13-1-2003
في هذا اليوم كشف ثلاثة من جيولوجيي مركز "المسح الجيولوجي لإسرائيل" التابع لوزارة البنى التحتية الإسرائيلية أنهم تأكدوا من صحة لوحة حجرية زعم أنها نقشت في عهد يهوآش الذي جاء ذكره في الروايات التوراتية على أنه ملك يهوذا الذي حكم في القدس في القرن التاسع قبل الميلاد،وفي هذه اللوحة المكونة من 15 سطراً، والمنقوشة باللغة العبرية بأحرف فينيقية قديمة،
وكان المسؤولون عن هذا الإعلان الرسمي هم ثلاثة باحثين من المركز هم:
شمعون إيلاني =Shimon Ilani
أمنون روزنفليد = Amnon Rosenfeld
مايكل دفورشيك =Michael Dvorchik
وقالوا : "نحن فحصنا النقش وأجرينا عليه الاختبارات العلمية اللازمة ،وثبت لدينا أنه موثوق به وأصيل"
وصف النقش :النقش عبارة عن لوحة من حجر البازلت المائل إلى السواد على شكل متوازي مستطيلات بأبعاد 61×30×8سم
وهو يحتوي على نص من 15 سطراً كتب باللغة العبرية القديمة بأحرف فينيقية، الجزء الأعلى من اللوحة مكسور وبذلك سقط منها اسم الملك يهوآش الذي ينسب إليه النقش ،، غير أن أصحاب النقش استدلوا على نسبته الي يهوآش من أن السطر الثاني في النقش ابتدأ بكلمة "هزياهو" وهي اسم أبي يهوآش لكن تنقصه الألف في البداية، فالاسم كما يرد في العبرانية هو "اهزياهو" بينما ترسمه الترجمة العربية للتوراة "اخزيا" وعلى هذا جرى افتراض أن السطر الأول من النقش الذي ضاع نتيجة الكسر الذي أصاب أعلى اللوحة كان يتضمن "يهوآش بن" وبهذا نسب النقش إلى يهوآش بن أخزيا وافترض أنه صنع في القرن 9 ق م.
وقد جاء النص المنقوش في اللوحة بصيغة المتكلم المفرد، بمعنى أن يهوآش كان هو نفسه يتحدث عن العمل الذي قام به وسجله على الحجر، وقد قرئ النقش وترجم على :
" يهوآش بسط يده لجمع الفضة من كل مكان في يهوذا لكي يدفع ثمن الحجارة والخشب وقضبان البرنز لترميم البيت المقدس ، وهو قد فعل ذلك في البيت نفسه وفي أبوابه وممراته"
وختام النص وعد من يهوه بالبركة ،
ويهوه كما نعلم اسم إله الكون عند اليهود.
وكان سبب احتفاء الاسرائيليين بهذا النقش أنه توافق مع الوارد في سفر الملوك الثاني عن ترميم الهيكل الأول (هيكل سليمان) الذي قام به الملك يهوآش، ووفق الكرونولوجيا التوراتية فقد حكم هذا الملك أورشليم للفترة (836 ق م -798 ق.م ) وفي السنة الثالثة والعشرين من فترة حكمه أمر الكهنة بترميم ما تهدم من البيت ، فجمع هؤلاء عملات الفضة وحسبوا مجموعها ثم "دفعوا الفضة المحسوبة إلى أيدي عمال الشغل الموكلين على بيت الرب ، وأنفقوها للنجارين والبنائين العاملين في بيت الرب، ولبنائي الحيطان ونحاتي الحجارة ولشراء الأخشاب والحجارة المنحوتة لترميم ما تهدم من بيت الرب ، ولكل ما ينفق على البيت لترميمه"
يظهر في اللوحة صدع قطري في الحجر ينحدر من الهامش الأيمن قرب السطر الثامن وينتهي بالحرف الأخير من السطر الحادي عشر، عابراً بعشرة أحرف في أربعة سطور، ويغطي اللوحة غشاء تعتيق يشمل اللوحة بما فيها من نقوش وصدع، ويظهر في هذا الغشاء ذرات كربونية، وأيضاً ذريرات من الذهب الخالص.
ركز جيولوجيو مركز "المسح الجيولوجي لإسرائيل" في فحص الحجر على ثلاثة أمور: غشاء التعتيق الذي غلف الحجر، وذرات الكربون التي وجدت في الغلاف، وكريات الذهب الصغيرة التي وجدت عليه.
وقال تقرير الجيولوجيين الثلاثة أن الحجر مغلف بغشاء بني مصفر مكون من العناصر الكيمائية نفسها التي يتكون منها الحجر بالإضافة إلى عناصر أخرى دخلت عليه جاءته من الأرض التي دفن فيها، ويغطي الغشاء الحجر بكامله بما فيه الجزء المكسور في أعلاه، والصدع الحادث فيه، والحروف المنقوشة عليه، واستنتج الثلاثة من ذلك أن هذا الغشاء أصلي ,وقد تكون بفعل الزمن (معتق) وليس هناك احتمال بأن يكون شخص ما قد حصل على حجر معتق من الأصل وقام بنقش الحروف فيه، وقالوا أنهم لم يروا مادة لاصقة على الحجر تفتح مجالاً للقول بأن شخصاً ما أيضاً قام بعمل النقوش والصدع على حجر "نظيف" ثم ألصق عليه الغشاء الدال على القدم، وقالوا أنهم درسوا التصدع في الحجر، واستنتجوا عدم إمكانية نقش الحروف المار بها الصدع، وإلا لكانت اللوحة قد تعرضت للكسر، والنتيجة التي توصلوا إليها من هذا الفحص تذهب إلى أن الغشاء قد تكون بعد نحو من 500 إلى 600 سنة بعد أن تم النقش على الحجر نتيجة فعل الزمن، وأيضاً بسبب دفنه في الأرض مدة طويلة، والخلاصة أنهم يرون أن النقش صحيح ، و ليس من صنع مزور.
أما ذرات الكربون في الغشاء فقد أخضعت للفحص من جانب مختبر أمريكي هو (معمل ميامي لتحديد الزمن حسب الكربون المشع) وكان الهدف من الفحص هو معرفة عمر هذه الذرات باستخدام تكنولوجيا قياس نسبة الكربون المشع (الكربون 14) في الأثر فثبت أن عمر هذه الذرات المكربنة العالقة في الغشاء يعود إلى ما بين سنتي 390 و200 ق.م وبذلك يتوصل التقرير إلى الوثوق بصحة النقش بدليل قدم هذه الذرات التي هي بالتأكيد، وفق جيولوجيي المركز، ليست من صنع حديث.
وعن كريات الذهب الميكروسكوبية أوضح التقرير أنها من الذهب الخالص , وهي عالقة في الغشاء فلا يمكن أن تضاف إليه، فهي بذلك دليل آخر على قدم النقش.
من هذه النتائج تم التوصل إلى الخلاصة التالية: إن النقش القديم يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وقد بقيت اللوحة التي حملته سليمة، ربما معلقة على أحد جدران الهيكل الأول (هيكل سليمان) إلى حين تدمير أورشليم على يد البابليين سنة 586ق.م، وفي عملية التدمير هذه دمر الهيكل وأصيب بحريق ، والذرات المكربنة في الغشاء هي من آثار هذا الحريق، أما كريات الذهب العالقة في الغشاء فهي قد وصلت إلى الحجر من الذهب الذي كان يغشي جدران الهيكل وقد انصهر بفعل الحريق.
====================
المصادر لهذه الفقرة :
* تقرير الثلاثة جيولوجيين المشار إليهم من ( مركز المسح الجيولوجي لإسرائيل)وهم
Ilani, S, Rosenfield, A. and Dvoracheck, K,
وعنوان التقرير :
"A Stone Tablet with an Ancient Hebrew Inscription Attributed to Yehoash, King of Judea- Archaeometry and Epigraphy", Geological Survey of Israel Current Research, )
* سفر الملوك الثاني، 12، 6، 7، 10، 12.
*
www. Web. Infoave. Net.
====================