الخليفة العباسي المكتفي (289-295هـ/ 902-908م)
هو الخليفة العباسي رقم 17
إسمه : المكتفي بالله أبو محمد علي بن المعتضد بالله أبي العباس أحمد بن الموفق بالله أبي أحمد طلحة بن المتوكل جعفر بن المعتصم محمد بن هارون الرشيد
وأمه أم ولد تركية تدعى ( حجك ).
صفته الجسمانية : كان ربعة جميلا رقيق السمرة حسن الوجه والشعر وافـر اللحيـة
وقد آلت الخلافة إليه من أبيه المعتضد ، وعندئذ تلقب بـ"المكتفى بالله" سنة 289هـ/ 902م،
واستمرت خلافته حتى موته سنة 295هـ/ 908م. وقد مات هو كما مات "المعتضد" و"المعتمد" من قبله، ميتة طبيعية بعكس بعض الخلفاء الأسبق الذين فتك بهم الأتراك،
ولقد بدأ المكتفي عهده بداية طيبة؛ فأمر بهدم المطامير "السجون" التى كانت معدة للمسجونين، وأمر ببناء جامع مكانها، وأمر برد البساتين والحوانيت التى كانت قد أخذت من بعض الناس؛ فأحبه الناس لسيرته الحسنة، وأعماله المجيدة مثل القضاء على القرامطة
ولكن لم يخلُ عهده -كسابقيه- من ثورات
ولما أغار الروم على البلاد، وكان الرد حاسمًا وعنيفًا، وفي خلافة المكتفى، ختمت العلاقات بين الدولة العباسية ودولة الروم بتبادل الأسرى وفدائهم، وقد استنقذ ثلاثة آلاف نسمة من أيدى الروم ما بين رجال ونساء وأطفال.
وشهد عهده زلزلة عظيمة هزت بغداد كلها، ودامت أيامًا، وذهب ضحيتها خلق كثير، وهبت ريح بالبصرة لم يُرَ مثلها، وزادت مياه دجلة زيادة كبيرة ففاض الماء وأغرق الأرض، وخرب الديار والزروع،
وفيما يلي أهم الأحداث في عصره بالتسلسل :
===========================
سنة 289هـ
بدء خلافة المكتفي بالله
لما توفي المعتضد بايع الناس ابنه المكتفي وكان موجوداً بالرقة فكتب الوزير إِليه بوفاة المعتضد وأخذ البيعة له
ولما وصله الخبر أخذ البيعة على من عنده أيضاً وسار إلى بغداد ، فدخلها في يوم 8-5-289هـ.
------------------------------------
سنة 289هـ
دولة الأغالبة : توفـي إِبراهيـم بـن أحمـد بـن إِبراهيـم بـن الأغلـب صاحـب إِفريقيـة كمـا تقـدم ذكـره فـي سنـة 261هـ
------------------------------------
سنة 289هـ
دولة الأغالبة : تولي ( عبد الله بن إبراهيم ) خلفاً لأبيه
ثم قتل عبد الله بمدينة تونس آخر شعبان سنـة290هـ.
وكـان مسكن عبد الله بن إبراهيم الأغلبي بمدينة تونس
وكان كثير العدل حسن السيرة.
------------------------------
سنة 289هـ
بداية ظهور الفاطميين
------------------------------------
سنة 290هـ/ 303م
لقد حاصر "القرامطة" دمشق، وضيقوا عليها حتى أشرف أهلها على الهلاك، وكان ذلك فى سنة 290هـوتواصل عدوانهم على البلاد المجاورة، وخرجت جيوش من مصر للدفاع عن دمشق، وتحركت نجدة من بغداد، وكان القرامطة قد عاثوا فى الأرض فسادًا وقتلوا الحجاج، واعتدوا على أعراض المسلمات، وقويت شوكتهم، ولم تستطع النجدات سحقهم وقطع دابرهم حتى سنة 291هـ/ 304م؛ حيث استطاع جيش الخليفة أن يرد كيدهم فى نحرهم، ويقضى على معظمهم بعد أن بلغه ما فعلوه بالحجاج.
--------------------------------
سنة 290هـ/ 303م
اشتدت شوكة القرامطة حتى حاصروا دمشق بعد أن هزموا جيش أميرها ( طغج ين جف )
ثم اجتمعت عليهم العساكر وقتلوا مقدمهم يحيى المعروف بالشيخ
ولما قتل مقدم القرامطة يحيى المذكور قام فيهم أخوه الحسين وتسمى بأحمد وأظهر شامة في وجهه وزعم أنها آيته وكثر جمعه فصالحه أهل دمشق على مال دفعوه إِليه فانصرف عنهم إلى حمص فغلب عليها وخطب له على منابرها وتسمى بالمهدي أمير المؤمنين وعهد إِلى ابن عمه عبد الله ولقبه المدثر وزعم أنه المدثر الذي في القرآن
ثم سار إِلى (حماة) و(المعرة )وغيرهما فقتل أهلها حتى قتل الأطفال والنساء
وسار إلى (سلميـة ) فأخذهـا بالأمـان ثم قتل أهلها حتى صبيان المكتب
-------------------------------------
سنة 290هـ
مغادرة الخليفة العباسي للعاصمة بغداد وسكناه بالرقة
السبب : الخشية من الوقوع في أيدي جيش القرمطي صاحب الشامة المذكور
ومن (الرقة) أرسل الخليفة الجيوش لقتال القرمطي
----------------------------------------
سنة 290هـ
حكم المكتفي ابن المعتضد وحربه للقرامطة طوال عهده
--------------------------------
سنة 290هـ
الأندلسيون يؤسسون مدينة ( وهران ) بالساحل الجزائري
------------------------------------
في 1-9-290هـ
أصبح ( أبو نصر زيادة الله بن أبي عبد الله ) ملك إِفريقية بعد أن أوعز إلي الخدم بقتل أبيه ،
السبب : قيام أبي عبد الله بحبس ابنه ( زيادة الله ) على إثم شرب الخمر .. فاتفق الابن مع ثلاثة من خدم أبيه الصقالية على قتل أبيه فقتلوه في شعبان سنة 290هـ وأحضروا رأسـه إِلـى زيـادة اللـه فـي الحبـس ، فلمـا تولـى زيادة الله أمر بهم فقُتلوا وهو الذي كان أمرهم بذلك
------------------------------------
سنة 291هـ
6-1- 291هـ
معركة بين جيش الخليفة العباسي وبين جيش صاحب الشامة القرمطي قرية ( تمنع ) وهي قرية من بلاد المعرة على الطريق الآخذة من حماة إِلى حلب
بين القرية وبين حماة اثنا عشـر ميـلا
أسفرت المعركة عن هزيمة القرامطـة ، وتبعهـم العسكـر يقتلونهـم
وهـرب رئيس القرامطة (صاحـب الشامـة) ومعـه ابـن عمـه ( المدثـر) وغلـام لـه رومي
---------------------------------------------
سنة 291هـ
اعتقال رئيس القرامطة و مرافقيه الهاربين في البرية (الصحراء) وأحضروه إِلى الخليفة المكتفي وهو بالرقة فسار بهم إِلى بغداد وقتلهـم وطيف برأس رئيس القرامطة .
--------------------------------
.سنة 291هـ
ظهور الدعوة الفاطمية الشيعية
------------------------------------
سنة 292هـ
في صفر سنة 292هـ
انقضاء دولة بني طولون
استيلاء المكتفي على الشام ومصر
تفاصيل : بعث المكتفي جيشاً مع ( محمد بن سليمان ) فاستولى على دمشق وسار حتى دنـا مـن مصـر وصاحبهـا (هـارون بـن خمارويـه ) ففارقـه غالـب قواده ولحقوا بعسكر الخليفة
وخرج هارون فيمن بقي معه للقتال مع عسكر الخليفة بقيادة محمد بن سليمان، وجرى بينه وبين محمد بن سليمان وقعات
ثم وقع في عسكر هارون خصومة وأدت إِلى قتال، فركب هارون ليُسكـن الفتنـة فزرقـه بعـض المغاربـة بمـزراق فقتله
ولما قتل هارون قام عمه (شيبان ) بالأمر ثم طلب الأمان من محمد بن سليمان فأمنه ثم هـرب شيبـان تحت الليل فلم يعثر عليه
واستولى محمد بن سليمان على مصر وأمسك بني طولون وكانوا بضعة عشر رجلاً واستصفى ما لهم وقيدهم وحملهم إِلى بغداد وكتب إِلى المكتفي بالفتح .
---------------------------------
سنة 292هـ
اغتيال هارون بن خمارويه بواسطة عميه
------------------------------------
سنة 293هـ
هزيمة الجيش العباسي أمام القرامطة
بعد استيلاء عسكر الخليفة على مصر وتوجه محمد بن سليمان عنها خرج ببلاد مصر خارجي يدعى( الخلنجي ) وقويت شوكته فسار إِليه عامل دمشق أحمد بن كيغلغ
وطمعت القرامطة في دمشق بحكم غيبـة عاملهـا وقصدوهـا فهبـوا وقتلـوا ونهبـوا طبريـة ثـم ساروا إِلى جهة الكوفة
فسير ( المكتفي ) إِليهم عسكراً مع قواده المختصين به مثل ( رصيف بن صوار تكين) التركي و (الفضل ابن موسى بن بغا ) و( بشر الخادم الأفشيني) و( رايق الجزري) فاقتتلوا وتمت الهزيمة على عسكر الخليفة فقتل منهم خلق كثير وغنمت القرامطة منهم شيئاً كثيراً فتقووا به.
----------------------------------------
سنة 293هـ
معركة كينوتة وانتصار الفاطميين بشمال أفريقيا
---------------------------------------
سنة 293هـ
العرب يحتلون ممرات جبال الألب
----------------------------------------
سنة 293هـ
العباسيون يعودون لمصر
--------------------------------------------------
من وفيات سنة 293هـ :
- وفاة عبـد الله بن محمد الناشئ الشاعر
-وفاة نصر بن أحمد الحافظ.
وفاة الزنديق أحمـد بن يحيى بن إِسحاق المعروف بابن الراوندي المتكلم
--------------------------------------
سنة 293هـ
موت الزنديق (ابن الراوندي)
اسمه أحمـد بن يحيى بن إِسحاق
صنف عدة كتب في الكفر والإِلحاد ومناقضة الشريعة منها قضيب الذهب وكتاب اللامع وكتاب الفرند وكتاب الزمردة وغير ذلك وقد أجاب العلماء عن كل ما قاله من معارضة القرآن العظيم وغيره من كفرياتـه وبينـوا وجـه فسـاد ذلـك بالحجـج البالغـة فمن قوله لعنه الله في كتاب الزمردة: إِنّا نجد في كلام أكثم بن صيفي ما هو أحسن من قوله:(إِنا أعطيناك الكوثر)-وقال: إن الأنبياء وقعوا طلسمـات جذبوا بها دواعي الخلق كما يجذب المغناطيس الحديد -ووضع كتاباً لليهود وللنصـارى يتضمن مناقضة دين الإسلام وقال لليهود: قولا عن موسى ابن عمران أنه قال لا نبي بعـدي -وقـال فـي كتـاب الفرنـد: إِن المسلميـن احتجـوا لنبـوة نبيهـم بالقرآن الذي تحدى به النبي صلى الله عليه وسلم فلم تقدر العرب على معارضته فيقال لهم: أخبرونا لو ادعى مُدع لمن تقدم من الفلاسفة مثل دعواكم في القرآن فقال: الدليل على صدق بطليموس وإقليدس أن إِقليدس ادعـى أن الخلق يعجزون عن أن يأتوا بمثل كتابه كانت نبوته تثبت.
وقال: قوله تعالى (إِن كيد الشيطـان كـان ضعيفاً)أي ضعف به وقد أخرج آدم من الجنة وله من هذا شيء كثير أضربنا عن ذكره.
وكان موته لعنه الله برحبة مالك بن طوق وذكر أن عمره كان 36سنة
ملاحظة : بالنسبة لتاريخ هلاك هذا الزنديق ذكرنا ما ورد في في تاريخ القاضي شهاب الدين بن أبي الدم الحموي و لكن في تاريخ القاضي شمس الدين بن خلكان ورد أن وفاته كانت في سنة 245هـ وقيل في سنة 250هـ.
------------------------------------
سنة294هـ
أخذت القرامطة الحجاج من طريق العراق وقتلوهم عن آخرهم وكانت عدة القتلى عشرين ألفاً وأخذوا منهم أموالاً عظيمة
وكان كبير القرامطـة هو ( ذكرويـه القرمطي )
فجهـز المكتفـي إليهـم عسكـراً واقتتلـوا فانهزمـت القرامطـة وقتـل منهـم خلق كثير، وأسر ذكرويه الملعون مجروحاً فبقي ستة أيام ومـات وقـدم العسكـر برأسـه إِلـى بغـداد وطيف به.
--------------------------------------
سنة294هـ
وفاة ( محمد بن نصر المروزي ) بسمرقند
وله تصانيف كثيرة.
------------------------------------
سنة 295هـ
فـي صفـر سنة 295هـ :
توفـي إِسماعيـل بـن أحمـد بـن أسـد السماني صاحب ما وراء النهر وخراسان
وولي بعده ابنه أبو نصر أحمد بن إِسماعيل
-----------------------------------------------
12-11-295هـ/ 908م،
وفاة الخليفة العباسي المكتفي بالله
مرض عدة شهور
ولقى ربه سنة 295هـ وكان عمره 33 سنة وروى أنه قال عند موته:
والله ما آسى إلا على سبعمائة ألف دينار صرفتها من مال المسلمين فى أبنية ما احتجت إليها، وكنت عنها مستغنيًا، أخاف أن أسأل عنها، وإنى أستغفر الله منها.
ودفن في دار محمد بن طاهر
وكانت فترة خلافته 6 سنين و6 أشهر و19 يوماً
------------------------------------------------