منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 فقرات من كتاب رولو (في كواليس الشرق الاوسط) تتعلق بملابسات حرب 1967

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

فقرات من كتاب  رولو (في كواليس الشرق الاوسط) تتعلق بملابسات  حرب 1967 Empty
مُساهمةموضوع: فقرات من كتاب رولو (في كواليس الشرق الاوسط) تتعلق بملابسات حرب 1967   فقرات من كتاب  رولو (في كواليس الشرق الاوسط) تتعلق بملابسات  حرب 1967 Icon_minitimeالسبت يناير 12, 2013 1:02 pm

فقرات من كتاب رولو (في كواليس الشرق الاوسط) تتعلق بملابسات حرب 1967

المؤلف :الصحفي الفرنسي‏ (إريك رولو)
لغة الكتاب : الفرنسية
المترجمة : داليا سعودي

==================================

إسرائيل كانت ميالة للتهدئة مع مصر

علي حد ما لاحظت أثناء تحقيق أجريته في إسرائيل في نهاية عام1965 و بداية عام.1966 كان الهدوء يخيم علي كامل الحدود, و بدا نجم معسكر السلام في صعود منذ فشل الهجوم الذي شنته الدولة العبرية علي ميناء السويس في عام1956, بالتواطؤ مع فرنسا و المملكة المتحدة.
لم تتم الإطاحة بعبد الناصر, و لا تم ضم سيناء إلي الدولة اليهودية,
و تحت ضغط الرئيس أيزنهاور, اضطر الجيش اليهودي إلي العودة إلي دياره بخفي حنين, و قد منح ترضية لا قيمة لها, تتمثل في التصريح للسفن الإسرائيلية بالإبحار عبر مضيقي تيران, الواقعين بداخل المياه الإقليمية المصرية.

كان ذلك النجاح الرمزي, الذي منح بن جوريون إياه ليحفظ له ماء وجهه, يعد تافها نظرا لأن2% فقط من تجارة إسرائيل كانت تتم عبر ذلك الممر المائي للوصول إلي ميناء إيلات المتواضع. إذ ظلت حيفا هي الرئة الأساسية للدولة اليهودية.

من جانب آخر, ندد معلقون إسرائيليون بالتواطؤ العسكري الذي أرسي في تلك الواقعة مع اثنتين من القوي الغربية التي ينظر إليها عبر العالم العربي علي أنها قوي إمبريالية.
أثناء الحملة الانتخابية التي شهدتها في خريف عام1965, لم يقدم أي حزب سياسي, بما في ذلك حزب بن جوريون, المسمي بحزب رافي- و المنشق عن حزب العمل- علي امتداح غزو السويس.
علاوة علي ذلك, هاجمت تنظيمات يسارية مفهوم (الحرب الوقائية ) برمته, و هو ما عرفت به مغامرة عام1956 و كان الرئيس آيزنهاور حين يشير إلي ذلك المفهوم يتحدث عنه و كأنه فاحشة بذيئة. و هو الذي صاح في إحدي لحظات غضبه قائلا: الحرب الوقائية إخترعها هتلر; بصراحة, لن أستمع بجدية إلي أي شخص يأتيني ليحدثني عنها.

كان الجو العام في إسرائيل يميل إلي التهدئة في عامي1965 و1966 و كانت السياسية الانتقامية التي غالبا ما كانت تتسم بوحشية دامية التي كان يمارسها بن جوريون وأتباعه( الجنرالات ديان و شارون و شيمون بيريز و غيرهم), قد لقيت جزاءها عبر هزيمة حزبهم في الانتخابات التشريعية
و في المقابل, تم انتخاب أحد أقطاب معسكر السلام ( يوري أفنيري )المؤيد لفكرة تقديم تنازلات للعرب و الفلسطينيين, و هو ما مثل مفاجأة عامة.
و قد شكل حزب العمل, الذي يرأسه ليفي أشكول , رجل الحوار و الحلول الوسط, مع التنظيمات الدينية, التي كانت في ذلك الوقت تتسم بالاعتدال ذاته, إئتلافا قضي علي التوترات علي الحدود.

===================

فاجأتني صراحة تشارلز يوست ذلك السفير المحنك, الذي صار فيما بعد ممثلا للولايات المتحدة لدي منظمة الأمم المتحدة. إذ عرض علي ما تم خلال محادثاته مع وزير الخارجية المصري آنذاك, محمود رياض, و خلال الحديث- الأكثر حسما- الذي تم عشية اليوم السابق, بين الرئيس المصري جمال عبدالناصر و المبعوث الخاص للرئيس جونسون ( روبرت اندرسون) الذي كان يعمل بمشاركة بريطانية ـ فرنسية ـ أسرائيلية حتي دلف الي شرح " التوجـه شرقاً" في السياسة الخارجية المصرية التي أعقبها زيارة تاريخية للزعيم السوفيتي (خروشوف ) قدم خلالها ما كانت تحلم به مصر وعبدالناصر من استكمال تمويل السد العالي وتسليح الجيش المصري

====================

استنادا إلي السجلات الرسمية الخاصة بالقوي المعنية و إلي شهادات الشخصيات الفاعلة في الأحداث أو الشاهدة عليها, سأضيف شهادتي المتواضعة, المبنية علي أثر تحقيقات أجريتها في إسرائيل و في العديد من البلدان العربية, قبل النزاع و في أثنائه و فيما بعده.
كان ذلك الخامس من يونيو( حزيران)1967 هو أول يوم إجازة آخذها منذ وصولي إلي القاهرة, حيث ظللت طوال أسابيع عدة, أطلع قراء صحيفة زس جيرانها, والتي كان من المحتمل أن تفضي إلي نزاع مسلح. وكان يوم الراحة ذاك قد بدا ممكنا نظرا لما لاح من احتمال التوصل إلي تسوية بالتراضي, وهو ما كان يعني استبعاد أي مواجهة عسكرية وشيكة. و قد بنيت آمالي علي المعلومات التي أمدني بها في الثالث من يونيو( حزيران), أي قبل يومين من بداية الحرب, (تشارلز يوست)مبعوث الرئيس جونسون لإدارة الأزمة بالتعاون مع السفير الأمريكي المعين حديثا في منصبه. و قد وافق يوست علي منحي هذا اللقاء بناء علي وساطة ( أندريه فونتين) رئيس تحرير صحيفة لوموند, الذي كانت تربطه به علاقة صداقة. و كنا قد اتفقنا علي أن تصريحاته ستظل سرية تماما إلي اليوم الذي يمكن نشرها فيه بغير خسائر.

و كان الأخير قد أعرب له عن رغبته في تفادي نزاع مسلح و اقترح أن يرسل إلي واشنطن يوم الأربعاء الموافق السابع من يونيو( حزيران) نائب رئيس الجمهورية, زكريا محيي الدين, لاستكشاف إمكان التوصل إلي تسوية مرضية للطرفين, مع (موشي ديان) الذي كان قد عين لتوه وزيرا لدفاع إسرائيل, مع وساطة الأمريكيين عند الاقتضاء. و إلي أن يتحقق ذلك, فسيغمض عينيه عن عبور سفن الشحن الإسرائيلية, ذات الطبيعة غير الاستراتيجية, باتجاه ميناء إيلات الإسرائيلي عبر مضيقي تيران, علي حدود سيناء, و هما المضيقان اللذان تسبب إغلاقهما, الذي نددت به الدولة اليهودية, في اشتعال الأزمة الإسرائيلية المصرية.
وقد أكد عبد الناصر, في خطاب أرسله في اليوم التالي إلي الرئيس جونسون, فحوي المقترحات التي قدمها إلي المبعوث الأمريكي, مضيفا أنه مستعد لاستقبال نائب رئيس الولايات المتحدة (هبرت همفري), لكي يعرض عليه وجهة النظر المصرية في الأزمة الحالية, بل لكي ينظر أيضا في تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي ـ العربي. وقد أكد بقوة علي اعتزامه تسويته سلميا. و في اليوم نفسه, بعث روبرت أندرسون بتقرير إلي الرئيس جونسون يؤيد فيه أقوال عبد الناصر.( و قد تم نشر هذين النصين اللذين كانا محفوظين ضمن سجلات وزارة الخارجية بعد ذلك بعشرين عاما, كما يقضي القانون). و علي سبيل التهدئة, انتقد عبد الناصر تصريحات أحمد الشقيري, الذي كان في ذلك الوقت رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية, و هي التصريحات التي دعا فيها إلي تدمير إسرائيل, و كان عبد الناصر قد حرمه قبل ذلك من قيادة الوحدات الفلسطينية المسلحة, التي وضعها تحت إشراف ضباط مصريين حصريا.

======================
دور الولايات المتحدة لخديعة رئيس مصر بهدف دعم إسرائيل في الحرب الخاطفة :
في ذلك الوقت,كنت أجهل أمر الحيلة التي أقدم عليها الرئيس جونسون, الذي طلب من الرئيس عبد الناصر عدم المبادرة بالنزاع المسلح بينما كان قد أعطي لإسرائيل موافقته علي شن هجوم ضد مصر.
وهكذا خول عنصر المفاجأة للدولة اليهودية تفوقا حاسما علي خصومها العرب.

و وفقا للأعمال المتميزة التي قدمها مختلف المؤرخين, مثل أعمال الأمريكيين (ويليام ب. كوانت) و السفير( ريتشارد باركر ) فضلا عن أعمال المؤرخين الإسرائيليين, (مايكل ب. أورين ) وتوم سيجيف):كان الرئيس الأمريكي قد أعطي قبل ذلك بأيام الضوء الأخضر( أو البرتقالي) لحكومة القدس, شريطة ألا تكون الولايات المتحدة طرفا فاعلا في النزاع.
و قد بلغ التواطؤ بين البلدين حدا كبيرا حتي أن الرئيس جونسون قد أدخل بعض التعديلات في خطاب كان قد عرضه عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي (ليفي أشكول) قبل أن يلقيه يوم 29-5 في البرلمان.

يبقي أن النتائج التي يغلب عليها التفاؤل والتي خلص إليها تشارلز يوست( الذي كان يجهل بالطبع حقيقة الخطاب المخادع الخاص بالبيت الأبيض) كانت تبدو مقبولة ظاهرا لاسيما و أنها كانت تتفق مع قناعاتي
======================
مصر كانت راغبة- حتي أكثر من إسرائيل- في تفادي الحرب :
و كنت مقتنعا أن مصر كانت راغبة- حتي أكثر من إسرائيل- في تفادي الحرب.
إن محادثاتي السابقة مع عبد الناصر, و الكلام الذي كنت أسمعه من أفراد في محيطه المباشر, لاسيما محمد حسنين هيكل, و المواقف الرامية إلي التهدئة التي اتخذها الريس في مؤتمرات القمة العربية التي نظمها في عامي1964 و1965, و الهدوء الذي حافظ علي استتبابه طوال أحد عشر عاما علي الحدود المصرية الإسرائيلية, التي منع تسلل رجال الكوماندوز الفلسطينيين إليها,
كل ذلك كان يؤيد رأيي: و هو أن الرئيس المصري, إدراكا منه لتفوق إسرائيل عسكريا, كان يري- وفقا للمقربين له- أنه لا يمكن تحقيق توازن بين القوي قبل مرور عشر سنوات.

ففي الخطاب الذي ألقاه في23 ديسمبر( كانون أول)1963, ندد عبد الناصر بالتصريحات العنترية و المزايدات الكلامية التي أطلقتها الدول الشقيقة, فهتف قائلا:
" إحنا النهارده ما نقدرش أبدا نستخدم القوة, وحنقول لكم بالصدق.. ما نقدرش النهارده نستخدم القوة لأن ظروفنا لا تناسب... يعني إن أنا لا أستحي أبدا إن إذا كنت ما أقدرش أحارب إن أنا آجي أقول لكم ما أقدرش أحارب, إذا كنت ما أقدرش أحارب وأطلع أحارب أبقي باوديكم في داهية.. و أودي البلد بتاعتي في داهية."
هكذا نجح عبد الناصر في تهدئة حمية الأصوات الداعية للحرب بين نظرائه العرب الذين كانت ديماجوجيتهم لا يعدلها سوي عجزهم.

و في الفترة ذاتها, كتب هيكل في صحيفة الأهرام, مستلهما رأي الرئيس علي الأرجح, أنه يجدر التحلي بالواقعية و تفهم أن مهاجمة إسرائيل إنما تعني إعلان الحرب علي الولايات المتحدة و بريطانيا, حليفتي الدولة اليهودية.

و في جميع الأحوال, كان لمصر أولويات أخري مثل:
1- إدارة علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة,
2- التحديات الناجمة عن تعثرات المشروع الوحدوي العربي
3- الإصلاحات الكبري المتخذة علي أثر فشل الوحدة بين سوريا و مصر في1961
4- تشييد السد العالي العملاق بأسوان.
إضافة إلي ذلك: لم يكن عبد الناصر ليسمح لنفسه بسحب صفوة قواته من اليمن حيث كانت تدافع منذ عام1962 عن الجمهورية المؤسسة في العام نفسه, و التي كانت تتهددها القبائل الموالية للملكية المدعومة من السعودية. و كانت تلك الوحدات تمثل ثلث مجموع القوات المسلحة المصرية.

هكذا, طوال عشر سنوات, منذ عام1956 و حتي1966, توارت المشكلة الإسرائيلية العربية من علي الساحة السياسية المصرية.
=============================
الحسابات الخاطئة للرئيس جمال عبد الناصر :
كان مما يدعو للدهشة أن نري الرئيس المصري, رغم طبيعته الحذرة و المتحسبة للعواقب, و هو يرتكب أثناء أزمة1967 سلسلة من الحسابات الخاطئة, و يتخذ إجراءات في غير موضعها, و يلقي خطابات عدوانية, اعتبرت بمثابة أعمال استفزازية في إسرائيل. بل إن بعض معاوني الرئيس المقربين قد أسروا إلي بأنهم لم يعد بإمكانهم فهم مسلكه!

صحيح أنه كان لديه ما يؤرق خاطره منذ بدايات العام بشأن نوايا إسرائيل إزاء سوريا.
فقد أعلن الجنرال إسحق رابين, رئيس أركان حرب القوات المسلحة ـ الإسرائيلية, أنه سيشن هجوما خاطفا لاحتلال دمشق و الإطاحة بالحكومة القائمة فيها إذا لم تكف هذه الأخيرة عن التحرش بالدولة اليهودية؟

و قد كشفت السجلات الخاصة بمجلس الوزراء الإسرائيلي بالفعل عن أن رابين قد طلب عدة مرات موافقة الحكومة للانتقال بنواياه إلي حيز التنفيذ, دون أن يحصل عليها.

و قد تعددت المشاكل بين سوريا وإسرائيل , بل انتهت إحدي المعارك الجوية بتدمير عدة طائرات سورية.
و قد دأبت الجماعة الحاكمة في دمشق, المكونة من الجناح الأكثر تطرفا في حزب البعث, علي
:
1- إعلان نيتها تدمير الكيان الصهيوني,
2- المناداة لذلك بحرب تحرير وطنية
3- السماح بتسلل المخربين الفلسطينيين داخل الدولة اليهودية, و من أولئك أعضاء الحركة السرية التي يقودها ياسر عرفات, و المسماة بحركة فتح.
كما دأب حرس الحدود السوريون علي إطلاق النار علي المزارعين الإسرائيليين الذين يجازفون بالدخول إلي المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين.

لكن لم تكن التوترات المتصاعدة منذ يناير( كانون ثاني)1967 تعزي إلي السوريين وحدهم, مثلما كان يعتقد الجميع ثقة منهم في المعلومات التي كانت تبث من أورشليم القدس, و التي كانت تعتبر في الغرب أجدر بالثقة من تلك التي كانت تبثها دمشق. كان لابد أن تمر سنوات طويلة قبل أن يفضي الجنرال ديان باعتراف جسيم, فقد أقر بأن الدولة اليهودية كانت مذنبة في أكثر من80% من المواجهات المسلحة بإرسالها جرارات لحرث الأراضي في المنطقة المنزوعة السلاح, فيما يمثل خرقا لاتفاقات الهدنة. و كان الجنود الذين يرتدون أزياء مدنية و يقودون الجرارات يتلقون الأوامر بمواصلة تقدمهم إلي أن يقرر السوريون من فرط الغيظ فتح النار; ليأتي من ثم الرد الانتقامي من قبل مدفعية الدولة اليهودية وطيرانها.
و أضاف الجنرال ديان قائلا: كنا نعتقد بسذاجة أن تلك المعارك المتكررة ستؤدي في النهاية إلي إرغام دمشق علي الإقرار عمليا بالسيادة الإسرائيلية علي المنطقة المنزوعة السلاح.

و قد اعتقد جمال عبد الناصر أن التهديدات الإسرائيلية تعد جزء لا يتجزأ من مؤامرة أوسع نطاقا. وإذ نبهته أجهزة مخابرات كل من دمشق و موسكو حول "تمركز القوات اليهودية علي الحدود السورية "- و هي معلومة تبين أنها عارية من الصحة- كان الرئيس يخشي هجوما علي سوريا من شأنه جر مصر إلي حرب خاسرة من البداية, و يتبعها سقوط النظامين الحاكمين في دمشق و القاهرة, طبقا لما ترجوه واشنطون وتتمناه.
================================
قلق الولايات المتحدة من عبد الناصر:
كانت الولايات المتحدة تتهم العاصمتين العربيتين بالتبعية للاتحاد السوفييتي, و بالسعي إلي تقويض الحكومات الموالية لأمريكا في المنطقة; و كانت قلقة من تصرفات جمال عبد الناصر التالية :
- مساعدته حركات التحرر الوطني في العالم أجمع,
- تنديده بالتدخلات العسكرية الأمريكية في كل من الكونغو, و سانت دومنجو, و فيتنام
- دعمه متعدد الأشكال لجمهورية اليمن, التي كانت تهدد استقرار جارتها السعودية و غيرها من البلدان النفطية الأخري الحليفة للولايات المتحدة.
-إقرار الاشتراكية في وادي النيل
-الإفراج عن جميع الشيوعيين المعتقلين
- سلسلة عمليات التأميم التي نهبت المؤسسات الغربية.
خلاصة القول, كانت الحملة المناهضة للاستعمار التي شنتها القاهرة قد وصلت إلي أبعاد تتجاوز طاقة الاحتمال, علي حد ما اعترف به محمد حسنين هيكل ببصيرة واعية في سلسلة من المقالات التي نشرتها صحيفة الأهرام مع بداية الأزمة.

=========================
قلق عبد الناصر من الولايات المتحدة :
كان عبد الناصر يندد بمكائد الإمبريالية الأمريكية ضد التنظيمات القومية و التقدمية العربية لمصلحة الحركات الإسلامية التي ترعاها الحكومات المحافظة.
و كان يشك في تمويل واشنطن ل (الإخوان المسلمين) الذين دأبوا باستمرار علي حياكة مؤامرات للإطاحة به!.

و كان قد فسر قرار واشنطن بالامتناع في1965 عن تقديم المعونة الغذائية التي كانت قد أتاحت لمصر طوال عشرة أعوام توفير مليار دولار من العملة الصعبة, علي أنه إعلان للحرب.
فلقد كانت تلك العقوبة تزعزع استقرار اقتصاد البلاد و هو ما كان يخلخل بالتالي نظام الحكم نفسه.

و قد اكتسبت فرضية المؤامرة معقولية متزايدة بعد الانقلاب الذي قام به في إبريل( نيسان)1967 مجموعة من الضباط الموالين لأمريكا ووصلوا إلي سدة الحكم في اليونان. إذ لم يكن ثمة شك في أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(C.I.A), ما كانت لتتردد في التخلص من حكومات أو اغتيال حكام أجانب يستشف عداؤهم للولايات المتحدة.
========================
اتهام العرب له بالسلبية والتواطؤ مع اسرائيل :
هناك أسباب أخري دفعت بعبد الناصر إلي اتخاذ إجراءات غير مناسبة: إذ لم تكن وسائل إعلام الدول المحافظة تكف عن اتهامه بالسلبية إزاء إسرائيل, بل كانت أحيانا ما تتهمه بالتواطؤ معها: إذ كانت تنكر عليه مايلي:
1-عدم رغبته تحرير فلسطين بالقوة
2-عدم الإقدام علي أي فعل لمساعدة سوريا رغم اتفاقية الدفاع المشترك التي كانت تربط بين البلدين
3- سماحه بعبور السفن الإسرائيلية عبر مضيقي تيران, رغم كونهما يقعان في المياه الإقليمية المصرية.
و في واقع الأمر, كانت إسرائيل قد اكتسبت حق العبور هذا في مقابل سحب جيشها من سيناء عقب حرب1956, و هو الاتفاق الذي كانت الأمم المتحدة قد أقرته.

بالإضافة إلي ذلك, كانت تساور عبد الناصر شكوك عميقة إزاء سوريا البعثية التي كان يخشي مسلكها المتهور الذي قد يجر جمال إلي الحرب راغماً.

و كان قد أبرم اتفاقية الدفاع المشترك مع دمشق و في ذهنه هدفان: من ناحية, ردع إسرائيل عن العدوان علي سوريا, و من ناحية أخري, حمل سوريا علي انتهاج مسلك معتدل كي لا تكون عرضي لمخالب صقور الدولة العبرية.
و قد وقع عبد الناصر الاتفاقية بعد أن طلب من دمشق الكف عن أي تعاون مع المقاتلين الفلسطينيين, و منعهم بكافة الوسائل من التسلل إلي إسرائيل.ففي تلك الفترة, كان عبد الناصر يعتبر ياسر عرفات بمثابة شخص مستفز و خطير, شغله الوحيد الشاغل هو إشعال الحرب بين إسرائيل و العرب.
و لتفادي أي انفلات, إقترح جمال عبد الناصر إخضاع الجيش السوري لقيادة مصرية
لكن السوريين واجهوا المطلبين برفض قاطع. و أخطأ جمال إذ تنازل عن مطلبيه.

و قد أدت الإجراءات التي اتخذها لاحقا بغية تخويف إسرائيل, إلي نتيجة عكسية لتلك المرجوة.
فما كان إرسال الرئيس جمال لفرقة المشاة- التي استعرضها جهارا نهارا في شوارع القاهرة!- ليؤخذ علي محمل الجد, لو لم يكن قد طلب بعد ذلك بعدة أيام "إعادة انتشار قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة" المرابضة بين البلدين منذ نهاية حرب1956 لكنه مع ذلك قد احتاط بالامتناع عن طلب انسحاب تلك القوات من شرم الشيخ التي كانت تتحكم في مدخل مضيقي تيران. فقد كان لاريب يأمل في أن يعرض المسئولون في الأمم المتحدة وساطتهم لكي يقنعوه بالعدول عن موقفه.
لكن حساباته كانت خاطئة: فعلي عكس ماكان جمال يتوقع, أخبره الأمين العام للأمم المتحدة ( يو ثانت ) مباشرة و بدون عرض المسألة علي مجلس الأمن, علي عكس ما كان يجدر بالأمين العام أن يفعل, بأنه لن يعيد نشر القوات التابعة للمنظمة الدولية و إنما سيسحبها جميعا. فإما كل شيء أو لاشيء, هكذا كان قوله له باختصار.
و ليس لدينا تفسير حتي الآن لقرار الأمين العام للأمم المتحدة هذا و لاسيما أن إسرائيل رفضت استقبال قوات حفظ السلام علي الجانب الخاص بها من الحدود.
فرأي عبد الناصر عندئذ-كي يحفظ ماء وجهه- أن استعادة الوضع السابق يجبره علي استعادة السيطرة علي مضيقي تيران, بعد أن أجبرت مصر علي التخلي عنها في1957, تحت ضغط كل من إسرائيل و الولايات المتحدة.
=======================
خطأ إغلاق المضيقين :
كان إغلاق المضيقين أمام الملاحة الإسرائيلية يخرق الاتفاق المبرم تحت رعاية الأمم المتحدة, ويضع إسرائيل أمام خيارين:
إما السعي إلي تسوية ترضي الطرفين,
أو الرد بإعلان الحرب.
و قد عمدت هيئة أركان اسرائيل العامة إلي حشد المئات من الآلاف من جنود الاحتياط حتي قبل أن يتم إغلاق المضيقين.
وقررت شن حرب هجومية
محكمة نورمبرج التي حاكمت القادة النازيين, كانت قد قضت بأن: ابتداء حرب هجومية يمثل جريمة دولية كبري; و قد أشار إليها ميثاق الأمم المتحدة بوصفها جريمة حرب.
لهذا السبب علي الأرجح أعلنت إسرائيل, في الخامس من يونيو( حزيران)1967, في اللحظة نفسها التي ابتدأت فيها الأعمال الحربية, أنها كانت قد تعرضت لعدوان مصري اضطرت علي أثره للرد !
==========================






المرادفات :

روبرت اندرسون = Robert Anderson
تشارلز يوست = Charles Yost
أندريه فونتين = Andre Fontaine
هبرت همفري = Hubert Humphrey
ويليام ب. كوانت = William B.Quandt
ريتشارد باركر = Richard Parker
مايكل ب. أورين = Michael B.Oren
توم سيجيف = Tom Segev
موشي ديان = Moshe Dayan
ليفي أشكول = Levi Eshkol
يوري أفنيري = Uri Avnery
يو ثانت = U Thant
قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة = UNEF
حزب رافي = Rafi
نورمبرج = Nuremberg
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فقرات من كتاب رولو (في كواليس الشرق الاوسط) تتعلق بملابسات حرب 1967
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» استفتاء جنوب السودان
» فقرات من كتاب مراحل الحياة في بغداد في الفترة المظلمة..للمؤلف محمد الشيخلي
» أكبر مناورة بحرية في الشرق الأوسط
» حرب 1967
» الشرق الأوسط سنة 565

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الفئة الأولى :: التاريخ الحديث و المعاصر-
انتقل الى: