دولة بني مرين :==================
في العام 614هـ- 1217م قامت دولة بني مرين .
وأصل بني مرين من جبل زنانة بالمغرب، وكانوا قبل استيلائهم على ملك المغرب أحياء ظواعن بمجالاة القفر من فجيج إلى سجلماسة إلى ملوية، وربما يتخطون في ظعنهم إلى بلاد الزاب، ويتصل نسب مرين جدهم بزنانة بن يحيى أبي الجيل.
ولما همّ يعقوب المنصور ملك المرابطين بغزو فرنج الاندلس استنفرهم إلى غزوة الأرك فشهدوها وأبلوا فيها البلاء الحسن، وكان رئيسهم إذ ذاك محيو بن أبي بكر أصابته في تلك الواقعة جراحات هلك منها سنة 592هـ- 1169م.
أما سبب دخولهم بلاد المغرب فهو أنه في وقعة العقاب بالأندلس سنة 609هـ- 1212م، انهزم الناصر وهلك الجمهور من حامية المغرب حتى خلت البلاد من أهلها وحدث عقب ذلك الوباء العظيم الذي أهلك الناس إلا قليلاً، ومات الناصر، بايع الموحدون ابنه يوسف المنتصر وهو يومئذ صبي حدث لا يحسن التدبير، وشغلته مع ذلك أحوال الصبا ولذات الملك عن القيام بأمر الرعية، فتضافرت هذه الأسباب على الدولة الموحدية فأضعفتها لحينها وأمرضتها المرض الذي كان سبباً في ملاشاتها.
كان بنو مرين يومئذ يتنقلون بين قفار المغرب وصحاريه لايدخلون تحت حكم سلطان، ولاتنالهم الدولة بهضيمة، ولا يؤدون إليها ضريبة، ولا يعرفون تجارة ولا حرفاً، إنما شغلهم الصيد والغارات على أطراف البلاد وكانوا يترددون على منابت الكلأ صيفاً، ثم يرحلون عنها شتاء.
وفي سنة 610هـ- 1213م أقبلوا على عادتهم وأطلوا على المغرب فألفوه وقد تبدلت أحواله وبادت خيله ورجاله فاغتنموا الفرصة وانتشروا في نواحي المغرب واقتسموا بالغارات والنهب بسيطه، ولجأت الرعايا من ذلك إلى الحصون والمعاقل وكان رئيسهم لما دخلوا المغرب عبد الحق بن محيو.
ولما كثر عيثهم وتضاعف على الرعية بلاؤهم، رفعت الشكايات إلى خليفة مراكش يوسف المنتصر بن الناصر فجهز لهم جيشاً وأمر عماله باستئصالهم، ثم التقى الجمعان، وكان الظهور لبني مرين على الموحدين سنة 613هـ- 1216م.
وزحف الأمير عبد الحق إلى بعض المدن فافتتحها وفرق جميع الأسلاب والغنائم على جنوده ولم يمسك لنفسه منها شيئاً فكان ذلك من أكبر الأسباب في اجتماع القلوب عليه، ثم تضافر الموحدون مع كثير من عرب المغرب على قتال بني مرين وطردهم من البلاد، ولما علم بنو مرين بذلك اجتمعوا إلى أميرهم عبد الحق فصبرهم وقال لهم: يامعشر مرين أما مادمتم في أمركم مجتمعين وفي آرائكم متفقين، وكنتم على حرب أعدائكم أعواناً وفي ذات الله إخوانا، فلا أخشى أن ألقى بكم جميع أهل المغرب، وإن اختلفت أهواؤكم وتشتت آراؤكم ظفر بكم عدوكم، ثم بايعوه على السمع والطاعة وعدم الاختلاف، ثم نهضوا مع أميرهم للقاء عدوهم فكانت بينهم حروب دموية قتل فيها الأمير عبد الحق وكبير أولاده إدريس سنة 614هـ- 1217م.
ولما رأت بنو مرين ما وقع بأميرها وابنه حميت وغضبت وأقسمت أن لا يدفن حتى يؤخذ بثأره، ثم استأنفوا القتال وصبروا صبراً جميلاً فنصرهم الله على عدوهم وشردوهم في الشعاب والأودية واحتووا على أموالهم.
ولما قتل عبد الحق بايع بنو مرين ابنه الأمير أبا سعيد عثمان، ولما رأى أبو سعيد ما عليه دولة الموحدين من الاضمحلال وما نزل بالمغرب من الجور والعسف سار على رأس جيش فأخضع المدن والحصون وضرب عليها الاتاوة في كل سنة.
رفع أبو بكر بن عبد الحق شأن بني مرين وأوصل مملكتهم إلى مرتبة الدول القديمة، وجند الجنود ونشر البنود وقسم بلاد المغرب وقبائله وأقطع كلاً منهم ناحية جعلها له طعمة.
ولما رسخت قدم يعقوب بالمغرب واتسع سلطانه قطع دعوة الحفصيين أصحاب تونس وافريقية، وافتتح سجلماسة وانتزعها من أيدي بني عبد الواد، واستنصر ابن الأحمر، يعقوب فنصره على الاسبانيول وجهز جيشاً لمقاتلتهم وانتصر عليهم.
والخلاصة أن دولة بني مرين قضت معظم أيامها في مقاتلة الاسبان براً وبحراً وحيناً يتنازع بعضهم بعضاً السلطان ويؤدي هذا التنازع إلى استعمال وسائط الحرب والقتال.
وفي آخر دولة بني مرين استولى البرتغال على غالب ثغور المغرب الأقصى، واستفحل أمر الاسبانيول والبرتغال خصوصاً، وكثرت أسفارهم البحرية واستولوا على عدة جزائر بالبحر المحيط وكشفوا بعض سواحل السودان وغيرها ومالوا لتملك سواحل المغرب الأقصى فاستولوا على :
سبتة سنة 818هـ- 1415م بعد حصارها ست سنين
وعلى قصر المجاز أو قصر مصمودة 862هـ-1458م
وعلى طنجة 869هـ-1465م
وعلى أصيلا 876هـ- 1471م
وعلى مدينة اسفى وبعض جهات السوس وغير ذلك من الثغور العديدة
ولم يبق من ثغور المغرب الأقصى بيد أهله إلا القليل.
|
عثمان الأول | 614هـ-1217م |
محمد الأول | 637هـ-1239م |
أبو يحيى أبو بكر | 642هـ-1244م |
عمر بن أبي بكر | 656هـ-1258م |
أبو يوسف يعقوب | 657هـ-1259م |
أبو يعقوب يوسف ناصر دين الله | 685هـ-1286م |
أبو ثابت عامر | 706هـ-1307م |
أبو الربيع سليمان | 708هـ-1308م |
أبو سعيد عثمان الثاني | 710هـ-1310م |
أبو الحسن علي | 732هـ-1331م |
أبو عنان | 749هـ-1348م |
السعيد | 759هـ-1358م |
أبو سليم إبراهيم | 760هـ-1359م |
أبو عمر تاشفين | 762هـ-1361م |
عبد الحليم | 762هـ-1361م |
أبو زيان محمد الثاني | 763هـ-1361م |
السعيد الثاني | 774هـ-1372م |
أبو عباس أحمد | 776هـ-1374م |
موسى | 786هـ-1384م |
المنتصر | 786هـ-1384م |
الواثق | 788هـ-1386م |
أبو العباس أحمد (مرة ثانية) | 789هـ-1387م |
أبو فارس | 796هـ-1393م |
أبو سعيد | 814هـ-1411م حوالي |
سعيد ويعقوب | 824هـ-1421م |
عبد الله | 826هـ-1423م |
محمد بن أبي عنان أحمد | |
المولى أبو حسون | 862هـ-1458م حوالي |
عبد الله | 875هـ-1470م حوالي |
المولى سعيد | 876هـ-1471م حوالي |
المولى أحمد | |
المولى ناصر بوكنتوف | 908هـ-1502م |
المولى أحمد | 926هـ-1520م |
المولى أبو حسون | 961هـ-1554م |