آثار البارة البيزنطية
البارة قرية تاريخية قديمة من قرى (جبل الزاوية) . وهي تقع غربي معرة النعمان بنحو 20كم، و تبعد حوالي 93كم عن مدينة حلب، و35كم عن مدينة إدلب، و20كم عن معرة النعمان، وترتفع 675م عن سطح البحر.
كتب المؤرخ ياقوت الحموي عنها يقول: «البارة بلدة من نواحي حلب، فيها حصن، وهي ذات بساتين ويسمونها زاوية البارة....».
كانت البارة مدينة مهمة في القرن الثاني الميلادي وتحتوي على أبنية
ترقى إلى القرن الثاني الميلادي حيث أخذت بالازدهار وبلغت ذروتها في القرنين (الخامس والسادس ) الميلادي و أكثر آثارها الباقية من العهد البيزنطي ومن أسباب ازدهارها توفر المياه حيث يوجد فيها بئر كبير هو (بئر علون) حيث يبلغ عمقها (12م) وهو يوجد في شرق البارة وهو مازال مستعملاً حتى اليوم .
وقد تبعت إدارياً لأفاميا في العهد البيزنطي وكانت لها علاقات تجارية هامة مع أنطاكية .
وتكمن أهمية البارة لوقوعها على طريق إنطاكية – أفاميا .
وتعتبر خرائبها و أثارها أكبر خرائب و آثار بلدة شمال سورية اتساعاً إذ تبلغ مساحتها (6كم2) وقد كانت البارة مشهورة بخمورها حيث كانت تصدر الخمر إلى القسطنطينية و روما .
وقد كانت البارة تعتمد على زراعة الزيتون و الكرمة و بعض أنواع الحبوب وقد اشتهرت المنطقة بالصناعات التحويلية الزراعية .
سنة (16هـ 637م): فتحها العرب المسلمون وأصبحت مدينة هامة على الحدود البيزنطية العربية .
سنة (492هـ1098م) : استولى عليها الصليبيون وقد اتخذوها مركزاً أسقفياً لاتينياً .
في سنة (492هـ1104م):انسحبت منها حاميتها العسكرية عندما تحررت مدن أرتاح ومعر تمصرين و سرمين من الفرنجة فأحست حامياتها القليلة بأنها أضحت معزولة ولن يسعها إلا الانسحاب إلى إنطاكية .
عام (1120م) : تنازل عنها الغازي أمير حلب للفرنجة بحكم معاهدة عقدت بينهما .
وفي حزيران (517هـ 1123م) : استردها بلك بن بهرام أمير حلب ولكنه توفي في السنة التالية لاستردادها . حيث لم يمض العام حتى عاود الفرنجة احتلالها مرة أخرى .
وعقدت معاهدة بين ابن المنقذ ومطران البارة المقيم في شيزر في أيام الملك ألكسي كومنين البيزنطي حيث سمح بموجبها للحامية البيزنطية بالخروج من شيزر .
,
سنة (492هـ 1098) : استولى ريموند أمير تولوز على البارة وقتل الكثير من أهلها .
ورأى أن يجعلها مدينة مسيحية فحض المسيحيين على سكناها وحول مسجدها إلى كنيسة وأقام عليها أسقفاُ وهو (بطرس النربوني)
وبقيت بأيدي الفرنجة إلى أن استردها نور الدين الزنكي بعد معركة حامية الوطيس مع قواتهم على سفوح جبل الزاوية وتم له ذلك عـــام (1148م) ونتيجة أهوال هذه الحروب المتعاقبة على المدينة تزعزع وضعها الاقتصادي و تأثرت زراعتها و كذلك ثروتها الحيوانية وهدم العديد من البيوت نتيجة للحرائق إضافة إلى الكوارث الطبيعية و خاصة بعد الزلزال المدمر عام (1157م) حيث غادر السكان مدينتهم والتي غدت أكثر بيوتها مهدمة و أخذوا يبنون منازلهم شرقي البارة بأسلوب بسيط وفقير .
الآثار :
كانت قديماُ مدينة كبيرة و جميلة تمتد في ساحة واسعة وسط واد مستطيل الشكل وتدل أطلالها المتهدمة الكثيرة على مدى ازدهار المدينة قديماُ في القرنين (5-6 م) وهي بجمالها وروعة هندستها تشبه مدينة بومبي الإيطالية هذا وما زال بلاط أزقتها وجدران سقوف أكثر مبانيها سليمة ومحفوظة .
وقد بنيت كمركز هام لتجمع سكاني كبير على نمط الشطرنجية الهلينية والرومانية حيث تتقاطع الشوارع بشكل متعامد وتنتشر على جانبيها الدور والفيلات و الكنائس و المعاصر والمدافن الممتلئة بالنقوش والزخرفة والأعمدة مما يدل على غنى سكانها وازدهارها.