في 4-9-1999
ماحدث هو أن وافق رئيس وزراء إسرائيل باراك في شرم الشيخ على التوقيع على نسخة معدَّلة من اتفاقية واي ريفر لترتيب إعادة انتشار الجيش "الإسرائيلي"، وذلك بحضور الرئيس المصري وملك الأردن.
بالنسبة للفلسطينيين، كانت اتفاقية شرم الشيخ فارغة من المضمون السياسي الفعال بل محتشدة بالمضامين الأمنية المكبلة للسلطة الفلسطينية، إذ نصت على أن الطرفان "سيعملان لضمان التعامل الفوري والفعّال مع كافة الحوادث التي تشمل أعمال عنف وإرهاب أو التهديد بها أو التحريض"،
لاحظ هنا في كلمة التحريض
وركزت على التعاون الأمني وتبادل المعلومات،
وألزمت الاتفاقية "الجانب الفلسطيني بتنفيذ مسؤولياته الأمنية والتعاون الأمني والتزاماته المستمرة"
------------------------------------
في أيار 2000
انسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان من طرف واحد.
وهذا الانسحاب كان قد وعد به باراك خلال حملته الانتخابية،
وكان باراك قد أبدى استعداده مبدئيا للالتزام بوديعة رابين، ففتحت أعماله ومواقفه تلك الفرصة أمام إدارة كلينتون لتفعيل المسار الفلسطيني.
---------------------------
وعلى هذا الأساس تم التسريع بعقد اللقاءات بين باراك وعرفات وكلينتون، من أجل الوصول إلى حل قبل إنتهاءإدارة كلينتون.
وكشفت مفاوضات استكهولم بين منظمة فتح وإسرائيل عن وجود فرصة لتحقيق انجاز لكلينتون يختم به سجل إدارته.
----------
11-7-2000
مفاوضات كامب ديفيد-2
حاولت أمريكا فيها حسم مسائل الحل النهائي
عرفات أُكثر من الحديث عن سلام الشجعان، وكانت الأجواء تشير إلى وجود اتفاق،
نُقل عن صائب عريقات من طاقم المفاوضات الفلسطيني قوله "أن المؤتمر أنجز أكثر من 80 % من مسائل الحل النهائي".
(ولاحقا، أشار الرئيس الجزائري بوتفليقة إلى وجود اتفاق بين عرفات وباراك،
واتهم بوتفليقةُ عرفات في 11-10-2000 بالتستر على نتائج قمة كامب ديفيد التي انتهت بتوافق كامل على القضايا المطروحة)
ولكن الحقيقة أن ما تمخض عن كامب ديفيد-2 كان قابلا لتفجير غضب الرأي العام في فلسطين،
محمود عباس قال: "إن المعروض علينا ليس حلاً، بل هو تنظيم لأسوأ أنواع الاحتلال" (مجلة الوعي-العدد 162)،
وأكّد عباس استعداد السلطة الفلسطينية لقبول وجود دولي على الحدود
ومن الجانب الآخر لم يكن ما تمخض عن كامب ديفيد-2 لم مقبولا عند الوسط السياسي في إسرائيل وبخاصة تيار اليمين الذي يقوده حزب الليكود والذي يرفض ذلك مبدئيا.
كذلك لم يكن حزب العمل موحدا خلف باراك في الاتفاق، بل كان هنالك تيار يرفض الاتفاق.
ولذلك أعلن فشل تلك المفاوضات حتى يتم ترويض الرأي العام عند الطرفين لقبول هكذا اتفاق، وانتهت رئاسة كلينتون دون أن يتوجها بتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
بعد مفاوضات كامب ديفيد-2 بشهرين تقريبا، قام شارون (زعيم حزب الليكود في حينه) بزيارة استفزازية للمسجد الأقصى، أدت إلي اندلاع انتفاضة فلسطينية سميت " انتفاضة الأقصي الثانية" بداية من يوم 28-9-2000 وأسفرت عن مصرع 4412 فلسطيني مقابل مصرع 334 جندي إسرائيلي و745 مستوطن اسرائيلي مع أعداد كبيرة من الجرحي لكل من الطرفين وانعقد مؤتمر قمة طارئ بالقاهرة تلاه مؤتمر قمة الأقصي بالدوحة
رحّب الحكام العرب بالانتفاضة الثانية وفتحوا المجال للدعم والتمويل، من أجل الضغط على باراك لاستكمال مسيرة السلام،
ولكن باراك لم يستطع فعل شيء إذ رفض معظم السياسيين اليهود الانسحاب من الأراضي حسب حدود عام 1967،
فاستقال باراك مع نهاية العام 2000 و صعد شارون لمنصب رئيس وزراء إسرائيل
-