منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Empty
مُساهمةموضوع: الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة   الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Icon_minitimeالجمعة مارس 21, 2014 8:50 pm

الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة
 
رؤية جديدة في ضوء الوثائق البريطانية

بقلم :    د. سلوى سعد سليمان الغالبي

#################
تتناول هذه الدراسة شخصية أمير مكة المكرمة الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد، (1)
تولى الإمارة ثلاث فترات متفاوتة
الأولى عام (1827م/1243هـ)
،والثانية عام (1850- 1856م/1267-1273هـ)،
أما الثالثة والأخيرة فكانت عام (1880-1882م/1298-1300هـ) وهي الفترة التي تركز عليها الدراسة والتي تم الاعتماد فيها بشكل أساسي على الوثائق البريطانية التي أظهرت الرؤية الجديدة لموضوع الدراسة. (2)
 
=======================
·       الفترة الأولى  ( 1827م/1243هـ ).
 
  بدأت الفترة الأولى لإمارة الشريف عبدالمطلب بن غالب عندما وقع اختيار أحمد باشا قائد حامية الحجاز عليه ليشغل منصب الإمارة وقد بارك الأشراف وقاضي مكة الاختيار وكان هذا في عام 1827م/1243هـ وذلك على إثر مقتل الشريف شنبر بن مبارك المنعمي على يد أمير مكة الشريف يحيى بن سرور مما أدى إلى عزله. (3)

 
ولكن والي مصر محمد علي باشا لم يوافق على هذا الاختيار وفضل تعيين الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون وهو من أشراف آل عون المقيمين في مصر. (4) ومن هنا اتخذ الشريف عبدالمطلب بن غالب موقفاً مناهضاً من أمير مكة الجديد خاصةً بعد أن نُودي بالشريف محمد بن عبدالمعين كأمير لمكة ،فعزم الشريف عبد المطلب بن غالب على إخراج الحامية المصرية من الحجاز، واستجابت له قبائل حرب، وليزيد من قوته أرسل إلى الشريف المعزول يحيى بن سرور(5) - الذي كان قد جمع حوله بعض القبائل – وأشار عليه بضرورة توحيد الجهود لإحكام السيطرة على مكة المكرمة وإجلاء الجيش المصري عنها(6) وكاد أن يُكتب لهما النجاح لولا الخطة التي قام بها رجل من شيوخ ثقيف يُدعى مساعد الوحشي ،حيث أبلغ الشريف عبدالمطلب بأن الشريف محمد بن عبدالمعين قد وصل من مصر وأن القبائل طلبت منه الأمان فصدق الشريف عبدالمطلب مقولته، ورفع الحصار عن المفجر بالقرب من منى، واتجه إلى الطائف وكان ذلك شأن الشريف يحيى بن سرور حيث تراجع مع القبائل التي كانت موجودة معه في وادي فاطمة بالقرب من مكة المكرمة(7).
 
   ودخل الشريف محمد بن عبدالمعين مكة المكرمة وما كاد الأمر يستتب له حتى بلغه أن الشريف عبدالمطلب يجمع القبائل في الطائف للهجوم عليه ،وأنه أغرى بذلك الأشراف وعلى رأسهم الشريف يحيى بن سرور، فاستعد الشريف محمد بن عبدالمعين للمواجهة، وكتب يطلب الدعم من محمد علي باشا الذي أرسل له لواء من العسكر وكثيراً من المال، وسار الشريف محمد بن عبدالمعين إلى الطائف التي تحصن بها الشريف عبد المطلب، ودار قتال بين الطرفين، وانتهى الأمر بطلب الشريف عبدالمطلب الأمان وإعلان استسلامه، ثم ما لبث أن غادر الطائف(8) إلى عسير(9) لينتهي به المطاف في استانبول التي بقي فيها مكرماً من قبل السلطان محمود الثاني (1808-1839م/1223-1255هـ).(10) وبهذا انتهت الفترة الأولى من إمارة الشريف عبدالمطلب بن غالب والتي لم تزد عن خمسة أشهر. (11)
=======================
·      الفترة الثانية  (1850 – 1856م/1267-1273هـ ).
 
   بدأت إمارة الشريف عبدالمطلب بن غالب للمرة الثانية في نهاية عام 1850م/1267هـ في عهد السلطان العثماني عبدالمجيد الأول (1839-1861م/1255-1278هـ) وفي ظل متغيرات جديدة شهدتها الدولة العثمانية ،حيث استطاعت بمساعدة الدول الأوروبية تقليص نفوذ واليها على مصر محمد علي باشا وفقاً لمعاهدة لندن عام 1840م/1256هـ وتسوية عام 1841م/1257هـ التي حصرت نفوذه في ولاية مصر كولاية وراثية له ولعقبه. (12)
فانتهى بذلك الوجود المصري في شبه الجزيرة العربية ولكن يبدو أن بقاء الشريف محمد بن عبدالمعين في إمارة مكة ظل يذكر الدولة العثمانية بمحمد علي باشا وكيف لا ! وهو الذي أمر بتعيينه في منصب الإمارة بينما رفض تولية الشريف عبدالمطلب الأمر الذي دفع الباب العالي  إلى عزل الشريف محمد بن عبدالمعين وتولية الشريف عبدالمطلب الذي غاب عن مكة ما يقارب ثلاثة وعشرين عاماً ليعود بعدها أميراً عليها ويباشر أعماله بمجرد وصوله إلى داره في القراره بمكة المكرمة. (13)
 
     وفي هذه الفترة لإمارة الشريف عبدالمطلب حدث بينه وبين ولاة الحجاز العثمانيين الكثير من الخلافات انتهى أولها بعزل آقة باشا وتولية أحمد عزت باشا الذي عُزل أيضاً بناءً على رغبة الشريف عبدالمطلب وتولى مكانه كامل باشا وتشير المصادر التاريخية إلى أن أهم أسباب الخلاف بين الشريف عبدالمطلب والولاة العثمانيين هي أن بعضهم كانوا يتصلون بشيخ السادة إسحق العلوي، و يستشيرونه في أمورهم وكان هذا صديقاً حميماً لشريف مكة السابق محمد بن عبدالمعين فلما علم الشريف عبدالمطلب اشتدت عداوته لشيخ  السادة فقام أولاً بعزله من منصبه، ثم ما لبث أن قبض عليه وسجنه في قلعة المثناة بالطائف لمدة يومين تُوفي بعدهما شيخ السادة واتهم الشريف عبدالمطلب بموته فزعزع ذلك من مكانته لدى الباب العالي. (14)
 
  وفي عام 1855م/1272هـ أمرت الدولة العثمانية والي الحجاز كامل باشا بإيقاف تجارة الرقيق في الولاية، غير أن أهالي مكة المكرمة وتجارها عندما علموا بهذا الأمر رفضوه واجتمعوا برئيس العلماء الشيخ جمال شيخ وطلبوا منه ألا يرضخ لما يخالف الشرع، و أن يرفع الأمر معهم إلى القاضي ليمنع بدوره صدور الأمر. واضطربت الأحوال في مكة المكرمة، ونادى الأهالي بالثورة ،و اشتبكوا مع بعض العساكر العثمانية(15) وعندما وصلت الأخبار إلى الشريف عبدالمطلب ،وكان في الطائف غضب غضباً شديداً، وجمع القبائل لتعزيز موقف أهالي مكة المكرمة وتجارها. (16)

ويبدو أن هذه التوجهات للدولة العثمانية لم تتوافق مع توجهات الشريف عبدالمطلب ولا مع النزعة الاستقلالية لديه، و بخاصة مع ما ترتب على سياسة التنظيمات الخيرية (1839- 1856م/1255-1273هـ) والتي نتج عنها خطان:
الأول وهو خط شريف كلخانة والذي صدر عام (1839م/1255هـ)
والثاني هو الخط الهمايوني والذي صدر في عام (1856م/1273هـ)
وقد أعطى هذان الخطان المزيد من الامتيازات للمسيحيين في الدولة العثمانية
وكان الخط الأول نتيجة لوقوف الدول الأوروبية إلى جانب الدولة العثمانية في أزمتها مع واليها على مصر محمد علي باشا
أما الخط الثاني ، فكـان نتيجة لوقوف بريطانيا و فرنسا إلى جانب الدولة العثمانية ضد روسيا فيما عُرف بحرب القرم (1853-1856م/1270-1273هـ). (17)
 
  ولم يتقبل الشريف عبدالمطلب موقف الدولة العثمانية من تجارة الرقيق ورفضه رفضاً تاما لأنه رأى أن هذا الموقف لا يتوافق  مع مبادئ الشريعة الإسلامية وعزز رفضه هذا موقف أهالي مكة المكرمة(18) الذين طالبوا الوالي بثلاثة أمور هي "أولاً لا نريد العساكر الموجودة هنا، وليرفعوا هؤلاء العساكر ويأتوا بطابور آخر، وثانياً فليؤذن لنا بتجارة الرقيق. وثالثاً لا نريد القناصل الإنجليز والفرنسيين في جدة، ولننزع أعلامهم  وليرحلوا هم أيضاً"(19)
ويبدو أن الشريف عبدالمطلب وجد في مطالب أهالي مكة المكرمة فرصه للتعبير عن نزعته الاستقلالية، واعتبر أن الدولة العثمانية "قد تنـصرت". ونتج عن موقفه هذا وصول فرمان عثماني إلى الحجاز يقضي بعزل الشريف عبدالمطلب وتولية الشريف محمد بن عبدالمعين بدلاً عنه. (20)
وأصبحت المواجهة محتمة لا محالة بين الشريف عبدالمطلب و الوالي العثماني كامل باشا، لكن محدودية إمكانيات الشريف عبدالمطلب العسكرية أدت إلى أن  ينتهي الأمر بأسره وتسليمه إلى راشد باشا ليعود به إلى إستانبول عن طريق الإسكندرية. (21)
وأثناء الرحلة تبادل الاثنان الحوار الذي بدا منه عدم رضا الشريف عبدالمطلب عن سياسة الدولة العثمانية".(22) ومما سبق نستطيع أن نتلمس مواطن القوة في شخصية الشريف عبدالمطلب والتي ستظهر بوضوح في موقفه تجاه الإنجليز في الفترة الثالثة لإمارته.
 
    وصل الشريف عبد المطلب إلى إستانبول،ومنها تم نقله إلى سلانيك ومن هناك بعث الشريف عبدالمطلب رسالة إلى الصدر الأعظم مصطفى رشيد باشا يطلب فيها السماح له بالسكن في إستانبول ، فسمح له بالعودة إلى إستانبول مشترطاً عليه عدم التفكير في الذهاب إلى مكة المكرمة نهائيا، ً كما خصص له راتبا.ً(23) وبقي الشريف عبدالمطلب في استانبول ما يقارب أربعة وعشرين عاماً .
 
 وبهذا لم تزد الفترة الثانية لإمارة الشريف عبدالمطلب عن خمس سنوات ظهرت فيها نزعته الاستقلالية ورغبته في تقليص نفوذ الحكم  العثماني.
========================
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة   الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Icon_minitimeالجمعة مارس 21, 2014 8:54 pm

·     الفترة الثالثة والأخيرة (1880-1882م / 1298-1300هـ)

 
    في عام 1880م/1298م اغتيل أمير مكة الشريف الحسين بن محمد بن عبدالمعين الذي ولاه الدستوريين منصب إمارة مكة عام 1877م/1294هـ. (24) ويبدو أن الأقدار قد شاءت للشريف عبدالمطلب أن يعود لمنصب إمارة مكة المكرمة للمرة الثالثة، وبخاصةً أن السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909م/1293-1327هـ) قد وجد في اغتيال شريف مكة فرصة ليُعين شريفاً جديداً يدين بولائه له وليس لأنصار الدستور. وعندما تأتي بعض المصادر التاريخية على ذكر هذا الأمر لا تخلو من الإشارة إلى أن اغتيال الشريف الحسين كان بتدبير من السلطان عبدالحميد الثاني ولعل السبب في ذلك يعود إلى اتصالات الحسين بالإنجليز للعمل ضد الدولة العثمانية وهي اتصالات لم تخف أبداً عن جواسيس السلطان.(25)    
        وعندما صدر فرمان تعيين الشريف عبدالمطلب عام 1880م/1298هـ لم يرحب به والي الحجاز العثماني ناشد باشا ولا بقية الموظفين العثمانيين،بل إنهم أظهروا عدم رضاهم عن تعيين الشريف عبد المطلب،  وطلبوا من القنصل البريطاني في جدة جيمس زوهراب James Zohrab أن يبذل ما في وسعة لمنع ذلك.     فكتب تقريراً لحكومته بتاريخ 17 مارس 1880م/1298هـ قال فيه "تحدث معي خلال اليومين السابقين الوالي والقائمقام وعدد من الموظفين والتجار بحماس عن الموضوع – وقال الجميع لي إنهم ينتظرون مني منع وقوع هذه الكارثة على الدولة .. وكان ناشد باشا هو أكثرهم حماسةً في التوصل لمنع تعيين الشريف عبد المطلب، فقال إنه لن يستطيع أن يكتب عن الموضوع، ولا حتى أن يشير إلى اعتراضه على رغبة السلطان، لأن ذلك سوف يؤدي إلى عزله، وتحقيره، ونفيه. أما أنت، فتستطيع أن تتكلم وأنا أطلب منك القيام بذلك باسم الإنسانية فحاول ألا تترك وسيلة يمكن أن تحقق ذلك الهدف وسوف يباركك الله."(26) وعلى الرغم من هذه الشكوك التي عبّر عنها الموظفون الأتراك والقناصل الأوروبيون في الحجاز، فقد عينه السلطان في منصب الإمارة وربما يرجع ذلك إلى معرفة السلطان عبدالحميد بكراهية الشريف عبدالمطلب للأجانب عامة، وللإنجليز خاصة، فضلاً عن معرفته لموقف بعض الأشراف من آل عون المتعاطف معهم.(27)
ومما يدل على ثقة السلطان في الشريف عبدالمطلب منحه له سلطةً ونفوذاً غير عاديين حتى إن الوالي والقائمقام كانا يخشيان من النفوذ الذي يتمتع به عبدالمطلب لدى الباب العالي.ويظهر ذلك بوضـــــوح في التقرير الذي كتبه القائم بأعمال القنصـــــلية البريطانية في جـــدة وليم بيرل William Burrell بتاريخ 20 سبتمبر 1880م/1298هـ " يشرفني إرسال التقرير التالي الذي يضم تفصيلات تتعلق بسياسة الشريف الكبير في مكة. لقد نجح فخامته سواءً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في خلق حالة من الاستسلام لدى كبار الشخصيات من الوطنيين والمقيمين الهنود في جدة. وأصبح كل فرد لديه حالة من الخوف الدائم والترقب حتى لا يتم استدعاؤه فجأة إلى الطائف أو مكة المكرمة للتحقيق معه في بعض الاتهامات. تردّدت منذ فترة طويلة في تصديق ما ورد في التقارير الغامضة التي تسلمتها بعد وصولي إلى هنا. ولكن لا يوجد شك الآن في حالة الخوف والترقب التي يعيشها عدد من الأثرياء وبعض كبار الشخصيات من المقيمين في جدة، والذين يراقبون بتوتر سير الأمور ووصول رسل الشريف من مكة. وأكثر هؤلاء هم من الذين يرتبطون بعلاقات مع الأوروبيين، والذين كانوا وكلاء أو أصدقاء الشريف الكبير السابق، وهؤلاء لديهم خوف من إظهار صداقتهم الحميمة مع الأجانب وعلى وجه الخصوص الذين لهم علاقات وثيقة مع قنصلية جلالتها. لا شك أن عبدالمطلب يدرك تماماً المحاولات التي قام بها جميع القناصل هنا لمنع تعيينه في منصب الشريف الكبير، وهو الأمر الذي ربما يعد من الأسباب الرئيسة، إضافةً إلى تعصبه وارتيابه في جميع المحيطين به من الأجانب والرعايا العثمانيين الذي يؤيدون وجهة الأوروبيين في الإصلاحات. علمت بوجود جواسيس يراقبون سلوك هؤلاء الذين كانوا يعملون مع الشريف السابق الحسين وأصدقائه ويقومون بكتابة تقارير عن أبسط الحقائق ويرسلونها إلى مكة لقد تحاشيت من ناحيتي إظهار أي تفضيل لأي شخص من أي جنسية أو فئة كانت حتى عيد الأضحى، وقلصت من زياراتي الضرورية للسلطات المحلية وذلك حتى وقوع تلك الحادثة البسيطة التي سوف أقوم بسردها لجنابكم والتي كتب الجواسيس عنها تقريراً جرت العادة هنا خلال شهر رمضان وهو شهر الصوم المقدس القيام بزيارات في المساء لكبار الشخصيات الرسمية والمقيمين وقد حدث في مساء أحد الأيام منذ حوالي شهر مضى أن قمت بزيارة القائمقام، وبعدها ذهبت إلى منزل عمر نصيف أفندي(28) الذي كان يعمل وكيلاً للشريف السابق، وتم استقبالي بحفاوة بالغة وكانت هذه أول زيارة غير رسمية أقوم بها له. وتم اصطحابي إلى المجلس الذي يوجد في أعلى منزله الجميل. لم يكن هناك سبب خاص لهذه الزيارة. وكما جرت عليه العادة هنا خلال فصل الصيف المرتفع الحرارة يمكن التخلص من الإرهاق والحصول على فرصة للقليل من استنشاق الهواء في الجلوس على أسطح المنازل وفي التراس. وعندما كنت أتحدث مع عمر نصيف وهو رجل ذكي ،وله نفوذ كبير، وهو مطلع على كثير من الأشياء التي كنت أرغب في الحصول على معلومات عنها مثل مشروع مد جدة بالمياه(29)،وموضوع المقبرة الجديدة(30)، وأوضاع المسجونين(31) ، وموضوعات أخرى، وقد لامس بعض الموضوعات السياسية ملامسة حقيقية، وعبر عن أسفه العميق لقدومي في الوقت الذي لا تستطيع فيه أسرة عمر نصيف أن ترحب بي بسبب سياسة الشريف الكبير، لأن عمر وأسرته من أصدقاء إنجلترا ورجالها. حضر هذه الجلسة القائم بأعمال القنصلية البريطانية السابق في جدة حسن جوهر Hasan Jouhur وكان يرافقني في هذه الزيارة مترجم القنصلية. وعندما عزمت على مغادرة المنزل، وعند وصولي إلى البهو، اندفع نحوي أحد البدو من ركن الصالة، وجاء لتحيتي تعبيراً عن سروره، وأخذ يقبل يدي فسألت المترجم عن شخصيته، فأخبرني أنه أحد البدو الذي التحق بخدمة أسرة آل نصيف، وقد وصل للتو من مكة. لم أعلم شيئاً أكثر من ذلك عن هذه الحادثة حتى ذلك اليوم الذي ثارت فيه دهشتي لرحيل القائمقام المفاجئ من مكة إلى الطائف. ولم يكن هناك ثمة سبب يمكن أن يفسر هذا الوضع أكثر من قدوم الحاكم العام ناشد باشا إلى جدة بعد انتهاء فترة عيد الأضحى. وصلت الأنباء الخاصة بأن هناك بعض الإجراءات الغامضة التي كانت تحدث في مركز القيادة العليا في مكة، حيث تم استدعاء ناشد باشا فجأة إلى الطائف التي كان يقيم فيها الشريف الكبير، كما تم استدعاء القائمقام من جدة، ليفسر بعض الأمور أمام الشريف الكبير الذي اتخذ بعض الإجراءات السرية السريعة. لقد سمعت أمس تفسيراً لهذه الإجراءات، وقد وصل إلي هذا التفسير بصورة سرية ويبدو أنه بعد زيارتي الوحيدة التي قمت بها لعمر نصيف ذهب الجاسوس إلى الشريف الكبير في مكة ليخبره بأن عمر نصيف قد عقد اجتماعاً دارت فيه مناقشات سياسية مع القنصل البريطاني وعلى إثر ذلك قام عبدالمطلب بإرسال تلغرافات وخطابات إلى عدد من شخصيات أسرة عمر نصيف. في حقيقة الأمر لم يكن هناك كلمة واحدة صادقة فيما ذكر، لكن الجاسوس بالغ بطبيعة الحال، واستغل المدة الطويلة التي استغرقتها الجلسة وتوقع أن زيارتي لن تكون ذات معنى إلا إذا كان لها طابع سياسي وانتشرت الإشاعات التي مفادها بأن الشريف الكبير سيقوم بإلقاء القبض على عمر نصيف متى سنحت له الفرصة لذلك. لا أستطيع استنتاج المخاوف التي يخشى منها الشريف الكبير حيث لا يبدو أن هناك خطراً يخشى منه. لقد جاء تعيينه وفقاً لإرادة السلطان، وضد نفوذ ورغبة ممثلي الدول الأجنبية، وضد رأي جميع قناصل الدول الأوروبية هنا، والتي كانت تعارض ذلك وكان من الطبيعي بعد ذلك أن يتزايد احترام سلطته من قبل الحزب المتشدد، وأصبحت سلطته نافذة أكثر من سلفه.
 
وفي حقيقة الأمر لا يوجد ما يخشاه على الرغم من أن سياسته كانت شديدة تجاه الأجانب وكل من يرتبط بصداقة وثيقة مع أسرة آل عون، ونتيجة لذلك أصبح عدد من كبار الشخصيات العثمانية، وعدد من الرعايا الهنود البريطانيين يخشون القيام بتأدية حجهم السنوي المعتاد إلى مكة. فهم يسكنون خيماً تتجاوز حدود جدة التي يقيم فيها القناصل الأوروبيين الذين يستطيعون عن طريقة كتابة التقارير إلى حكوماتهم تقديم الدعم لهم ضد تجاوزات السلطات التي ينظر البعض منهم إليها بالحقد والغيرة. ولا تعاني مكة من أي مشكلة ومن المحتمل أن يكون عمر نصيف وحسن جوهر من الذين قد عزفوا عن القيام بحجهم السنوي بسبب الإشاعات عن تصرفات الشريف الكبير العدوانية في مكة وقد ارتبط المترجم يوسف قدسي Yussuf Kudzzis بصداقة وطيدة مع الشريف الكبير السابق و بعض أفراد من أسرة آل عون وقد أكد لي أنه إذا طلب منه الذهاب إلى مكة لأداء أعمال القنصلية فإنه مستعد للقيام بها، وأنه في حالة تغير الأوضاع لن يستطع أن يقوم بحجه المعتاد والوضع نفسه بالنسبة لموسى بغدادي،  وهو أحد الرعايا العثمانيين كما أنه تاجر معروف وسألني إذا ما كنت أستطيع القيام بحمايته إذا ذهب إلى مكة،  لأنه يخشى من الشريف الكبير، فطلبت منه عدم طلب حماية القنصلية،  لأنه أحد الرعايا العثمانيين لقد خيبت أمله. ومن الملاحظ أن تعصب أمير مكة الحالي قد أزعج حتى سكان مدينة اقتصادية مثل جدة كذلك يبدو أن التقارير الزائفة التي تنشرها الجرائد العربية في القسطنطينية، ومثال على ذلك التلغراف الذي قيل أنني أرسلته لطلب سفينة حربية نظراً لوجود اضطرابات في الحجاز أدى إلى إثارة الكثير من الضغط على القنصلية في جدة .وقد تم الرجوع إلي لمعرفة الحقيقة كما أشرت في خطابي السياسي الذي تشرفت بإرساله إليكم بتاريخ 15 سبتمبر إلى أنه ربما هناك أمل في أن ينجح الحاكم العام والقائمقام في إغراء الشريف الكبير بعدم المبالغة في الإجراءات. وعلى أية حال فإن هؤلاء المأمورين قد يجلبون الخطر على أنفسهم إذا قاموا بتكدير فخامته. ولا شك من أن عبدالمطلب قد اختاره السلطان على الرغم من المعارضة القوية ضد تعيينه وهذه الحقيقة تمنحه نفوذاً واسعاً وسلطة مخيفة. وفي الواقع فإن الحاكم العام والقائمقام ليس لديهما سلطة مثل الشريف الكبير تقريبا، ًوهما يخشيان من نفوذه في القسطنطينية.. وهناك موضوع قانوني آخر يظهر في الخطابات التي تبادلتها مع سعادته،حيث يبدو كما لو أنه يطالب بأن يكون له سلطة على الرعايا البريطانيين الهنود أكثر مما تسمح به الامتيازات الأجنبية حقيقة فإنه لم يقم بأي خطوات محددة في هذا الاتجاه حتى الآن. لذلك لا يمكن أن أقول شيئاً بخصوصه الآن، ولكن من الواضح من خطاباته أن لديه الرغبة في ممارسة سلطة تشريعية في مكة وخاصة في القضايا التي تتعلق بالمنازعات بين الرعايا البريطانيين والرعايا العثمانيين. إن مثل هذه القضايا يجب أن تتم إجراءاتها في جدة، حيث توجد المحكمة المختلطة أو مجلس التجارة ،وفيها مُحكم بريطاني ،كما يحضرها مترجم القنصلية الذي يقوم بتقديم تقرير عن إجراءات سير المحاكمة. سوف أعتبر أنه من واجبي - إذا لم تصلني أوامر عكس ذلك منكم - القيام بمنع ممارسته لأي سلطة تشريعية على الرعايا البريطانيين الهنود، لأنني أعتقد أنه من واجب القنصلية في جدة عدم إهمال حماية الامتيازات القانونية لرعايا جلالتها الهنود، وكل ما لاحظته في الوقت الحالي هو أن هناك اتجاهاً لإلغاء الحماية التي منحتها جلالتها لهذه القنصلية، إن السلطات المحلية في مكة سوف تعد مكاناً للقضايا المدنية والجنائية بدون وجود الامتيازات الأجنبية، وبذلك تصبح مرتبطة بالمعاهدات جميعها وسوف أضع أمام ناظري بدون أي تدخل في العادات والتقاليد المحلية في حالة الضرورة القصوى حماية الرعايا الهنود ومحاكمتهم في هذه المدينة من قبل الشريف الكبير. وعلى ذكر جدة فالهدوء يعّمها إلا وجود حالة من عدم الشعور بالرضى بسبب عدة تعيينات قام بها الشريف الكبير لأشخاص غير أكفاء مثل: تعيين القاضي، وتعيينات أخرى يتضح فيها الناحية الشخصية."(32)
 
  ومن التقرير السابق يظهر مدى النفوذ الذي مارسه وتمتع به الشريف عبدالمطلب في الحجاز وقد بلغ ذلك النفوذ ذروته عندما أخذ الشريف يتدخل في شؤون الولاة العثمانيين، حيث يبدو أنه لم ينس لناشد باشا موقفه المعترض على تعيينه،ولهذا سعى إلى عزله وقد تمت الإشارة إلى ذلك في التقرير المؤرخ 30 أكتوبر 1880م/1298هـ وفيه كتب القائم بأعمال القنصل البريطاني وليم بيرل " أن الشريف الكبير كتب إلى الباب العالي مرتين يشكو من الحاكم العام على الحجاز ناشد باشا وطلب عزله من المنصب ولكن الباب العالي لم يبد أي اهتمام أو رضى عن طلب الشريف الكبير ومن أجل ذلك كتب الشريف الكبير مباشرةً إلى السلطان قائلاً أنه لن يستطيع الاستمرار في تصريف الأمور مع وجود ناشد باشا، وأنه إذا لم يتم عزله فإنه سيطلب إعفاءه من منصب الإمارة. ودارت الشائعات بأن الشريف كتب إلى صفوت باشا، وهو صديق قديم له، ليدعم طلبه عند السلطان، وبعد أن استلم السلطان خطاب الشريف قام بتعيين صفوت باشا وأرسله إلى جدة" وختم القائم بالأعمال تقريره " بأن الحاكم العام ناشد باشا ارتبط بعلاقة صداقة مع القناصل، لذلك فإن عزله سوف يمثل بالنسبة لهم أمراً مؤسفاً كذلك فإن احتمال عزل أو استقلال القائمقام الذي وقف دائماً إلى جانب هذه القنصلية سيمثل خسارة فادحة."(33) وهكذا نجح عبدالمطلب في إقناع السلطان العثماني بعزل ناشد باشا وتولية صفوت باشا،  الذي امتثل لطاعة أوامر عبدالمطلب حتى شبهه مترجم القنصلية البريطانية يوسف قدسي بالعبد في أحد تقاريره "يسترشد الحاكم العام الجديد صفوت باشا في كل عمل يقوم به بعبدالمطلب وقد أعلن للملأ أنه أكبر معاوني أتباعه كما أنه لا يجلس مطلقاً في حضرته ،ويظل واقفاً مثل العبد ولم أرَ أي حاكم من أسلافه يقوم بما يقوم به."(34) وذكر في تقارير القناصل البريطانيين أيضاً " أن صفوت باشا كان يقيم في مكة، ولكنه كان إما غير قادر على القيام بأي إجراء يخص ولاية الحجاز، أو أنه لا يريد التدخل في الأمور تجنباً للاصطدام بالشريف عبد المطلب. وحتى عندما يحدث الصدام يتدخل السلطان العثماني للصلح وهكذا أصبح صفوت باشا يحيل جميع الموضوعات إلى الشريف عبد المطلب."(35) الذي لم يلبث أن أقنع السلطان العثماني بعزل صفوت باشا وتعيين عزت باشا الذي وصل إلى الحجاز في 28 نوفمبر 1881م/1299هـ وقد وصفه القائم بأعمال القنصلية البريطانية في جدة مونكريف Moncrieff " بأنه يبلغ من العمر 65 عاما،ً ولكن يبدو من مظهره أنه لديه لياقة بدنية لتأدية عمله". (36) وقد احتفل الشريف عبدالمطلب بقدوم عزت باشا وأمر بأن تضاء مكة لمدة ثلاثة أيام تعبيراً عن الترحيب بقدوم الوالي الجديد. (37) وبدون أدنى شك استطاع الشريف عبدالمطلب أن يفرض سيطرته على الوالي الجديد إلى أن تم عزله وتعيين عثمان نوري باشا والياً للحجاز (1881-1886م/1299-1304هـ). (38) وبسبب طبيعة شخصية عبدالمطلب القيادية وحبه للسيطرة وفرض النفوذ، وشخصية عثمان نوري باشا التي لم تكن أقل حباً للقيادة والسيطرة ،كان لابد من أن يحدث الصدام بينهما. ولهذا سعى كل منهما إلى إبعاد الآخر.
 
    أراد الشريف عبدالمطلب عزل عثمان نوري باشا لينفرد بالسيطرة على الحجاز، إلا أنه لم يستطع تحقيق ذلك بسبب منح السلطان عبدالحميد الثاني للأخير سلطات واسعة تساعده على القيام بأي عمل يرى تنفيذه ضرورياً لتحقيق الأمن في الحجاز. وعلى الرغم من أن الشريف قبل عزله عن منصب الإمارة في المرة الثالثة أرسل خطاباً إلى السلطان يشكو فيه من تصرفات الوالي تجاهه، إلا أن ردّ السلطان تمثل في الإنعام على الوالي بالترقية. (39) وفي المقابل كان من الطبيعي أن يتحرك هذا الوالي ضد الشريف عبدالمطلب ولكن تحركه لم يقتصر على الشكوى ،بل تعداها إلى تدبير مؤامرة تخلصه نهائياً من الشريف.(40) فكانت التهمة التي ألصقت بالشريف عبدالمطلب هي الاتصال بالقنصل البريطاني في جدة للحصول على الأسلحة بعد التنسيق مع شيوخ قبائل حرب وحائل وبعض الأشراف بهدف الثورة ضد الدولة العثمانية وهي تهمة لن يقبلها السلطان عبدالحميد الثاني بأي حال من الأحوال.
 
   وقد أشارت بعض المصادر التاريخية إلى احتمالية أن يكون تزييف الخطابات بتواطؤ من بعض الأشراف آل عون للتخلص من عبدالمطلب. (41) أما واقع هذه الدراسة، فيؤكد بأن خصوم عبدالمطلب قد تعددوا وعندما حان وقت التخلص منه اتحدوا. وسنحاول في هذه الدراسة أن نعمل على إجلاء الضبابية التي اكتنفت الحقائق التاريخية في المصادر العربية والتركية المتعلقة بعزل الشريف عبدالمطلب من منصب الإمارة وذلك من خلال الرجوع إلى تقارير وخطابات خصومه من القناصل البريطانيين أو نوابهم في القنصلية البريطانية بجدة لدراستها ومقارنتها بما ذُكر في المصادر العربية والتركية بهدف الوصول إلى الحقيقة التاريخية وسيكون ذلك في عدة محاور :
 
أولاً : محور علاقة الشريف عبدالمطلب ببريطانيا :
 
أظهرت تقارير وخطابات القناصل البريطانيين ونوابهم في القنصلية البريطانية بجدة مدى كراهية الشريف عبدالمطلب للأجانب عامة والإنجليز خاصة،  بل إنه في كثير من مواسم الحج كان يحرض الحجاج الهنود على الثورة في الهند ضد الاحتلال البريطاني. (42) وعليه فإن السؤال الذي يطرح نفسه كيف تكون العلاقة بين الطرفين عدائية بهذا الشكل ويفكر الشريف عبدالمطلب في الحصول على الأسلحة من أعدائه الإنجليز؟ ولإظهار مدى هذا العداء سنورد بعضاً من تلك التقارير والخطابات،ففي 12 ديسمبر 1880م/1298هـ كتب القنصل البريطاني جيمس زوهراب خطاباً لحكومته جاء فيه" بعد عملية البحث التي قمت بها لجمع المعلومات لم يعد لدي شك من أن الشريف الكبير وراء تشجيع تجارة الرقيق في الحجاز. وعبدالمطلب ومعاونيه ينظرون إلى تلك التجارة على اعتبار أنها لا تخالف الشريعة الإسلامية، كما أنهم يجاهرون بعدائهم للمسيحيين وخصوصاً إنجلترا.وأرى أنه طالما ظل عبدالمطلب في منصب الشريف الكبير أو أي فرد من أسرته ولهم السلطة العليا في الحجاز فسوف تشجع تجارة الرقيق."(43)                    
 
يعلم القنصل البريطاني تماماً بأنه بهذه السطور إنما يرغب في تحريك حكومته ضد الشريف عبدالمطلب خاصةً مع علمه بدور بريطانيا في محاربة تجارة الرقيق، بل إنها في عام 1855م/1272هـ ألزمت الدولة العثمانية بإيقاف تجارة الرقيق في الحجاز، الأمر الذي تصدى له عبدالمطلب في حينه. (44) كما ذكر القنصل كراهية عبدالمطلب ومعاونيه للمسيحيين، بل إنه أكد أن بقاء الإمارة في أسرة آل زيد التي ينتمي لها عبدالمطلب سيعمل على تشجيع تجارة الرقيق. (45) وكأنه يلمح إلى أن الحل يرتبط بزوال إمارة هذه الأسرة أو انتقالها إلى فرع آخر من الأشراف يكون أكثر مرونة  في علاقتهم  بالإنجليز.
 
وفي خطاب آخر للقنصل البريطاني نفسه بتاريخ 22 ديسمبر 1880م/1298هـ كتب القنصل " إن عبدالمطلب ضيق الأفق متعصب يكره المسيحيين ويعادي الإنجليز، لذلك هو رجل الظرف الملائم لإتباع سياسة الساعة ،لذا أعيد تعيينه في منصب الشريف الكبير، وتم التغاضي عن أخطائه في الماضي والشيء المؤكد أنه سوف يتسبب في وجود الاضطراب ليس فقط لأنه الشخص المهيّأ للتعامل مع العقلية الإمبراطورية. ولكنه الشخص الذي سوف يوقظ التعصب والفتنة بين المسلمين والمسيحيين. لقد عمل عبدالمطلب للوصول إلى ذلك، وأعتقد أنه من الخطورة بمكان فيما لو أعطينا له الفرصة لتحقيق المزيد من النجاح .. إن عبدالمطلب لو ظل في منصبه فترة أطول فإنه لن يتوانى عن العمل على إثارة مشاعر المسلمين في الهند ضدنا. كذلك فإن الوضع غير آمن بالنسبة للمسيحيين المقيمين في الحجاز وأخشى القول من أنهم لن تكون لهم الحرية ولا الأمن في موانئ الحجاز، في الوقت الذي لا يشعر فيه الرعايا البريطانيين المسلمين بالأمان على تجارتهم في الحجاز. وفي النهاية لو اكتشف السلطان ولو في وقت متأخر أن تقديره كان وهماً وأنه أدى إلى إثارة الاضطرابات في واحدة من ولاياته، فسوف يعده عدواً خطيراً". (46)
 
وبمقارنة الخطاب الثاني للقنصل البريطاني بالأول نجد أن القنصل لم يعد يكتب بأسلوب غير مباشر لحكومته،  وإنما أصبح يكتب بأسلوب مباشر عن خطورة عبدالمطلب على المصالح البريطانية. فقد اعتبره من المتعصبين دينياً والمعاديين للمسيحيين والإنجليز، ولهذا فهو يتماشى مع سياسة السلطان عبدالحميد الإسلامية. ولذلك فقط تغاضى السلطان عن أخطائه في الماضي.والمقصود تزعمه لثورة عام 1856م/1273هـ ضد السلطات العثمانية. ولكن القنصل يعود ليؤكد أن بقاءه في السلطة سيشكل خطورة سياسية واقتصادية على بريطانيا تتمثل في تحريضه للهنود المسلمين الذين يلتقي بهم في مواسم الحج،  وستمتد أثار هذا التحريض إلى الهند،  وستؤدي إلى زعزعة الوجود البريطاني فيها هذا فضلاً عن أن الرعايا البريطانيين لن ينعموا بالأمن والحرية في ميناء جدة،  مما سينعكس سلبياً على مصالحهم الاقتصادية وختم القنصل خطابه بما يعطينا مؤشرات إلى عدم استبعاد أن تشارك بريطانيا في خطة للتخلص من عبدالمطلب ومن غير المستغرب أن يكون هناك تنسيق بين بريطانيا والوالي العثماني عثمان نوري باشا لاتهام عبدالمطلب بخيانة السلطان خاصةً إذا تمثلت تلك الخيانة في الثورة على السلطان وهذا بالفعل ما تم اتهام عبدالمطلب به من حيث أنه اتصل ببريطانيا بهدف الحصول على الأسلحة للقيام بثورة للتخلص من السيادة العثمانية على الحجاز.
 
          والحقيقة أن عبدالمطلب كان يعلم مدى خطورة سياسة الإنجليز.ولهذا تصدى في عام 1881م/1299هـ لمترجم القنصلية البريطانية يوسف قدسي، وأجبره على ترك مكة المكرمة والعودة إلى جدة، لأنه أدرك أن هدف زيارة هذا المترجم لمكة المكرمة هو جمع المعلومات لصالح القنصلية البريطانية. وذلك لأن القناصل المسيحيين لا يسمح لهم بدخول المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة. (47) وقد كتب مترجم القنصلية في 3 يناير 1881م/1299هـ بعد عودته لجدة تقريراً جاء فيه : " فقد شهد الجميع على مدى كراهية عبدالمطلب للمسيحيين والإنجليز على وجه الخصوص، وهو دائماً يصدر أوامره إلى علماء مكة بأن يعبروا عن هذا الرأي للحجاج والشعب ولا يوجد شك في أنه يحاول إثارة شعور المسلمين ضد الإنجليز علانية". وفي التقرير نفسه ذكر المترجم "بأن عبدالمطلب عندما وصل طلب الإذن للسيد والسيدة بلنت Blunt لزيارة الطائف فقد رفض عبدالمطلب الطلب قائلاً : إنه طالما هو موجود في منصب الشريف الكبير، فلن يسمح لأي مسيحي بالسفر إلى أي منطقة من مناطق الحجاز" وأضاف المترجم " لقد كان مسموحاً للأوروبيين في الماضي ولسنوات طويلة أن يقوموا بزيارة أي منطقة في الحجاز عدا مكة والمدينة."(48)
 
وهكذا نرى أن عبدالمطلب أصبح يمثل تهديداً لمصالح بريطانيا في المنطقة ، بل إن عداءهُ لها أصبح علنياً.وهذا ما أشار إليه القنصل البريطاني جيمس زوهراب في خطابه لحكومته بتاريخ 4 يناير 1881م/1299هـ "إن عبد المطلب تحدث بطريقة عدائيه عن إنجلترا، ولم يخف عداءه. لها وهو يريد إثارة المتاعب ضدها. ويعتقد أن قتل المسيحيين هو طريق المسلمين الوحيد. ومن حسن الحظ أن عبدالمطلب جعل نفسه غير محبوب من قبل الأغلبية الذين وقفوا منه موقف المعارضة، لذلك فنحن لدينا عبدالله باشا وسادن الكعبة(49) ، وهما من الأصدقاء ولا يستبعد أن يقوم عبدالمطلب بأمور خطيرة."(50)
 
يبدو جلياً أن القنصل البريطاني لم يكتف بإظهار عداء عبدالمطلب لبريطانيا. وإنما أيضاً أشار إلى إمكانية أن تستغل بريطانيا ظروف تدني شعبية عبدالمطلب في مكة المكرمة لصالحها وأيضاً ارتباطها بصداقة مع بعض من آل عون ،وهم الفرع المنافس من الأشراف الذين ينتمي إليهم الشريف عبد الإله بن عون (عبدالله) ، الذي أشار إليه القنصل، هذا فضلاً عن بعض أفراد من أسرة آل الشيبي، وهم سدنة الكعبة المشرفة.
 
وفي 23 أبريل 1882م/1300هـ كتب القنصل البريطاني جيمس زوهراب تقريراً أظهر فيه من جديد لحكومته خطورة استمرار عبدالمطلب في منصب إمارة مكة المكرمة، نظراً لقوة تأثيره " في مراسلاتي التي تتعلق بالتأثير الذي يمكن أن يمارسه الشريف الكبير على مسلمي العالم، وعن إمكانيته في إثارة مشاعر التعصب التي ستؤدي إلى إثارة المشاكل ينبغي أن يوضع في الاعتبار مكانة الشريف الكبيرة في مكة وفي أعين المسلمين وأثره عليهم، ولذلك يجب أن يكون لنا صوت في الرجل الذي يتولى هذا المنصب لما له من نفوذ وسلطان طالما أن الشريف الكبير يُنظر إليه على أنه الرئيس الأعلى للمسلمين سيظل له تأثيره في العالم الإسلامي.ومن له مثل صفاته الشخصية إضافة إلى نشأته في ظل الأفكار المتطرفة سوف يقوم بمساعدة لهؤلاء الرجال الذين يقومون بثورة تحت غطاء الدين إن وجود خطابات من الشريف الكبير لهم سيكون له أثر وأهمية كبيرة لهؤلاء المتشوقين لعودة الخلافة...ولدي دليل آخر على عبدالمطلب فقد وصلني خطاب تُرجم لي ذكر فيه كاتبه وهو من يافا أن هناك إعجاباً واحتراماً كبيراً لعبد المطلب لأنه أظهر نفسه على أنه مسلم بحق ولذلك أضحى تأثيره كبيراً ... لا يستبعد أن يكون لعبد المطلب، نفس المشاعر لدى المسلمين في الهند وإذا كان ذلك صحيحاً فإننا لن نتردد في القول بأنه سوف يستغلها لصالحه. إنني متأكد أنه طالما بقي الشريف عبدالمطلب في منصبه فسوف يستمر نفوذه وتأثيره على المسلمين لذلك لا يمكن السماح للسلطان باختيار من سيشغل منصب شريف مكة دون تقديم النصح له خاصة وأنه يوجد لدى إنجلترا(60) مليون مسلم تحت حكمها لذلك فمن المصلحة أن يكون لإنجلترا رأي في الرجل الذي سيتولى هذا المنصب، رغم أن السلطان والذي يعتبر صاحب الحق الوحيد في تعيين هذا الرجل ليس لديه إلا (16) مليون مسلم."(51)
 
يبدو أن بريطانيا أدركت تماماً مدى تأثير من يشغل منصب شريف مكة على مسلمي العالم. وذلك لعدة أسباب، أولها : الثقل الديني لمكة المكرمة والمدينة المنورة في قلوب المسلمين وثانيها : انتساب أشراف مكة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا هو المنصب الذي كان يشغله عبدالمطلب صاحب الشخصية القيادية الطموحة،  والذي لا يستبعد من أنه قد يخطط لعودة الخلافة الإسلامية،  خاصةً وأن عبدالمطلب قد نجح في أن يقيم علاقات ودية مع العرب في يافا ومع أحمد عرابي باشا في مصر، (52) الأمر الذي  مثل تهديداً على المصالح البريطانية في مصر بعد احتلالها لمصر عام 1882م/1300هـ.
 
 
 
إن تقرير القنصل البريطاني لم يتوقف عند حدود تقييم الوضع الحالي للحجاز في ظل الوجود السياسي لعبد المطلب، بل تعداه إلى الإيحاء لحكومة بريطانيا بضرورة أن يكون لها رأي في الرجل الذي سيشغل هذا المنصب الخطير لما له من تأثير على مسلمي العالم. ولعل في المعلومات  السابقة  ما يدل  على أن  بريطانيا  كانت بالفعل تخطط للتخلص من عبدالمطلب واختيار من سيخلفه في المنصب. ولذلك لا يستبعد أن تكون مساعيها الخفية قد رسمت مع أعداء عبدالمطلب خطة لعزله، خاصةً إذا ما استغلت علاقة عبدالمطلب بالشام ومصر ضده لدى السلطان العثماني .لاسيما وأن نسبه وموقعه الديني وشخصيته الطموحة والتي سبق لها أن قادت ثورة ضد السلطات العثمانية عام 1856م/1273هـ قد تجعله في موضع شك وريبة لدى السلطان العثماني، على الرغم من يقين السلطان العثماني بأن عبدالمطلب كان يعادي الأجانب ،ولا يحتمل وجودهم في الجزيرة العربية .
 
ثانياً : محور علاقة الشريف عبدالمطلب بالوالي العثماني عثمان نوري باشا :
 
سبقت الإشارة إلى أن تعيين عثمان نوري باشا والياً على الحجاز كان في عام 1881م / 1299هـ بفرمان من السلطان عبدالحميد الثاني. ورغم محاولة الشريف عبدالمطلب عزل هذا الوالي وفرض سيطرته على ولاية الحجاز إلا أنه لم يستطع تحقيق ذلك بسبب السلطات الواسعة التي منحها السلطان للوالي لضمان تحقيق الأمن في الحجاز. ويبدو أن هذه السلطات الواسعة قد ساعدت عثمان نوري باشا في التخلص من الشريف عبد المطلب، حيث بدأ خطته بتقديم العديد من الشكاوى للسلطان حول سلوك الشريف. (53) وعندما بادله الشريف الأمر بشكاوى مضادة لدى السلطان(54) لجأ إلى تلفيق تهمة الخيانة للشريف عبد المطلب، وهي تهمة لا تغتفر عند سلطان  مثل عبد الحميد الثاني.خاصةً إذا ما تم استغلال ماضي الشريف عبدالمطلب ضده.على الرغم من أننا نرى أن عبدالمطلب كان في تلك الفترة في مرحلة متقدمه من العمر، ولم يعد ذلك الحاكم المفعم بالقوة والذي رفض تطبيق قرار الدولة العثمانية بإيقاف تجارة الرقيق في الحجاز.رغم  أن القنصل البريطاني جيمس زوهراب يعطينا وجهة نظر مخالفة حول نشاط الشريف وحيويته،  فقد كتب في تقرير له بتاريخ 6 فبراير 1881م/1299هـ " يبلغ عبدالمطلب ما يقارب التسعين عاماً وهو محاط بالمشاكل والمخاطر، كما أنه فقد اثنين من أبنائه في عام وتعاني ابنته من مرض عضال وعلى الرغم من ذلك فإنه لم يهجر مباهج الحياة، فقد تزوج في الأيام الأخيرة من فتاة صغيرة."(55)
 
وهكذا نرى أن خصوم عبدالمطلب قد تعاونوا لاتهامه بمسألة تؤلب السلطان عليه ، حيث جمعت المصلحة المشتركة بين كل من عثمان نوري باشا و بعض الأشراف من آل عون والإنجليز للتخلص من عبدالمطلب. ووفقا لما ذكره الدكتور صالح العمرو.. فإنه كان  لبعض الأشراف من آل عون يد في تلفيق التهمة خاصةً وأن عبدالمطلب كان خصمهم اللدود. (56) وفي إحدى الوثائق البريطانية ذكر القائم بأعمال القنصلية البريطانية بجدة مونكريف "أنه قبل توجيه التهمة للشريف عبدالمطلب اجتمع كل من عثمان نوري باشا وعمر نصيف والشريف عبدالله بن عون،وحدث بينهم نوع من التنسيق للقبض على الشريف عبدالمطلب بعد وصول خطاب من السلطان عبدالحميد الثاني لعثمان نوري باشا يفوضه بالقبض على الشريف عبدالمطلب إذا أقام عليه الدليل بأنه يمثل خطورة على أوضاع الأمن في الحجاز."(57) ولعل هذا التفويض هو الذي أوحى لهم بالتفكير في تزوير الخطابات الست، ثم القبض على الرسول الذي حملها إلى صهر الشريف عبدالمطلب، وهو الشريف دخيل الله العواجي. وبهذه الخطابات المزورة يمكن أن يقام الدليل على تواطؤ عبدالمطلب. وكان عثمان نوري باشا يمنى الشريف عبد الإله ويعده بتولي الإمارة بعد عزل الشريف عبدالمطلب.وقد نفذ وعده، فقد أصدر فرماناً مزوراً بعزل الشريف عبدالمطلب، وتولية الشريف عبدالإله بن محمد بن عون. (58) كما يجب ألا يغيب بأن العادة جرت في الحجاز بأن يدفع الشريف مبالغ طائلة للوالي العثماني الذي يقوم  باختياره لمنصب الإمارة الخالي.هذا فضلاً عن أن العلاقة بين الشريف عبدالمطلب والشريف عبدالاله بن عون كانت متوترة .وهذا ما أشار إليه القائم بأعمال القنصلية البريطانية مونكريف في تقريره بتاريخ 15 أكتوبر 1881م/1299هـ حيث ذكر "يبدو أن أنباء الخلاف قد وصلت إلى القسطنطينية وبالرغم من ذلك لم يتخذ الباب العالي أي خطوة ولكن إذا قام الشريف الكبير بأي تحرك خاطي فسوف يترتب على ذلك اتخاذ خطوه قاسية للتدخل في مصير الشرافة، لأنه سوف يتم استبداله بالشريف عبدالله ولاشك أنكم تدركون معي مدى الفائدة التي يمكن أن تتحقق والتي يمكن توقعها مع هذا التغير... لقد وصلت الأوضاع إلى حالة حرجة ينبغي معها إزالة عبد المطلب."(59)  إذن فمن غير المستبعد الاتفاق  على تزوير الخطابات الست، رغم أن عثمان نوري باشا قد برر للسلطان بأن إصداره للفرمان المزور كان بسبب أن التلغراف لم يبدأ أعماله بعد حتى يستطيع أن يرسل له بالأمر، ويتلقى أوامره كما أن سفن البريد كانت غير منتظمة، بالإضافة إلى أنه استند إلى أن السلطان بعث له خطاباً أمره فيه بأخذ التدابير اللازمة في حالة ظهور أي عصيان. (60)
 
 أما الإنجليز، فقد عرفنا من المحور الأول مدى كراهيتهم الشديدة  لسياسة عبدالمطلب ولا يستبعد أن يكون عثمان نوري باشا قد ارتبط بعلاقة وثيقة بالإنجليز(61) لعب فيها بعض الأشراف من آل عون دور الوسيط بسبب علاقتهم بالقنصل ، خاصةً إذا ما ربطنا بين هذه الأحداث وما ذكر في  مذكرات السلطان عبدالحميد الثاني، فقد كتب السلطان عبدالحميد أن الشريف عبدالمطلب كتب له بعد عزله قائلا: " إن محاولة حدثت من بعض الأجانب لتهريب مدحت باشا ومحمود باشا إلى مصر، وأنه منع ذلك الأمر، وأنه لقي ما لقي بسبب ذلك." ويعلق السلطان عبدالحميد على ما كتبه الشريف عبدالمطلب : "كنت لا أعتمد على كلمة واحدة من كلام الشريف عبدالمطلب. ومع هذا فادعاؤه لم يكن خالياً من الأهمية بالقدر الذي يدعوني إلى إهماله."(62) ويؤكد لنا المؤرخ التركي يلماز اوزتونا " أن إنجلترا أرسلت طراداً إلى مياه جدة لإنقاذ مدحت باشا ومحمود باشا، كما قبض في الطائف على إنجليزي متنكر بزي عربي."(63) وهنا نقول هل يمكن أن يحدث هذا التخطيط من قبل بريطانيا دون أن يكون لعثمان نوري باشا يد في ذلك؟ خاصةً وأنه ليس مثل من سبقه من الولاة، وإنما كان معروفاً بسيطرته على زمام الأمور في الحجاز بشدة غير مسبوقة. ولهذا يبدو أن المصلحة المشتركة قد جمعت بين خصوم عبدالمطلب للتخلص منه في وقت حال فيه تقدمه في العمر على مجابهة مثل تلك الدسائس.
 
وهكذا صدرت أوامر الوالي العثماني بعزل الشريف عبدالمطلب ومحاصرته في مقره الكائن في المثناة في الطائف عام 1882م/1300هـ، وتولية الشريف عبد الإله بن عون الإمارة. ولذا فإن  عبدالمطلب لم يجد بعد أن أبلغ بقرار العزل مجالاً للمقاومة وبعد القبض عليه تم فرض الإقامة الجبرية عليه في القشلة بالطائف، ثم سمح له بالانتقال إلى قصره المسمى بالبياضية بمكة المكرمة. (64) وبعد هذه الحادثة أرسل الباب العالي لبيب أفندي من استانبول للتحقيق في التهمة التي وجهت للشريف عبد المطلب. بتكليف من السلطان عبدالحميد الثاني. وقد توصل إلى أن ما نسب إلى الشريف عبدالمطلب لا أساس له من الصحة بدليل أن السلطان أنعم بعدها على الشريف وأسرته. ولا يفوتنا أن نذكر الحوار الذي دار بين الميرة عمر بك قائد المركز في الحجاز والوالي عثمان نوري باشا عندما وصل لبيب أفندي إلى الحجاز،  حيث قال له عثمان نوري باشا : "أسعفني يا عمر باشا لقد وصل لبيب أفندي من الرتبة العالية لإجراء التحقيق كما وصل الشريف عون الرفيق باشا وعادل باشا. إن لبيباً يقوم الآن بتحقيقاته فماذا سيكون مصيرنا؟ فأجبته خيراً إن شاء الله."(65) إذن فعثمان نوري باشا يطلب من قائد مركز الحجاز أن يقدم له العون حتى لا تنكشف خيوط المؤامرة التي دبرها هو وأصدقاؤه من خصوم عبدالمطلب. وهنا نقف لنتساءل هل صدق السلطان عبدالحميد الثاني التهمة التي أُلصقت بالشريف عبدالمطلب؟
 
ولو افترضنا أنه  صدقها، فلماذا أرسل لبيب أفندي للتحقيق؟ إن السلطان عبدالحميد الثاني الذي عُرف بدهائه ربما أراد استغلال هذه الفرصة للتخلص من عبدالمطلب بخاصةٍ بعد أن علم بمراسلاته مع العرب في يافا ومع أحمد عرابي باشا في مصر فربما توجس السلطان من أن يحدث بين الشريف عبدالمطلب وتلك الشخصيات اتفاق وتنسيق قد يؤدي إلى امتداد الثورة من مصر إلى الحجاز ، ففضل التخلص من عبدالمطلب صاحب النزعة الاستقلالية والذي تزعم في الماضي ثورة أهالي الحجاز عام 1856م/1273هـ.
 
وإذا كان والي الحجاز العثماني قد نصب الشريف عبد الإله،  وهو من أبناء الشريف محمد بن عون أميراً على مكة المكرمة مكان الشريف عبدالمطلب بواسـطة فرمان مزور،  فإن الدولة لم تصادق على تعيين الشريف عبد الإله،  بل عينت أخاه الأكبر الذي كان يعيش في إستانبول،  وهو الشريف عون الرفيق باشا أميراً،  وأرسلته إلى مكة أما الشريف عبد الإله،  فقد دعي إلى إستانبول،  ومنح درجة الوزارة،  وعين عضواً في مجلس شورى الدولة. (66) وعاش الشريف عبدالمطلب في قصره المعروف بالبياضية بالمعابدة في مكة المكرمة إلى حين وفاته عام 1885م/1303هـ عن عمر قارب المئة عام. (67)
 
ثالثاً : الخطابات المزورة على الشريف عبد المطلب :
 
( أ ) الخطاب المزور لبريطانيا :
 
لم نجد في ملفات الأرشيف البريطاني الخاصة بشهر أغسطس لعام 1882م/1300هـ صورة من الخطاب الذي طلب فيه الشريف عبدالمطلب السلاح من القنصل البريطاني في جدة. ويبدو أن هذا الخطاب قد حفظ فقط في أرشيف رئاسة الوزراء باستانبول حيث الأوراق الخاصة بعثمان نوري باشا.ومن  أرشيف رئاسة الوزراء تمكنا من الحصول على صورة من الخطاب وهو مكتوب باللغتين العربية – التركية(68)  ومختوم بختم الشريف عبدالمطلب الخاص الذي كان يختم به خطاباته ولكن من غير المستبعد أن يسرق الختم أو يزيف ليوضع على الخطابات الست المزورة.
 
أما ما وجدناه في الأرشيف البريطاني عن الموضوع، فلا يتعدى سوى الإشارة إليه في أحد التقارير وهو بتاريخ 27 فبراير 1883م/1301هـ، كتب في التقرير "إن حسين طلال أفندي- وهو موظف من أصل عربي يعمل لدى عبد المطلب- قد كتب خطاباً إلى القنصل البريطاني في القاهرة ،جاء فيه أنه مر وقت طويل منذ كتابة الخطاب ،وأنه مشتاق لسماع الأخبار عن الترتيبات التي تمت الموافقة عليها فيما يخص الأسلحة والذخيرة التي سيحصل عليها. وأنهى الخطاب بتهنئة جلالة الملكة على نجاحها في مصر وقد ذيل الخطاب بختم عبد المطلب. وقيل إن هذا الخطاب كان سيسلم إلى زوج ابنة عبدالمطلب الشريف دخيل الله العواجي، ولكن أحد الضباط استطاع القبض على الرسول، وأخذ منه الخطاب ، وسلمه إلى الوالي التركي". (69) ولو وقفنا قليلاً لمقارنة وتحليل ما ورد في المصادر التاريخية حول التهمة التي لفقت لعبدالمطلب وما ورد في تقرير القنصل البريطاني المشار إليه أعلاه نستنتج ما يلي :
 
أولاً :      ذكر في المصادر العربية والتركية أن الخطاب كان موجهاً من الشريف عبدالمطلب إلى القنصل البريطاني في جدة، والتقرير يشير إلى أنه موجه للقنصل البريطاني في القاهرة.
 
ثانياً :     المعروف أن العلاقات بين عبدالمطلب وبريطانيا كانت في منتهى السوء، بل إن عبدالمطلب وقف لهم بالمرصاد، لأنه كان يدرك أطماعهم في المنطقة فلماذا كان هذا التغيير الجذري في سياسته؟
 
ثالثاً :     ما هو هدف الشريف عبدالمطلب في الحصول على الأسلحة؟ وهل كان سيقوم بثورة على الدولة العثمانية وهو قد قارب التسعين عاماً؟ بالإضافة إلى أن بعض المصادر العربية والوثائق البريطانية قد ذكرت أن شعبية عبدالمطلب بين أهالي مكة المكرمة قد أخذت في التدني،  نظراً لأنه في شيخوخته قد اعتمد إيثار بعض المقربين له بالمنافع ، فكانت مهمتهم جمع الأموال لأنفسهم وللشريف. إلا أنه بالاطلاع على تقريرٍ للقائم بأعمال القنصلية البريطانية وليم بيرل بتاريخ  23 أكتوبر 1880م/1298هـ كتب فيه"وهنا جانب أو جانبان أرى عدم التغاضي عنهما في تقريري لشخصية عبدالمطلب، وهو أنـــــه إذا ماســــئل أهـــل جـــــدة عـــن عبدالمطلـــب،فإن أكثـــر الإجـــابات هـــي"أنـــه لا يأكــــــل He Does not eat " وهي إجابة لها معناها الكبير ،وتعني أنه غير مرتشٍ وهذه السمعة هي التي حافظ عليها طوال حياته الطويلة ... ولم يجرؤ أي فرد على القول بأنه كان مرتشياً."(70) وهكذا شهد أعداء عبدالمطلب على نزاهته والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يستطيع قائد متدني الشعبية أن يقود الثورة ضد الدولة العثمانية، بخاصة أنه كان يعيش في آخر مراحل حياته وهي مرحلة الشيخوخة ؟ وممن يطلب السلاح والعون ؟.. من ألد خصومه .. بريطانيا!
 
( ب ) الخطابات الخمسة الأخرى .
 
وهي الخطابات الخمسة التي من المفترض أن رسول عبدالمطلب كان يحملها مع الخطاب الموجه للقنصل البريطاني في جدة وهذه الخطابات لأمراء وشيوخ القبائل مثل ابن الرشيد في حائل وشيوخ حرب وبعض الأشراف وفحواها طلب عبدالمطلب المساعدة منهم للإعداد للثورة على الدولة العثمانية. وفيما يخص مراسلات القبائل،  فنحن لا نستطيع الجزم بأنها صحيحة أو غير صحيحة،  لأن التعاون بين أشراف مكة وأمراء وشيوخ القبائل العربية كان أمراً طبيعياً وغير مستغرب بخاصةٍ إذا ما أغدق عليهم الأشراف في العطايا. ولكن المؤكد والذي ثبت من واقع الوثائق البريطانية هو استحالة التعاون بين عبدالمطلب وبريطانيا، كما يمكن لنا أن نتوقع عدم صحة طلب عبدالمطلب للمساعدة من القبائل بما أن مصدر الخطابات واحد. وقد تم القبض على حامل الخطابات الست وهي بحوزته من قبل أحد الضباط العثمانيين. (71)
 
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة   الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Icon_minitimeالجمعة مارس 21, 2014 9:03 pm


خاتمة الدراسة:

وهكذا تناولت الدراسة شــخصية أمير مكة المكرمة الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مســاعد آل زيد في المراحل الثلاثة لإمارته وقد كانت الأولى عام 1827م/1243هـ، ولم تزد عن خمسة شهور بسبب عدم موافقة والي مصر محمد علي باشا على تعيين عبدالمطلب ويبدو أن والي مصر قد خاف من أن يرث عبدالمطلب شخصية والده الشريف غالب بن مساعد القيادية الطموحة، ولهذا خطط محمد علي باشا لإقصاء عبدالمطلب عن الإمارة، وعمره آنذاك لا يزيد عن الثلاثة والثلاثين عاماً ، عاش بعدها في إستانبول لما يقارب الثلاثة والعشرين عاماً، ثم عاد لإمارة مكة عام 1851م/1267هـ، واستمر حتى عام 1856م /1273هـ. أي أن مدة إمارته الثانية قاربت الخمسة أعوام. وكان ذلك بالطبع بعد أن تقلص نفوذ والي مصر محمد علي باشا بناءً على معاهدة لندن وفرض عبدالمطلب نفوذه وسيطرته على الحجاز والولاة العثمانيين فيه وقد أخذ هذا النفوذ في الازدياد حتى وصل أقصى مداه عام 1856م/1273هـ عندما قاد عبدالمطلب احتجاجاً في الحجاز بسبب اعتراضه على إيقاف الدولة العثمانية لتجارة الرقيق .وهو أمر غير مستغرب في تلك الفترة نتيجة لخضوع الدولة العثمانية لمطالب الدول الأوروبية وتقديمها المزيد من التنازلات علها تستطيع أن تحد من تدخل الدول الأوروبية في أمورها. ويبدو أن هذه التوجهات للسياسة العثمانية لم تتوافق مع توجهات عبدالمطلب الدينية والسياسية ،ولهذا ظهر الخلاف واضحاً بين الطرفين، وبرزت نزعة عبدالمطلب الاستقلالية ورغبته في تقليص النفوذ العثماني، وهي رغبة يظهرها الحوار الذي دار بين عبدالمطلب والرحالة الفرنسي شارلز ديدييه Charles Didier عندما زار الحجاز أثناء فترة إمارة عبدالمطلب الثانية عام 1854م / 1271هـ، والتقى بعبد المطلب ووصفه وكانت الدولة العثمانية وقتذاك تخوض غمار حرب القرم (1853-1856م/1270-1273هـ). كتب ديدييه بأن عبدالمطلب " كان شيخاً جليلاً يبلغ الستين من العمر، طويل القامة، نحيلاً، تلمس النبل في تصرفاته، والتميز في كل جوانب شخصيته أما لون بشرته ،فقد كانت غامقة جداً، تكاد تكون سوداء، وعيناه تتوقدان حيوية، وأنفه مستقيم، وله لحية خفيفة، ومحياه لطيف جداً، وكان يتوشح وشاحاً كشميرياً ويلبس ثوباً أزرق فاتحاً، ويزين خصره خنجر رائع مطلي بالذهب، تلمع عليه الأحجار الكريمة التي يخطف لمعانها الأبصار". وعن مدى اطلاع الشريف عبدالمطلب بأمور السياسة قال ديدييه " ثم بدأ الحديث بعد ذلك عن الشؤون اليومية، وعن مطامع روسيا، وعن التحالف بين فرنسا وبريطانيا، وعن موقف أوروبا عموماً والنمسا على وجه الخصوص، وكان يصغي بانتباه شديد إلى كل المعلومات التي كنت أخبره بها، وكان يطرح علي أسئلة تظهر حسن اطلاعه على الأمور، وفهمه العميق للوضع. لقد بدا لي متفتحاً بقدر ما هو مستقل، وإن كان لدي ما آخذه عليه، فذلك أنه كان متدنياً أكثر مما ينبغي، ومتأورياً أكثر من اللزوم. ولعل سبب ذلك أنه قضى أربعة وعشرين عاماً من حياته في استانبول قبل أن يسمح له الباب العالي بالعودة إلى الجزيرة العربية، وأن يعيد إليه لقب أبيه غالب، وعلى الأقل قسماً من ثروة أبيه وسلطته." أما عن مشاعره نحو الدولة العثمانية، فقد قال عنها ديدييه : " لم أنس أبداً وأنا أحدثه وأسمع إليه أنني أتعامل مع عربي وليس تركياً، وأنه لا يستطيع باعتباره عربياً أن يرجو صادقاً انتصار الجيش العثماني، بل أنه على العكس تماماً كان يأمل اندحار غزاة وطنه، وإنه باختصار كان في دخيلته أميل إلى الروس منه إلى البريطانيين والفرنسيين. وحاولت أن ألمح تلميحات بعيدة وغير مباشرة إلى موقفه الخاص وموقف بلده، ولكنه لم يكن يود التنبيه إليها، وظل متمسكاً في هذا الخصوص يتحفظ لم يتخل عنه ولو لحظة واحدة". (72)

والحقيقة أن أمراء مكة المكرمة من الأشراف بغض النظر عن الفرع الذي انتموا إليه كانوا يعدون الحكم العثماني حكماً دخيلاً عليهم، وقد تمنوا في كثير من الأحيان رحيله. ولكن الذي رحل بالفعل كان عبدالمطلب، فقد تم القبض عليه في عام 1856م/1273هـ. إلا أن الأقدار شاءت له العودة لإمارة الحجاز للمرة الثالثة في عام 1880م/1298هـ وهي أرض أبائه وأجداده التي شاء له المولى جل شأنه أن يقضي فيها ما تبقى له من عمر حتى وفاته عام 1885م/1303هـ.

فقد وقع اختيار السلطان عبدالحميد الثاني عليه. وهو اختيار لم ينتج من فراغ ، وإنما نتج عن دراسة وتفكير، فعبدالمطلب يبدو أنه لم يعد يشكل في نظر السلطان خطراً على الدولة العثمانية، لاسيما وأن عمره قد تجاوز التسعين عاماً. كما أن عبدالحميد الثاني وجد في الصفح والإنعام على عبدالمطلب بتعيينه أميراً على مكة المكرمة ما سيجعله يدين بالولاء له بعد أن كشف له جواسيسه اتصالات الشريف السابق الحسين بن محمد ابن عبدالمعين بالإنجليز للعمل ضد الدولة العثمانية، في الوقت الذي تلمس فيه عبدالحميد مدى كراهية عبدالمطلب للأجانب وخاصةً الإنجليز.

وهكذا تعددت الأسباب التي رجحت كفة عبدالمطلب لدى السلطان عبد الحميد الثاني ليصدر فرماناً بتعيينه أميراً على الحجاز في عام 1880م/1298هـ. ولكن بقاء عبدالمطلب في الإمارة لم يطل لأكثر من عامين، وتم عزله في نهاية عام 1882م/1300هـ بعد أن لفقت له تهمة الخيانة والمقصود بها اتصالات عبدالمطلب بالإنجليز، وطلب السلاح منهم للقيام بثورة ضد الدولة العثمانية وهي تهمة لفقها الوالي العثماني عثمان نوري باشا بالتعاون مع خصوم عبدالمطلب الذين جمعتهم المصلحة المشتركة في التخلص منه، هذا فضلاً عن بعض أهالي مكة المكرمة الذين تأثرت مصالحهم أثناء فترة إمارة عبد المطلب. وذلك إما لأنهم حازوا في الماضي على امتيازات لدى الشريف السابق وحرموا منها فيما بعد، أو لأنهم ارتبطوا بعلاقات ودية مع القنصلية البريطانية في جدة مما جعلهم موضع شك وريبة في نظر عبدالمطلب المعادي للإنجليز. ولهذا تمنى هؤلاء الأهالي زوال إمارته، وتعاونوا مع الوالي العثماني لتحقيق ذلك.هذا فضلاً عن الإنجليز الذين لا يستبعد تعاونهم أيضاً مع الوالي. ويبدو أن عبدالمطلب قد اكتشف علاقة الوالي بالإنجليز عندما جرت عدة محاولات من قبل الإنجليز لتهريب مدحت باشا ومحمود باشا من سجن الطائف. وقبل أن يحيط عبدالمطلب السلطان عبدالحميد الثاني علماً بذلك كان الوالي قد لفق لعبدالمطلب تهمة الخيانة. وقد تناولت المصادر العربية والتركية هذه التهمة الملفقة وتمت إدانة عبدالمطلب في بعضها وتبرئته في بعضها الآخر إلا أن وثائق الأرشيف البريطاني كانت هي الفاصل الذي أنهى الضبابية التي أحاطت بموضوع التهمة وأجلى سحب الشك ، فظهرت حقيقة براءة عبدالمطلب من هذه التهمة من خلال هذه الدراسة. والتي كشفت عن مدى العداء المتبادل بين عبدالمطلب وبريطانيا، والذي يستحيل معه أن يفكر عبدالمطلب في الاستعانة بالإنجليز للقيام بثورة ضد الدولة العثمانية. بل أكدت هذه الوثائق أن عبدالمطلب كان قائداً عربياً أبت عليه دماؤه العربية وغيرته الإسلامية قبول أي تدخل أجنبي. وبسبب هذا ناصبته بريطانيا العداء الشديد وبادلها هو المشاعر ذاتها حتى تمنى القناصل البريطانيون ونوابهم في قنصلية جدة زوال إمارته علهم يجدون فيمن يخلفه الصديق الذي يتجاوب معهم لتحقيق مصالح بريطانيا في المنطقة.
###########################################
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة   الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Icon_minitimeالجمعة مارس 21, 2014 9:05 pm


الهوامش:
====
(1)
ولد الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد عام (1794م/1209هـ) بمكة المكرمة وهو عبدالمطلب بن غالب بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن حسين بن الحسن بن محمد أبي نمي الثاني بن بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثه بن محمد أبي نمي الأول بن أبي سعد الحسن بن علي الأكبر بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي ابن عبد الله الأكبر بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله الرضا بن موسى الجون بن عبد الله المحض ابن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وآل غالب كلهم من نسل عبد المطلب بن غالب
ومنهم صادق باشا بن أحمد بن عبد المطلب أسندت إليه إماره الحجاز قبل الحسين بن علي إلا أنه اغتيل في إستانبول قبل أن يتوجه إلى الحجاز
ومنهم علي حيدر بن جابر بن عبد المطلب ولاّه الدستوريون إمارة الحجاز 1915م/1334هـ عندما أحسُّوا بنوايا الحسين بن علي حيالهم محاولين بذلك إنقاذ موقفهم وضرب الأشراف بعضهم ببعض وفعلاً وصل حيدر إلى المدينة المنورة وبقى فيها لفترة من الوقت ثم عاد إلى استانبول،
ومنهم شرف باشا بن أحمد عدنان وحسين بن علي عدنان اللذان كانا من أعضاء مجلس الشورى بمكة المكرمة في أول عهد الملك عبدالعزيز،
وآل غالب اليوم يعدون أكثر آل زيد عدداً ويسكنون ما بين مكة وجده والطائف.
انظر: الزركلي، خير الدين: الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، (بيروت: دار العلم للملايين، 1984م)، المجلد 4، ص 154.

(2)
التواريخ متفاوتة عند موافقة التاريخ الهجري بالميلادي ففي "خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام" لأحمد زيني الدحلان والذي يعتبر مصدراً معاصراً للأحداث يذكر فترات الشريف عبدالمطلب بن غالب على النحو التالي: الأولى: 1243هـ وهي توافق 1827م بينما تذكر في بعض المراجع 1828م أما بالنسبة للفترة الثانية فيذكر الدحلان أنها تبدأ عام 1267هـ وهي توافق 1850م بينما تذكر المراجع أنه تولى في عام 1851م وتنتهي الفترة الثانية في الدحلان عام 1272هـ أي 1855م بينما تذكر المراجع أن فترته الثانية انتهت بالميلادي عام 1856م و بالنسبة للفترة الثالثة فيذكر الدحلان أنها تبدأ في عام 1297هـ الموافق عام 1879م بينما تذكر في الوثائق البريطانية أن فترته الثالثة تبدأ من عام 1880م وتنتهي في عام 1882م الموافق هجرياً 1300هـ وتشير الوثائق البريطانية إلى أن عزله تم في أغسطس 1882م وبسبب هذا اجتهدنا في تحري الدقة في تحديد التاريخ بكل الوسائل الممكنة. كما تم تقديم التاريخ الميلادي على التاريخ الهجري في الدراسة بسبب اعتمادنا على الوثائق البريطانية التي تؤرخ بالتاريخ الميلادي.

(3)
دحلان، أحمد زيني: خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام، (القاهرة: المطبعة الخيرية، 1305هـ) ص 304 .

(4)
الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون (1790-1858م/1204-1274هـ) من أمراء مكة المكرمة، ولد بها ونشأ فيها وسكن مصر مدة فسعى له واليها محمد علي باشا لدى الحكومة العثمانية ليعين على إماره مكة المكرمة عام (1827م/1243هـ) فعاد إلى مكة واستمر بها حتى عام (1836م/1252هـ) ثم توجه إلى مصر بناءً على طلب محمد علي باشا وبقي فيها حتى عام (1840م/1256هـ) وبعد إتمام الصلح بين محمد علي باشا والسلطان العثماني عبدالمجيد الأول عاد الشريف محمد بن عبدالمعين إلى مكة المكرمة ليتولى الإمارة واستمر حتى عزله عام (1851م/1267هـ) فتوجه بعد ذلك إلى إستانبول وظل بها حتى عام (1856م/1272هـ) حين صدر مرسوم سلطاني بإعادته إلى إماره مكة وأستمر إلى أن توفى بها وهو جد الأشراف "آل عون".
انظر: صابان، سهيل: مداخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الأرشيف العثماني، (الرياض: مكتبه الملك عبدالعزيز العامة، 1425هـ) ص 194 . المكي، عبدالفتاح حسين راوه: تاريخ أمراء البلد الحرام عبر عصور الإسلام، (الطائف: المعارف، 1407هـ/1986م) ص ص 366-380 .

(5)
تولى يحي بن سرور إمارة مكة بعد القبض على عمه الشريف غالب بن مساعد آل زيد من قبل محمد علي باشا وابنه طوسون عام (1813م/1228هـ). وقد أجرى محمد علي باشا بعض التعديلات الإدارية بهدف تقليص سلطة الشريف يحي بن سرور فأسند شؤون البادية للشريف شنبر بن مبارك المنعمي وجعل شؤون الدفاع للحامية التركية المصرية بالإضافة إلى الأمن ولكن الشريف يحي لم يصبر طويلاً على هذا الأمر وقام بقتل الشريف شنبر بن مبارك المنعمي. انظر: الدحلان، احمد زيني: خلاصة الكلام، ص ص303-304.

(6)
باشا، جودت: "أحداث مكة المكرمة أيام الشريف عبدالمطلب بن غالب" ترجمة صالح سعدواي، مجلة دراسات العلوم الإنسانية، المجلد السادس عشر، العدد الثالث، (الأردن: الجامعة الأردنية، 1409هـ/1989م) ص 154 .

(7)
الدحلان، احمد زيني: خلاصة الكلام، ص ص 305-306 .

(8)
ذكرت بعض المراجع التاريخية أن الشريف عبدالمطلب بن غالب قد تعرض لمحاولة اغتيال من تدبير محمد على باشا ولهذا فضل الذهاب إلى استانبول. انظر: جارشلي، إسماعيل حقي: أشـــراف مكة المكرمة وأمــراؤها في العهــد العثماني، ترجمة خليل علي مراد، الطبعة الأولى (بيروت: الدار العربية للموســــوعات، 2003م/1424هـ) ص ص207-208 .

(9)
أختلفت المصادر في وجهته بعد عسير فمنها من ذكر أنه اتجه بعد عسير إلى الشام ثم استانبول، ومنها من ذكر عسير ثم العراق ثم استانبول، ومنها أيضاً من ذكر عسير ثم نجد والعراق ثم استانبول. انظر: الدحلان، احمد زيني: خلاصة الكلام، ص 308. جارشلي، إسماعيل حقي: أشراف مكة المكرمة، ص ص207-208 . السباعي، احمد: تاريخ مكة، الطبعة الثانية، (مكة المكرمة: الصفا، 1420هـ) ج2، ص 519 .

(10)
الدحلان، احمد زيني: خلاصة الكلام، ص ص 305-308 .

(11)
لم يباشر الشريف عبدالمطلب بن غالب في الفترة الأولى سلطات أمير مكة المكرمة الفعلية.

(12)
طه، جاد: معالم تاريخ مصر الحديث والمعاصر، الطبعة الأولى (القاهرة: دار الفكر العربي، 1985م) ص131.

(13)
السباعي، احمد: تاريخ مكة، ج2، ص ص530-531 .

(14)
الدحلان، احمد زيني: خلاصة الكلام، ص ص316-317. باشا، جودت: "أحداث مكة المكرمة" ص ص 115-116 .

(15)
السباعي، احمد: تاريخ مكة، ج2، ص ص532-533 .

(16)
F.O 195/1375, From British Vice-Consul in Jeddah to British Embassy in Constantinople,
April 19, 1856.
السباعي، احمد: تاريخ مكة، ج2، ص533.

(17)
لمزيد من المعلومات عن فترة التنظيمات الخيرية في الدولة العثمانية. انظر: مصطفى، احمد عبدالرحيم:في أصول التاريخ العثماني، الطبعة الأولى، (بيروت: دار الشروق، 1402هـ/1982م) ص ص198-223 .

Shaw.S.J. & Shaw: History of The Ottoman Empire and Modern Turkey, The Rise of Modern Turkey 1808-1975 (Cambridge: Cambridge University Press, 1976), PP55-166.
(18)
الدحلان، احمد زيني: خلاصة الكلام، ص ص317-318.

(19)
باشا، جودت: "أحداث مكة" ص 128 .

(20)
F.O 195/375, From British Consulate in Jeddah to British Embassy in Constantinople,
November 13, 1855.

(21)
يبدو أن إمكانيات الشريف عبدالمطلب الحربية كانت محدودة أمام الحاميات العثمانية ولكن من المؤكد أن تأثيره السياسي كان غير محدود تجاه القوى المحلية الأخرى. انظر: باشا، جودت: "أحداث مكة" ص ص 143-147.

F.O 195/375, From British Consulate in Jeddah to British Embassy in Constantinople,
May 24, 1856.

(22)
باشا، جودت: "أحداث مكة المكرمة "، ص 153 .

(23)
جارشلي، إسماعيل حقي: أشراف مكة المكرمة، ص217.

(24)
F.O 195/1314 (236365) From Consul James Zohrab to British Embassy in Constantinople, December 22, 1880.

(25)
المكي، عبدالفتاح حسين راوه: تاريخ أمراء البلد، ص ص388-389.
السباعي، احمد: تاريخ مكة، ج2، ص ص 541-542.

(26)
Al-Amr, Saleh Mohammad, The Higaz Under Ottoman Rule 1869-1914, Ottoman Vali, The Sharif of Mecca, and The Growth of British Influence, (Riyad, The Uninevsity of Riyad Press, 1978) PP 118-119.

(27)
F.O 195/1314 (236365) From Consul James Zohrab to British Embassy in Constantinople, December 22, 1880.

(28)
عمر نصيف أفندي: وهو عمر بن عبدالله نصيف ولد في جدة عام 1822م/1238هـ وتوفى بها عام 1908م/1326هـ، عينه الشريف عبدالله بن محمد بن عبدالمعين بن عون وكيلاً له في جدة واستمر يشغل وكالة الإمارة في جدة حتى أثناء فترة الشريف الحسين بن محمد بن عون، ولكن عندما ألت الإمارة إلى الشريف عبدالمطلب بن غالب عام 1880م/1298هـ عزله وعين وكيلاً آخر هو حسن بن محمد الهزاز ثم مالبث وأن أعاد الوكالة إلى عمر نصيف. انظر: الأنصاري، عبدالقدوس: موسوعة تاريخ مدينة جدة، الطبعة الثانية، (القاهرة: دار مصر للطباعة 1402هـ/1982م) ص 328-329.

(29)
مشروع مد جدة بالمياه: لم يكن ماء الشرب في جدة متوفراً ولهذا كان بعض أهالي جدة يتاجرون في الماء وفي مقدمتهم آل نصيف وفي عام (1880م/1298هـ) تبرع أحد رعايا حكومة الهند البريطانية بمبلغ (10.000) روبية لإعادة بناء وإصلاح عين زبيدة في مكة على أن يتم الإنفاق بإشراف القنصلية البريطانية وحاول الشريف عبدالمطلب بن غالب الحصول من القنصلية البريطانية على سلطة تخوله بأن يضع يده على أموال التبرع بعد ان اكتشف ان الأموال تزيد عن حاجة المشروع وذلك بهدف مد المياه إلى جدة.

F.O 195/1314 (236365) Report by Acting Consul William Burrell, No 21, October 12, 1880.

انظر: مغربي، محمد علي: ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة، الطبعة الثانية (جدة: دار العلم، 1405هـ/1984م) ص152.

(30)
المقبرة الجديدة: في عام (1859م/1276هـ) منحت الدولة العثمانية المسيحيين قطعة أرض في جنوبي جدة ولكن بسبب سوء وضع هذه المقبرة طلب القناصل الأوروبيين من السلطات العثمانية المحلية منحهم قطعة أرض جديدة في شمال جدة لبناء مقبرة فيها ولكن الباب العالي رفض ذلك حرصاً منه على عدم إثارة مشاعر المسلمين في ولاية الحجاز.

F.O 195/1251 (236235) From Consul Zohrab to British Embassy, No 72, November 13, 1879.

(31)
المسجونين: المقصود بهم مدحت باشا ومحمود باشا ونوري باشا، وهم الذين ثبت لدى السلطات العثمانية أن لهم علاقة بمقتل السلطان عبدالعزيز، وانتهى الحكم عليهم بالسجن المؤبد ونفيهم إلى الطائف عام (1881م/1299هـ). انظر: حتاته، يوسف كمال والدملوجي، صديق: مدحت باشا حياته- مذكراته- محاكمته، الطبعة الأولى (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 1422هـ/2001م) ص ص121-122.


(32)
F.O 195/1314 (236365) From Acting Consul William Burrell to British Embassy in Constantinople, September 20, 1880.

(33)
F.O 195/1314 (236365) From Acting Consul William Burrell to British Embassy in Constantinople, October 30, 1880.

(34)
F.O 195/1314 (236365) Yousif Kudzzi Report on The State of Mecca and Heajaz,
December 10, 1880.

(35)
F.O 195/1314 (236365) From Jemes Zohrab to British Embassy in Constantinople, May 28, 1881.

(36)
ذكر في خطاب القائم بأعمال القنصلية أن عمر عزت باشا هو (65) عام بينما أشارت بعض المراجع التاريخية إلى أن عمره قارب (90) عاماً ونحن نعتقد أنها بالغت في ذلك. انظر: الصواف، فائق بكر: العلاقات العثمانية بين الدولة العثمانية وإقليم الحجاز عن الفترة من 1293-1334هـ/1876-1916م، (مكة المكرمة: مطابع سجل العرب، 1398هـ/1978م) ص83.

(37)
F.O 195/1314 (236365) From Acting Consul Moncrieff to British Embassy in Constantinople, December 14, 1881.

(38)
لمزيد من المعلومات عن الوالي عثمان نوري باشا. انظر: صابان، سهيل: مداخل بعض أعلام الجزيرة، ص ص133-134.

(39)
Al-Amr, Saleh: The Hijaz, P 123.

(40)
لمعرفه المزيد عن الصراع بين الوالي العثماني عثمان نوري باشا والشريف عبدالمطلب بن غالب يمكن الاطلاع على الوثائق التالية:

F.O 195/1375 (236533) February 11, 1881.

F.O 195/1375 (236533) January 13, 1881.

F.O 78/3415 July 18, 1882.

(41)
عن موضوع اتهام الشريف عبدالمطلب بالخيانة والاتصال ببريطانيا للحصول على الأسلحة. انظر المراجع التالية: جارشلي، إسماعيل حقي اوزون: "والي وقائد عام الحجاز عثمان نوري باشا يعزل أمير مكة الشريف عبدالمطلب بفرمان مزور" ترجمة صالح سعدواي، مجلة مؤته للبحوث والدراسات، المجلد الثامن، العدد الأول، (الأردن: جامعة مؤته، 1413هـ/1993م) ص ص100-128. إسماعيل، صابرة مؤمن: جدة خلال الفترة 1286-1326هـ/1869-1908م دراسة تاريخيه وحضاريه في المصادر المعاصرة، (الرياض: دارة الملك عبدالعزيز، 1418هـ)، ص ص 17-18. المعبدي، مبارك محمد: النشاط التجـــاري لمينــاء جــدة خــلال الحــكم العثمانـــي الثانــــي 1256هـ -1840م-1335هـ1919م، (جــدة: النــادي الأدبــي الثقافــي، 1413هـ/1993م)، ص ص108-111.

Al-Amr, Saleh: The Hijaz, P 123.

(42)
F.O 195/1375 (236533) Yousif Kudzzi Report, January 3, 1881.

(43)
F.O 195/1314 (236365) From Consul Jemes Zohrab to British Embassy in Constantinople,
December 12, 1880.

(44)
لمزيد من المعلومات عن موضوع إيقاف الدولة العثمانية لتجارة الرقيق في الحجاز عام 1855م/1272هـ وثورة الشريف عبدالمطلب لرفضه قبول الآمر. انظر: باشا، جودت: "أحداث مكة المكرمة"، ص ص113-156.

(45)
F.O 195/1314 (236365) From Jemes Zohrab to British Embassy, December 12, 1880.

(46)
F.O 195/1314 (236365) From Jemes Zohrab to British Embassy, December 22, 1880.

(47)
F.O 195/1375 (236533) From Grand Sheriff to The Governor-General, February 1881.

F.O 195/1375 (236533) From Consul Zohrab to British Embassy in Constantinople,
February 17, 1881.

(48)
F.O 195/1375 (236533) Yousif Kudzzi Report, January 3, 1881.

(49)
المقصود الشريف عبدالاله بن محمد بن عبدالمعين بن عون ويكتب اسمه في بعض المراجع عبدالله وقد تولى إمارة مكة المكرمة بعد إصدار الوالي العثماني عثمان نوري باشا فرماناً مزوراً بعزل الشريف عبدالمطلب وتوليه الشريف عبدالاله، أما المقصود بسادن الكعبة فهو شخص ينتمي إلى أسرة آل الشيبي وهم سدنة الكعبة المشرفة وتحفظ مفاتيحها لديهم.

(50)
F.O 195/1375 (236533) From Consul Zohrab to Secretary of State for Foreign Affairs Granville, No 1 Secret, January 4, 1881.

(51)
F.O 195/1375 (236533) From Consul Zohrab to British Embassy in Constantinople,
April 23, 1881.

(52)
F.O 195/1415 (236533) From Acting Consul Moncrieff to British Embassy in Constantinople, August 18, 1882.
F.O 195/1375 (236533) From Consul Zohrab to British Embassy in Constantinople,
February 8, 1881.
Al-Amr, Saleh: The Hijaz, PP 123-124.

(53)
F.O 195/1375 (236533) From Acting Consul Moncrieff to British Embassy in Constantinople, August 25, 1881.

(54)
Al-Amr, Saleh: The Hijaz, P 123.

جارشلي، إسماعيل حقي اوزون: والي وقائد عام الحجاز، ص ص114-115.

(55)
F.O 195/1375 (236533) From Consul Zohrab to British Embassy in Constantinople,
February 6, 1881.

(56)
Al-Amr, Saleh: The Hijaz, P 123.

(57)
F.O 195/1375 (236533) From Acting Consul Moncrieff to British Embassy in Constantinople, August 1, 1881.

(58)
جارشلي، إسماعيل حقي اوزون: والي وقائد عام الحجاز، ص ص120-123.

Al-Amr, Saleh: The Hijaz, P 124.

(59)
F.O 195/1375 (236533) From Acting Consul Moncrieff to British Embassy in Constantinople, October 15, 1881.

(60)
جارشلي، إسماعيل حقي اوزون: والي وقائد عام الحجاز، ص121.

(61)
ورد في ثنايا إحدى الوثائق البريطانية استقبال الوالي العثماني عثمان نوري باشا لمترجم القنصلية البريطانية يوسف قدسي. "أستقبل عثمان نوري باشا مترجم القنصلية وأجابه على بعض الموضوعات التي أوصى القنصل البريطاني المترجم بفتحها مع عثمان نوري باشا" وكان هذا اللقاء في شهر ابريل 1882م/1300هـ أي قبل عزل الشريف عبدالمطلب في شهر أغسطس 1882م/1300هـ وعليه من غير المستبعد أن يرتبط الوالي العثماني بعلاقة خفيه مع بريطانيا وهو أمر غير مستغرب على بعض الولاة العثمانيين خاصة وأنه سبق لنا الإشارة من خلال الوثائق إلى الصداقة التي ربطت بين الوالي العثماني ناشد باشا والقنصل البريطاني جيمس زوهراب.
F.O 195/1415 (236533) Report on affairs in Mecca, April 30, 1882.

(62)
عبدالحميد، السلطان: مذكرات السلطان عبدالحميد، تقديم وترجمة محمد حرب، الطبعة الثالثة، (دمشق دار القلم، 1412هـ/1991م) ص ص91-92.

(63)
اوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة عدنان محمود سلمان، الطبعة الأولى، (إستانبول: منشورات مؤسسة فيصل للتمويل، 1990م) ج2، ص ص127-128. دحلان، أحمد زيني: خلاصة الكلام، ص329.

(64)
المكي، عبدالفتاح حسن راوه: تاريخ أمراء البلد، ص 392. السباعي، تاريخ مكة، ج2، ص ص549-550.

(65)
جارشلي، إسماعيل حقي اوزون: والي وقائد عام الحجاز، ص ص106-107.

(66)
جارشلي، إسماعيل حقي اوزون: أشراف مكة، ص220.

(67)
إدارة أوقاف الشريف غالب بن مساعد، صورة صك وفاة الشريف عبدالمطلب بن غالب.

(68)
Ottoman Archives, Prime Minister’s, Istanbul, No 73, Yee (88/47), (88/99).

(69)
F.O 78/3532 From Acting Consul Moncrieff to British Embassy in Constantinople,
February, 1883.

(70)
F.O 195/1314 (236365) From Acting Consul William Burrell to British Embassy in Constantinople, October 23, 1880.

(71)
Ottoman Archives, Prime Minister’s, Istanbul, No 73, Yee (88/47), (88/99).

(72)
ديدييه، شارل: رحلة إلى الحجاز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي 1854م، ترجمة خير البقاعي، (الرياض: دار الفيصل الثقافية، 2001م) ص ص305-307.
####################################
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة   الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Icon_minitimeالجمعة مارس 21, 2014 9:09 pm


ملحق (1)
خطاب مترجم في الوثائق البريطانية من الشريف عبدالمطلب بن غالب إلى الوالي العثماني في الحجاز 1881م/1299هـ

Source: F.O 195/1375 (236533)
Date: February, 1881
From The Grand Sheriff To The Governor-General.
الموضوع: رد الشريف عبدالمطلب بن غالب على خطاب الحاكم العام (الوالي التركي).
المصدر: F.O 195/1375 (236533)
التاريخ: فبراير 1881م
مكان الحفظ: دار السجلات البريطانية العامة (P.R.O ).

ترجمة الوثيقة (النص الأصلي مكتوب بالتركية ) كما يلي:


وصلني خطاب معاليك المرسل إليك من القنصلية البريطانية في جدة للسؤال عن الأسباب التي دفعتني للقيام بطرد يوسف أفندي مترجم القنصلية البريطانية وإعادته إلى جدة. وأنت تسألني عن الدوافع التي أدت بي للقيام بهذا حتى تستطيع الرد على القنصلية. عندما علمت أن المترجم المذكور وصل إلى مكة وأنه نزل في ضيافة السيد عثمان نائب الحرم طلبت من السيد عثمان أن يخبر المترجم أن عليه العودة إلى جدة. وأنه لشيء مستنكر أن يطلب مني تفسير عن هذا الموضوع الذي يعد من الشؤون السياسية الداخلية للشريف والذي يمكن فقط إحالته إلى الباب العالي. لذلك فإنني في غاية الدهشة لطلب القنصل هذا التفسير.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة   الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة Icon_minitimeالجمعة مارس 21, 2014 9:10 pm



المصادر والمراجع:

أولاً : الوثائق غير المنشورة.
Unpublished Documents.

- دار السجلات البريطانية العامة.
- Public Record Office (P.R.O).

F.O 195/375, 1314, 1375, 1415, 1251.

F.O 78 /3415, 3532.

- أرشيف رئاسة الوزراء بإستانبول.

يلذر أساس. (47/88)، (49/88).
Ottoman Archives, Prime Minister’s Istanbul.

YEE 88/47

88/99

- وثائق إدارة وقف الشريف غالب بن مساعد آل زيد. بمكة المكرمة.




ثانياً : المصادر.

- الدحلان، أحمد زيني: خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام، (القاهرة: المطبعة الخيرية، 1305هـ).




ثالثاً : المراجع:

(أ) مراجع باللغة العربية:

إسماعيل، صابرة مؤمن:
جدة خلال الفترة 1286-1326هـ/1869-1908م دراسة تاريخية وحضارية في المصادر، (الرياض: دارة الملك عبدالعزيز، 1418هـ).

حتاته، يوسف كمال والدملوجي، صديق:
مدحت باشا- مذكراته- محاكمته، الطبعة الأولى، (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 1422هـ/2002م).

السباعي، أحمد:
تاريخ مكة، الطبعة الثامنة، (مكة المكرمة: الصفا، 1420هـ)، جزءان.

صابان، سهيل:
مداخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الأرشيف العثماني(الرياض: مكتبه الملك عبدالعزيز العامة، 1425هـ/2004م).

الصواف، فائق بكر:
العلاقات بين الدولة العثمانية وإقليم الحجاز في الفترة 1293-1334هـ/1876-1916م، (مكة المكرمة: مطابع سجل العرب، 1978م).

طه، جاد:
معالم تاريخ مصر الحديث والمعاصر، الطبعة الأولى، (القاهرة: دار الفكر العربي، 1985م).

مصطفى، أحمد عبدالرحيم:
في أصول التاريخ العثماني، الطبعة الأولى، (بيروت: دار الشروق، 1402هـ/1982م).

المعبدي، مبارك محمد:
النشاط التجاري لميناء جدة خلال الحكم العثماني الثاني 1256هـ-1840م-1335هـ-1916م، (جدة: النادي الأدبي الثقافي، 1413هـ/1993م).

المغربي، محمد علي:
ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز في القرن الرابع عشرة للهجرة، الطبعة الثانية، (جدة: دار العلم، 1405هـ/1985م).

المكي، عبدالفتاح حسين راوه:
تاريخ أمراء البلد الحرام عبر عصور الإسلام، (الطائف: المعارف، 1407هـ/1986م).

الأنصاري، عبد القدوس:
موسوعة تاريخ مدينة جدة، الطبعة الثانية، (القاهرة: دار مصر للطباعة، 1402هـ/1982م).




(ب) مراجع مترجمة للعربية:

اوزتونا، يلماز:
تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة عدنان محمود سلمان، (إستانبول: منشورات مؤسسة فيصل للتمويل، 1410هـ/1990م) جزءان.

جارشلي، إسماعيل حقي:
أشراف مكة المكرمة وأمراؤها في العهد العثماني، ترجمة خليل علي مراد، الطبعة الأولى، (بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2003م/1424هـ).

ديديية، شارل:
رحلة إلى الحجاز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي 1854م، ترجمة خير البقاعي، (الرياض: دار الفيصل الثقافية، 2001م).




(ج) المراجع الأجنبية:

Al-Amr, Saleh Muhammad, The Hijaz Under Ottoman Rule 1869-1914, Ottoman Vali,

The Sharif of Macca, and The Growth of British Influence, (Riyad, The University of

Riyad Press, 1978).



Show, S.J & Shaw, History of Ottoman Empire and Modern Turkey, The Rise of Modern

Turkey 1808-1975, (Combridge: Cambridge University Prees, 1976).




رابعاً : الدوريات :

- جودت باشا:
"أحداث مكة المكرمة أيام الشريف عبدالمطلب بن غالب" ترجمة صالح سعدواي، مجلة دراسات العلوم الإنسانية، المجلد السادس عشر، العدد الثالث، (الأردن: الجامعة الأردنية، 1409هـ/1989م).

- إسماعيل حقي اوزون جارشلي،:
"والي وقائد عام الحجاز عثمان نوري باشا يعزل أمير مكة الشريف عبدالمطلب بفرمان مزور" ترجمة صالح سعدواي، مجلة مؤته للبحوث والدراسات، المجلد الثامن، العدد الأول، (الأردن: جامعة مؤته، 1413هـ/1993م).




خامساً : المعارف العامة :

- الزركلي، خير الدين:
الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، (بيروت: دار العلم للملايين، 1984م)، ثمانية مجلدات.


- مرزا، معراج بن نواب وشاووش، عبدالله صالح :
الأطلس المصور لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة من القرن الخامس حتى الربع الأول من القرن الخامــس عشــر الهجري، (الرياض: دارة الملك عبدالعزيز، 1424هـ).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشريف عبدالمطلب بن غالب بن مساعد آل زيد -أمير مكة المكرمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرسائل المتبادلة سنة 1915م بين الشريف حسين أمير مكة والسير هنري مكماهون نائب ملك بريطانيا بمصر
» ساعة مكة المكرمة
» شير علي خان أمير الأفغان
» أمير قطر يسلم الحكم لولي عهده
»  تاريخ قطر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الأرشيف :: بعض :: من أرشيف 2014-
انتقل الى: