أحمد الثالث بن محمد الرابع - سلطان الدولة العثمانية 1703 م
ولد أحمد الثالث ابن السلطان محمد الرابع، عام 1084هـ (1673م). وهو شقيق السلطان مصطفى الثاني.
درس على يد العديد من العلماء في عصره. وكان ذكياً،مرهف الإحساس. يحب الشعر والخط. وقد استمتع بشبابه، ولم يتعرض مثل أسلافه لقضائها في السجن؛ لانتهاء تلك التقاليد من أسرة آل عثمان. ولذلك فقد كان يراقب الاكتشافات الجديدة في الغرب. وهو الذي وافق على إدخال المطبعة العربية إلى إستانبول عام 1139هـ (1727م)، بعد استصدار الفتوى من شيخ الإسلام بفوائد المطبعة.
تولى مقاليد الأمور في الدولة العثمانية عام 1115هـ (1703م)، بعد تنازل أخيه السلطان مصطفى الثاني عن الحكم.
وعلى الرغم من وقوع بعض الحروب في عهد هذا السلطان مع كل من البندقية وروسيا، وفي الشرق في جورجيا وتفلس وغيرها من البلدان؛ إلا أن أهم ما يميز هذا العهد، عن غيره من عهود الدولة العثمانية، هو أن هذا العهد كان عهد الانفتاح، والتعلق بمباهج الدنيا؛ ومن ثم فقد سمي ب(عهد الخزامى) أو (عصر الزهر) في التاريخ العثماني، نتيجة لتعلق الناس بزراعة أزهار الاقحوان والخزامى والتباري في العناية بها.
وانفتحت الدولة في علاقتها الخارجية، حيث تم التبادل الدبلوماسي مع بعض الدول الغربية. وعمل السلطان على الاستفادة من الاكتشافات الأوربية الحديثة في البنيان وتخطيط المدن، وفي تنظيم الحدائق والبساتين. كما ظهر، في هذا العهد، نوع من الاهتمام بالعلوم البحتة، غير أنها لم تكن لتوفي طلبات العصر. إلاّ أن البذخ والإسراف الذي ساد في هذا العهد لم تشهده الدولة العثمانية من قبل.
اتسم طابع هذا العهد الثقافي بالحركة والنشاط. وكانت إستانبول في هذا العهد تمثل منطقة جذب لأصحاب الطموح والمواهب.
وعلى الرغم من وضع السلطان أحمد الثالث المسالم، إلا أن الفرس لم يقفوا مسالمين؛ فقد قاموا في عام 1143هـ (1730م) بالاستيلاء على نهاوند، وتعرض أهل السنة المتوطنون في بلاد العجم للاعتداء، مما حدا بالسلطان إلى القيام بإيقاف ذلك التحرك.
فتوجه إلى أسكودار، ومكث فيها سبعة وأربعين يوماً بغية التحرك إلى جبهة القتال، إلا أنه لم يسافر، مما جعل (خليل جاندار أوغلو ) يقوم بحركة تمرد، وانضم إليه الإنكشارية.
فرجع السلطان إلى قصره، غير أن الثورة لم تخمد،
وطلب الثائرون تنازل السلطان عن العرش.
فتنازل السلطان أحمد الثالث لابن أخيه محمود في عام 1143هـ (1730م).
وكان السلطان أحمد الثالث رجلاً مسالماً، محباً للورود. وكان يتفادى الحروب قدر الإمكان.
توفي أحمد الثالث بن عام 1149هـ (1738م.
وكان له عدد كبير من الأولاد، منهم: عبدالله، وعبدالحميد، وعبدالمجيد، وعبدالملك، وعلي، وعيسى، وإبراهيم، وسليم، وسيف الدين، وسليمان، ومراد، ومصطفى، وفاطمة، وأمينة، وصالحة، وأم كلثوم، وزينب، وغيرهم كثير.
المصدر:
موسوعة مقاتل