===========================
قرة بن شريك كان من أشهر ولاة مصر في عصر الأمويين، وتعود شهرته إلى ثلاثة أسباب الأول يتعلق بزيادته في جامع عمرو بن العاص والثاني يتعلق بما ورد عنه في المصادر التاريخية والثالث ما يتعلق به من أوراق بردية كشفت في الصعيد بالقرب من طهطا بسوهاج تلقي الضوء على عصره.
وأهم أعماله تتمثل في زياداته بجامع عمرو بن العاص فقد هدم المسجد كله وأعاد بناءه بعد أن زاد فيه من الناحية الشرقية بعد ضم داري عمرو بن العاص وابنه عبدالله، وأحدث فيه منبراً جديداً.
وقد حملت عليه المصادر والمؤلفات التاريخية حملة قاسية فوصفته بسوء التدبير والخبث والظلم والفسق والتهتك غير أن الرسائل المتبادلة بينه وبين عماله في مصر والتي عثر عليها في مجموعة بردي كوم إشقاو تصور لنا رجلاً عادلاً يأمر عماله بالعدل في جميع الأموال ويحذرهم من قبول الرشوة.
وكان يراقب بنفسه أحوال أسعار التموين والأغذية، بل ويتجاوز أحياناً عن بعض ما يدفع من جزية رفقاً بالأحوال ودفن بسفح المقطم في مكان غير معلوم.
إسمه الكامل : قرة بن شريك بن مرثد بن حازم بن الحارث بن حبش بن سفيان بن عبد الله بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان العبسي .
===================
بعد عزل عبد الله بن عبد الملك بن مروان :
قام الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان بتكليف قرة بن شريك والياً علي مصر
وأهم ماكلف به إدامة صلوات الجماعة وجمع الضرائب المسماة ب "خراج مصر "
ولذا يرد في كتب التاريخ القديمة وصفه والياً علي صلاة مصر وخراجها
----------------------
تواريخ هامة:
يوم دخول قرة بن شريك إلى مصر كوالي عليها بتكليف من الخليفة الأموي الوليد = الاثنين 3-3-90 هجرية
مدة ولاية قرة على مصر = ست سنين ميلادية إلا أيامًا.
وفاة قرة = ليلة الخميس 24-3-96هـ
----------------------
أهم أعماله العمرانية:
1-قام بعملية توسعة هائلة في مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، حيث هدمه وبناه من جديد، وأدخل فيه الطريق الشرقي ودار عمرو بن العاص، وجعل له أحد عشر بابا.
(المصدر: موسوعةويكيبيديا)
2- بنى مساجد منها مسجد العيلة بحصن الروم.
(المصدر: السيوطي)
3- قام قرة بتعمير ( بركة الحبش) بعد أن كانت أرضاً مواتاً، وزرع فيها القصب.
ورد في النجوم الزاهرة :لما كان قرة على مصر أمره الوليد بهدم ما بناه عمه عبد العزيز بن مروان لما كان أمير مصر ففعل قرة ذلك ثم أخذ بركة الحبش وأحياها وغرس بها القصب فقيل لها إسطبل قرة.
4- أنشأ قرة الديوان الثالث بمصر.
==================
طريقته في الحكم :
كان جباراً، حسب ماكتب مؤرخو هذه الفترة عنه في العصر العباسي، ولعل شدة كراهية العباسيين والشيعة لبني امية طغى ذلك على مؤرخي هذه الفترة حتى انهم لم يتركوا وصفا بشعا الا وجعلوه في خلفاء بني امية وولاتهم.
والقارئ لرسائل قرة إلى عماله على أنحاء مصر يحد فرقا كبيرا بين ما يذكره المؤرخون وبين ما يطالبه قرة من عماله، قرة يحذر جامعي الزكاة في أكثر من بردية من الظلم أو استخدام العنف في جمع الزكاة ويحذره من ظلم الاقباط وغيرهم.
هنا يجب أن نتوقف ونتأمل فهناك فرق كبير بين ما تذكره كتب التاريخ وما تقدمه لنا وثائق هذا العصر.فمن خلال البرديات التي وصلت لنا من هذا العصر، اي القرن الإسلامي الأول، يمكن ان نحدد العلاقة بين المسلمين الحكام الجدد لمصر واهل مصر في ذلك الوقت من القبط، وان ادعاءات الظلم والتعذيب هي اكاذيب تتداول ولا يوجدعليها دليل.
------------------
قال شمس الدين يوسف بن قز أوغلي في تاريخه (مرآة الزمان):
"كان قرة من أمراء بني أمية وولاه الوليد مصر.
وكان سيىء التدبير خبيثًا ظالمًا غشومًا فاسقًا منهمكًا وهو من أهل قنسرين قدم مصر سنة تسع وثمانين أوسنة تسعين وكان الوليد عزل أخاه عبد الله بن عبد الملك بن مروان وولى قرة وأمره ببناء جامع مصر والزيادة فيه سنة اثنتين وتسعين فأقام في بنائه سنتين.
وكان الناس يصلون الجمعة في قيسارية العسل حتى فرغ قرة من بنائه.
وكان الصناع إذا انصرفوا من البناء دعا بالخمور والزمور والطبول فيشرب الخمر في المسجد طول الليل ويقول: لنا الليل ولهم النهار
وكان أشر خلق الله وتحالفت الأزارقة على قتله فعلم فقتلهم
وكان عمر بن عبد العزيز يعتب على الوليد لتوليته مصر.
ومات قرة في سنة 95هـ بمصر.
وورد على الوليد البريد في يوم واحد بموت الحجاج بن يوسف وموت قرة فصعد المنبر وهو حاسر شعثان الرأس فنعاهما إلى الناس وقال: والله لأشفعن لهما شفاعة تنفعهما فقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو ابن عم الوليد المذكور: انظروا إلى هذا الخبيث لا أناله الله شفاعة محمد " ص " وألحقه بهما.
فاستجاب الله دعاءه وأهلك الوليد بعدهما بثمانية أشهر أو أقل. "
انتهي
تعليق :
1-صاحب مرآة الزمان ساق وفاته في سنة 95هـ والأصح ما سنذكره في وفاته من قول الذهبي وغيره من المؤرخين
2-ا قوله: إن الوليد مات بعد وفاة قرة بثمانية أشهر خطأ لأن وفاة قرة في ليلة الخميس لست بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ووفاة الوليد في نصف جمادى الآخرة قاله خليفة بن خياط.
===============================
ومما يرويه المؤرخون :
اتفقت الخوارج الازارقة على قتل الوالى قرة عندما يزور ؟ الإسكندرية، ، لكنه علم بأمرهم فقبض عليهم وقتلهم.
=======================
وقيل: إن عمر بن عبد العزيز ذكر عنده ظلم الحجاج وغيره من ولاة الأمصار أيام الوليد بن عبد الملك فقال:" الحجاج بالعراق! والوليد بالشأم! وقرة بن شريك بمصر! وعثمان أبن حيان بالمدينة! وخالد بمكة اللهم قد ا٠متلأت الدنيا ظلمًا وجورًا فأرح الناس!".
فلم يمض غير قليل حتى توفي الحجاج وقرة بن شريك في شهر واحد ثم تبعهم الوليد وعزل عثمان وخالد فاستجاب الله لعمر.
قال ابن الأثير: "وما أشبه هذه القصة بقصة ابن عمر مع زياد ابن أبيه حيث كتب إلى معاوية يقول: قد ضبطت العراق بشمالي ويميني فارغة - يعرض بذلك أن شماله للعراق وتكون يمينه بإمارة الحجاز - فقال ابن عمر لما بلغه ذلك: اللهم أرحنا من يمين زياد وأرح أهل العراق من شماله فكان أول خبر جاءه موت زياد. "
هناك من المعاصرين من تشكك في هذا الخبر وقال:
http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=31976." تعود بعض الباحثين علي ترديد هذه المقولة، واعتبارها حقيقة مسلمة دون تأمل فيها، ويكفي عندهم أنها منسوبة إلي عمر بن عبد العزيز، فهل كان عمر بن عبد العزيز يعتبر ابن عمه الخليفة الوليد بن عبد الملك ظالمًا فعلاً ؟ وإذا كان يعتبره كذلك فلماذا قبل أن يعمل له واليًا علي المدينة أكثر من ست سنوات 87 ــ 93 هـ ؟ أم أن الوليد كان عادلاً أثناء ذلك ثم أصبح ظالمًا فجأة بعد أن عزل عمر بن عبد العزيز ؟ أغلب الظن أن عمر لم يقل هذا الكلام، وأنه منحول عنه، وأن أعداء الأمويين نسبوه إلي عمر ليصدقه الناس، ويكون تأثيره كبيرًا عليهم لما عرف عن عمر من الصدق والعدل والسمعة الطيبة."
======================
وفاته:
توفي قرة بمصر وهو وال عليها في شهر ربيع الأول سنة 96هـ
وكان الوليد بن عبد الملك ولى قرة مصر وعزل عنها أخاه عبد الله بن عبد الملك فقال رجل من أهل مصر شعرًا وكتب به إلى الوليد بن عبد الملك: عجبًا ما عجبت حين أتانا --أن قد أمرت قرة بن شريك
=====================================
ليس لقرة بن شريك غير هذا الحديث الواحد
قال الحافظ أبو سعيد بن يونس: حدثني أبو أحمد بن يونس بن عبد الأعلى وكهمس بن معمر وعيسى بن أحمد الصدفي وغيرهم قالوا: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن عبد الله بن قيس عن قرة بن شريك أنه سأل ابن المسيب عن الرجل ينكح عبده وليدته ثم يريد أن يفرق بينهما قال: ليس له أن يفرق بينهما.
===============
المصادر:
* النجوم الزاهرة
* شمس الدين يوسف بن قز أوغلي في تاريخه مرآة الزمان
* ابن الأثير
* السيوطي
* ويكيبيديا
* موقع مصر الخالدة
*موضوع لكاتب يدافع عن قرة بموقع حديث الاسلام
http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=31976.