منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 من سنة 10 م إلي سنة 19 م

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

من سنة 10 م إلي سنة 19 م Empty
مُساهمةموضوع: من سنة 10 م إلي سنة 19 م   من سنة 10 م إلي سنة 19 م Icon_minitimeالأربعاء فبراير 01, 2012 6:07 am

الفترة  10 - 19





سنة 10

========


10-38
العراق :
فترة حكم الملك ( ارطبان )
بقيت بابل تحت التأثير الفرثي، إلا إن اليهود طردوا من بابل لأنهم اتهموا بتسميم الآبار مما جعل الأوبئة تنتشر
-------


#########################################


Roman Empire





China:



  • The usurper Wang Mang (who rules during a brief interregnum known as the Xin Dynasty) outlaws the private purchase and use of crossbows. Despite this, Liu Xiu, the later Emperor Guangwu of Han, buys crossbows in the winter of 22 in order to aid the rebellion of his brother Liu Yan (styled Bosheng) and Li Tong.



Arts:





Births:





Deaths:











سنة 11

عزل أرخيلاوس، ابن هيرودس وخليفته


#########################################



Roman Empire





Parthia :




India:







Deaths






سنة 12
========

12-41    
Caligula (little boots, a nickname by the soldiers), Gaius Caesar. He was chosen by Tiberius as successor.
   (V.D.-H.K.p.77-78)
-----------------------
سنة 12

ملك بارثيا = ( اردوان سوم )
Artabanus II of Parthia


Artabanus II of Parthia ruled the Parthian Empire from about AD 10 to 38. He was the son of a princess of the Arsacid Dynasty who lived in the East among the Dahan nomads. He was raised to the throne by those Parthian grandees who would not acknowledge Vonones I, whom the Roman Emperor Augustus had sent from Rome (where he lived as hostage) as successor of his father Phraates IV.

The war between the two pretenders was long and doubtful; on a coin Vonones mentions a victory over Artabanus. At last Artabanus defeated his rival completely and occupied the Parthian capital Ctesiphon. Vonones fled to Armenia, where he was acknowledged as king, under the protection of the Romans. But when Artabanus invaded Armenia, Vonones fled to Syria, and the emperor Tiberius thought it prudent to support him no longer. Tiberius' nephew and heir Germanicus, whom he sent to the East, concluded a treaty with Artabanus, in which he was recognized as king and friend of the Romans. Armenia was given in AD 18 to Zeno, the son of the king of Pontus.

Artabanus, like all Parthian princes, was much troubled by the opposition of the grandees. He is said to have been very cruel in consequence of his education among the Dahan barbarians. To strengthen his power he killed all the Arsacid princes whom he could reach. Rebellions of the subject nations may have occurred also. We learn that he intervened in the Greek city Seleucia on the Tigris in favour of the oligarchs, and that two Jewish brigands, Anilai and Asinai, maintained themselves for years in Neerda in the swamps of Babylonia, and were acknowledged as dynasts by Artabanus.

In 35 he tried anew to conquer Armenia, and to establish his son Arsaces as king there. A war with Rome seemed inevitable. But that party among the Parthian magnates which was hostile to Artabanus applied to Tiberius for a king of the race of Phraates. Tiberius sent Phraates's grandson, Tiridates III, and ordered Lucius Vitellius (the father of the emperor Vitellius) to restore the Roman authority in the East. By very dexterous military and diplomatic operations Vitellius succeeded completely. Artabanus was deserted by his followers and fled to the East. Tiridates, who was proclaimed king, could no longer maintain himself, because he appeared to be a vassal of the Romans; Artabanus returned from Hyrcania with a strong army of Scythian (Dahan) auxiliaries, and was again acknowledged by the Parthians. Tiridates left Seleucia and fled to Syria. But Artabanus was not strong enough for a war with Rome; he therefore concluded a treaty with Vitellius in 37, in which he gave up all further pretensions. A short time after-wards Artabanus was deposed again, and a certain Cinnamus was proclaimed king. Artabanus took refuge with his vassal, the king Izates of Adiabene; and Izates by negotiations and the promise of a complete pardon induced the Parthians to restore Artabanus once more to the throne. Shortly afterwards Artabanus died, and was succeeded by his son, Vardanes, whose reign was still more turbulent than that of his father.

(المصدر : http://en.wikipedia.org/wiki/Artabanus_II_of_Parthia)




#########################################


Roman Empire





---------------------





Arts and Sciences



  • Ovid stops writing Fasti because of the lack of resources (being far from the libraries of Rome). He completes 6 books that detail festivals found in the Roman Calendar.



Births


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

من سنة 10 م إلي سنة 19 م Empty
مُساهمةموضوع: أحداث سنة 13م   من سنة 10 م إلي سنة 19 م Icon_minitimeالجمعة فبراير 03, 2012 1:28 am

#########################################

سنة 13
========


13-11-16
عمل تيبيريوس مسيرة انتصار خلال روما بعد محاصرته ألمانيا
Tiberius made his triumphant procession through Rome after siege of Germany.
(MC, 11/16/01)




#########################################
Roman Empire





China:



  • Last year (5th) of Shijianguo era of the Chinese Xin Dynasty.





Arts and Sciences:











Deaths


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

من سنة 10 م إلي سنة 19 م Empty
مُساهمةموضوع: أحداث سنة 14 م   من سنة 10 م إلي سنة 19 م Icon_minitimeالجمعة فبراير 03, 2012 2:06 am

<LI>########################
</LI>

سنة 14
========

سنة 14
بأمر الوالي جراتوس : إقالة رئيس كهنة اليهود في فلسطين واسمه (حنان) ،، وتعيين ( يوسف قيافا ) زوج ابنة حنان رئيساً للكهنة


----------------------------------------
سنة 14
موت امبراطور الروم أغسطس [30ق.م-14م]
Caesar Augustus died and rule passed to Tiberius.


سيرته :

أغسطس قيصر واسمه الكامل، غايوس يوليوس قيصر اوكتافيانوس ( 62 ق.م-14 م).

كان الوريث الوحيد ليوليوس قيصر الدكتاتور الروماني وهو خال امه أتيا. عاصر أغسطس أواخر الجمهورية الرومانية وحروبها الاهلية بعد خلاف خاله يوليوس قيصر مع مجلس الشيوخ الروماني وحروبه مع بومبي واغتياله على يد بروتوس مما جعله يعقد حلفا مع أحد جنرلات خاله وهو ماركوس انطونيوس ضد مغتالين يوليوس قيصر.

أدى ذلك لحرب أهلية أخرى، ثم انتصاره.

صراعه الاخير، كان مع ماركوس انطونيوس نفسه، ليتوج أول امبراطور روماني أو أب الامبراطورية: Patre Patriae.



الثلاثية الثانية :

تحالف ماركوس أنطونيوس إثر اغتيال قيصر مع أكتافيوس و لابيدوس مكونين التريومفيراتوس الثاني (43-33 ق.م.). انحلّ التريومفيراتوس سنة 33 ق.م. وأزيح لابيدوس عن ساحة الأحداث بينما أدت الاختلافات بين أكتافيوس و ماركوس أنطونيوس إلى نشوب حرب أهلية سنة 31 ق.م. انتهت بهزيمة هذا الأخير وحليفته ملكة مصر كليوباترا السابعة في معركة أكتيوم البحرية حيث انتحر على إثرها ماركوس أنطونيوس وذلك سنة 30 ق.م.

كانت مصر تتمتع بموقع جغرافي هام وبثروة طائلة خاصة بالنسبة لروما التي كانت تعيش على قمح مصر منذ وقت طويل كما اعتبر المؤرخون مصر كونها كانت سلة غذاء الامبراطورية الرومانية ، لذلك رأى الأمبراطور أغسطس أن يضع لمصر نظاماً خاصاً متميزاً عن الولايات الأخرى ، فكانت تتبع الأمبراطور مباشرة وليس للسناتور ، كما أن حاكمها كان ذو مرتبة أرفع من باقى حكام الولايات .

================

الولاه الرومان علي مصر في عصر أغسطس :

- كورنيلوس جالوس 30 ق . م
- بترونيوس 26 ق . م
- ايليوس جالوس 25 ق . م
- بترونيوس مرة ثناية 24 ق . م
- روبريوس بارياروس 13 ق . م
- توانيوس 7 ق . م
- أوكتا فيوس 1 ق . م
- ماكسيموس
- أكيل
###########################


سيرة أغسطس ه من موقع تاريخ مصر ورابط المقال هو:
http://history.egypt.com/index.php? option=com_content&task=blogcategory& id=39&Itemid=66&limit=9&limitstart=0
أغسطس قيصر على الرغم من أن مصر أصبحت إحدى ولايات الإمبراطورية الرومانية بدءًا من عام 30ق.م عقب انتصار القائد الروماني أوكتافيان (الذي سمي فيما بعد أغسطس) على غريمه وزميله القائد الروماني الآخر ماركوس أنطونيوس ومعشوقته وزوجته الملكة كليوباترا السابعة آخر ملكات الأسرة البطلمية في مصر في موقعة أكتيوم البحرية 31ق.م. ثم انتحار كليوباترا في حوالي منتصف أغسطس من عام 30ق.م ودخول أغسطس مصر فاتحًا منتصرًا وضمها لأملاك الشعب الروماني ، فإن سجل العلاقات بين مصر وروما يعود إلى فترة طويلة قبل هذا التاريخ .

ففي 273ق.م أرسل الملك بطليموس فيلادلفوس – ثاني ملوك البطالمة في مصر – بعثة دبلوماسية إلى روما لكي يؤكد على علاقات الصداقة بين مصر وروما في أثناء الحرب بين روما والملك بيروس ملك مملكة أبيروس في غرب بلاد اليونان ولكن دون أن ينضم لطرف منهما. وفي القرن الثاني قبل الميلاد توسعت روما شرقًا واشتبكت مع عدد من الممالك الهلينستية وانتصرت عليها، أما مملكة البطالمة في مصر – والتي ارتبطت بصداقة معها قبل وقت طويل – كما أسلفنا – فقد كانت بمنأى عن هذه العداوات مع روما قبل وكانت تتمتع بحماية روما في بعض المناسبات كلما دعت الضرورة، وعلى ذلك يمكن القول بأنه على الرغم من أن مملكة البطالمة كانت تتمتع باستقلال شكلي على عهد الملوك البطالمة الضعاف (بعد وفاة الملك البطلمي الرابع فيلوباتور 205/204ق.م) فإنها كانت من الناحية الفعلية دولة تابعة للنفوذ الروماني وتتمتع بحماية الرومان.


ومن الأمثلة التي تدعم ما ذكرنا في هذا الصدد أنه بعد وفاة الملك البطلمي الرابع ارتقى العرش البطلمي ابنه الطفل الذي كان في الخامسة من عمره وهو بطليموس الخامس أبيفانيس فانتهز الملك السليوقي في سوريا أنتيوخوس الثالث هذه الفرصة السانحة واستولى على فينيقيا ووقفت جيوشه على أعتاب مصر البطلمية، ولكن روما كانت قد فرغت من حربها مع هانيبال (الحرب البونية الثانية) وخرجت منها منتصرة فأمره الملك أنتيوخوس الثالث أن "ابتعد عن هذه المملكة التي تحت حمايتها والتي خولنا أبوه (بطليموس الرابع) في وصاياه الأخيرة بالقيام على أمره " وقد انصاع الملك السليوقي لهذا الإنذار واستمر في غزواته خارج حدود مصر وزوجته ابنته للملك البطلمي الشاب.


وبعد ذلك بفترة وبالتحديد في صيف عام 168ق.م وكان يحكم مصر وقتها ملك شاب هو بطليموس السادس فيلوميتور وكانت روما مشغولة بحربها مع الملك بيرسيوس ملك مقدونيا – غزا أنيتوخوس الرابع ملك السليوقيين مصر وأسر الملك البطلمي الشاب وأعلن نفسه ملكًا في مصر وعسكر بجيشه قرب الإسكندرية، وفي ذلك الحين وصلت الأنباء بأن الرومان قد سحقوا الملك بيرسيوس في موقعة "بيدنا"، وأرسلت روما رسولاً من طرفها هو جايوس بوبليوس لايناس ومعه مرسوم من مجلس السناتو الروماني إلى الملك أنتيوخوس الرابع. وكان هذا المرسوم – كما يروى المؤرخ اليوناني بوليبيوس الذي كان معاصرًا للأحداث – يحتوي على أمر من السناتو للملك السليوقي بأن يُنهي حربه مع بطليموس فورًا وأن يسحب جيشه إلى سوريا. ولما تسلم الملك المرسوم وقرأه رد الملك بأنه يريد أن يستشير أصدقائه حول هذا التطور الجديد فما كان من المبعوث الروماني الذي كان يمسك في يده عصا من كرمه إلا أن رسم دائرة حول الملك السليوقي بعصاه وأمره بأن يرد على رسالة السناتو قبل أن يخرج من الدائرة، وقد بوغت الملك من هذا التصرف الجريء وتردد بعض الشيء ولكنه رد بأنه سينفذ كل ما طلبه الرومان.


وبعد طرد أنتيوخوس الرابع من مصر نشب نزاع على العرش البطلمي بين بطليموس السادس فيلوميتور وأخيه الأصغر بطليموس يو أرجيتيس الثاني وقامت روما بتسوية النزاع بينهما بأن أسندت عرش مصر للأخ الأكبر وعرش قورينه – ليبيا الحالية – للأخ الأصغر كمملكة منفصلة. وبعد سنوات من ذلك التقسيم شعر الأخ الأصغر بأن أخاه يرمي إلى اغتياله وحكم قورينه فأحبط المحاولة وأعلن في وصية أنه يتنازل لروما عن مملكة قورينة بعد وفاته. ولكن بطليموس الثامن الذي كتب هذه الوصية عاصر أخاه فيلوميتور وعاد بعد وفاته ليحكم مصر وبرقة معًا وامتد حكمه أربعة وخمسين عامًا، وفي عام 96ق.م آلت قورينة إلى الدولة الرومانية بمقتضى تلك الوصية.


وظل ملوك البطالمة هذه الحالة ألعوبة في أيدي القادة الرومان فترة طويلة وكان منهم الملك بطليموس الثاني عشر الملقب بـ((الزمار)) الذي فرّ إلى روما 58ق.م يطلب الأمان بعد أن ساءت الأحوال في مصر ضده. وفي روما لقى الدعم والتأييد من القائد الروماني بومبي الذي أوصى عليه صديقه جابينيوس الحاكم الروماني على سوريا الذي قام بغزو مصر 54ق. م. وأعاد الزمار إلى عرشه. ولما لم يتمكن بطليموس الزمار من أن يدفع لجابينيوس المكافأة الضخمة التي وعده بها وقدرها عشرة آلاف تالنت من الفضة ولا من رد القروض التي استدانها من مرابين رومان آخرين عين أحد الدائنين الرومان وزيرًا لماليته ويدعى جايوس رابيريوس بوستوموس. وبعد وفاة بطليموس الزمار 51ق.م أوصى بأن يؤول عرش مملكته إلى كبرى بناته كليوباترا السابعة التي كانت في الثامنة عشرة من عمرها بالاشتراك مع أخيها ابنه الأكبر الذي كان صبيًا في التاسعة أو العاشرة من عمره وأن تكون روما وصية عليهما،
وبعد عامين اشتبك القائدان يوليوس قيصر وبومبي في حرب أهلية عام 49ق.م
في العام التالي فرّ بومبي إلى مصر وتعقبه يوليوس قيصر إلى هناك حيث اكتشف أنه قد قتل، وعلى أثر ذلك قام قيصر بتسوية الخلاف بين كليوباترا وأخيها على عرش مصر لصالح كليوباترا بالطبع وحيث قامت قوات قيصر بهزيمة قوة الأخ الأصغر لكليوباترا هزيمة ساحقة ولقى هذا الأخ (بطليموس الثالث عشر) مصرعه وزوجها قيصر من أخيها الأصر منه (بطليموس الرابع عشر). ثم قام قيصر تصحبه كليوباترا بنزهة نيلية لمدة شهرين طارحها فيهما الغرام وتمتعا سويًا بمشاهدة روائع الآثار المصرية. وبعد رحيل قيصر من مصر أنجبت كليوباترا ابنًا منه تندر السكندريون به وأطلقوا عليه لقب "قيصرون" أي قيصر الصغير ولحقت به كليوباترا وابنها من قيصر بقيصر في روما 46ق.م وعلى ضفاف التيبر في ضيعة أعدها قيصر لها وأقامت هناك لمدة عامين وسط سخط وحنق بعض الرومان إلى أن قتل يوليوس قيصر 44ق.م فعادت هي وحاشيتها بعد شهر من اغتياله إلى مصر.


أما عن قصة غرام كليوباترا وماركوس أنطونيوس التي استغرقت اثنتي عشرة سنة من 42 إلى 30ق.م أيًا كان دور العاطفة فيها فإن بها أيضًا دهاءً سياسيًا كامنًا يتمثل في اختيار ماركوس أنطونيوس. فقد كان كلاً من أوكتافيان وأنطونيوس على علم بأن حسم موضوع السيطرة على روما وإمبراطوريتها لصالح طرف منهما أمر حتمي لا يمكن تفاديه، وباختيار مصر وموارد الشرق بالإضافة إلى زوجة مصرية يكون أنطونيوس قد حصل على قيادة النصف الأكثر ثراءً بكثير من حيث الرجال والغنى والثروة من العالم الروماني، ولكن في شهر سبتمبر من عام 31ق.م لقى كل من أنطونيوس وكليوباترا هزيمة ساحقة في موقعة أكتيوم البحرية في غرب بلاد اليونان، وتعزى هذه الهزيمة إلى خطأ في الحسابات الاستراتيجية لكل منهما. وعقب الهزيمة فرّ كل من أنطونيوس وكليوباترا إلى مصر وتعقبهما أوكتافيان، ولكن أنطونيوس انتحر ثم تبعته كليوباترا في ذلك بدلاً من أن يقعا أسرى في أيدي أوكتافيان.


وهكذا أصبحت مصر ولاية رومانية وانتهى حكم أسرة البطالمة في مصر 30ق.م ومن هنا عيّن أوكتافيان (أغسطس) حاكمًا رومانيًا على مصر وأقام بها إدارة رومانية وجيش احتلال روماني ليضمن الهدوء والأمن العام في البلاد.


وفي عام 27ق.م مرّ حاكم روما بتحول مخطط بعناية حيث طرح وألقى شخصية أوكتافيان جانبًا وبرز في شخصية أغسطس وهو أول السلسلة التي نطلق عليها أباطرة الرومان بالرغم من أن التوصيف الذي اختاره أغسطس لنفسه وللأباطرة الآخرين من بعده هو لقب Princeps أو "المواطن الأول". وقد ظل أغسطس يحكم لمدة واحد وأربعين عامًا نفذ خلالها عددًا كبيرًا من الإصلاحات الدستورية والاجتماعية في المجتمع الروماني وهو أمر يتفق مع ما يميز أغسطس من حرص على إحياء تقاليد الأسلاف العظام.

أما فيما يتعلق بالمدى الذي وصل إليه في تغيير الأوضاع التي كانت بمصر فإنه محل جدل ونقاش بين العلماء ولكن يبرز إجماع بين العلماء حول الأطر التالية:


بالنسبة لأكثرية السكان من المزارعين فإن حياتهم في قراهم استمرت بلا تغيير جوهري باستثناء أن عبء الضرائب على كاهلهم ازداد ثقلاً لأن الرومان كانوا أكفأ في عملية جباية وتحصيل الضرائب من الحكومات الضعيفة للملوك البطالمة المتأخرين. أما فيما عدا ذلك فإن الحياة في القرى استمرت بطرقها التقليدية القديمة إذ استمر النيل في الإفادة بفيضانه السنوي الذي يهب الأرض الخصوبة ويرتفع هذا الفيضان في بعض الأعوام وينخفض في أعوام أخرى وأحيانًا يكون متوسطًا وملائمًا لمحصول جيد أو وفير.


أما بخصوص التنظيم والممارسات الإدارية المحلية والمركزية فإنها هي التي أكسبت مصر منذ بداية حكم أغسطس طابع الولاية الرومانية. وكان على مصر – في ظل التنظيم الإمبراطوري الكبير – أن تزود روما بثلث احتياجاتها السنوية من الحبوب اللازمة لإطعام الشعب الروماني. ولكي يضمن أغسطس عدم تمزق مصر أو انحرافها عن الهدف السابق ( تزويد روما بثلث ما تحتاج إليه سنويًا من الحبوب) فقد جعل منها ولاية أشبه ما تكون بضيعة خاصة بالإمبراطور. فعلى النقيض من الولايات الأخرى التي كان يتولى الحكم فيها رومان تبوأوا مكانًا عليّا وارتقوا في سلم الإدارة الرومانية حتى وظيفة قناصل ثم تركوا القنصلية وأصبحوا "قناصل سابقين Proconsul " فإن حكم مصر أسند إلى موظفين أقل يطلق عليهم لقب "الوالي Praefectus " وكان يعتبر "قائمًا بالأعمال" يعينه الإمبراطور كممثل شخصي له. وجرى العرف منذ عهد أغسطس على أنه يكون والي مصر من طبقة الفرسان وهي الطبقة التي شكلت منذ بداية حكم الإمبراطور أغسطس العمود الفقري والمتين والحصن الصلب في تأييده. وقد اشترط أغسطس ألا يسمح للرومان من طبقة السناتو أو حتى من الشخصيات البارزة العامة من طبقة الفرسان بدخول مصر إلا بعد الحصول على إذن صريح بذلك من الإمبراطور في روما. وربما يكون من بين التفسيرات لهذا الإجراء أن أغسطس لم يشأ أن يحط من قدر ولاته في مصر في نظر رعاياهم من خلال الزيارات المتكررة من جانب شخصيات رومانية تفوقهم وتعلوهم قدرًا فأراد من خلال هذا ألإجراء أن يجنبهم ذلك الحرج. ولكن الدافع الأكبر لوضع هذه القيود أمام علية الرومان من زيارة مصر هو استبعاد الزعماء والقادة المناوئين من ذوى النفوذ وأن يتحاشى إمكانية أن تصبح مصر مرة أخرى قاعدة للمعارضة السياسية تتمتع بمساندة ودعم عسكري كما حدث مع ماركوس أنطونيوس من قبل. وكان الوالي الروماني في مصر – في نظر رعاياه من المصريين – يتمتع بأبهة وسلطان لا نظير له، وكان يعد "نائب الملك" ويمثل "فرعونهم" المقيم على البعد في روما.


ومن ناحية التقسيم الإداري فإن أغسطس أبقى على التقسيم الإداري الذي كان سائدًا في مصر من قبل وهو حوالي ثلاثون إقليمًا أو "نوموس" (باللغة اليونانية لغة الإدارة في مصر في العصرين البطلمي والروماني) وكان يحكم كل نوموس حاكم يطلق عليه لقب "ستراتيجوس" (بمعنى حاكم وقائد). ولكن في ظل هذا الإطار الثابت الذي لم يتغير – كما قد يبدوا – فإن أغسطس أحدث تغييرًا جذريًا في تركيبة القوة أو النفوذ، فتحت حكم البطالمة كان الاستراتيجوس يحظى بسلطات عسكرية ومدنية، أما أغسطس فقد جعل من هؤلاء الحكام للأقاليم المصرية موظفين مدنيين تمامًا وجردهم من سلطاتهم العسكرية.


ومن عصر أغسطس (بداية الحكم الروماني لمصر) فصاعدًا كانت السلطات العسكرية في يد الضباط العسكريين فقط الموجودين في خدمة القوات المسلحة الرومانية. وإذا كان الجيش تحت حكم البطالمة يتألف من جنود مزارعين يعيشون مع أسرهم على إقطاعات من الأرض وكان يمنحها لهم الملوك البطالمة ويستدعون للقتال وقت الحاجة، فإن وحدات الجيش الروماني كانت موزعة بشكل استراتيجي في أنحاء الولاية على النمط الروماني في صورة معسكرات محصنة أو نقاط حدودية. وكانت هناك فرقة رومانية متمركزة عند نيكوبوليس (مدينة النصر) إلى الشرق من الإسكندرية لتأمين الإسكندرية التي كانت أخطر بؤرة للقلاقل تحت حكم الملوك البطالمة الأواخر، وفرقة أخرى عند بابيلون على نهر النيل بالقرب من منف (ممفيس) باعتبار منف هي مفتاح الاتصالات بين مصر العليا ومصر السفلى. كما كانت هناك كتائب صغيرة ترسل بالتناوب للقيام بمهام الحراسة في عدد من الأماكن الرئيسية الهامة كالحدود المناجم والمحاجر ومحاور الطرق الهامة ومستودعات تخزين الحبوب. ولنا عودة بعد قليل إلى دور الجيش الروماني في إخضاع بقية أرجاء مصر وحملاته في الحدود المجاورة في الجنوب والجنوب الشرقي.


أما عن الإدارة أو الحكومة المدنية الرومانية في مصر كما أرسى أغسطس قواعدها وطورها خلفاؤه من بعده فكانت ذات طابع روماني متميز وإن كان الموظفون القائمون عليها – باستثناء المناصب العليا الرفيعة في القمة – من السكان المحليين، كما كانت اللغة اليونانية – وليست اللاتينية – هي لغة الإدارة. وفي الإسكندرية كان كبار الموظفين القريبين من الوالي يضمون بعض الضباط والموظفين وكانوا يعرفون اللغتين اللاتينية واليونانية وكانوا يتسلمون نصوص المراسلات اللاتينية من الإمبراطور أو الوالي ويصيغونها باللغة اليونانية لنشرها في أرجاء الولاية. وفي مجال الإدارة المحلية فقد تم الإبقاء على بعض الألقاب من العصر البطلمي وإن أجرى بعض التغييرات في مسئوليات المنصب كما هو الحال في وظيفة الاستراتيجوس. أما بالنسبة لبقية الوظائف والألقاب فقد استحدثت وظائف وألقاب جديدة حسب الحاجة وأرسيت قواعد جديدة تحكم الجوانب الهامة في الاقتصاد والمجتمع والدين.


كانت هذه خلفية سريعة عن العلاقات بين مصر وروما قبل الغزو الروماني ثم ذكر أهم ملامح الإدارة الرومانية لمصر – بعد الغزو – في عجالة قصيرة. والآن ولكي تكتمل هذه الصورة بعض الشيء نعود لنرى كيف بسط الرومان سيطرتهم على مصر وكيف أمكنهم تأمين حدودها الجنوبية وحملاتهم هناك وفي شبه جزيرة العرب على عهد الولاة الثلاثة الأول لمصر تحت حكم أغسطس وهم كورنيليوس جالوس وايليوس جالوس وبترونيوس.


وأول ما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام هو إخضاع الرومان لمصر العليا والإقليم الطيبي الذي اشتهر بتمرده وثورته ضد الغزاة والحكم الأجنبي وآخرهم الملوك البطالمة، فقد أخضع الرومان مصر السفلي في أول الأمر ولكن ذلك لم يقترن بإخضاع جنوب مصر والذي كان لسنوات طويلة في حالة تمرد وثورة شبه مستمرة ضد الحكم البطلمي، وكان في حالة رفض لتقبل إمبراطور روماني مثلما رفض من قبل الملوك البطالمة. ولذلك كان من أول المهام التي أنيطت بأول الولاة الرومان في مصر – كورنيليوس جالوس – من قبل الإمبراطور أغسطس هو قمع هذه القلاقل والاضطرابات الداخلية. وفي نطاق هذه المهمة قمع هذا الوالي تمردًا في هيروبوليس (بالقرب من السويس) وهي مدينة لها بعض الأهمية العسكرية في الطريق إلى فلسطين وعلم بأن الإقليم الطيبي قام بثورة عارمة انتشرت على نطاق واسع بسبب وصول جباة الضرائب الرومان. وردًا على ذلك أرسل كورنيليوس جالوس قواته للقضاء على هذه الثورة 29ق.م وسرعان ما أدرك المصريون في الجنوب أن القوات الرومانية ذات بأس شديد وأنها أكثر صلابة من القوات البطلمية، وتم سحق التمرد في خمسة عشر يومًا في معركتين ضاريتين وتم إخضاع خمس مدن يتكون منها الإقليم الطيبي. وسار الوالي بعد ذلك إلى مدينة سيني (أسوان) وفي جزيرة فيلاي (فيلة) التقى برسل من حاكم الأثيوبيين في مملكة مروي جنوب مصر، وتوصل كورنيليوس جالوس إلى اتفاق مع هؤلاء السفراء تصبح بمقتضاه منطقة ما بعد الشلال الأول محمية رومانية بصورة ما ويظل حكمها في أيدي الأثيوبيين. ويبدو أن هذا الفتح السهل للبلاد قد أدار رأس الوالي الأول لمصر إذ يقال أنه أمر بإقامة تماثيل تكريمًا لشخصه وأن تكتب وتعلق النقوش على المباني العامة وبذلك أثار امتعاض واستياء الإمبراطور أغسطس. ورغم أن أحد هذه النقوش التي تمتدح كورنيليوس جاللوس قد عثر عليه في جزيرة فيلة ورغم أن هذا النقش لا يوحي بأدنى شك في ولاءه للإمبراطور رغم لهجته المتباهية فإن الإمبراطور أغسطس رغب أن يؤكد حكمه الفردي المطلق في مصر فاستدعى واليه المتعجرف مما أدى إلى انتحار الأخير.


وبعد انتحار كورنيليوس جالوس تم إرسال أيليوس جالوس واليًا على مصر 27ق.م وعلى عاتقه مهمة خاصة تتمثل في إخضاع القبائل على جانبي البحر الأحمر وكذلك الأثيوبيين أو التوصل إلى اتفاق معهم. ومن هنا خطط أيليوس جالوس لحملة على شبه الجزيرة العربية وحشد حملة مكونة من عشرة آلاف رجل من القوات الرومانية في مصر والقوات الحليفة التي كان من بينها ألف من مملكة الأنباط (جنوب الأردن) أرسلهم أوبوداس (عبادة) الملك النبطي الموالي للرومان تحت قيادة وزيره الأكبر سيلايوس (سُلّي أو صالح) وكان ترتيب وإعداد هذه الحملة سيئًا منذ البداية حيث جهز الرومان أسطولاً عند خليج السويس لخوض حرب بحرية، ويبدو أنهم كانوا يجهلون أنه لن تكون هناك مقاومة بحرية عربية. وأدرك الرومان هذه الحقيقة بعد فوات الأوان حينما انتقلت هذه القوات بالفعل عبر البحر الأحمر إلى الساحل النبطي بعد رحلة استغرقت خمسة عشر يومًا فقد خلالها الأسطول الروماني عددًا من سفنه وانتشر المرض بين الجنود. وقضت الحملة الشتاء في مملكة الأنباط وفي الربيع تحركت الحملة برًا على الساحل الغربي لشبه الجزيرة إلى حدود مملكة سبأ، ولم تواجه معارضة منظمة من قوات عربية ولم تجد صعوبة كبيرة في تفريق القوات العربية ذات التسليح المتواضع وفي الاستيلاء على عدد من المدن هناك ووصلوا إلى مملكة سبأ وعاصمتها مأرب بعد ستة أشهر.

ورغم ذلك فإن الحملة اضطرت على التخلي عن محاولة إخضاع مأرب بعد حصار دام ستة أيام وعادت أدراجها إلى الحدود النبطية وعبرت بقايا هذا الجيش البحر الأحمر إلى ميناء "ميوس هوروموس" المصري على البحر الأحمر ومنه إلى صحراء مصر الشرقية إلى فقط ثم ركبوا النيل شمالاً إلى الإسكندرية.


وقد تكبد الرومان في هذه الحملة خسائر فادحة بسبب المرض ونقص الإمدادات خلال الرحلة البرية الطويلة وعدم حصول قائد الحملة أيليوس جالوس على معلومات كافية عن تلك البلاد التي كان بصدد غزوها وقد كان بإمكانه أن يفعل ذلك عن طريق التجار الذين يعلمون الكثير عن شبه جزيرة العرب وأقصر الطرق المؤدية إليها من خلال البحر الأحمر مباشرة عن طريق ميناء " ميوس هورموس" أو ميناء "بيرنيكي" في أقصى جنوب مصر دون حاجة إلى الرحلة البرية الطويلة بمحاذاة البحر الأحمر إلى الجنوب على ساحل شبه الجزيرة. وقد ألقيت مسئولية فشل هذه المغامرة على القائد النبطي سيلايوس الذي أُخذ إلى روما حيث أعدم، كما استبعد أيليوس جالوس من ولاية مصر ربما في إشارة إلى عدم الرضا عن إخفاقه في الحملة.


وكان من آثار غياب أيليوس جالوس وجزء من الحامية الرومانية عن مصر في شبه جزيرة العربة أن شجع الأثيوبيين على خرق الاتفاقات التي سبق أن أبرمها معهم والي مصر الأول كورنيليوس جالوس وحشدوا ثلاثين ألف رجل وتمكنوا سنة 25ق.م من الاستيلاء على أسوان واليفانتين وفيلة وهزموا ثلاث كتائب رومانية كانت مقيمة في تلك المنطقة. ولكن الوالي الجديد بترونيوس جمع قوة قوامها عشرة آلاف من المشاة وثمانمائة من الفرسان وطردوا الأثيوبيين حتى بسيلكيس Pselkis وبعد ثلاثة أيام من المفاوضات العقيمة بين الطرفين هاجم الرومان الأثيوبيين واجتاحوا بسيلكيس ثم بريميس ثم العاصمة نباتا Napata على التوالي. وأرسلت "كانداكي" ملكة الأثيوبيين تطلب السلام وسلمت الأسرى والغنائم التي غنمتها عند أسوان من قبل فوجد بترونيوس أنه ليس من الحكمة أن يتوغل في هذه البلاد أكثر من ذلك فعاد إلى الإسكندرية تاركًا حامية من 400 رجل أقامت لمدة عامين في بريميس، وبعد هذين العامين وصلت الأنباء إلى بترونيوس أن الملكة كانداكي حاصرت حاميته بقوة كبيرة فأسرع إلى نجدتهم وفك الحصار عنهم. وحين عرضت الملكة العودة إلى المفاوضات مرة أخرى أمرها بأن تتصل بالإمبراطور مباشرة. وكان من نتيجة اتصال الملكة بالإمبراطور أغسطس أن انسحبت القوات الرومانية من الجزء الشمالي من تلك المنطقة التي أصبحت منطقة عسكرية فاصلة بها مجموعة محطات متقاربة بمحاذاة النهر سنة 21ق.م، أما فيما يتعلق بالأمور المدنية فقد كانت تعتمد على السلطات الرومانية في أقرب نومات مصر إلى هذه المنطقة وهي اليفانتين. ولم نسمع شيئًا عن الأثيوبيين بعد حملة بترونيوس، ولكن يبدو أن علاقاتهم بروما كانت علاقات سلمية بصفة عامة.


وفي مصر نفسها نفذ بترونيوس بعض الإصلاحات حيث أشرف على تطهير الجيش لقنوات الري التي سدت خلال حكم أواخر ملوك البطالمة بسبب تفاقم الاضطرابات والصراعات على العرش البطلمي مما نجم عنه تناقص مساحة الأرض الزراعية في أواخر عهد البطالمة بصورة خطيرة. وبعد تطهير قنوات الري بنجاح كبير أحس المزارعون بالرضا عن الإدارة الرومانية لأن الفيضان الذي يبلغ ارتفاعه اثنى عشر ذراعًا أصبح يثمر خيرات زراعية تفوق تلك التي تنتج عن فيضان ارتفاعه أربعة عشر ذراعًا في أواخر حكم البطالمة.


ومن بين ما قام به بترونيوس أيضًا أنه صادر ممتلكات المعابد المصرية وجعلها تؤول إلى خزانة الدولة. وكانت ممتلكات هذه المعابد وقوتها قد ازدادت بشكل ملحوظ في ظل حكم الملوك البطالمة الضعاف في أواخر العصر البطلمي بعد أن كان البطالمة الأوائل قد نظموا أمورها تنظيمًا دقيقًا، وكان أغسطس يدرك مدى أهمية إخضاع هذه البؤرة التي تؤجج الإحساس الوطني بالعمل في إضعافها، ولذلك فقد ألحقت الأراضي الزراعية التابعة للمعابد بأراضي الدولة حوالي سنة 20 أو 19ق. م. وقد سمح لبعض الكهنة بالاستمرار في زراعة الأرض التي كانت تابعة للمعابد من قبل على أن يدفعوا إيجارًا مخفضًا نسبيًا للدولة، في حين أعطيت لمعابد أخرى " إعانات Syntaxeis ولم تستمر في زراعة أراضيها حيث أسندت تلك الأرض لمزارعين آخرين. وعهد بتنظيم أمور المعابد المحلية كلية إلى موظف يطلق عليه لقب " أيديولوجوس Idiologos وهو الموظف المختص بالأمور المالية في مصر الرومانية وكان يحمل أيضًا لقب "الكاهن الأكبر للإسكندرية وسائر مصر". ولكن على الرغم من كبح أغسطس لجماح قوة الكهنة فإنه لم يتدخل في العبادات والطقوس المحلية بل وبنى قدر كبير من المعابد الكبرى في مصر العليا في عهده.

=============================================
14-37

امبراطور الروم =تيبريوس

نبذة عن (تيبريوس):



من آل كلوديوس
كان أول الفرع الكلودي من الأسرة اليوليوسية الكلودية التي كان آخرها نيرون. وقد ورث عن أبويه أنبل دم في إيطاليا، وأضيق أهلها أفقاً، وأقواهم إرادة.
صفته :طويل القامة شديد البأس، حلو الملامح، ولكن حب الشباب ضاعف من حيائه، وسماجة طباعه، وإحجامه وحبه للعزلة عريض الجبهة، واسع العينين غائرهما، ذي وجه يدل على الحزن وعميق التفكير
قد بلغ من جده ووقاره في شبابه أن أطلق عليه بعض الماجنين اسم "الرجل العجوز".
وقد أخذ من التربية كل ما يستطيع أن يأخذه عن الرومان واليونان والبيئة والتبعة، وأتقن اللغتين اليونانية والرومانية وآدابهما، وكتب الأغاني الشعرية، ودرس التنجيم و لم يهتم بالتعبد للأوثان
وكان يحب أخاه الأصغر دروسس رغم أنه كان أحب منه إلى الشعب
؛ وكان زوجاً مخلصاً وفياً لفسبانيا Vipsania مكرماً لأصدقائه إكراماً لم يكون يترددون معه في أن يهدوا إليه الهدايا وينتظروا منه أن يهدي إليهم أربعة أمثالها.
وكان أقسى قواد زمانه وأقدرهم، فنال بذلك إعجاب جنوده وتعلقهم به، لأنه كان يعني بكل شؤونهم مهما صغرت، ولأن كان يكسب المعارك بفنه أكثر مما يكسبها من دماء جنده.
ولما تيبريوس تولي الحكم كان قد تعدي سن 55 عاماً ويكره المجتمع ولكنه كان اختيار من سلفه أغسطس لشعب روما
,وكان يتوق إلى صرامة الرومان الأقدمين ، وارتاح إلى إصلاحات أغسطس الأخلاقية، ولم يخف قط عزمه على تنفيذها طوعاً أو كرهاً. ولم يكن يحب ذلك الخليط من الأجناس الذي كان يغلي في بوتقة رومة، فقدم إليهم الخبز ولكنه لم يقدم إليهم الألعاب، وأغضبهم بامتناعه عن حضور ما كان يقدمه إليهم منها أثرياء المدينة.
وكان قوي الاعتقاد بأن روما لا يزيل ما تردت فيه من الانحطاط إلا طبقة من الأشراف الصلاب ذوي الخلق القويم والذوق الجميل. ولكن الأشراف والعامة على السواء لم يطيقوا صلابة عوده، وصرامة وجهه، وصمته الطويل، وحديثه البطيء، وما يبدو عليه من علم بتفوقه، وفوق هذا كله أمانته الصارمة و اقتصاده الشديد في أموال الدولة. فهو والحالة هذه رواقي ولد خطأ في عصر أبيقوري.

وظهر تيبيريوس مجلس الشيوخ بعد أربعة أسابيع من وفاة أغسطس، وطلب إليه أن يقرر إعادة الجمهورية، وقال للأعضاء إنه لا يصلح لحكم تلك الدولة المترامية الأطراف، "وإن خير طريقة لإدارة أعمال المصالح المختلفة التي تشرف على الشؤون العامة في مدينة احتوت هذا العدد الجم من الرجال النابهين ذوي الأخلاق العالية... أن يتولاها جماعة مؤتلفون من خير المواطنية وأعظمهم كفاية". ولم يجرؤ أعضاء المجلس على أن يصدقوا ما يقوله لهم، فحيوه كما حياهم بطأطأة رؤوسهم، وما زالوا به حتى قبل أن يتولى السلطة التي قال عنها "إنها استرقاق مبهظ مذل" على أمل أن يسمح له المجلس في يوم من الأيام أن يعتزلها ليحيا حياته الخاصة متمتعاً بالحرية. وهكذا مثلت الرواية من كلا الجانبين أحسن تمثيل. وما من شك في أن تيبيريوس كان يريد أن يتولى الزعامة وإلا لوجد سبيلاً إلى الفرار منها، وأن مجلس الشيوخ كان يخشاه ويبغضه، ولكنه كانت ترهب عودة جمهورية تقوم، كما كانت تقوم الجمهورية القديمة، على جمعيات تعد من الوجهة النظرية مصدر السلطات جميعها، وكان يرغب في نظام أقل ديمقراطية من هذا النظام السالف الذكر لا أكثر منه. ولشد ما ابتهج حين أقنعه تيبيريوس (14 م) أن يأخذ من الجمعية المئوية حق اختيار الموظفين العموميين. وشكا المواطنون من هذا الانقلاب بعض الوقت وكان سبب شكواهم أنهم خسروا الأموال التي كانت تبتاع بها أصواتهم، وأضحى كل ما بقي بعدئذ من السلطة لعامة الناس هو سلطة الاختيار الإمبراطور بقتل سلفه. ذلك أن الديموقراطية بعد تيبيريوس قد انتقلت من الجمعيات إلى الجيش، وكانت أداة الانتخاب هي حد السيف.

ويلوح أنه كان يبغض الملكية بغضاً حقاً خالياً من الرياء، وأنه كان يعد نفسه رأى مجلس الشيوخ الإداري وذراعه المنفذة، ولذلك رفض من الألقاب كل ما تشتم منه رائحة الملكية وقنع بلقب "زعيم الشيوخ" Princeps Senatus
، وقضى على كل محاولة ترمي إلى تأليهه، أو عبادة روحه، وأظهر كرهه للملق. ولما أراد مجلس الشيوخ أن يسمي أحد الأشهر باسمه، كما سمي من قبل شهرين باسم قيصر وأغسطس، رد هذه التحية رداً ينطوي على الفكاهة فقال: "وماذا تفعلون إذا وجد لديكم ثلاثة عشر قيصراً؟" . ورفض اقتراحاً يطلب إليه أن يعيد النظر فيمن يختارون لعضوية مجلس الشيوخ، وقال إنه لا شيء مطلقاً يفوق احترامه لهذه الجمعية القديمة "جمعية الملوك". وكان يحضر اجتماعات المجلس، ويحيل إليه "حتى أصغر الأمور ليحكم فيها"، ويجلس فيه ويتكلم كأنه عضو عادي لا أكثر، وكثيراً ما كان يقترع مع الأقلية، ولم يحتج يوماً من الأيام إذا وافق المجلس على قرارات تتعارض مع رغبته التي أبداها جهرة. و "كان منطوياً على نفسه، صبوراً". على حد قول ستونيوس "إذا ما وجهت إليه وإلى أسرته الشتائم والافتراءات والمطاعن". وكان يقول في ذلك "إن البلد الحر يجب أن تطلق فيه حرية القول والفكر". ويعترف تاستس وهو من المعادين له أن ترشيحاته "كانت تصدر عن حكمة، وأن من كان يرشحهم من القناصل والبريتورين كانوا يتصفون بصفات الشرف والكمال القديمة الخليقة بمناصبهم. وكان من يلونهم من الموظفين يمارسون سلطات مناصبهم بعيدين عن تدخل الإمبراطور. وكانت القوانين إذا استثنينا ما يختص منها باغتصاب الملك تجري في مجراها الطبيعي... وكانت أعمال الإيرادات العامة يصرفها رجال امتازوا بالاستقامة والنزاهة... ولم تفرض على أهل الولايات أعباء جديدة، وكانت الضرائب القديمة تجبى في غير عنف أو قسوة... وساد النظام بين عبيده... وكانت دور العدالة مفتحة الأبواب لتفصل في كل نزاع يقع بين الإمبراطور وأفراد الشعب، وكان القانون وحده هو الفيصل في هذا النزاع
,ولم يفرض ضرائب جديدة، واعتني باصلاح جميع المنشآت العامة ولم يشتبك في حروب تجر له المغانم،
. ولم يكن يعزو إلى نفسه مجد الظفر في ميدان القتال وإن كان من القادة المحنكين، وقد بسط لواء السلام على الإمبراطورية واحتفظ به بعد السنة الثالثة من حكمه.

وكانت سياسة السلام هذه هي التي حالت بينه وبين ما كان يبغيه من تقدم في عهده. ذلك أن جرمنكوس ابن أخيه، وهو الشاب الوسيم الذي تبناه بعد موت دروسس، كسب بعض المعارك في ألمانيا ورغب أن يواصل الزحف عليها ليفتحها. وكان من رأي تيبيريوس عدم التورط في هذا الفتح، فأغضب بذلك الشعب ذا النزعة الاستعمارية. وإذ كان جرمنكوس حفيد ماركس أنطونيوس فإن الذين كانوا لا يزالون يحلمون بإعادة الجمهورية قد اتخذوه رمزاً لقضيتهم، فلما أن نقله تيبيريوس إلى بلاد الشرق عد نصف أهل روما هذا القائد الشاب شهيداً لحسب الزعيم، ولما أن فاجأ جرمنكوس المرض ومات ظنت روما كلها أن الإمبراطور قد أمر بأن يدس له السم في الطعام ، واتهم بهذه الجريمة أكنيوس بيزو أحد الموظفين المعينين من قِبَل تيبيريوس في آسية الصغرى.
وحاكمه مجلس الشيوخ، وأيقن الرجل أن مجلس الشيوخ سيدينه فانتحر لكي يحتفظ بأملاكه لأسرته. ولم تكشف المحاكمة عن شواهد تدل على ارتكاب تيبيريوس لهذه الجناية أو تثبت براءته منها، وكل ما نعرفه أنه طلب إلى مجلس الشيوخ أن يمكن بيزو من أن يحاكم محاكمة عادلة، وأن أنطونيا أم جرمنكوس ظلت إلى آخر أيام حياتها أخلص أصدقاء تيبيريوس).
واضطر تيبيريوس أمام تدخل الجمهور الثائر المهتاج في هذه القضية المشهورة، والقصص البذيئة التي كانت تذاع عن الإمبراطور، ودسائس أجربينا أرملة جرمنكوس وإثارتها الناس عليه، اضطر تيبيريوس أما هذا كله أن يلجأ إلى قانون الخيانة العظمى الذي أصدره قيصر والذي ينص على الجرائم التي ترتكب ضد الدولة.

وإذا لم يكن لرومة مدع عمومي أو نائب عمومي، ولم يكن لها (قبل أغسطس) شرطة، فقد كان من حق كل مواطن ومن واجبه أن يوجه التهمة أما المحاكم لكل شخص يعرف أنه خرق القانون، فإذا أدين المتهم كوفئ المخبّر أو المبّلغ بربع أملاك المحكوم عليه وصادرت الدولة بقية أملاكه. واستعان أغسطس بهذا الإجراء الخطير لإرغام الناس على إطاعة قوانينه الخاصة بالزواج. والآن وقد انتشرت المؤامرات ضد تيبيريوس فقد كثر المخبرون الذين رأوا أن يستفيدوا بالتبليغ عنها، وكان أنصار الزعيم من الشيوخ على أتم استعداد للسير في محاكمة المتآمرين بمنتهى الصرامة، وحاول الإمبراطور أن يمنعهم، ونفّذ القانون تنفيذاً صارماً في حالة الذين اتهموا بتشويه ذكرى أغسطس أو تدنيس تماثيله؛ أما "الأشخاص الذين كانوا يوجهون التهم له فقد حرم أن يوقع عليهم عقاب ما" كما يقول تاستس. وأكد لمجلس الشيوخ أن والدته ليفيا تريد منهم هذه المعاملة الرحيمة لمن يعتدون على سمعتها الطيبة

وأضحت ليفيا نفسها في ذلك الوقت إحدى المشكلات الكبرى في الدولة. ذلك أن عجز تيبيريوس عن الزواج قد تركه وليس له من يحميهِ من امرأة ذات عقلية جبارة اعتادت أن يكون لها عليهِ. وكانت تشعر أن تدبيرها هو الذي هيأ له السبيل لاعتلاء العرش، وأفهمته أنه إنما يتولاه بوصفه ممثلاً لها لا أكثر وكانت رسائله الرسمية في سني حكمه الأولى تحمل توقيعه وتوقيعها معاً، وإن كان وقتئذ قد قارب الستين من عمره، "ولكنها لم تقنع بأن تكون مساوية له في شؤون الحكم" كما يقول ديو "بل أرادت إن تفرض سيادتها عليه...وشرعت تصرف الأمور جميعها هي وحدها الحاكمة". وصبر تيبيريوس على هذا الحال صبر الكرام ولكن ليفيا عاشت بعد أغسطس خمسة عشر عاما فيها شيد تيبيريوس لنفسهِ قصراً خاصاً، وترك أمه لا ينازعها منازع في امتلاكها القصر الذي شيده أغسطس. وراحت ألسنة السوء تتهمه بقسوة عليها، وبأنه أمات زوجته المنفية من الجوع. وكانت أجريتينا في أثناء ذلك تدفع ابنها بيرون ليخلف تيبيريوس على العرش أو ليغتصبه منه إن أمكن.
وتحمل أيضاً على مضض، وكل ما فعله أن أنبها على فعلتها بعبارة مقتبسة من اللغة اليونانية: "هل تظنين يا ابنتي العزيزة أنك تظلمين إذا لم تكوني إمبراطورة؟"
وكان أصعب شيء على نفسهِ أن يعرف أن وحيده دروسس الذي ولدته زوجته الأولى كان فتى رقيعاً، دنيئاً، قاسياً، فاسد الأخلاق، شهوانياً، فاجراً.

كان هذا الكبت الذي فرضه تيبيريوس على نفسهِ، وصبره على هذه المحن، سبباً في إثارة أعصابه وضيق صدره، فأخذ يزداد انطواءً على نفسهِ، وبدت على وجهه الكآبة، وفي حديثه الصرامة، مما نفر منه الناس جميعاً، وأبعدهم عنه، اللهم إلا أصدقاءه الذين يرجون له الخير، وكان ثمة رجل واحد بدا أنه أكثر الناس وفاء له، ذلك هو لوسيوس إيليوس سجانوس Lucius Aelius Sejanus.

وأثرت في تيبيريوس خيبته وحزنه، وأضحى رجلاً حزيناً فريداً في السابعة والستين من عمره، فغادر العاصمة الهائجة المحمومة وآواى إلى كابري حيث عاش عيشة العزلة بعيداً عن سائر الناس. ولكن ألسنة السوء لم تنقطع عن الاستطالة فيه، ولم يعقها عائق عن أن تتبعه في عزلتهِ، فقال بعضهم إنه يريد أن يخفي عن أعين الناس جسمه الهزيل ووجهه الخنازيري ، ويطلق العنان لشهواته ورذائله غير الطبيعية ولا شك في أن تيبيريوس كان كثير الشرب، ولكنه لم يكن سكيراً، أما قصة رذائله فأكبر الظن أنها افتراء عليه، ويقول تاستس إن معظم من كانوا حوله من الأصدقاء في كابري كانوا من اليونان الذين لا يمتازون بشيء إلا الأدب".
وظل هو في عزلته يصرف شؤون الإمبراطورية تصريفاً حازماً حكيماً، إلا أنه كان يبلغ آراءه ورغباته إلى الموظفين وإلى مجلس الشيوخ على لسان سيجانوس
. وإذ كان المجلس يخشاه خشية متزايدة، أو يخشى سجانوس أو الحرس العسكري فقد كان يقبل رغبات الإمبراطور، ويرى أنها أوامر واجبة الطاعة. وبذلك استحالت الزعامة إلى ملكية تحت سلطان الرجل الذي عرض أن يعيد الجمهورية، ومن غير أن يحدث أي تغيير في دستور البلاد، ومن غير أن يبدو من تيبيريوس نفسه أي دليل واضح على عدم الإخلاص.

وانتهز سجانوس الفرصة التي أتيحت له فنفى عدداً كبيراً من أعدائه بعد اتهامه إياهم بتهم ينطبق عليها "قانون الخيانة" أو "قانون الجلالة" حسب اسمه اللاتيني، ولم يتدخل الإمبراطور المتعب في هذا الأمر. وإذ كان لنا أن نصدقه يقوله سوتنيوس فإن تيبيريوس نفسه قد ارتكب كثيراً من أعمال القسوة، ويقول تاستس-وهو ممن لا يعتمد على أقوالهم-إنه طلب تنفيذ عقوبة الإعدام في ببيوس سبيتوس Poppaeus Sabinus بحجة أن عيونه قد سمعوه وهو يأتمر بالحكومة
. وماتت ليفيا بعد سنة من ذلك الوقت ، حزينة وحيدة في بيت زوجها السابق؛ ولم يحضر تيبيريوس جنازتها، ولم يكن قد رآها بعد أن غادر رومة إلا مرة واحدة.
وتحرر سجانوس بموتها مما عساه أن تفرضه عليه "أم بلادها" من قيود، فأقنع تيبيريوس بأن أجربينا وابنها نيرون كانت لهما يد في مؤامرة سبينوس، فنفيت الأم إلى بندتيربا Pandateria ونُفي الابن إلى جزيرة بنتيا Pontia حيث قتل نفسه بعد ذلك بزمن وجيز.

تيبيريوس كتب إلى مجلس الشيوخ ترشيح ( جيوس ابن أجربينا ) ليكون زعيماً من بعده، فغضب سجانوس ، ودبر مؤامرة لاغتيال الإمبراطور عام 31. ونجا الإمبراطور بفضل أنطونيا أم جرمنكوس إذ خاطرت بحياتها لتبعث إليه تحذره من الخطر الذي يتهدده؛فأمر الامبراطور بالقبض على سجانوس، واتهمه بالخيانة أمام مجلس الشيوخ. و أدان سجانوس سجانوس فوراً ، ونفذ فيه حكم الإعدام خنقاً في الليلة نفسها. وأعقبت ذلك فترة من حكم الإرهاب تولى قيادتها أحياناً شيوخ أضر سجانوس بمصالحهم، أو آذى أقاربهم أو أصدقاءهم، وأحياناً أخرى تولاها تيبيريوس نفسه.

وعاش تيبيريوس ستة أعوام بعد سقوط سجانوس، وأكبر الظن أنه أصيب وقتئذ بخبل في عقله، وبغير هذا الافتراض لا نستطيع أن يفسر ما يعزى إليه من أعمال القسوة التي لا يصدقها عقل. فنحن نسمع أنه كان في ذلك الوقت تهم الخيانة العظمى التي توجه إلى الناس بدل أن يعارض فيها، كما كان يفعل من قبل، حتى بلغ مجموع مَن أدينو بتلك التهمة في حكمه ثلاثة وستين شخصاً، وتوسل إلى مجلس الشيوخ أن يعمل على حماية "شيخ وحيد طاعن في السن".

وفي عام 37 لقي تيبيريوس حتفه

ويصفه ممسن Mommsen بقوله إنه كان "أقدر حاكم شهدته الإمبراطورية"(22). وقد حلت به في حياته كل الكوارث التي يمكن أن تحل بإنسان إلا القليل النادر منها، وحتى بعد وفاته لم ينج من قلم تاستس.
#######################
في خلال الجزء الأخير من حكم الإمبراطور أغسطس ومعظم فترة حكم الإمبراطور تيبريوس ظلت مصر في حالة هدوء نسبي حتى أنه في السنة العاشرة من حكم تيبريوس انخفض عدد الفرق الرومانية التي كانت تشكل القوة الأساسية للحامية الرومانية التي كانت تشكل القوة الأساسية للحامية الرومانية الأصلية في مصر من ثلاثة فرق إلى اثنتين .

وكان للرقابة الصارمة التي فرضها تيبريوس على ولاته فيما يتصل بمصالح سكان الولايات أثرها في المحافظة على هذا الهدوء وذلك من خلال ضبط تجاوزات وتعسف الموظفين التي قد ينجم عنها قلاقل من جانب الشعب. ومن الأمثلة على ذلك أنه وبخ أحد ولاته وهو أيميلوس ركتوس عندما أرسل الأخير إلى روما مقدارًا من الضريبة أكثر من الضريبة المحددة لأنه قام "بسلخ الماشية بدلاً من جزها" على حد تعبير الإمبراطور. وفي خلال فترة حكمه أيضًا حدث لأول مرة جباية الضرائب بشكل مباشر عن طريق جباة ضرائب معينين بدلاً من النظام القديم الذي كان يعتمد على نظام الملتزمين في جباية الضرائب.


كما تظهر نفس هذه الصرامة أيضًا في تعنيفه وتوبيخه لجرمانيكوس قيصر الذي بعث به تيبريوس حاكمًا على الشرق فانتهز الفرصة وزار مصر في جولة سياحية بين آثارها القديمة فصعد في النيل حتى أسوان دون أن يحصل على إذن مسبق من الإمبراطور وبذلك تجاوز وتخطى القانون الذي وضعه الإمبراطور أغسطس في هذا الصدد والذي كان يحظر على أي مواطن روماني من طبقة السناتو أن يدخل الإسكندرية بغير إذن منه شخصيًا. ويقال أيضًا أن جرمانيكوس قيصر قد أخذ على عاتقه أن يفتح مخازن الغلال العامة إذا ما شحت الحبوب وكان يسمح ببيع الحبوب، كما يروى أنه كان يسير بين الناس في ملابس إغريقية وبغير حراسة. ويبدو حقيقة أنه حاول أن يمنع أي سبب من أسباب انتهاك القوانين وذلك بإصدار مراسيم يبتغي فيها من المصريين ألا يعاملوه بتملق ونفاق زائد عن الحد ويمنع فيها تكليف السكان إجباريًا بتسليم دوابهم ومؤنهم لاستخدامها بلا مقابل في مناسبة زيارة الإمبراطور، ولكن من المحتمل أن هذه التوجيهات قد أغفلها عامة الناس وهناك قرائن تفيد أن الموظفين في طيبة كانوا يفرضون مساهمات عينية من الحبوب استعداداً لقدومه. وهذا التمادي في الترحيب وإظهار الإجلال يمكن أن يوحي بسهولة الخيانة وخصوصًا في مصر وهي الولاية التي يمكن لمن يحكم قبضته عليها أن يتولى مقاليد السلطة في روما والتي كانت مستعدة دومًا لأن تعلن التمرد والعصيان مع أي قائد قد يدعوها إلى ذلك. وقد زارها تيبريوس ولكنه وجه إليها تعنيفًا قاسيًا.


إن إعادة إصدار العملة الفضية مرة أخرى في الإسكندرية في عهد تيبريوس يمكن أن يؤخذ كقرينة على أن مصر كانت في حالة رخاء متزايد في عصره. ففي ظل حكم البطالمة المتأخرين أغرقت الإسكندرية بكميات كبيرة من عملة الأربع دراخمات (التترادراخمة) الفضية المنخفضة القيمة والتي كانت قيمتها في حالة تذبذب مستمر أمام العملة النحاسية. وقد أوقف أغسطس إصدار التترادراخمات وضرب فقط كميات محدودة من العملة النحاسية ربما بغرض تثبيت سعر تغيير العملة. وفي العام السابع من حكم تيبريوس ظهرت التترادراخمة من جديد من دار سك العملة السكندرية، وكانت قيمتها لا تزال منخفضة ولكن مقدار ما تحتويه من الفضة كان محددًا بما يساوى الديناريوس الروماني الذي أصبح يعادل التترادراخمة وذلك لأغراض حساب العملة الذي ظل ثابتًا بصورة معقولة لما يزيد عن قرن وفي الوقت ذاته تضاءل إصدار العملة النحاسية.


وقرب نهاية حكم تيبريوس كان هناك خوف من اضطرابات جديدة في مصر، وهذا الخوف يمكن أن نستشعره في مرسوم أصدره الوالي أفيليوس فلاكوس حرّم فيه حمل السلام وأن من يخالف ذلك سيكون جزاؤه الإعدام، ويبدو أنه في أعقاب صدور هذا الرسوم كانت هناك زيارات للناس في مواطنهم بحثًا عن السلاح وعثر على كميات كبيرة من الأسلحة كما يروى فيلون. وهذه الإجراءات من جانب فلاكوس الذي يبدو أنه حكم مصر بالعدل والحزم الصارم منعت تفجر أي أعمال خطيرة حتى وفاة تيبريوس.

source = history.egypt.com
=====================================
الولاه الرومان في مصر- في عصر تيبريوس :
=========================
وولاته علي مصر هم بالترتيب :
- فيتراسيوس بوليو 16 / 17
- جاليريوس سنة 21
- فيتر اسيوس بوليومرة ثانية سنة 31
- أفيليوس فلاكوس في الفترة( 32 -37م)
- أميليوس ركتوس
- سيوس سترابو
===========================
سنة 14
نشر الشاعر ببليوس أفيديوس نازو Publius Ovidius Naso أشعاره بعنوان الغزليات Amores في عام 14م، ولم تلبث إلا قليلاً حتى جرت على لسان كل شاب في روما حديثاً وغناء. ويقول هو في ذلك: "إن الناس في كل مكان يريدون أن يعرفوا من تكون كورونا هذه التي أتغنى بحبها
نبذة عنه :
ولد عام 43 ق.م في بلدة سلمو Sulmo (سلمو)، وهي بلدة في واد جميل من وديان الأبنين على بُعد تسعين ميلاً أو نحوها شرقي روما. بلدة جميلة ذات كروم وغياض من شجر الزيتون، وحقول من القمح، ومياه جارية. وأرسله أبوه- وكان رجلاً ثرياً من رجال الطبقة الوسطى- ليدرس القانون في رومة، ولكنه صُدم حين سمع أن ابنه يريد أن يكون شاعرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

من سنة 10 م إلي سنة 19 م Empty
مُساهمةموضوع: رد: من سنة 10 م إلي سنة 19 م   من سنة 10 م إلي سنة 19 م Icon_minitimeالجمعة فبراير 03, 2012 2:12 am

##############################
Roman Empire





---------------------------------------



China :





---------------------




Art





Births مواليد سنة 14





Deaths من وفيات سنة 14


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

من سنة 10 م إلي سنة 19 م Empty
مُساهمةموضوع: أحداث سنة 15م   من سنة 10 م إلي سنة 19 م Icon_minitimeالجمعة فبراير 03, 2012 2:14 am



سنة 15
========


سنة 15
في عهد القيصر ( آوكوستوس):
استولت الدولة الرومانية على أراضي النمسا
-------------------
24-5-15
Julius Caesar Germanicus, Roman commandant, was born.
(MC, 5/24/02)
----------------------------
سنة 15
موت الشاعر الروماني سكستس بروبرتيوس (49- 15)
كانت أغانيه أقل بساطة وأقل حناناً، يزينها العلم أكثر مما يزين أشعار تيبلس، وتماثلها فيما تحتويهِ من أناشيد الدعارة الهادئة.
ولد سكستس في أمبريا Umbria وتلقى العلم في رومة، وسرعان ما آل إلى قرض الشعر، وضمه ماسيناس إلى ندوتهِ على الإسكولين Esquiline وإن لم يكن في القراء- إلا قلة ضئيلة منهم- من يستطيع أن يستخرج أفكاره من أغوار حذلقته. وهو يصف في زهو وسرور الولائم التي كانت تقام على شاطئ نهر التيبر، حيث كان يحتسي خمر لزبس Lesbos في كؤوس من صنع الفنانين العظام "وهو جالس كأنه على عرش بين النساء المرحات"، يرقب السفن تجري في النهر من تحته. وكان بروبرتيوس يتغنى بمدح الحرب من حين إلى حين ليطرب بذلك وليّ نعمته وزعيمه؛ أما حبيبته سنثيا Cynthia فكانت لها عنده نغمة أخرى، فهو يقول لها: "لِمَ أنجب أبناء ليضحى بهم في الانتصارات البارثية Parthian ؟ لا، لن يكون ولد من أبنائنا جندياً"، وهو يؤكد لها أن كل ما في العالم من أمجاد عسكرية لا يعادل ليلة واحدة مع سنثيا


#########################################

Roman Empire





----------------------------------




Arts and Sciences:





من مواليد سنة 15مBirths





من وفيات سنة 15مDeaths


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

من سنة 10 م إلي سنة 19 م Empty
مُساهمةموضوع: رد: من سنة 10 م إلي سنة 19 م   من سنة 10 م إلي سنة 19 م Icon_minitimeالجمعة فبراير 03, 2012 2:20 am

سنة 16
========

Roman Empire





-------------------------------




Arts and Sciences:





Births:





Deaths:




#########################################



سنة 17
========

17-24
Revolt of Tacfarinas, Numidian leader, against Roman government in North Africa
=============
2-1-17
Publius Ovidius Naso, Roman poet, died.
(MC, 1/2/02)
------------------------------------------------
26-5-17
Germanicus of Rome celebrated a victory over the Germans.
(HN, 5/26/98)

#########################################
Roman Empire





Europe:





Asia Minor:





-------------------




Arts and Sciences:



  • Publication of the Ab Urbe condita ("History of Rome Since its Foundation") in 142 volumes by Livy.





Deaths @سنة 17




#############################

سنة 18
========






Roman Empire





Asia











Deaths




#########################################



سنة 19
========
10-10-19
Julius Caesar Germanicus (33), Roman commandant of Rijnleger and the best loved of Roman princes, died of poisoning. On his deathbed he accused Piso, the governor of Syria, of poisoning him.
(HN, 10/10/98)(MC, 10/10/01)
-------------------------------------------------------
سنة 19
موت الشاعر الروماني ألبيوس تيبلس (54- 19)
خسر الأرض التي ورثها عن آبائهِ كما خسر فرجيل أرضه حين وصلت نيران الحرب الأهلية بلدة بدوم Pedum- قرب تيبور Tibur- مسقط رأسه. وأنقذه مسالا من الفقر وأخذه مع حاشيته إلى بلاد الشرق، ولكن تيبلس مرض في الطريق وعاد إلى رومة مغتبطاً بنجاحه من الخرب ومن السياسة، فقد أمكنه ذلك من أن يصرف جهوده كلها في التغني بعشق الفتيات والفتيان، ونظم المراثي المصقولة على نمط يونانيّ الإسكندرية. وكتب الابتهال المألوف إلى دليا Dilia (وهو اسم لا نعرف عنه أكثر من هذا ولعله لم يقصد بهِ فتاة بعينها بل كان يسمى بهِ الكثيرات من عشيقاتهِ) التي تجلس أمام بابها كالحارسة العنيدة(69)، يُذكّرها كما ذًكرت كثيرات من الغانيات قبلها أن الشباب لا يجيء إلا مرة ثم ينقضي مسرعاً خفية؛ ولم يقلق باله أن دليا متزوجة، فقد أنام زوجها بأن قدم له نبيذاً مركزاً، ولكنه استشاط غضباً حين فعل به عاشقها الجديد ما فعله هو بزوجها
ولعل هذه الموضوعات العتيقة لم تكن خليقة بإقلاق بال أغسطس، أما الذي جعل تيبلس، وبروبرتيوس وأوفد مبغضين إلى حكومة تلقى أشد الصعاب في وجود مجندين للجيش فهو النزعة المؤثرة القوية المضادة للجندية، والتي كانت تتصف بها هذه العصبة المتحللة في حبها من جميع القيود. ذلك أن تيبلس يسخر من المحاربين الذين يسعون إلى الموت في الوقت الذي يستطيعون فيهِ أن يغرَّروا بالنساء، ويتحسر على عهد زحل ويتصوره عهداً:
لم يكن فيه جيوش، ولا حقد، ولا حرب...فلم تكن حرب حين كان الناس يشربون من أقداح خشبية...ألا فأعطني الحب وحده ودَع غيري يذهب إلى الحرب...فالبطل هو الذي يدركه الكبر في كوخهِ المتواضع بعد أن وُلد له بنون، فتراه يرعى الماشية وابنه يرعى الضأن، وزوجته الصالحة تسخن الماء لجسمه المتعب. فلأعش حتى تصبح كل شعرة من شعر رأسي ناصعة البياض، وأحدّث عن الأيام الخوالي كما يتحدث الشيوخ"



#########################################
Roman Empire





Asia:





Births:





Deaths: من وفيات سنة 19م


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من سنة 10 م إلي سنة 19 م
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الأرشيف :: بعض :: من أرشيف 2012-
انتقل الى: