منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 مارغريت تاتشر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الحاجة
عضو فعال



عدد المساهمات : 657
تاريخ التسجيل : 16/11/2011

مارغريت تاتشر Empty
مُساهمةموضوع: مارغريت تاتشر   مارغريت تاتشر Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 09, 2013 12:30 am

مارجريت تاتشر
13-10-1925
ولدت مارجريت تاتشر في غرانثام إنجلترا
--------------
وفيما بعد:
التحقت بالحزب السياسي العريق (حزب المحافظين)
وظهرت شخصيتها القوية وايمانها بمبادئ هذا الحزب
---------------
سنة 1959
انتخبت مارجريت تاتشر نائبة في البرلمان عن دائرة فينشلي، شمالي لندن
---------------
1975
اختيرت مارجريت تاتشر رئيسة لحزب المحافظين
--------------
سنة 1979
الانتخابات البرلمانية
فاز حزب المحافظين بأغلبية مقاعد البرلمان
وانتصر علي حزب العمال
--------------------
مايو 1979
بصفتها رئيسة (حزب المحافظين )الحزب الفائز بالانتخابات صاحب الحق الديموقراطي في تشكيل الحكومة : تولت مارجريت تاتشر رئاسة وزراء ريطانيا خلفا ل ( جيمس كالاهان).
-----------------------
الفترة ( 1979-1990):
رئيس وزراء بريطانيا = مارجريت تاتشر

لقد كانت سابقة تاريخية فهي أول امرأة ب تتولى هذا المنصب في تاريخ بريطانيا
وطال حكمها حتي أن مدة حكمها تعتبر الأطول لأي رئيس وزراء بريطاني منذ عهد روبرت جنكنسون (الذي انتهى عهده سنة1827).


-------------------
(1979-1983م)
أول حكومة لتاتشر
تؤمن تاتشر باقتصاد السوق الحر وقدراته علي التصحيح الذاتي والتنافس الإيجابي مع اندماج الشركات الصغيرة والخاسرةالتي لاتصلح للبقاء ،وأن الحكومة ينبغي ألا تتدخل في شئون إدارة الرأسماليين لشركاتهم طالما تمتعوا بالنزاهة وعدم الغش
ولذلك ألغت تاتشر الرقابة الحكومية على الأسعار وفضلت السماح بارتفاع معدل البطالة وعدم توظيف الذين يفتقدون المهارة مع منح إعانات بطالة
وحتي سنة 1987نجحت حكومة تاتشر في أن تبيع للقطاع الخاص شركة طيران وشركةالاتصالات وصناعة النفط والغاز وبناء السفن فيما عرف ببرنامج الخصخصة
وأدت القوانين إلى إضعاف قوي نقابات العمال التي لم تستطع منع ملاك الشركات من تخفيضهم مزايا وتعداد العمال سعياً لتعظيم الربح وكوبون العائد السنوي كهدف وبالتالي أخذت أرباح الشركات تركض في ازدياد مستمر
-------------------

سنة 1982
قوات دولة الأرجنتين تقوم بغزو ( جزر فوكلاند )
ورداً علي هذا الإجراء كلفت تاتشر الجيش البريطاني فوراً باستعادة تلك الجزر بالقوة.
خلفية :
جزر فوكلاند تقع في جنوب المحيط الأطلنطي،وهي خاضعة للإدارة البريطانية
لكن مع منازعة بين بريطانيا والأرجنتين دامت لعقود حول من المستحق للسيادة على ( جزر فوكلاند )
--------------------
في يونيو 1982
استسلم جيش الغزو الأرجنتيني للجيش البريطاني بعد إصابة الجانبين بخسائر كبيرة.
ونظرا لانصر البريطاني حظيت ثاتشر باحترام واسع وأخذت تلقب بالمرأة الحديدية
---------------
(1983-1987م)
ثاني حكومة لتاتشر
----------------
سنة 1984
مجلس الفحم الحجري القومي يقرر إغلاق بعض المناجم.
لكن عمال المناجم يحتجون ويطلبون تعديل القرارات
لم تقتنع ثاتشر بمبررات العمال فرفضت تاتشر تعديل برامج مجلس الفحم الحجري الخاصة بإغلاق المناجم.
وعندئذ قرر عمال المناجم القيام بإضراب لفرض مطالبهم

----------------
سنة 1985
تخلى عمال المناجم في البلاد عن إضرابهم الذي استمر عامًا كاملاً .
----------------
سنة 1985
وقَّعت حكومة تاتشر معاهدة مع الصين تعهدت بموجبها حكومة الصين بالحفاظ على الاقتصاد الرأسمالي للمستعمرة البريطانية هونج كونج لمدة خمسين عامًا بعد عودتها للسيادة الصينية سنة 1997م.
------------------
سنة 1985
عقدت تاتشر صفقة اليمامة مع الحكومة السعودية .
وهي صفقة تسليح معروفة

----------------
سنة 1987
الانتخابات العامة،
ضمنت تاتشر الفوز
وأصبحت بذلك أول زعيم سياسي في تاريخ بريطانيا يفوز بثلاثة انتخابات عامة علي التوالي .
----------------

(1987-1990م)
ثالث حكومة لتاتشر
--------------
سنة 1990
اتسعت مظاهر المعارضة لزعامة تاتشر،
وأدركت عدم مقدرتها على كسب انتخابات زعامة المحافظين،
فاستقالت من منصب رئاسة الوزراء - وتم انتخاب (جون ميجور) خلفًا لها.
-------------
من سنة1990حتى سنة 1992
استمرت مارغريت تاتشر عضوة برلمانية بمجلس العموم

----------------
سنة 1992
منح لقب البارونة لمارغريت تاتشر ، وأصبحت عضواً بمجلس اللوردات.
--------------
8-4-2013
موت مارغريت تاتشر في لندن عن عمر يناهز 87 عاماً إثر اصابتها بسكتة دماغية
وتركت ابنا وابنة وهما:كارول تاتشر التي تعمل كصحفبة ،ومارك تاتشر .

________________________________________

مرادفات:
مارجريت تاتشر= مارغريت تاتشر=Margaret Thatcher
جرانثام = غرانثام = Grantham
الخصخصة =التخصيص= privatizatin

صورتها:

مارغريت تاتشر Oa__oo10
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

مارغريت تاتشر Empty
مُساهمةموضوع: رد: مارغريت تاتشر   مارغريت تاتشر Icon_minitimeالجمعة أبريل 12, 2013 12:51 pm

مارجريت تاتشر


*بقلم: كارول تاتشر/ ترجمة: محمد أمين

مازلت اذكر اللحظة التي اصاب فيها العطب ذاكرة والدتي.. اللحظة التي لم تعد فيها الظاهرة غير العادية في حياتي. وكان لذلك وقع الصاعقة علي.

كان ذلك في صيف عام 2000، اي بعد عشر سنوات من استقالتها من رئاسة الحكومة البريطانية وخروجها من 10 داوننغ ستريت. فقد عزمتها على طعام العشاء في فندق «ماندارين اورينتال» في نايتسبريدج المطل على الهايدبارك.

وقد اقترحت والدتي ان نجلس في مقهى بدلا من المطعم لتقليل المصاريف عليّ. وعندما جلسنا في مقاعدنا اخذنا ننظر الى الهايدبارك من تحتنا ونستمتع بالمشهد الجميل للناس والطبيعة.

لقد كان من النادر ان التقي بها بسبب مشاغلها الكثيرة، وكنت انتظر اشهرا لاجد الفرصة لمقابلتها، ولم يكن من السهل دائما ان اتحاور مع والدتي التي انخرطت، لعقود طويلة، في حوارات مع كبار القادة والسياسيين العالميين.

وحين طلبنا طعام الغداء، تذكرت الليلة التي اصبحت والدتي فيها زعيمة لحزب المحافظين عام 1975. فقد كنت اؤدي امتحانات الجامعة في كلية الحقوق. وبعد ان انتهيت من الامتحان مشيت عبر حديقة هايدبارك في طريقي إلى المنزل، وكنت أتساءل في نفسي عما يخبئه المستقبل.

وقد قالت حينئذ: «آه، كم اتمنى لو يعود الزمن الى تلك الايام ثانية»، ولمحت البريق في عينيها حين ذكرتها بالانتصار المدوّي الذي احرزته، واردفت: «اعتقد ان بالوسع ان تنتشل السياسي من الموقع السياسي، لكنك لا يمكن ان تنزع السياسة منه».

وقد أبلغني صديق مشترك اخيرا انه حضر حفل عشاء مع والديّ على شرف الجنرال مايكل روز قائد قوات حفظ السلام الدولية في البوسنة في منتصف التسعينات، فذكرت ذلك لوالدتي، وقلت لها ان الحفل لابد من انه كان ممتعا، فردت بالايجاب. ومع انها كانت قد غادرت داوننغ ستريت قبل عشر سنوات، فانها كانت دائمة المشاركة في المناسبات الدولية.

لقد توقعت منها ان تتحدث كثيرا عن البوسنة، لكنها سرعان ما اضطربت، وبعد كلمات قليلة عن البوسنة انتقلت للحديث عن حرب فوكلاند، ثم خلطت بينهما وبين الحرب في يوغوسلافيا.

لقد كدت اسقط عن مقعدي ولم اصدق انها تبذل جهدا كبيرا للحديث وتذكر الاحداث. لم اكد اصدق ما رأيت، فقد كانت في الخامسة والسبعين من عمرها، لكني كنت اعتقد على الدوام انها لن تشيخ وانها ستقاوم عوامل الزمن بصورة تامة.

لقد كانت المقارنة صاعقة بين ما كانت عليه وما اصبحت فيه. لقد امتلكت دائما ذاكرة اشبه بالموقع الالكتروني. فمثلا حين درست اللغة اللاتينية في المدرسة، اختزنت قدرا هائلا من المفردات، واضافت المعادلات العلمية جراء دراسة الكيمياء في جامعة اكسفورد بعدا جديدا الى دماغها المنظم اصلا.

وحين درست القانون وتأهلت كمحامية، اصبحت ذاكرتها بكامل لياقتها وقوتها.

وفي الوقت الذي دخلت فيه معترك الحياة السياسية كانت تشتهر ليس فقط بقراءة وتحليل الملخصات حول مختلف الامور، بل بحفظها عن ظهر قلب، فقد كان بوسعها اثناء نقاش اقتصادي ان تذكر نسبة التضخم التي كانت سائدة في عهد رئيس الوزراء وليام غلادستون من دون ان تستعين باي ملاحظات مكتوبة.

ومنذ تلك اللحظة التي تلعثمت فيها والدتي اثناء طعام الغداء، بدأت امورها على غير ما يرام. ففي حين لم تكن بحاجة الى ان تذكر لها ــ في الماضي ــ اي شيء اكثر من مرة، لانها كانت قد خزنته في بنك الذاكرة، بدأت والدتي تطرح الاسئلة ذاتها المرة تلو المرة دون ان تعي ماذا تفعل.

فمثلا تسأل عن موعد قدوم سيارتها وعن موعد الذهاب الى الكوافيرة عدة مرات. لقد فتح ذلك فصلا مريعا في حياتنا. وتعلمت ان اكون صبورة معها، وهي صفة لم اكن امتلكها، واصبح علي الاقرار بانها مريضة وان الامر ليس شخصيا.

هذا هو اسوأ شيء في ما يتعلق بالخرف. فالمصابون به يبدون وكأنهم يتصرفون بشكل عادي، ولكن وراء ذلك، هناك شيء غير عادي تماما. انهم يعيشون في عالم آخر لا يمكنك الدخول اليه.

لقد تأثرت حياة والدتي اليومية بهذا المرض، واصبح الوقت يحظى باهتمام خاص. فاذا قلت لها مثلا: اركني الى الراحة يا والدتي، لان السيارة سوف تتأخر لعشر دقائق، فانها تقف وتضع حقيبتها على كتفها وتقول: اذن، دعونا نتحرك، وكأنني قلت لها ثلاثين ثانية. ومثل هذا الخلل في الذاكرة يبدأ بانهيار في الذاكرة قصيرة المدى، وحين وصفت الامر لاحدى الصديقات، قالت: هذا امر مريع بالنسبة لك يا كارول. فقلت لها: ليس هذا هو مصدر قلقي، بل اعتقادي بان الامر ربما يكون مثيرا للاحباط بالنسبة لها.

وفي كل زيارة لها، يتعين علي الدخول اولا الى المطبخ لقراءة لوحة الملاحظات للتعرف على جدول نشاطها اليومي، قبل ان اذهب الى غرفة المعيشة لمقابلتها.

وحين كنت اسألها كيف كانت وجبة الفطور في مجلس العموم؟ كانت تنظر الي وكأنها بالكاد تعرفت علي، وتقول: أحقا.. يا عزيزتي؟

وقد اوصي طبيها بعدم السماح لها بالقاء المزيد من الخطب العامة، لاسباب صحية، وهي التوصية التي التزمت بها على مضض.

وبعد ان تدهورت صحتها اكثر فأكثر، اصبح الكثير من اصدقائها وزملائها يتعاملون بحذر شديد معها. فهذه المرأة التي هيمنت على المناقشات في بريطانيا لردح طويل من الزمن لم تعد تقوى على الحديث او المواظبة على حضور المناسبات الحزبية. وفي الايام الاكثر سوءا، فانها لا تستطيع تذكر بداية الجملة حين تصل الى نهايتها.

وفي ذات امسية من شهر مارس 2004، حين عرفت ان اثنين من زملائها السياسيين سيزوروننا لتناول طعام العشاء، اشتريت صحيفة «ايفننغ ستاندارد» في طريقي الى منزل والدتي، فوجدت ان المانشيت الرئيسي فيها كان عن التفجيرات الارهابية التي اودت بحياة 191 شخصا في مدريد. وقد حاولت ان اشرح الامر لها قبل وصول الضيوف الذين سألوها لدى وصولهم:

ما هي اول خطوة كنت ستتخذينها يا مارغريت لو كنت في رئاسة الحكومة البريطانية؟

وكان عليّ ان اذكر نفسي دائما باننا كنا محظوظين، فهناك الكثير من العجائز الذين يعيشون وحيدين ومن دون رعاية كافية، لكن والدتي لديها سائق وحراسة من الشرطة على مدار الساعة، ناهيك بنقص الموارد المالية لدى البعض، الامر الذي لم نكن نعانيه، وبالتالي امكننا توفير ممرضة لرعايتها.

وبالطبع، كانت ثمة لمحات من والدتي في ايامها الغابرة بين الحين والآخر، لا سيما حينما تُذكر امامها احداث من الماضي. ويبدو كأن مرض الخرف قد ادى الى شحذ قواها على تذكر الاحداث البعيدة، ولا تزال لديها ذكريات جميلة من ايام 10 داوننغ ستريت.

وحين دعوت احد الاصدقاء الذي يعيش على مقربة من منزل والدتي، الى احتساء كوب من الشاي، انخرط في نقاش حول ميخائيل غورباتشوف، وفجأة استعادت صورة المرأة الحديدية.

وقد مضى علينا وقت طويل قبل ان ندرك ان والدتي لا تستطيع تذكر مانشيت قرأته للتو في احدى الصحف، أو ما الذي تناولته على طعام الفطور ذلك الصباح.

ولكن حين كان احد الاصدقاء يسألها عن ايامها الذهبية في داوننغ ستريت، كانت تسترسل في الحديث عن ادق التفاصيل وكأنها لا تعاني اية مشكلة في الذاكرة.

ولم تذكر لي والدتي اسم غرانتام، المدينة التي ولدت فيها، منذ عدة سنوات، ولكنها بعد ان اصيبت بهذا المرض تذكرت اسم المدينة.

انها حالة خرف كلاسيكية مقترنة بسلسلة من الجلطات، والمؤلم انني اجد نفسي عاجزة عن عمل اي شيء لمساعدتها في هذا الوضع، فهذا المرض اللعين يفعل فعله، ولا شيء يمكن ان يوقفه.

واشكر الله ان اجد حولها أناساً يقومون بمساعدتها، وخاصة سينتيا كروفورد وآخرين، علاوة على قطتها بوسيكنز التي تمنحها الكثير من السعادة.

واظن ان مرض والدتي كانت له تأثيرات قاسية - بشكل خاص – على والدي، اذ كان يقف الى جانبها دائما، فهو الزوج والمستشار والمساعد منذ زواجهما عام 1951، وبعد انجابي ومارك عام 1953، وحتى انتخابها رئيسة للحكومة عام 1979.

والنصح، بالطبع، كان ينطوي احيانا على وجهات نظر لا تروقها. ففي عام 1989، حاول والدي اقناعها بالاستقالة واعتزال العمل السياسي في الذكرى العاشرة لانتخابها، لكنها رفضت ذلك، لانها كانت تعتقد ان بامكانها ان تفعل الكثير.

فقدان الشعبية

وبعد ايام قليلة على انتخابها لفترة ثالثة عام 1987، كنت انا ووالدي في منزلنا في داوننغ ستريت، فقال لي: لن تصدقي اذا قلت لك ان والدتك ستفقد شعبيتها خلال عام واحد.

وكان والدي محقاً، على الرغم من ان الاحداث التي قادت الى سقوطها استغرقت فترة أطول من عام واحد، كما توقع.

ففي مطلع شهر نوفمبر 1990، استقال جيفري هاو من منصبه كنائب لرئيسة الوزراء احتجاجاً على سياستها الاوروبية وحض زملاءه على الاستقالة. وعلى ضوء ذلك، واجهت والدتي تحدياً من الوزير مايكل هسلتاني، وفرض اجراء انتخابات على زعامة الحزب.

وعلى الرغم من مخاوفي وتشاؤم والدي، فازت والدتي بالجولة الاولى واعتقد اصدقائي ان بوسعها الفوز في الجولة الثانية، لكن كان شعور والدي مختلفا، وحاول ثنيها عن المضي قدماً في السباق عن طريق بعض الحلفاء.

وحين قابلت اعضاء حكومتها، الواحد تلو الاخر، في اليوم التالي، ابلغوها جميعاً انهم سيدعمونها اذا قررت الاستمرار، الا ان عليها الاستقالة، لتفادي التعرض للمهانة ولتدع شخصاً آخر يهزم هسلتاني.

وفي تلك الليلة كنت اتناول طعام العشاء مع والدي وعضو حزب المحافظين اليستر مكالفين في منطقة مايغير، بينما كانت والدتي في البيت. لقد مرت بأوقات عصيبة آنذاك. في تلك الليلة، ابلغنا مكالفين ان الوزراء انفضوا عنها الواحد تلو الآخر، فاضطرت للاستقالة. ولم استطع تصديق الخبر.

الاستقالة

وطلب لنا مكالفين الشمبانيا، لكي لا يشعر الناس من حولنا اننا مصابون بالاحباط. وحين عدنا طلبنا من السائق ان يوصلنا الى الباب الخلفي كي لا يرانا الصحافيون خارج دواننغ ستريت.

واتصل بي والدي في الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي (22 نوفمبر) وكان صوته متهدجاً «لقد قررت والدتك تجاهل كل استشاراتنا.. فقاطعته قائلة: ولكنها قررت الاستقالة، فسادت لحظات من الصمت، ثم قال لي: وداعاً. فلم يعد الموقف يحتمل مزيداً من الكلام.

واتصلت بسكرتيرة والدتي جوي روبليارد في داوننغ ستريت لتبلغني ان والدتي لا ترد على المكالمات الهاتفية. انها بخير، لكنها تبكي وتوشك على الانهيار كلما سمعت كلاماً جميلاً من احد. وكان صوت روبليارد يبدو غريباً ايضاً.

وقررت عدم الاتصال بها ثانية، لانني قد لا اتمكن من تمالك نفسي من البكاء.

وجاء الاعلان عن الاستقالة في الساعة التاسعة و25 دقيقة وكان مقتضباً وعاصفاً.

لقد اصبت بخيبة أمل من الطريقة التي عوملت بها والدتي في الايام الاخيرة وكنت قلقة من التأثير المحتمل لذلك عليها، لا سيما انها تهب حياتها للسياسة منذ ريعان شبابها ولا تعرف شيئاً غير السياسة.

ودائماً ما يكون التغيير صعباً، لا سيما حين يكون منزلك على مدى عقد او يزيد، واحداً من اشهر العناوين في العالم. فقد وجدت والدتي في اول يوم احد بعد مغادرتها. داوننغ ستريت، في غرفة الجلوس المنزل الذي اشترته حديثاً في دالويتش جنوب لندن، وهي تقرأ الصحف بمساعدة نظارة طبية.

وربما لا يكون ذلك غير اعتيادي، ولكنها وعلى مدى الاحد عشر عاماً الماضية، من النادر ان تمسك باحدى صحف الاحد. وقالت ان عليها متابعة الاخبار.

وقد رأيتها اكثر من مرة تهم بالامساك بسماعة الهاتف حين تسمع عن وجود أزمة، ثم سرعان ما تدرك أنها لم تعد في موقع القرار.

ولكنها ــ مع ذلك ــ مكنت من الاحتفاظ بالسائق وبحراسة الشرطة بعد مغادرة داوننغ ستريت، وأبلغني السائق انه اخذ يتفادى المرور من امام داوننغ ستريت لانها كانت في كل مرة تنظر الي باستغراب وكأنها تسأل لماذا لم ادخل الى المبنى، ثم تتذكر انها لم تعد رئيسة للحكومة البريطانية.

وفي الواقع، لم يتعامل اي من والدي مع مشكلاته الصحية بصورة جيدة. ففي اوائل عام 2003 قرر والدي القيام برحلة طويلة الى جنوب افريقيا التي كان يحبها كثيرا، ولانه كان في الرابعة والثمانين،قرر الطبيب اجراء كشف طبي له، فاكتشف وجود مشكلة تستدعي جراحة في القلب.

وبالفعل اجريت له العملية ومكث في المستشفى لعشرة ايام، ومع ذلك، اصر على المضي قدما في الرحلة، بعد فترة نقاهة قرر ان يقضيها في منزل ريفي في نيو خوريست، حيث زرته هناك.

وبعد شهرين من العملية، سافر والدي الى جنوب افريقيا، حيث كان شقيقي مارك يعيش، وحيث عمل والدي لعدة سنوات في الماضي، واخذه مارك الى شلالات فكتوريا في زيمبابوي، اضافة الى اماكن اخرى لم يتسن لوالدي زيارتها في الماضي.

وحين رأيته للمرة الأولى بعد عودته من جنوب افريقيا، كان في غرفة الجلوس في منزله اللندني، فوجدت انه قد تعافى تماما وأصبح بصحة جيدة.

ولكنه فاجأني بالقول انه بحاجة إلى استبدال الركبتين، قلت له انك اجريت عملية كبرى للتو ولا يمكن ان تخضع لعملية كبرى، فقال ــ ممازحا ــ انه عام استبدال قطع الغيار! ولم يكن احدنا يعلم ان والدي كان يعيش اسابيعه الأخيرة. فقد نُقل الى المستشفى بعد وقت قصير ليكتشفوا اصابته بسرطان البنكرياس.

وتوفي في الثالث والعشرين من يونيو 2003، وكانت صدمة كبرى لنا جميعا، لكن عزاؤنا انه لم يتعذب كثيرا نتيجة المرض.

فقدان الزوج

وفي اليوم التالي، ظهرت صورة والدتي وهي تبكي في جميع الصحف البريطانية. وكانت والدتي قالت عنه ذات يوم: «لم يكن باستطاعتي ان استمر في رئاسة الحكومة لاحد عشر عاما لولا وجود دينس بجانبي، لقد كان يقدم النصح لي دائما ويبدي لي الانتقادات مباشرة وليس إلى العالم الخارجي. لقد كان زوجا وصديقا، ولم يجعلني ابدا اشعر انني وحيدة في مواجهة الازمات».

وأشارت هيئة الاذاعة البريطانية في تقرير لها عن والدي بان شعاره كان: «كن متواجدا دائما.. ولا تكون».

وكان موت والدي قاسيا علي والدتي لاسباب كثيرة، ليس أقلها ان الخرف يجعلها كثيرا ما تنسى انه قد مات، وكان علي ان اذكرها بهذا الخبر السيئ المرة تلو المرة.

ولا تستطيع والدتي الآن، تذكر تفاصيل حياتها في داوننغ ستريت، لكنها قالت لي ذات يوم انها تعتقد انها حفرت لها مكانا في التاريخ.

وسمعتها تقول لزوار اميركيين ان الناس في ايامها كانو ينخرطون في العمل السياسي كي يفعلوا شيئا، اما اليوم فهم يدخلون البرلمان ليصبحوا شيئا.

المصدر:

مقال مأخوذ عن صفحات من كتاب " مارجريت تاتشر " بقلم: كارول تاتشر/ ترجمة: محمد أمين** المنشورة بجريدة "القبس" الكويتية 5 أكتوبر 2008
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
 
مارغريت تاتشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: المنتديات المتخصصة :: تاريخ أوروبا :: بريطانيا-
انتقل الى: