مسجد مدينة سوداك بشبه جزيرة القرم هذا المسجد واحد من مئات المساجد الأثرية بإقليم شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا، التي هدمها الاتحاد السوفيتي المنحل حيث يعيش الآن بالاقليم نحو 500 ألف تتري مسلم.
وحسب مؤرخين، فإن عمر هذا المسجد لا يقل عن 300 عام، هدمه السوفيات بعيد ترحيل التتار قسرا عن الإقليم أواسط القرن الماضي، بتهمة الخيانة خلال الحرب العالمية الثانية، لتُطمس معالمه، شأنه شأن الكثير من المساجد والمؤسسات التترية.
وفي حين أغفلت كتب التاريخ السوفيتي هذه المأساة، بقيت شجرة توت حاضرة قرب المسجد، لتشهد على قدم وجوده، وأصالة وجود الإسلام والتتار في هذا الجزء من العالم.
وكعشرات المساجد الأخرى، رُمم مسجد "الإيمان" وأُعيد افتتاحه يوم السبت 16-11-2013، في أجواء احتفالية حضرها المسلمون التتار كبارا وصغارا، وممثلون عن عدة مؤسسات إسلامية وحكومية، نظرا لأهمية هذا الحدث دينيا وثقافيا.
ويقول (سيران عريفوف) رئيس الهيئة التشريعية في اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، الذي يعد أكبر مؤسسة تعنى بشؤون المسلمين في أوكرانيا:
"غياب أدوار المساجد أثر سلبا على التتار، وكان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ذوبانهم سلبا في المجتمع المحيط.
لكن الآن فالتتار يعولون كثيرا على عودة الحياة إلى مساجدهم، وخاصة الأثرية منها، لأنها ترتبط بتاريخهم، ولإحياء هويتهم واستعادة عاداتهم التي حرموا منها عقودا، ثم تعزيز مكانتها في نفوس أبنائهم وأحفادهم، فالهوية هي "الهاجس الأبرز بالنسبة لهم".
وفي يوم افتتاح المسجد بعد ترميم مبانيه - قال الإمام نظيم أنه سيسعى جاهدا لإحياء المسجد وتفعيل دوره، وخاصة في المدرسة المرفقة إلى جانبه، يعلم الأطفال تعاليم الإسلام واللغة العربية.
أما الشاب عليم -الذي صادف وجوده داخل المسجد- يشدد على أنه يصلي ويتعلم الإسلام في المسجد، ليحقق ما لم يستطع فعله أبواه وأجداده من قبل، خلال حقبة حرمتهم من ممارسة تعاليم دينهم، أو حتى الكشف عن انتمائهم لغير الشيوعية.
المصدر:
موقع اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، الذي يعد أكبر مؤسسة تعنى بشؤون المسلمين في أوكرانيا علي الرابط:/
http://www.arraid.org/ar/node/3325