في الحرب البونية الثانية التي جرت في أواخر القرن3 ق.م ظهر رجل من سلالة الماسيل إسمه " (ماسينيسا بن غايا ) ملك جرد من ملكيته، ومن أراضي أجداده من طرف المساسيلي " "سيفاكس"".
لاستعادة هذا الميراث أخذ "ماسينيسا" يحارب في اسبانيا( 206ق.م) إلى جانب القرطاجيين ضد الرومان حلفاء عدوه " سيفاكس"، لكن بعد انقلاب التحالف ـ لا يعرف سر هذاالانقلاب إلا التاريخ ـ أصبح "ماسينيسا" يقاتل مع الرومان ضد "قرطاجة" التي أصبح يساندها ""سيفاكس"".
وأخيرا خرج "ماسينيسا" منتصرا من هذا الصراع حيث ألقى القبض على ""سيفاكس"" في 203 ق.م وحقق انتصارا باهرا ضد القرطاجي "حنبعل" في "معركة زاما" على الحدود الجزائرية التونسية.
هكذا أصبح "ماسينيسا" ملكا ودام حكمه من 203 ق.م إلى 148 ق.م (أي حوالي 56 عاما) كان همه الوحيد طيلة سنوات حكمه توسيع مملكته وهذا على حساب "المساسيليا " في الغرب وقرطاجة في الشرق، تم كل هذا بموافقة روما.
ماسينيسا (202 ق.م. - 148 ق.م.) يعتبر واحدا من أشهر ملوك الأمازيغ القدماء. كان ملكا على مملكة نوميديا الأمازيغية (شمال الجزائر وشرق المغرب الأقصى حاليا).
يعتبر ماسينيسا أشهر الملوك النوميديين ولد ماسينيسا بسيرتا التي عرفت ايضا بـقسنطينة واتخذ منها عاصمة له ولا يزال قبره موجودا هناك. تميز ماسينيسا بقدراته العسكرية بحيث تمكن من هزم خصمه الأمازيغي سيفاكس كما تمكن من هزم حنبعل القرطاجي اعظم الجنيرالات التاريخيين
في معركة زاما بتونس الحالية سنة 202 قبل الميلاد. ولربما لأسباب عاطفية تكمن في تزوييج القرطاجيين خطيبته : صوفونيسا لخصمه المسايسولي سيفاكس
رافعا شعاره الشهير: افريقيا للأفارقة
متحالفا مع روما عاملا على تأسيس دولة امازيغية قادرة على مواجهة التحديات الخارجية.
وفي عهده برزت نوميديا في ميادين عسكرية وثقافية متبعا التقاليد الأغريقية في ما يتعلق بالطقوس الملكية ومتبنيا الثقافة البونيقية في الميادين الثقافية كما جهز الأساطيل ونظم الجيش وشجع على الأستقرار وتعاطي الزراعة وشجع التجارة الشيء الذي جعله يعتبر ابرز الملوك الأمازيغ القدماء
تمّ العثور على نصّ منقوش على الحجارة باللّغتين اللوبية و البونية - القرطاجية - بالموقع الأثري و التّاريخي بدقة و احتفظ بها في متحف باردو و يذكر هذا النص نسب ماسينيسان:
لملك ماسينيسان (202 ق.م. - 148 ق.م.) ابن الملك غيان المتوفّي سنة 206 ق.م. ابن زكلسان الشّفط - صاحب السلطة التنفيذية - في دقة هو "ماسينيسان" والد الملكين: غلسان-غولوسا و مكبسان- ميكيبسا و من أشهر أحفاده يوغرطان-يوغرطا
تميز عهده بالإزدهار والقوة وتحالف مع الإمبراطورية الرومانية القوية ضد الفينيقيين, كما تميز بطول فترة حكمه وتعدد انتصاراته وانجازاته
يذكر الجغرافي الإغريقي سترابون أنّ الرومان يكنّون تقديرا خاصاً لماسينيسا، بسبب خصاله و يقول أنه أول من أدخل النوميديين للحضارة و بعث النّشاط الفلاحي و علّمهم مهنة القتال و قضى على عادات قطّاع الطّرق
و يحتفظ الموقع الأثري و التّاريخي بدقّة بضريح مرمّم لأمير من النّوميديين : الضّريح اللوبي - البوني
و تؤكّد القرائن المقنعة : الكتابات النصية الأساسية اللوبية أنّ دقّة القريبة من تبرسق الحالية كانت مقرّا لإقامة الأمراء النوميديين و منهم "ماسينيسا"
ما جاء في كتب المؤلفين القدامى مثل "بوليب" "وتيت ـ ليف" يؤكد مدى جدارة "ماسينيسا" إذ أنه لم يكتف بحوليات قصره في سيرتا ( قسنطينة حاليا) بل وهو في الثمانين من عمره كان يمضي وقتا كبيرا في ركوب الخيل إلى جانب فرسانه، ترك سلالة كبيرة من بعده، نظم جيشا قويا، واهتم باستصلاح الأراضي وربط علاقات مع دول البحر الأبيض المتوسط ( شبه جزيرة أيبيريا، روما ، أثينا، رودس، ديلوس) كما أنه سك النقود على طريقو الملوك الهلينيستين.
لقد ترك "ماسينيسا" ذكرى أول ملك وحد في دولة منتظمة تقريبا كل شمال افريقيا، ولعظمة شخصيته خصص له سكان دوقا معبدا سنوات بعد وفاته (139 ق.م) ربما دفن في "مدغاسن" هذا الضريح الملكي الواقع في سفح "جبل الأوراس" مهد سلالة الماسيل
.
صرة الملك ماسينيسا بن غايا