معركة خزاز أو يوم خزاز
خزاز هضبة جرانيتية فاتحة اللون تقع في الحد الشمالي الشرقي من حمى ضرية
وتبعد 45 كم جنوب الرس بالقرب من بلدة دخنة التي انشئت على وادي دخنة
وعلى اسم هذه الهضبة سميت وقعة خزاز أو خزازى أو يوم خزاز
ويوم خزاز أعظَمُ يوم التقـت فيه العرب تقاتل بعضها البعض في الجاهلية
--------------------
في هذا الزمن كان كل من ملك الحيرة و ملك كندة تحاولان بسط نفوذهما على قبائل الجزيرة
مملكة الحيرة كان يدعمها ملك فارس
ومملكة كندة كان يدعمها ملك اليمن وكانت عاصمتها (قرية الفاو)
==================
في وقت ما قبل الاسلام :
اجتمع العرب العدنانيون من فرعي مُضر وربيعة على ضرورة أن يجعلوا منهم ملكاً يمثلهم ككيان مستقل بين الأمم ويقضي بينهم فيما كانوا فيه يختلفون
وبطرح أسماء من يصلح لهذا المنصب الرفيع اختلف الفريقان لأن كل فريق أراد أن يكون الملك منهم
وكخل وسط منعاً لتفاقم الخلاف حدث وفاق مبدئي أن يكون لهم ملكان :من ربيعة ملك ومن مضر ملك
ثم جاءت الطامة بأن كل بطن (عشيرة) من ربيعة صمم وتمسك علي أن ملك ربيعة يكون منهم
أيضاً أراد كل بطن من مضر أن ملك مضر يكون منهم
------------------------
في ذلك الوقت كان عدد اليمنيين في جزيرة العرب والشام والعراق أضعاف العرب الإسماعيليين، وكان لقبيلة كندة صيت واحترام لدي كل من عند الفرس والروم
ولكي لايستهتر الناس بملك العدنانيين لقلة عددهم رأوا أن الأفضل أن يكون الملك الجديد من مملكة كندة القحطانية اليمنية التي تقيم في نجد منذ هجرتها من اليمن إلي نجد منذ قرون
وأرسلوا بذلك إلى (الحارث بن عمرو المقصور بن حُجر آكل المرار ) ملك كِندة
------------------------
أرسل الحارث أبناءه إليهم لتدارس الأمر
لم يصلح لادارة شئونهم ملك واحد ولم يكن هناك حل أمامه إلا بأن يكون لكل قبيلة ملك
بالرغم من أن هذا أمر فاسد لأن الملك لن يعدو أن يكون بمثابة شيخ قبيلة تعدادها صغير نسبياً
لكن ماباليد حيلة
وأرسل إليهم ستة من أبناءه ليكون النظام كما يلي :
الملك علي بني عامر = شَرَاحيل بن الحارث
الملك علي تميم وضبة = محرق بن الحارث
الملك علي وائل = شرحبيل بن الحارث.
الملك علي بني تَغلب وبكر بن وائل = سَلَمَةَ بن الحارث
الملك علي بقيةُ قيس = غلفاءَ وهو معدى كرب بن الحارث
الملك علي بنو أسد وكنانة = حجر بن الحارث (وهو والد الشاعر الملك الضليل امرىء القيس)
-----------------
ومرت السنوات :
بنو أسد عابوا علي حجر بن الحارث أمور منها استهتار ابنه الشاعر امرىء القيس
وحاول حجر ترضيتهم فطرد حجر ابنه بعيدا عنه
ولكن الكراهية استمرت وانتهت بأن قام بنو أسد علي مليكهم حُجر ، وقتلوه
اعتبر امرؤ القيس ذلك أمراً ً جللاً (أي خطيراً) وبدأ محاربتهم ثأراً لأبيه
----------------------
وأعجبت باقي القبائل العدنانية بما فعله بنو أسد
وعلي نفس النهج :
نهضت بنو عامر على شراحيل فقتلوه وتولي قتله بنو جعدة بن كعب بن ربيعة بن صعصعة.
وقتلت بنو تميم محرقاً
وقتلت وائل "شرحَبيل " فكان حديث يوم الكلاب
ولم يبق من بني آكل المرار غير "سلمة"
---------------------
سارع سلمة للفرار من المنطقة والتوجه لمناطق القبائل اليمنية لتجميع جموع اليمن لأجل الثأر لإخوته المقتولين
ونجح في اقناع قبيلة مذحج وسارت معه حشود من ( قبيلة مذحج ) متجهين لقتال قبيلتي ربيعة ومضر والتنكيل بهما جزاء مافعلوا مع إخوته
ووصل الخبر إلي قبيلة نزار
فاجتمع منهم بنو عامر بن صعصعة وبنو وائل تغلب وبكر.
===================
وعندئذ :
جمع (كليب وائل) المقاتلين من فرسان ربيعة ومشاتها ، فيقول الشاعر عنه :
قد فوضوه وساروا تحت رايتـه --- سارت إليه معد من أقاصيهـا
------------------
ثم وضع كليب خطة :
خطة كليب جاءت علي هذا النحو:
يجب تقسيم المقاتلين الي قسمين :
1- القسم الأول يتجه ويرابط في هضبة خزاز
2- القسم الثاني : يمكث علي مضض وترقب في مساكن ومخيمات نزار متأهباً حتي إذا جاء العدو إلي خزاز سارع اليه وقاتله
وبالنسبة للقسم الأول جعل قائدهم هو "سلمة بن خَالد التغلبي " وأمره أن يعلو خزازاً فيوقد بها ليهتدي الجيش بناره.
وقال له: ياسلمة إن غَشِيَك العدُو فأوقد نارَين
وكانت الناران هي إشارة التعريف إلي قدوم القوات اليمنية إلي ديار ربيعة ومضر
وهجمت مذحج على خزاز ليلاً فأوقد سلمة التغلبي النار الًثانية فوق هضبة خزاز
ولم يرسل كليب إلي خزاز كل من تطوع للقتال من قبائل ربيعة ومضر ربما لأن من الصعب حشدهم فوق الهضبة معاً
كما أن إخلاء بيوت نزار من الرجال المحاربين قد يجعل النساء والأطفال هدفاً سهلاً للإغارة والسبي
ولكن أكثر المقاتلين الرجال من نزار انتظروا في بيوتهم زمنهم من يرمقون هضبة خزار باستمرار
ولما رأوا النارين رمز وصول اليمنيين إلي الهضبة صاحوا ببعضهم للاندفاع إلي ساحة الوغي
وأقبل كليب و جموع ربيعة حاملين سيوفهم إلي أرض المعركة بخزاز فوصلوا في الصباح
فالتقوا مع رجال مذحج واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزمت جموع اليمن.
================
وقال أبو زياد الكلابي:
" أخبرنا من أدركناه من مُضَر وربيعة أن الأحوص بن جعفر بن كلاب كان على نزار كلها يوم خزاز ،، وهو الذي أوقد النار على خزاز.
ويوم خزاز أعظَمُ يوم التقـت فيه العرب في الجاهلية.
وأخبرنا أهل العلم منا الذين أدركنا أنه كان على نزار ( الأحوَصَ بن جعفر )، ثم ذكرت ربيعة ههنا أخيراً من الحمر أن كليباً كان على نزار
وقال بعضهم: كان كليب على ربيعة والأحوص على مضر.
ولم أسمع في يوم خزاز بشعر إلا قول عمرو بن كُلثوم التغلبي :
ونحن غداةَ أوقد في خَزَازَى -- رَفَدنا فوق رَفْد الرافدينـا
برأس من بني جشم بن بكر -- ندُقُ به السهولة والحزونـا
تَهددَنـا وتـوعَـدنـا رُوَيداً -- متى كنا لأمك مَقـتَـوينـا
---
وقال أبو زياد: وحدثنا من أدركناه ممن كنا نثق به بالبادية أن نزاراً لم تكن تستنصف من اليمن ولم تزل اليمن قاهرة لها في كل شيء حتى كان يوم خزاز فلم تزل نزار ممتنعة قاهرة لليمن في يوم يلتقونه بعد خزاز حتى جاء الإسلام.
المرادفات:
وقعة خزاز = يوم خزاز = وقعة خزازى
وادي دخنة = منعج قديماً