حكم جعفر نميري السودان نحو 16 سنة من 25-5-1969م حتي 6-4-1985 حكماً عسكرياً لكن لم تكن فترة حكمه بدون انجازات حقيقية
فمثلاً هو لم يوافق أبداً علي استفتاء لسكان الجنوب، الطامعين في الاستئثار ببترول الجنوب ،علي تقسيم دولة السودان الي دولة شمال ودولة جنوب!
وأيضاً أنهى موجة العطش التي كانت تسود الريف السوداني لعهود بعيدة عندما نفذ برامج محاربة العطش في السبعينات
و سعي لأجل رصف الطرق واعلن مجانية العلاج والتعليم
وقدم مساعدات واستضافة لعناصر الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف
وقام بتأهيل الضباط السودانيين من منسوبي الجيش والشرطة علمياً لدرجة أنه لاول مرة في تاريخ السودان حمل العسكريون الدرجات العلمية الرفيعة
واسس نظاما بديلا للادارة الاهلية
و أقام جملة مصانع للسكر ساهمت في دعم الاقتصاد السوداني
، لكن عهده شهد ظهور الحركة الشعبية وجناحها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان، و بروز جون قرنق أبرز زعماء المتمردين
----------------------------
نبذة عن جعفر نميري
ولد في مدينة (أم درمان ) في 26-4-1930 من والدين هما: محمد نميري، وآمنة نميري اللذان قبل زواجهما قدما الى أم درمان من بلدة (ود نميري) في الشمال بالقرب من مدينة (دنقلا) من اجل لقمة العيش
والده عمل جندياً في (قوة دفاع السودان) لكنه بعد الزواج ترك العمل في الجيش واشتغل ساعياً في شركة سيارات. وعندما افتتحت هذه الشركة فرعاً لها في ( واد مدني) انتقل والده الى هذا الفرع واستقر به المقام هناك مع اسرته التي باتت تتكون من أب وأم وثلاثة ابناء هم: مصطفى، ونميري، وعبد المجيد الذي مات عن 24 عاماً0
لتحسين حال الاسرة الفقيرة، عمل مصطفى، الاخ الاكبر براتب قدره اربعة جنيهات شهرياً،
وتعلم جعفر أولاً بمدرسة الهجرة بأم درمان ثم بمدرسة ود مدني
وأكمل جعفر دراسته بمدرسة حنتوب الثانوية، ولكن بسبب الظروف المادية الصعبة قرر جعفر نميري بعد حصوله علي الشهادة الثانوية أن يدخل الجيش وليس الجامعة.
ودخل نميري الكلية الحربية سنة 1950 وتخرج سنة 1952 برتبة ملازم ثان والتحق بالعمل في القيادة الغربية التي مركزها مدينة الفاشر0
وكان راتبه الشهري اربعة جنيهات ونصف الجنيه كضابط حديث التخرج، فكان يرسل نصفه الى أبويه 0
ثم تنقل نميري كضابط جيش في عدة مواقع عمل في الجيش السوداني شمالا وجنوبا.
كما ابتعث لأمريكا حيث حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من الولايات المتحدة الأميركية.
واتهم عام 1955 بتدبير انقلاب عسكري على النظام الديمقراطي القائم بالسودان غير انه تبين للقيادة بعد التحقيق معه ان الامر ليس اكثر من وشاية وبعدما تبين لها ذلك حُفظ التحقيق.
تواترت عدة تقارير سرية أن لجعفر نميري تصرفات مناهضة للحكومة خاصة حكومة ما بعد ثورة اكتوبر التي اطاحت نظام الرئيس ابراهيم عبود، مما اضطرت السلطات العسكرية الى نقله من الخرطوم الى (كسلا ) بصورة اقرب الى النفي، ولكن رغم ذلك امرت حكومة (الصادق المهدي) المنتخبة بعد ثورة اكتوبر اقتياده من كسلا ووضعه في المحبس في احد معسكرات الجيش في الخرطوم.
ومرة جرى التحقيق معه حول محاولة انقلابية فاشلة قادها ضابط اسمه خالد الكد، غير ان التحقيق لم يتوصل الى ما يجرِّم نميري 0
بدأ جعفر يفكر بصورة سرية وجادة في الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري لوضع حد لأوضاع السودان المتردية ، وعليه عقد هو ورفاقه اجتماعات للضباط في الخرطوم و مدن اخرى. وتعرف علي من هو معارض ومؤيد من الضباط للانقلاب- وشكل المؤيدون له تنظيم الضباط الاحرار الذي مالبث أن صار ذراع جعفر نميري في الانقضاض علي السلطة
------------------------------
25-5- 1969
الموافق 18-4- 1389هـ
انقلاب عسكري في السودان بقيادة جعفر نميري واستيلاء القوات المسلحة على مباني الحكومة في صباح 25 -5-1969 وعزل الحكومة المنتخبة
وكان جعفر نميري وقتها يعمل في المنطقة العسكرية بـجبيت» شرق السودان. .
وهكذا استولى نميري على السلطة في الخرطوم بسهولة وأطاح بالحكم الديمقراطي الذي جاء بعد انقلاب عبود0
----------------------------
تولي منصب رئيس مجلس قيادة ثورة مايو خلال الفترة (1969-1972)
وتقلد خلال الفترة رئاسه حكومة السودان
وبالاضافة لذلك
كان وزير الخارجية (1970 – 1971م) ، ثم وزير التخطيط (1971 - 1972) .
----------------------
قبل نميري التعامل مع الحزب الشيوعي السوداني رغم انه يرى خلافات تسري في ساحة الحزب حول عملية الانقلاب نفسه، حيث تحمس فريق من الشيوعيين لنميري واطلقوا على انقلابه ونظامه (ثورية ماي (
ولكن رأي فريق من الحزب الشيوعي ان ثورة كهذه تعني اجهاضاً مبكراً للحركة الشعبية التي يتوهم هذا الحزب أنه يقودها. وتوسعت الخلافات بين نميري والشيوعيين بعد اقل من عام،لأن نميري لم يكن شيوعياً ورأي فريق منهم وعلى رأسهم سكرتير الحزب آنذاك عبد الخالق محجوب، وفاروق حمد الله، وهشم العطا، وبابكر النور،و الشفيع احمد الشيخ؛ ان نميري قد ضل الطريق وتحول بين ليلة وضحاها الى حاكم متسلط
فخطط فريق من هؤلاء بقيادة الضابطين هاشم العطا وفاروق حمد الله لتنفيذ انقلاب على الانقلاب باسم «الثورة التصحيحية
وقعت (محاولة انقلاب هاشم العطا) ضد نميري في حوالي الثالثة بعد ظهر يوم الاثنين 19 -7- 1971،
وفشلت المحاولة واعتقل المتآمرون و في منطقة الشجرة العسكرية جنوب الخرطوم، قام نميري باعدام كل من: سكرتير الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب، وهاشم العطا، وفاروق حمد الله، والشفيع احمد الشيخ، وقائمة من المدنيين والعسكريين، وزُجَّ بالباقي في السجون، لتبدأ مرحلة العداء السافر الممتد بين الشيوعيين ونظام نميري
--------------------
في أكتوبر 1971 انتخب جعفر نميري رئيساً لجمهورية السودان وظل في رئاسة الحكومة حتى ابريل 1985م،
وبالاضافة لذلك ظل يشغل منصب رئيس الاتحاد الاشتراكي خلال الفترة (1972 – 1985)
وكان نميري متسلطاً ويعزل وزراءه فجأة عبر نشرة اخبار الثالثة ظهرا في الاذاعة السودانية بصورة درامية
استطاع نميري جلب السلام والهدوء للسودان لمدة عشرة اعوام عندما وقع مع المتمردين في جنوب السودان اتفاقا في اديس ابابا عام 1972
وعرف السودان أطول هدنة بين المتمردين والحكومة المركزية بالخرطوم دامت 11 عاما
.
دخل نميري في مواجهة مع زعيم الانصار ( الامام الهادي ) من معتقله في (جزيرة ابا) جنوب الخرطوم، وقام جنود نميري بمجزرة ضد الانصار، طالت المئات بمن فيهم الامام الهادي الذي لاحقه جنود نميري وقتلوه على الحدود مع اثيوبيا شرقا. وبذلك أرست احداث الجزيرة لخصومة طويلة بين الانصار ونميري.
وفي سبتمبر (أيلول) عام 1975،قضى نميري بسهولة على تمرد اعداد قليلة من الجنود وصغار الجنود يجمعهم انتماؤهم العنصري الى منطقة واحدة بقيادة الضابط (حسن حسين)
وفي عام 1976 بالتعاون مع دولة ليبيا خططت المعارضة السودانية الموجودة خارج السودان (والتي كانت تضم: الحزب الشيوعي وحزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي) لانقلاب عسكري ضد نميري بقيادة العقيد (محمد نور سعد )وكاد يستولي على السلطة، ولكن جعفر أحبط سعيهم وقتل المشاركين في محاولة الانقلاب بمن فيهم قائده، وأطلق على عملهم محاولة انقلاب المرتزقة.
بعد انتهاء العلاقة بينه وبين الشيوعيين،تحسنت علاقته جداً مع الولايات المتحدة
، حينما بدأت بوادر الاكتشافات النفطية تظهر في جنوب السودان أوائل الثمانينيات تعقد الصراع أكثر بين الشمال والجنوب
وفي منتصف العام 1983 اتهمت حكومة الرئيس جعفر النميري الرائد المسيحي (كاربينو كوانين) قائد الكتيبة 105 بمنطقة (بور) جنوب السودان باختلاس أموال وحاولت التحقيق معه فأعلن تمرده، فشنت القوات الحكومية هجوما على الكتيبة لإخضاعها، ما أدى إلى هربها إلى الأدغال الاستوائية لتصبح في ما بعد نواة الجيش الشعبي.
كلفت حكومة السودان العقيد المسيحي (جون قرنق ) لتأديب تلك الكتيبة وقائدها، إلا أنه أعلن انضمامه إلى المتمردين مؤسسا الحركة الشعبية لتحرير السودان وجناحها العسكري الجيش الشعبي.
عام 1983قام جعفر بتقسيم الجنوب الذي كان ولاية واحدة إلى ثلاث ولايات (أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائية) تلبية لرغبة بعض الجنوبيين خاصة (جوزيف لاغو) الذي كان يخشى من سيطرة قبيلة الدينكا على مقاليد الأمور في الجنوب، وكان ( أبيل ألير) نائب الرئيس النميري من قبيلة الدينكا، وكان مسيطرا على جميع أمور الجنوب.
وبما أن نميري قام بتقسيم الجنوب رغم أن اتفاقية أديس أبابا نصت على جعل الجنوب ولاية واحدة، فلذلك اعتبر البعض تصرف النميري بمثابة إلغاء لاتفاقية أديس أبابا وأنه نسف السلام بنفسه عام 1983 لتندلع الحرب من جديد بين الشمال والجنوب
ولجأ جعفر الى تحسين العلاقة مع دول الغرب وحاول ان يصالح الاحزاب ، وهذا ما دفعه الى ولوج خط الاسلام فتحالف مع الاسلاميين
في سبتمبر 1983 أعلن عن تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية
هذا زاد المتمردين الجنوبيين نفوراً منه ورغبة في الانفصال عن الشمال. ورفع هؤلاء المتمردون شعارات يسارية ووجدوا في الرئيس الإثيوبي (مانغستو هيلا ماريام) سندا قويا وقاعدة خلفية واشتدت محاربتهم للحكومة
وشهدت الحرب الأهلية في عهده فصولا دامية.
، ولكن فشل التحالف بين جعفر و الاسلاميين فدخل في صدام مع النقابات والأحزاب0
سافر نميري في رحلة علاج الى واشنطن في الاسبوع الاخير من مارس (آذار) عام1985 ، وخرج الناس الى الشارع حانقين في مظاهرات تقودها النقابات والاتحادات والاحزاب فرفض الجيش قمعهم وأعلن وزير الدفاع الفريق (عبد الرحمن سوار الذهب ) انحياز القوات المسلحة للشعب، في نفس اللحظة التي كان المشير (جعفرنميري ) في الجو عائدا الى الخرطوم ليحبط الانتفاضة الشعبية، وعندئذ فإن المعاونين لنميري نصحوه بتغيير وجهة الطائرة الى القاهرة،خشية عليه من الاعتقال0
وهكذا نجحت الانتفاضة الشعبية التي رفض الجيش قمعها يوم 6-4-1985 في اسقاطه0
ولجأ جعفر سياسياً إلى مصر من 1985 إلى 1999 ليضمن الحماية في منفاه الاختياري بمصر0
ثم عاد الى السودان في 22-5-1999م بعد أن أمضى 14 عاماً في المنفي منذ إطاحته من الحكم .
وبعد عودته في 28-11-1999للسودان : هاجم مسلحون مجهولون منزله محاولين قتله وتبادلوا النيران مع حراسه الشخصيين لمدة خمس دقائق ثم لاذوا بالفرار 0
وضاق صدره و لازم منزله و لم يغادر نطاق العاصمة السودانية في حركته إلا مرات محدودة لكنه سافر مرارا الى الولايات المتحدة لإجراء فحوص دورية درج على اجرائها من عام الى آخر هناك لأكثر من 30 عاما.
كما زار كلاً من السعودية ودولة الامارات
وسافر الى القاهرة نحو ثلاث مرات للملمة باقي اشياءه في المنفى، ولوداع المصريين، وللتداوي0
في مساء12-11-1427 أصيب بنوبة قلبية ودخل المستشفي العسكري بأم درمان وزاره في اليوم التالي قادة الجيش و رئيس الجمهورية عمر البشير ونائبه علي عثمان الذي حاور نميري وأثني على اسهاماته الخالدة للوطن السوداني0
وقد أقام جعفر في منزل والده العتيق في حي ودنوباوي بمدينة ام درمان، كان يبدأ يومه بالصلاة وقراءة القرآن ثم يذهب الى مكتبه في دار حزب أنشأه باسم «تحالف قوى الشعب العاملة» في شارع الجامعة بالخرطوم.
وفي 30-5-2009 مات عن 79 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
############################
اصور جعفر نميري :
--------------------------
اضغط علي السطور التالية سطراً سطراً
https://2img.net/r/ihimizer/img143/7706/imag40kk3.jpghttps://2img.net/r/ihimizer/img168/3869/imag29mh4.jpghttps://2img.net/r/ihimizer/img92/853/imag10qc1.jpghttps://2img.net/r/ihimizer/img83/8287/imag35eh0.jpghttps://2img.net/r/ihimizer/img143/1479/imag45xg4.jpg