موجز أحداث الفتح الاسلامي لمصر
======================
كانت الكنيسة قد انشقت إلى كنيستين: الكنيسة اليعقوبية في الإسكندرية، وتقول بأن للمسيح إرادة واحدة وطبيعة واحدة إلهية !!، والكنيسة البيزنطية، وتقول بأن للمسيح إرادة واحدة وطبيعتين !!
وأراد هرقل - كما أشرنا - التوفيق بين الكنيستين، وابتدع سرجيوس بطرك القسطنطينية بدعة جديدة بأن للمسيح إرادة واحدة وأن يمتنع الناس عن الخوض في طبيعته، وتبنى هرقل هذا المذهب، وقَبِلَه (سيروسCyrus ) مطران فاسيس فى مستهل عام 631م فولاه هرقل بطركة الإسكندرية، كما أسند إليه حكم مصر وجمع خراجها. وكان هو الحاكم الرومي من قبل هرقل على ولاية مصر، كما كان البطرك الملكاني لكنيسة الإسكندرية، فاجتمعت في يده السلطتان.
ولكن ( بنيامين ) تزعم القبط في رفض هذا المذهب الملكاني،
وراح المقوقس يحارب القبط ومذهبهم ويضطهدهم لإجبارهم على مذهبه، حتى صار اسمه مفزعا للقبط كريها لديهم، ويذكر مؤرخو القبط أنهم ولمدة عشر سنين كانوا يخيرون بين قبول مذهب خلقيدونية أو الجلْد أو الموت، حتى قال بتلر: "... علينا أن نبين هنا بيانا لا شك فيه أنه لم يكن في ذلك الوقت شيء اسمه القبط في ميدان النضال، ولم تكن منهم طائفة لها يد فيه، بل كان القبط إذ ذاك بمنحاة عنه، قد أذلهم قيرس وأرغم أنوفهم...".
وقد دبر فريق من الجايانية من القبط لقتل سيروس، ولكن أخبار المؤامرة نمت إلى علمه فقضى عليها، ولم يكن القبط وحدهم الذين عارضوا المقوقس سيروس، وإنما الملكانيون أيضا لم يعجبهم ذلك المذهب الوسط بين المذهبين، وتزعم معارضتهم صفرونيوس بطرك القدس.
المصدر= منتدى قصة الاسلام بقلم الدكتور راغب السرجانى
note:
المقوقس ذكرته المصادر العربية باسم "فيرس"، وكتبها بعضهم "قيرس"
-----------------------
سنة 638م
بعد تسليم بيت المقدس للخليفة الراشد (عمر بن الخطاب) ، قابله صحابي خبير بالحروب وهو القائد(عمرو بن العاص ) وأعاد عليه الإلحاح في طلب فتح مصر، وجعل يبين للخليفة ما كانت عليه مصر من الغنى وما كان عليه فتحها من السهولة، وقال عمرو في اجتماع بالخليفة في(الجابية) قرب دمشق إنه ليس في البلاد ما هو أقل منها قوة ولا أعظم منها غنى وثروة،... وأن مصر تكون قوة للمسلمين إذ هم ملكوها، وكان . المصدر=بتلر ص226
------------------------
ديسمبر639م
وافق الخليفة وهو متردد على سير عمرو بن العاص لمصر، سار عمرو في جيش صغير من أربعة آلاف جندي (4000) أكثرهم من قبيلة عك وإن كان الكندي يقول أن الثلث كانوا من قبيلة غامق،
روي ابن دقماق أنه كان مع جيش العرب جماعة ممن أسلم من الروم وممن أسلم من الفرس، وقد سماهم في كتابه، سار بهم من عند الحدود بين مصر وفلسطين حتى صار عند رفح وهي على مرحلة واحدة من العريش بأرض مصر،
فأتت عند ذلك رسل (تحت المطي) تحمل رسالة من الخليفة، ففطن عمرو إلى ما فيها، وظن أن الخليفة لابد قد عاد إلى شكه في الأمر، خاشيا من الإقدام والمضي فيما عزم عليه.
فلم يأخذ الرسالة من الرسول حتى عبر مهبط السيل الذى ربما كان الحد الفاصل بين أرض مصر وفلسطين، وبلغ بسيره الوادي الصغير الذي عند العريش، وهناك أتى له بالكتاب فقرأه ثم سأل من حوله أنحن في مصر أم في الشام ؟ فقيل له نحن في مصر.
فقرأ على الناس كتاب الخليفة ثم قال: إذن نسير في سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين، وكان الخليفة يأمره بالرجوع إذا كان بعد في فلسطين، فإذا كان قد دخل أرض مصر فليسر على بركة الله ووعده أن يدعوا الله له بالنصر وان يرسل له الإمداد.
المصدر= بتلر ص 228 ـ 230
------------------------
يناير 640م
استيلاء العرب على بلوز (الفرما)
وصل العرب إلى مدينة بلوز، واسمها بالقبطية (برمون)، ويسميها العرب (الفرما)، في نهاية سنة 639م وكانت مدينة قوية بها حصون وبها كثير من الآثار المصرية والكنائس والأديرة. وكان لها مرفأ متصلا بالمدينة بخليج يجري من البحر، وكان فرع من النيل اسمه الفرع البلوزي يصل إلى البحر بقربها، وكان لها شأن كبير إذ كانت مفتاح مصر من الشرق.
استمرت الحرب متقطعة بين العرب وبين حامية المدينة مدة شهر أو شهرين. واستولى العرب عليها بعد قتال عنيف، وهدموا الحصن، وأحرقوا السفن وخربوا الكنائس الباقية بها. المصادر= بتلرـ ص234 وكامل صالح ص65
-----------------------
أوائل مايو 640م
غارة عمرو الأولى على الفيوم
وكانت ثغور الفيوم ومداخلها قد حرست حراسة حسنة وأقام الروم ربيئة لهم في حجر اللاهون،.. فعدل العرب إلى جانب الصحراء وجعلوا يستاقون ما لاقوا من النعم، فأخذوا منها عددا عظيما،
-------------
فتح البهنسا
وصللجيش العربي المسلم مدينة اسمها البهنسا ففتحوها عنوة وقتلوا من وجدوا بها
ولم يستطيعوا فتح مدينة الفيوم، وعادوا أدراجهم منحدرين مع النهر . المصدر= بتلر ص254 و 255
------------------------
6-6-640
وصول الإمداد للعرب
وصل الإمداد بقيادة الزبير بن العوام ابن عم النبي وصاحبه وأحد رجال الشورى الستة، وكان معه أربعة آلاف رجل، ثم جاء في عقبه كتيبتان كل منهما أربعة آلاف رجل،
جميع ما جاء من الإمداد أثنى عشبالعسكرر ألفا. المصدر=بتلر ص 256
------------------------
15-7-640
عين شمس وموقعة أم دنين
تجمعت جيوش العرب عند هليوبوليس، وكانوا يسمونها عين شمس واسمها بالقبطية (أون)، وكانت معروفة بعظمة آثارها، ومركزها العلمي، ومما يذكر أن أفلاطون كان يتلقى فيها العلم. المصدر= بتلر ص258
وأعد العرب كمينين لجيش الروم، وأمرهما عمرو أن يهبطا على جانب جيش الروم ومؤخرته إذا ما سنحت لهما الفرصة، وحدثت المعركة في الموضع الذي يسمى اليوم (العباسية). واستولى العرب بعد انتصارهم هذا على حصن أم دنين (بين عابدين والأزبكية الآن)، وهرب من كان فيه من الروم إلى حصن بابليون أو إلى حصن نقيوس . المصدر= بتلر ص263
-------------------------
أواخر يوليو 640م
الاستيلاء على الفيوم
لما بلغت أنباء نصر العرب إلى الفيوم غادرها من بها من المسالح، فخرج (دومنتيانوس) من المدينة، في الليل وسار إلى (أبويط) ثم هرب إلى نقيوس، ولما بلغ نبأ هروبه إلى عمرو بن العاص، بعث كتيبة من جنده عبروا النهر وفتحوا مدينتي الفيوم وأبويط وأحدثوا في أهلها مقتلة عظيمة. المصدر=بتلر 264
-------------------------
أوائل سبتمبر 640م
بدء حصار حصن بابليون (مدة الحصار كانت 7 أشهر)
وكان حصنا عظيما، أسواره بارتفاع نحو ستين قدما وسمكها ثمانية عشر قدما، وبه أربعة أبراج بارزة بينها مسافات غير متساوية، وكان ماء النيل يجري تحت أسواره والسفن ترسوا تحتها، وكان به صرحان عظيمان، وكل صرح من هذين الصرحين، دائريا يبلغ قطره نحو مائة قدم، وكان الصاعد إلى أعلى الصروح يشرف على منظر عظيم يبلغ مداه المقطم من الشرق وإلى الجيزة والأهرام وصحراء لوبيا من الغرب، وإلى قطع كبيرة من نهر النيل من الشمال والجنوب، وكان الناظر من هناك لا يقف شئ دون بصره حتى يبلغ مدينة عين شمس. بتلر ص 270
وكانت جزيرة الروضة كذلك ذات حصون ومنعة في ذلك الوقت، وكانت تزيد من قوة حصن بابليون وخطره الحربي، بأنها في وسط النهر تملك زمامه.
ويظهر من قول بن دقماق أن العرب غزوا تلك الجزيرة في أثناء حصارهم لحصن بابليون، فلما خرج الروم من هناك هدم عمرو بعض أسوارها وحصونها. المصدر= بتلر 272
-------------------------
أكتوبر 640م
معاهدة بابليون الأولى لتسليم الحصن.
خرج قيرس المقوقس سرا من حصن بابليون وذهب إلى جزيرة الروضة لمفاوضة العرب، وأرسل من هناك رسلا إلى عمرو بن العاص، ورد عمرو على المقوقس بقوله: ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال:ـ
1ـ إما ان دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا.
2ـ وإن أبيتم، فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون.
3ـ وإما ان جاهدناكم بالصبر والقتال، حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين.
المصدر= بتلر ص 284
وقد كرر عبادة بن الصامت، المتكلم باسم العرب، كرر هذه الشروط للمقوقس عدة مرات . وانتهت هذه المقابلة باختلاف الآراء وعاد العرب إلى الحرب، ولكن الدائرة كانت على الروم، فجعلتهم يفكرون في العودة إلى المفاوضة.
عادت المفاوضات مرة أخرى، وكانت الخصلة التي أختارها الروم، هي الجزية والإذعان، فعقد الصلح على أن يبعث به إلى الإمبراطور، فإذا أقره نفذ. وعندما وصلت أخبار هذه المعاهدة إلى هرقل أرسل إلى المقوقس يأمره أن يأتي إليه على عجل.
-------------------------
15-11-640م
هرقل يستدعي المقوقس إلى القسطنطينية.
وصل المقوقس إلى القسطنطينية، بعد أن استدعاه الإمبراطور هرقل، وحاول أن يدافع عن نفسه أمام الإمبراطور بكلام لم يقتنع به هرقل، وغضب عليه واتهمه بأنه خان الدولة وتخلى عنها للعرب، ونعته بالجبن والكفر وأسلمه إلى حاكم المدينة، فشهر به وأوقع به المهانة ثم نفاه من بلاده طريدا. وكان المقوقس يرى أن العرب هم قوم الموت وأن الله أخرجهم لخراب الأرض.
المصدر= بتلر ص286 و291
-------------------------
قرب نهاية عام 640
بعد رفض هرقل لمعاهدة المقوقس، عاد القتال بين العرب والروم حول الحصن (حصن بابليون)، إلى أن وصلت الأخبار بموت هرقل.
-------------------------
11-2-641م
موت هرقل
توفى هرقل بعد أن حكم إحدى وثلاثين سنة، وكان عمره 66 عاما، وكانت وفاته قبل فتح حصن بابليون بشهرين تقريبا، وبعد وفاته، تولى الأمر بعده، بعهد منه، ولداه قسطنطين ابن زوجته أدوقيه، وهرقل (هرقلوناس) ابن زوجته الأخرى مرتينه.
إبريل 641م تسليم حصن بابليون للعرب.
كان لموت هرقل أثره السئ على جنود الحصن، وبعد محاولة العرب تسلق أسوار الحصن، عرض قائده (جورج) أن يسلم الحصن للعرب على أن يأمن كل من كان هناك من الجنود على أنفسهم، فقبل عمرو منهم الصلح، وكتب عهد الصلح (بين جورج وعمرو) على أن يخرج الجند من الحصن في ثلاثة أيام، فينزلوا بالنهر ويحملوا ما يلزم لهم من القوت لبضعة أيام، أما الحصن وما فيه من الذخائر وآلات الحرب فيأخذها العرب، ويدفع أهل المدينة للمسلمين الجزاء، وكانت مدة الحصار سبعة أشهر. المصدر=بتلرص299
.