الدكتور علي مصطفي مشرفة أول علماء الذرة العرب

حياة الدكتور علي مصطفي مشرفة

هو أول علماء الفيزياء النووية والاشعاع من العرب بل هو اول من قال أن المادة والإشعاع هما صورتان لشيء واحد يتحول إحداهما للآخر. و كان احد القلائل الذين عرفوا نظرية النسبية و سر انفلاق الذرة وأحد العلماء الذين استهجنوا استخدامها في الحرب.
-----------------------------------------------------------------
11-7-1898
الموافق 22-2-1316هـ
مولد علي مصطفي عطية أحمد مشرفة فى حى المظلوم بمدينة دمياط.
والده الشيخ مصطفى من رجال الدين الإسلامي كان له خمسة أولاد هم علي الذي هو أكبر اخوته ونفيسة ومصطفي و عطية و حسن

تعقيب : أخوه ( مصطفى) حصل علي الدكتوراه وصار أستاذاً للغة الانجليزية بكليةاداب القاهرة، و أخوه(عطية) صار فيما بعد مديرا لمكتبة جامعة القاهرة، و أخوه (حسن ) انضم للشرطة وصار مديرا للمرور برتبة لواء
------------

كان الشيخ مصطفي حريصًا على تعليم أولاده في طفولتهم محبة الاسلام والأخلاق الحسنة وحفظ القرآن وكثير من أحاديث النبي
و لهذا ظل علي مصطفي مشرفة محافظًا على صلاته مقيمًا للشعائر.
وقد قضى الأبناء السنوات الأولى من طفولتهم فى رغد من العيش حتي جاءت كارثة 1907
------------
1907
حلت بمصر سنة 1907م أزمة القطن الشهيرة التي هزت الاقتصاد المصري فأنزلت الافلاسات بأسرملاك الأراضي وكان منهم الشيخ مصطفي مشرفة بدمياط حيث خسرت العائلة مائتي فدان فافتقرت .
------------
1910
مات الشيخ مصطفي والد علي مشرفة
وكانت وفاة الوالد قبل دخول ابنه علي امتحان الابتدائية بشهور ورغم هذه المصيبة الا انه أدي امتحان الابتدائية و حصل على المركز الاول فى هذه الشهادة على القطر المصري 1910م
------------
1910
انتقل علي واخوته الى حى عابدين بالقاهرة للتعلم بالمدارس
,لظروف مجهولة لدينا ترك علي إخوته و سافر للاسكندرية حيث التحق ب (المدرسة العباسية الثانوية) فى الاسكندرية ولكن لم يلبث أن عاد الى القاهرة بمدرسة السعيدية الثانوية .
نال بشدة ذكائه ومعلوماته إعجاب مدرسيه حتى مدرس اللغة العربية لم يكن يناديه الا ( بالسيد علي)
------------
1914
ماتت أمه قبل ان يؤدى امتحان البكالوريا بشهرين وصار يتيم الأبوين ومسئولاً عن إخوته لأنه الطقل الكبير
ولم تتحطم معنوياته بل زاد تصميماً علي النجاح فلما أعلنت نتيجة البكالوريا سنة 1914 فوجئ الجميع أنه حصل علي المركزالثاني في ترتيب الناجحين من طلاب مصر
ولكي يضمن وظيفة حكومية عند تخرجه يتعيش منها قرر أن يلتحق بمدرسة المعلمين العليا وكان نظام الدراسة بها ثلاث سنوات
------------
1917
حصل على دبلوم مدرسة المعلمين العليا وكان ترتيبه الثانى على الخريجين
كان ترتيبه هذا يؤهله الى بعثة حكومية إلي أوروبا للاستزادة من العلم
اختير لبعثة علمية إلى إنجلترا بعد تخرجه و سافر الى انجلترا عام 1917 م والتحق بكلية نوتنجهام .
------------------
وبعدها:
التحق بكلية "الملك" بلندن
------------
1920
حصل على البكالوريوس فى الرياضيات مع مرتبة الشرف من جامعة لندن
------------
اصبح " مشرفة عضوا فى الجمعية الملكية البريطانية واخذ يحاضر العلماء من اعضاء الجمعية واستمر يواصل ابحاثه تحت إشراف استاذه السير/ أوين ريتشاد سون
وانهمك مع أساتذته المعجبين بتفوقه في لندن في اعداد رسالة دكتوراه في الرياضيات ربما بدون اذن من الحكومة المصرية
فتم استدعاؤه لمصر
------------
1923

فى 21 نوفمبر 1923 عاد " الدكتور علي مشرفة الى مصر للوطيفة الممنوحة له وهي مدرس بمدرسة المعلمين العليا
تقبل الأمر علي مضض
واستمر في بحث الدكتوراه للحصول على درجة الدكتوراة فى العلوم وواصل التفكير ليله بنهاره بمصر حتى انتهى من اعداد أطروحه دكتوراه العلوم
------------
1924

سافر ثانية إلي لندن حيث قدم رسالته للحصول على درجة دكتوراه فى العلوم (د إس سي) إلي جامعة لندن
وفي 24-1- 1924 حصل عليها واصبح أو ل عالم مصرى وعربي يحصل على هذه الدرجة في التاريخ المعاصر
وسرعته في الحصول علي الدكتوراه كانت مدهشة حيث كانت الفترة بين حصوله علي البكالوريوس وحصوله علي الدكتوراه هي 3 سنوات وعدة شهور وكانت أقصر مدة تسمح بها قوانين الجامعة الانجليزية
اصبح " مشرفة عضوا فى الجمعية الملكية البريطانية واخذ يحاضر العلماء الانجليز من اعضاء الجمعية
----------------------
1925
عاد لمصر ليتلقي ترحيب المصريين ويغادر كلية المعلمين العليا إلي مكانه الجديد
حيث عين مدرساً للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة،
----------------------
1926
تم تعيين د. مشرفة بأمر من وزارة المعارف كأستاذ للرياضة التطبيقية فى كلية العلوم سنة 1926م فكان بذلك اول استاذ مصرى فى كلية العلوم ولم يتجاوز الثمانية والعشرين من عمره
لقد مُنح درجة "أستاذ" في عام 1926 استثنائياً من قانون الجامعة المصرية الذي لايجيز منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين
واستمر يواصل ابحاثه
.كان لمشرفة فى النيل امل عظيم وكان يدعو الى انشاء معهد علمى تجريبى لدراسة طبيعة نهر النيل على ان يزود هذا المعهد بالمعامل اللازمة لاجراء التجارب العلمية والعملية
كان يدعو الى استغلال مساقط النيل فى استخراج الطاقة الكهربية وكان يستحث الحكومة على السير قدما فى مشروع كهربة خزان اسوان حتى ترتفع حصة الفرد المصرى الواحد فى السنة الى 110كيلو وات /ساعة
------------
1929
انهمك فى الأبحاث الذرية المتقدمة
البحوث التى نشرها فى الدوريات العالمية سنة 1929م عن حركة الكترون كظاهرة موجبة وعن ميكانيكية الموجات والمفهوم المزدوج للمادة والاشعاع
------------
1930-1936
عين وكيلا لكلية العلوم بمصر
------------
1930
نادى بتكوين المجمع المصرى للثقافة العلمية ليكون على غرار " الجمعية البريطانية لتقدم العلوم " وكان د/ مشرفة واحداً من مؤسسى هذا المجمع وشارك بمحاضراتة فى مؤتمره الاول فى مارس 1930م .
------------
1932
عن العلاقة بين المادة والاشعاع نشر علي مشرفة بحثه ااخطيرسنة 1932م
وهذا البحث بعنوان :
هل يمكن اعتبار الاشعاع والمادة صورتين لحالة كونية واحدة ؟
فانتشرت معه سمعته فى جميع الاوساط وصار ذكره مع كل لسان
وقد اثبت د/ مشرفة فى بحثه بالفعل أنهما صورتان لشىْ واحد
وسار علي نهجه أكبر علماء الفيزياء في الغرب
------------
1933
اختير الدكتور مشرفة عضواً فى " المجمع العلمى المصرى" من السادس من فبراير 1933 وكان اختياره عضواً فى شعبة الفيزياء والرياضه هى احدى شعب المجمع الأربع.
وكان مشرفة عضوا فى الجمعية الملكية البريطانية
------------
1934
فى عام 1934م تقدم ببحث أخر عن بعض العلاقات بين المادة والاشعاع على ضوء المفهوم الجديد الذى اضافه الى العلم
------------
7-2-1936
اسس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية
------------
واختير عضواً فى المجمع العلمى المصرى
------------

و فى سنة 1936م أنشىء المجلس الأعلى للبحوث" مجلس فؤاد الأول الاهلى للبحوث " واختير الدكتور مشرفة عضواً فيه ورأس عدة لجان منها لجنة الطبيعة- ولجنة طبيعة النيل.

------------
1944-1936
عين عميدا لكلية علوم القاهرةحيث صار يرأس الأساتذة الأوروبيين والمصريين
وهو أول مصري يتولي هذا المنصب

وظل الدكتور/ ( مشرفة) عميدا لكلية العلوم وقد تجدد انتخابه لمنصب العمادة اربع مرات
.
اختارت الحكومة الامريكية د/ علي مشرفة عضوا فى اللجنة الدولية للابحاث الذرية ومن ثم دعته جامعة برنستون كأستاذ زائر لالقاء سلسلة من المحاضرات عن الذرة
, جامعة برنستون هذه تضم أساطين علوم الرياضيات والفيزياء والذرة وعلى رأسهم :ــ اينشتين
وكان علي أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة. إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الأيدروجينية ، ولكنه تحقق بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا

و د.علي مشرفة هو أول من قال للحكومة المصرية ان ( اليورانيوم) موجود فى صحراء مصر ودعاها لتعلية خزان اسوان و نادى بتكوين المجمع المصرى للثقافة العلمية ليكون على غرار الجمعية البريطانية لتقدم العلوم .
------------

وقام بتأسيس الأكاديمية المصرية للعلوم

و كان عضواً بارز فى مجلس ادارة مشروع القرى " لنشل القرية المصرية من بؤسها الحاضر" وكان واحداً من الذين أسسوا جماعة إنقاذ الطفولة المشردة.

------------
1937
اجرى د/ مشرفة بحثه المشهور على السلم الموسيقى المصرى ونشره فى مجلة
Natuare
ثم فى مجلة الجمعية المصرية للعلوم
ثم نشر بحثاً عن معادلة ماكسويل والسرعة المتغيرة للضوء
------------
1939
اقام دكتور/ مشرفة مهرجانا للعلم فى الكلية يتعرف فيها الزائرون على الانشطة العلمية المختلفة التى تقوم بها الجامعة ومهرجانا أخر هو" معرض للطاقة الذرية"
------------
1942
أخذت بحوث د/ علي مشرفة اتجاهاً آخر نحو مبادئ اللانهاية وخطوط الطول والعرض وسطوح الموجات المتعلقة بها .
------------
1942
اقامت كلية العلوم حفلا وقام د / علي مشرفة بترجمة واحدة من كتب الاغانى المختاره لحفلة كلية دار العلوم التى أعدت لاشهر الموسيقين ومن حبه للموسيقى صمم بيانو عربى .
ولادراكه أهمية تعريب التطورات الحديثة في مجال العلوم في تشكيل الوجدان الفكري للمجتمع انشأ قسما " للترجمة العلمية " فى كلية العلوم وقد قام هذا القسم بترجمة عدد كبير من المراجع العالمية الى العربية تحت اشرافه
------------
1944
قدم بحث التحويلات المخروطية .
------------
1945
قدم بحث عن معادلة حركة جزئى متحرك
------------
في ديسمبر 1945
انتخب وكيلاً للجامعة
------------
1946
أقام مهرجان تحت عنوان " تاريخ العلوم فى كلية العلوم "
------------
1948
قدم بحثه عن النقص فى كتلة نواة الذرة
------------
16-1-1950
الموافق يوم الاثنين 27 من ربيع الاول 1369 هـ
توفى عن عمر يناهز 52 عامًا
و قد قال صديقه ( اينشتاين) لما علم بالخبر فى هذا اليوم "لاتقولوا ان مشرفة مات انها خسارة جسيمة "
وقالت إذاعة صوت امريكا إن الدكتور علي مشرفة هو أحد سبعة علماء فقط علي مستوي العالم ممن يدركون أسرار الذرة ونظرية النسبية
------------
وبعد موته اطلقت مصر اسم د.علي مشرفة على شارع فى القاهرة وهو الشارع الذي يوجد فيه الفيللا التي كانت سكنه الأخيرقبل وفاته وكذلك أطلقت اسمه على شارع فى الإسكندرية وعلى شارع فى دمياط كما أطلق اسمه على المدرج الأول فى كلية العلوم وعلى معمل قسم الرياضة بالكلية وعلى مدرسة إعدادية بمسقط رأسه مدينة دمياط
=================

حياته الخاصة
تزوج من دولت بنت حسن باشا زايد و قد أنجبت له بنتين و ولد .

كان ابنه الأكبر هو مصطفى الذي تخرج من كلية الهندسة- جامعة القاهرة
ثم ابنته نادية التي حصلت على الليسانس في اللغة انجليزية من كلية الاداب- جامعة القاهرة
ثم ابنته سلوى التي حصلت على بكالوريوس الكيمياء من كلية علوم القاهرة

كان د / مشرفة يمارس رياضة التنس وكان عضوا فى نادى مصر الجديدة الرياضى وعضوا فى نادى الجزيرة الرياضى وكانت لها كئوس تتهادى بها الفرق الرياصية
وكان يحب الادب فكان يمتلك دارا للنشر في ميدان سليمان باشا بوسط القاهرة.
و قد ظل الدكتور علي مشرفة طيلة حياتة بعيدا عن الأحزاب و السياسة رغم العروض والرجاءات المتكررة والصداقات المتينة مع زعماء تلك الأحزاب.

وقد منحه ملك مصر درجة الباشاوية تقديراً لمكانته العلمية الرفيعة
كان د/ مشرفة يسافر فى الصيف من كل عام الى أوربا حيث يلتقى بزملائه واساتذتة من علماء بريطانيا وكان يلتقى بأينشتين فكان اينشتاين يتناقش معه في المسائل الرياضية العويصة حيث كان مستوي اينشتاين في الرياضيات العليا أقل براعة منه في الفيزياء
.
وكان يمثل مصر فى المؤتمرات الدولية سواء فى علم الرياضة أو الفلك أو تاريخ العلوم وكان محبا للنظام الى ابعد الحدود .
.
كان يحب الموسيقى والعزف على البيانو وقرأ مؤلفات " بيتهوفن وفاجنر ، وشوبرت ومندلسون وكان مغرما بموسيقى " لبرت وسلفن " و موسيقى عبد الوهاب و ألف الجمعية المصرية لهواة الموسيقى في سنة 1945
وكان له دور فى اتحاد جامعة القاهرة فشارك فى تأسيس الاتحاد وعمل على إرساء تقاليده .
و كان ينظم المناظرات فى رحاب الجامعة ويشترك فيها مع المفكرين أمثال الدكتور طه حسين و احمد امين والأستاذ ومحمد توفيق دياب والأستاذ عباس العقاد.
وكان متديناً حافظا للقرأن الكريم والصحيحين ولم يكتب اى ورقة فى حياته الا بدأها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم "