وفيما يلي بعض الأحداث الهامة في عصر هذا الخليفة مرتبة زمنياً سنة تلو الأخري :
سنة 256هـ
خلافة المعتمد على الله
لما خلع المهتدي وقُتل أخرج كبراء الدولة أبا العباس أحمد بن المتوكل من الحبس وبايعه الناس بالخلافة ولقب المعتمد على الله واستوزر عبيد الله بن يحيى بن خاقان.
-------------------
سنة 256 هـ
ملك صاحب الزنج الأبله عنوة وقتل من أهلها خلقاً كثيراً وأحرقها وكانت مبنية بالساج فأسرعت النار فيها
ثم استولى على عبادان بالأمان ثم استولى على الأهواز بالسيف وفيها عزل عيسى بن الشيخ عن الشام وكان قد استولى عليه وقطع الحمل عـن بغداد كما ذكرنا فعقد لعيسى
على أرمينية وولى أماجور الشام فسار واستولى عليه بعد أن جرى بينه وبين أصحاب عيسى قتال شديد انتصر فيه أماجور واستقر أميراً بالشام.
------------------------
سنة 256هـ
توفـي الإمـام محمـد بـن إسماعيـل البخاري الجعفي صاحب المسند الصحيح الذي هو الدرجة العالية في الصحة المتفق على تفضيله والأخذ منه والعمل به ورحل في طلب الحديث إِلى الأمصار وكان مولده سنة أربع وتسعين ومائة لثلاث عشرة خلت من شوال.
قال البخـاري: ألهِمـت حفـظ الحديث وأنا في الكتاب ابن عشر سنين فلما بلغت ثماني عشرة سنة صنفت قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وصنفـت كتـاب التاريـخ إِذ ذاك عنـد قبـر رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخرجت الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث وما أدخلت فيه إِلا ما صح.
وورد مرة إِلى بغداد فعمد أهل الحديث إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها ووضعـوا عشـرة أنفس فأورد واحد بعد آخر الأحاديث المذكورة والبخاري يقول في كل حديث منها: لا أعرفه.
فلما فرغوا قال: أما الحديث الأول فهو كذا ورده إِلى حقيقته وأما الثاني فهو كـذا حتى ذكرها عن آخرها على حقيقتها.
ووقع بين البخاري وأمير بخارى واسمه خالد وحشة فدسّ خالد من قال إن البخاري يقول بخلق الأفعال للعباد وبخلق القرآن فتبرأ البخاري من ذلك وأنكره وعظـم عليـه فارتحـل ونـزل عنـد بعـض أقاربـه بقريـة مـن قـرى سمرقنـد علـى فرسخيـن منها اسمها خرشك فمات بها ليلة عيد الفطر من هذه السنة.
===================================
استولي الزنـج علي مدينة (البصـرة )وقتلـوا بهـا كـل مـن وجـدوه وخربوهـا.
------------------------------
سنة 257هـ
ملك (يعقوب الصفار) بلخ ثم سار إلى كابل فاستولى عليها وأرسل هدية إِلى الخليفة وفيها أصنام من تلك البلاد.
------------------------------
سنة 257هـ
قصد الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان جرجان وملكها وفيها قُتل محمد بن خفاجة أمير صقلية قتله خدَمه كما تقدم ذكره سنة سبع وأربعين ومائتين واستعمل محمد بن أحمد الأغلبي صاحب إِفريقية على صقلية أحمد بن يعقوب.
------------------------------
سنة 257هـ
توفي العباس بن الفرج الرياشي اللغوي.
=============================
سنة 258هـ
أرسل المعتمد أخاه الموفق أبا أحمد إِلى قتال الزنج.
=======================
سنة 259هـ
استولى يعقوب الصفار على نيسابور وملكهـا.
-----------------------------------
سنة 259هـ
توفـي ( محمـد بـن موسـى بـن شاكـر) أحد الأخوة الثلاثة الذين ينسب إِليهم جيل بني موسى المشهورين واسم أخويه أحمد والحسين وكان لهم همم عالية في تحصيل العلوم القديمة وكان الغالب عليهم الهندسة والحيل والموسيقى
ولما بلغ المأمون من كتب الأوائل أن ثور الأرض أربعة وعشرون ألف ميل أراد تحقيق ذلك فأمر بني موسى المذكورين بتحرير ذلـك فسألـوا عن الأراضي المتساوية فأخبروا بصحراء سنجار ووطاة الكوفة فأرسل معهم المأمون جماعة يثق إِلى أقوالهم فساروا إِلى صحراء سنجار وحققوا ارتفاع القطب الشمالي وضربوا هناك وتـداً وربطـوا فيـه حبـلاً طويـلاً ومشـوا إِلى الجهة الشمالية على الاستواء من غير انحراف حسب الإمكـان وبقي كلما فرغ حبل نصبوا في الأرض وتداً آخر وربطوا فيه حبلاً آخر كفعلهم الأول حتـى انتهـوا كذلـك إِلـى موضـع قـد زاد فيـه ارتفـاع القطـب الشمالـي المذكـور درجـة محققة ومسحوا ذلك القدر فكان ستة وستين ميلاً وثلثي ميل ثم وقفوا عند موقفهم الأول وربطوا في الوتد حبلا ومشوا إِلى جهة الجنوب من غير انحراف وفعلوا ما شرحناه حتى انتهوا إِلى موضع قد انحط فيه ارتفاع القطب الشمالي درجة ومسحوا ذلك القدر فكان ستة وستين ميـلا وثلثـي ميل
ثم عادوا إِلى المأمون وأخبروه بذلك فأراد المأمون تحقيق ذلك في موضع آخر فصيرهم إِلى أرض الكوفة فساروا إِليها وفعلوا كما فعلوا في أرض سنجار فوافق الحسابان وعادوا إِلى المأمون فتحقق صحة ذلك وصحة ما نقل من كتب الأوائل لمطابقة ما اعتبره ثم ضربـوا الأميـال المذكـورة في ثلاثمائة وستين وهي درج الفلك فكان الحاصل أربعة وعشرين ألف ميـل وهـو دور الـأرض.
المصدر : المؤرخ ابن خلكان.
ونقل غيره من المؤرخين أن الذي وجد في أيام المأمون لحصّة الدرجة ستة وستون ميلاً وثلثا ميل وهو غير صحيح فإِن ذلك هو لحصة الدرجة على رأي القدماء وأما في أيام المأمون فإنه وجد حصة الدرجة ستة وخمسين ميلاً وقد تحقق ذلك في علم الهيئة.
=======================
سنة 260هـ
فيها قتلت العرب منجور والي حمص واستعمل عليها بكتمر.
وفيها توفي مالك بن طوق الثعلبي بالرحبة وهو الذي بناها والذي تنسب إِليه فيقال رحبة مالـك.
-------------------------------
سنة 260هـ
توفـي الحسـن بـن علـي بـن محمـد بـن علـي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسيـن بـن علـي بـن أبـي طالـب رضـي اللـه عنـه وهـو المعروف بالعسكري وهو أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإِمامية.
وهو والد محمد المنتظر من سرداب سرمن رأى على زعمهم وكـان مولـده سنـة 232هـ
----------------------------------.
سنة 260هـ
فيهـا توفي الحسـن بـن الصبـاح الزعفرانـي الفقيـه وهـو مـن أصحـاب الشافعـي البغدادييـن.
وفيهـا توفـي حنيـن بن إسحاق الطبيب العبادي وهو الذي نقل كتب الحكماء اليونانيين إِلى العربية وكان عالماً بها وهـو الـذي عـرّب كتـاب إِقليـدس وكتـاب بطليمـوس المجسطـي وأصلحهمـا ونقحهمـا والعبَـادي بكسـر العيـن المهملـة وفتـح البـاء الموحـدة مـن تحتهـا هـذه النسبـة إِلـى عبـاد الحيـرة وهم عدة بطون من قبائل شتى نزلوا الحيرة وكانوا نصارى ينسب إِليهم خلق كثير منهم عدي بن زيد العبادي.
=======================
سنة 261هـ
ولاية نصر بن أحمد الساماني ما وراء النهر وابتداء أمر الساماني فـي هـذه السنـة :
تفاصيل : استُعمـلَ ( نصـر بـن أحمـد بـن أسـد بـن سامـان أخـذه بـن جثمان بن طغاث بن نوشرد بـن بهـرام جوبيـن ) وهـو بهـرام جوبيـن الـذي يذكـر فـي أخبـار كسـرى برويـز
وكـان لأسـد بـن سامان أربعة أولاد هم نوح وأحمد ويحيى وإلياس وكانوا في خراسان حين تولى عليها المأمون بن الرشيد فأكرم المأمون أولاد أسد بن سامان الأربعة المذكورين وقدّمهم واستعملهم.
ولما رجع المأمون من خراسان إلى العراق استخلف على خراسان غسان بن عباد فولى غسان المذكور أحمد بـن أسـد فرغانـة فـي سنـة 204هـ ويحيـى بـن أسد الشاش مع أسرشة وولى إِلياس بن أسد هراة وولى (نوح بن أسد سمرقند) -- ولما تولى ( طاهر بن الحسين ) والياً على خراسان أقرهم على ولاينهم هذه الأعمـال حسبمـا كـان قـد ولاهـم (غسـان بـن عبـاد) عليـه ثـم مات نوح ابن أسد ثم مات بعده إلياس بهراة فاستقر على عمله ابنه محمد بن إِلياس.
وكان لأحمد بن أسد سبعة بنين وهم نصر ويعقوب ويحيى وأسد وإسماعيل وإسحاق وحميد
ثم مات أحمد بن أسد فاستخلف ابنه نصراً على أعماله وكان إِسماعيل ابن أحمد يخدم أخاه نصراً فولاه نصر بخـاري سنة 261هـ.
ثم بعد ذلك سعت السعاة بين نصر وأخيه إسماعيل فأفسدوا ما بينهما حتى اقتتلا سنة 275هـ فظفر إِسماعيل بأخيه نصر فلما حمل إِليه ترجل له إسماعيل وقبل يده ورده إِلى موضعه
واستمـر إِسماعـل ببخـارى وكـان إِسماعيـل رجـلا خيـراً يحـب أهـل العلـم ويُكرمُهم فلذلك دام ملكه وملك أولاده وطالت أيامهم على ما سنذكره إِن شاء الله تعالـى.
-----------------------------------
سنة 261هـ
عصى أهل برقة على أحمد بن طولون فجهز إليهم جيشاً فحاصروا برقة وفتحوها وقبضوا على جماعة من رؤسائهم.
---------------------------------
سنة 261هـ
توفـي محمـد بـن أحمـد بـن محمـد بـن إِبراهيـم بـن الأغلـب صاحـب إِفريقيـة فـي جمـادى الأولـى.
وكانـت ولايتـه عشـر سنيـن وخمسـة أشهـر ونصفـاً.
وتولى بعده أخوه إبراهيم بن أحمد بن محمـد
ثـم سـار إِبراهيم بن أحمد بن محمد إِلى صقلية وفتح الفتوحات العظيمة وجاهد في الله حق جهاده وتوفي إبراهيم بالذرب ليلة السبت لإحدى عشرة بقيت من ذي القعدة سنة289هـ بصقلية رحمه الله تعالى ، وجعل في تابوت وحمل إِلى إِفريقية ودفن بالقيروان وكانت ولايته 25سنة وكان له فطنة عظيمة وتصدق بجميع ماله.
--------------------------------------
سنة 261هـ
توفـي ( الحسـن بـن عبـد الملـك بـن أبـي الشـوارب ) قاضـي القضـاة وهو من ولد ( عتاب بن أَسيد) الذي ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أسيد بفتح الهمزة وكسر السين المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها ثم دال مهملة.
--------------------------------------
سنة 261هـ
توفي أبو يزيد البسطامي الزاهد واسمه طيفور بن عيسى بن سروبيان وكان سروبيان مجوسيـاً فأسلـم
--------------------------------------
سنة 261هـ
توفـي أبـو الحسيـن مسلـم ابـن الحجاج النيسابوري صاحب المسند الصحيح.
رحل إِلى الأمصار لسماع الحديث.
قال مسلم: صنفت هذا المسند الصحيح من 300000 حديث مسموعة
ولما قدم البخـاري إِلـى نيسابـور لازمـه مسلـم ولمـا وقعـت للبخاري مسألة خلق اللفظة انقطع الناس عنه إِلا مسلم بن الحجاجً.
وقال مسلم للبخاري: دعني أُقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث.