشكل حاد, ووجد الليبراليون أنفسهم وهم الذين كانوا يقاومون الأمير بقوة قد إقتنعوا بأنهم إستبدلوا بالسيطرة العثمانية سيطرة روسية. ومن هنا ولكي تبرهن الأحزاب السياسية المتنافسة على قدرتها في حكم أنفسهم بأنفسهم إصطفت جميعها وراء الأمير لتكوين جبهة متحدة في مواجهة المسئولين الروس. وبادر الأمير من جانبه بإعادة العمل بدستور تورنوفو وأصبح حاكماً حقيقياً لدولة بلغاريا, فأصبح هناك ولأول مرة منذ 1879 مظهر للوحدة في البلاد.
---------------
انتصار القوى السياسية في بلغاريا في التضامن والولاء مع الأمير جعل قيصر روسيا يضيق ذرعاً ومن ثم قرر الإطاحة به.
كما أصبح واضحاً للأمير الكسندر انه طالما يحكم بلغاريا فإن روسيا سوف تعارض وحدة بلغاريا وشرق روميليا.
وآنذاك تطورت الحوادث في الإقليم تطوراً جعل مسألة الوحدة يمكن أن تثار بطريقة أو بأخرى.
-----------------
عام 1884
كان امير بلغاريا وقيصر روسيا قد أصبحا أعداء ، فوجد (أليكو باشا )حاكم روميليا الشرقية نفسه موضع كراهية من قيصر روسيا (الكسندر الثالث). وحيث لم يكن متاحاً لقيصر روسيا أن يرغم أمير بلغاريا (الكسندر) على التنازل عن عرش بلغاريا فقد كان بإمكانه إبعاد (آليكو باشا ) الذي كان السلطان العثماني قد عينه لفترة خمس سنوات.
ولهذا ففي 1884 رفضت روسيا الموافقة على تمديد ولاية (آليكو باشا ) لفترة أخرى ، فإختارت الدول العظمى (جفريل أفندي كروستيفتش) الذي كان مقبولاً من روسيا بدرجة كبيرة نظراً لما كان يبدو عليه من ضعف وبالتالي يسهل السيطرة عليه ولم تكن أفكاره القومية الحماسية معروفة آنذاك.
-----------------------
وفي عام 1885
كانت الحركة الوحدوية في روميليا نشطة وقوية من خلال اللجان المحلية التي انتشرت في أنحاء الإقليم
----------------
في عام 1885
إنفصلت المنطقة الجنوبية عن تركيا وعادت بلغاريا إلى وحدتها
تفاصيل:
في منتصف ليلة 17‘18-9-1885 أعلن قادة روميليا تدعمهم الميلشيا عزل حاكمهم وحكومته واتحاد روميليا مع بلغاريا
ولم يبذل كروستيفتش أية مقاومة لعزله.
وعلى الفور قام الثوار في روميليا بدعوة من أمير بلغاريا لتولي رئاسة الدولة الجديدة المتحدة (إتحاد بلغاريا ورميليا الشرقية).
غير أن تلك الدعوة وضعت أمير بلغاريا أمام قرار صعب, فأولاً أنه يعلم أن رعاياه البلغار يرغبون رغبة عارمة في تحقيق هذه الوحدة, لكن تحقيقها تحت قيادته قد يجعل وضعه في البلاد عرضة للخطر, وإذا إختار ألا يقود الوحدة فعليه أن يعد نفسه للتخلي عن العرش. ومن ناحية أخرى فهو قد سبق أن أكد لروسيا في أغسطس أنه لن يكون طرفاً في أية حركة تجاه الوحدة, وأن تغيير موقفه بعد شهر واحد قد تفتح من جديد باب المسألأة الشرقية برمتها دون ضمان أن تكون نتيجتها النهائية في صالح بلغاريا.وهكذا عندما أخبره أحد مستشاريه بوضوح أن عليه أن يختار قيادة الوحدة أوأن يغادر بلغاريا, إختار المغادرة بلا تردد.
وعلى الرغم من أن مسألة الوحدة لم يكن يتوقعها أحد, إلا أن طرحها تسبب في أزمة دبلوماسية لأن قيامها كان يعد خرقاً لمعاهدة برلين ومن شأنه بالتالي توريط الدول العظمى. والحال كذلك طفت على السطح مسألة تعويض اليونان والصرب عن الأراضي التي إنتزعت منكل منهما عند الإستقلال.
ولقد جاء أقوى رد فعل لخطوة الوحدة من روسيا كما هو متوقع ولكي يعبر قيصرها عن رفضه الكامل لها سحب كل الضباط الروس من بلغاريا بقصد إقناع البلغار بأنه دون مساعدة روسيا ستكون الوحدة في خطر, وأنه سوف يتخذ خطوات لعزل أمير بلغاريا عن العرش.
وبينما كان القيصر يتصرف في الموقف تحت تأثير غضبه الشخصي كان وزير خارجيته ينظر إلى المشكلة من وجهة نظر الضغط الذي يحتمل أن تواجهه عصبة الأباطرة الثلاثة, وإحتمال أن تنتهز النمسا الفرصة لكي تضم البوسنة والهرسك, وأن تدخل اليونان والصرب الأراضي المقدونية.
وهكذا ولكي تحول روسيا دون وقوع إنقلاب مفاجئ وهائل في البلقان دعت لمؤتمر على مستوى سفراء الدول الكبرى إقترحت فيه إعادة الأوضاع في المنطقة إلى ما كانت عليه في السابق.
وقد أيدتها في هذا الإقتراح حليفتيها النمسا والمانيا,
على حين أيدت بريطانيا قيام الوحدة بعد أن غيرت سياستها التي كانت قد إتبعتها عام 1878 في مؤتمر برلين (توازن المصالح وتكامل الأراضي العثمانية).
ولما كانت بلغاريا المتحدة تقف ضد التوجهات الروسية فكان هذا يعني أنها سوف تكون حاجزاً قوياً أمام النفوذ الروسي في البلقان وليس بالنسبة للقوى العظمى هي نفسها المشكلة التي برزت خلال مختلف مراحل الحركةالقومية الرومانية ولكن مع تبادل المواقف. وكل ما كان هنالك أن الحكومة العثمانية كانت ترغب في إستخدام القوة لحل الإتحاد, لكن روسيا كانت راغبة عن دعم السلطان العثماني في هذا الشأن.
على أن الأمور تطورت لصالح بلغاريا نتيجة لإجراء غير موفق أقدم عليه ميلان أمير الصرب الذي رأى أن الوحدة قد تضر بالتوازن السياسي بين حكومات البلقان وتعطي لبلغاريا ميزة في الصراع الذي ينشأ حول مقدونيا, وحتى يحمي مصالح بلاده بغعلان الحرب على جارته بلغاريا. ونلاحظ أنه لم يوضح أهدافه أمام رعاياه الذين كانوا غير متحمسين كثيراً لهذا الصراع. وعلى الرغم من أن معظم المراقبين كانوا يتوقعون إنتصار الصرب في الحرب, إلا أن أمير بلغاريا الكسندر وجيشه الذي أصبح تحت قيادة ضباط صغار حلوا محل الضباط الروس نجحوا في إيقاع الهزيمة بجيش الصرب. وبعد هذا النصر الحاسم إضطرت روسيا للموافقة على الوحدة,
-------------------
17-11- 1885
The Serbian Army, with Russian support, invade Bulgaria but re repulsed by the Bugarians led by Stefan Stambolov
الجيش الصربي بدعم من روسيا يساند ويغزو بلغاريا ولكن البلغار بزعامة ستيفان ستامبولوف يطردونه من البلاد
------------------------------------------------------
26-11- 1885
Bulgaria moves into Serbia
------------------------
3-3-1886
معاهدة بوخارست
The Treaty of Bucharest concludes the Serb - Bulgarian war
----------------------
وفي 1886
قبلت الدول العظمى أن يكون أمير بلغاريا حاكماً عاماً على روميليا الشرقية لمدة خمس سنوات. ورغم أنه لم تتم تسميته لهذا المنصب بشكل محدد, إلا أن الدول الكبرى فهمت أن الوحدة قد تكون دائمة.
وهكذا تمت وحدة منطقتين من الثلاثة مناطق التي كانت بلغاريا تطالب بها, فبدأ أمير بلغاريا (الكسندر) في صورة المنتصر, وأخذ يتلقى مديحاً هائلاً لمهاراته الدبلوماسية, وتم تكريمه لإنتصاره على الصرب.
غير أن هذا المجد العظيم كان له ثمنه العظيم أيضاً.
فقد شعر قيصر روسيا (الكسندر الثالث) بالإهانة الشديدة لإنتصار قريبه أمير بلغاريا, وأصبح أكثر إقتناعاً بأن هذا الأمير هو العقبة الوحيدة أمام حسن العلاقات الروسية-البلغارية ومن ثم قرر الإطاحة به.
وعلى هذا بدأ ممثلو القيصر في صوفيا ورجاله يحيكون المؤمرات للخلص من أمير بلغاريا وقد وجد هؤلاء مساندة من بعض كبار السياسيين البلغار الموالين لروسيا ومن بعض ضباط الجيش البلغاري الساخطين الذين ساورهم الإعتقاد بأنهم لم يكافأوا المكافأة المناسبة لدورهم في هزيمة الصرب. كما كان حلفاء روسيا من جهة أخرى لا يتصورون أن تحصل بلغاريا على مقدونيا دون مساعدة روسيا ومن ثم كانوا على إستعداد للتضحية بامير بلغاريا.
---------------------
1886
بناء كاتدرائية في فارنا
The Cathedral of the Assumption was built in Varna
----------------------
في أغسطس 1886
بعد تخطيط محكم تمكن المتآمرون من القيام بإنقلاب و أرغموا أمير بلغاريا على التنازل عن العرش ورحل عن البلاد.
وبعد نجاح الإنقلاب قام كليمنت الموالي لروسيا بتشكيل حكومة بلغارية جديدة,
---------------------
سرعان ما إتضحت شعبية الأمير المخلوع فقد قامت ثورة مضادة بقيادة استيفان ستامبولوف أحد أبطال إنتفاضة 1876 البارزين وأحد الوزراء السابقين أرغمت حكومة كليمنت على الإستقالة بعد أيام قليلة من تشكيل الحكومة, وعاد الأمير المخلوع لعرش بلغاريا بعد عشرة أيام من إرغامه على التنازل عن العرش.
وكان من بين الجماهير التي إحتشدت لتحيته نائب قنصل روسيا في بلغاريا مما جعل الأمير يعتقد أن قيصر روسيا قد سامحه وعفا عنه, ومن هنا بادر بإرسال برقية له دون أن يستشير ستامبولوف (قائد الحركة الشعبية) عبر فيها عن إخلاصه قائلاً: "حيث أن روسيا أعطتني تاج العرش فأنا على إستعداد تام لإعادته لأصحابه", فما كان من القيصر الذي لم يوافق على عودة الأمير إلا أن رد عليه بخشونة وفظاظة قائلاً: "لسوف تقدر جنابكم ما ينبغي أن تفعله"
وهكذا لم يكن أمام الكسندر أمير بلغاريا إلا أن يتنازل عن العرش للمرة الثانية.
--------------------
أصبحت بلغاريا بدون أمير يحكمها, إلا أنه كان من بين البلغار قائد سياسي عظيم هو (ستيفان ستامبولوف) الذي قام بتشكيل الحكومة. لكنه واجه مشكلتين أولهما مقاومة ضغط روسيا وثانيهما إختيار حاكم جديد.
وعلى هذا تمت دعوة الهيئة القومية الكبيرة للتصديق على إختيار الأمير الجديد. لكن روسيا أصرت على إرجاء عملية الإختيار بدعوى أن الفوضى تضرب أطنابها في البلاد وتحول دون إرجاء عملية الإنتخاب بشكل سليم. وتحقيقاً لتلك الرغبة أسرعت روسيا بإيفاد مبعوث خاص وهو الجنرال (كولبارز ) لشرح وجهة نظر روسيا.
ولم يكترث ستامبولوف بوجهة النظر التي قدمها ذلك المبعوث لكن الغالبية العظمى من القيادات البلغارية كانت تؤيد المبعوث فشعر بكثير من الزهو والفخر وإنطلق يطوف بأنحاء البلاد يحاول إقناع الأهالي بوجهة نظر القيصر, وخطب فبهم متوعداً إياهم بالويل والثبور وعظائم الأمور بتدخل دولي شنيع في شؤون بلغاريا,
وسرعان ما تحركت سفينتان حربيتان روسيتان بإتجاه ميناء فارنا على البحر الأسود.
------------------
ستامبولوف لم يستسلم ولم يتنازل عما قرره من حيث إجراء الإنتخابات التي تمت بالفعل وأصبحت الجمعية مستعدة لإتخاذ قرار بشأن تعيين حاكم جديد.
وإقررت حكومة روسيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع بلغاريا وهي تشعر بالمرارة تجاه البلغار حيث كان هذا بعد مضي ثمان سنوات فقط من إندفاع روسيا لخوض غمار حرب من أجل سلاف البلقان وتأييد إنشاء بلغاريا الكبرى طبقاً لمقررات مؤتمر سان ستيفانو.
على أن إختيار أمير جديد لحكم بلغاريا لم يكن أمراًُ سهلاً نظراً لضرورة موافقة الدول العظمى على هذا الإختيار في الوقت الذي إعتزمت فيه روسيا على الإعتراض على أي ترشيح لهذا المنصب.
والأدهي من هذا أن المرشحين الذين قدمتهم الهيئة القومية العامة رفضوا مقاليد الحكم!.
--------------------
في أغسطس 1887
ستامبولوف كان وراء ترشيح أمير الماني يدعي (فرديناند الكوبورجي ) لتولي الحكم أميراً علي بلغاريا
ووافق فرديناند الكوبورجي على ذلك
لم يحظي فرديناند الكوبورجي بموافقة الدول العظمى, ومن ثم حفلت السنوات الأولى من حكمه بعدة صعوبات وقلاقل وعدم إستقرار.
ولقد كان يعتمد في إدارة الشؤون الداخلية على ستامبولوف الذي كان وراء ترشيحه للحكم والذي كانت حكومته تحظى بتأييد الأهالي الذين إمتعضوا من المؤمرات والحيل التي إستمر حلفاء روسيا وأنصارها في البلاد يدبرونها.
-------------------
1891
بلغت هذه المؤمرات ذروتها بإغتيال وزير المالية
فأدرك ستامبولوف أنه هو المستهدف الحقيقي من كل المتآمرين.
ولكي يقضي على مثل هذه المؤمرات ويحتفظ بشعبيته بين ناخبيه حصل على موافقة السلطان العثماني على تأسيس أسقفية بلغارية جديدة في مقدونيا.
----------------------
في 1893
نجح ستامبولوف في تعديل الدستور بما يسمح بزواج فرديناند من أميرة كاثوليكية فظهرت مشكلة جديدة وهي أن أولادها لا يمكن تعميدهم أرثوذكسياً.
وكان هذا الإجراء في حد ذاته يعد تحدياً مباشراً لتزعم روسيا حق الدفاع عن الأرثوذكس
--------------------
1894
قبول استقالة (ستامبولوف) رئيس الحكومة البلغارية
لقد ظهر أن فرديناند الكوبورجي كان حاكماً متكبراً وطوحاً ومتسلطاً وكان يحلم بأن تكون بلغاريا دولة قوية مهيمنة في البلقان. ولكن نظراً للصعوبات التي كانت تواجهه في بدايات حكمه عهد إلى ستامبولوف بمسئولية إدارة شؤون الحكم
لكن بعد مرور سبع سنوات عليه في حكم بلغاريا لم تعترف اي حكومة من حكومات الدول العظمى بفرديناند الكوبورجي كحاكم شرعي لبلغاريا, وأكثر من هذا أن توسعه في مقدونيا بدا مستحيلاً بدون مساندة روسيا.وأدرك أنه لإعادة التآلف بين بلغاريا وروسيا يلزمه التخلص من ستامبولوف فقد بدا للأمير أن السياسي ستامبولوف يمثل عقبة رئيسية في طريق عودة العلاقات الطبيعية مع روسيا. ولهذا ففي سنة 1894 عندما هدد ستامبولوف بتقديم إستقالته بسبب الإختلاف بينه وبين الأمير حول مسألة صغيرة,
وكانت إستقالته مجرد مناورة كان يلجأ إليها من آن لآخر لإخافة الأمير الذي أصبح يعتمد عليه, ففاجأه الأمير بقبولها.
وهكذا فمن يتلاعب بالنار لابد وأن تحرقه النار
------------------
في أكتوبر 1894
مات قيصر روسيا (الكسندر الثالث) وخلفه (نيقولا الثاني )
من نتائج تغير الجالس علي عرش روسيا : إمكانية تجديد العلاقات الروسية-البلغارية.
ولكن كان على فرديناند أن يمهد المغريات لروسيا لإعادة العلاقات أولاً ببعض الخطوات ، فقام فرديناند أولاً بتحويل إبنه بوريس من الكاثوليكية إلى الأرثوذكسية عقيدة الروس وكان هذا عكس ما قام بها ستامبولوف وإعتبر وقتها أحد نجاحاته الكبيرة.
وكانت الخطوة الثانية ذهاب وفد برئاسة (كليمنت) الموالي لروسيا إلى العاصمة الروسية لكي يضع إكليلاً من الزهور على قبر الكسندر الثالث حيث إلتقى القيصر الجديد نيقولا الثاني بهذا الوفد
وكانت الخطوة الثانية هي الإفراج عن السياسيين الموالين لروسيا من السجن.
----------------------
وفي 1896
عادت العلاقات الروسية-البلغارية من جديد بين البلدين ومن ثم تمهد الطريق لإعتراف الدول العظمى بفرديناند ليس أميراً لبلغاريا فقط وإنما حاكماً لروميليا الشرقية مما يعني الموافقة رسمياً على الوحدة بين بلغاريا وروميليا الشرقية والتي كانت قد أعلنت من طرف بلغاريا فقط في عام 1885 .
وبمجرد إعتراف روسيا والدول العظمى الأخرى بفرديناند حاكماً على بلغاريا أصبح بإمكان الأمير أن يركز جهوده في تنمية بلاده وحل مشكلاتها الداخلية وفي مقدمتها مسألة التوسع القومي. وكانت المشكلة المسيطرة على الحياة السياسية في بلغاريا بعد مؤتمر برلين 1878 هي مصير مقدونيا, وهو الموضوع الذي تجتمع عليه الأمة وتتوحد بشأنه الأحزاب السياسية, ذلك أن الحدود التي رسمتها معااهدة سان ستيفانو أصبحت تمثل البرنامج القومي لبلغاريا. وكان النضال من أجل تحقيق هذا الهدف قد شكل ملامح تاريخ بلغاريا المستقبلي.
المرادفات:
استفان ستامبولوف = Stambolov
الكسندر الباتنبرجي = Battenberg
أليكو باشا = Aleko
بارنسوف = P.D. Parensov
بوريس = Boris
بوموف = T.S. Burmov
بيتكو شلافيكوف = P.R.Slaveikov
بيتكو كارافيلوف = Petko Karavelov
تورنوفو = Turnovo
تيودور إيكونوموف = Ikomonov
جفريل أفندي كروستيفتش = Grvril E.Krustevich
جيرز = N.K. Giers
دافيدوف = A.P.Davydov
دراجان تزانكوف = Dragan Tasnkov
ديميتور گريكوڤ = Dimitur P. Grekov
ديميتور گريكوڤ = Dimitur P. Grekov
فرديناند الكوبورجي = Ferdinand of Coburg
كولبارز = N.V.Kaulbars
كيسليف = Kiselev
ميلان = Milan
ميليوتين = Miliutin
هيس = Hesse
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من تاريخ بلغاريا في القرن 19
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ بلغاريا في القرن 21
» تاريخ بلغاريا
» موجز تاريخ بلغاريا
» من تاريخ النوبة من القرن 13 حتي القرن 20
» تاريخ أثيوبيا في القرن 20

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: المنتديات المتخصصة :: تاريخ أوروبا-
انتقل الى: