منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Empty
مُساهمةموضوع: القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين   القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 17, 2008 2:29 pm

السكان الأصليون في أمريكا الشمالية
عندما التقى الأوروبيون بسكان أمريكا الأصليين في القرنين الخامس عشر والسادس عشر ، كانت القبائل الهندية في أطوار مختلفة فيما يتعلق بتطورها وتعقيداتها التي عكست بدورها مظاهر المناخ والموارد المتوفرة في المناطق التي عاشت فيها .

فالإسكيمو أو الإنْوِت في منطقة آلاسكا عاشوا في أوضاع قاسية يتعقبون حيوان الكاريبو (البقر الوحشي) في هجراته من منطقة إلى أخرى .

وأما قبائل الغابات المتواجدة في شمالي البحيرات العظمى – غالبهم من قبائل الكري Cree – كانوا يعتمدون في معيشتهم أيضاً على حيوان الكاريبو وكذلك الغزلان والقندس والحيوانات الصغيرة الأخرى .

وأما في المناطق الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة والمناطق الجنوبية الشرقية من كندا ، فإن العديد من القبائل كانت تعيش هناك حياة شبه مستقرة في قرى تحوي حوالي ألف أو أكثر من ألف نسمة ، حيث كانت بيوتهم طويلة مصنوعة مغطاة بجذوع الأشجار .


القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Longhouse-LonghouseBrown
نموذج من البيوت الطويلة
-------------------------------------------

وكان هؤلاء الناس يمارسون زراعة بسيطة ، فيزرعون الذرة ، والتفاح ، والخضار ، بما في ذلك البقليات ، واليقطين ؛ وكانوا يسافرون عبر الأنهار على متن قوارب مصنوعة من شجر البيرش birch.

وأما إذا اتجهنا جنوباً ، نجد أن قبائل الشيروكي Cherokee عاشت في قرى اتحادية حيث كان حوالي ألفا شخص يخضعون لرئيس أو رئيسة .

كان لهؤلاء نظام زراعة متقدم مع شبكة تجارية متطورة وحياة ذات طقوس معقدة متعلقة بالتقويم الزراعي

. وأما القبائل التي كانت تقطن منطقة نهر المسيسبي الأدنى ، مثل قبائل الناتشيز Natchez التي بنت تلالاً طقوسية مميزة ومدهشة ، فقد كان لديها مستوى عالٍ من الحرف اليدوية ، وقسمت مجتمعها إلى طبقات ثلاث هي: النبلاء ، والكهنة ، والعوام .

وفي السهول الوسطى جنوبي البحيرات العظمى ، كانت القبائل تمارس اقتصاداً مختلطاً .
كانت بيوتهم الطينية تأويهم في الشتاء ، وأما في الصيف – أيام الصيد – فينصبون خياماً محمولة مصنوعة من الجلد تدعى تيبي tipi.
وتوفر قطعان الثيران الأمريكية (بافالو) المهاجرة كثيراً من المؤنة لهؤلاء الصيادين الذين يستخدمون في صيدها سهاماً وحراباً تحمل في رؤوسها حجارة مدببة .
وقبل مجيء الخيل مع الأوروبيين ، كان هؤلاء الهنود يلاحقون قطعان الثيران لدفعها أخيراً إلى حافة جرف تنتظرها في قاعه أعمدة مسننة معدة لها مسبقاً .
أما في مناطق الحدود الغربية للجبال الصخرية (روكي) من قبل المحيط الهادي ، فقد انتفعت القبائل الهندية هناك من صيد الأسماك والفقمة ، وكلاب البحر . عاش هؤلاء الهنود في رخاء ونعمة ، مما سمح لهم أن يبلغوا حداً معقداً من المعيشة والتي بدورها أدت إلى إنتاج أدوات جميلة كالفؤوس ، والخناجر ، والمطارق ، والرماح التي تحمل في رؤوسها حجارة وأصدافاً رقيقة .

إلى الجنوب ، في الجبال الصخرية – المناطق الساحلية للمحيط الهادي ، عاشت قبائل لم تعتمد على الصيد بشكل ريئس ، بل كان اعتمادها على جمع جوز البلوط ، والجذور، والثمار اللبية ، لتعويض النقص من الغذاء الضئيل الذي يوفره الصيد في هذه المنطقة الجافة والصعبة .

القبائل الهندية ذات الثقافة الأكثر تقدماً كانت تقيم في المناطق الجنوبية الغربية من ولايتي كلورادو ويوتا ، حيث كانت الحياة الزراعية متركزة حول قرى طينية كبيرة أقيمت في وديان الأنهار .
هؤلاء الهنود ، وخصوصاً الهوهوكام Hohokam – استخدموا الري في التغلب على فترات القحط . وبنى هنود البويْبْلو Pueblo قرى محصنة بعدة طوابق على سطوح ومنحدرات هضاب مستوية تسمى ميسا mesa (وهي كلمة إسبانية تعني طاولة).

=
كان لهؤلاء القبليين أساطير يعتقدونها ، وهي منظمة ومرتبة ، ولهم نظام اجتماعي منظم بدقة حيث يصعد فيه الطامحون بالقوة من خلال درجات في المناصب العامة
مارس هنود أمريكا أنواعاً شتى من الميثولوجيا . وتتلاءم اعتقاداتهم مع البيئة التي كانت تعيشها كل مجموعة منهم ومع وسيلة بقائهم .

فالقبائل التي تعيش على صيد الأسماك ، مثلاً ، تقدس "المرأة العجوز" التي تعيش تحت سطح البحر ؛
والإسكيمو (ويطلق عليهم أيضاً اسم: إينْوِت) ينظرون إلى الأضواء الشمالية (ظاهرة فيزيائية تظهر في المناطق المتجمدة قريباً من القطبين الشمالي والجنوبي ، ويطلق عليها اسم أرورا Aurora) على أنها علامة على أرواح آبائهم وأجدادهم؛
وتقدس القبائل التي اعتادت الصيد الحيوانات التي تهب حياتها للهنود ليأكلوا من لحمها ويستفيدوا من جلودها وأشعارها؛
بينما يمارس الهنود الذي يمتنهون الزراعة طقوساً معينة تتماشى والمناسبات المتعلقة بالحصاد ورش البذر وغيرها من أمور الزراعة .
كل القبائل الهندية لديها على الأقل اعتقاد مبهم عن "روح مركزية" أو "إله" يهيمن على الكون .
ويُعتبر الهنود من الوثنيين الذين يعتقدون أن العالم وكل ما فيه متداخل مع الحياة والأرواح ، ولذلك فهم ينظرون إلى الطبيعة والظاهرة الطبيعية على أنها "عائرة" للناس كلهم ، ولهذا فإن مفهوم الملكية الفردية لم يكن لها مكان بينهم .
مثل هذه الفلسفة وضع الهنود في مسار التصادم مع الأوروبيين الذين جاؤوا لاستيطان بلادهم واستملاكها .


################3
الصور :

القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Black_mesa
نموذج من الميسا (لاحظ السطح المستوي)
==============


القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Mesa_verde_large[img][/img]
نموذج من أبنية الهنود على الميسا
==============

ميسا فرده Mesa Verde
القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Mesa_verde_01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين   القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 17, 2008 3:12 pm

القرن 16 - الأمراض الأوروبية:
إن أكثر ما أثر في سكان أمريكا الأصليين خلال احتكاك الأوروبيين بهم كانت هي الأمراض التي نقلها الأوروبيون إليهم التي لم يملك الهنود مناعة ضدها، مثل: مرض الجدري والحصبة والتيفوئيد والزهري. وخلال فترة جيل واحد من من بدء هذا الاحتكاك انقرض هنود الكاريب (سكان جزر الأنتيل ، وينسب إليهم البحر الكاريبي). وأما القبائل الأخرى فقد فقدت حوالي 90 إلى 95 بالمائة من تعداد سكانها في أول مائة سنة من مجيء الأوروبيين إلى "العالم الجديد".
---------------------------------------------------------------
1511- اتصال الإسبان بالهنود:
تعتبر المناطق التي احتلها الإسبان في "العالم الجديد" خلال عصر "الاستشكافات" من أكثر المناطق تدميراً فيما يتعلق بسكانها . فكثير من المؤرخين وصفوا هدف الإسبان في العالم الجديد بأنه بحث من أجل "الذهب ، والمجد ، والإله" (ويعبر عنها باللغة الإنجليزية بالجيمات الثلاث لأنها هذه الكلمات كلها تبدأ بحرف الجيم: gold, glory and God).

فمثلاً ، ما إن جاء عام 1511 حتى كان الإسبان قد استوطنوا جزيرتي كوبا وإسبانيولا في البحر الكاريبي، وكانوا متلهفين لاستكشاف اليابسة (في جسم القارة الأمريكية) للبحث عن مدينة "إل دورادو" الأسطورية: المدينة الذهبية (El Dorado)، للذهاب إلى إمبراطورية الآزتك (الحقيقية) في عمق جبال المكيسك.

وعندما ذهب الإسبان إلى منطقة اليوكاتان Yucatan (وهي شبه جزيرة تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المكسيك حالياً، وفيها ازدهرت حضارة المايا المعروفة) انتهت مغامرتهم تلك بقتال دموي مع المايا، ولم تثمر بالحصول على أي ذهب أو كنوز.
---------------------------------------------------------------
1513- المستكشفون الإسبان للعالم الجديد:
في الحقيقة ، يتحرج المرء من إطلاق كلمات مثل "مستكشف " أو ما يشابهها على الأوروبيين الذين جاؤوا إلى العالم الجديد ، وخصوصاً الإسبان ، فقد كانوا أبعد الناس على المنهاج العلمي أوحب المعرفة أوالاستكشاف ، بل أصدق كلمة يمكن أن يوصفوا بها هي أنهم ببساطة مجموعة من "المرتزقة" أفسدوا في الأرض وقتلوا العباد والدواب ، ولم يسلم من وحشتيهم أحد ، لا النساء ولا حتى الرضّع . ولم أجد خلال قراءاتي لعدة تواريخ أرحم من المسلمين عندما كان يفتحون المدن والبلاد ، فما كان همهم المال والغنيمة ، بل هداية الناس وتحريرهم من ظلم الظالمين وطغيان الكافرين ، فرحم الله ذلك الجيل العجيب الذي لم تعهده البشرية في تاريخها كله .

على كل حال ، نتابع الآن: من "المستكشفين" الإسبان الذي لحقوا كولومبس (1492) إلى العالم الجديد كان (خوان بونسه دي ليون ) المولود حوالي عام 1460 كان بحاراً مع كولومبس في رحلته الثانية إلى الأمريكتين عام 1493، ولم يرجع معه إلى إسبانيا ، بل أقام في سانتو دومينغو في جزيرة إسبانيولا. عُيِّن حاكماً على أحد أقاليم الجزيرة . سمع أن هناك ذهباً في جزيرة بورنِكْوِن (بورتو ريكو) فغزاها واحتلها بوحشية وادّعاها للتاج الإسباني ، ثم عُين حاكماً على نفس الجزيرة .
في عام 1513أبحر شمالاً إلى أن وصل سواحل فلوريدا، ثم أكمل طريقه شمالاً حتى وصل مكان مدينة سان أوغسطين . وكان قد خاض عدة حروب ضد السكان الأصليين لجزر البحر الكاريبي .
هلك في شهر يوليو عام 1521، ودفن في سان خوان في جزيرة بورتو ريكو .
ونود أن نذكر هنا أن بونسه دي ليون هذا كان ممن حارب المسلمين في شمال إفريقية.
وهناك فاسكو نُوَاس Vasco Nuas الذي كان يبحث عن المدينة الذهبية (إل دورادو) (لاحظوا سعي هؤلاء "المستكشفين" الحثيث في بحثهم عن الذهب، فما أن يسمعوا بمكان فيه ذهب – وقد لا يكون الخبر صحيحاً – إلا وكانوا أول المرتحلين إليه! وهل لكم أن تتخليوا "مدينة من ذهب"، فما من الإسبان أن يضيعوا فرصة ، ولو كانت خيالية!).

وأما ( هرناندز كورتس ) Hernando Cortes فشخصية متميزة بين "المستكشفين". كان على يديه سقوط المكسيك عام 1519 وبالتالي سقوط مملكة الآزتك .
وقد فصَّل مرافق كورتس المدعو برنار دياز دي كاستيلو في كتابه "غزو إسبانيا الجديدة" (كانت المكسيك تدعى إسبانيا الجديدة!) عن الأحداث التي أدت إلى انهيار كيان الآزتك ، وهو كتاب جدير بالقراءة فيه تفصيل عن حياة الآزتك وكيف انهارت مدينتهم "تينوكْتيتْلان"– ولا أدري إن كان قد ترجم هذا الكتاب إلى العربية أم لا!

وشخصية أخرى لا تقل وحشية ودهاءً عن كورتس هي شخصية ( فرانسسكو بيزارو Francisco Pizarro):
ولد بيزارو عام 1478، وقضى وقتاً لا بأس به منتقلاً بين شواطئ أمريكا الجنوبية المطلة على المحيط الهادي . "اكتشف" بيزارو مملكة الإنكا Inca واحتلها بسرعة وبوحشية مستولياً على كميات هائلة من الذهب والفضة وغيرها من المعادن الثمينة بعد القبض على ملكها "آتاولبا"، وهو آخر ملوك الإمبراطورية. وتذكر كتب التاريخ كيف قبض بيزارو على آتاولْبا وهدد شعبه بقتله إن لم يجمع له ذهباً وفضة.
واضطر الملك – حفاظاً على حياته ومصدقاً بيزارو- أن يجمع له ذهباً وفضة ، فجمع له وملأ منهما حجرة كاملة. وطمع بيزارو أكثر، وظن أن آتاولبا يخفي كمية أكبر مما جمع له، فبدأ بتعذيبه ليقرّ بمكان الذهب والفضة ، ومات مقتولاً شنقاً على يد بيزارو.
بعد أن عاث بيزارو وجنوده فساداً في الأرض (البيرو) وترك دماراً في عاصمة إمبراطورية الإنكا، وكان تدعى كوسكو Cusco (ومازالت موجودة وتعتبر من أكبر المدن السياحية في البيرو) رحل إلى الساحل وأسس مدينة ليما التي أصبحت منذ ذلك الحين عاصمة للبيرو.
في عام 1541 اغتيل بيزارو على يد أتباع "بدرو دي المارغو" الذي كان يطمع أن يسيطر على ليما وكنوزها. وهكذا أصبح القاتل مقتولاً على يد قاتل آخر. ولله في خلقه شؤون، ولا يظلم ربك أحداً!

ومن "المستكشفين" الإسبان الأوائل للعالم الجديد كابيزا دي فاكا (1535) Cabeza De Vaca وفرانسسكو فاسكز دي كورونادو (1539-1542) حيث أن كلاهما استكشفا منطقة الجنوب الغربي من الولايات المتحدة. ودي فاكا كان مختلفاً عن بقية المستكشفين لأنه حملته لم تكن حملة عسكرية ولم يعتد خلال ترحاله على أحد من الهنود، إلا أنه كانت هناك مناوشات بينه وبين بعض القبائل الهندية التي التقاها في طريقه. وفي مرحلة من مراحل سيره كاد هو ورفاقه أن يهلكوا.

وقد ترك دي فاكا مذكراته عن رحلته الاستكشافية التي بدأت بسواحل فلوريدا بعد أن رمتهم أمواج البحر علىسواحلها ودمرت سفنهم هناك ، وانتهت بمكسيكوسيتي، وكتابه مطبوع تحت عنوان: Rélacion وهو كتاب ممتع وتقرأه وكأنك تقرأ لعالم مختص في الأنثروبولوجيا.
ولد دي كافا في الأندلس المفقود عام 1490 لعائلة نبيلة، وانخرط في الجيش – كعادة النصارى في ذلك الوقت بسبب حربهم مع المسلمين – وفي عام 1527 غادر البلاد مع البحرية الإسبانية الملكية وفي نيته احتلال قارة أمريكا الشمالية. بعد أن دمر أسطوله إعصار بحري مقابل شواطئ كوبا ، استطاع دي كافا أن يؤمّن سفينة حيث انطلق بها إلى فلوريدا وحين نزوله مع رفاقه إلى اليابسة الإسبان الأرض – التي كان تسكنها قبائل هندية – أنها ملك للتاج الإسباني (!) كعادتهم في استيلائهم على كل أرض تطؤها أقدامهم.
وحدث أن انقسمت الحملة إلى فريقين ، وكان قرار انقسامها إلى برية وبحرية ضربة قاسية لأفرادها، حيث لم تلتق القوات البرية بالقوات البحرية بعد ذلك.
استطاع دي فاكا ومن معه من الرجال – بعد عذابات - أن يبحروا راجعين إلى جزيرة كوبا ، لكن العواصف جرتهم وقذفتهم إلى القرب من جزيرة "كالفستون" الواقعة جنوبي مدينة هيوستن الحالية في ولاية تكساس.
ومن هناك انطلق دي كافا ومن نجا من رفاقه براً، فالتقى بعدد من الهنود سكان الجزيرة وغيرهم. وقد بقي هو ورفاقه في حالة يرثى لها من الضعف والجوع والعري. ودخل عليهم عام 1532وكان قد بقي منهم حياً فقط دي فاكا ودي كاستيلو مالدونادو،ودي كارانكا، وعبد إفريقي اسمه مصطفى – إستيفان – ويبدو أنه كان من عبيد المغرب الذين أسروا أو بيعوا. وأنه كان مسلماً، ولا يعرف عنه الكثير إلا أنه قتل على أيدي الهنود فيما بعد.
وقد تحوّل دي فاكا أثناء رحلته هذه من رجل عسكري يلهث وراء الشهرة والمال إلى رجل عادي يراقب بعينيه ما حوله ويتعامل مع الهنود الذين التقى بهم. وقد رأى بنفسه الوحشية التي كان يعامل بها الإسبان السكان الأصليين للبلاد، فعندما رجع إلى إسبانيا نشر كتابه (رلاسيون). بعد ذلك، خدم دي كافا في منصب الحاكم الإقليمي للمكسيك، لكنه اتهم فيما بعد بالفساد ، ربما بسبب تصرفه اللائق تجاه الهنود، فاضطر للعودة إلى إسبانيا حيث حوكم، وفي عام 1552 صدر إعفاء عنه أعطاه الفرصة حيث أصبح قاضياً في مدينة إشبيلية إلى أن مات سنة 1556 أو 1557.

وأما كورونادو فقد كان أكثر قسوة من دي فاكا وكان همه البحث عن مدينة سيبولا الأسطورية التي تحتوي ذهباً وفضة، ووصل في بحثه إلى ولاية كنساس حالياً في وسط الولايات المتحدة . لكن خاب أمله وعاد من حيث جاء إلى "إسبانيا الجديدة". وقد كتب كورونادو يوميات رحلته وهي مطبوعة بالإسبانية والإنكليزية وغيرها من اللغات.

خط مسير رحلة كورونادو في الجنوب الغربي من الولايات المتحدة]
----------------------------
وهناك أيضاً "مستكشف" يدعى هيرناندون دي سوتو (1541) استكشف ما بين فلوريدا ونهر المسيسبي.
استطاعت إسبانيا في تلك الأوقات أن تؤسس إمبراطورية في العالم الجديد قبل مائة سنة من تأسيس أول مستعمرة بريطانية في جميستاون / فرجينيا في عام 1607. وقد استخدمت إسبانيا الأموال التي جنتها في مستعمراتها الجديدة لتمويل العملية التي كانت تخوضها الكنيسة الكاثوليكية ضد حركة الإصلاح البروتستانية التي عصفت بأوروبا منذ 1517، ولتؤكد سلطتها عليها.
لقد نهبت إسبانيا أرض "العالم الجديد" من الذهب ما يقدر بـ200 طن، ومن الفضة 16 ألف طن، هذا كله كان له أثر في غناء إسبانيا وقوتها وطمع بقية الأوروبيين في الصراع على أمريكا، بل أثر هذا سلبياً على اقتصاد العالم الإسلامي – الذي كانت تسك نقوده من معدني الذهب والفضة – حيث هوت أسعارها في السوق مقابل إغراق السوق العالمية (أوروبا والعالم الإسلامي وقتذاك) بذهب وفضية رخيصي القيمة.

]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Empty
مُساهمةموضوع: غزو الإسبان للمكسيك   القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 17, 2008 3:15 pm

سقوط مدينة تينوكْتيتلان Tenochtitlan (مكسيكوسيتي) عاصمة الآزتك:
هرناندو كورتس (1485-1547)
ولد كورتس في عام 1485 في قرية مادلين في إقليم بادايوس في الجنوب الغربي من إسبانيا الحالية. عندما بلغ كورتس سن 14 سنة انتسب إلى جامعة سلمنكة حيث درس القانون، لكنه ترك الجامعة بعد سنتين من الدراسة وبدأ يجول هنا وهناك . في عام 1504 أبحر إلى جزيرة إسبانيولا وأخذ يجرب حظه في "العالم الجديد". وعندما بلغ 18 سنة (في 1511)، انضم إلى الجيش تحت قيادة جندي إسباني يدعى دييغو فِلاسكس ولعب دوراً في غزو جزيرة كوبا.
وعندما أصبح فلاسكس حاكماً على كوبا، عُيِّن كورتس محافظاً وقاضياً على مدينة سانتياغو فيها.
بعد "اكتشاف" المكسيك على يد خوان دي غريهلبا، استطاع كورتس إقناع فِلاسكس في إعطائه الأوامر لتأسيس مستعمرة في المكيسك، لكن هذه حملة كورتس هذا ألغيت فيما بعد بسبب شكوك فلاسكس في نوايا كورتس.
وفي 19-2- 1519 انطلق كورتس إلى المكسيك ومعه قوة مكونة من 600 رجل و20 فرساً. أبحر من كوبا إلى أن وصل إلى ساحل شبه جزيرة "يوكاتان" المكسيكية. في شهر مارس (آذار) من نفس السنة، نزل كورتس على ساحل المكسيك وسيطر على بلدة "تاباسكو"، وهي البلدة التي اجتمع بها كورتس مع المدعوة "مالينشه" وهي هندية ، وأصبحت له بعد ذلك خليلة ومترجمة ودليلاً.
بعد أن عثر كورتس على ميناء أفضل في الشمال من بلدة سان خوان، بدأ بتأسيس بلدة دعاها باسم "لا فيلا ريكا دي لا فيرا كروز" وحتى لا تسول له نفسه بالتراجع أحرق سفنه هناك. بعد ذلك بفترة قصيرة علم كورتس بإمبراطورية الآزتك، فمشى مع قواته متوغلاً في اليابسة وأجبر قبائل تلاخْكالا Tlaxcala الهندية في عقد حلف معه.
وبعدها بدأ كورتس يتقمص شخصية "كوتزالكوتل" Quetzalcoatl، وهذا كان عبارة إله قديم كان يعتقد الآزتك أنه سيعود إليهم من جهة الشرق، وهي نفس الجهة التي جاء منها كورتس.
في البداية، ظن الآزتك أن كورتس هو ذلك الإله المنتظر، إلا أن هذه الحيلة لم تنطل عليهم طويلاً، وخصوصاً بعدما رأوا ظلم كورتس واستبداده وجنوده. عند دخول كورتس عاصمة الآزتك أسس مركزه فيها ، ولما علم بأن قوات الإمبراطور مونتيزوما هاجمت مدينة "فيراكروز" قبض كورتس على الإمبراطور وأجبره على تسليم القوات المهاجمة ثم أعدمه. وعملياً انتهت إمبراطورية الآزتك التي ما زال علماء الآثار والتاريخ يفكون أسرارها يوماً بعد يوم.
قصة غزو الإسبان للمكسيك طويلة وفيها كثير من التفاصيل، وقد ذكرت أن برنار دياز دي كاستيلو قد كتب كتاباً في غزو "إسبانيا الجديدة" وفصَّل فيه. وليعلم أن حضارة المايا ، التي كان مركزها شبه جزيرة يوكاتان غير حضارة الآزتك التي كانت تحتل وسط المكسيك، وكلا الحضارتين كان لهما أثر كبير على المناطق حولهما

خط مسير كورتس في المكسيك (1519-1526]

[align=justify]وصف مدينة تينوكْتيتلان:
تقع مدينة تينوكْتيتلان في جزيرة في وسط بحيرة كانت موجودة في الوادي الذي تقع فيه عاصمة المكسيك حالياً، وكان يربطها باليابسة عدة جسور، وكان اسم البحيرة "تِخْكوكو"، وكان على أطراف البحيرة مدن أخرى تزخر بالحياة والتجارة

ويحوط وادي المكسيك مجموعة من الجبال البركانية والتي تضفي جمالاً أخاذاً على المنطقة كلها. كان هذا الوادي يعج بالناس والضجيج والحركة والأسواق قبل مجيء كورتس، ويذكر الباحثون أنه كان يسكن هذا الوادي حوالي 25 مليون نسمة، هلك معظمهم، ولم يسترجع الوادي هذا العدد الهائل من البشر (حاليا مدينة المكسيك) إلا بعد خمسة قرون. فانظروا إلى حجم الهلاك الذي أصاب الهنود في ذلك الحين، فقد كانوا يموتون بالآلاف بسبب احتكاكهم بالإسبان الذي حملوا الدمار البيولوجي في أنفاسهم وأجسادهم لهؤلاء القوم، طبعاً لا ننسى القتل الذي استحر فيهم والمذابح البشعة التي قام بها الإسبان للتخلص من المكسيكيين.
--------------------------------------------

القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Aztecs44
مصور للمدينة وفي مركزها المعابد والأهرامات
============================
صورة لمدينة كوسكو القديمة في البيرو
القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Machu1[img][/img][img][/img]

##########################################

3 صور لأهرامات الآزتك وهي عبارة عن معابد للهنود الحمر :
القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Pyr_Sun

القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Tenayuca

القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Teotihuacan-sx-pd-200h
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Empty
مُساهمةموضوع: "المستكشفون" الفرنسيون للعالم الجديد:   القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 17, 2008 3:23 pm


ممن يُذكر من الفرنسيين الذين استكشفوا العالم الجديد:( جاك كارتير )
ولد كارتير في عام 1491 في بلدة سانت مالو في فرنسا، ولا يعرف عنه حياته كثيراً قبل إبحاره إلى العالم الجديد في عام 1534 حيث قطع المحيط الأطلسي في مدة عشرين يوماً فقط. نزل جاك في جزيرة قريبة من "نيوفاوندلاند" (في كندا)، واتجه منها شمالاً حيث دخل مضيق بيلي آيل، ثم أبحر في خليج سانت لورنس، وكان ينتقل من مكان لآخر حتى وصل إلى خليج شالور وشبه جزيرة كاسبه حيث رأى هناك خمسين زورقاً تحمل هنوداً من قبائل الميكماك (Micmac) حيث رحبوا به وقابلوه بهذه الكلمات: "نابْيُو تُونْدامِنْ أَصُورْتَهْ" وتعني: "نريد أن نعمل صداقة".
في اليوم الثاني تبادل الفريقان البضائع التجارية بينهم واحتفلوا. ولكن كارتير خاب أمله عندما تحقق أن خليج نهر سانت لورنس لن يوصله إلى الصين!
وقد التقى كارتير بمائتين من قبائل الهورون Huron وكان قائدها المدعو "دونّاكونّا". وعندما عاد كارتير – فيما بعد – إلى فرنسا اصطحب معه ولدين لدوناكونا وهما "دوماغايا" وتايْغناغني" إلى فرنسا وتعلما الفرنسية وأصبحا مترجمين ثم رجعا معه.
توغل كارتير ورجاله في اليابسة حيث وصل إلى مكان مرتفع سماه مونت ريال (مونتريال) أي الجبل الملكي. وعندما اضطر أن يبقى في المنطقة خلال فترة الشتاء، مرض رجاله بمرض الاسقربوط وكذلك مرض دوماغايا بنفس المرض، لكنه تعافي منه. وقد أخبر "الهورونيون" كارتير ورجاله بأن ذهباً وكنوزاً أخرى توجد شمالاً في أرض تدعى "ساغْوِني" لعلمهم أن الفرنسيين يحبون سماع القصص، وكان الهورونيون مسرورين بسرد هذه القصص عليهم، وهي مجرد قصص لا غير.
وكان في نية كارتير أن يقوم بحملة أخرى للبحث عن ساغْوِني، لكن لم يتحقق له ذلك إلا في عام 1541 بسبب الحرب الفرنسية-الإسبانية. في هذه الحملة، لم يكن كارتير قائداً لها بل رجل آخر يدعى جان-فرانسوا دي لا روك. زار كارتير (سْتاداكونا)، وبنى حصناً قريباً من ساغوني.
وقد جمع رجالُه ما ظنوا أنه ماساً وذهباً، لكن في الحقيقة كانا فلزين آخرين: كوارتز، وبايرايت الحديدي (ويدعى أيضاً ذهب الغبي). اتجه كارتير غرباً، لكنه عاد وقضى وقت الشتاء في حصنه الذي بناه. اضطر كورتير فيما بعد أن يعود متخفياً إلى فرنسا بعد هلاك كثير من رجاله. قضى كارتير بقية حياته في سانت مالو حتى مات في عام 1557 عن عمر يناهز 66 عاماً.
--
ومن المستكشفين الفرنسيين أيضاً كان (جان ريبو Jean Ribault ). في عام 1562 أُرسِل ريبو من فرنسا ليستكشف شبه جزيرة فلوريدا ويؤسس فيها مستعمرة جديدة. أبحر ريبو في ثلاث سفن تحمل على متنها 150 شخصاً من الفرنسيين البروتستانت. تريد فرنسا أن تكون لها قدم في الأرض الجديدة وأن تطرد المستوطنين الإسبان منها.
نزل ريبو قرب منطقة سانت أوغسطين، ثم اتجه شمالاً حيث وجد النهر الذي دعي بعد بنهر سانت جونز. وعند فم ذلك النهر بنى ريبو تذكاراً حجرياً لتخليد زيارته ولادعاء ملكية الأرض لفرنسا.
بعد ذلك، تابع ريبو مسيره شمالاً حتى وصل إلى مكان في ولاية (كارولينا الجنوبية) حالياً، حيث أطلق عليه اسم (بورت رويال). في هذا المكان بنى البروتستانت الفرنسيون حصناً دعوه باسم تشارلزفورت (حصن تشارلز) تكريماً لملكهم. وعندما بدأت المؤن تقترب من النفاذ أبحر ريبو عائداً إلى فرنسا ليأتي بالمزيد منها.
لكن، لسوء حظه ريبو، اندلعت الصراعات الدينية في فرنسا فلم يستطع أن يجمع الأموال لأجل المؤن. ولهذا لجأ ريبو إلى إليزابيث ملكة إنكلترا في ذلك الوقت ، فقبضت عليه وألقته في سجن لندن بسبب أنه أسس مستعمرة فرنسية في أراض "إسبانية".
خلال فترة سجن ريبو، أرسِل رينيه دي لودنيير لنجدة البروتستانت الفرنسيين في تشارلزفورت في كارولينا الجنوبية، وانطلق مع حوالي 304 من البروتستانت الفرنسيين الذين كانوا متحمسين لإقامتهم في العالم الجديد وممارستهم حريتهم الدينية فيه، فقد كانت حياتهم في فرنسا صعبة.
عندما وصلوا إلى مصب نهر جونز في فلوريدا، نزلوا هناك وبنوا حصناً مثلث الشكل للتحصن فيه ودعوه بحصن كارولين. انتعشت المستعمرة في البداية، فكانت تأتيها السفن الفرنسية محملة بالماشية والمؤن والأدوات اللازمة، وكان على متنها الفلاحون والصناع والنساء والأطفال.
انطلق لودنيير متوغلاً داخل أراضي فلوريدا. استطاع في البداية أن يكوّن علاقات طيبة مع هنود قبائل "تيموكْوان"، ومالبثت أن نفذت مؤن الفرنسيين ولم يعد بمقدورهم الحصول على الطعام من السكان الأصليين. وبدأ بعض المستوطنين يفقدون ثقتهم بقيادة لودنيير، فسرقوا بضع زوارق واتجهوا جنوباً ليصبحوا قراصنة يغيرون على السفن الإسبانية الممتلئة بالكنوز. لقد أصبحت المستعمرة الفرنسية في معضلة بعد أن قرر معظم مستوطنيها الرجوع إلى فرنسا.
بعد أن أطلق سراح ريبو من سجن لندن أرسله ملك فرنسا إلى أمريكا برفقة 500 جندي. قرر ريبو أن ينقذ ويأخذ فورت كارولين.
في تلك الأثناء وصل إلى فلوريدا "مستكشف" إسباني يدعى "بيدرو مننديز دي آفيليز". كانت نية هذا المستكشف طرد الفرنسيين من فلوريدا، فبنى حصناً في سانت أغسطين، جنوب فورت كارولين، وجهز رجاله لخوض المعركة.
حاول ريبو أن يسيطر على سانت أغسطين، لكن سفنه دمرتها عاصفة شديدة. اتجه مننديز مع رجاله شمالاً ودمر حصن كارولين. ثم بعد ذلك، بحث مننديز عن ريبو وبقايا السفن المحطة وقتله وبقية البحارة الفرنسيين. أما لودنيير فاستطاع الهروب إلى فرنسا بعد أن جرح في الهجوم الإسباني وكتب أحداث تجربته المحزنة. مات لودنيير في عام 1582.
وبهذا انتهت مغامرات الفرنسيين في تأسيس أي مستعمرة أخرى في فلوريدا، حيث سيطر عليها الإسبان لفترة من الزمن.
-----------------------
وهناك أيضا المستكشف الفرنسي صموئيل دي شامبلين (1608) الذي جاب منطقة كيوبيك وغيرها من المناطق الشمالية من كندا.
=====================

اعتمدت إمبراطورية فرنسا في العالم الجديد على تجارة الفرو مع قبائل الهنود الحمر ، وكانت تجارة مربحة جداً، لذلك حاولت الحكومة الفرنسية آنذاك تشجيع الهجرة إلى تلك الأرض والاستقرار فيها وذلك بمنحها امتيازات تجارية لتشكيل الشركات المتاجرة بالفرو. وبما أن هذه التجارة تستلزم علاقات سلمية مع الهنود ، السكان الأصليين، فإن علاقات الفرنسيين مع الهنود كانت أفضل من علاقات بقية الأوروبيين من إنكليز وإسبان مع الهنود. وكما سنرى فيما بعد، فقد تحالفت فرنسا مع بعض القبائل الهندية في شمال أمريكا ضد عدوهم التقليدي الإنكليز وبعض القبائل الهندية الأخرى في صراعهم على مناطق العالم الجديد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين   القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 17, 2008 3:27 pm


1534- الهيجان الديني في أوروبا يغذي مستعمرات العالم الجديد:
مرّت إنكلترا بفوضى دينية وسياسية عندما انفصل ملكها هنري الثامن عن الكنيسة الكاثوليكية في عام 1534 بعد أن رفض بابا روما منحه حق الطلاق من زوجته الأولى كاثرين الأراغونية. هيأت هذه الحوداث لمرحلة امتعاض شعبي ساعد في تغذية هجرة المستوطنين الإنكليز إلى سواحل أمريكا الشمالية. وخلال فترة حكم أبناء هنري الثامن: إدوارد الخامس (1547-1553)، وإليزابيث الأولى (1558-1603)، كانت الجماعات الدينية في إنكلترا تتجادل حول ما يسمح وما لا يسمح به من الطقوس الكاثوليكية في الكنيسة الأنكليكانية (الإنجيلية) الجديدة. وبتأثير من شخصيات بروتستانية من القارة الأوروبية، مثل جون كالفن (1509-1564)، تشكلت جماعتان رئيستان ، الأولى : المتطهرون (بيوريتان Puritans) ويؤمنون أنه بإمكان الكنيسة التطهر والتخلص من العناصر الكاثوليكية فيها؛ وأما الجماعة الثانية فهي الانفصاليون (Separatists) ويدعون إلى انفصال تام عن الكنيسة الكاثوليكية. ومع اشتباك هاتين الجماعتين مع التاج الإنكليزي والسلطات الحكومية، بدأ بعض عناصرهما بتنظيم حملات لتأسيس مستوطنات لهم في العالم الجديد حيث يمكنهم أن يمارسوا عباداتهم ومعتقداتهم بالطريقة التي تناسبهم. وهكذا بدأ التواجد الإنكليزي في العالم الجديد وبالذات في أمريكا الشمالية. وسيأتي مزيد من التفصيل حول هذا الموضوع إن شاء الله.

1541- استقدام الخيل إلى العالم الجديد:
في البداية، على الأقل، أصبح للخيل قيمة أكبر من السلاح الناري بالنسبة لسكان أمريكا الأصليين. فالقبائل الهندية الواقعة شمالي (ميسا سنترال) في ولاية مكيسكو الجديدة (New Mexico) – وخصوصاً قبائل السهول العظمى الواقعة في تكساس والوسط الغربي من أمريكا الشمالية – أصبحت هذه القبائل أكثر الفرسان خفة نتجت عن الخيول الإسبانية. ومعلوم أن الخيول الإسبانية من أفضل الخيول في أوروبا لارتباطها الشديد بالخيول العربية التي جيء بها من المغرب خلال حكم المسلمين للأندلس. ويعزى انتشار قطعان خيول "المُستانغ Mustang" الوحشية في أمريكا الشمالية إلى الخيول التي انفلتت أو تُرِكْت من قبل الإسبان الذين جابوا المناطق الجنوبية وبعض المناطق الوسطى في القارة من أمثال: هيرناندو دي سوتو في عام 1541. ومن المحتمل أن هذه الخيول ومهنة الفروسية استقدمت في القرن السابع عشر عن طريق بعض الأسرى الهنود الذين فروا من مزارع الإسبان في نيومكسيكو وسونورا وشيواوا وفيزكايا الجديدة وكوويلا (وهذه الأقاليم الخمسة الأخيرة في المكسيك)، ومهما كان السبب وراء انتشار الخيول في أمريكا الشمالية، فلم يأت عام 1784 إلا وكانت الخيول قد ملأت السهول العظمى.

1558- مستعمرات إنكلترا:
مع خروج أوروبا من العصور الوسطى ودخولها عصر النهضة في القرن السادس عشر، سمح النظام المركزي لبعض البلدان الأوروبية - تحت النظام القوي للعائلات الملكية الجديدة – بتمويل وتسيير الرحلات الاستكشافية في أراضي ما وراء البحار على أمل زيادة أموال خزائنهم الملكية.
في انكلترا، ربح هنري السابع "حرب الورود" (حرب أهلية قامت بين عائلتي يورك ولانكستر، انتصر فيها أخيراً بيت يورك. استمرت هذه الحرب من عام 1455-1487). وبالرغم من تأخر جهود إنكلترا في العالم الجديد بسبب الاضطرابات الدينية، فإن قيام المستعمرات الإنكليزية الأولى في العالم الجديد كان خلال حكم إليزابيث الأولى (1558-1603) التي تتبع بيت تيودور.
ومن أوائل الحكام الأوروبيين الذين موّلوا الرحلات الاستكشافية إلى العالم الجديد كان: (فيرديناند) حاكم أرغون، وإيزابيلا حاكمة قشتالة (كاستيل)، فقد موَّلا رحلة كولومبس الذي نتج عنها "اكتشاف العالم الجديد" في عام 1492.

بيوريتان"
كانت المستوطنات الإنكليزية في منطقة الشمالي الشرقي من الولايات المتحدة ، والتي تعرف بإنكلترا الجديدةNew England، قد تشربت بإحساس خاص بنشر تعاليم "المتطهرين" (Puritans) من قبل رؤسائهم من أمثال (جون وينثروب ) والذي بدوره قاد مجموعة من المستوطنين إلى مستوطنة خليج ماساتشوسِتْس في عام 1630. وعلى متن السفينة (أرابيلا) التي جاءت بالمستوطنين إلى أمريكا ألقى وينثروب خطبته التي قال فيها: "علينا أن نكون كمدينة على تل مرتفع، ترمقنا عيون كل البشر". إن حس وينثروب بنشر تعاليم المسيحية و"الهداية الربانية" تشرّب في مستوطنات إنكلترا الجديدة، وتحول إلى حس سياسي عند الثورة الأمريكية بعد 150 سنة.

بداية الاستيطان والمستوطنات 1600 – 1763
1600- الاقتصاد الاستيطاني
رعى مستوطنو إنكلترا الجديدة الأبقار، والخنازير، والأغنام. كانوا يزرعون كفايتهم من القمح والشعير والشوفان خلال فترة المواسم الزراعية القصيرة في التربة الحجرية، وذلك في نهاية القرن السابع عشر، وكان يبقى هناك فائض للتصدير. كانت الغابات الكثيرة في الولايات المتحدة مصدراً هاماً للأخشاب لصنع السفن. وقد تأسست مرافق لصنع هذه السفن في مدن عدة مثل بوسطن، وسالم ، ودورتشستر، وكلوسستر وبورت سميث. وامتدت مهنة صيد السمك على شواطئ المحيط الأطلسي شمالاً حتى "نيوفاوندلاند" ، وكانت تنتج أنواعاً من الأسماك مثل: سمك القد، والماكرل، والهلبوت وغيرها حيث تم استهلاكها محلياً وصدرت إلى أوروبا. صيد الأسماك كان أيضاً صناعة مهمة، حيث لا تزود فقط اللحم، وإنما زيوت الإضاءة ، والتشحيم، ومنتجات عطورية.
أما المستوطنات الجنوبية فتمتاز عن الشمالية بطقسها المعتدل الذي ساعدها على زراعة محاصيل الأغذية الرئيسية مثل الحبوب والأرز وغيرها والتي يستحيل زرعها في المناطق الشمالية. كانت ولاية فرجينيا – على سبيل المثال – تنتج أكثر من 20000 رطل من التبغ في عام 1619، وفي عام 1688 تزايد إنتاج هذا المحصول إلى أكثر من 18 مليون رطل. وكانت الأخشاب والمخازن البحرية منتجات مهمة لغابات المناطق الجنوبية، وكان هناك أيضاً تربية الماشية.

1600 - معتقد "المتطهرين" (بيوريتان):
نظمت جماعة "المتطهرين" الأمريكيين كنائس تجمعية حيث انضم إليها الأعضاء عن طريق "عهد" أو انضمام اختياري للعبادة الجماعية. يعتقد "المتطهرون" – مثل الكالفنيين أتباع كالفن – بجبرية الأحداث أو القدر، لكن الأجيال التي خلفت "المتطهرين" بدأت تلين في معتقداتها نوعاً ما. وبالنسبة "للمتطهر" الأمريكي فإن العمل الجاد والنجاح التجاري يتماشيان ويتساويان مع "عقيدة الخلاص" عندهم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين   القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 17, 2008 3:43 pm


المصدر :
منقول حرفياً من مقال (مختصر تاريخ أمريكا) بمنتدي التاريخ لعضو المنتدي المؤرخ الأثيري
ورابط المقال الأصلي هو :
http://www.altareekh.com/vb/showthread.php?t=40407
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
 
القرن 16) --سكان أمريكا الأصليين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تضخم أحمق في أحجام مساحات المدن
» هبوط حاد في عدد سكان مصر بسبب الشدة المستنصرية
» من تاريخ النوبة من القرن 13 حتي القرن 20
» عدد سكان مصر سنة 2020
» تعداد سكان مصر عبر العصور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الأرشيف :: بعض :: - من أرشيف 2008-
انتقل الى: