المؤرخ تقي الدين المقريزي
صاحب" الخِطط المقريزية"
|
إسمه الكامل : أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي
ولد سنة 766هـ لأسرة من أصل لبناني تعيش في مصر
وجاء لقب الأسرة "المقريزي " نسبة إلي حارة المقارزة (وهي حارة من حارات بعلبك في تلك الأيام السوالف ولاأدري هل تغير إسمها اليوم أم لازال موجوداً
أما عن ابنهم مؤرخ الديار المصرية المقريزي الذي كتب عن التاريخ المصري فقد ولد في مصر بمدينة القاهرة سنة 766 هـ)
وعاش حياته بالقاهرة
ويبدو أنه تعلم تعليماً إسلامياً فقد تولي الحسبة والخطابة والإمامة مراراً
، وكان المقريزي علي صلة بسلطان مصر برقوق
وفي سنة 810هـ دخل دمشق مع الناصر بن برقوق ، وعرض عليه قضاؤها فامتنع . وعاد إلى مصر
ومات بالقاهرة عصر يوم الخميس 16 رمضان سنة 845هـ ، ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة بحوش الصوصية البيبرسية.).
كتابه الشهير بإسم ( الخِطط المقريزية) إسمه الحقيقي هو «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار» ويعده البعض أهم كتاب في تاريخ مصر وجغرافيتها وطبوغرافية عاصمتها بعد دخول الإسلام ، يقدم عرضا شاملا لتاريخ مصر الإسلامية و عواصم مصر منذ الفتح الإسلامي حتى القرن 9هـ (الموافق للقرن 15م) وفي كتابه القيم تحدث عن أحوال نهر النيل وخراج مصر و مدن مصر وجبال مصر وأجناس سكانها وسرد بالكتاب قائمة تفصيلية بالقصور والمساجد والمدارس والخوانق والحارات والأخطاط والدور والحمامات والقياسر والخانات والأسواق والوكالات التي وجدت في القاهرة خلال تسعة قرون هجرية .
وترتكز هذه القائمة في الأساس على الملاحظات الشخصية للمقريزي وعلى كتب مخطوطة ضاعت بالزمن و لم تصل إلي أيدينا . ولم يرتب الكتاب بنظام الحوليات لعدم معرفة زمن الكثير من الأحداث ، وإنما جعله مرتبًا على ذكر الخِطط والآثار
=================================
بعض الأعمال للمقريزي، قد تمت ترجمتها ونقلها إلى لغات غير العربية، فقد قام المستشرق (كواتر مير) بترجمة قسم كبير من كتاب السلوك للمقريزي وبخاصة ما يتعلق بمرحلة حكم المماليك لمصر، تحت عنوان :“Histoire des Sultan Mamlouks etc, Paris 1832 –45” ثم تابع (بلوشيت) الترجمة وأكمل ما جاء به كواتر مير في عام 1908م، حيث كتب عن تاريخ مصر وفقاً للمقريزي وأصدر كتاباً بعنوان : “Histoire d'Egypte de Makrizi, trans. E. Blochet -Leroux, 1908”.
احتل المقريزي مركزاً عالياً بين المؤرخين المصريين في النصف الأول من القرن التاسع الهجري، حيث أن معظم المؤرخين الكبار كانوا تلاميذ المقريزي، مثل أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي مؤلف الكتاب التاريخي النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، والسخاوي و، (أما أحمد بن علي المقريزي، فلا خلاف في تبوئه صدارة المؤرخين المصريين، في النصف الأول من القرن التاسع الهجري ويكفي دليلاً على هذا أن فطاحل ذلك الجيل من المؤرخين في مصر كانوا تلاميذ المقريزي.
واستحق كتاب المقريزي (السلوك لمعرفة دول الملوك) المكانة الأولى بين كتب التاريخ في عصره، ومن مؤلفاته أيضاً كتاب (عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط)، الذي حاول فيه المقريزي أن يكتب عن تاريخ مصر خلال الفترة التي امتدت منذ الفتح العربي إلى مرحلة ما قبل تأسيس الدولة الفاطمية، وكتاب (اتعاظ الحنفا بأخبار الخلفا) حول تاريخ مصر في زمن الدولة الفاطمية، وكتاب (إغاثة الأمة بكشف الغمة) الذي يتحدث فيه عن تاريخ المجاعات في مصر وأسبابها.
لقد عاش المقريزي جانباً من حياته معاصراً لدولة المماليك البحرية كما عاش شطرها الآخر في عهد المماليك البرجية، وهما دولتان تكادان تكونان أغرب دولتين تحكمتا في تاريخ مصر ردحاً من الزمن غير قصير ولم يكن المماليك سوى أرقاء يُشترون ويُباعون بين السلع ولما ضعفت سلطة الخلفاء العباسيين، وانصرفوا عن الاهتمام بشأن الشعب، لجؤوا إلى الإكثار في ابتياع المماليك، وسلموهم زمام السيف، ليكونوا حماتهم، وعدتهم، وكذلك فعل حكام مصر من الطولونيين والأخشيديين والفاطميين. ثم لم يلبث ضعف الخلفاء والسلاطين المتمادي، وابتعادهم المستمر عن الشعب، أن أفسح المجال رحباً أمام تطلع المماليك أنفسهم إلى السلطة واستطاع هؤلاء التربع على كرسي الحكم، والإطاحة بالأيويبين التي كانت دولتهم قد ضعفت، وأهل البلاد، وأمسكوا بزمام الأمور وأسسوا دولة المماليك التي دافعت عن المسلمين وتصدت للصليبيين والمغول.
يتميز الفكر الاقتصادي عند المقريزي بالروح العلمية، ويعتمد على الأسس المادية في مناقشته وطرحه للقضايا، فهو يأخذ بمبدأ السببية، ويتنكر لمبدأ القدرية. (فالأمور كلها، قلها وجلها، إذا عُرفت أسبابها، سهل على الخبير إصلاحها. (فالمجاعات وأمثالها، ليست شيئاً مفروضاً على الإنسان من عل، ينزل بأمر، ويرتفع بأمر، كما أنها ليست ناجمة عن جهل الطبيعة وعماها، دون أن يكون للإنسان بها دور بل هي ظاهرات مادية اجتماعية، لم تلازم البشر دائماً، ولكنها تقع آناً، وتنقطع آناً آخر، تقع عندما تجتمع أسبابها ودواعيها، وتنقطع عندما تنتهي تلك المسببات والدواعي، أن كل شيء خاضع للتطور، يولد وينمو ويموت.
========================
توافقات:
سنة 746هـ توافق سنة 1364م
سنة 845 هـ توافق سنة 1442م