بعد الفتح الإسلامي للسند على يد محمد بن القاسم الثقفي تم اسنعمال الدراهم الأموية بتلك المناطق المفتوحة لتلبية احتياجات التجارة،
ولكن لم تصلنا عملات ضربت في أي من المدن الهندية قبل غزو محمود الغزنوي للهند وسيطرته على البنجاب «1001- 1021 م»،
--------
بعد احتلال محمود الغزنوي للهند:
قام بسك الدراهم الفضية بمدينة لاهور التي أطلق عليها اسم (محمود بور ) كأول عملات إسلامية تضرب بالهند، وقد ضربت على نمط الدراهم العباسية وحملت اسم الخليفة العباسي إلى جانب اسم محمود الغزنوي.
----------------
خلال فترة حكم الأسرة الغورية الأفغانية :
بدءاً من عهد محمد بن سام المعروف ب (محمد الغوري) بدأ الطابع الهندي المحلي يظهر علي النقود الذهبية المسكوكة ففضلاً عن عملاته الذهبية ذات الطابع الإسلامي الخالص والمضروبة بعبارات باللغة العربية قام (محمد بن سام ) بعد استيلائه على (إقليم قنوج) سنة 1198 م بضرب عملة ذهبية تماثل من حيث الوزن عملات قنوج الذهبية ولكن تحمل على أحد وجهيها رسماً لأحد الأوثان الهندية «لاكشيمي» مع كتابات بالحروف النجارية تحمل اسم محمد بن سام
والذي فعله هو عمل مماثل لما فعل (حسن نظامي) حين ضرب عملات تقليداً لعملات الراجبوت، وهي عملات من البيلون أي مزيج من الذهب والفضة وتحمل ذات النقوش الهندية القديمة بنقش ثور على أحد الوجهين ونقش فارس على الوجه الآخر مع كتابات بالحروف النجارية.
================
الفترة (1210-1235) :
في عهد «ألتمش» سلطان المماليك بدلهي: شهد النقد الإسلامي بالهند بدايته بدلهي ، ويعد ألتمش أول من ضرب العملة الفضية الهندية المعروفة باسم (التنكة ) مع الاستمرار في التقليد الذي وضعه الغزنويون بتسجيل اسم دار الضرب على العملات
-------------------
الفترة (1246- 1266)
في عهد نصير الدين محمد سلطان دلهي : أخذ الذهب يحتل مكانة رئيسية في النظام النقدي للهند الإسلامية
--------------------
في عهد بلبان :
توسعت دور الضرب لتشمل المدن الرئيسية بالهند ولم يعد سك العملات قاصراً على دار السك بالعاصمة دلهي.
----------------------
في عهد سلاطين الدولة الخلجية :
استقر الأمر على ضرب (التنكة) من الذهب والفضة في (نظام نقدي ثنائي المعدنين )
--------------------
في عهد السلطان (محمد الثالث بن تغلق شاه) :
بلغت الإصدارات الذهبية قمة نضجها الفني في العملات التي ضربت حيث حملت شهادة التوحيد واقتباسات قرآنية مع تسجيل اسم السلطان وألقابه باللغة الفارسية عوضاً عن العربية في اعتراف بأن الفارسية هي لغة الثقافة في بلاط سلطنة دلهي
وقد سجلت على نقود محمد بن تغلق الذهبية لأول مرة اسم مدينة ( دولت آباد) التي نقل إليها مقر الحكم لأول مرة في العام 1326 م.
----------------
في عهد شير شاه :
لم يحدث تطور كبير في العملات الهندية إذ ترسخ تداول التنكات الفضية التي ضربت بدءاً من عهد ألتمش وحظيت بقبول كبير بفضل فئاتها المتنوعة وإن أضاف شير شاه عملات من البيلون أي مزيج الفضة والذهب وسجل على عملاته الذهبية اسمه بالحروف النجارية الهندية مثلما كان متبعاً في نقود سلاطين البنغال.
---------------
عملات عهد المغول بالهند :
لم يغير المغول كثيراً في النظام النقدي الذي ورثوه عن سلطنة دلهي واستقر الأمر في عهدهم الطويل على تبني نظام نقدي من ثلاثة معادن هي:
الذهب الذي ضرب منه المهر
والفضة التي ضربت منها التنكة
وأخيراً الدام المضروب من النحاس
وقد التزمت كافة دور السك بالدولة المغولية بضرب هذه الفئات النقدية الثلاث.
وخلال عهود أباطرة المغول أظهر النقاشون براعة كاملة في حشد العملات بالكتابات الدقيقة والزخارف الهندسية والنباتية الإسلامية وظهرت على عملات المغول الاقتباسات القرآنية مع شهادة التوحيد، وكذلك أسماء الخلفاء الراشدين أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي،
وحملت نقود سلاطين المغول دائماً أسماءهم وألقابهم مع تسجيل سنوات السك بالتاريخ الهجري مع تسجيل ترتيب سنة الضرب بين سنوات حكم كل سلطان وشهدت عملات تلك الفترة تسجيل أسماء عدد كبير من دور السك التي شملت تقريباً كل المدن الرئيسة بالبلاد.
وحسبما يذكر (أبو الفضل) المؤرخ الخاص بجلال الدين أكبر، فإن ضرب العملات تميز بالبساطة من الناحية التقنية إذ كانت عمليات السك تتم باستخدام أدوات وآلات بسيطة تشمل القالب الفولاذي الذي تنقش عليه الكتابات بصورة مقلوبة، ثم القطع المعدنية التي تدمغ بهذا القالب، وأشار أيضاً إلى أن المسؤول عن نقش القوالب كان أمهر النقاشين في العالم آنذاك وهو (مولانا علي أحمد)!.
===================
فترة حكم جلال الدين أكبر :
تمثل هذه الفترة حقبة استثنائية في تاريخ النقود الإسلامية بالهند نظراً للتغيرات التي أدخلها على نقوش العملات المختلفة.
فقد اعتبر أكبر النقود أداة إعلامية مناسبة للدين الجديد الذي أراده لكل الهند والمعروف باسم الدين الإلهي، وهو مزيج من تعاليم الإسلام ومن عقائد أهل الهند، ولذا نجده يحدث تغييرات جوهرية في كتابات نقود عصره إذ تخلى عن تسجيل شهادة التوحيد والاقتباسات القرآنية واستعاض عنها بشعار الدين الإلهي «الله أكبر جل جلاله» وفيما احتفظ بتسجيل التاريخ الهجري على عملاته نجده يسجل أيضاً تاريخ الدين الإلهي مع ذكر الشهر الفارسية.
وخلال عهد جلال الدين أكبر: ظهرت العملات الذهبية المعروفة باسم ( المهر)،
وهي عملات مستطيلة تنتهي من طرفيها بشكل عقد يشبه المحراب،
ومن ثم اكتسبت هذا الاسم الهندي تحريف لكلمة ( محراب) العربية،
وقد ظهرت بعض قطع المهر بكتابات خالصة على الوجهين وبعضها الآخر كان يحمل نقش الصقر أو البط على أحد الوجهين، وذلك تسجيلاً لانتصارات عسكرية أحرزها أكبر على بعض حكام الأقاليم المتمردين سنة1600
-------------------
في القرن 19م
قضت سلطات الاحتلال البريطاني للهند على استعمال النقود الإسلامية بالهند
لكن لازالت بقية باقية منها لليوم حاضرة في أقاليم هندية مختلفة فضلاً عن مسمى (الروبية ) الذي لم ينقطع استخدامه إلى يومنا هذا.
------------------
المصدر لفقرات هذه المشاركة :
مقال بقلم د. أحمد الصاوي بعنوان " النقود الهندية.. طابع إسلامي وعبارات عربية " منشور بتاريخ 20-7-2014
والرابط الأصلي هو:
http://www.alittihad.ae/mobile/details.php?id=63365&y=2014