منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري  Empty
مُساهمةموضوع: استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري    استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري  Icon_minitimeالأحد سبتمبر 19, 2010 11:10 pm

ـ استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري


ولد الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف البدري في بغداد في العام 1930 ونشأ على تربية إسلامية رصينة، وتلمذ على يد ابرزعلماء بغداد منذ صغره وعلى رأسهم الشيخ امجد الزهاوي والشيخ محمد فؤاد الالوسي والشيخ عبد القادر الخطيب والشيخ شاكر البدري.
وفي سنة 1949 بعد اكتشاف مواهبه الخطابية ونبوغه في الفكر واللغة والتاريخ رشح لاعتلاء المنبر الإسلامي كخطيب وإمام مسجد السور في بغداد، وكان سنه دون العشرين 1949
وفي عام 1954 أدركت السلطة في العهد الملكي نشاطه وتأثيره فعمدت إلى إبعاده إلى قرية ( حديد) وهي قرية نائية من قرى محافظة (ديالى) فأصبح فيها إماماً وخطيبا لجامع القرية ، وترك فيها اثره وخرّج منها أئمة وخطباء ودعاة صار لهم شأن في المجتمع العراقي.
وفي سنة 1959 (بعد سقوط الحكم الملكي في 14 يوليو1958 ) اصبح إماما وخطيبا في جامع الحاج أمين من منطقة الكرخ وكان المد الشيوعي قد اخذ مأخذه، فتصدى للشيوعية جهاراً على المنبر فوضع تحت الإقامة الجبرية ولمدة سنة كاملة بين العامين (21-2-1959) وحتى صدور العفو العام عن السياسيين في 4-12-1961

تصدى بكل شجاعة لطغيان عبد السلام عارف فأُبعد من ( مدرسة التربية الاسلامية ) في منطقة الكرخ التي كان مدرسا فيها بعد ان فُصل احد طلابه بسبب تهجمه على سياسات عبد السلام عارف!
، فنقلوا الشيخ البدري إلى (جامع عادلة خاتون ) وهوجامع لم يكتمل بناؤه طالبين منه ان يكمل تشييده ليخطب فيه لتعجيزه وتعطيل آلية جهاده ضد الظلم والطغيان.
وقبل التحدي وبفترة قياسية وبجهود أهل الخيرات استطاع إنجاز بناء (جامع عادلة خاتون ) قرب جسر الصرافية في جانب الرصافة.
وعند افتتاح الجامع وهو على المنبر يلقي خطبته فوجئ الشيخ البدري بدخول رئيس الجمهورية عبد السلام عارف للصلاة ولم يكد يأخذ عبد السلام عارف مكانه حتى طالبه الشيخ البدري بتطبيق الاسلام وخاطبه بلاخوف أو وجل:
«يا عبد السلام طبق الاسلام.
إن تقربت من الاسلام باعا تقربنا إليك ذراعا.
يا عبد السلام القومية لا تصلح لنا، وحده الاسلام ملاذنا»
وعند الانتهاء من خطبته جلس جانباً ولم يلتفت فقام الرئيس عبد السلام عارف وصافحه قائلا: «أنا اشكرك على هذه الجرأة!»
تسببت هذه المجابهة في نقل الشيخ البدري إلى (جامع الخلفاء ) وهو مسجد مغلق لاتقام فيه الجمعة بين العامين (1964 - 1966) وذلك لشل نشاطه الاسلامي.
وبعد ضغوط من المواطنين وتهديد البدري بإقامة صلاة الجمعة وإلقاء خطبتها في شارع الجمهورية أمام جامع الخلفاء المغلق قررت الحكومة نقل الشيخ إلى (جامع إسكان غرب بغداد) كإمام فقط ومنعته من ممارسة دوره كخطيب.

وفي عهد الرئيس عبد الرحمن عارف الذي خلف أخاه بعد مصرعه في تحطم طائرته، قاد الشيخ البدري مظاهرة جماهيرية للاحتجاج على محاضرة ل (نديم البيطار) في احدى قاعات منطقة المنصور في بغداد وأجبر البيطار علي الهروب مع رفاقه من الباب الخلفي للقاعة دون ان يكمل محاضرته،
وعوقب البدري على اثر ذلك بالإيقاف عن العمل ايام عديدة.

و أسس البدري (حزب الكتلة الاسلامي )بعد ان خرج من (جماعة الاخوان المسلمين) و(حزب التحرير )
وبعد نكسة عام1967 التحق الشيخ البدري بالمقاومة الفلسطينية دون ان يعلم عائلته بل وضع وصيته عند زميله الدكتور ( وجيه زين العابدين ) وأوصاه تسليمها إلى اهله عند استشهاده.
ولكن المجاهدين في فلسطين طلبوا منه أن يعود إلى العراق للدعوة وحملوه كداعية أمانة قضيتهم
. فقام خلال أيام معدودة بتكوين وفد من علماء السنة والشيعة وبعض الشخصيات الثقافية والشعبية (منهم الدكتور صالح السامرائي والمحامي داود العطار والدكتور عدنان البكاء من النجف والمهندس عبد الغني شندالة والسيد صالح سري والمحامي محمد الالوسي)، للطواف حول العالم الإسلامي من اجل استنفار المسلمين تحت عنوان: «من اجل فلسطين رحلة الوفد الاسلامي العراقي» من 27 يونيو إلي8 أغسطس- وزار الوفد إندونيسيا وماليزيا والهند وباكستان وافغانستان وايران وتركيا، لإيصال القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني واحتلال الارض العربية في سيناء والجولان والضفة الغربية. .

وظل الشيخ البدري يواجه حكام العراق بالنصح والنقد وتضاعف انتقاده بعد وصول نشطاء حزب البعث (البكر و صدام) إلى حكم العراق سنة 1968، فكان البدري دائماً يبدأ خطبته بمقدمة اشتهر بها: «أعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات حكامنا»، ويختم خطبته بـقوله :«اللهم ارزقنا بدولة كريمة تعز بها الإسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا من الدعاة إلى طاعتك والاقتداء إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة وشهادة في سبيلك» .
و لم يرق للبعثيين تصدي الشيخ البدري لفكره، فوضعوه تحت المراقبة حيث كلف صدام حسين جواسيسه بمراقبة منزل الشيخ البدري وتحركاته
وكان صدام حسين وقتها يرأس دائرة العلاقات مع مدير الأمن (ناظم كَزار) .
وذات ليلة عاد الشيخ البدري من المسجد بعد اداء صلاة العشاء بسيارة صديقه (عبد الغني شندالة ) فانقض عليهما أزلام عصابة صدام الذين كمنوا لهما متربصين في الازقة والشوارع المحيطة بدار الشيخ وأخذوهما للمعتقل
وبعد منتصف الليلة نفسها حضروا مرة اخرى فقاموا بتفتيش الدار بشكل همجي، وصادروا كل اشرطة خطب الجمعة كما صادروا مخطوطتين لكتابين هما كتاب الله الخالد والاسلام حرب على الاشتراكية والرأسمالية وكان الشيخ قد اكمل تأليفهما
وضعوا الشيخ في احدى زنزانات ( قصر النهاية) السيئ السمعة وجري استجوابه تحت التعذيب من قبل صدام وناظم كَزار.فيروي أحد المعتقلين الذين كانوا معه في الزنزانة عن الأيام الأخيرة للشيخ قائلاً : (لم أر في حياتي رجلاً بشجاعته داخل المعتقل وهو يعذب ويفقد الوعي ثم يعود إلى رشده فيعذب مرة أخرى وهو يكرر ذكر الله ثم يفقد الوعي تارة اخرى، ويرسل إلى مستشفى الرشيد العسكري لإيقاظه من غيبوبته ثم يعاد إلى التعذيب وهكذا وهو يذكر اسم الله ويقرأ ايات من الذكر الحكيم ويندمج بأدعية مستجابة لنيل الشهادة)
وفي يوم 11/4/1389 هـ الموافق 26/6/1969 م لفظ الشيخ أنفاسه الأخيرة وهو تحت التعذيب ، فنقل إلى مستشفى الرشيد العسكري حيث تم تغسيله وتكفينه وذهب رجالهم فرموا النعش امام دار الشيخ وفروا قبل أن ينالهم انتقام أنصار الشهيد نظراً لما كان يملكه الشيخ البدري من شعبية ومحبة، وكانت شهادة الوفاة مزورة تقول ان سبب موته هو هبوط عمل الكليتين وتوقف الدورة الدموية
قرر أهله دفنه بجوار قبر والده في مقبرة سامراء وكان شيوخ عشيرته في استقباله بسامرا، فخشي البعثيون من حدوث انتفاضة في سامراء من هول فقدان عالم اسلامي مجاهد بهذه الطريقة البشعة. فقامت قوات الامن بتطويق بغداد ومنعوا خروج النعش إلى سامراء، فتم دفنه قرب شيخه ( أمجد الزهاوي ) في مقبرة الامام ابو حنيفة النعمان في الأعظمية في بغداد
ولكن قبل الدفن كشف اخوه الداعية (محمد توفيق البدري ) جثمانه أمام المشيعين مرتين مرة في ساحة الامام ابو حنيفة ومرة عند القبر ليرى الجميع اثار التعذيب والدماء تنزف منه ليطلع المشيعون على وحشية حكام العراق فأخذ الناس يهتفون «الله اكبر والموت للكفرة» وهو هتاف ادى إلى زج العديد منهم في السجون.

رغم مرور 31عاماً علي دفنه فلم تأكل الأرض جسده ففي العام 2000م كان فريق مشترك من الأمن والمخابرات العامة والاثار يبحث عن قبر احد ابناء المتوكل في المقبرة الاعظمية وبجوار قبر الشهيد البدري، ففتحوا قبر الشهيد وانكشف الغطاء عن جثته الطاهرة فضغط أحدهم على جسده فرآه طرياً وكأنه دفن تواً فدخل الرعب والخوف في قلوبهم فأهالوا عليه التراب وفروا هاربين "

كان الشهيد البدري من العلماء الموحدين والمقربين بين الطوائف الاسلامية وتربطه بعلماء الشيعة علاقات وطيدة في سعي منه لتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بين الشيعة والسنة. ولعل اصدق دليل على ذلك هو تأثر الشيعة وحزنهم عليه عند استشهاده، وبعد سقوط نظام صدام احتفوا وأقام ( مسجد براثا ) الشيعي احتفالية كبرى خاصة بمآثره وإنجازاته وسيرته الجهادية

من مصنفاته
-كتاب الله الخالد القرآن الكريم
-الإسلام بين العلماء والحكام
-حكم الاسلام في الاشتراكية
- الاسلام حرب على الاشتراكية والرأسمالية
- الاسلام ضامن للحاجات الاساسية لكل فرد

وترك العشرات من الخطب والمواعظ الاسلامية صودرت بواسطة حزب البعث
حياته الاجتماعية:
تزوج من ابنة عمه ( مريم حسين ) وانجب منها اربعة اولاد هم (أحمد، محمود، سعد، عمر)وأربع بنات وهن ( آلاء، زهراء، اسماء، وعلياء)

=================
نشرت الموضوع لأول مرة يوم 16-2-2007في موقع الشبكةالعالمية للتاريخ
فوردنا تعقيب من أحد أقارب الشيخ البدري نصه كالآتي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله الذي كرم هذا الرجل في الدنيا والأخرة نسال الله أن يجمعنا وأياه مع من يقول فيه (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر )
والحق أني كنت أبحث عن موضوع معين في محرك البحث كوكل فوجدت هذه المقالة التي تخص الشيخ عبد العزيز البدري أبن عم أبي أسكنه الله فسيح جناته وقرأت ما كتب أخي صاحب الموضوع عن شيخنا الفاضل وأحب أن أضيف بعض ما اعرفه عنه كواحد من اقرباءه .
فقد كنت في الأبتدائية وكنا نتردد على بيت عمي شاكر البدري رحمه الله أسبوعياً لزيارتهم وكان الشيخ الفاضل عبد العزيز أبن عم الشيخ شاكر البدري وكان يدرس عند عمي علم الحديث وكنت وأنا صغير أجلس معهم فكان ما يشد أنتباهي على هذا الرجل منظره المهيب فوالله كأنك ترى اسد من اسود الله وكان بيته يبعد قليلاً عن بيت عمي في منطقة الداودي في المنصور ومما أتذكره كيف كان يخطب خطب الجمعة ويمسك السيف أو العصا ويضرب بعصاه أرض المنبر بقوة وهو يدعو الناس الى الله وصوته الجهوري المدوي في الناس . ثم حدث امر جلل في العشيرة وبحكم صغر سني وتداخلي بين أبي وبيت عمي وأستماعي الى الأحاديث التي تدور بينهم عرفت أنه تم فرض الأقامة الجبرية على عمي شاكر البدري وكذلك على الشيخ عبد العزيز ولكن شيخنا الفاضل عبد العزيز رفض هذه الأقامة وخرج متسللً من داره ولكن البعثين عرفوا به وألقوا القبض عليه وأودعوه في قصر النهاية وقد سمعت من عمي كيف كان اخر يوم في حياته على الأرض ونسال الله أن يجعله أول أيامه مع النبيين والصديقين والشهداء فقد أتى صدام حسين الى سجن قصر النهاية وأسم هذا السجن يدل على معناه فالداخل فيه مفقود من على الأرض وحينما وصل صدام الى زنزانة الشيخ عبد العزيز البدري ودخل عليه وكان يجلس على كرسي موضوع له في الزنزانة قال له صدام باللهجة العراقية ( ها لك جابوك يا .....) فما كان من الشيخ إلا أن بصق في وجه صدام ورفع الكرسي ليضرب صدام حسين به ولكن كلاب صدام حسين لم تمهله فرشقوه بالأطلاقات من أعلى راسه الى الأسفل وحين وضعوه في التابوت امام بيته خرج أخوه فرأى جثة الشيخ والأطلاقات النارية في كل مكان من جسمه فهتف باهل المنطقة بأعلى صوته يا مسلمين هذه جثة عالمكم عبد العزيز البدري أنظروا ماذا فعل بها البعثيون فما كان من اللبعثيين بعد ذالك إلا أن أرادوا أن يلحقوه باخيه ولكنه هرب الى السعودية وبقى هناك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري  Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري    استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري  Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 20, 2010 9:42 am

في 7-9-2006م أعاد الرئيس العراقي (جلال طالباني) الاعتبار للشيخ (عبد العزيز البدري ) الذي قتل تحت التعذيب عام 1969 ومنحه لقب (شهيد عظيم) وخصص جلال طالباني لعائلة عبد العزيز البدري راتبا تقاعديا وذلك علي مثال مافعله بالنسبة لعائلة المرجع الشيعي محمد باقر الصدر (#1) الذي اعدم سنة1980مع شقيقته ( بنت الهدى ) إبان عهد صدام حسين

وسأورد هنا للتوثيق التاريخي نص البيان الرئاسي كما ورد في موقع رئيس جمهورية العراق :
"
رئيس الجمهورية يكرم الشهيد الخالد سماحة الشيخ (عبد العزيز البدري ) رحمه الله

استقبل رئيس الجمهورية جلال طالباني، يوم الخميس 7-9-2006 في مقر إقامته ببغداد، عائلة الشهيد الخالد الشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله، و أكد فخامته أن العراقيين على اختلاف مذاهبهم و قومياتهم يقدرون جميعاً الدور الإنساني و البطولي الذي أداه الشهيد البدري في حياته، و يثمنون نضاله ضد الدكتاتورية، و يستلهمون العبر من السيرة العطرة لرجال العراق الأفذاذ و منهم الشهيد عبد العزيز البدري رحمه الله.
و تقديراً لخدماته الكبيرة و الكثيرة للعراق و للإسلام و دوره التاريخي البارز في النضال ضد الدكتاتورية الصدامية المجرمة و لما أسداه سماحة الشيخ الشهيد رحمه الله من خدمات جليلة للوطن و كفاحه و تصديه للظلم و الحيف و لإحقاق العدل، فقد قرر رئيس الجمهورية تكريم سماحته باعتباره شهيداً عظيما للعراق
.
و قد أكد فخامته أن هذا التكريم يحمل عبق ذكرى أمجاد الشهيد البدري و مفاخره و دوره الوطني و الديني، و إمن واجب الدولة إزاء رموز العراق الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل دحر الظلم و إرساء دعائم الحق و إشادة صرح المساواة والحرية للشعب العراقي.

و استشهد الرئيس طالباني بأبيات شعر من قصيدة للشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) يمدح فيها الشهيدين محمد باقر الصدر و عبد العزيز البدري، بقوله:

شعب العراق لكم صبرت مضاضة----- و لقد علمتُ بأنك الصبّارُ
و نوائب تهوي عليك لو أنها----- نزلت على حجرٍ هوت احجارُ
فـ "الصدر" و" البدري" كانا قمةً------- و عليها تتوافد الأطيارُ

و قال رئيس الجمهورية إن بطولة الشيخ البدري قد تجسدت في أصعب اللحظات و هو يصارع الموت تحت سياط الجلاد ، الذي كان يسأله أثناء التعذيب عن رأيه بحزب البعث؟
فما كان بالشيخ البدري إلا أن يقول بكل قوة "أن حزب البعث هو حزب كافر و ملحد".
كما أضاف أن "الشهيد البدري كان في مسيرته النضالية رمزاً للبطولة و الثبات على الموقف، و كان نبراساً في شهادته، يشع بمعاني المحبة و الإخاء بين أبناء الشعب كافة على اختلاف دياناتهم و مذاهبهم و أعراقهم.
و إن إحياء ذكرى الشهيد البدري بتكريمه هي إعادة الحقوق لأصحابها، و الوقوف إلى جانب المظلوم ضد الظالم، و هي وقفة لاستلهام العبر و الإفادة من التجارب في بناء العراق الجديد، بلد الإخاء و المحبة".
لذلك توجب على رئاسة الجمهورية إقرار هذا التكريم و تخصيص راتب تقاعدي لعائلة الشهيد الخالد الشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله.

"
=====
انتهي نص البيان
الهوامش :

(#1) كان رئيس العراق (جلال طالباني ) قد قرر في أغسطس سنة 2006 تخصيص راتب تقاعدي لعائلة محمد باقر الصدر ) مؤسس حزب الدعوة الاسلامية تقديراً لتصديه للدكتاتورية في العراق ومقارعـته نظام الجور وكفاحه من اجل إزالة الحيف وإحقاق العدل.
ملحوظة : ينتمي كل من رئيس الوزراء العراقي السابق (إبراهيم الجعفري) ورئيس الوزراء الحالي (نوري المالكي) إلي حزب الدعوة الاسلامية

=================================================
(#2) رابط البيان علي الانترنت كما يلي :

http://www.iraqigovernment.org/Content/Press%20release/Arabic/pressreleases_7-9-2006/pressreleases_003-7-9-2006.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري  Empty
مُساهمةموضوع: صور من الانترنت للشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله   استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري  Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 21, 2010 10:06 am

صورة لرأس الشيخ عبد العزيز البدري

http://www.hanein.info/vb/imgcache/72009/38929_hanein.info.jpg


------------------

صورة للشيخ عبد العزيز البدري جالساً

http://www.islamweb.net/cachepic/34391.gif

--------------------

صورة للشيخ عبد العزيز البدري -بالثوب الأبيض- يتوسط جمعاً من الناس
http://www.hanein.info/vb/imgcache/8/40284_hanein.info.jpg

------------------------

صورة للشيخ عبد العزيز البدري لا أدري مدي صحتها ومصدرها الأصلي
https://2img.net/r/ihimizer/img18/3121/52989356.jpg

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
البدراني
عضو فعال
البدراني


عدد المساهمات : 3882
تاريخ التسجيل : 01/08/2009

استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري  Empty
مُساهمةموضوع: خطبة الشيخ الفاضل محمد موسي الشريف عن سيرة الشيخ عبد العزيز البدري   استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري  Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 24, 2010 8:41 am

وقد تطرق الشيخ الفاضل محمد موسي الشريف لسيرة عبد العزيز البدري وأدلي بحديث تليفزيوني عنه :
ويوجد علي الرابط التالي:

http://www.baghdadch.tv/channel_series.php?id=500

2009/08/27 الساعة 05:01 بتوقيت بغداد | برنامج: منائر أرض السواد | رقم الحلقة: ( 22 ) |










امتاز عبد اللطيف البدري أبو عبد العزيز البدري بحبه الشديد لدروس العلم والعلماء، فكان يتنقل بين دروس العلماء في المساجد والبيوت والمراكز، كان يسمع من العلماء تحسرهم على الأوضاع القائمة وتحسرهم على انصراف الشباب عن تعلم العلم الشرعي، وعن انصراف الشباب عن الدراسة في الكليات الشرعية، وهذه كانت خطة كبيرة كان الإنجليز أخذوا السبق في إقرارها في المنطقة العربية أنهم كانوا ينفرون الشباب من الالتحاق بالكليات الشرعية، عمليًا ونظريًا، أما نظريًا فكانوا يقولون أن هذه الكليات تخرج متخلفين وهذه كليات ليس لها فائدة وهكذا، وعمليا فكانوا يعطون راتبًا للمتخرج من هذه الكليات ربما يساوي ثلث المتخرج من كليات الطب والهندسة والعلوم، وذلك نكاية في طلاب العلم الشرعي حتى لا يقبل الطلاب على العلم الشرعي وفعلا حصل انصراف كبير.
وفي ذلك الوقت أيضًا في الأربعينات كان الناس حقيقة بعيدين كثيرًا عن الإسلام الحقيقي ولم تكن الصحوة قد برزت بعد، الصحوة الرائعة في العراق أو في غير العراق التي نشأت جليلة عظيمة بعد ذلك بسنين طويلة، فكان الناس غير واعين لطلب العلم الشرعي، فكان يصنع هذا من أبوه عبد اللطيف البدري رحمة الله عليهما ويتمنى لو يستطيع أن يساعد في تغيير هذا الواقع، فكان عنده سبعة أولاد وعرض هذا الأمر على عبد العزيز وكان عبد العزيز آنذاك في المتوسطة النظامية الحكومية، ودُهش أن عبد العزيز قد انشرح لهذا الأمر ووافق مباشرة وذهب به أبوه إلى المدرسة ليسحبوا ملفه من المدرسة النظامية ويعينه في المدرسة الشرعية، ونزع البنطال ولبس العمامة والجبة وصارت هيئته هيئة العلماء الشرعيين وكان يخرج إلى الطريق ويفتخر بهذه الهيئة .. فسبحان الله منذ صغره عنده الافتخار والعزة والكرامة وهذه إرهاصات لما سيأتي في المستقبل من حياته الكريمة رحمة الله عليه .. فكان يخرج إلى الشارع فخورا بهذا الزي إلى أن انتهى من الثانوية الشرعية وكان مهيأ للدخول لكلية الشريعة أو في سلك الأئمة والخطباء فاختار أن يكون في سلك الأئمة والخطباء ووجد له مسجدًا ليخطب فيه..
هنا نقف قليلا عند قضية الخطبة ونعود لتاريخ عبد العزيز البدري،




عبد العزيز البدري نشأ في العراق وهو شاب يريد نصرة الإسلام ويريد تطبيق الإسلام، ووجد أن العراق آنذاك فيه بدايات للإخوان المسلمين الذين جاءوا من مصر ليدرسوا وكان نشاطهم محدودًا جدًا طبعًا قبل أن يظهر الأستاذ الصواف وينشئ نشاطًا هائلا بعد ذلك، ووجد جمعية الآداب الإسلامية أنشأها بعض العلماء من أجل تثبيت بعض الآداب في المجتمع، فدخل في جمعية الآداب ونشط فيها نشاطًا محدودًا بما يسمح وقته ونشاطها وآنذاك كانت العراق تغلي بالأحداث، وبعد ذلك كانت هناك جمعية اسمها جمعية كبار العلماء فيها مشايخه، أمثال الشيخ أمجد الزهاوي وبعض المشايخ الذين أسسوا جمعية كبار العلماء هو لم يكن عضوًا فيها طبعًا لأنه كان صغير السن وما كان علمه يسمح له بأن يدخل جمعية كبار العلماء ولكنه كان مثل مقرر أو سكرتير للجمعية يكتب البيانات فقد كان بليغًا وفصيحًا وجريئًا، فبعض بيانات الجمعية كان يشارك في حضور إلى الجمعية ودفع العلماء للأمام ليحركوا بعض القضايا، وكان شيوخه يعجبون به وبنشاطه وبجرأته.
حزب التحرير جذب كثيرًا من الناس إليه لأنه بدأت بمعالجة القمة، طبعا ميزته هنا في مقام تقييم حزب التحرير، قضية تقييم حزب التحرير وينظر لحزب التحرير وإنما هو كان مكانه مكان آخر، لكن حزب التحرير كان يجد قلوبًا مقبلة وآذانًا مصغية بسبب أنه كان يناوش الطبقة الحاكمة مباشرة، ليس مثل الأخوان الذين كانوا يعمدون إلى التربية الفردية والدعوة الفردية ودعوة الجماهير وهذا يستغرق وقتًا طويلا ولا يستطيعه قصير النفس فكان هؤلاء يعجبون بحزب التحرير ويتجهون إليه مباشرة لجذبه في منهجه وجذبه في طروحاته وبياناته الجريئة التي كانت تنزل تطالب بإعادة الخلافة من جديد وتطالب بإزالة الحكام الظلمة على هذا المستوى، طبعا هذا وجد هوى في شخصية مثل عبد العزيز البدري شخصية متوثبة جريئة قوية عاملة فأعجب بهم وعرضوا عليه الانضمام لكونه شخصية لامعة وكان خطيب جمعة لامع آنذاك وبدأ نجمه يلمع بقوة، عرضوا عليه الانضمام وذهب ليقابلهم واقتنع بمنهج الحلف وعاد ليكون حزبيًا تحريريًا وهذه بدايات تحزبه وبدايات انطلاقه نحو السياسة بقوة.
عاد ليكون حزبيًا تحريريًا، واستمر في حزب التحرير وصعد بسرعة ليكون رئيسًا للتحريريين في العراق وشارك في إدارة الحزب في العالم العربي إلى أن وصل إلى قناعة كان حزب التحرير تحول إلى حزب كلامي يعني معاركه جدلية كلامية أشبه بالمعارك التي كانت أيام المعتزلة وتلك الأيام الأولى في صدر الإسلام فكره هذا المنهج لأنه طبيعته هو ما يستطيع فهو متحرك نشط، فانسحب من حزب التحرير سنة 1956 لكنه لوفائه ما أعلن انسحابه وظل يتحمل تبعات حزب التحرير ومنشورات حزب التحرير الصعبة وكانت الدولة تساءله عن بعض النشرات لأنها تعلم أنه هو رئيس الحزب في العراق وكان لوفاءه وأدبه لم يشأ أن يعلن أنه انسحب وكان يتحمل تبعات حزب التحرير، حتى جاء حزب التحرير وقدر له هذا وأعلن أنه انسحب من الحزب.
لما جاءت ثورة عبد الكريم قاسم في العراق وابتدأ الشيوعيين بمجازرهم ومهالكم قدم عليه مجموعة من الشباب وطلبوا منه أن يعمل عملاً منظمًا أمام هؤلاء الشيوعيين فهي قضية خطيرة، فأنشأ ما يُعرف الحركة الإسلامية، كانت تنظيمًا سريًا أو قريبًا جدًا من السرية لا يكاد يعرف إلا في إطار محدد من الملتزمين والصالحين، وبدأ يظهر هذا التنظيم في بيانين نزلا أيام اعتداء الشيوعيين على مكتبة في الزبير وحرق كثير جدا من مخطوطاتها الثمينة وكتبها القيمة، أصدر بيان هذه الحركة تندد (هي حركة إسلامية غير معروف رئيسها ولا أعضاءها) ثم بيان آخر عندما هجم الشيوعيون على جمعية الصواف وسب أمجد الزهاوي في العراق وأحرقوا المكتبة وداسوا على المصحف طبعًا قضية كانت خطيرة، وأصدر بيانًا يندد.
هنا جاءت مجموعة من العسكريين تعرض نفسها عليه، ماذا تريد منه؟ فعمل منهم تنظيمًا، واشترطوا عليه أن يكون مستقلا عن الحركة الإسلامية ويكون تنظيم عسكري مستقل، ودمج التنظيم العسكري مع التنظيم الأول في القيادة فقط بما يسمى بالكتلة الإسلامية، أما التنظيمان فبقيا مستقلين، الكتلة الإسلامية بدأت تعمل أعمالا قوية ضد الشيوعيين تهاجمهم في وكر دارهم وتعمل فيهم أعمالا قوية ولأول مرة (كان الشيوعيين يعملون في البلاد ما يريدون ويقتلون بلا حساب) فلأول مرة قام في وجههم قوى استطاعت أن تحدث بعض الضجة والارتجاج في صفوفهم.
هذا التنظيم الكتلة الإسلامية بقيت في الحقيقة متعلقة بشخص عبد العزيز البدري وقوة شخصيته الطاغية بجذبها للناس وروعتها وجلالتها، ولكن دون ذلك ما كان للتنظيم معالم واضحة.
لما تولى عبد الكريم قاسم الحكم بعد بأسبوع مباشرة خطب خطبة عصماء نفَّر فيها من الشيوعيين وذكر أنهم كفار وذكر ما ذكر وأزعجهم وأقلقهم جدًا حتى أن المهداوي رئيس محكمة الشعب الهزلية الذي قتل الكثير من العراقيين ونكل بهم اشتكى في المحكمة نفسها من عبد العزيز البدري وما ذكر به الشيوعيين من سوء وأرادوا أن يتخلصوا منه، كان عبد العزيز البدري حينذاك خطيبًا في جامع في الكرخ وتحولت المنطقة التي يخطب بها من مسجد وحول المسجد وحتى المقاهي إلى أماكن يجتمع فيها الناس ويلتصقون بعبد العزيز البدري، خطبة الجمعة كانت تفرش كلها للصلاة فبدأ الشيوعيين يتضايقون من القضية فأرادوا في يوم من الأيام وينظفوها (بتعبيرهم) ويخلصوها من هذا المد الإسلامي الناشئ، وهنا عبد العزيز البدري فعل شيئًا غريبًا، هذا رجل أعاد مسيرة العز بن عبد السلام، أعاد المهابة للمشايخ والعلماء الذين اعتادوا كثيرًا على الرضوخ واعتادوا طويلا على الذل والهوان، أقول هذا وأنا متألم ولكن هذا هو الواقع للأسف الشديد لعوامل كثيرة ليست الحلقة مجالا لها، جمع عبد العزيز البدري الناس وأعدهم وكان له سلاح مسدس وسلح بعض هؤلاء الناس وانطلق يصد الشيوعيين بصوته الجوهري يتلو (إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) وبدأ يقاتل هؤلاء الشيوعيين ويالا العجب دحر أولئك الشيوعيين وانهزموا وهذه سابقة في العالم العربي والإسلامي العربي الحديث سابقة عجيبة الحقيقة.



بعد ذلك ولجرائم الشيوعيين اضطر عبد الكريم قاسم أن يخرج في كنيسة بني يوسف ويعلن أن هؤلاء مجرمون ولا علاقة لي بأعمالهم المجرمة أي الشيوعيين، وهذا أول فراق كان بينه وبينهم مما أدى إلى التعجيل بإسقاطه لأنه فقد السند الشيوعي القوي آنذاك نسبيًا، المهم أفتى عبد العزيز البدري كذلك بكفر عبد الكريم قاسم وبإحلال دمه وهذا كان شيئًا عجيبًا وجرأة متناهية لا تُعرف على مستوى عجيب فلم تكن تُعرف في علماء العصر لا في زمانه ولا قبله ولا بعده إلى يوم الناس هذا رحمة الله تعالى عليه.


عبد الكريم قاسم اضطر إزاء هذه الفتوى والهرج والمرج الذي أحدثته أن يأتي بعبد العزيز البدري وأن يتلطف معه وأن يحاول أن يستلطفه قدر الإمكان، وكان قبل ذلك على إثر شكوى قامت وضع في الإقامة الجبرية وكم وضع مرات في الإقامة الجبرية تطول وتقصر، أحيانا ظلت سنة وأحيانا شهورًا وأحيانا أقل.


جاء موسم الحج وأعلن أنه يريد الحج فما سمحوا له، فماذا صنع؟ صنع حركة ذكية الحقيقة وهو كان ذكيًا متوقد الذكاء متحمسًا أعلن أنه سيحرم من بيته ويتجه إلى الحج فإن منع ذبح دم الإحصار وأعلن على الناس أنه محصر وسينال أجر الحج، عبد الكريم قاسم استشار بعض علماء السوء قالوا إياك أن تسمح له بهذا فستحدث الفوضى استرضه واسمح له بالحج،

فجاء به واستلطفه وتحدث معه وقال أنا لا علاقة بي بهؤلاء الشيوعيون فهؤلاء مجرمون وسمح له بالحج،

وعند الباب عندما ودعه قال له: سأتولى العناية بأولادك وبناتك في غيابك


، فقال له ماذا تقصد؟

قال سأعطيه هدايا وكذا،

فما كان من عبد العزيز البدري إلا أن أمسك كتفيه بعنف وقال

إياك أن تظن أنني من هؤلاء العلماء الذين تشتريهم بمالك

، وأسمع عبد الكريم قاسم كلامًا صعبًا،

فهدأ من روعه عبد الكريم قاسم وقال: أنا فقط أردت أن أختبرك.
وذهب إلى الحج والتقى بزعماء الدعوة الإسلامية في العالم العربي


وعاد ليكون أقوى من ذي قبل، وطبعا أيضًا حددت إقامته ومنع من الخطابة ومر عليه سجن طويل أربعة عشر مرة سجن،

ومن اللطائف أنه كان عنده حقيبة يعد فيها ما يحتاجه في السجن فكان يعدها بجواره فإذا خطب أو كذا تكون بجواره حتى إذا استدعوه للسجن يكون مستعدًا للبقاء في السجن ويكون معه أشياؤه الخاصة وهذا من عجائبه ولطائفه.


عبد العزيز البدري استمر هكذا في منع من الخطابة ومن الدروس والإقامة الجبرية يفرجون عنه تارة ويضيقون عنه أخرى إلى أن جاء حكم عبد السلام عارف، كان يخطب هو في مسجد من المساجد وفوجئ بدخول عبد السلام عارف عليه ومعه بعض أعوانه في السلطة، فما كان منه إلا أن صاح عليه وناداه بقوة وغير مجرى الخطبة وكان ذكيًا، وقال: يا عبد السلام أقم الإسلام يا عبد السلام القومية لا تصلح لنا، يا عبد السلام .. وهكذا يخاطبه، وبعد الصلاة جاء عبد السلام عارف يسلم عليه وقال: إنك ذو جرأة


وبعد ذلك سجنه مثل الآخر وضيقوا عليه واستمر مسلسل التضييق.


ثم ذهب إلى الحج وعاد سنة 1965 إلى أن جاء وقت الهزيمة المذلة والنكبة العظمى سنة 1967، هنا خطب الجمعة بعد الهزيمة بأسبوع وخوَّن الأنظمة العربية وحملهم المسئولية وكانت خطبة هائلة صعبة بكى فيها

وبعد الخطبة أعلن عن تكوين وفد شعبي( وكان صاحب مبادرات جريء) كان في الثلاثينات من عمره ولكن انظر كيف كان هذا العالم الجريء الشاب، كوَّن وفدًا من سنة وشيعة وخرج بهم إلى مناطق العالم الإسلامي، أندونيسيا، ماليزيا، الهند، أفغانستان، باكستان ليشرح مبررات الهزيمة ويلصقها بالقادة الثوريين التقدميين كما كانوا يسمون، عبد الناصر وغيره والقضية معروفة، وهنا السفراء العرب غضبوا وطلبوا من الحكومة العراقية توضيحًا كيف سمحتم لهذا الوفد بالسفر وأن يتكلم هكذا وطلبوا منهم أن يعاقبوا الوفد إذا جاء، وفعلا لما رجع ضيقوا عليه واستمر التضييق عليه إلى أن قامت ثورة البعث في 1968.
وقبل ذلك جرت حادثة رائعة، أراد القائمون على الحكم أن يوضحوا أن الإسلام وأن الغيبيات كما كانت تسمى هي السبب في فشل الأمة العربية، طبعا هذا كذب واضح لأننا نعلم أن الإسلام كان مغيبًا ورجاله كانوا مغيبون بالجملة وتولى الحكم الشيوعيون والبعثيون والناصريون واليساريون وهم الذين جروا علينا الهزيمة الهائلة، أتوا بشخص اسمه( نديم البيطار) وهو أحد منظري حز البعث العربي وكان في كندا وأعلن أنه سيأتي العراق لإلقاء محاضرة قال أنه سيفند فيها مزاعم عبد العزيز البدري ومجموعته ويصموا الإسلام بأنه هو السبب، عبد العزيز البدري طالب الحكومة بأحد أمرين إما أن يُسمح له بالتعقيب ويكون في المحاضرة أو أن يعقد محاضرة أخرى في المكان والوقت الذي يريد، رفضت الحكومة وخطب الجمعة وأعلن أنه ذاهب إلى مكان المحاضرة بعد صلاة العصر ولو منفردًا ليوقف هذا الرجل بكل الوسائل (فكانت عنده جرأة وشجاعة) واجتمع الناس معه بعد صلاة العصر وأخذ سلاحه معه وتقدم الناس وكلما تقدم باتجاه المحاضرة انضم إليه ناس وخاصة وهم يرونه يصيح ومعه سلاحه فيتقدمون معه، وفعلا دخل عليهم وصارت جلبة هائلة وفر نديم البيطار ومن معه وأخذوه إلى المطار مباشرة وفشلت خطتهم ولله الحمد وسجن أيامًا ثم أخرج بعد ذلك عبد العزيز البدري ذا الشجاعة العجيبة أن يقود الجماهير بشجاعة ويتجه لإيقاف المحاضرة بأية وسيلة ويتحدى السلطة الحاكمة على هذا الوجه، قلت لكم أنه يذكرنا بالعز بن عبد السلام في الحقيقة يعني أنا لا أعلم فقد يكون بعض إخواننا قد اطلع على تراجم عن وجود عالم يصدع بالحق على هذا الوجه ما عدا العز بن عبد السلام إلى عبد العزيز البدري، أنا لا أعلم أقول وهذا شيء عجيب وكان علامة فارقة في تاريخ علماء العصر كلهم لا يدانيه في ذلك أحد ..
قامت ثورة البعث سنة 1968 وذهب ليحج وكان يضيق عليه وفي طريق عودته توقف في الرياض وقال له بعض محبيه أن الإذاعة أذاعت أنه سيضيق على العلماء وأنك أنت في قائمة العلماء الذين سيضيق عليهم وهددوك بالقتل فاجلس معنا في الرياض ولا تعد، فقال :"لا أستطيع فأنا عالم ورمز ويجب أن أعود أنتم وشأنكم من أراد أن يجلس فليجلس أما أنا فسأعود"


، فعلا عاد بعد أسابيع!!! أخذ ليحققوا معه وما خرج إلا ميتًا رحمه الله تعالى قتلوه.


ومن الأساليب العجيبة في التحقيق ومن عدل الله تعالى وعظيم صنيعه كان هناك رجل يسمى نظيم زاهر هذا مدير الأمن العام كان يحقق معه ويقول له: كيف تصنع كذا وكذا؟؟ فقال له: أنتم عملاء الإمبريالية الأمريكية ، نظير زاهر يقول لعبد العزيز البدري والمشكلة أنهم يعلمون أنهم كذبة، قال:

نحن العملاء أم أنتم الذين فضحكم صالح السعدي وقال أنكم جئتم للحكم بقطار أنجلو أمريكي،

فما استطاع أن يتمالك نظيم زاهر نفسه وصفعه على وجهه،

هنا كانت مفاجأة مذهلة أن البدري قفز على نظيم زاهر وبصق في وجهه وضربه وهو الأعزل في وسط هؤلاء المجرمين، هنا أخذته المفاجأة وقفزوا عليه وضربوه بالأسلاك حتى أغمي عليه رحمة الله عليه، وما استيقظ بعد الإغماءة إلا ويجد نفسه في زنزانة ليحكي ما جرى وهكذا الذين حكى لهم هم الذين حكوا ما جرى بعد ذلك..
طبعا مورس عليه أنواع من العذاب الشديد جدا ليخرجوه بعد ذلك مقتولا وليرموه على باب بيته وامرأته قامت في الصباح لتشتري خبزًا فوجئت بجثمان زوجها وكسور عظامه ولحيته قد نتف الجانب الأيمن منها وعذب عذابًا شديدًا ظهر على وجهه الشريف الكريم رحمة الله تعالى عليه، وقالت السلطة أنه أصيب بهبوط في الدورة الدموية وتوقف في الكليتين وهذا سبب وفاته.
لاشك أنه توقفت كليتاه وأصيب بهبوط في الدورة الدموية ولكن على إثر تعذيب مورس عليه هائل وأخذ إلى المقابر رحمة الله تعالى عليه وكشف أخوه جثته امام الناس الذين طلبوا أن يصوروا هذه الجثة واطلع على العذاب الشديد الذي مورس عليه ودفن في هياج شديد وصيحات كثيرة من قبل الناس الذين أُخذ بعضهم بعد ذلك وسجن لمدة حكم عليهم بأكثر من 15 سنة سجنًا فقط لأنه هناك شعارات في وقت دفنه في المقابر ما أعجبت السلطة الحاكمة آنذاك.
طبعا الذي جرى على الشيخ عبد العزيز البدري في السجن عذاب شديد جدا حكي بعده واستتر البعض الآخر وقيل فيه كلام طويل في الحقيقة أتمنى من إخوانه وأبناءه أن يظهروا هذه الحقائق للناس بشكل أوسع، أن يعرفوا الناس بسيرته بشكل أعظم وأكبر.
هنا تسوقفني قضية لأقول لو أن إمامنا وشيخنا عبد العزيز البدري تعاون تعاونًا أكبر مع العلماء والمشايخ في زمانه وهدأ قليلا لاستطاع أن يعمل الشيئ العظيم ولاستطاع أن يغير مجرى التاريخ في العراق، لكن شخصيته القوية وحماسه المتوثب وجرأته منقطعة النظير وإرادته لعمل شيء ما ربما أقول وأنا لا أساوي عشر معشاره ولا أملك عشر معشار إقدامه وجرأته وعمله يعني أنا من حتى أنقد مثل عبد العزيز البدري، لكنه تاريخ لابد أن يذكر وإذا ذكر التاريخ فلابد أن نعلق عليه وأنا والله لا أساوي شيء أمام هذه الرجل العملاق، ولكن هذا الرجل العظيم كنت أتمنى أن يحدث مزيد من التعاون، هو حاول ولكن كان يمكن أن يكون هناك المزيد من التعاون، فربما يأتي آت ويقول يا أخي لا تحاكم عبد العزيز البدري بمقاييس عصرك، حاكمه بمقاييس عصره وقلة الوعي التي كانت سائدة آنذاك، حاكمه بقلة من قلة ملتزما آنذاك عندما كان الإسلام مضيقًا عليه، أقول نعم هذا صحيح وربما هذا الكلام هو الأمثل والأحسن ..
كان أيضًا ينسق بينه وبين الشيعة، هو من المهمات التي صنعها أنه كان يقترب من الشيعة وينسق بعض المواقف، من أهم المواقف أنه أخذ بعضهم في الوفد الإسلامي الذاهب إلى باكستان وأفغانستان وماليزيا وأندونيسيا ليشرح أسباب النكبة، فكان ينسق، أنا لا أزعم أنه كان ينسق كليا وتماما ولكنه كان ينسق وفي الحقيقة هذا التنسيق ربما كان يقول أنه قد يكون أحسن وأفضل لا أدري، الشيخ أمجد الزهاوي كان معجبًا به وينسق معه ومع بعض علماء العراق، ولكن ربما لجرأته منقطعة النظير وشجاعته الفائقة جدا ولوقوفه الصادع ضد الحكام وتكفيره لعبد الكريم قاسم وتكفيره الشيوعيين وإحالته أسباب النكبة إلى الحكام، طبعا كثير من العلماء لم يستطيع أن يسير مع هذا فهو قطار ماشاء الله قطار عظيم سائر في طريقه لا يلتوي ولا يعود، فأنا حقيقة معجب تمام الإعجاب بهذه الشخصية التي رباها الإسلام العظيم وصنعها وأنشأ منها شيئًا هائلا على أنه كان فقيرًا وعُرض عليه أموال هائلة ولكن كانت عنده عزة وكرامة ما قبل عروض الحكام الظلمة وما رضي أن يلوث يده بأموالهم وكان في أوقات الإقامة الجبرية يأتي إليه بعض العلماء وينصحوه وحاول أن تتفاهم مع الحكام فكان يغضب منهم ويتألم ويتهمهم بالتزلف والنفاق، فهو كان نسيجًا لوحده وطبقة منفردة ما كان هناك مثله إطلاقا، ربما كان هناك من أجدى منه عملا مثل الأستاذ الصواف وستأتي ترجمته، ولكن أنا أقول مثله في مجموع صفاته وإقدامه وجرأته وصده للباطل والفتاوى التي كان يصدرها وبقوة ففي الحقيقة أنا معجب بهذه الشخصية جدًا، وأنا معجب تمام الإعجاب بهذا الدين العظيم الذي يبرز مثل هذه الشخصيات الرائعة.
فنحن في الحقيقة في أمس الحاجة إليها في هذا العصر، فهذا لعصر للأسف الشديد خنع أكثر العلماء وضعف أكثر العلماء وذل أكثر العلماء، وهذه حقيقة لابد أن يعرفها الجيل، لا أشنع على العلماء فهم ساداتنا وعظماءنا، ولكن هذا واقع حتى يأتي جيل آخر من العلماء يكون أعظم من هذا الجيل، وأحسن من هذا الجيل ويقومون بمهمتهم الحقيقية في المجتمع ويقومون بما ينبغي أن يقوموا فيه في المجتمع هذه حقيقة لابد أن تعرف.
هناك جوانب من شخصية عبد العزيز البدري لم أستطع أن أعرج عليها بسبب ضيق الوقت فأقول رحمة الله على هذا الإمام الكبير ورفع قدره في عليين وتقبله الله تعالى مع الشهداء والصالحين والأنبياء والمرسلين وعوض عائلته خيرا وصبر أولاده فقد استشهد سنة 1969 فما أحسن سيرته وما أعطر ذكراه رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
وإلى لقاء إن شاء الله تعالى مع شخصية عراقية جديدة أخرى والله أعلم وأحكم وأجل وأعظم
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
استشهاد الداعية العراقي عبد العزيز البدري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدكتور محمد بن موسي الشريف- الداعية والمؤرخ وقائد الطائرات
» السبي العراقي لليهود
» عباس العزاوي - المؤرخ العراقي
» رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد
» المؤرخ العراقي محمود شيت خطاب الموصلي - رابط خارجي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الأرشيف :: بعض :: من أرشيف 2010-
انتقل الى: