معركة سقاريا ( 1921) والرد التركي عليها
في الفترة
من 27-6-1921
إلي: 20-7-1921
قام الجيش اليوناني المعزز بتسعة فرق بشن هجوم واسع ضد القوات التركية بقيادة عصمت إينونو على الخط : (أفيون قره حصار) -( كوتاهية )– (أسكي شهر)
سعي اليونانيون إلى شق الأناضول إلي قسمين، حيث تشكل المدن سالفة الذكر نقاطاً على الخطوط الرئيسية وخطوط السكك الحديدية التي تربط المناطق النائية بالساحل.
وبعد كسر الدفاعات التركية الشديدة، استطاع اليونانيون السيطرة على هذه المراكز ذات الأهمية الإستراتيجية.وتراجعت القوات التركية بقيادة عصمت إينونو في (معركة كوتاهية – أسكي شهر)
بدلاً من السعي إلى شل قدرة الجيش التركي و الزحف لمحاصرة القوات التركية المتراجعة توقف الجيش اليوناني عن الحراك ، ونتيجة لذلك، نجح الأتراك في اتمام انسحاب استراتيجي إلى الجهة الشرقية من ( نهر سقاريا) وهناك قاموا بتنظيم خط الدفاع الأخير بالقرب من أنقرة.
وعلي الجانب اليوناني : التقي كبار رجال الدولة والفريق أول اناستاسيوس بابولاس، وقادة جيش اليونان و الملك قسطنطين،ورئيس الوزراء( ديميتريوس غوناريس) في كوتاهية حيث ناقشوا مستقبل الحملة اليونانية في الأناضول.
فشل اليونانيون، مع تجدد معنوياتهم المتعثرة، في تقييم الوضع الاستراتيجي الذي يفضل الدفاع وبدلاً من ذلك، ضغطوا لوضع "حل نهائي"، واستقطبت القيادة لاتخاذ القرار المحفوف بالمخاطر بملاحقة الأتراك والهجوم على خط الدفاع الأخير بالقرب من أنقرة.
حذرت القيادة العسكرية من مغبة التعجل وطالبت بالحصول على المزيد من التعزيزات والوقت للاستعداد، ولكنها لم تتعارض مع السياسيين. دعم القليلون الموقف الدفاعي، بما في ذلك يوانيس ميتاكساس.
أما الملك قسطنطين في ذاك الوقت فكان يملك القليل من السلطة الفعلية، لذلك لم يجادل في أي اتجاه.
وأخيراً عبرت سبعة قطع من الجيش اليوناني إلى الضفة الشرقية من (نهر سقاريا )، بعد تأخير لمدة شهر تقريباً مما أعطى الوقت للأتراك لتنظيم دفاعاتهم.
كان تقدم الجيش اليوناني على نهر سقاريا الي مسافة أقل من 100 كيلومتر (62 ميلا) إلى الغرب من أنقرة.
وكان نداء الحرب للملك قسطنطين "لأنجورا"، كما دعا ضباطاً بريطانيين، لحفل عشاء احتفالاً بالنصر المرتقب في مدينة كمال.[#1] كان من المتوقع أن يدفع الثوار الأتراك، الذين تجنبوا الحصار باستمرار، إلى المعركة للدفاع عن العاصمة وبالتالي تدميرهم في معركة استنزاف.
بالرغم من بعض توريدات الأسلحة من روسيا السوفياتية للدولة العثمانية ، كانت إمدادات الأسلحة قصيرة عن الجيش التركي لمواجهة جيش اليونان. لذلك طولب أصحاب البنادق الخاصة، والأسلحة والذخائر بتسليمها للجيش، وكان المطلوب أيضاً أن تقدم كل أسرة زوجاً من الملابس الداخلية، والصنادل.[#2]
وكان البرلمان التركي غير راضي عن أداء عصمت إينونو قائد الجبهة الغربية فقام بتخويل القائد (مصطفى كمال) ورئيس الأركان العامة (فوزي جاكماق ) زمام السيطرة.
=====================================
معركة سقاريا (آب وأيلول 1921)
=====================================
لوحة يونانية تمثل معركة سقاريا.
أسري أتراك لدي اليونانيين بعد معركة سقاريا
---------------------------
من 23-8-1921
إلي 13-9-1921
معركة في سقاريا
دارت رحاها لمدة 21 يوماً
وفيها واجه الجيش اليوناني المتقدم مقاومة شرسة من الأتراك
تركزت المواقع الدفاعية التركية على سلسلة من المرتفعات، وكان على اليونان اقتحامها واحتلالها.
حافظ الأتراك على السيطرة على بعض المواقع وفقدوا مواقع أخرى، في حين فقدت بعض المواقع واستعيدت عدة مرات. ومع ذلك، كان الأتراك حريصين على عدم فقدان المقاتلين، بسبب التفوق العددي لليونان.[#3]
جاءت اللحظة الحاسمة عندما قام الجيش اليوناني بمحاولة السيطرة على هايامانا (40 كم جنوب أنقرة) ولكن استطاع الأتراك الصمود. كان لدى اليونان مشاكلهم الخاصة أيضاً، حيث أن التقدم في الأناضول أدى إلى تطويل خطوط الإمداد والاتصالات، وبالتالي بدأت الذخيرة بالنفاذ. استنفذت ضراوة المعركة كلا الجانبين إلى حد أن كليهما كان يفكر في الانسحاب على حد سواء، ولكن اليونانيين كانوا أول من انسحب إلى الخطوط السابقة. سمع دوي المدافع بوضوح في أنقرة طوال المعركة.
كان ذاك أبعد ما وصل إليه الجيش اليوناني في الأناضول،
وخلال الأسابيع القليلة التالية انسحبت قواتهم بشكل منظم إلى الخطوط التي كانوا استولوا عليها في حزيران. منح البرلمان التركي مصطفى كمال وفوزي جاكماق لقب المشير لخدمتهم في هذه المعركة، ولم يحصل أي شخص تركي آخر على هذا اللقب ذو الخمس نجوم حتى الوقت الحالي.
=====================================
بعد فشل اليونان في فرض الحل العسكري بمفردها ، ناشدت اليونان الحلفاء أن يساعدوها في الحرب علي الأتراك
============================
في بداية عام 1922 :
توصلت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا إلى قناعة بعدم القدرة على فرض ( معاهدة سيفر) وبالتالي جرى تعديلها.ووفقا لهذا القرار، وتطبيقاً للمعاهدات المتتابعة، قامت القوات الإيطالية والفرنسية بالجلاء عن مواقعها، وتركوا اليونانيين عرضة للخطر.
--------------------------
مارس 1922:
اقترح الحلفاء هدنة، لكن مصطفى كمال رفض أي تسوية طالما بقي اليونانيون في الأناضول، انطلاقاً من شعوره بامتلاكه ميزة إستراتيجية.
كثف مصطفى كمال جهوده لاعادة تنظيم القوات المسلحة التركية للهجوم النهائي ضد اليونان.
وفي الوقت نفسه، عزز الجيش اليوناني مواقعه الدفاعية، ولكن الروح المعنوية للجنود تهاوت لعدم تحركات الجيش والابقاء عليهم في موقف دفاعي، وإطالة أمد الحرب.
أرادت الحكومة اليونانية من بريطانيا أن تدعمها عسكرياً أو علي الأقل تقدم لها الأموال كقرض مالي، ولذلك الغرض قاموا بوضع خطة سيئة التدبير لإجبار بريطانيا دبلوماسياً، من خلال تهديد مواقعهم في القسطنطينية، ولكن رغبة اليونانيين لم تتحقق أبدا.
تزايدت الأصوات المطالبة بالانسحاب في اليونان، كما انتشرت دعاية تثبط معنويات الجنود.
نظم بعض الضباط الموالين لرئيس الوزراء السابق فينيزيليوس "حركة الدفاع الوطني" خطة للانقلاب والانفصال عن أثينا، ولكن فينيزيلوس لم يوافق علي خطتهم وبالتالي باءت محاولتهم بالفشل.
عندما لم تؤت مقامرة ساكاريا نتيجتها أيقنت اليونان بالحاجة للانسحاب وفك الاشتباك لكن أصابها الخوف مما سيحدث للسكان المسيحيين في المنطقة.
كتب المؤرخ مالكولم ياب يقول: " بعد فشل مفاوضات آذار، لم يبق أمام اليونانيين سوى أمر واحد شديد الوضوح، ألا وهو الانسحاب إلى خطوط الدفاع حول أزمير. عندئذ، بدأ الخيال يوجه السياسة اليونانية، فقد حافظ اليونانيون على مواقعهم وخططوا لمحاصرة القسطنطينية، إلا أنهم تخلوا عن هذه الخطة في تموز بسبب معارضة الحلفاء."(#4)
----------------------
26-8-1922
بدأ الهجوم التركي المضاد بقيادة مصطفي كمال علي القوات اليونانية
ونجح في السيطرة على المواقع الدفاعية الرئيسية اليونانية
------------------------
27-8-1922
سقطت (أفيون قره حصار ) أمام الزحف التركي الجسور
------------------------
30-8-1922
معركة دملوبينار، انهزم الجيش اليوناني هزيمة شنعاء و راح نصفه ما بين أسري وقتلي وفقد معداته العسكرية كلهاً.[#5] كذلك أسر الأتراك القائدين اليونانيين الكبيرين تريكوبيس وديونيس[#6]
و في تركيا المعاصرة يحتفل الأتراك في هذا التاريخ بهذا اليوم سنوياً ويسمونه يوم النصر، وهو عطلة وطنية لديهم.
==================
مرادفات:
سقاريا = (سانغاريوس في اليونانية)= Sakarya
معركة سقاريا =Battle_of_Sakarya
الهوامش:
#1) - Kinross 1960, p. 275
#2) - (Shaw 1977, p. 360)
#3) - (Kinross 1960, p. 277)
#4) -( مالكوم ياب،- "تكوين الشرق الأدنى 1792-1923"، لندن، 1987 )#5) - (Kinross 1960, p. 315)
#5) - (Shaw 1977, p. 362)
#6) - (Kinross 1960, p. 315)