منتدي لآلـــئ

التاريخ والجغرافيا وتحليل الأحداث
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ملوك النباهنة في عمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

ملوك النباهنة في عمان Empty
مُساهمةموضوع: ملوك النباهنة في عمان   ملوك النباهنة في عمان Icon_minitimeالأربعاء يونيو 23, 2010 9:58 pm



النباهنة اسم جمع و المفرد ‏‏: النبهاني‏

النباهنة الذين هم ملوك عمان سابقاً، هم نباهنة الأزد

النباهنة، الذين بعمان بوادي بوشر في بلدة سنب والحمام وفي سمائل، خصوصاً بمحلة الدن، ليسوا من نباهنة العتيك، بل من نبهان بن عمرو بن الغوث بن طي، فهؤلاء نباهنة طئ.


بنو نبهان :
قبيلة أزدية قحطانية ،
االجد الجامع لأفراد القبيلة هو ( نبهان بن محمد بن عمر بن ذهل بن نبهان بن عثمان بن ‏أحمد بن زياد بن خالد بن طالب بن علقمة بن شعودة بن قيس بن بسر بن زياد بن محمد بن ‏المغير بن زياد بن البحتري بن ذهل بن زيد بن كعب بن الكبيد بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن ‏عمران بن عمرو بن عامر بن حارثة بت امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد )

ملوك عمان من القرن 7هـ حتى القرن 9هـ :


استمر حكم بني نبهان في عُمان لمدة خمسة قرون،
وكان على فترتين:

الفترة الاولى:
عرفت بفترة النباهنة الأوائل
واستمرت أربعمائة عام، وبدأت بوفاة الأمام أبي جابر موسى بن أبي المعالي موسى بن نجاد عام (549 هـ / 1154م). وانتهت بالقضاء على حكم سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني الملك الشاعر المشهور، ومبايعة محمد بن إسماعيل إماماً لعُمان سنة (906هـ / 1500م). وقد تخللت هذه الفترة غزوات وحروب واجهت بني نبهان من الداخل والخارج، بالإضافة إلى تنصيب ألائمة بين فترة وأخرى

الفترة الثانية :
عرفت بفترة النباهنة المتأخرين
استمرت من عام (906هـ إلى 1034هـ/ 1500 إلى 1624م)
وقد تخللتها أحداث مختلفة منها تنصيب الأئمة، والصراع على السلطة بين بني نبهان أنفسهم من جهة وبينهم وبين بعض القبائل العُمانية الطموحة في الوصول إلى الحكم



ملوك النباهنة الأوائل :
سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني.
حسام بن سليمان بن مظفر.
سليمان بن مظفر بن سليمان.
مظفر بن سليمان بن مظفر.
أبو محمد بن نبهان.
كهلان بن عمر بن نبهان.
عمر بن نبهان.
أبو المعالي كهلان بن نبهان.
أبو محمد نبهان بن ذهل.
أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عمر.
أبو المعالي كهلان بن محمد.
أبو عبدالله محمد بن عمر.
أبو اسحاق ابراهيم بن أبي عمر بن معمر
بن محمد بن عمر بن نبهان.
أبو العرب يعرب بن عمر.
أبو الحسن ذهل بن عمر.
أبو القاسم علي بن عمر بن محمد بن عمر بن نبهان.
أبو محمد نبهان بن عمر بن نبهان.
أبو الحسين أحمد بن عمر بن نبهان.
أبو عبدالله محمد بن عمر بن نبهان.

ملوك النباهنة المتأخرون

مخزوم بن فلاح.
مظفر بن سليمان.
عرار بن فلاح.
سليمان بن مظفر.(حكم 1462م)
مظفر بن سليمان.
فلاح بن محسن بن سليمان (من أشهر ملوكهم وانتهي حكمه في نزوي سنة 1626م).
سلطان بن سلطان.
طهماس بن سلطان.
مظفر بن سلطان.
سلطان بن محسن بن سليمان بن نبهان.(بدأ حكمه سنة 1556)


----------------------
المصادر:
وزارة الاعلام العمانية

مصادر أخري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
الأستاذ
Admin
الأستاذ


عدد المساهمات : 3574
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

ملوك النباهنة في عمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملوك النباهنة في عمان   ملوك النباهنة في عمان Icon_minitimeالإثنين يونيو 28, 2010 11:57 pm

------------------------------
عام (549 هـ / 1154م)

بوفاة الأمام أبي جابر موسى بن أبي المعالي موسى بن نجاد
وبداية (فترة حكم النباهنة الأوائل) واستمرت أكثر من 3 قرون
وانتهت هذه الفترة بالقضاء على حكم سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني


------------------------------
أ تدهور الأوضاع الداخلية قد أغرى الفرس لمحاولة إحتلال عمان
هجوم الفرس علي عمان في عهد الملك النبهاني معمر بن عمر بن نبهان
------------------------------

عام (660هـ / 1216م )
ملك عمان النبهاني = (أبو المعالي كهلان بن نبهان )

قام (محمود بن أحمد الكوستي) ملك هرمز بهجوم على عُمان فاستولى على ميناء قلهات، واستدعى أبا المعالي كهلان وطلب منه تحصيل الخراج من العُمانيين وتسليمه إياه، فاعتذر أبو المعالي عن ذلك متعللا بأن عُمان ليست كلها طوع يده فأشار عليه بأن يأخذ قوة من جيشه يجبر بها من لا يدفع الخراج !
، وعندما رأى أبو المعالي كهلان، إصراره على ذلك اخذ يستلطفه راجياً منه العفو عن أهل عُمان، وذلك لعدم استطاعتهم دفع المبلغ الذي طلبه ، فغضب عليه الملك الهرمزي ، وقرب أمراء البدو العُمانيين الذين وفدوا إلى معسكره ، ملبين دعوته ، فأغدق عليهم هداياه من كساء وأموال وطلب منهم نصرته وتنفيذ ما طالب من أموال فوعدوه بذلك

------------------------------
عام (660هـ / 1216م )
مضى (محمود بن أحمد الكوستي) ملك هرمز متوجهاً بجيشه نحو ظفار لمحاربة أهلها
وعند وصول الملك الهرمزي إلى ظفار،تمركز جيش الملك الهرمزي في المناطق الساحلية من ظفار

ثم دارت معركة بين جيش هرمز وأهالي ظفار الذين استبسلوا فاستشهد عدد كبير منهم وقامت قوات ملك هرمز ‏بنهب الأسواق ومنازل الأهالي وسلب ما في أيديهم،وسبي رقيقهم وبلغ عدد السبي إثنى عشر ألفاً
وحملت تلك الأمتعة والأموال المسلوبة والرقيق على السفن إلى قلهات، وأمر الملك الهرمزي ثلث جيشه بمرافقة هذه السفينة على أن يسبقوه إلى قلهات لكي يجتمع جيشه هناك،
أما ملك هرمز ومعه معظم الجيش فتوغلوا في داخل ‏عمان عن طريق البر

ولما وصل جيشه إلى منطقة القرى حيث ‏جبال ظفار الشاهقة تم الإستعانة بعشرة رجال من أهل ظفار كأدلاء للطريق فلما وصلوا ‏بهم إلى داخل عمان هربوا عنهم ليلاً
وعلى حد تعبير أبن رزيق ‏‎:‎‏ (أصبحوا حائرين ‏يترددون في رمال عالية وفيافي خالية)
فتاهو ا في تلك الصحاري الواسعة ونفذ ما معهم ‏من ماء وطعام ونفقت دوابهم من الجوع والعطش وهام ملك هرمز على وجهه في ‏الصحراء فهلك ومعظم جيشه ومن بقي منهم قتل على يد عرب البادية
أما بقية الجيش في قلهات فقد أغار عليهم رجال (قبيلة بني جابر ) وقضوا عليهم ودفنوهم ‏في مقابر جماعية تعرف إلى اليوم بقبور الترك .‏
ونجا نفر قليل من الجيش ‏واصلوا سيرهم حتى وصلوا إلى جلفار ومنها أبحروا إلى هرمز .‏


------------------------------

وفي عام 647هـ/1276م
وخلال حكم عمر بن نبهان أغار الفرس على عمان بقيادة ‏(فخر الدين بن الداية) وأخيه (شهاب الدين ) نجلي حاكم شيراز وعندما نزل الجيش الفارسي ‏مدينة صحار التقى بهم (عمر بن نبهان ) في حي عاصم بمنطقة الباطنة وظل يقاتل حتى ‏إستشهد وثلاثمائة من جيشه
وزحف الغزاة إلى نزوى التي إستولى عليها الغزاة ونهبوا ‏منازلها وسوقها واحرقوا المكتبات وأخرجوا أهل عقر نزوى من منازلهم وحلوا محلهم
‏ثم توجهوا إلى بهلا العاصمة الثانية للنباهنة وحاصروها إلا إنها إستعصت عليهم
وخلال ‏فترة الحصار قتل فخر الدين أحمد بن الداية ،،وكان لقتله أكبر الأثر على معنويات جنده ‏الذين قرروا الإنسحاب من عمان نهائياً بعد أم مكثوا فيها أربعة أشهر عاشوا خلالها ‏فساداً وقتلاً .‏

------------------------------
الفترة (1406-1443)
حكم النباهنة-2


---------------------------
الفترة (1443-1470)
حكم النباهنة-3


---------------------------


وفي عام 866هـ/1462م
أغار الفرس على عمان و ‏طردوا الملك النبهاني (سليمان بن مظفر بن سليمان بن مظفر بن نبهان )
بعد إقصائه عن الحكم على يد الملك الهرمزي (نورشاه بن لقمة )
----------------
وفي عام 866هـ/1462م
إتخذ الفرس من بهلا مقراً لهم
---------------
سليمان بن مظفر يرحل عن عُمان متوجهاً لإلي الأحساء
فر سليمان بن مظفر إلى الأحساء و إتخذها مكانا لإعادة ‏ترتيب جنده

ثم قام سليمان بن مظفر بهجوم شديد على الفرس وتمكن من تحرير عمان وإعادة ملكه
--------------------------
ااقامة ملوك بني نبهان بشرق أفريقيا، ونزوحهم إليها وإقامتهم مملكة نبهانية في بات::
حدث إنقسام داخل الأسرة الحاكمة لعمان من النباهنة لذا فقد رحل سليمان بن مظفر عن عمان إلى شرق إفريقيا
ولجأ إلى مملكة بات، وتزوج هناك من ابنة ملكها المدعو اسحق
ترك سليمان ولديه سليمان وسحام يديران شئون الحكم في عمان
----------------
في بات انتقل الحكم إلي سليمان بن مظفر
الطريق لذلك ربما كان وفاة والد زوجته المدعو اسحق، أو بتنازل الأخير عن الحكم طواعية لابنته ثم لزوجها الذي أسس مملكة بته (بات)

------------------------------
في عمان إشتد ‏الصراع على السلطة بين سليمان وسحام
وإنتهى الأمر بإنتصار الملك الشاعر سليمان بن سليمان، على أخيه سحام
-----------------------------
1480l ??
انفرد بالحكم سليمان بن سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني الأزدي
ولد في النصف الأول من القرن التاسع الهجري ,عاش إلى أوائل القرن العاشر
وقد تعلم القراءة والكتابة والأدب في بلدته بُهلاء

وأبوه سليمان كان ملكا وكذلك جده مظفر لذلك يظهر في شعره الحياة الناعمة ولا سيما حين أصبح ملكاً صور تلك الحياة الناعمة والبساتين والطبيعة

ويظهر في شعره فصاحة اللفظ واضطلاعه على شعراء الجاهلية والإسلام وعلى دراسته للصرف والنحو وغيرها من علوم اللغة
من قصائده الشهيرة :

1.ما بالُ عينك منها الدمع مدرار******** وكأنما فيضها في الخد أنهار
2.أوماء حنّانة وطفاء حلّ بها ********** رعد من الجانب الغربي مهدار
3.أو من تذكر أحباب بهم شحطت ********** عنك العشيّة طيّات وأسفار
4.أم نوح فأخته تبكي أليفتها ************ لها من النوح ترجيع وتكرار
5.أم هاج شوقك من مكتومة طلل ********** تكشفت منه آيات وآثار
6.نعم هو الربع أبكاني وحيّرني *********** وفي المعاهد للمشتاق تذكار
7.معالم الحيّ أبلى ثوب جدّتها ********** بعد الأحبة أرواح وأمطار
8.أوقفتُ فيها المطايا القود********* أسالها وما بها بعد بين الحي ديار
9.فاستعجمت عن جوابي لم تطق خبرا***** وأين من دِمَن عُرّين أخبار
10 . لله أيامنا ما كان أحسنها فيها ******************وللهو إيراد وإصدار
11 0 يا ايها الركب المُزجي مطيّته ************** به تقاذف أوعار فأوعار
12 0 أبلغ لديك ملوك الأرض مالكة **********قد صاغها قائل بالصدق فخّار
13 0متوّج من بني هودالنبي له ********** آباء صدق أقاموا الملك أطهار
14 0 إني نذير لكم مني مجاهرة********* ولا يلام فتى يهديه إنذار
15 0 لابد أن أترك الأقيال ثاوية ********* صرعى لها جارحات الطير زوّار
16 0 أين المفر اكم من ضيغم حكمت************ في لحمكم منه أنياب وأظفار
17 0 مهذب طاهر الأثواب ذو شرف************ للظلم والعدل طوّاء ونشّار
18 0 كم قوّمت نعمتي من مائل وصب *********** كما تقوم قدح النّبعة النار
19 0 حسبي من المال فضفاض وسابحة********* وصارم مرهف الحدّين بتار
20 0 وبيضه مثل نجم الصبح لامعة *********** وذابل قضعبي الصدر خطار
21 0 إني لمن معشر مامسهم جُبُن ******** يوم اللقاء ولم يُهضم له جار
22 0 همُ همُ في العلى والمجد إرثم ********** هاتي الممالك أمجاد وأخبار
23 0 مبّرؤون بهاليل ذوو كرم ***********شُم المعاطس لا خامو ولا جاروا
وكان الشاعر قائدا حربيا حيث قاد بنفسه مجموعة معارك خصومه

-----------------------
ونظرا لحياة الترف وما صاحبها من مجون التي عاشها الشاعر
وما صاحبها من تسلط واستبداد فقد جرّ عليه سخط الناس
الصراع بين سليمان وبين ‏زعماء القبائل لم يتوقف والصراع دار بين سليمان بن سليمان بن مظفر وبين الأئمة، لذا فقد تمكن النباهنة من استغلال الموقف لصالحهم ومن خلال عدة معارك اتسمت مجملها بالمباغتة تمكن النباهنة من إعادة سلطتهم مرة ثانية


------------------------------
سنة (906هـ / 1500م
مبايعة محمد بن إسماعيل إماماً لعُمان
تفاصيل:
إختارت القبائل محمد بن إسماعيل إماماً .‏


بداية فترة حكم النباهنة المتأخرين والتي إمتدت من عام 1500 إلى 1624م ‏
تفصيل :
من الثابت تاريخيا أن سليمان بن سليمان النبهاني الملك الشاعر المشهور، كانت له صفات أزعجت أهل الحل والعقد منه، مما جعلهم يتجهون إلى اختيار رجل يكون أهل لتولى أمور البلاد فكان اختيارهم لمحمد بن إسماعيل الحاضري فبايعوه إماماً لعُمان( سنة 906 هـ / 1500 م)، وذلك لتوسمهم في شخصه كفاءة
----------------------------------




-----------------------------
، خرج سليمان بن سليمان النبهاني على الإمام أبي الحسن بن عبد السلام النزوي.
واستولى على عُمان (بعد ذهاب دولة آبائه النبهانيين) وحكمها مدة
---------------------------------
1506
موت سليمان بن سليمان النبهاني
----------------
1506-1650
حكم البرتغاليين في مسقط
--------------
1550- 1588
حكم العثمانيين في مسقط
---------------

عام 924هـ/1556م

بداية حكم النباهنة في نزوي
تمكن (سلطان بن محسن بن سليمان النبهاني) من ‏إستعادة ملك أجداده وإنتزاع مدينة نزوى عام 924هـ/1556م إلا إنه لم يتمكن من ‏السيطرة على داخلية عمان .‏
-------------------------
1556
تجددت الصراعات مره أخرى وظلت عمان تتنازعها الحروب الأهلية
-----------------

1588
نهاية حكم العثمانيين في مسقط
-----------------------
1600-1624
حكم جديد لبني نبهان
تمكن سليمان بن مظفر ‏بن سلطان من السيطرة على داخلية عمان وإتخذ من مدينة بهلاً مقراً لحكمه
-----------------
ونجح ‏العمانيون في صد هجوم قارس على مدينة صحار
---------------------------
كن ما لبثت الفتن أن أطلت برأسها ‏من جديد ولما كانت مدينة بهلا مقراً لحكم النباهنة فقد حرص كل زعيم منهم على أن ‏ينفرد بحكمها
لذا فقد إنقسمت عمان بين رجال نصبوا من أنفسهم ملوكاً على مدن ‏وقطاعات إتسمت أوضاعها بالضعف وإمتد الصراع إلى منطقة الظاهرة التي كان ‏مسيطراً عليها أبناء الملك (فلاح بن محسن بن سليمان النبهاني)
--------------------------------

بناء حصن الاسود وحصن بيت العود :-
حصن الاسود هو مسجد الصبارة – هو المسجد الجميل الذي تم بنائه منذ الازل يرافق شجرة الصبارة وله حكايات قديمة يقال انه يرفض النائمين ويرمي بهم الى الخارج رمزا للطهارة
وحصن بيت العود هو الحصن الذي بقى شامخا يعاند قصف الرياح
هذا الحصن تم بنائه بأبراج عالية اربعة يقع في منطقة استراتيجة من كهنات القديمة كعادة الحصون المنيعة كان يرتبط بالبوابات القديمة حيث يحيط البلاد سور مرتبط باالبوابات والحصن يوجد فيه بئر ماء ومقر للسجناء وكان سدا منيعا ضد الغزاة فحينما تصعد الى الاعلى تجد ان الجهات اربعة للبلدة واضحة مكشوفة
ويرتبط حصن بيت العود بمسجد الصبارة القديم الذي تم بنائه ايضا في عهد النباهنة ويرجح بناؤه في ظل حكم الملك فلاح بن محسن النبهاني للتشابه بين حصن بيت العود

-----------------------------------

عام (1034هـ/1624م)
نهاية فترة حكم النباهنة المتأخرين ، و بدء دولة اليعاربة (1624-1744) التي أسسها ناصر بن مرشد اليعربي
تفصيل :
بعدما سادت الفوضى ‏وإنقسمت عمان إلى ممالك صغيرة وتدهور الحياة الإقتصادية والسياسية ، ‏إختارأهل الحل والعقد في عمان (ناصر بن مشرد اليعربي ) وعقدوا له الإمامة سنة 1034هـ/1624م
وبذلك ‏بدأت عمان مع الإمام ناصر ومؤيديه مرحلة تلاحم فالإمام الجديد بدأ بتوحيد البلاد لمواجهة الإحتلال البرتغالي

اعتقد أن مواجهة البرتغال لا يمكن أن تكون حاسمة إلا إذا استند إلى جبهة وطنية متراصة ومتماسكة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا إذا خاض حروباً ضارية في سبيل توحيد كل القبائل العربية.
وبما أن منطقة الرستاق هي التي شهدت بعثة إمامة ناصر بن مرشد فقد كان عليه أن يبدأ بها، ولهذا مضى ومعه جمع من أنصاره نحو قلعة الرستاق وكان المالك للرستاق ابن عمه مالك بن أبي العرب اليعربي، وبعد حصار لم يدم طويلاً فتحها الإمام.


ونظراً لثقل المهمة التي كان يقوم بها الإمام ناصر بن مرشد واستعداداً لحروب قد تطول أكثر مما كان يتوقع، لذا فقد كان يقيم في المناطق التي كان يدخلها حصناً أو قلعة بعد أن يترك أحدا من أتباعه لكي يواصل مهمته في ترسيخ مبادئه ومواصلة دعوته التي أخذت تنساب في كل أرجاء عُمان، وقد حققت هذه السياسة تعاظم نفوذ الإمام إضافة إلى عدالته التي كانت مضرب المثل مما دفع المترددين إلى القدوم إليه طالبين بسط سلطته العادلة.
ومما يؤكد صعوبة المهمة التي مضى الإمام في سبيل تحقيقها كثرة الممالك التي أقيمت على مقومات قبلية بحيث يصعب التمييز فيها بين القبيلة والحكومة، وذلك أن الحكم كان بيد شيخ القبيلة الذي كان يطلق عليه تجاوزا ملكاً أو أميراً، أما فكرة الدولة القومية الواحدة والإدارة المركزية فهي من المفاهيم التي لم تتعود عليها القبائل في تلك الفترة.
لعل الإمام ناصر كان يعول أهمية كبيرة على نزوى ولذا فبمجرد أن فتحها فضل أن يتريث لبعض الوقت ويبدو انه كان يتوقع توافد القبائل عليه تجنباً لإراقة الدماء وقد تحقق ما توقعه الإمام.
ومن الظواهر اللافتة للنظر في سياسة الإمام انه كلما حقق قدراً لا باس به من الوحدة راح يتريث ترقباً لرد فعل قد يحول دون الحرب، ولعلها فرصة لإعادة ترتيب جنده ومحاولته العودة لتفقد المناطق التي دخلت في حوزته، وهي سياسة حكيمة تتعدد فوائدها على كل المستويات.
وهكذا استطاع الإمام ناصر بن مرشد خلال سنوات حكمه والتي امتدت حتى(1059هـ/1649م)، أن يحقق لعُمان تماسكها. وكانت محاولاته نحو الوحدة باعثة على تحقيق الأمل الكبير الذي افتقرت إليه البلاد منذ زمن طويل، وينفرد الإمام ناصر بن مرشد بين أئمة اليعاربة بتصديه لهذا الكم الهائل من المشكلات حيث حارب في جبهتين (الساحل والداخل) وعند وفاته في (ربيع الثاني 1059هـ /23 ابريل 1649م) كانت القبائل العُمانية تحت لواء واحد، وعموماً فان فترة الإمام ناصر بن مرشد تعتبر من أغنى وأخصب الفترات في تاريخ اليعاربة، ويعد دوره في سبيل الوحدة الوطنية أساساً لكل الانتصارات اللاحقة ضد البرتغاليين.
وإذا كانت عُمان منذ (1034هـ/1624م) وحتى وفاة الإمام ناصر بن مرشد (1059هـ/ 1649م) قد واجهت حروباً أهلية طاحنة إلا أنها استطاعت أن تخرج منها أكثر تماسكا وقوة وبدأت مرحلة جديدة من الوحدة في ظل حكومة مركزية وانتهى العهد الذي كانت فيه مقسمة إلى دويلات صغيرة تحت رئاسة ملوك ضعاف ارتضوا أن يحكموا دويلات هزيلة، بدلا من أن تقوى بلادهم وتتحد.

وإذا كان الإمام ناصر بن مرشد قد أنجز تحقيق الوحدة الوطنية، إلا أن الوجود البرتغالي على السواحل العُمانية كان في حاجة إلى إمكانيات جديدة تفوق الإمكانيات التقليدية التي استخدمها اليعاربة في سبيل القضاء على الحروب الأهلية والانصياع لسلطة الدولة الموحدة، لقد وقعت كل المعارك التي خاضها الإمام ناصر بن مرشد من أجل الوحدة على اليابسة، أما البرتغاليون فقد كانوا أهل بحار، وطريقتهم في الحرب اعتمدت على السفن التي شهدت طفرة كبيرة منذ الكشوف الجغرافية، ولذا فان سياستهم الاستعمارية اعتمدت على احتلالهم لكثير من المدن والقلاع والحصون التي تقع في طريق البحار والمحيطات دون اللجوء إلى التعمق في اليابسة والذي لا يتناسب وإمكاناتهم البشرية.
أدرك اليعاربة مقدرة عدوهم القادم من أقصى الطرف الأوربي كدولة بحرية خاضت معارك طاحنة في سبيل الحفاظ على مكانتها، ولذا فقد كانت العناية بالأسطول وتنمية الموارد الاقتصادية من الركائز الأساسية التي اعتمد عليها اليعاربة، ولذلك فقد طوروا أسطولهم التجاري والعسكري مستفيدين من خبرة الدول الأكثر تقدماً في هذا المجال وخصوصاً شركة الهند الشرقية البريطانية، حيث أقاموا معها علاقات طيبة مستفيدين من تنافسها مع السياسة البرتغالية في تلك الفترة قبل أن تنشأ سياسة الوفاق الجديدة.
وبمجرد أن انشأ الإمام ناصر بن مرشد اسطوله وانتهى من القضاء على جميع القوى المحلية المناوئة ألقى بكل ثقله في محاربة البرتغاليين حيث انتزع منهم صور وقريات، على يد ابن عمه سلطان ابن سيف اليعربي.
ويبدو أن انتزاع صور وقريات لم تكن مهمة سهلة، فقد كان التباين واضحاً بين حجم وكفاءة القوتين المتنافستين، إضافة إلى أن الوحدة الوطنية لم تكن قد تحققت بما يتناسب وأعباء المواجهة التي كانت تقضي بقدر كبير من الانسجام والتفاهم خصوصاً وان البرتغاليين كانوا قد استردوا أنفاسهم منذ أن طردوا من هرمز 1622م بسبب انشغال القبائل بالحروب الأهلية وقبل كل ذلك قد استجدت على مسرح الأحداث سياسة وفاق جديدة بين البرتغال وشركة الهند الشرقية بدءاً من عام (1044هـ/1634م)، تحولت إلى صداقة متينة وتعاون بين الطرفين وخصوصاً بعد أن استرد البرتغاليون استقلالهم من أسبانيا عام1640م
ومنذ عام (1XXXهـ/1640م ) بدأ ناصر بن مرشد يجني ثمار الوحدة الوطنية فبمجرد أن علمت القبائل بحصار صحار أخذت تستنفر همم شبابها الذين شاركوا في بناء القلعة، وخصوصاً من مناطق لوى وبات وكافة المناطق المتاخمة لصحار، وبينما ضرب العُمانيون حصاراً منيعاً حول صحار، كانت سرية أخرى قد وصلت إلى مسقط بأمر الإمام، وعلى الرغم من أن تلك السرية لم تحقق نتائج حاسمة، إلا أنها أربكت القوات البرتغالية، سواء في صحار أو مسقط مما مهد لسلسلة من الهجمات العُمانية الخطيرة ضد كافة المعاقل البرتغالية.
ففي عام(1053هـ/1643م) استولى الإمام ناصر بن مرشد على مدينة صحار وبنى بها حصناً مقابلاً للحصن الذي يسيطر عليه البرتغاليون، كما نجح العُمانيون في الحصول على عدد من السفن المتقدمة، وكذا الذخيرة والبارود من الإنجليز مما ضاعف من حجم العمليات العسكرية ضد القواعد البرتغالية، وعموماً فلم يصل حجم المساعدات البريطانية لعُمان بما يتناسب وامكانات البرتغال مثل ما حدث في اتفاقية ميناب عام( 1032هـ/1622م)، حيث حاربت بريطانيا بجانب الفرس لتحرير هرمز أما اليعاربة فقد حاربوا في ظروف مختلفة حيث لم يستعينوا بقوة أجنبية إضافة إلى أن البرتغال أثناء طردها من هرمز كانت في ظل التبعية الأسبانية في حين أن العُمانيين قد تضاعف جهودهم بشكل ملحوظ بعد أن استردت البرتغال استقلالها.
وعند وفاة ناصر بن مرشد لم يبق تحت السيطرة البرتغالية إلا مسقط ومطرح وحصن لهم في صحار، وقد حاول الإمام ناصر أن يسترد هاتين المدينتين وبعث بمسعود بن رمضان على رأس جيش بهدف تحريرهما، وتمكن مسعود بن رمضان من الوصول إلى مطرح وضرب عليها حصاراً في وقت تفشى فيه مرض الطاعون وأصيب البرتغاليون بهلع شديد.
ولم يؤد هذا الحصار إلى تحرير مسقط ومطرح وإنما نجم عنه إبرام هدنة جاءت معظم بنودها في صالح العُمانيين.
وقد تضاعفت طموحات العُمانيين وأدركوا أنهم قاب قوسين أو أدنى من تحرير بلادهم من احتلال دام أكثر من مائة وأربعين عاماً، وبوفاة الإمام ناصر بن مرشد كان العُمانيون قد وضعوا أقدامهم عند نهاية الطريق بعد رحلة طويلة من الجهاد والتضحيات وامتد جهادهم إلى جلفار (رأس الخيمة) التي كان البرتغاليون يحتلون إحدى قلاعها بينما الفرس بقيادة ناصر الدين الفارسي يحتلون القلعة الثانية.
بويع الإمام سلطان بن سيف (1059هـ -1649م) بعد وفاة الإمام ناصر بن مرشد ومن البداية أخذ الإمام الجديد يعد العدة للقضاء على البرتغاليين وأدرك أهمية الوقت كعامل هام في الإجهاز عليهم وخصوصاً بعد أن نما إلى علمه إن عدد جنودهم قد نقص نقصاً كبيراً بسبب حملات برتغالية كانت قد أرسلت إلى الهند اعتقاداً بأن موت الإمام ناصر بن مرشد يعد سبباً كافياً لإرجاء أي نوايا عدوانية نحو مسقط ومطرح، إلا أن سلطان بن سيف لم يمكث إلا أياماً قليلة وأسرع متخذاً من طوى الرولة قاعدة للهجوم الشامل عليهم، بينما تحصن البرتغاليون بقلاع وأسوار عالية، حيث رابط جنودهم بعد أن ثبتوا مدافعهم الثقيلة في كل اتجاه، وزيادة في الحيطة فقد حفروا خندقاً عميقاً حول الأسوار، كما بنوا على رؤوس الجبال المحيطة بمسقط ومطرح مجموعة أبراج ثبتوا في داخلها جنوداً أشداء أخذوا يمطرون القوات العُمانية بوابل من نيران مدافعهم.
وكانت الحرب سجالاً بين الفريقين، فلم تكن للبرتغاليين قدرة على مواجهة العُمانيين ولم يكن للعُمانيين قدرة دخول مسقط ومطرح، وأعتمد الجيشان على القنص كلما أتيحت الفرصة لذلك. وهكذا طالت الحرب حتى كاد سلطان بن سيف أن يتراجع عن حصاره، وخصوصاً بعد أن نما الى علمه أن بعض القبائل بدأت تفكر في التراجع عن مساندته.
ولكن حدث شيء لم يكن في الحسبان، إذ أن الإمام سلطان بن سيف قد تلقى معلومات على غاية من الأهمية من العرب القاطنين حول مسقط، مكنته من دخول المدينة ولا يستبعد أن تكون هذه المعلومات كانت تعبر عن حقيقة الأوضاع داخل المدينة خصوصاً عند (نهاية ذي الحجة 1059هـ/ ديسمبر1649م) وهو موعد رأس السنة الميلادية، حيث لم تكن هناك ثمة مراقبة دقيقة مما سهل على العرب مهمة التسلل إلى داخل مسقط، وأطلعوا على أحوال البرتغاليين ونقلوا إلى الإمام ما رأوه، ولم تلبث قوات الإمام أن حاصرت البرتغاليين في قلعة الجلالي، وبعد أن نفذت مؤونتهم اضطروا إلى التسليم وتركوا القلعة، وهذا ما حدث في مطرح أيضاً ولم يبق للبرتغاليين غير سفينتين كانت تحاصران مسقط إلا أن العُمانيين تمكنوا من أسرهما، وعندما وصلت هذه الأخبار إلى السلطات البرتغالية في الهند أسرعت بإرسال أسطول برتغالي كبير ولكنه وصل متأخراً، فقد كانت القلاع وكل الحصون البرتغالية قد تهاوت وسقطت في يد العُمانيين، وأصيب البرتغاليون بخسائر جسيمة، حيث قتل معظم جنودهم، وكل المحاولات التي قاموا بها في الهند لإمداد مسقط باءت بالفشل وبنهاية (1063هـ/1652م) لم يبق البرتغاليون في الخليج، إلا وكالتهم في كنج على الساحل الشرقي من الخليج.
ومع ذلك فلم يفقد البرتغاليين الأمل في استعادة ساحل عُمان، حيث راحوا يدعمون مركزهم في كنج بل واخذوا يتفاوضون مع الفرس على السماح لهم بإنشاء وكالة تجارية في جزيرة هانجام، إلا أن الشروط الفارسية كان مبالغاً فيها، ولذا فقد رفض البرتغاليون العرض الفارسي، ويؤكد لوريمر أن سبب رفض البرتغاليين للعرض الفارسي هو تطلعهم إلى الساحل العربي، حيث كانت تبذل محاولات في هذا الصدد.
لم يكتف العُمانيون بطرد البرتغاليين من سواحل عُمان بل شنوا عليهم حرباً تمثلت في سلسلة من الغارات ضدهم في المحيط الهندي براً وبحراً، وتعرضت المواقع البرتغالية في الهند إلى تلك الهجمات:- بومباي في(1072هـ/1661م) وديو في(رجب1079هـ/نوفمبر1668م) وفي شوال( 1086هـ/الموافق يناير1676م)، وكــذلك في (سنــة1081هـ/المـوافق1670م)، وبــاسين Bassein فــي (1085هـ/الموافق1674م) وامتدت المعارك لتشمل غرب المحيط الهندي حيث خاض الطرفان صراعاً طويلاً للسيطرة على شرقي أفريقيا، فقد اتصل سكان زنجبار الذين ربطتهم عوامل دينية وقومية مع العُمانيين بالإمام سلطان بن سيف من اجل تحريرهم من الاستعباد البرتغالي وبالرغم من الانتصارات التي حققها الإمام سلطان بن سيف في مياه زنجبار، الا أن الجلاء البرتغالي لم يتم إلا في عهد الإمام سيف بن سلطان الذي وضع حجر الأساس لبحرية عُمان الشهيرة التي سيطرت على جميع الساحل الإفريقي الشرقي من (ممباسة) إلى (كلوه) إذ سيطر العُمانيون على ممباسة (1110هـ/1698م) وسيطروا على بيما وزنجبار وبته Patta وكلوه، وكانت (موزمبيق) هي الوحيدة التي قاومت الأسطول العربي العُماني وبقيت بأيدي البرتغاليين إلى القرن العشرين، وقد حاول البرتغاليين استعادة مراكزهم البحرية الضائعة وقاموا بهجوم موحد على زنجبار ومسقط في آن واحد عام (1142هـ/1729م) ولكنهم أصيبوا بهزيمة منكرة، وبذلك انهارت آمال البرتغال في استعادة سيادتها على الخليج والمحيط الهندي، وامتد نفوذ عُمان من جنوب الجزيرة العربية وسواحل شرقي أفريقيا في الغرب إلى سواحل وادي السند في الشرق.
وفي هذه الفترة أصبحت مسقط تتمتع بـ(مركز التوزيع التجاري الرئيسي) لمنطقة الخليج، فأصبحت واحدة من المواني الرئيسية في المحيط الهندي وسواحل الخليج وإيران والعراق والجزيرة العربية، وفي حدوده الغربية امتد هذا النفوذ إلى البحيرات الأفريقية المركزية، وفي الشرق لامس دلتا الكنج.
وهكذا ظهرت قوة عُمان بعد القضاء على الهيمنة البرتغالية بشكل بات يخشاه الجميع، فقد أصبحت السفن العُمانية هي التي تبحث عن سفن الأعداء في مياه الخليج والمحيط الهندي، واضطرت السفن الهولندية والإنجليزية إلى تعزيز دفاعاتها تخوفاً من عرب عُمان، وقد عبر المقيم البريطاني في بندر عباس عن مخاوفه من تنامي قوة عُمان بقوله سنة (1106هـ/1694م): "إنهم سيثبتون أنهم كارثة كبرى في الهند كالجزائريين في أوروبا".
وقد أشارت السلطات الصفوية أيضاً إلى تفوق العُمانيين في هذه الفترة من خلال مذكرة رفعتها إلى الحكومة الفرنسية جاء فيها: (أن تمتعهم بموقع جغرافي مهم يتيح لهم الفرصة للسيطرة على الخليج وهذا يفسر قوة العُمانيين الذين تمكنوا بما يناهز الثلاثين قارباً من الاستيلاء على الغنائم).
ذلك أن الانتصارات التي حققها اليعاربة أثارت فارس التي كانت تتطلع إلى وراثة النفوذ البرتغالي، ولذا فقد تعددت المواجهات العُمانية الفارسية والتي جاءت في صالح اليعاربة، بدرجة أن التجارة الفارسية أصيبت بضرر بالغ مما دفع بالفرس إلى الاستعانة بالقوى الأوروبية بهدف القضاء على منافسة عُمان لها في هذا الميدان واتصلوا بالإنجليز لتحقيق هذا الهدف.
وإذا كان الإنجليز لم يتحمسوا للعرض الفارسي خوفاً على مصالحهم الاقتصادية من الأسطول العُماني، فقد توجهت فارس إلى فرنسا على عهد لويس الرابع عشر وتمخضت الاتصالات عن توقيع معاهدة بينهما في عام (1119هـ/1707م) وكان من بين النصوص السرية التي احتوتها تلك المعاهدة أن يقوم الفرنسيون بإرسال أسطول لمساعدة فارس في غزو مسقط، إلا أن فرنسا ترددت قبل الإقدام على تلك الخطوة بنفس السبب الذي منع الإنجليز من تضامنهم مع فارس، على الرغم من الدبلوماسية النشطة التي مارسها الفرس في محاولة للضغط على لويس الرابع عشر.. وعموما فلم تسفر الاتصالات عن قيام تحالف فارسي فرنسي على الرغم من إبرام اتفاقية جديدة في عام (1127هـ/1715م)، ولعل ما حال دون أقدام فرنسا على تنفيذ بنود المعاهدة الجديدة تلك الفوضى التي اجتاحت فارس وما ترتب عليها من غزو أفغاني لها في عام (1135هـ/1722م)، كانت البرتغال قد أدركت في تلك الفترة أن زمن الضعف العربي قد ذهب وان مواجهة اليعاربة في كل مراحل الصراع قد باءت بالفشل وان استمرار الوضع يعني ضياع كل الممتلكات البرتغالية على سواحل الهند وشرق أفريقيا ولذا فقد راحوا ينسقون مع الفرس في محاولة لقيام تحالف عسكري يكون قادرا على ضرب اليعاربة.
وقد أدرك سلطان بن سيف خطورة هذا التحالف الجديد، ولذا فقد عجل بضرب البرتغاليين وتصفية نفوذهم، وقسم أسطوله إلى قسمين أحدهما توجه إلى شرق أفريقيا حيث نجح في انتزاع ممباسا (1110هـ/1698م) تمهيداً لانتزاع الجزيرة الخضراء وكلوه. أما القسم الآخر من الأسطول فقد توجه إلى الهند، حيث نجح في تدمير الوكالة البرتغالية في مانجالور على الساحل الهندي.
وهكذا استطاع اليعاربة كسر شوكة البرتغاليين وإنهاء سيادتهم الاحتكارية والقضاء على مراكزهم الاستراتيجية سواء على الشاطئ الأفريقي أو على سواحل الهند، ويقرر المؤرخ الإنجليزي كوبلاندCoupland إن البحرية العُمانية مع مطلع القرن السابع عشر وصلت إلى درجة من القوة يحسب حسابها من مثل الأساطيل الإنجليزية والهولندية . وبكل المقاييس فقد نجح العُمانيون وحتى نهاية عهد سلطان بن سيف الثاني عام (1130هـ/1718م) في إيجاد قدر كبير من التوازن الدولي انعكست نتائجه على كل المستويات، وترك انطباعاً هائلاً لدي الأوربيين عن هيبة الدولة، حيث عملت العديد من القوى الأوربية على كسب ودها، ولعل الازدهار الاقتصادي الذي وصلت إليه دولة اليعاربة ومكانة أسطولها البحري كان نتاجاً طبيعياً لقوة الدولة وحجم ثقلها البحري في كافة البحار الشرقية، في ظل جو مناسب من الألفة لدى عناصر السكان في عُمان، وبات الناس في أمن على حياتهم وارزاقهم.
وإذا كان اليعاربة قد نجحوا كل النجاح في تحقيق هذا الازدهار الذي يترتب على انهيار النفوذ البرتغالي وكسر احتكاره لتجارة المنطقة، فأن من المفيد في هذا المجال أن نعرض للأسباب التي أدت إلى انهيار هذا النفوذ ومكن اليعاربة من هذا النجاح، والحقيقة فإن الأسباب التي عجلت بانهيار النفوذ البرتغالي في عُمان والخليج عديدة منها:-
أولاً:
طبيعة الاستعمار البرتغالي للمنطقة التي كانت ترتكز على سلسلة من القواعد العسكرية الواقعة على الطريق البحري بين الهند والبرتغال، فلم يتوغل البرتغاليون في عمق البلاد التي استعمروها، وما كانوا يستطيعون ذلك لقلة عدد سكان البرتغال, ولاتساع إمبراطوريتهم وكان الإبقاء على تلك القواعد في أيديهم مرهون بقوة البحرية البرتغالية فلما ضعفت ضاع كل شيء.
ثانياً:
كانت حركة المد البرتغالي تمثل الموجة الاستعمارية الاولى المتعطشة للغزو ونهب ثروات الشعوب وكان الميدان خالياً أمامها، فلما دخلته قوى أوروبية أخرى أكثر منها قوة مثل هولندا وبريطانيا وفرنسا، ولا تقل عنها تطلعاً في أن يكون لها نصيب في الغنيمة يتفق مع ثقلها السياسي والعسكري، لم تقو البرتغال على الصمود أمام هذه القوى الطامعة.
ثالثا:
حسن اختيار العُمانيين للظروف الدولية المناسبة لتوجيه ضرباتهم القاضية ضد الوجود البرتغالي في عُمان فالتنافس الذي ساد العلاقات بين البرتغاليين من جهة والفرس والهولنديين والإنجليز من جهة أخرى، ورغبة الفريق الثالث في القضاء على النفوذ البرتغالي وإبعادهم عن الخليج ساعد العُمانيين إلى الحد الكبير.
رابعا:
اتبع البرتغاليون سياسة الشدة والبطش في معاملاتهم للشعوب التي حكموها وقيامهم باستنزاف ثرواتها ومواردها مما زاد في كراهية الشعوب لهم وجعلها تتحين الفرص المناسبة للخلاص من نيرهم.
خامسا:
ازدياد قوة العُمانيين وثقتهم بأنفسهم وتفوقهم في الملاحة البحرية إذ أدرك العُمانيون حقيقة الصراع بينهم وبين البرتغاليين انه صراع بحري أولاً وقبل كل شيء.. ولذا فقد اعدوا أسطولاً بحرياً مدرباً ومنظماً أمكنهم أن يتغلبوا على أهم نقاط القوة لدي البرتغاليين وكان من أهم العوامل التي أدت إلى القضاء على النفوذ البرتغالي في عُمان والمحيط الهندي.
سادساً:
الوحدة الوطنية باعتبارها الدرس الأول الذي التزم به ناصر بن مرشد وبغير الوحدة لن تتحقق المصالح العليا للبلاد، وفي سبيل الالتزام بهذا المبدأ خاض الإمام حروباً ضارية ضد أنصار التجزئة كما سبق القول.
سابعاً:
عناية اليعاربة باستثمار كل مقومات النجاح، وكانت الزراعة في مقدمة اهتماماتهم حيث شقت الأفلاج وتم جلب كثير من المحاصيل الزراعية من شرق أفريقيا ونجاح تجربة زراعتها بشكل ملحوظ مما أوجد رواجاً اقتصادياً.
ثامناً:
عناية اليعاربة بتوفير كل مقومات النجاح لحركة التجارة بعد أن تم القضاء على سياسة الاحتكار التي ابتدعها البرتغاليون وباتت التجارة العُمانية جزءً من حركة التجارة الدولية وهو ما عاد على عُمان بفوائد اقتصادية مهمة.
أسباب كثيرة كما نرى أدت وساعدت على القضاء على النفوذ البرتغالي سواء في عُمان أو في الساحل الشرقي لأفريقيا، بل وفي المحيط الهندي كله وكما رأينا فقد كان للعُمانيين في عهد اليعاربة الدور الهام في القضاء على الوجود البرتغالي الذي استمر قرابة قرن ونصف من الزمان.
وكما كان هنالك أسباب أدت إلى القضاء على النفوذ البرتغالي، فهنالك أيضاً نتائج على درجه كبيرة من الأهمية ترتبت على ذلك وعلى خروجهم من عُمان بالذات وأثرت تأثيراً عميقاً على المنطقة كلها، ويمكن إجمال هذه النتائج فيما يلي:-
أولاً:
إن نجاح العُمانيين في إجلاء البرتغاليين من أرضهم قد رفع روحهم المعنوية وأشعرهم بقوتهم وبمدى ما يمكن أن يقوموا به وهيأت لهم هذه الفرصة أن يلعبوا دوراً بارزاً في النشاط البحري في المنطقة ولا سيما منذ منتصف القرن السابع عشر وحتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
ثانياً:
افلح العُمانيون في القضاء على سياسة الاحتكار التي انتهجها البرتغاليون وحققوا مبدأ حرية التجارة لجميع الأجناس، فعاد الانتعاش الاقتصادي إليهم وساعدهم هذا على أن يصبحوا قوة مؤثرة في منطقتهم بل وفي شرق أفريقيا كذلك.
ثالثاً:
تطلع الفرس في أن يحلوا محل البرتغاليين وان تكون لهم الزعامة الإقليمية عن طريق إقامة نسيج متداخل من تضارب المصالح مع الفرس والبريطانيين تارةً وتوافقها تارةً أخرى.
وهكذا نرى أن هنالك نتائج عديدة وهامة نتجت عن طرد البرتغاليين من الخليج، وكانت الوحدة الوطنية التي حققها اليعاربة الأوائل هي محور الزوايا في هذا النجاح العظيم، وأيضاً تحقيق كثير من الإنجازات الداخلية التي تمت في عهد اليعاربة الأوائل، وفي عهد من خلفهم من الأئمة وأولهم

-------------------------
------------------------------
سنة 1626م

انتهاء حكم (فلاح بن محسن بن سليمان) في نزوي
وهو من أشهر ملوك النباهنة
-------------------------------
1649
نهاية عهد الامام الإمام ناصر بن مرشد
--------------------------
1650
نهاية حكم البرتغاليين في عمان

----------------------------------


(يوم الجمعة 16 من ذي القعدة 1091هـ / منتصف ديسمبر1680م):
بويع بلعرب بن سلطان بن سيف بالإمامة بالإجماع
وقد سار سيرة حسنة، وكان جواداً كريماً وعمر بلدة جبرين وعمق فلجها واستصلح أراضيها.
وقام ببناء حصن جبرين الشهير واعتنى به اعتناءاً كبيراً من حيث هندسة بنائه وزخرفته وتحصيناته وتقسيماته واتخذه مقاما له ومركزا لدولته، كما انشأ فيه مدرسة ارتادها الطلاب لتحصيل العلم والمعرفة.
وهكذا كانت السنوات الاولى من فترة حكم الإمام بلعرب استمراراً لفترة الازدهار والاستقرار والرخاء التي أنعمت بها عُمان في عهد دولة أبيه الإمام سلطان بن سيف، ولذلك حافظ الإمام بلعرب على الدولة التي وليها بعد أبيه، واستمر في سياسة الإعمار والبناء،
--------------------------------------

في السنوات الأخيرة من فترة حكم بلعرب بن سلطان خرج عليه أخوه سيف بن سلطان مطالباً إياه باعتزال الحكم، ومن ثم بدأت عوامل الهرم تسري في هذه الدولة منذ تلك الفترة، وبدأت تسير في غير المسار الذي كانت عليه بالنسبة لعملية اختيار القادة وتوليتهم في عهد اليعاربة، وابتلي أهل عُمان بخروج سيف على أخيه الإمام المنتخب، الذي خرج من نزوى متجهاً ناحية الشمال، ثم عاد إلى نزوى ولكن أهلها في تلك الفترة كانوا قد انحازوا إلى جانب أخيه سيف بن سلطان وأحالوا بينه وبين دخول المدينة، وتوجه إلى جبرين حيث حاصره أخوه سيف في هذا الحصن ولما طال أمد الحصار ورأى أكابر عُمان عجز الإمام عن التصدي لأخيه استسلموا للأمر الواقع فعقدوا الإمامة لأخيه سيف بن سلطان بن سيف بن مالك، وقد بويع بالإمامة بعد وفاة أخيه الإمام بلعرب
------------------
و واصل الإمام سيف بن سلطان بن سيف بن مالك، سيرة سابقيه كما تابع سياسة مقاومة البرتغاليين بشرق أفريقيا والهند.
لقد عمل الإمام سيف على إعمار عُمان حيث قام بحفر أفلاج جديدة تزيد على خمسة عشر فلجاً كفلج البركة وفلج البزيلي في الظاهرة وفلج الحزم وأفلاج جعلان بني بو حسن، على أن بعض هذه الافلاج كانت صغيرة وغير عميقة فعمل على تعميقها وتوسع في زراعة المحاصيل كالقمح والشعير والحلبة والخضروات
، كما أهتم بزراعة قصب السكر وكان يشرف بنفسه على عملية الزراعة وسيرها،
كما غرس عددا كبيرا من أشجار النخيل والفواكه كالانبا ( المانجو ) وبعض أشجار العطور والزهور كالورس والزعفران واستقدم من أفريقيا النحل
ونتيجة لهذه السياسة اتسعت الأراضي الزراعية المملوكة لبيت المال وزادت إيرادات الدولة زيادة كبيرة
--------------------------------
في (شهر رمضان سنه 1123هـ/1711م) :

مات الإمام سيف بن سلطان بعد أن وصلت عُمان في عهده درجة كبيرة من الاستقرار والامتداد إلى مناطق خارج شبة الجزيرة العربية حيث كان يمتلك قوة عسكرية ضاهت القوى الأوربية المعاصرة لها.
------------------------------
ومن أهم الأعمال التي قام بها الإمام سلطان بن سيف الثاني:
تحرير البحرين من الفرس الذين كانوا قد إحتلوها، وقد مهد الإمام لتحقيق هذا الإنجاز بتقوية قبضته على بعض الجزر التي تقع في مدخل الخليج مثل جزيرة لاركا والقسم وهرمز، وكذلك على بعض المدن الفارسية الهامة مثل لنجه وبندر عباس ثم جهز جيشاً بقيادة الشيخ حمير بن سيف بن ماجد
وزحف هذا الجيش على البحرين ودارت معركة كبيرة بين الفريقين كان النصر فيها للجيش العُماني
مما أدى إلى خروج الفرس من البحرين وتقلص نفوذهم في الخليج،

ومن أشهر الأعمال التي قام بها الإمام لتدعيم نفوذه في البحرين بناء قلعتها المشهورة والتي تسمى قلعة عراد، وقبل وفاته كان التواجد العُماني قد امتد إلى الخليج كله والساحل الهندي وشرق أفريقيا كما كانت بعض بلاد العرب على البحر الأحمر تحت نفوذه.
---------------------------------

الأربعاء الخامس من جمادى الآخرة سنه(1131هـ/مايو 1718م) :
مات الإمام سلطان بن سيف الثاني في حصن الحزم
وبذلك دامت إمامته سبع سنوات وبضعة شهور.
وبوفاته بدأ تصدع الوحدة الوطنية ونهاية دولة اليعاربة، تخللها
--------------------
------------------------------
1718-1719
الحرب الأهلية في عمان
------------------------------
1719-1747
حكم الصفويين في عمان
---------------------------
1747
بداية حكم البوسعيد في عمان
---------------------------

عام (1145هـ-1732م):
عودة الفرس إلى عُمان بناءاً على طلب سيف بن سلطان اليعربي الذي استنجد بهم لإعادته لحكم عمان
وبهذا تكون بداية النهاية لعهد اليعاربة.

-----------------
ويعتبر نادر شاه أول من أسس من الحكام الفرس قوة بحرية في مياه الخليج واسند قيادتها إلى لطيف خان وكان هذا القائد يتطلع في توسعاته إلى الساحل العربي من الخليج، واتخذ من طلب سيف بن سلطان باباً ينفذ منه إلى احتلال عُمان وإخضاعها إلى الحكومة الفارسية، وقد رحب نادر شاه بهذه الفكرة وأمر بتشكيل قوة بحرية وبرية للتوجه إلى عُمان وبذل كل ما في وسعه لإنجاح هذه المهمة حيث أشرف بنفسه على إعدادها وتجهيزها، كما أمر بتشكيل هيئة لدراسة المنطقة تكون عوناً للقوات الفارسية ولتمدها بالمعلومات اللازمة، وكان نادر شاه يهدف من ذلك إلى ضم عُمان والبحرين إلى فارس إضافة إلى طموحاته في السيطرة التامة على مياه الخليج.
------------------------------------
وفي (منتصف ربيع الأول 1150هـ/14مارس 1737م):
أبحرت القوات الفارسية المؤلفة من أربع سفن كبيرة وسفينتين متوسطتين وعدد كبير من السفن والزوارق الصغيرة بقيادة لطيف خان، واكتشف سيف فيما بعد أن هذه القوات لم تأت لمساعدته وإنما جاءت لإخضاع عُمان للسيطرة الفارسية،
وفي هذه الأثناء قام بعض رؤساء القبائل بالصلح بينه وبين بلعرب بن حمير على أن يتنازل بلعرب عن الإمامة لسيف حقنا للدماء وإنقاذاً لعُمان من الغزو الفارسي.وصار سيف بن سلطان إماماً للمرة الثانية واختار الشيخ احمد بن سعيد البوسعيدي (مؤسس الدولة البوسعيدية) والياً على صحار،
---------------------
سيف بن سلطان لم يلبث أن أساء السيرة وأحدث أحداثاً مخالفة للشريعة الإسلامية،
=================
سنة (1154هـ/1741م) :
عزل العمانيون سيف بن سلطان ونصبوا سلطان بن مرشد اليعربي إماماً
---------------------------
سنة (1154هـ/1741م)

اغتاظ سيف بن سلطان من عزل رعيته له ، ولم يري حلاً إلا أن قام بالاستنجاد بالفرس للمرة الثانية،
--------------------
بعث نادر شاه إمدادات أخرى لقواته بقيادة محمد تقي خان
وقد وعد سيف بن سلطان الحكومة الفارسية بأنه سوف يقدم ولاء الطاعة ويعترف بالسيادة الفارسية على عُمان ويدفع الضرائب والإتاوات لها إذا تمكنت من إعادة حقوقه.

وعلى الرغم من التجارب السابقة لسيف بن سلطان مع القوات الفارسية التي جاءت إلى عُمان بزعم نصرته ولكنها ما جاءت إلا لتحقيق أهداف توسعية. وبهذا فانه فقد ثقة العُمانيين ومنهم بعض أعوانه المقربين.

. أما الإمام سلطان بن مرشد فقد سار إلى صحار ليتعاون مع واليها (أحمد بن سعيد البوسعيدي) لمواجهة قوات (نادر شاه).

وان دلت هذه الأحداث التي جرت في عُمان من الخلافات الأسرية والعصبية القبلية والتدخل الفارسي على شيء فإنما تدل على أن أسرة اليعاربة التي استطاعت أن تجعل عُمان تتمتع بالازدهار والنمو الاقتصادي طيلة قرن من الزمان، قد وصلت إلى نهايتها بسبب مغامرات القادة الأواخر وسوء تصرفاتهم.
---------------------

توفي الإمام سلطان بن مرشد في حصن صحار حيث يوجد أحمد بن سعيد نتيجة إصابته في مواجهة مع الفرس

، أما سيف بن سلطان المخلوع فقد توفي بعد ذلك بقليل بعد أن لام نفسه على فعلته الشنعاء وظهر له أن الفرس لم يأتوا لمساعدته وإنما للاستيلاء على عُمان وأصابه من ذلك هم وحزن ولكن بعد فوات الأوان، وكان على أحمد بن سعيد أن يظل في الساحة في مواجهة الفرس الذين كانوا محاصرين صحار ومسقط.

وقد استمر حصار القوات الفارسية لمدينة صحار تسعه أشهر واستطاع واليها احمد بن سعيد أن يقاوم الغزاة على الرغم من أن إمداداته قد أوشكت على النفاذ

وظلت القوات الفارسية تقذف المدينة ليلاً ونهاراً بالمدافع الثقيلة،

و فقد أحمد بن سعيد الأمل في وصول إمدادات من قبل القبائل العُمانية.

--------------------------
في جمادى الأولى (1155هـ/يوليو1742م)

ابناء علي طلب أحمد بن سعيد عقد الهدنة فقد انعقدت إتفاقية بين الجانبين الفارسي والعُماني في هذا الشهر

ولم تكن هذه الاتفاقية استسلاماً وكان الوالي أحمد بن سعيد يهدف من وراء هذه الاتفاقية إلى :-
(1) وقف إراقة دماء المسلمين بعد أن نفذت جميع المؤن والعتاد والذخائر الحربية الموجودة في الحصن.
(2) إعادة بناء قواته استعداداً لمواجهة الجولة الثانية بهدف التحرير لشامل.
(3) بعد وفاة الإمام سلطان بن مرشد شغر منصب الإمامة حيث وجد الوالي احمد بن سعيد أن أسرة اليعاربة لا يمكنها الاستمرار في إدارة الدولة فخشي أن يحتدم الصراع وتشتد الفتن في عُمان نتيجة لهذا الفراغ السياسي وخاصة إذا ما استمرت المعارك مع الفرس.
(4) إعادة توحيد الأقاليم والمدن العُمانية التي أصبحت منقسمة إلى شبه دويلات وإمارات صغيرة، حتى يمكنه مواجهة الفرس على رأس جبهة قوية موحدة.
وبذلك نجح احمد بن سعيد في توطيد مركزه وضمن تأييد القبائل العُمانية، هذا إلى جانب أن الحكومة الفارسية قد اعترفت رسمياً به كحاكم لعُمان حيث أصبح الطرف الرئيسي في هذه الاتفاقية.
وهكذا تزعم أحمد بن سعيد حركة التحرير ضد الفرس، كما أحس شيوخ عُمان أن الأوضاع قد ساءت وان عُمان بحاجة إلى إمام قوي يستطيع أن يوحد البلاد ولا سيما أن المذهب الأباضي لا يجيز وجود أكثر من إمام للدولة.
----------------------------
في ربيع الآخر من عام (1157هـ/1744م)،
حاول دعاة إحياء الدولة اليعربية إعادتها بعد وفاه سيف بن سلطان فاجتمع شيوخ وأعيان نزوى وعقدوا البيعة للسيد بلعرب بن حمير اليعربي
وأعلنت مجموعة من المدن العُمانية الولاء للإمام الجديد مثل بهلاء ونزوى وأزكي، بينما تحفظ البعض عن الاعتراف به،
------------------
ولم يمض وقت طويل على بلعرب بن حمير اليعربي حتى انصرف عنه العُمانيون.
وبذلك بدأ نجم أحمد بن سعيد يعلو في عُمان وكان محل تقدير جميع القبائل العُمانية والأعيان الذين كانوا يتطلعون إلى تحرير بلادهم من الغزاة وإعادة الأمن والاستقرار .
-------------------------------

1744
وفاه سيف بن سلطان
وبهذا فقد الفرس نصيرهم كذلك تعاظمت المشاكل والقلاقل الداخلية في فارس، مما أجبر حكومة نادر شاه علي سحب قسم من جنودها الرابطين في عُمان لمواجهة تلك المشاكل،
ضعف الحامية الفارسية في عمان جعل من السهل على أحمد بن سعيد تحقيق طموحاته وكان سياسياً فطناً، وعلى الرغم من أن الكثير من العُمانيين قد اندهشوا لما كان يقوم به من إكرام الفرس، ألا أنهم أدركوا في النهاية ما كان يدبر للفرس لتحرير بلاده منهم
---------------------------------------
في عام (1157هـ/1744م)،
خروج الفرس من عمان
هذا أدى إلى عقد العمانيين البيعة بالإمامة لأحمد بن سعيد بن محمد بن سعيد البوسعيدي في نفس العام وقامت الدولة البوسعيدية
، وفي ذلك يقول ابن زريق (إن أحمد بن سعيد لما آل إليه أمر عُمان كله، وعول أهلها عليه، أجتمع أكابر الرستاق وسائر أكابر عُمان، فاتفقوا على عقد الإمامة لأبي هلال الإمام المعظم، الفاضل الممجد، أحمد بن سعيد بن محمد السعيدي الأزدي العُماني الاستقامي الأباضي المذهب، وكان ذلك في عام (1157هـ/1744م).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pearls.yoo7.com
 
ملوك النباهنة في عمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ماهي الحقيقة وراء مظالم النباهنة
» تاريخ عمان
» شخصيات من سلطنة عمان
» قائمة حكام عمان
» سلطنة عمان - سنة 1856

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لآلـــئ :: الأرشيف :: بعض :: من أرشيف 2010-
انتقل الى: